تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ولادة موت في وطن العناكب



فاطمة جرارعة
19-11-2008, 07:29 AM
ولادة و موت في وطنُ العناكب


و قالوا غداً يا رُبى تكبُرين
و يُزهرُ فوقَ خدودك وردٌ
و يَبْسُمُ في ثغركِ الياسَمين
و قالوا غداً تُصبحين عروساً
بعينٍ تلألأ فيها الأملْ
و رمشٍ كحيلٍ
و قدٍّ جميلْ
و شَعرٍ -كليْلِ بلادي- طويل
و قالوا:... و قالوا:...
و كم أوهموني
بأنّيَ سوفَ أعيشُ طويلاً
و ما أيقنوا أنني قد وُلدتُ
و عُمري أُلوف
و قبل الولادةِ جرّبتُ موتيْ
و بعد الولادةِ سوفَ أموت
و بين المماتينِ ومضةُ عينٍ
تُسمّى (حياتي) التي يدّعون
سنونٌ ستمضي,,سريعاً ستمضي
و بعدَ المماتِ سأُولدُ أُخرى
بشكلٍ جديدٍ و لونٍ جديدْ
نعم يتغيّرُ شكلي و لوني
و لكنّ همّيَ لن يتغيّر
فطينةُ أرضيَ معجونةٌ بالأسى و الهُموم
هيَ الأرضُ أُمّي
و أُمي مريضة
و نحنُ نُكابرُ حينَ نقولُ:
(ستشفى المريضةُ من كلّ داءٍ)
و سُكّانُها يزرعون الفِتَن
و أبناؤها في نزاعٍ عنيف
ففي الأمسِ كانوا رجالاً
و لكن!!!!
تلاشى الرجال
و أمست بلادي
بيوتَ العناكبِ
تأكلُ فيها الإناثُ الذكور
و يأكلُ أبناؤها بعضهم
و يأكلُ فيها القويُ الضعيف
:
:
بلادي وجودٌ بلون اليباب
عمارٌ بلادي بطعمِ الخراب
ربيعُكِ أُميَ صارَ خريفاً
و أيُّ خريفْ,,
:
رجالُكِ أُمّيَ في الأمسِ كانوا رجالاً ولكن
.................
.................
.................
دماءٌ بريئةْ
تُسربلُ شُطآن بوحي الشفيف
و أذكرُ أمسي
فأخنق بين الرموش الدموع
ظلامٌ و ظلمٌ يسودُ الحياةَ
فكيفَ سأكبرْ؟؟
سحابٌ يخبّئُ شمس بلادي
فكيف سأكبر؟؟
و يزدادُ فيّ يقينٌ شديدٌ
بأنّ الظلام سيبني قلاعاً على أضلعي
ويجبل طين القلاعِ الحصينةِ بالأدمعِ
و يزدادُ فيّ يقينٌ شديدٌ
بأنّ الهُمومَ ستبقى معي
و أنّي غداً
سوف أخرجُ من رحمِ أمي المريضةْ
و عمري ألوف

سالم العلوي
19-11-2008, 08:23 AM
و يزدادُ فيّ يقينٌ شديدٌ
بأنّ الهُمومَ ستبقى معي
و أنّي غداً
سوف أخرجُ من رحمِ أمي المريضةْ
و عمري ألوف

يا فاطمة أيتها الشاعرة الحزينة الشفيفة الرقيقة
خففي من لوعتك أخيّة
وإن كان قدرنا أن نبقى نكابر ونردد .. ستشفى المريضة من كل داء
فالمكابرة التي من هذا النوع - أيتها الكريمة - مراغمة للباطل وأهله .. مهما طال الزمان بنا وبهم ..
ووالله .. والله .. والله ... ستشفى المريضة من كل داء
يقينا لا يتزعزع في صدورنا .. ووعدا حاسما جازما من رب الأرض والسماوات .. فمهلا أخية ..
وفي زعمي أن ما يحدث اليوم ما هو إلا المخاض الذي يسبق الولادة .. فرفقا بنفسك رفقا أخية ..
لك خالص التقدير والتحية
ودمت بإبداع وألق
وغدا سنسمع قصائد النصر من فاطمة بإذن الله

ريمة الخاني
19-11-2008, 08:31 AM
و كم أوهموني
بأنّيَ سوفَ أعيشُ طويلاً
و ما أيقنوا أنني قد وُلدتُ
و عُمري أُلوف
و قبل الولادةِ جرّبتُ موتيْ
و بعد الولادةِ سوفَ أموت
و بين المماتينِ ومضةُ عينٍ
تُسمّى (حياتي) التي يدّعون
سنونٌ ستمضي,,سريعاً ستمضي
و بعدَ المماتِ سأُولدُ أُخرى
بشكلٍ جديدٍ و لونٍ جديدْ

جذبني العنوان والغرض الشرعي رائع جدا,رغم الاطاله بالنص ,و استمتعت به جداجدا
لك كل التقدير اخيه

لطفي الياسيني
19-11-2008, 09:47 AM
الفاضلة فاطمة
شكرا لك على هذا الابداع الشعري المميز

حازم محمد البحيصي
19-11-2008, 10:15 AM
أيتها الفاطمة السامقة الشاعرة
هونى على نفسك أخيتى
والله لانك تحملين من الهموم الجبال
ومن الاوجاع عدد الحصى والرمال
هذه قصيدة تتغلغل فى القلب والجدان
وتثير الكثير الكثير من الاحزان

ولكن !!!

ابتسمى فان الوجود جميل
تقبلي مرورى واعجابي
تحيتى لك ولطيب حرفك

أحمد وليد زيادة
19-11-2008, 05:04 PM
الأخت الكريمة فاطمة،،

رائع ما قرأتُ هنا


لا فضَّ فوكِ ولا عدمناكِ...


تحاياي

فاطمة جرارعة
23-11-2008, 06:49 AM
و يزدادُ فيّ يقينٌ شديدٌ
بأنّ الهُمومَ ستبقى معي
و أنّي غداً
سوف أخرجُ من رحمِ أمي المريضةْ
و عمري ألوف
يا فاطمة أيتها الشاعرة الحزينة الشفيفة الرقيقة
خففي من لوعتك أخيّة
وإن كان قدرنا أن نبقى نكابر ونردد .. ستشفى المريضة من كل داء
فالمكابرة التي من هذا النوع - أيتها الكريمة - مراغمة للباطل وأهله .. مهما طال الزمان بنا وبهم ..
ووالله .. والله .. والله ... ستشفى المريضة من كل داء
يقينا لا يتزعزع في صدورنا .. ووعدا حاسما جازما من رب الأرض والسماوات .. فمهلا أخية ..
وفي زعمي أن ما يحدث اليوم ما هو إلا المخاض الذي يسبق الولادة .. فرفقا بنفسك رفقا أخية ..
لك خالص التقدير والتحية
ودمت بإبداع وألق
وغدا سنسمع قصائد النصر من فاطمة بإذن الله


أخي الفاضل

و الله إن يقيني في شفاء الأمّ كبير

و لكن يقيني في أنها لن تشفى اليوم -و أبناؤها يذبح بعضهم بعضا- أقوى و أكبر

و عساها تكون شدّة و يكون بعدها الرخاء

أشكركَ على حضورك العبق

ودّي و تقديري

لطفي الياسيني
23-11-2008, 12:54 PM
تحية الاسلام
حضورك المميز في هذا الموضوع
ترك اثرا كبيرا في صميم الفؤاد
لك كل تحايا المسجد الاقصى المبارك
وتحايا المرابطين الذين ما زالوا على العهد قابضين على الجمر
الى ان يزول الاحتلال الصهيوني البغيض
وتتحرر المقدسات من رسغ المحتل وزبانيته قتلة الانبياء والمرسلين
دمت بحفظ المولى
باحترام تلميذك
ابي مازن

خالد الهواري
23-11-2008, 03:40 PM
وتخنقين الدموع بين الرموش
وأن قيدوك بالف قيد من شجن
ستظل الريح تحمل في الفلوات
دخان الوجع
تذري في عين الياس رماد الشوق فنعود حول
الام تتعال ضحكات صغارنا في عين المساء
خالد الهواري

يسرى علي آل فنه
23-11-2008, 03:51 PM
ولادة و موت في وطنُ العناكب
و قالوا غداً يا رُبى تكبُرين
و يُزهرُ فوقَ خدودك وردٌ
و يَبْسُمُ في ثغركِ الياسَمين
و قالوا غداً تُصبحين عروساً
بعينٍ تلألأ فيها الأملْ
و رمشٍ كحيلٍ
و قدٍّ جميلْ
و شَعرٍ -كليْلِ بلادي- طويل
و قالوا:... و قالوا:...
و كم أوهموني
بأنّيَ سوفَ أعيشُ طويلاً
و ما أيقنوا أنني قد وُلدتُ
و عُمري أُلوف
و قبل الولادةِ جرّبتُ موتيْ
و بعد الولادةِ سوفَ أموت
و بين المماتينِ ومضةُ عينٍ
تُسمّى (حياتي) التي يدّعون
سنونٌ ستمضي,,سريعاً ستمضي
و بعدَ المماتِ سأُولدُ أُخرى
بشكلٍ جديدٍ و لونٍ جديدْ
نعم يتغيّرُ شكلي و لوني
و لكنّ همّيَ لن يتغيّر
فطينةُ أرضيَ معجونةٌ بالأسى و الهُموم
هيَ الأرضُ أُمّي
و أُمي مريضة
و نحنُ نُكابرُ حينَ نقولُ:
(ستشفى المريضةُ من كلّ داءٍ)
و سُكّانُها يزرعون الفِتَن
و أبناؤها في نزاعٍ عنيف
ففي الأمسِ كانوا رجالاً
و لكن!!!!
تلاشى الرجال
و أمست بلادي
بيوتَ العناكبِ
تأكلُ فيها الإناثُ الذكور
و يأكلُ أبناؤها بعضهم
و يأكلُ فيها القويُ الضعيف
:
:
بلادي وجودٌ بلون اليباب
عمارٌ بلادي بطعمِ الخراب
ربيعُكِ أُميَ صارَ خريفاً
و أيُّ خريفْ,,
:
رجالُكِ أُمّيَ في الأمسِ كانوا رجالاً ولكن
.................
.................
.................
دماءٌ بريئةْ
تُسربلُ شُطآن بوحي الشفيف
و أذكرُ أمسي
فأخنق بين الرموش الدموع
ظلامٌ و ظلمٌ يسودُ الحياةَ
فكيفَ سأكبرْ؟؟
سحابٌ يخبّئُ شمس بلادي
فكيف سأكبر؟؟
و يزدادُ فيّ يقينٌ شديدٌ
بأنّ الظلام سيبني قلاعاً على أضلعي
ويجبل طين القلاعِ الحصينةِ بالأدمعِ
و يزدادُ فيّ يقينٌ شديدٌ
بأنّ الهُمومَ ستبقى معي
و أنّي غداً
سوف أخرجُ من رحمِ أمي المريضةْ
و عمري ألوف

لاغرابة يافاطمة أن يتملكنا الشعور بالأسى مع توالي الخيبات وتزايد هرج العناكب وضحالة المقاصد
ولاغرابة أن يفيض قلبك المرهف نبضاً شجياً
يصف بصدق مميز أوجه الألم
فاطمة يبقى الدعاء ملاذ أمل لاينتهي
فيارب هيئ لعبادك المخلصين من أمرهم رشدا

تقبلي مني خالص المحبة والإعجاب أيتها الإنسانه الراقية و الشاعرة المميزة

محسن شاهين المناور
23-11-2008, 04:00 PM
الأخت الكريمة فاطمة جرارعة
من الإدمان أصبحنا نغني للحزن
نعم ياأخت إنها حالة مستعصية
ولكن لكل داء دواء . . . ولكن
أقف عند حرفك الجميل طويلا لأتأمل
الحزن الذي يزخرفه . .
أصلح الله حال الأمة وأزال الغمة . . ولاحرمنا
عذب إبداعك
أخوك

فاطمة جرارعة
09-12-2008, 10:54 PM
جذبني العنوان والغرض الشرعي رائع جدا,رغم الاطاله بالنص ,و استمتعت به جداجدا
لك كل التقدير اخيه

أشكركِ أختي الغالية على مرورك اللطيف

لك ودّي و تقديري

فاطمة جرارعة
24-12-2008, 04:45 PM
الفاضلة فاطمة
شكرا لك على هذا الابداع الشعري المميز

أشكرك على حضورك الذي أثلج صدري أخي

تقديري و ودّي

د. سمير العمري
28-11-2010, 01:12 PM
نص رائع يا فاطمة يستحق الثناء ، ووجع دائم كتب علينا يستحق الرثاء ، ويظل بيدنا تحقيق القدر نصرفه كيف شئنا.

أكشر لك النص وأشاطرك الحس.

دمت بخير!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي