الضوضاء والصوت الردئ

[الطنطاوي الحسيني]

"خرج الي العالم لتوه يسمع صوتا شاذا صارخا قويا يكاد يفتك بطبلة أذنيه
لا يدري .هذا الصوت جد قريب هولا يعرف هل هومنه ام من غيره
يصبح على صوت -اعزكم الله - كنهيق الحمير يركز في الصوت
انه هو والده يصرخ في امه اين الفطور الساعة الان الثامنة وانت لم تجهزي الفطور بعد تصرخ في وجهه
منظر معتاد .صراخ اخيه واخته يتعاركان على كل شيئ وعلى لا شيئ
يفكر لماذا كل هذا الصوت؟ سأخرج الي الشارع
يرى كم من السيارات وكل واحد منهم انبرى في رفع صوت
(الكلاكس) وكأننا في مسابقة ومنافسة رياضية في اعلى الاصوات
يحدث نفسه بعينين ذاهلتين مستغربا وهو يضع يديه على اذنيه الحساستين
لماذا لا يخفض كل واحد منهما صفارته حتى يسمع بعضهم بعضا؟
وتقف أمه في وجهه صارخة الي متى ستظل تحدق فينا هكذا ؟
إلي متى ستنظر دون أن تتكلم؟
لقد حيرتني واخجلتني امام ابيك وامام الناس!
لقد كبرت جدا كل اصحابك ورفاقك ملؤوا الدنيا كلاما!
يفكر ويمعن التفكير هل اظل هكذا أأبى الكلام والحديث ؟
وماذا لو تكلمت ؟
سيخرج صوتي مثلهم كال.............ــ ـار
لا..لا لن أتكلم فأنا ابنهم وسيكون صوتي كالميكرفون في اعلى نبراته مثلهم
لا لا لن اتكلم ابدا وتدمع عيناه
يوقفه استاذ الروضة بعد قصة ممتعة أحبها
قل يا بني ح حصان
تردد ثم تردد ثم تردد
يربت على كتفه برفق قل يا حبيبي ح حصان ح ح حصان
ينطق بصوت لا يدري من أين أتى كالصاعقة ظهرت معه اسنانه ويضع يديه على أذنيه واتسعت حدقتيه
ويصرخ ح حماااااااااااااااار
المدرس يا له من صوت رديئ أهكذا يكون أول نطقك؟
فيجلس على كرسيه متفاجئا غاضبا ثم آثر الصمت فانفجرت حنجرته"

دمتم مبدعين اهل الواحة الكرام

[سعيدة الهاشمي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أخي الطنطاوي، تحتاج لتنقيح لغوي، وفيها بعض الحشو كان بإمكانك الاستغناء عنه في بعض المواضع

أخي لم تجعل قصصك مقيدة بعناوين لا تخدمها، كان بمقدورك أن تكتفي بضوضاء، أو صراخ،...أو تبحث

عن عنوان آخر أكثر ملاءمة للنص، أعرف أن لديك ملكة لغوية جيدة، ينبغي فقط أن تمنح نفسك قليلا من

الوقت لمراجعة ما تكتب، لطالما حملت القصص القصيرة معاني جليلة بين طياتها، وهذا ما لمسته صدقا

في قصتك السابقة الهدوء الصامت، وفي هذه أيضا لكن سوء استخدام الكلمات أثر على جمالية المعنى.

أستميحك عذرا على قولي هذا، فقط حبي للقصص ما يجعلني أحب أن أراها مقبولة على الأقل قراءة.

أخي مازلنا نتعلم في كل يوم هنا وأعرف أنك ستصل يوما إلى مبتغاك.

لنعد إلى القصة الآن، إنه زمن الضوضاء فعلا، ضوضاء في المنزل وفي الشارع، وفي كل مكان، سمة

العصر أصبحت، لربما حق له التخوف من الكلام، ففي النهاية كان واحدا منهم.

دوما ستجدني في قصصك، أتمنى لك مزيدا من التوفيق.

تحيتي ومودتي.

[آمال المصري]

هي الأسرة المعلم الأول الذي يخط أولى الكلمات في ذاكرة الطفل
فلا عجب إذن مما حدث للطفل
مضمون القصة جميل والغرض منها أيضا
لكن أنصحك أستاذ طنطاوي بما ذكرته الأستاذة سعيدة ولا أزيد
وأرجو أن تتقبل كلامي بصدر رحب فما نريد لك إلا التقدم
وإن شاء الله نقرأ لك قريبا ماهو أفضل
وسأتابع
تحيتي

[ربيحة الرفاعي]

فكرة النص مقتنصة ببراعة من ثقل الواقع على البراعم النقية المعدّة بتعوده حولها لتقمصه
وزاوية طرحها جميلة موفقة
ولعل كاتبنا كان قادرا ببعض اشتغال عليها تكثيفا وربطا وتنقيحا أن يجعلها تأتلق

دمت بخير أيها المبدع

تحاياي

[نداء غريب صبري]

عالم ليس فيه غير الزعيق والتقريع والصياح
لن يقدم للبشر إلا الألم
وربما انفجرت حنجرته تمردا من جس\دا لكي لا ينطق أبدا

قصة مؤثرة وقيمة
شكرا لك أخي

بوركت

[خلود محمد جمعة]

التلوث السمعي يصحبه التلوث انفسي من المصطلحات التي تغزو الأذن دون استئذان
قد تؤدي الى حالة الصمت
والصراخ للداخل يؤدي لانفجار الحنجرة
فكرة عميقة وطرح طيب
دمت بخير
تقديري