مصطفى السنجاري
24-11-2008, 12:51 PM
جواهر
فجرٌ آخَرُ جاءْ
فَتَعَرَّتْ مِمّا يحجُبُها الأشياءْ
تستقبِلُ مِن زَحْفِ الضَّوءِ شّهِيَّ القُبُلاتْ
لَكَأَنَّ الفجرَ يبوحُ : خُذِي..وتقولُ له: هاتْ
روحٌ..دبَّت في جَسَدِ البلدَةِ
فمشَتْ أشباحٌ،وعلت أصواتْ
رائحة الخبزِ..وصوت القرآنِ ،وقرقعة الأقفال
وصَــــــريرُ الأسدالْ..
والأطفالْ،
ينتثر ون هُـــنا،وَهُنــــاكْ..
يحملُ ذا..بيضاً، لبناً..يحملُ ذاكْ.
ثُمَّ يغيبونَ كما العادةُ في الأبوابْ.
تكتظُّ السوقُ..رويداً بالأشباحِ وبالأصواتْ.
تكتظُّ السّوقُ..مع اللحظاتْ،
والأشباحُ على مختلف الطبقاتْ
في فرحٍ..ونشاطٍ يستهويهم هذا اليوم الآتْ
من خلف الظُلُماتْ..
إلاّ آمْرأةً كانت لا تحلُمُ إلاّ..بِسُباتْ
تمشي دون هدىً..في الطرقاتْ
تمشي .. تمشي دون سياقْ
تمشي..تبحثُ..في الأسواقْ
وتفتِّشُ في كلِّ زُقـــــاقْ
ووجوه الناسِ..عنِ الطيبة,والإشفاق
لكــــــــــــــــــــــن
تُلْــــــــــوى الأعناقْ..
تِلــوَ الأعنــــــــاقْ..
نحو أُنـــــــوثَتِها المهدورةْ
بعيونٍ..جائعةٍ..وقلوبٍ مسعـــــورةْ
فَتَمُــــرُّ ,,تَمُرُّ بهم ..مـــذعورةْ
قد يَئِسَتْها...ما أبشَعَ تلك الصــــورةْ
أحياناً..تركُضُ من حجرٍ آتِ
من طفلٍ عاتـــــي
أحياناً.. تُقْذَفُ بالأصواتْ
بِأفَــــجِّ الكلماتْ
إنْ مَـــــرَّتْ تصحبها الأصواتْ
مثلَ دُخــــانٍ يصطحبُ النّـــــارْ
مثل غُـــــــــبارْ
خلف حصانٍ يلتهم الفلواتْ
تسحب طيبتها وبراءتها المقهورةْ
تصرخُ.. في صمتٍ..في عربِ المعمورةْ
كُفُّــــوا عنّي يدكم..كفوا الأحداقْ
أحداقٌ ..ككلابٍ سائبةٍ فاغرة الأشداقْ
تصرخُ :آهْ..آهٍ من أحداق الأحجـــــــارْ
تصرخُ:
يا أنـــــــــــــــــــــــ ـــتَ،ويا أنــــــــت،ويا أنتَ..!!!
ماذا.........لو كنتُ لكُم أختـــــــــــــــــــا..؟ ؟؟
ماذا.........لو كنتُ لكُم بِنْتـــــــــــــــا..؟؟؟
يا ليتَ ,ويا لَيت ,ويا لَيتـــــــــــــــــــا..
مَنْ يستكثِرْ فيَّ الدينـــــــــــــــــارْ ..
لا يستكثر فيَّ الصَّمتـــــــا..!!!!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،
كانت أمّي حبلى قبل سنينْ
فرِحَتْ ,وأبي.. بهبوطِ جنينْ
مغتبطانِ بمولدهما المسكينْ
رضعتني من ثديٍ عاديٍّ
أمّــــي لبنا..وحنينْ
وأبي..ظَلَّ يداعبني سنتينْ
وأنا أكبُرُ بينهما..يوما يومينْ
أسبوعا,شهراً..سنةً, سنتينْ
أبتسمُ لمن يطعمني الحلوى
كنت..لزوجين السّلوى
ما لمحا في سطر جبيني
حرفاً..ينذرُ بالبلــــوى..
وجهي كان طبيعيّا
شعري كلن حريريّا
أثوابي كانت..كملابس أترابي
ترفلُ بالألوانْ
أصرخُ..ألعبُ..وأنُطُّ مع الأقرانْ
أختلطُ بأطفال الجيرانْ
وكبرْتُ..كأصحابي
وأحسُّ بأنّــــي لا أكبُرْ
لكأنّـــي أركضُ في حلمٍ..أتقهقَرْ
وكبُرْتُ ككلِّ الأطفالِ..ككلِّ الناسْ
لكن طفلاً ظلَّ الأحساسْ
وكبرتُ..وصرتُ صبيَّــــــةْ
ونسيت مفاتيحي..خلف تخومٍ..زمنيةْ
موصدةٌ كل الأبواب أمامي
بخواتم شمعيةْ
لو لم أنسَ مفاتيحي
ما سمعت أذني شمّـــاعيَّةْ
لكني..راضيةٌ بقضاءِ الله..وبالأقدارْ
فدعوني ,مع قدري..يا تُجّــــارْ..!
لا أرغبُ في شيءٍ من دنياكم
لا أطمحُ في زوجٍ..أو دارْ
مَن جرَّدني أعطــــــــــــاكم..
مَنْ شرَّدني آواكــــــــــــــم..
لكنَّ عزائي..كلَّ عزائي
القبر غدا..مأوايَ ومأواكمْ
واحدُكم..أضحكُ يا لتفاهتهِ
يسخرُ منّي لكن
يتشهّــاني في خلوتــــهِ
يتمنّى رغمَ جنوني..
لو كنتُ..فريسةَ شهوَتــــهِ
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وجواهرُ هذا الأسم المشهورْ
وجهٌ من سنجـــــــارْ..
مألوفٌ كوجوه الباقين
سطرٌ..أبيض بين سطورْ
سوَّدَها شبق في ساعات نهارْ
وجهٌ..يعلو جسداً..ينهارْ
فيه..جبروت الأنثى الجبَّارْ
جسداً..لا يحملُ خوفاً,أو خجلاً
لا يؤمنُ بالعارْ
لا يؤمن ..لا بكتابٍ..لا برسولٍ
لا يطمعُ في الجنَّةِ..أو يخشى من نارْ
جسداً..تتمرَّغُ فيما يبرز منفتنته الأنظارْ
عبرَ شقوق الثوب المتهرّيءِ
لكأنْ عاثَ بهِ فارْ..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
مصطفى حسين السنجاري
1990
جواهر: هي آمرأة كانت مجنونة في نظر الناس..
وقليلا ما رأيتها..غير مدمّاة.. التحقت بالرفيق الأعلى
فهو الرحمن الرحيم ..وطوت صفحات من العذاب
خلّدتها شوارع سنجار وأزقتها.
شمّاعيَّة: المكان الذي يوضع فيه المجانين,حسب
التسمية العراقية..وقاكم الله من الجنون.
فجرٌ آخَرُ جاءْ
فَتَعَرَّتْ مِمّا يحجُبُها الأشياءْ
تستقبِلُ مِن زَحْفِ الضَّوءِ شّهِيَّ القُبُلاتْ
لَكَأَنَّ الفجرَ يبوحُ : خُذِي..وتقولُ له: هاتْ
روحٌ..دبَّت في جَسَدِ البلدَةِ
فمشَتْ أشباحٌ،وعلت أصواتْ
رائحة الخبزِ..وصوت القرآنِ ،وقرقعة الأقفال
وصَــــــريرُ الأسدالْ..
والأطفالْ،
ينتثر ون هُـــنا،وَهُنــــاكْ..
يحملُ ذا..بيضاً، لبناً..يحملُ ذاكْ.
ثُمَّ يغيبونَ كما العادةُ في الأبوابْ.
تكتظُّ السوقُ..رويداً بالأشباحِ وبالأصواتْ.
تكتظُّ السّوقُ..مع اللحظاتْ،
والأشباحُ على مختلف الطبقاتْ
في فرحٍ..ونشاطٍ يستهويهم هذا اليوم الآتْ
من خلف الظُلُماتْ..
إلاّ آمْرأةً كانت لا تحلُمُ إلاّ..بِسُباتْ
تمشي دون هدىً..في الطرقاتْ
تمشي .. تمشي دون سياقْ
تمشي..تبحثُ..في الأسواقْ
وتفتِّشُ في كلِّ زُقـــــاقْ
ووجوه الناسِ..عنِ الطيبة,والإشفاق
لكــــــــــــــــــــــن
تُلْــــــــــوى الأعناقْ..
تِلــوَ الأعنــــــــاقْ..
نحو أُنـــــــوثَتِها المهدورةْ
بعيونٍ..جائعةٍ..وقلوبٍ مسعـــــورةْ
فَتَمُــــرُّ ,,تَمُرُّ بهم ..مـــذعورةْ
قد يَئِسَتْها...ما أبشَعَ تلك الصــــورةْ
أحياناً..تركُضُ من حجرٍ آتِ
من طفلٍ عاتـــــي
أحياناً.. تُقْذَفُ بالأصواتْ
بِأفَــــجِّ الكلماتْ
إنْ مَـــــرَّتْ تصحبها الأصواتْ
مثلَ دُخــــانٍ يصطحبُ النّـــــارْ
مثل غُـــــــــبارْ
خلف حصانٍ يلتهم الفلواتْ
تسحب طيبتها وبراءتها المقهورةْ
تصرخُ.. في صمتٍ..في عربِ المعمورةْ
كُفُّــــوا عنّي يدكم..كفوا الأحداقْ
أحداقٌ ..ككلابٍ سائبةٍ فاغرة الأشداقْ
تصرخُ :آهْ..آهٍ من أحداق الأحجـــــــارْ
تصرخُ:
يا أنـــــــــــــــــــــــ ـــتَ،ويا أنــــــــت،ويا أنتَ..!!!
ماذا.........لو كنتُ لكُم أختـــــــــــــــــــا..؟ ؟؟
ماذا.........لو كنتُ لكُم بِنْتـــــــــــــــا..؟؟؟
يا ليتَ ,ويا لَيت ,ويا لَيتـــــــــــــــــــا..
مَنْ يستكثِرْ فيَّ الدينـــــــــــــــــارْ ..
لا يستكثر فيَّ الصَّمتـــــــا..!!!!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،
كانت أمّي حبلى قبل سنينْ
فرِحَتْ ,وأبي.. بهبوطِ جنينْ
مغتبطانِ بمولدهما المسكينْ
رضعتني من ثديٍ عاديٍّ
أمّــــي لبنا..وحنينْ
وأبي..ظَلَّ يداعبني سنتينْ
وأنا أكبُرُ بينهما..يوما يومينْ
أسبوعا,شهراً..سنةً, سنتينْ
أبتسمُ لمن يطعمني الحلوى
كنت..لزوجين السّلوى
ما لمحا في سطر جبيني
حرفاً..ينذرُ بالبلــــوى..
وجهي كان طبيعيّا
شعري كلن حريريّا
أثوابي كانت..كملابس أترابي
ترفلُ بالألوانْ
أصرخُ..ألعبُ..وأنُطُّ مع الأقرانْ
أختلطُ بأطفال الجيرانْ
وكبرْتُ..كأصحابي
وأحسُّ بأنّــــي لا أكبُرْ
لكأنّـــي أركضُ في حلمٍ..أتقهقَرْ
وكبُرْتُ ككلِّ الأطفالِ..ككلِّ الناسْ
لكن طفلاً ظلَّ الأحساسْ
وكبرتُ..وصرتُ صبيَّــــــةْ
ونسيت مفاتيحي..خلف تخومٍ..زمنيةْ
موصدةٌ كل الأبواب أمامي
بخواتم شمعيةْ
لو لم أنسَ مفاتيحي
ما سمعت أذني شمّـــاعيَّةْ
لكني..راضيةٌ بقضاءِ الله..وبالأقدارْ
فدعوني ,مع قدري..يا تُجّــــارْ..!
لا أرغبُ في شيءٍ من دنياكم
لا أطمحُ في زوجٍ..أو دارْ
مَن جرَّدني أعطــــــــــــاكم..
مَنْ شرَّدني آواكــــــــــــــم..
لكنَّ عزائي..كلَّ عزائي
القبر غدا..مأوايَ ومأواكمْ
واحدُكم..أضحكُ يا لتفاهتهِ
يسخرُ منّي لكن
يتشهّــاني في خلوتــــهِ
يتمنّى رغمَ جنوني..
لو كنتُ..فريسةَ شهوَتــــهِ
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وجواهرُ هذا الأسم المشهورْ
وجهٌ من سنجـــــــارْ..
مألوفٌ كوجوه الباقين
سطرٌ..أبيض بين سطورْ
سوَّدَها شبق في ساعات نهارْ
وجهٌ..يعلو جسداً..ينهارْ
فيه..جبروت الأنثى الجبَّارْ
جسداً..لا يحملُ خوفاً,أو خجلاً
لا يؤمنُ بالعارْ
لا يؤمن ..لا بكتابٍ..لا برسولٍ
لا يطمعُ في الجنَّةِ..أو يخشى من نارْ
جسداً..تتمرَّغُ فيما يبرز منفتنته الأنظارْ
عبرَ شقوق الثوب المتهرّيءِ
لكأنْ عاثَ بهِ فارْ..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
مصطفى حسين السنجاري
1990
جواهر: هي آمرأة كانت مجنونة في نظر الناس..
وقليلا ما رأيتها..غير مدمّاة.. التحقت بالرفيق الأعلى
فهو الرحمن الرحيم ..وطوت صفحات من العذاب
خلّدتها شوارع سنجار وأزقتها.
شمّاعيَّة: المكان الذي يوضع فيه المجانين,حسب
التسمية العراقية..وقاكم الله من الجنون.