المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جالبة الموت



سمر سليم الزريعي
28-11-2008, 03:30 PM
خاطرة : جالبة الموت .
بقلم : سمر الزريعي .

لا أحد يدرك أن صوتها إشتهى الجمر وأن صراخها المر إفترسه ذئب الورق الأسود .. هي فقط وأطفالها الأربعة النائمين في حلمها يعرفون مذاق الموت البريء .. فهو لم يكن مخادعاً هذه المرة لأنها هي من ذهبت إليه بقدميها راجية أن يأخذها .كان هاديء فلأول مرة يبتسم الموت في وجه أحد حيث أخذ بمنقاره الصغير ينتشلها من حياتها تأملها بصمت رهيب وعلق على صدرها قلادته .. لقد أحبها دون مواعيد ترهقها خطوات الانتظار .. أحبها وكفى ومضى يرسم تفاصيله على جسدها .. استفزه أنينها .. وربما إسمه فأخذها في فسحة عتاب وأطفأ قلبها للحظات حتى يموت صوته داخلها .. إزداد أنينها .. فإنتفض الموت غضباً ونفر ألوانه على شفتيها .. فخصمه مازال حياً في قلبها ..
- أما زلتِ تذكرين إسمه .. ألم تأتي لي راجية أن أخذك .. لا أحد يدرك ياجالبة الموت حزنك .. فيسيل الوجع من منقاره صوب قلبها ويشتهيها .. يفتش عن إخلاصها في خلايا جسدها فتتطاير فراشات قصائدها أجراساً في وجهه وتسحب خيوط البوح من نسيجها علها تنتشلها منه .. والفراشات الحزينات تقلد صوته علها تستفيق ... أنا بإنتظارك حبيبتي .
- يبتسم الموت لن تكفيك كل الخدع أيتها الفراشات فحبيبتي لن تنهض و بمنقاري سأدحرج بكرات الدمع إلى جرحها ..
تلوذ الفراشات حوله متوسلة .. أتركها .
فيعاود قذف غضبه في وجوههن وقد استفزه عدد انشطار الفراشات ... من هي .. حتى تدافعن عنها ؟
- هي المأخوذة بالعشق الخرافي .. " هي الحقيقة ودونها ملامح الظل هي وحدة الاحساس لكل مشاعر الفؤاد .. هي جنان الوفاء وخصوبة الأيام والثمر الأندلسي .. هي النغم الحزين في مواسم هجرة الطيور والعودة ربيع ومستقر لها ....." هي من ألغت عبوديتنا وقالت أحبك أيها ..
- قاطعهن ساخراً .. وتركها غريبة ..
ازداد أنينها فإستفزه ذكر اسمه ...
- سأعيدها إليكن أيتها الفراشات لتأكلها سخرية الأسباب .. ولن تكفيها ميتتي بعد ذلك .. ولن تكفيها الحياة عذاباً ... ومضى الموت يغني بصوت عالي ...
يافؤادي لا تسل أين الهوى
كااااااان صرحاً ............. من خيال فهوى ...
فرحت الفراشات لرحيل الموت وأعطت لجسد جالبة الموت الشاحب ألوانها .. وهن إحترقن ...

وفاء شوكت خضر
29-11-2008, 06:10 AM
سمر ..

مرحبا بك بعد طول غياب ..
هي قصة وليست خاطرة ، رمزية عميقة لنفس أرهقها اليأس لتسلم نفسها للموت ، وأي موت هذا ،
موت مختلف وكأنه انتحار على أعتاب آخر ،و الحياة تنبض في القلب بنبض يتغنى بالوفاء لمن استوطنه .
انشطار نفسي وروحي ، ما بين الأمل والبحث عن خلاص ..

أسعدني أن أقرأ حرفك من جديد ..
صادق ودي .

سعيدة الهاشمي
29-11-2008, 11:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

تحترق الفرشات بعد تأديتهن وظيفتهن، بعد إعادتها لأرض الواقع، وانتشالها من صراع الموت

كانت تخطو خطوة نحو الرحيل، لكنها تذكره دوما، لم تنسه حتى وهي على عتبات الموت تحاوره،

إخلاص ووفاء، عميق ما قرأت بين لحظة اليأس وإشراق الأمل من جديد.

من سينجدها بعد احتراق الفراشات، أو أنها ستظهر من جديد؟

تحيتي ومودتي.

سمر سليم الزريعي
30-11-2008, 08:47 PM
سمر ..

مرحبا بك بعد طول غياب ..
هي قصة وليست خاطرة ، رمزية عميقة لنفس أرهقها اليأس لتسلم نفسها للموت ، وأي موت هذا ،
موت مختلف وكأنه انتحار على أعتاب آخر ،و الحياة تنبض في القلب بنبض يتغنى بالوفاء لمن استوطنه .
انشطار نفسي وروحي ، ما بين الأمل والبحث عن خلاص ..

أسعدني أن أقرأ حرفك من جديد ..
صادق ودي .

الغالية دوماً دخون

أفتقدك جداً غاليتي ... بعد ماكتبت غاليتي لن أضيف ..

سررت بحرفك دوما

سمر سليم الزريعي
30-11-2008, 08:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

تحترق الفرشات بعد تأديتهن وظيفتهن، بعد إعادتها لأرض الواقع، وانتشالها من صراع الموت

كانت تخطو خطوة نهو الرحيل، لكنها تذكره دوما، لم تنسه حتى وهي على عتبات الموت تحاوره،

إخلاص ووفاء، عميق ما قرأت بين لحظة اليأس وإشراق الأمل من جديد.

من سينجدها بعد احتراق الفراشات، أو أنها ستظهر من جديد؟

تحيتي ومودتي.

العزيزة سعيدة

.................
................

يجب أن نصمت حتى نقرأ ماذا صنعت بنا أيدينا

لك حبي الصادق

مروة عبدالله
03-12-2008, 01:53 AM
سمر الغالية

يأس يحيط بقصتكِ
تملكَ من ذواتنا وجاءت النهاية إحياء واحتراق
رائعة قصتكِ
طبتِ بيننا وردة جورية
محبتى

آمال المصري
03-12-2008, 11:22 AM
جميلة القصة بكل مافيها من معاني وصور وكلمات ..
الرائعة / سمر
أنتِ تسكبين في الحرف نبضات الحياة
أسجل إعجابي هنا
طبتِ وطاب بكِ الحرف

همسة
همزة الوصل وهمزة القطع
الاحساس
إشتهى
وغيرهما
ليكتمل الإبداع