الطنطاوي الحسيني
06-12-2008, 09:24 AM
لأول مرة تأتي زوجه معه لتودعه فيتضح ان المطار غير المطار والاقلاع غير الاقلاع
فيذهب مسرعا ثم يدخل الصالة ثم بعد ان رتب اوراقه يريد ان يودعها هي وابنه بقبلة على جبينها
او ضمة او شمة ولكن يمنعه الشرطي ويمنعها ايضا فظلت تنظر في عينيه متحسرة متشوقة وظل ينظر لها كانه يعتذر عن تعذيبها واهاج الموقف مشاعره فأنشد يقول
حتى الوداع
ما ذاقَ ذاك الْغِرُّ نَـزْعَ ضُلوعـهِ=لوْ ذاق ما منعَ الهـوى بربوعهِ
أو ردَّ نارَ الشَّوقِ تلتهم الجَوى=صَـبٍّ تَمَلْمـل لوعةً بـوداعـه ِ
يا أيُّهـا الْبـدْرُ الْمُـودِّع للدُّجـى=مهلاً فلَيْلِـي مُهْلِكـي بجمُوعـهِ
يا أيُّها السَّفِنُ المـودِّعٌ زوْرقي=مهـلاً فإنِّـي هالـكٌ بشـراعِـهِ
ورْدِي انْحنى هلاَّ بَلَلْتَ خـدودَه=بِرضَابَةٍ تَمْحـو أنيـنَ دموعـهِ
نارُ الفِراقِ تشـبَّ ملْـئ جوانِحِي=من آهةٍ قـد أهرقـتْ بضلوعـهِ
فَاحْنُن علـيه بضمـةٍ فـي خُلَـوة=تجْلو الْعَنا من لهْفَـهِ و ولُوعـه ِ
إِنْ لمْ يَكُـنْ بُـدًّا لِبُعْـدِك فاسْقـهِ=بَرَد الْحنين مُعَبَّقـاً من رجعِهِ
عـلً الِّلقـاءَ وإِنْ تقـلَّ عهـودُه=يبْقـى كخاتَـمِ حبِّـه لرجـوعـه ِ
الضَّمـةُ النجـلاءُ يـوم فـراقـهِ=تُحْيِي موَاتـا قَـدْ بَـدا بجُموعـهِ
كالشَّربَة الْعصْماءِ تُهْـدى للَّـذي=نَزْعُ الْمَمَاتِ يَمُورُ فـي أضْلاعـهِ
يا واضعاً صِفْراً علـى أَصْفـارِهِ=لا تعْجلـنَّ فـذاك فـي مطبوعـه ِ
لا تستَطيلَ أَيَـا حبيبـي بالنَّـوى=تبقي ليَ قلباً شتيتَ جزوعِه
لوْ ذاقَ ذاك الْغِرُّ زَخَّاتِ الْهوى = لاسَّاقطَ الْقلبُ الخليُّ بجذْعِهِ
حتَّى الوداعَ حُرْمـتُ لـذَّةَ أنْسِـهِ=ليْتَ المَماتُ يُريحُ فـي توديعـهِ
حتَّى الوداعَ حرمْت دفـئَ حنينـهِ=يا لهفَ نفسي من لظى تشييعـهِ
نقحتها واخرجتها مرة اخرى
ربنا يكرمنا وتكون جميلة عروضيا ولغويا
دمتم مبدعين اهل الواحة وادام الله بوحكم الصادق
فيذهب مسرعا ثم يدخل الصالة ثم بعد ان رتب اوراقه يريد ان يودعها هي وابنه بقبلة على جبينها
او ضمة او شمة ولكن يمنعه الشرطي ويمنعها ايضا فظلت تنظر في عينيه متحسرة متشوقة وظل ينظر لها كانه يعتذر عن تعذيبها واهاج الموقف مشاعره فأنشد يقول
حتى الوداع
ما ذاقَ ذاك الْغِرُّ نَـزْعَ ضُلوعـهِ=لوْ ذاق ما منعَ الهـوى بربوعهِ
أو ردَّ نارَ الشَّوقِ تلتهم الجَوى=صَـبٍّ تَمَلْمـل لوعةً بـوداعـه ِ
يا أيُّهـا الْبـدْرُ الْمُـودِّع للدُّجـى=مهلاً فلَيْلِـي مُهْلِكـي بجمُوعـهِ
يا أيُّها السَّفِنُ المـودِّعٌ زوْرقي=مهـلاً فإنِّـي هالـكٌ بشـراعِـهِ
ورْدِي انْحنى هلاَّ بَلَلْتَ خـدودَه=بِرضَابَةٍ تَمْحـو أنيـنَ دموعـهِ
نارُ الفِراقِ تشـبَّ ملْـئ جوانِحِي=من آهةٍ قـد أهرقـتْ بضلوعـهِ
فَاحْنُن علـيه بضمـةٍ فـي خُلَـوة=تجْلو الْعَنا من لهْفَـهِ و ولُوعـه ِ
إِنْ لمْ يَكُـنْ بُـدًّا لِبُعْـدِك فاسْقـهِ=بَرَد الْحنين مُعَبَّقـاً من رجعِهِ
عـلً الِّلقـاءَ وإِنْ تقـلَّ عهـودُه=يبْقـى كخاتَـمِ حبِّـه لرجـوعـه ِ
الضَّمـةُ النجـلاءُ يـوم فـراقـهِ=تُحْيِي موَاتـا قَـدْ بَـدا بجُموعـهِ
كالشَّربَة الْعصْماءِ تُهْـدى للَّـذي=نَزْعُ الْمَمَاتِ يَمُورُ فـي أضْلاعـهِ
يا واضعاً صِفْراً علـى أَصْفـارِهِ=لا تعْجلـنَّ فـذاك فـي مطبوعـه ِ
لا تستَطيلَ أَيَـا حبيبـي بالنَّـوى=تبقي ليَ قلباً شتيتَ جزوعِه
لوْ ذاقَ ذاك الْغِرُّ زَخَّاتِ الْهوى = لاسَّاقطَ الْقلبُ الخليُّ بجذْعِهِ
حتَّى الوداعَ حُرْمـتُ لـذَّةَ أنْسِـهِ=ليْتَ المَماتُ يُريحُ فـي توديعـهِ
حتَّى الوداعَ حرمْت دفـئَ حنينـهِ=يا لهفَ نفسي من لظى تشييعـهِ
نقحتها واخرجتها مرة اخرى
ربنا يكرمنا وتكون جميلة عروضيا ولغويا
دمتم مبدعين اهل الواحة وادام الله بوحكم الصادق