تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا توقفوا عجلة الفكر



عمار باطويل
09-12-2008, 02:39 AM
لا توقفوا عجلة الفكر
بقلم : عمار باطويل
بتاريخ : 9-12-2008م
عندما نقوم بتصفح كتابا"ما ,إن كان هذا الكتاب سياسي او كتاب متعلق بالشعر فسوف نجد في هذه الكتب بعض الأفكار التي تناسبنا وتنسجم مع افكارنا وليس بالضروري بأن هذا او ذاك الكتاب سيحمل كل الأفكار التي تتناغم معنا. فعندما أقراء دواوين شعرية لشعراء كبار من الوطن العربي فانني أجد أن هناك بعض القصائد التي لا تعجبني ولا تروق لي ولا لفكري ولكن ربما هذه القصائد تروق للكثير من عشاق الشعر والفكر لأن الأذواق تختلف عند البشر من شخص إلى شخص آخر . قد شبهت في نظري أن المنتديات عبارة عن كتاب او مجلدات من الكتب , لأن المنتديات تحمل أفكار كما يحملها الكتاب وهذا الكتاب سنجد فيه الكم الهائل من المواضيع والأفكار التي تناسب فلان ولا تناسب علان. فلا نلوم اي شخص يُعجب ويبهر بموضوع من المواضيع المطروحه في الشبكة العنكبوتية ويتفاعل معها بكل نشاط وحيوية , وعلينا ايضا أن لا نلوم الشخص الأخر الذي لا يتفاعل مع المواضيع الأخرى في المنتديات او في المواقع التي تحمل الفكر والمعرفة في الأنترنت لأن العقول هي التي تميز وتختار. وعلينا احترام عقول الآخرين ونفسح لها المجال لكي تخوض في بحور الفكر وتقطف كل ماتشتهييه من ثمار الفكر . فما دام الشخص يقراء ويفكر فلا بد بأن يهتدي إلى الصواب وأن يقطف من الثمار وحتى ولو بعد حين بإذن الله.
" أنا افكر إذا" أنا موجود " فهذا المثل ينطبق على كل شخص يفكر ويعمل ويثبت وجوده في الحياة كشخص فعال في المجتمع. فعندما تتحرك عجلة الفكر عند الإنسان وتجول في محيطات العلم والمعرفة تكون حياته فكر وعطاء ولكن عندما تتوقف عجلة الفكر كل شي يتوقف في حياة الإنسان وتتحول حياته من نشاط وعطاء إلى جمود وفناء . اقراؤا وتصفحوا كل مايعجبكم من الكتب ومن مواقع الأنترنت فلابد بأن تهتدي العقول ولابد بأن تنضج الأفكار ,ولا تدعوا لأفكاركم بالتوقف فهذا يعني الموت البطئ. ودمتم بأفكار نيرة تنير دروب البشرية إلى الصلاح والمحبة والعطاء, فالحياة هي فكر وعطاء وليست جمود وفناء .

راضي الضميري
10-02-2009, 02:08 AM
أرى في هذه الدعوة نضج واضح ، يدعو للتفاعل مع كل ما يكتب ، مع الحرية التامة في اتخاذ الإنسان لقراره فيما يخص هذا العمل أو ذاك .
وأرى أيضًا أنّ التعامل يجب أن لا يكون فقط مع ما يتناسب وينسجم مع أفكارنا ومعتقداتنا ، بل يجب أنْ يتجاوزه ليؤدي وظيفة أخرى تتمثل في التصدي لكل ما يخالف عقيدتنا وثوابتنا ولكن بأسلوب حواري حضاري أيضًا ، فمهمة الأدب والفكر هو العمل على ترسيخ الوعي الهادف والبناء.
ومقالك فيه أفكار تحتاج لوقفات طويلة
أخي الفاضل عمار باطويل
شكرًا على هذا النصّ
تقديري واحترامي

نادية بوغرارة
10-02-2009, 09:23 PM
يا ليتنا كنا نتصفح و نقرأ و نناقش الرأي المخالف ،

و نستوعب الدروس و ننمي قدراتنا و جاهزيتنا لتلقي الأفكار .

لماذا يا ليت ؟

لأننا للأسف أمة لا تقرأ ، و المنتديات الفكرية زوارها قليلون ،
و الكتاب فيها أقل .

فلنلق نظرة على بعض الإحصائيات بالواحة :

* منبر الفكر و الحوار المعرفي : 2.262 مشاركة

* واحة إعادة الصياغة - و هي شعار الواحة - : 849 مشاركة

* الفكر السياسي :1.277 مشاركة

* التنمية البشرية : 494 مشاركة

و انظر الآن إلى الأرقام التالية :

* إستراحة الواحة : تجاوز 18 ألف مشاركة

* رواق الأسرة و الضيوف : تجواز 15 ألف مشاركة

مع ملاحظة إرتفاع عدد المشاركات في منبر الدعوة الإسلامية
إلى ما يفوق 15 ألف مشاركة

و تتربع على رأس القائمة :
الشعر الفصيح و فنون النثر و القصة

أترك لكم شرف التعليق على هذه الإحصائية البسيطة فيما

يلي من مداخلات .

أشكركم على الموضوع المميز .

عبدالصمد حسن زيبار
11-02-2009, 12:14 PM
إنها مفارقة أختي نادية
ما وراء السطور
أننا بتنا ننزاح لما يريح العقول
لا نحب تكبد عناء الوعي و التفكير
لهذا فالدعوة ما تزال قائمة في واحتنا الخضراء
الفكر أمام الأدب

عبدالله المحمدي
11-02-2009, 01:44 PM
الاخت ناديه :
ليس شرطا ان تكون الاحصائيات في كل قسم تعبر بصوره صحيحه عن مدى حضور الاعضاء والزوار فيها

فهنالك الكثير من المواضيع المطروحه في الملتقى ذات الفائده ويدخل اعضاءها و زوار الملتقى دون المشاركه فيها ...ربما لضيق الوقت لدى البعض من الاعضاء ....

وشخصيا تلقيت اتصالات عديده من الاعضاء و زائري الملتقى بصفة اكثر يثنون فيها على الملتقى ومافيه من مواضيع قيمه وكتاب ذو ثقافة وعلم ودرايه ....وحرية في التعبير ......

بالمناسبه هنالك موضوع لك وهذا رابطه :

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=27291

استفاد منه الكثير من زوار الملتقى واستفدت منه شخصيا جعله الله في ميزان حسناتك


سيدتي :

نحن نكتب لنفيد ونستفيد دون ان ننظر لعدد الردود ......

لك شكري وتقديري ...وكذلك ثنائي على ماتكتبينه هنا





عمار باطويل :

اريد ان اطرح هنا سؤالا :

هل هناك فكر ايجابي ...وفكر سلبي وهل يحبذ الدخول في الفكر السلبي ....!!!
آمل ان اجد الاجابه عندك او ممن لديه الاجابه ...!!!!

الاديب عمار ...أتمنى للقراء هنا أن يستفيدوا من حضورك الرائع ...


دمت رائعا أينما كنت

نادية بوغرارة
11-02-2009, 05:08 PM
الاخت ناديه :
ليس شرطا ان تكون الاحصائيات في كل قسم تعبر بصوره صحيحه عن مدى حضور الاعضاء والزوار فيها
فهنالك الكثير من المواضيع المطروحه في الملتقى ذات الفائده ويدخل اعضاءها و زوار الملتقى دون المشاركه فيها ...ربما لضيق الوقت لدى البعض من الاعضاء ....
وشخصيا تلقيت اتصالات عديده من الاعضاء و زائري الملتقى بصفة اكثر يثنون فيها على الملتقى ومافيه من مواضيع قيمه وكتاب ذو ثقافة وعلم ودرايه ....وحرية في التعبير ......
بالمناسبه هنالك موضوع لك وهذا رابطه :
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=27291
استفاد منه الكثير من زوار الملتقى واستفدت منه شخصيا جعله الله في ميزان حسناتك
سيدتي :
نحن نكتب لنفيد ونستفيد دون ان ننظر لعدد الردود ......
لك شكري وتقديري ...وكذلك ثنائي على ماتكتبينه هنا
عمار باطويل :
اريد ان اطرح هنا سؤالا :
هل هناك فكر ايجابي ...وفكر سلبي وهل يحبذ الدخول في الفكر السلبي ....!!!
آمل ان اجد الاجابه عندك او ممن لديه الاجابه ...!!!!
الاديب عمار ...أتمنى للقراء هنا أن يستفيدوا من حضورك الرائع ...
دمت رائعا أينما كنت
*************
أولا ،
دعني أخي، أحمد الله و أشكره أن هداني لأضع
للقارئ شيئا يستفيد منه ،
فلا أعد موقعي بالواحة إلا في الصفوف الأخيرة في كراسي التتلمذ.
أشكرك أخي على كلامك المشجع .

ثانيا ،
أتمنى أن يكون ما قلتَه هو الحقيقة ، فنحن يسرنا
أن يكون للمواضيع الفكرية و المعرفية زوارا و كتابا كثر ،
فإن ذلك مدعاة للتلاقح الفكري و التزود و التغيير و من ثمّ للإنتاج .
و لو أنني لازلت مصرة على أن الأمر لا يتعدى الصفوة ،
و بعد المهتمين و الدارسين ، و ربما بعض الغيورين .
اما الإحصائية المتواضعة فهي لم تشمل عدد الزيارات ،
و لوأخذناها بعير الإعتبار لما اختلفت النتائج كثيرا .
******
بورك الجهد.

أبوبكر سليمان الزوي
13-02-2009, 12:07 AM
السلام عليكم جميعاً ..

الأخ الكريم \ عمـار باطويل .. أشكرك على موضوعك الهادف ..،
أخي الفاضل، مباشرة ودون مقدمات.. أقـول :

إن مأساة الفكر عندنا هي أنه يُحارب على جبهتين كبيرتين عريقتين: جبهة باسم الأصالة العربية، وجبهة باسم الإسلام!!
أقول وبكل أسى، إنه يُمكنك ببساطة شديدة أن تلاحظ ذلك على مستوى المعمورة، حيث إنه أينما التقت العروبة والإسلام .. غاب الفكر فانهزم الإنسان وتخلفت الأوطان! وأوطاننا وإنساننا العربي مثال حي للمكابرين!!
ونلاحظ، أنه كلما افترقت العروبة والإسلام، .. حضر الفكر فانتصر الإنسان وتقدمت الأوطان! .. وإيران وتركيا وماليزيا واندونيسيا وباكستان .. أمثلة حيّـة للمكابرين!!
أما حيث لا عروبة ولا إسلام، فإن الأمثلة على حرية الفكر ودوره في الرقي بالبشـر، هي أكثر من أن تحصى، وأكبر وأوضح من تُـذكر أو يُنكرها المكابرون !!

وأقول للذين قد لا يُعجبهم هذا الكلام، وقد يعتبرون هذه الحقائق تطاولاً على الإسلام أو طعناً في العروبة، .. أقول لهم إنه إذا كان الحرص على الإسلام يعني لكم إنكار الحقائق وتكذيب الواقع، .. فذلك شأنكم، ولا طائل من الحوار معكم!
وإذا كان الوفاء للعروبة في نظركم، هو التعصب لها ظالمة أو مظلومة، صائبة أو مخطئة، .. فإن ذلك شأنكم أيضاً، ولكنه ليس من الإسلام ولا الإيمان ولا المنطق ولا العقل ولا من الأمانة في شيء !!
وإذا سألتني، هل أنا بذلك أُحمّـل العروبة والإسلام مسئولية تقلّص ساحة الفكر عندنا! أقول لك نعم ! ولكن بسبب سوء فهم وسوء استخدام العقلية العربية للإسلام!

إن عجلة الفكـر لكي لا تتوقف، فإنها تحتاج إلى بيئة شفافة حرة صادقة منصفة.. تحترم الإنسان لأن الله كـرّمه، وليس فقط لأنه عربي أو مسلم!
بيئة .. لا تحاسب الإنسان على عقله الذي وهبه الله له ولم يختره بنفسه، وهو وحده القادر على أن يُهديه أو يُضله؛ وهو وحده العالم بمن اتقى ومن اهتدى ومن ضل السبيل، وهو وحده المتكفل بمحاسبة عباده فيغفر لمن يشاء ويُعذب من يشاء!
لذلك، أقول أخي الكريم، وبكل صدق وأمانة، إن تلك البيئة التي يحتاجها الفكـر الذي يحتاجه الإنسان والإيمان والأوطان، هي بصريح العبارة .. بيئة ممنوعة محاربة على الساحة الإسلامية، وكأن المسلمين يعتقدون بأن العقل يُخالف الدين؛ أو كأنهم يُخفون أمراً، يخشون أن يكشفه الفكر الحـر!
ولذلك نجـد الفقه الإسلامي السائد، يقول للمسلم : لا تستعمل عقلك ولا تفكّـر ولا تجتهـد، إلا إذا كنت تؤمن بأن كل النتائج محسوبة مُسبقاً، فلا تـدخل علينا بنتائج جديدة، لأن ذلك قد يُخـرجك من الملّة، وكأن الدين لهم – ملك أيمانهم .. وليس لله!!!
إننا يا سيدي نظلم المسلم باسم الإسلام، حين نخيّـره بين حرية الفكر وبين الإيمان! حيث إنه لا فرق بين أن تقمع الفكر أو تحـرّم التفكير، وبين أن تسمح به وتفرض على المفكّـر نتائج مُسبقة!
أما الجبهة العربية التي تُحارب الفكر، فتتمثل في الثقافة .. بعاداتها وأعرافها القبلية العشائرية، التي تتعصب للعرق على حساب الأمانة والمنطق والثوابت الإنسانية العامة! حيث إنه من ثوابت العروبة الواقعية أنه إذا تصادم القريب مع الغريب، فإنه يجب مناصرة الأخ الظالم ضد ابن العم المظلوم؛ ويجب مناصرة ومساندة ابن العـم الظالم ضد الغريب المظلوم.!
ولعلك تلاحظ كم من مواطن أمريكي أو أوروبي أو حتى إسرائيلي يهودي .. عبّر عن رأيه وأفكاره بحرية تامة ضد حكومته ..، ولصالح قضايانا العربية الإسلامية!
ولاحظ أننا نفتخر بذلك الموقف المؤيد لقضايانا، ووسائل إعلامنا تشيد بصاحبه.. ونتجاهل الفكر الذي أوصل مجتمعه إلى الحرية التي سمحت له بقول رأيه، والممنوعة عندنا على كل المستوياتَ!
إننا نحاجج الآخرين بما يقوله بعضهم لصالحنا، ولسان حالنا يقول: وشهد شاهد من أهلها؛ ونقمع ونمنع الشاهد من جانبنا. ونلاحظ أن حكومتهم لا تعتبرهم مذنبين بسبب حرية الفكر، ولا يُحرك ذلك فينا ساكناً ! وذلك ما يحتاجه الفكر ويفتقده عندنا!
فنحن كعرب مسلمين بصفة عامة لا نختلف عن حكامنا في شيء! حيث إن حكامنا يفوزون في الانتخابات بنسبة 100%، لأنهم يمنعون المعارضة والتصويت ضدهم! ونحن الشعوب نعتبر أن كل المواطنين يؤيدون قضايانا في حين أننا لا نسمح لأحد بالمعارضة وحرية الرأي! فعليك أن تردد ما يقوله الساسة ورجال الدين ورجل الشارع والإعلام ، وإلا فأنت خائن وعميل أو مرتد ...
فمثلاً، .. ماذا ستقول عنه أنت، وماذا سيكون مصيره .. لو أن مواطناً عربياً مسلماً تجرأ – داخل بلده- وعبّـر عن رأيّه وفكره وانتقد موقفاً عربياً مسلماً لصالح أمريكا أو بريطانيا!
إننا يا سيدي، لن نجني ثماراً من فكر وهمي نخدع به أنفسنا! فالواقع إما إنسان حـر وفكـر حقيقي، أو عبودية ولا فكـر!



والإحصائيات التي أوردتها الأخت الكريمة\ نادية بوغرارة، هي مؤشر واقعي على عزوف الإنسان العربي المسلم عن الفكر، وميوله للعاطفة. ولم يكن ذلك إلا لأن الكاتب في مجال الفكر لم يجد البيئة المناسبة ولا الحرية الكافية؛ ولأن القارئ لم يجد مادة فكرية تخاطب عقله وتستحق اهتمامه .. تحفزه على القراءة والمشاركة والتفكير!



وكإجابة متواضعة، للأخ الكريم\ عبد الله المحمدي .. الذي قال في مشاركته :

( أريد أن اطرح هنا سؤالا :
هل هناك فكر إيجابي ...وفكر سلبي؛ وهل يحبذ الدخول في الفكر السلبي ....!!!
آمل أن أجد الإجابة عندك أو ممن لديه الإجابة( ...!!!!



أقـول : إن كل ما يتّبعه الإنسان في حياته هو فكر بشري؛ باستثناء التعاليم السماوية الصريحة التي لا اختلاف حولها ولا اجتهاد فيها .. لدى أتباع الأديان المختلفة!
فالعقول هي أشجار مثمرة، وثمارها الأفكار! ومعنى أن تمنع العقل من إنتاج أفكاره الخاصة، وتلزمه بإتباع أفكار غيره، فكأنك تضع ثمار شجرة مثمرة على شجرة أخرى مختلفة.. بعد أن منعت الثانية من الإنتاج! حيث ستسقط تلك الثمار المزورة الملفقة الغريبة عن تلك الشجرة .. بفعل أول نسمة عابرة

والقول بأن هناك فكر إيجابي وفكر سلبي .. هو قول نسبي وغير دقيق! حيث إن كل إنسان يعتقد بأن فكره إيجابي، وأن نقيضه سلبي!

والحكم على الفكـر من حيث السلب والإيجاب هو أمر يعتمد على التكهّـن والظن لا على الواقع أو المنطق والحقيقة! ذلك لأن الأفكار تقاس بنتائجها – وهي مستقبلية -، ولا ينبغي قياسها والحكم عليها من خلال صورتها النظرية الأولية!
والذين يجزمون بأن هذا الفكر سلبي وذاك إيجابي، فهم إنما يتخذون من قناعاتهم وعقولهم معياراً لعقول الآخرين، فيتوهمون المعرفة والإحاطة بكل التفاعلات والنتائج المستقبلية التي ستترتب على هذا الفكر أو ذاك! وذلك خطأ فادح ينتج عادة عن ثقافة الوصاية والهيمنة والأنا والجهل والإفراط في الحذر، والخوف من التغيير، وتشبث الإنسان بما يعرفه ورفضه لما لا يعرفه، ... وكل ذلك نتيجة طبيعية حتمية لضيق الأفق ولعدم إحاطة الإنسان وعدم تفاعله وعدم مشاركته فيما يدور من حوله، وخوفه من المستقبل وسوء ظنه بالآخرين!

والفكر هو العمليات العقلية الجارية المستمرة التي لم تظهر نتائجها؛ وليس الفكر هو تلك الآراء والعمليات العقلية التي تم تطبيقها وظهرت نتائجها، فاتفق حولها البشر أو اختلفوا!
فنتائج الفكر عندما تنضج وتكتمل صورتها، ويتبناها ويُطبقها مجتمع ويرفضها آخـر، فإنها تصبح ثقافة، ولا تعـود تسمّى فكراً !
والثقافة هي التي يمكن نعتها نسبياً بالسلبية أو الإيجابية حسب انعكاسها على المجتمع ومصالحه، وحسب توافقها أو اختلافها مع أعرافه وشرائعه!
وقد أدخل الفكـر الحـر في العقود الأخيرة عنصراً هو من أهم عناصر معادلة قياس السلبية والإيجابية، وهو عنصر الحرية الفردية وحقوق وثقافات الأقليات!
ولكن مجتمعاتنا العربية الإسلامية ما تزال تستعمل مقياس الأعراف والتشريعات العامة ذات الطابع القبلي العربي والإسلامي الذي لا مكان فيه للفرد في القبيلة، ولا مكان للأقلية في الدولة!
بينما تجاوزت معظم المجتمعات الإنسانية تلك المقاييس فأصبحت تقيم وزناً لحرية الأفراد وثقافة وتقاليد الأقليات، وحق الإنسان في التعبير عن ذاته! وصارت تقبل وتحتوي الاختلافات الفكرية والثقافية، وتعتبرها رافداً حضارياً وفكرياً للمجتمع، ولا تنعتها بالسلبية ..، وهذا ما لا تجده عندنا حتى الآن ! رغم أنه أثبت نجاحه ميدانياً عند الآخرين !
ومن هنا فإنني أعتبر أن الحكم على الفكر، هو حكمٌ خاطئ مجحف عنصري .. إذا اعتمد صفة التمييز والإطلاق .. كفكر سلبي وفكر إيجابي، .. دون اعتبار للحق الطبيعي للإنسان في الاختلاف!



تحية طيبة للجميع ...

نادية بوغرارة
13-02-2009, 10:35 AM
****************
لا يمكننا أن نحمل المسؤولية للإسلام و العروبة ، في تدني مستوى الفكر ،
و ذلك ببساطة لأن الإسلام يدعو لإعمال ملكة العقل ،
و أكبر دليل على ذلك نجده في الفقه نفسه ،
حيث أنه مجال واسع لإعمال العقل ،
و الإجتهاد - الذي يعتبر المؤسسة الوحيدة التي تضمن
بقاء الإسلام صالحا لكل زمان و مكان - .
و لولا ذلك لبقيت ثقافتنا الدينية على حالها
كما تركها آباؤنا .

فكيف تقول أخي أن :الفقه الإسلامي السائد، يقول للمسلم :
لا تستعمل عقلك ولا تفكّـر ولا تجتهـد، ؟
صحيح أن المجتهد قد يتلقى هجمات عنيفة من دعاة الجمود ،
و يمكن ان يخرجه من الملة أصحاب الفهم المنحرف .
غير أن فسحة إعمال العقل التي يدعو إليها بل و يطلبها ديننا الحنيف ،
لا يمكن أن يغطيها فكر رجعي مختل .
و خير مثال على ذلك الصحوة الإسلامية التي ظهرت بقدوم مفكرين إسلاميين ،
أخذوا على عاتقهم تجديد الخطاب الديني ، و منهم من سبق عصره
ولازالت أفكاره ، تنتظر الفكر المتنور الذي يمكن أن يستوعبها .

أما العزوف الذي نشهده ،
فلا يمكن بأية حال إرجاع سببه لعدم وجود ما يثير القارئ
و يستفز فكره ، و لكن السبب الحقيقي كما أرى ، يكمن ،
ليس في جودة الإنتاج ،بل في فتور و نفور القارئ العربي
و المسلم من أي شيء يحرك آلة العقل ، إضافة للوصاية الدينية
المفروضة من جهات خارجية لا مصلحة لها في استفاقة عقل المسلم .

**********
شكرا لك أخي أبو بكر .

راضي الضميري
13-02-2009, 03:31 PM
ما زلت بانتظار ردود الأخ الفاضل عمار باطويل لطلب الإذن منه والرد على بعض الأمور والتي وردت في المشاركة رقم – 7 – والتي جاء فيها مغالطات واضحة لا نتفق معها جملة وتفصلا ، وأرجو أنْ لا يطول غيابه
وأن يعود إلينا سالمًا غانما
تقديري واحترامي للجميع

عبدالصمد حسن زيبار
13-02-2009, 09:35 PM
أخي الكريم أبو بكر
نتفق على المأساة و الأزمة و الاختناق الذي يعيشه الفكر عندنا
لكن هذا الاتفاق لا يعني جلد الذات حد الخروج عن الموضوعية
أولا
الأزمة ليست أزمة إسلام بل مسلمبن و اعمال معتنقيه و هذه ليست لغة طهرانية صوفية بل إعتقاد و إيمان
و ليس قطعا اجتماع العروبة و الاسلام يعني غياب الفكر فهذا إجحاف بحق التاريخ و الاسلام و العروبة
غريب أن يوصلنا التفكير الحر إلى معادلة لا أساس لها من العقلانية ولا من المنطف بكل أطيافه :
أينما التقت العروبة والإسلام = غاب الفكر فانهزم الإنسان وتخلفت الأوطان!
كلما افترقت العروبة والإسلام، = حضر الفكر فانتصر الإنسان وتقدمت الأوطان!
هل كان الفكر يوما جينا مرتبطا بجنس معين أو عقيدة خاصة بملة ما
ثم تأتي المعادلة النتيجة :
حيث لا عروبة ولا إسلام= فإن الأمثلة على حرية الفكر ودوره في الرقي بالبشـر، هي أكثر من أن تحصى،
لا يمكننا بحال القبول بهذه المعادلات حيث لم يقدم صاحبها أي دليل لا منطقي و لا من الفكر الحر و لا المقيد
أخي الكريم نتفق أننا نعيش الأزمة
و نختلف في التوصيف
يا سيدي في الزمن غير البعيد استطاع أحد رجالات الفكر و الاصلاح أن يبعث نهضة في أمة متعددة المذاهب و القوميات وهو حكيم الشرق الأفغاني
هذا لأنه لم يكتفي فقط بالتفكير و التنظير بل تعداه إلى التجريب و الممارسة و الاحتكاك بالواقع
يا سيدي في محاضرة بالسوربون للمستشرق الفرنسي أرنست رينان اتهم فيها الاسلام - على شاكلتك- بالعداء للعلم و التقييد لحرية العلماء و جرد فيها العقل العربي من امكانيات التفكير الفلسفي و المركب
رد عليه الأفغاني بمحاضرة و التقاه فقال رينان :
قلما استطاع أحد أن يؤثر في نفسي مثل ما أثر هو ومحاورتي إياه هي التي دعتني إلى أن أجعل عنوان موضوع محاضراتي في السوربون : صلة الروح العلمية بالاسلام .
ندعو الكثير من مثقفيا الى العودة كما رينان

سيدي الكريم
تعاطى الفكر الاسلامي الحديث مع قضايا و مسائل فكرية غاية في الأهمية تعامل معها بمنطق تجاوز الثنائيات الجدلية و طريقة السجال الاحتجاجي _ التي ينهجها الكثير من المدعين _
و قدم حولها اجتهادات ناضجة و متقدمة .
من هذه المسائل الفكرية :
فكرة المواطنة و العلاقة بين المجتمع و الدولة - الطهطاوي
فكرة الدساتير و التنظيمات الادارية و السياسية - التونسي
الجامعة الاسلامية - الأفغاني
تجديد التفكير الديني - إقبال
الاصلاح الفكري و التعليمي - عبده
مشاركة المرأة في الحياة العامة -رشيد رضا
و جميعهم ربط التقدم بالدين
و اليوم بعد الفكر الاسلامي الحديث نعيش أزمة الفكر الاسلامي المعاصر الذي غلب عليه :
الجدلية و السجالية
ما أحوجنا اليوم بدل الهجوم على الفكر الاسلامي العمل على إحيائه و نشره
ما أحوجنا اليوم بدل التصدي إلى معالجة القطيعة بين الفكر الاسلامي الحديث و المعاصر و التي أفقدتنا تراكما معرفيا مهما
ما أحوجنا بدل الانغلاق إلى الانفتاح على الفكر الاسلامي و التواصل بين النخب الفكرية بعيدا عن التشنجات و التصادمات
ما أحوجنا بدل الارتماء في أحضان الغرب كلية إلى تحرير و تجديد العلاقة معه برؤية منفتحة و نقدية
إلى حوارية أخرى
تحياتي للجميع

أبوبكر سليمان الزوي
15-02-2009, 06:44 PM
الأخت الكريمة \ نادية بوغرارة ..
الأخ العزيز \ عبد الصمد حسن زيبار ..
أشكر لكما رُقِي الاسلوب، ووضوح الطرح ..
أعلم حساسية الموضوعات الفكرية، وأقـدّر لكما غيرتكما، وأعتذر لكما عن أي إزعاج قد يكون نالكما من مشاركتي..
فأنا أعلم أن الدخول دون مقدمات في أي موضوع فكري، هو أمرٌ ليس مقبولاً في ثقافتنا العربية ..
ولكن أيها الإخوة الأحباب، أرجو أن تذكروا أنني قلتُ ( لاحظ ) في بداية كل معادلة من المعادلات التي لا يلتقي فيها الفكر مع العروبة والإسلام.
وأنا بهذا أقصد أن هذه المعادلات هي ما يمكن ملاحظته على أرض الواقع، ولا يمكن ولا ينبغي تجاهل الحقيقة، ولا يصح تجريم من وصف الواقع.. وليس بالضرورة أن يكون هذا الواقع قدراً مقدورا... وإلا لما كانت للفكر والبحث والعلم من ضرورة!
وقد قلتُ أن السبب يكمن في سوء فهم وسوء استخدام العقلية العربية للإسلام!
أما قولك " أخي حسن" بأن الأزمة ليست أزمة إسلام بل مسلمين، وأعمال معتنقيه .. فتلك معادلة لا نهائية الحل، وهي تصوير للواقع أوضح وأعقد مما ذهبت له أنا.
حيث إنني حصرت المشكلة في العقلية العربية عند تلاقيها بالإسلام. أما أنت فقد ربطت المشكلة باعتناق الإسلام.
إذ كيف تكون المشكلة في المسلمين دون غيرهم، ثم نقول بأن لا علاقة للإسلام بالمشكلة !
أما ما أشرت له "أخي حسن" من ارتماء في أحضان الغرب !! فتلك عقبة موضوعة، وعار مفتعل، يُهـدَّد ويُهاجَم بهما كل من دعا إلى حرية الفكر . وكأن في ذلك شيء من الاعتراف الضمني بأن الفكر شأن غربي لا عربي إسلامي. .. وأنا لا أقول بذلك قطعاً!
فأنا لم أدعو إلى الارتماء في أحضان الغرب أو الشرق، ولكن تلك مأساة أخرى، إذ ما أن تتحدث عن حرية الفكر دون أن تذكر الغرب، حتى يُبادرك محاورك العربي المسلم بهذه المسبّة( أحضان العرب)..
فنحن نعاني - يا أخي - من عقدة تخلفنا وضعفنا في مقابل تقدم وقوة الغرب، حتى ارتبط في أذهان البعض منا بأن كل دعوة إلى الواقعية فهي دعوة إلى تقليد الغرب!

تحياتي الصادقة للجميع ..

راضي الضميري
15-02-2009, 07:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
في الواقع إنّ ما جاء في المشاركة رقم – 7- من أفكار كان واضحًا جدًا ، ومن قبله ما ورد في أفكاره التي قمنا بتوضيحها بدليل من الكتاب والسنّة ولم يملك أنْ يردّ عليها بدليل من نفس المصادر والتي يجهل السيد الفاضل أبو بكر وباعترافه علمه بالسنّة ومع ذلك فهو يهاجمها وينكرها ، و يؤول على هواه كل ما يفهمه من هذا الدين ، هذا إذا كان فهمه له صحيحًا بل ويحاول أن يروّج لهذا الفكر وقد قمنا بتوضيح كل ذلك في هذا الرابط https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=32786
وحتى لا نعيد ونكرّر الكلام حول ما ورد في أفكاره وهي ما زالت ماثلة أمام عيون الجميع ، وحتى لا ندخل في تفسيرات وتأويلات لا طائل من ورائها فإنّني أريد أن أقول ما يلي :

لا يحقّ للمفكّر – هذا إذا كان يملك مؤهلاته من الأصل - أنْ يتكلم باسم الإسلام والفكر ويتهمه بما ليس فيه إلا إذا كان يملك دليلًا لا يخالف الشرع ، حرية الفكر لا تمنح صاحبها الحق في الطعن بمصادر هذا الدين ، ولن نقف في كل مرّة في انتظار أنْ يفسر سين أو صاد ما يقصد من كلامه والكلام واضح لا لبس فيه .
إنّ التهجم وجلد الذات والكلام المتكرّر عن السلبيات لن يحل المشكلة ، ويستطيع أي طفل في عالمنا هذا أن يعدّد السلبيات ولكن إيجاد الحلول المناسبة ، وطرح الأفكار الهادفة هي الحل والدواء.
دائمًا ما نسمع منك كلامًا عن التخلف وعن التراث المريض لهذه الأمّة وكأنّ المتكلم والناقد يملك علمًا وفهمًا يؤهله لخوض مثل هذه الأمور وقد أحكم قبضته على العلم ، فلماذا لا نرَ حلولًا مطروحة من قبل هذا الذي ينتقد أمّة كاملة بتراثها وما حواه ؟ لكننا بدلًا من ذلك لا نسمع إلا العقل ،ومجهر العقل ،ونافذة العقل ، وقوة العقل ، وفي النهاية نقرأ فلا نجد كل ما ذكر آنفا ، بل هي مجرد تهيؤات وتلاعب بالنصوص لا شك فيها إطلاقًا .
التواضع مطلوب سيد أبو بكر ، واحترام عقول النّاس مطلوب أيضًا وقلنا لك أكثر من مرّة الدليل هو الحكم العدل ، ومن تواضع لله رفعه الله ، ويبدو أنّك إلى الآن لم تسأم من كونك على الحقّ دائمًا ،لا أدري حقيقة هل الحقّ يكون بعيدًا عن كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم ؟
تقديري واحترامي للجميع

سيف الدين
15-02-2009, 07:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ أواسط القرن الثاني عشر الهجري ( الثامن عشر الميلادي ) والعالم الإسلامي ينحدر عن المستوى اللائق به انحداراً سريعاً ، ويهبط إلى هوة الانحطاط هبوطاً فظيعاً . وبالرغم من قيام محاولات عديدة لإنهاضه ، أو الحيلولة دون استمرار انحداره ، لم تنجح ولا محاولة واحدة من هذه المحاولات ، وظل العالم الإسلامي يتخبط في دياجير الفوضى والانحطاط ، ولا يزال يعاني آلام هذا التأخر والاضطراب .
أما سبب انحطاطه فيرجع إلى شيء واحد ، هو الضعف الشديد الذي طرأ على الأذهان في فهم الإسلام . وسبب هذا الضعف هو فصل الطاقة العربية عن الطاقة الإسلامية حين أهمل أمر اللغة العربية في فهم الإسلام وأدائه منذ أوائل القرن السابع الهجري . فما لم تمزج الطاقة العربية بالطاقة الإسلامية بأن تجعل اللغة العربية - التي هي لغة الإسلام - جزءاً جوهرياً لا ينفصل عنه فسيبقى الانحطاط يهوي بالمسلمين ، لأنّها الطاقة اللغوية التي حملت طاقة الإسلام فامتزجت بها ، بحيث لا يمكن أداء الإسلام أداء كاملاً إلاّ بها ، ولآن بإهمالها سيبقى الاجتهاد بالشرع مفقوداً ، ولا يمكن الاجتهاد بالشرع إلاّ باللغة العربية ، لأنّها شرط أساسي فيه . والاجتهاد ضروري للأمّة ، لأنّه لا تقدم للأمّة إلاّ بوجود الاجتهاد .
وأما سبب إخفاق المحاولات التي قامت لإنهاض المسلمين بالإسلام فيرجع إلى ثلاثة أمور : أحدها عدم فهم الفكرة الإسلامية من قبل القائمين بالنهضة فهماً دقيقاً ، وثانيها عدم وضوح طريقة الإسلام لديهم في تنفيذ فكرته وضوحاً تاماً ، وثالثها عدم ربطهم الفكرة الإسلامية بالطريقة الإسلامية ربطاً محكماً غير قابل للانفصال .

أما الفكرة فقد طرأ عليها من عوامل التغشية ما أبهم الكثير من دقائقها على الكثير من المسلمين . وعوامل التغشية هذه قد بدأت منذ أوائل القرن الثاني للهجرة حتى مجيء الاستعمار ، فقد كان للفلسفات الأجنبية كالهندية والفارسية واليونانية أثر على بعض المسلمين حملهم على ارتكاب محاولات للتوفيق بين الإسلام وبين هذه الفلسفات ، مع التناقض التام بينها وبين الإسلام . فأدت محاولات التوفيق هذه إلى التأويل والتفسير الذي أبعد بعض الحقائق الإسلامية عن الأذهان ، كما اضعف إدراكها إياها . وعلاوة على ذلك كان لدخول بعض الحاقدين على الإسلام المبغضين له في حظيرته - نفاقاً - اثر في أن تدس على الإسلام مفاهيم ليست منه ، بل مناقضة له . وقد أدى ذلك إلى فهم الإسلام فهماً مغلوطاً عند كثير من المسلمين ، ثمّ أضيف إلى ذلك في القرن السابع الهجري إهمال اللغة العربية في حمل الإسلام . فكان هذا كله مؤذناً بانحطاط المسلمين . وزاد عليه منذ أواخر القرن الحادي عشر الهجري ( السابع عشر الميلادي ) حتى الآن الغزو الثقافي والتبشيري ، ثمّ الغزو السياسي من المغرب ، فكان ضغثاً على ابالة ، وعقدة جديدة في المجتمع الإسلامي تضاف إلى العقد السابقة . فكان لذلك كله الأثر الفعال في خطأ تصور المسلمين للفكرة الإسلامية ، حتى فقدت التبلور الحقيقي في الأذهان .
وأما الطريقة الإسلامية فإنهم فقدوا وضوح تصورها بالتدريج . وذلك انهم بعد أن كانوا يعرفون أن وجودهم في الحياة إنّما هو من أجل الإسلام ، وأن عمل المسلم في الحياة هو حمل الدعوة الإسلامية ، وعمل الدولة الإسلامية هو تطبيق الإسلام وتنفيذ أحكامه في الداخل وحمل الدعوة إليه في الخارج ، وأن طريقة ذلك الجهاد تحمله الدولة - نقول : أن المسلمين ، بعد أن كانوا يعرفون ذلك ، صاروا يرون أن عمل المسلم كسب الدنيا أولاً ، والوعظ والإرشاد إذا واتت الظروف ثانياً ، وصارت الدولة لا ترى أي تقصير أو أي حرج في تساهلها في تنفيذ أحكام الإسلام ، ولا ترى أي غضاضة في القعود عن الجهاد في سبيل الله لنشر الإسلام ، ثمّ صار المسلمون ، بعد أن فقدوا دولتهم - على ما فيها من هزال وتقصير - يرون عود الإسلام في بناء المساجد ، وإصدار المؤلفات ، وتربية الأخلاق ، ويسكتون عن سيادة الكفر عليهم واستعماره إياهم .
هذا من حيث الفكرة والطريقة ، أما من حيث ربطهما فإن المسلمين صاروا يرون الأحكام الشرعية المتعلقة بمعالجة المشاكل ، أي المتعلقة بالفكرة ، ولا يعنون أنفسهم في الأحكام التي تبين كيفية المعالجة ، أي التي تبين الطريقة ، فغلبت عليهم دراسة الأحكام ، منفصلة عن طريقة تنفيذها ، وغلبت عليهم دراسة أحكام الصلاة والصوم ، والنكاح والطلاق ، وأهملوا دراسة أحكام الجهاد والغنائم وأحكام الخلافة والقضاء وأحكام الخراج وما شابهها ، ففصلوا بذلك الفكرة عن الطريقة ، حتى نتج عن ذلك عدم إمكان تنفيذ الفكرة دون طريقتها .
وقد أضيف إلى ذلك كله في أواخر القران الثالث عشر الهجري ( التاسع عشر الميلادي ) الخطأ في فهم الشريعة الإسلامية لتطبيقها على المجتمع ، فصار الإسلام يفسر بما لا تحتمله نصوصه ليوافق المجتمع الحاضر ، وكان الواجب أن يغير المجتمع ليوافق الإسلام ، لا أن يحاول تفسير الإسلام ليوافق المجتمع ، لأنّ القضية هي أن هناك مجتمعاً فاسداً يراد إصلاحه بمبدأ ، فيجب أن يطبق المبدأ كما هو ، ويغير المجتمع برمته تغييراً انقلابياً على أساس هذا المبدأ ، أي كان لزماً على المحاولين للإصلاح أن يطبقوا أحكام الإسلام كما جاءت ، دون نظر إلى المجتمع أو العصر أو الزمان أو المكان ، ولكنهم لم يفعلوا ذلك ، بل أولوا أحكام الإسلام ليوافق العصر .


دمتم بخير

بهجت عبدالغني
15-02-2009, 08:02 PM
أن التاريخ يخبرنا أنه :

متى كان الإسلام حاضراً ، فثم الفكر ..

ومتى غاب الإسلام في النفوس والعقول ، غاب شمس الفكر معه ..

وليس هذا الكلام من قبيل العاطفة ، بل إن التاريخ يخبرنا بذلك ..


تحياتي ..

عبدالصمد حسن زيبار
16-02-2009, 08:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفعل و الفهم البشري نسبي و نسبة الخطأ فيه واردة و الحقيقة أننا نحيا أزمة لا بد و أن ورائها أسبابا و مفعلات أدعو الاخوة الكرام للمزيد من الفحص والبحث

هنا ياتي التساؤل : هل السبب في الجوهر و الاعتقاد كما ذهب البعض صراحة
أم أن السبب في التمثل البشري النسبي
و هذا لا يعني عملية الاعتناق أبدا ما دام المعتقد بالفتح : الحق المبين
اي أن معدلة :
الأزمة في معتنقي الاسلام = أزمة مبدا الاعتناق
فاسدة منطقيا لا أساس لها من الصحة لأن الطرفين على خلاف
أحدهما نسبي و الآخر مطلق فتختل موازين المعادلة
كمثال :
هب أن نظاما ما أعلن اعتناقه لمبادئ حقوق الانسان والعدل و الحرية والمساواة كقيم عليا
و فعله وتمثله يخالف ما أعلنه و نقول أن السبب في الفعل هو اعتناقه لهذه المبادئ لا أحد يمكن أن يقول أن هذا منطقا

لهذا من الضروري تحديد مكامن الخلل وهو في تصوري :
خلل في الفهم و الوعي
وهو النسق المعرفي المسيطر على العقلية و الذهنية - الاطلاع على مقالتي : بداية الطريق ... إعادة تشكيل الذهنية -
أما تشكلاته فليس بالبساطة أن إجتماع الاسلام و العروبة تنتج غياب الفكر بل الأمر أكثر تعقيدا
فنحن اليوم للأسف نعيش مرحلة انفصام بين النسق المعرفي و الخلفية التصورية و بين واقع يسيطر عليه و علينا نسق آخر بخلفية أخرى تخالفنا فأصبحنا بين سؤالي الحداثة و الهوية

تحياتي

عمار باطويل
17-02-2009, 10:02 AM
شكرا" لكم جميعا على هذا التواجد الرائع والهادف ولي عودة سريعة بإذن الله.

خليل حلاوجي
21-02-2009, 09:10 AM
العلة الجديدة هي أننا نستغرق في الماضي جل همتنا ..

وقد نتناسى المستقبل وتحدياته ..


كان يفترض بالمفكرون أن يسبقوا زمنهم ... ولكننا اليوم نراهم يهرولون خلف جمهورهم ..

خليل حلاوجي
30-11-2009, 10:59 AM
لو نقرأ كتاباً ونفهمه فوراً ... فإن هذا الكتاب لن ينفعنا أبداً لأنه كرر ماكنا نعرفه


ولو قرأنا كتاباً ... نفهم ربعه أوثلثه أو نصفه ... فلسوف يضيف لعقولنا عقلاً جديداً ونافعاً .



بورك طرحط الثري .