تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هــذا نصــر ..



بهجت عبدالغني
12-12-2008, 09:11 PM
إنها القضية نفسها .. والصراع ذاته ..
ما إن قالوا : ربنا الله ..
حتى شقت لهم الأخاديد في الأرض وأبرمت فيها النيران وبدأت الشرذمة الطاغوتية تقذف فيها كل من لا يقر بألوهيتهم الكاذبة المزعومة .. وكيف يقرون بهذه الألوهية الكاذبة وقد نقشت في قلوبهم كلمة الحق الصادحة .. الله اله في السماء .. اله في الأرض ..
فيأتى بالمرأة وهي تحمل وليدها ليقذفا في النار ، فتأخذ الأم الحنان والعاطفة تجاه وليدها .. فتشده إلى صدرها بقوة وتتقاعس .. لكن لسان الوليد ينطلق في الحال قائلاً : يا أماه .. اصبري ولا تتقاعسي فإنك على الحق ..
نعم .. انه الثبات على المبدأ .. الثبات الذي يذكرنا بـأولئك العمالقة من رجال الإسلام الأبطال الذين كتبوا أسماءهم على صفحات التاريخ بمداد من ذهب .. الثبات الذي يجعل من النار جنة ومن لهيبها نسمة عليلة تنسجم مع الروح البشرية فتعيد لها رونقها الذي سرعان ما ينمو ويزدهر ويتخلص من جاذبية الأرض ليصعد إلى السماوات وتستقر في عليين ..
هذه الثلة المؤمنة التي آمنت بالله رباً والهاً واحداً لا يشاركه فيهما احد .. هؤلاء المؤمنون يقذفون في النار .. والذي ينظر إلى هذا المشهد الأليم بالمنظار الأرضي ويقيسه بمقاييس الجاذبية وبمقاييس النمل والنحل ، يتوهم بأن الأيمان والعقيدة قد انهزمتا في هذه اللحظة أمام قوة الشرك والباطل .. فلم يقم هؤلاء المؤمنون دولتهم الإيمانية ولم يقطعوا رؤوس الشرك والمشركين ولم يستطيعوا أقلاً أن يحموا أنفسهم من هؤلاء المجرمين .. بل العكس تماماً .. فالمؤمنون يحرقون ويقتلون ويعذبون على أيدي الكفار ، وهم ـ المشركون ـ قعود والابتسامات الشيطانية تعتلي وجوههم التي غطت عليها السحمة والسواد وهم يتمتعون بالأجساد الطاهرة البريئة وهي تتحول حطاماً ورماداً ..
هكذا يرى المتوهم ..
ولكن هذه الأجساد التي تتلاشى في لهيب النار الشركية .. هذه الأجساد منتصرة .. لقد ثبتوا على العقيدة الصحيحة وعلى المبدأ الإيماني العميق وتمسكوا بحبل الله المتين .. وهذا هو النصر ..
وكأن لسان حال أولئك المؤمنون وهذه النار تأكلهم .. هذه النار التي في حقيقتها جنة .. نعم جنة .. ألم يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن للدجال الذي يخرج آخر الزمان جنة وناراً .. ولكن ناره في الحقيقة جنة يدخلها المؤمنون .. وجنته نار يدخلها الكفرة والمنافقون والرويبضة ( الفاسق والقذر والتافه والوضيع والغوغاء ) ، هؤلاء الذين لا يجدون حرجاً من كشف عوراتهم ولا أن يزحفوا على وجوههم نحو الدجل والشعوذة من أجل رغيف .. لأنهم لا يعلمون أن للكرامة ضريبة وان للعزة أجساداً يجب أن تحرق وتسحق .. لأنهم لا يعلمون ولهذا اختاروا جنة الدجال المزعومة .. إنها القذارة بعينها والسقوط ذاته ..
كأن لسان حالهم يقول : إن تقتلونا أو تحرقونا فهذا لاشيء .. هذا مثل نار الدجال التي في حقيقتها جنة أبدية .. وأنكم مهما صببتم من فوق رؤوسنا من عذاب فلن نؤمن بألوهيتكم الكاذبة المزعومة لأننا آمنا بالإله الحق وهو الله تعالى الذي لا شريك له أبداً .. أما انتم فيا أيها الأقزام والصعاليك الذين تضحكون ملئ فيكم لستم إلا صغاراً عبثت بكم أهوائكم وشهواتكم فأصبحتم أسيرهما .. اضحكوا وتشدقوا ويلهكم الأمل فسوف تعلمون أن الأيمان إذا استقر في القلب ولامس شغافه فإنه لا يمكن أن تهتز أبداً ، وسوف تعلمون لمن العاقبة .. أما يوم القيامة فأيقنوا أنكم ستكونون وقوداً وحطاماً لنار جهنم أوقدت ألف سنة حتى احمرت وألف سنة أخرى حتى ابيضت وألف سنة ثالثة حتى اسودت .. فهي سوداء .. سوداء .. سوداء ..
ويتلاشى هذا الصوت الإيماني في لهيب النار الشركي .. تلاشياً ظاهرياً .. ولكنه لن يتلاشى من ذاكرة المؤمنين في أي زمان ومكان .. وكيف يتلاشى وهم يتلون عشية وضحاها .. كل يوم ..
( قتل أصحاب الأخدود . النار ذات الوقود . إذ هم عليها قعود . وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود . وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) .


بهجت الرشيد

عبدالصمد حسن زيبار
13-12-2008, 03:32 PM
بهجت

إنه اليقين
و الفتن تبين الصادق من الكاذب
آلهة اليوم و في مقدمتها أصنام المادية الجارفة تسلب الالباب و تهدم القيم
أصحاب الأخدود صبروا و نالوا الثواب
الأمر اليوم : من يقف في و جه أصنام المادية المتكلسة

معروف محمد آل جلول
13-12-2008, 04:26 PM
أخي الحبيب بهجت..
إنما هي المغالبة بين الحق والباطل..
ليمحص الله أولياءه..
ويثبت الحجة الدامغة على الكفرة الفجرة ..
نص صيغ من صلب الحق..
والحق اسم من أسمائه الحسنى..
جزيت الفردوس عل هكذا مقال ..
خالص تحياتي أخي الكريم..

خليل حلاوجي
14-12-2008, 08:29 AM
القضية لاأراها من هذه الزاوية ... التنظيرية البحتة


بل

أراها أن الله تعالى أرادنا أن نفصل وبدقة بين الله الإله وبين البشر الذي يريدون ألأن يصبحوا فوق رؤوسنا .. آلهة


الكثير من العوام يخلط بين الاثنين ... وهي درجة خطيرة من درجات تشوش فهم التوحيد عند الكثيرين منا


التوحيد كما أفهمه أنا هو

أن لا أطيع مخلوقاً ( من شرطي المرور وصاحب الضرائب ... إلى الأمير والوزير والرئيس ) حينما تتعارض طاعتي لهم مع طاعة الواحد الأحد ..

وهذا كلام نظري بسيط في تسطير سطوره ... لكنه عميق الدلالة وصعب المرتقى وهو بداية المسير العسير إلى الجنة


فمن منكم يطيق ذلك ... ياأصحاب الأخدود في الألفية الثالثة ... أخدود العولمة والأمركة والإنصياع الصامت. ؟

من ؟

خليل حلاوجي
14-12-2008, 08:32 AM
طاعة الإله والاستسلام لمشيئة الرب
بقلم الدكتور خالص جلبي
عندما يتحول الإنسان إلى آلة لا يبق فرق بين الإنسان والشيء والآلة ولكن لماذا؟ إنها الإرادة!! فعندما يُستخدم الإنسان ويسخر كالآلة، فيتحول إلى عصا أو بوق أو بندقية، ويستجيب للأوامر؛ فإنه يتخلى عن إنسانيته ويتحول إلى آلة!! العصا إذا ضربنا بها ليس عندها القدرة أو الإرادة أن ترفض التنفيذ، أو تعصي الأوامر، ليس أمامها إلا أن تنزل بالضرب!! والبندقية تقذف باللهب كما تضغط الإصبع على الزناد، والبوق يردد الصوت تماماً كما حشي وحقن تماماً وبالحرف الواحد، مرددا إياه بشكل أبله. ولكن الإنسان عندما يمتلك الإرادة فيقرر ماذا يفعل تجاه ما يؤمر به، يتحول إلى الشريحة الإنسانية، أو ما سماه القرآن عبودية الله، فينفذ أو يتوقف، بل ويعترض فيقاوم، وهو ما حررته الآية القرآنية (كلا لا تطعه) وبنيت الشهادة على جزأين يقوم الأول على إنكار كل ألوهية (لا إله) لتقرر لاحقاً ألوهية واحدة في السماوات والأرض (إلا الله). فهي تبدأ كما نرى بالتمرد والرفض، قبل الإعلان والإقرار، أو لنقل هي شقان رفض وإقرار، وهذه هي ميزة الإرادة الإنسانية التحرك في الاتجاهين. من هذا الشرح نعلم عمق الحرية التي كان بلال يتمتع بها وهو العبد في العرف الاجتماعي آنذاك.
عندما يتم إحياء الذكرى الإبراهيمية السنوية، في التقدم بالقربان الحيواني، يقترن بنفس الوقت مع التوقف عن التضحية بالإنسان لأي صنم، على أي مذبح، تحت أي شعار، أو دعوى أو مبرر، فالإنسان أغلى شيء في الوجود، وأثمن ما يمتلكه المجتمع، ولكن عملية اكتشاف الكاهن، والعثور على الصنم تبقى عملية صعبة للغاية، وهي مهمة المثقف، لتحرير العقل من كل صنم، والتملص من قبضة أي كاهن، والاستسلام لله رب العالمين، بحيث نحول المجتمع الإسلامي في النهاية إلى مكان يهرع إليه البشر من كل بقعة في الأرض، كون المجتمع الإسلامي المكان الوحيد المسموح به بممارسة كل الأفكار، والتقاء كل الثقافات، فهو حوض اجتماعي تعددي من طراز فريد، مسموح به لكل الأفكار والثقافات بالتعايش والتعبير، فالإسلام لا خوف عليه، لأنه دين إنساني عالمي مفتوح، وليس دينا عنصريا قوميا مغلقا. وحتى تتبلور هذه الفكرة نحتاج إلى عمل فكري مكثف، فنحن أسرى مفاهيم اجتماعية تاريخية، لا إفراز ثقافة متفوقة، تراكمت عليها طبقات فكرية آركيولوجية عبر القرون، وما ينتظر الجنس البشري شيء هائل وأقول لقرائي كل عام وأنتم بخير ....

مصطفى السنجاري
14-12-2008, 11:48 AM
المفكر المبدع بهجت الرشيد..
موضوعك يثير تساؤلات لا حصر لها
ولكن الأمر يا استاذنا الغالي يتعلق بالأيمان المطلق بالله أولا
وبالعقيدة التي تمثل الطريق الى الله
وحين يتوفر الأيمان ينشأ الثبات والأصرار
ومن ثم الدفاع عن هذا الأيمان..وقلة من بني البشر يتمتع بالثبات على المبدأ
ولا سيما..إذا تعارض مع المصلحة الدنيوية
وأقول في إحدى قصائدي المتواضعة
إن الوفاء لما تحب وتشتهي
(يا قيس ) في نظر الأنام جنون
فمن البلية أن نصدف عاشقا
كيما يسمّى عاقلاً فيخونُ
تحياتي..

بهجت عبدالغني
15-12-2008, 02:41 PM
بهجت
إنه اليقين
و الفتن تبين الصادق من الكاذب
آلهة اليوم و في مقدمتها أصنام المادية الجارفة تسلب الالباب و تهدم القيم
أصحاب الأخدود صبروا و نالوا الثواب
الأمر اليوم : من يقف في و جه أصنام المادية المتكلسة


الاستاذ عبدالصمد حسن زيبار

شكراً على مرورك ..

والسؤال يبقى مطروحاً : من يقف في و جه أصنام المادية المتكلسة ؟؟؟


مع خالص تحياتي ..

بهجت عبدالغني
15-12-2008, 02:44 PM
أخي الحبيب بهجت..
إنما هي المغالبة بين الحق والباطل..
ليمحص الله أولياءه..
ويثبت الحجة الدامغة على الكفرة الفجرة ..
نص صيغ من صلب الحق..
والحق اسم من أسمائه الحسنى..
جزيت الفردوس عل هكذا مقال ..
خالص تحياتي أخي الكريم..


ولك مني أخلص تحية ..

وشكراً على مرورك الجميل ..

دمت بألف خير

ضفاف أماني
15-12-2008, 03:13 PM
موضوع أسرني كثيرا مررت عليه كثيرا كثيرا
فيه العبرة فيه عبرة وعظة لمن يعقل
كيف هي النار وكيف هي الجنة
حينما تختلط المفاهيم بعيدا عن ايماننا العميق وتتزلف لنا الدنيا ببهرجها
حينما تفقد الثوابت للبعض او ترسخ للبعض غيرهم
والمفارقات العظام
ورؤيتها من خلال كتابنا القرآني والصورة الجلية التي بعثت نورانية الروح تجاه تحقيق ايماني عجيب
فعلا والله لقد ابدعت ابدعت بإيلاجنا الى هذه الباحة من تصورات الدنيا المادية اليوم كيف هي امامنا

كيف هي نارها وجنتها

سلمت وسلم اليراع الباهر

نشكرك كثيرا ونفع الله بقلمك امة الاسلام

بهجت عبدالغني
16-12-2008, 05:24 PM
المفكر المبدع بهجت الرشيد..
موضوعك يثير تساؤلات لا حصر لها
ولكن الأمر يا استاذنا الغالي يتعلق بالأيمان المطلق بالله أولا
وبالعقيدة التي تمثل الطريق الى الله
وحين يتوفر الأيمان ينشأ الثبات والأصرار
ومن ثم الدفاع عن هذا الأيمان..وقلة من بني البشر يتمتع بالثبات على المبدأ
ولا سيما..إذا تعارض مع المصلحة الدنيوية
وأقول في إحدى قصائدي المتواضعة
إن الوفاء لما تحب وتشتهي
(يا قيس ) في نظر الأنام جنون
فمن البلية أن نصدف عاشقا
كيما يسمّى عاقلاً فيخونُ
تحياتي..


صدقت .. فان الإيمان بالله الواحد الأحد هو الذي ينشأ الثبات .. والنصر ..

دمت بألف خير ..

تقبل خالص تحياتي ..

بهجت عبدالغني
19-12-2008, 05:48 PM
موضوع أسرني كثيرا مررت عليه كثيرا كثيرا
فيه العبرة فيه عبرة وعظة لمن يعقل
كيف هي النار وكيف هي الجنة
حينما تختلط المفاهيم بعيدا عن ايماننا العميق وتتزلف لنا الدنيا ببهرجها
حينما تفقد الثوابت للبعض او ترسخ للبعض غيرهم
والمفارقات العظام
ورؤيتها من خلال كتابنا القرآني والصورة الجلية التي بعثت نورانية الروح تجاه تحقيق ايماني عجيب
فعلا والله لقد ابدعت ابدعت بإيلاجنا الى هذه الباحة من تصورات الدنيا المادية اليوم كيف هي امامنا

كيف هي نارها وجنتها

سلمت وسلم اليراع الباهر

نشكرك كثيرا ونفع الله بقلمك امة الاسلام


الأستاذة أماني حرب

مرورك .. ثراءُ للنص ..

دمت لنا مبدعة ..

لك خالص تحياتي ..

راضي الضميري
04-02-2009, 12:23 AM
"ولكن هذه الأجساد التي تتلاشى في لهيب النار الشركية .. هذه الأجساد منتصرة .. لقد ثبتوا على العقيدة الصحيحة وعلى المبدأ الإيماني العميق وتمسكوا بحبل الله المتين .. وهذا هو النصر .."
كنت رائعًا في طرحك .
تقديري واحترامي أخي بهجت رشيد

بهجت عبدالغني
07-02-2009, 07:34 PM
الأستاذ راضي

أشكرك على مرورك الجميل ..


مع خالص التقدير والاحترام ..