حوراء آل بورنو
30-11-2003, 06:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أنظر إليك .. أرقب أنفاسك .. ألمس أطراف أصابعك .. أضمها بين يدي .. أشمها .. فتصدني رائحة الدم .. و قد جف بين طيات يديك .. فتذوب صورتك في فيض دموعي .. التي تحيرت في عيوني .. و لم تجد مسيلا لها تجري فيه .. و يعاودني طيفك .. و أنت مستلقي على ذلك السرير .. و الدماء تنزف من جبهتك .. و الدماء تصبغ قميصك .. والدماء تغطي قدميك .. وصوتك يجلجل في أذني .. ماما .. ماما .. إني أحبك .. ياماما سامحيني ..
و أمك ترقبك .. تنظر إليك .. صامتة .. ساكنة .. بلا دموع .. بلا تأوه .. بلا آنيين .. فأمك كالسلحفاة .. في مواطن الخوف والخطر تجمع كل ذاتها .. و تختبئ خلف جلمود لتتكسر عليه كل تلك النصال التي ترميني بها الأيام ..
أسمع أنينك .. وأرى توجعك .. فلا أجد تسلية أخفف بها عنك غير الحديث عن المقاتلين في ساحات الجهاد .. و تسألني .. أغاضبة مني يا ماما .. سامحيني .. إنه قضاء الله وقدره ..
يغمرني حزن .. و يعترني ألم .. وألاحق عبر نافذة غرفتك .. قطرات المطر .. كيف تتلاحق .. و تتسابق في الوصول إلى أديم الأرض .. تتساقط تباعا كل قطرة تجر أختها .. لتضرب وجه البرك الصغيرة فتصنع تيجانا من ماء .. لم تتوج رؤوس الملوك بمثلها .. و سرعان ما تزول .. ككل تاج .. وتختفي .. ككل مُلك .. مخلفة وراءها حبب .. لا يعرف الاستقرار .. ليغدو هباء .. ككل شيء ..
فأغبط السماء .. و قد ألقت بما أثقل صدرها .. و غسلت الدنيا بماء عينها .. و أنا أقف هناك وحدي .. أرقب نزفها .. ونزف طفلي .. و أمسح بعينيّ وجهها .. و وجه طفلي .. و كل الجبال الراسيات .. حملتها بين أكتافي .. لأثبت مكاني ثبات تلك الجبال التي أحمل ..
أنظر إليك .. أرقب أنفاسك .. ألمس أطراف أصابعك .. أضمها بين يدي .. أشمها .. فتصدني رائحة الدم .. و قد جف بين طيات يديك .. فتذوب صورتك في فيض دموعي .. التي تحيرت في عيوني .. و لم تجد مسيلا لها تجري فيه .. و يعاودني طيفك .. و أنت مستلقي على ذلك السرير .. و الدماء تنزف من جبهتك .. و الدماء تصبغ قميصك .. والدماء تغطي قدميك .. وصوتك يجلجل في أذني .. ماما .. ماما .. إني أحبك .. ياماما سامحيني ..
و أمك ترقبك .. تنظر إليك .. صامتة .. ساكنة .. بلا دموع .. بلا تأوه .. بلا آنيين .. فأمك كالسلحفاة .. في مواطن الخوف والخطر تجمع كل ذاتها .. و تختبئ خلف جلمود لتتكسر عليه كل تلك النصال التي ترميني بها الأيام ..
أسمع أنينك .. وأرى توجعك .. فلا أجد تسلية أخفف بها عنك غير الحديث عن المقاتلين في ساحات الجهاد .. و تسألني .. أغاضبة مني يا ماما .. سامحيني .. إنه قضاء الله وقدره ..
يغمرني حزن .. و يعترني ألم .. وألاحق عبر نافذة غرفتك .. قطرات المطر .. كيف تتلاحق .. و تتسابق في الوصول إلى أديم الأرض .. تتساقط تباعا كل قطرة تجر أختها .. لتضرب وجه البرك الصغيرة فتصنع تيجانا من ماء .. لم تتوج رؤوس الملوك بمثلها .. و سرعان ما تزول .. ككل تاج .. وتختفي .. ككل مُلك .. مخلفة وراءها حبب .. لا يعرف الاستقرار .. ليغدو هباء .. ككل شيء ..
فأغبط السماء .. و قد ألقت بما أثقل صدرها .. و غسلت الدنيا بماء عينها .. و أنا أقف هناك وحدي .. أرقب نزفها .. ونزف طفلي .. و أمسح بعينيّ وجهها .. و وجه طفلي .. و كل الجبال الراسيات .. حملتها بين أكتافي .. لأثبت مكاني ثبات تلك الجبال التي أحمل ..