تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وداعة النجوم الصاخبة



شريفة العلوي
13-12-2008, 03:49 PM
في وداعة النجوم الصاخبة، على صفحة السماء الرحبة ليلا، بتضاؤل الحلكة المتهالكة, و المتهاوية كأنها أعجاز نخل خاوية، مع اقتراب نتوءات الغسق المبثوثة من النوافذ الزجاجية لهمومي , تبعثرت صخرة أضغاث أحلام الأمل البعيد، مع تدخل الطبيعة الطوعية و الجبرية في إشاراتها التي ترسل تارة علامات التنبيه والتحذير، وتارة ترسم على بطن السحابة تفاؤلا صارخا كأنها أحلام أسماك أصابها الملل من البحر، وترغب في خروجها للهواء الطلق دون أن تحرم من التنفس في الهواء الغير ممزوج بالماء .. حالما يحل الليل تمسي تلك الهموم من ضمن صور الظل الذي يذهب سريعا مع الغروب،, ليقنع الناظر بأنه كان تمهيدا لأناة الليل الصبور.. بحيث تكتمل في كتلة الظل مساحة حدودها في امتصاص البقية الباقية من أشعة الشمس الراحلة فــ..تذرف عبرات الحزن على رحيلها، بالرغم من أن الشمس تأخذ جزءا منا وهو إما أفكارنا وأما أحلام غيرنا في البقاء إلى أجل غير مسمى ..بيد أنها في كل رحلتها التي لا تتجاوز الإثنتي عشرة ساعة لا ترد ما أخذته كان عنوة أم رضا ولا تصلح ما أفسدته، و انها تعطي الكثير و تحي رمقا جديدا كما ترمم العظام اللينة في الأرحام، تمهيدا لصلابتها وتمهيدا لإعادتها إلى تربتها الأولى ..مع ذلك كنت أشفق على الليل كغير عادتي .. دائما أخاف من الليل في حلكته وحلته الناطقة بلغة العتمة، في ارتداء حلة غامضة في ثناياها عبق لرائحة مؤلمة لينطق في بطنه الشدوف الجهر والسر على حد سواء، حديث يغلب عليه النقيق ولكنه لا يخجل من الظهور رفيقا يتأبط ملامح الشروق كي يدوي معلنا عن نفسه، الليل وما خفي كان أعظم ...حيث تضغط الطبيعة الهائجة على كل مفاتيحها الرائدة ليلا كانصباب الوابل وامتداد السيل في احتواء مساحات لا تحتويها حوافر الخيل الجامحة ..فجأة يأتي النسيم العليل ليبرم الاتفاقية المعهودة و يملأ القفص الصدري لهموم طالت بها السكنى، وطاب به العيش في حنايانا طويلا .......ليطرحها الليل على طاولة مستديرة لا تسمح لنا برؤية ما يحدث تحتها من وجبة سائغة نصف صالحة ... ما أن ترنو مقلتي بصيص الأمل... ترتسم البشاشة على أودية أساريري وأعرف جيدا بأن تكرار الشيء تثبيتا لأهميته ... كنت أتأمل ذات يوم أمواج البحر وسألت نفسي ذلك السؤال الغبي... منذ متى وهو يفعل ذلك ألم يصيبه الملل ؟ مازلت أقول ،وسأظل أقول إلى أن يجف الرمق ........

معروف محمد آل جلول
13-12-2008, 07:04 PM
الهواء غير الممزوج بالماء..
ألم يصبه الملل؟؟
المحترمة شريفة ..
خواطر جامحة تستكين في قلب الألم ..
يكتنفها التأمل وتدبر التكرار الروتيني المعهود..
صور فارهة جذابة ولغة أنيقة ..
نحن ما استطعنا قراء..
خالص تحياتي..

هشام عزاس
14-12-2008, 07:41 PM
المورقــة / شريفــة العلوي

ما دام هناك مد و جزر فلن يصيبه الملل أبدا / و كذا رؤانا بين الوصل و القطيعة / أفكارنا بين الشك و اليقين / أحلامنا بين التحقق و الاضمحلال / يراعنا بين قبح الصورة و ألق المداد / ذواتنا بين الوراثة و الاكتساب / ألمنا بين الصيحة و العتاب .
كموج البحر هي أنفاسنا بين شهيق و زفير لم تمله و لن تمله في يوم من الأيام لأنه الحياة / الاستمرارية / الديمومة .
هل تسألين البحر بغباء و تنكرين عليه تنفسه بذكاء ؟؟؟ نحن تماما مثله في مد و جزر و لن نتوقف عن ممارساتٍ هي وظيفتنا و أيّا كانت ... مرغوبة أم حتمية فهي تستحق التكرار .
و للتكرار مزاياه بلا شك و أفضل كثيرا من الجمود .
فاستمري في قولكِ / فعلكِ / ممارساتكِ ... فعتمة الليل برغم كل المخاوف تحمل بين طياتها اشراقة النهار .

نص جميل كالعادة سيدتي و أسلوب رائع في دمج المشاعر الانسانية بالطبيعة و التحاور من خلالها .

دمت مبدعة فذة ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

شريفة العلوي
15-12-2008, 08:08 PM
الهواء غير الممزوج بالماء..
ألم يصبه الملل؟؟
المحترمة شريفة ..
خواطر جامحة تستكين في قلب الألم ..
يكتنفها التأمل وتدبر التكرار الروتيني المعهود..
صور فارهة جذابة ولغة أنيقة ..
نحن ما استطعنا قراء..
خالص تحياتي..


الأستاذ الوقور محمد معروف آل جلول
حضور لا يشبه سوى قلمك
تحياتي ووافر تقديري
دمت بكل هذا العطاء

شريفة العلوي
16-12-2008, 04:19 PM
المورقــة / شريفــة العلوي

ما دام هناك مد و جزر فلن يصيبه الملل أبدا / و كذا رؤانا بين الوصل و القطيعة / أفكارنا بين الشك و اليقين / أحلامنا بين التحقق و الاضمحلال / يراعنا بين قبح الصورة و ألق المداد / ذواتنا بين الوراثة و الاكتساب / ألمنا بين الصيحة و العتاب .
كموج البحر هي أنفاسنا بين شهيق و زفير لم تمله و لن تمله في يوم من الأيام لأنه الحياة / الاستمرارية / الديمومة .
هل تسألين البحر بغباء و تنكرين عليه تنفسه بذكاء ؟؟؟ نحن تماما مثله في مد و جزر و لن نتوقف عن ممارساتٍ هي وظيفتنا و أيّا كانت ... مرغوبة أم حتمية فهي تستحق التكرار .
و للتكرار مزاياه بلا شك و أفضل كثيرا من الجمود .
فاستمري في قولكِ / فعلكِ / ممارساتكِ ... فعتمة الليل برغم كل المخاوف تحمل بين طياتها اشراقة النهار .

نص جميل كالعادة سيدتي و أسلوب رائع في دمج المشاعر الانسانية بالطبيعة و التحاور من خلالها .

دمت مبدعة فذة ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام


الأديب المبدع هشام عزاس
لا أنكر بأن هذا التحليل أدهشني ولكنه ليس بغريب عليك فقد أعتدت على اتساع رؤيتك في قراءة النصوص ومن ثم توسيع مساحاتها من خلال اسقاط صورها على أطاراتها ..وهذا لوحده إبداع عتيق
دمت بكل خير

د. سمير العمري
22-11-2010, 09:41 PM
أعلم أنه نص قديم ولكنه جميل ويستحق منك أن تراجعيه لتنقيح عدة أخطاء شابته وأن تعتني بعلامات الترقيم وما شابه.

دمت مبدعة متألقة!

وأهلا ومرحبا بك مبدعا دائما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

شريفة العلوي
01-09-2011, 09:55 PM
أيها الكريم أخي الشاعر المبدع الدكتور سمير العمري

كل عام وأنت بخير وعافية

أسعدني مرورك النبيل على نصي ..وهو بالفعل نص قديم أو بالأحرى نص أهملت الاعتناء به منذ لحظة كتابته

وأشكرك على النصيحة الغالية وحرصك الدؤوب .

أماني عواد
03-09-2011, 09:36 PM
الاستاذة الكبيرة شريفة العلوي


ذلك السؤال الغبي... منذ متى وهو يفعل ذلك ألم يصيبه الملل ؟ مازلت أقول ،وسأظل أقول إلى أن يجف الرمق ........

رؤية عميقة عمق هذا البحر وسؤال يضع على اكفنا اجابته بمنتهى الذكاء واللماحية
كما انت لا تملين السؤال حتى يجف الرمق, هو ايضا لن يمل صناعة الامواج حتى يجف الماء

كل ذلك تحفيزا ذكيا على المثابرة والاستمرارية كل حسب وظيفته التي خلق لها
على الموج ان تستمر تماما كما علينا ان نستمر في التأمل لنصنع دائما سؤالا قيد اجابة

الف تحية
تقديري الكبير

محمد ذيب سليمان
05-09-2011, 04:54 AM
بل هي رؤية متعمقة في الحياة ودورة الأيام

وما تأخذه منا اثناء دورانها وما تقدمه ولكن بتصور وتصوير مختلف

سوف تبقى الحياة على دورتها ولكننا يجب ان نحاول نغير شيئا منا لنواجه ما تفعله

دورة الأيام فهي تأخذ كل شمس ولا تعيد لنا ما اخذت

ولوج في اعماق الحياة