مشاهدة النسخة كاملة : ثقافة المصالحة..رؤية ميدانية..مستقبلية..2
معروف محمد آل جلول
13-12-2008, 09:57 PM
مخلفـــات الاستعمار ..والانهزام الداخلي..
أدرك الاستعمار عبر نتائج بحوث مستشرقيه الذين كونهم لخدمة أهدافه الاستعمارية أن القرآن في صدر المسلم حصن منيع..يدعوه إلى التحرر الوجداني الدائم؛والتفوق المستمر..ويحميه من التبعية والخضوع؛ولاانصياع إلا لأمر الله تعالى ورسوله؛وولي أمره الذي بايعه على السمع والطاعة..
فـ جال وصال عبر الاستعمار المباشر أو عبر الانتداب والحماية..
لكن كل أراضي المسلمين لم تسلم من فكرة التغريب التي قدم لأجلها..أن يجعل المسلمين تابعين له ثقافيا ..ففي مناطق ألغى نهائيا تحفيظ القرآن ؛وتدريس اللغة ..وفي أخرى عجز..فاكتفى في الحالتين بفرض لغته؛وثقافته في المدارس النظامية ..هو المشرف ؛من ذا يمنعه..؟؟
وتخرج من مدارسه جيل مشوَّهُ الهُوِيَّةِ..أحيانا لايفهم إلا الثقافة الغربية ..وأخرى شخصية مزدوجة..مثقف بالهُوية الأصيلة ..متفتح..لغتان:لغة أجنبية وثقافة إسلامية..
ثم واصل بعد الاستقلال غزوه الثقافي الغربي؛عبر مختلف وسائل الاتصال..عبر الجرائد والمجلات..عبر الشاشة والفضائيات..واليوم شبكةالعنكبوت/الانترنيت/ ..
والأدهى والأمرأن الأدب لم يسلم من التخريب والتغريب..لقد أدرك الغربي بما بلغه من علم النفس من رقي؛أن الأدب يشكل مصدراً عذباً للنفاذإلى باطن النفسية المسلمة المترهلة ..لقدرة الأدب على التأثير ..واستعداد النفس لاستقبال المتعة الحسية والمعنوية ..فوجه نقده ـ بقصد أو بغير قصد ـ لخدمة المتعة واللذة..فبحث عن سبلها وأتلف المضامين..هنا خطورة النقد والأدب؟؟؟؟
يقول رولان بارث ..أحد رواد البنيوية //مهمة النقد ليست الكشف عن الحقائق..//..1
وبعد دراسات عميقة للدكتور المحترم حبيب مونسي..انتهى إلى النتيجة..
//وهو اعتراف مرّبأن النقد عندنا نقد غربي بحروف عربية لاغير //2 ..
منذ مطلع ق20تبنى الغرب مناهج نسقية تهتم بالنص مُغْلقا؛وتدرسه من داخله ؛وتهتم فقط بجمالياته الفنية ولغته ..ورفعت شعار :
/كيف كُتِب النص؟/وأسقطت سؤال:
/ ماذا قيل في النص؟/
فألغت وظيفة الأدب..وفصلته عن واقعه وبيئته..وعزلته خارجيا عن السياقات السياسية ووالاجتماعية والفكرية بل أعلنت / موت المؤلف/ولامجال للشرح هنا..
وبهذا تكون قد فصلت النص عن فضائه الايديولوجي لتترك الفكر هائما /في إطار علمنة النقد/..
يقول إيغلتون أحد أعلام البنيوية:
// البنيوية دين العلم الحديث//..
وأعلن نيتشيه قبله //موت الإله// فالإنسان عندهم مجرد بنى سياسية ـ اجتماعية ـ فكرية ..يمكن تفكيكها ثم إعادة بنائها وفق الرغبة ..
وخضع النقد العربي لهذه الرؤية ..
لهذا السبب..
// بل على أساس طرح البديل المشارك الذي يحدد تأصيل الأصيل ؛واستحداث الجديدالذي يمكِّن الهُوية من الإعلان عن نفسها لتُؤكد الحضور الموازي للحضور الغربي.وكل فعل يقتصر على الترجمة أو النقل الخام ؛تكريس للهُوة حتى وإن أو حى وهماً بالمشاركة//3..
ولم يكتف الغرب بذلك ..بل شجع عملاءه في الخارج والداخل على النقد الغربي ..الفكر الغربي ..فجسد مسلمون رؤاهم الغربية بلغتنا العربية ..
// إن بعض المثقفين يصطنع طرائق جديدة للتعبير ذات ظلال فكرية غريبة عن المناخ العربي ..استعملوا الحرف العربي ؛ولكنهم كانوا يفكرون بعقول غير عربية أو بعقول انفصمت كليا عن التراث العربي فهي إنما تتحدث عن أجواء غربية ؛ثم لاتطاوعها في ذلك ملكة عربية ..فالملكة العربية إنما هي حصيلة تراث//4.
وقد ظلت هذه الشريحة التابعة ثقافيا للغرب نافذة في مختلف إجهزة الدولة ..يصطلح عليها // سلطة الخفاء/ التي تعيش للدنيا وتهتم بمصالحها الخاصة؛دون مراعاة وازع ديني أو خلقي..وهي التي تقف بين الشعب وسلطته..وتشهر إعلاميا بمن تبعها من دعاة الثقافة ..ليغوصوا في باطن الشعور الجماعي ..عسى أن ينتصر سادتهم هناك..وما البحث عن التميز ..في الساحة الأدبية إلا ثمرة خائبة ..استبدلت بالرسالة ..
السلطة تقف موقف المعتدل الوسطي الذي يفسح المجال للطرفين المتنا قضين ..كلاهما مواطن..بدافع الضغوطات الغربية المتعددة ؛التي ثبت أنها لاتسمح بانتشار الإسلام إلا مرغمة؛ وتتخذ الديمقراطية ؛والحرية ذريعة لتمرير مشاريعها ..ونحن لم نعرف طريق نصرة السلطة..
إن الرؤية الغربية النقدية والأدبية ؛وقِسْ عليها مختلف العلوم الإنسانية ..قسمت المجتمع الإسلامي إلى فئتين :
ـ تابعة.. منسلخة ذائبة ..
ـ رافضة ..صامِدة مقاوِمة ..
والحرب سجال ..خلاف ثقافي يستحيل أن تعيش به أمة ..
ـ ـ ـ ـ ـ
الموضوع القادم..رقم 3:حركات الإصلاح..
1ـ مناهج النقد الأدبي الحديث..رؤية إسلامية د/ وليد قصاب..دار الفكر..دمشق ..2007 ..ص..111.
2ـ3ـ نقد النقد ..دراسة في المناهج..أ.د/حبيب مونسي..منشورات دار الأديب الجزائر..ط2007..ص142.
4ـ الغزو الغربي:عبد الله عبد الجبار ص36دار ثقيف للنشر والتأليف1980الطبعة الثالثة ..
عبدالصمد حسن زيبار
14-12-2008, 12:57 PM
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل
متابعون لكم
تحياتي
ريما حاج يحيى
15-12-2008, 05:50 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقيقة آسف ان مثل هذه المواضيع
لا تلاقي اهتماماً وتقديرا من اهل العلم
والادب والثقافة وغيرها.. فهي هامة جدا
وتخص الامة باكملها من جوانب الحياه..
استاذي الفاضل واخي الغالي
معرووف حفظك الله ورعاك
على مواضيعك التي تسهم بنشر
الادب السياسي الراقي والعميق
ورؤيتك الواقعية والموضوعية
صادق انت بكل ما ذكرت وصحيح
لكنك لم تترك لنا شيئا لنقاشه
هذه المرة او اني لست بالمستوى
ولك ارق تحية وسلام من القلب
وسلم قلمك العلمي الناقد الفذ
أبوبكر سليمان الزوي
15-12-2008, 10:02 PM
السلام عليكم جميعاً ...
المعذرة أخي \ معروف .. مقدماً لصراحة التساؤلات القادمة ..
هل نحن مستعدون لتقبل الحقيقة وجادون في البحث عنها .. أم أننا اعتدنا المسكنات الثقافية!
وهل نحن بصدد خداع الآخر، أم خداع أنفسنا .. عندما نعلق تخلفنا وتشرذمنا على شماعة الغرب والاستعمار والمستشرقين ..!
لقد استوقفتني عدة تساؤلات في السطرين الأولين من هذه المقالة .. أفرغت المقالة من مضمونها ورسالتها .. من وجهة نظري الشخصية ..
أدرك الاستعمار عبر نتائج بحوث مستشرقيه الذين كونهم لخدمة أهدافه الاستعمارية أن القرآن في صدر المسلم حصن منيع..يدعوه إلى التحرر الوجداني الدائم؛والتفوق المستمر..ويحميه من التبعية والخضوع؛ولاانصياع إلا لأمر الله تعالى ورسوله؛وولي أمره الذي بايعه على السمع والطاعة..
1- هل كان المستشرقون موجودون في عهد الرسول وبداية الخلافة الراشدة .. عندما كان القرآن في صدر المسلم حصناً منيعاً ! ... الإجابة لا !
2- هل للمستشرقين والاستعمار يدٌ أو دورٌ في تشكل طوائف المسلمين واختلافهم وتناحرهم منذ السنوات الأخيرة لعهد الخلافة الأولى ! ... الإجابة لا !
3- هل اتفق المسلمون يوماً - ومنذ ذلك العصر، .. على فهمٍ وتفسيرٍ موحدٍ للقرآن، وصحة السنة، ومعنى ومقتضيات الإيمان .. بألسنتهم وفي صدورهم ليكون إسلامهم لهم حصناً منيعاً .. ... عصر ظهور الشيعة العرب المسلمين، والخوارج العرب المسلمين، والمعتزلة والجبرية والمتصوفة .. العرب المسلمين.. الإجابة .. لا !
4- فعن أي طائفة من المسلمين يتم الحديث ! فالمسلمون ليسوا كياناً واحداً، بل هم طوائف يُكفر بعضهم بعضاً .. منذ نهاية عصر الخلافة الراشدة ... وذلك قبل وجود المستشرقين والاستعمار.!
5- في أي بلد وفي أي عصرٍ من عصور المسلمين حصلت هذه المعجزة .. معجزة أن يُبايع المسلم ولي أمره على السمع والطاعة ! إلا وهو مرغمٌ على ذلك بحد السيف، أو أن يكون المسلم المبايع من قبيلة وعشيرة ولي الأمر... كما هو الأمر اليوم سواء بسواء.!
6- إذ متى كان للمسلم الفرد كيان ورأي، حتى يُبايع ولي أمره، أو يمتنع عن المبايعة !
إذا كان الهدف هو إثبات أن الاستعمار عدو للشعوب! .. فليكن ! ولكن الاستعمار وما يُسمّى بالاستشراق، قد طال كل الشعوب وكل الأوطان وكل الديانات من حولنا! فقد احتل الاستعمار دولاً أكبر من الوطن العربي مساحةً، وأكثر من المسلمين تعداداًُ ...
7- فلماذا يبقي العرب المسلمون وحدهم دون غيرهم متخلفين، ويُعلقون تخلفهم على أمورٍ قد أضحت من التاريخ !
8- لماذا يُشدد المسلمون ويُركزون على مرحلة وحقبة من التاريخ دون غيرها ! .. ولماذا لا ينظر العرب والمسلمون إلى أوضاعهم قبل تلك المرحلة أو بعدها بحثاً عن السبب الحقيقي وراء ضعفهم وتخلفهم! ولماذا لا ينظرون إلى غيرهم من الشعوب ... كيف عانت من الاستعمار، وكيف كانت وكيف أصبحت !
لا أجد للمنطق والعقل مكاناً في مثل هذه التحليلات! إذ كيف نقول إن المسلم سليم الإيمان، المحصنٌ بالقرآن، الذي يفقه دينه، ويطيع ولي أمره .. نقول إن هذا المسلم بتحصيناته قد تم اختراقه من قبل المسشترقين وهم أفراد معدودين ولا يُجيدون لغته...
وإذا كان المستشرقون هم سبب هدم تحصينات الإنسان والمجتمع المسلم ..،
فأين خطباء المساجد والمناسبات والمنابر التعليمية والإعلامية الرسمية والشعبية ... لماذا لم يُفلحوا في إعادة المسلم إلى حصنه.. وهم بالآلاف ويُجيدون اللغة والفقه، ويخاطبون كل المسلمين كل يوم وكل أسبوع وكل مناسبة !
ألا تجد هذه المفارقات سبيلها إلى عقول الكتاب والمفكرين !!
فكأننا نقول بأنه لا بقاء للمسلمين إلا بفناء غيرهم!
فأين نحن من سنة الله في خلقه، بوجود الديانات واختلاف البشر، وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا!
9 – ثم أليس هذا طعنٌ في عقل وثقافة وإيمان المسلم وتحصيناته عندما كانت في أوجها !
10- لماذا عجز الاستعمار عن اختراق تحصينات الإنسان في المجتمعات الأخرى، فتحررت وانطلقت .. تسابق الزمن بالعلم وحقوق الإنسان !
أقول : إذا عبّـرت هذه المقالة عن رأي البعض ووافقت قناعاتهم، فذلك شأنهم، وكلٌ حر في رأيه!
أما أنا فإنني أرى بأنه حتى الإخوة قد يحسد بعضهم بعضاً، ويتمنى أو يعمل من أجل زوال نعمته أو الاستحواذ عليها .. فتلك طبيعة موجودة بين البشر .. مسلمين وغير مسلمين!
فما الجديد الذي جئنا به عندما نقول بأن الاستعمار يهدف إلى السيطرة على ثروات المسلمين وأوطانهم.. سواء بسياسة الاستشراق أو بغيرها !
المشكلة لدينا نحن، فلماذا كنا وما نزال لقمة سائغة للمستشرقين والمستغربين محلياً وخارجياً !
أجد أن السبب هو عدم وجود ذلك الفرد العربي المسلم المحصن بإيمانه وعقله وحريته وحقوقه، والذي لم يكن له وجود قبل الاستعمار وقبل المستشرقين بمئات السنين ، ولا بواكي له اليوم !
أعتذر عن الإطالة ... وأشكر كل من مر هنا .. من اتفق معي في الرأي ومن اختلف..
معروف محمد آل جلول
16-12-2008, 06:49 AM
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل
متابعون لكم
تحياتي
أخي عبد الصمد..
بالغ تقديري لهذا الاهتمام..
عسى أن نصل إلى رؤية ..
أو على أدنى تقدير ..
نفهم بعض أسباب الفوضى..
سلطة الخفاء مبثوثة في كل مكان..
تشوِّش أذهان المغفلين..
خالص تحياتي..
معروف محمد آل جلول
16-12-2008, 07:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقيقة آسف ان مثل هذه المواضيع
لا تلاقي اهتماماً وتقديرا من اهل العلم
والادب والثقافة وغيرها.. فهي هامة جدا
وتخص الامة باكملها من جوانب الحياه..
استاذي الفاضل واخي الغالي
معرووف حفظك الله ورعاك
على مواضيعك التي تسهم بنشر
الادب السياسي الراقي والعميق
ورؤيتك الواقعية والموضوعية
صادق انت بكل ما ذكرت وصحيح
لكنك لم تترك لنا شيئا لنقاشه
هذه المرة او اني لست بالمستوى
ولك ارق تحية وسلام من القلب
وسلم قلمك العلمي الناقد الفذ
المحترمة ريما ..
أسعدتني متابعتك ..
أرجو أن تدوم ..
هناك حوالي 10أو 12موضوعا متبقيا ..
ننتهي بعدها إلى الخلاصة ..
ليس الهم المناقشة ..المهم تسجيل تقييم كهذا ..
أنا أعرض المعطيات لأبلغ النتيجة المنطقية في نظري..
لست شيئا ..سوى مسلم يشعر بالتهاون ..
يريد التكفير عن سيئاته بالمساهمة ..التي أدعو الله أن يتقبلها..
بالغ تقديري..
خالص تحياتي..
معروف محمد آل جلول
18-12-2008, 11:33 PM
[QUOTE=أبوبكر سليمان الزوي;409350][right]السلام عليكم جميعاً ...
المعذرة أخي \ معروف .. مقدماً لصراحة التساؤلات القادمة ..
هل نحن مستعدون لتقبل الحقيقة وجادون في البحث عنها .. أم أننا اعتدنا المسكنات الثقافية!
وهل نحن بصدد خداع الآخر، أم خداع أنفسنا .. عندما نعلق تخلفنا وتشرذمنا على شماعة الغرب والاستعمار والمستشرقين ..!
لقد استوقفتني عدة تساؤلات في السطرين الأولين من هذه المقالة .. أفرغت المقالة من مضمونها ورسالتها .. من وجهة نظري الشخصية ..
..
[color=navy][font="]1
[B]
[FONT="Traditional Arabic"][SIZE="5"][COLOR="Black"]الأستاذ المحترم ابوبكر..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته ..
أشكركم على اهتمامكم الكبير ..وأكن لكم كل تقدير..
هذان السطران هما بمثابة عود الكبريت الذي أشعل الفتيل في ذهن القارئ اللبيب..
مضطر هنا أن أجيب على كل كلمة ..لذا لاأرهق القارئ الكريم ؛المتشوِّق إلى بلوغ حل أو اقتراح ..لن أخيِّب ظنه ..
اجترّ الباحثون التاريخ الإسلامي اجترارا ..وكشفوا ـ حفظ الله اجتهادهم ؛وأثابهم ـ كل الحقائق..
وعليه لاأعود لأبحث لنفسي عن مآخذ التاريخ والأخطاء التي وقع فيها السلف..
بل أبني الاقتراحات للحلول ..وفق توجيهاتهم ..
كلها مقالات في نفس العنوان ..ثم أخلص إلى ما أريد..
كلّ مرّة سأرد على جزء من مداخلتكم القيّمة..
خالص تحياتي..
معروف محمد آل جلول
19-12-2008, 12:21 PM
- هل كان المستشرقون موجودون في عهد الرسول وبداية الخلافة الراشدة
عندما كان القرآن في صدر المسلم حصناً منيعاً ! ... الإجابة لا
المختصر المفيد..
حينما يعو القارئ الكريم ـ هنا في النت ـ إلى الاستشراق وبوادر تشكيله..سيجد بعض الدارسين يحيله إلى عهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلّم ـ حينما وجد اليهودي الأوس والخزرج في ألفة ومؤاخاة يتداولون الحوار الأخوي..فأثار نعرتهم الجاهلية ؛وذكرهم بنقائضهم في الهجاء..وأيام حروبهم ..حتى فصل بينهم الرسول ..ونزلت آيات موجهة في سورة آل عمران العظيمة ..الآيات100....104.//.ياأيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين 100.وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ......واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا...أولئك هم المفلحون.104.//
الإجابةعلى سؤالكم ..نــعـــم.وألف نعم .
هل للمستشرقين والاستعمار يدٌ أو دورٌ في تشكل طوائف المسلمين..
لاأستطيع هنا أن أفصل ولكن تكفي القارئ المسلم الآية
//ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع مِلّتهم //
في إطار جدلية الصراع بين الحق والباطل ..ظل أعداء الأمة مدسوسين بين جوانحها..يخلطون الأوراق ..ولم يغيبوا يوما..يتخفون قدر المستطاع ..ولايظهرون إلاّ عند الضرورة ..كما الحروب الصليبية ..
وأعلنها بوش / أبو حذاء/صراحة علانية ..صليبية ..وهو وأمثاله في الداخل وفي الخارج من العملاءيشنون حربا شعواء على الإسلام باسم الإرهاب ..وهم أكبر إرهاب..
والدليل حصار غزة لأنها تمثلت مشروعها الرسالي الحضاري..
أما الأحزاب الاسياسية التي ظهرت بعد فترة الخلافة ..فهي تجسيد للديمقراطية الحقة ؛ الفاعلة التي جاء بها الإسلام ..وهذا تاريخ مجيد ..التعددية السياسية ..
ولم يكن هدفهم التنعم بالحياة كما يبحث اليوم بعض المتطفلين على المجتمع ..بل خدمة الإسلام ونيل رضى الله .
واختلافهم وتناحرهم منذ السنوات الأخيرة لعهد الخلافة الأولى
الإجابة لا
وهذه فتن التعددية التي ذكرناها سابقا هنا ..والإجابة نـــعم كان للمدسوسين يد..ومنهم المنافقين
هل اتفق المسلمون يوماً - ومنذ ذلك العصر، .. على فهمٍ وتفسيرٍ موحدٍ
للقرآن، وصحة السنة، ومعنى ومقتضيات الإيمان .. بألسنتهم وفي صدورهم ليكون
إسلامهم لهم حصناً منيعاً .. ... عصر ظهور الشيعة العرب المسلمين،
والخوارج العرب المسلمين، والمعتزلة والجبرية والمتصوفة .. العرب المسلمين.. الإجابة .. لا
هذا مجرد اختلاف في المناهج والرؤى ..وكلهم سلّموا
للقرآن والسنة تسليما ..مجال الإسلام واسع في الحرية ..!ولم ينكروا آية أو حديث صحيح..والمدسوسون ظلوا يضعون الأحاديث الكاذبة وينسبونها للرسول ـ صلى الله عليه وسلّم ـ
وقوة المسلمين التي نفتخر بها عبر الزمن إلى يوم الدين تمثلت في تصفية الحديث من الأحاديث الموضوعة ..
فعن أي طائفة من المسلمين يتم الحديث ! فالمسلمون ليسوا كياناً واحداً، بل
هم طوائف يُكفر بعضهم بعضاً .. منذ نهاية عصر الخلافة الراشدة ... وذلك
قبل وجود المستشرقين والاستعمار.!
في أي بلد وفي أي عصرٍ من عصور المسلمين حصلت هذه المعجزة .. معجزة أن يُبايع المسلم ولي
أمره على السمع والطاعة ! إلا وهو مرغمٌ على ذلك بحد السيف، أو أن يكون المسلم المبايع من قبيلة وعشيرة ولي الأمر... كما هو الأمر اليوم سواء بسواء.!
معناه كل المسلمين السابقين في نظرك ماتوا ميتة جاهلية ..ورفض الأقلية هو اتساع مجال الحرية فقط..وإن أرغمت الأقلية على المبايعة ..فـــ درْأً للفتنة ..هنا وقعت أيها الحبيب في خلل كبير ..راجع نفسك واتهم منهجك بالتقصير ..
إذ متى كان للمسلم الفرد كيان ورأي، حتى يُبايع ولي أمره، أو يمتنع عن المبايعة !
إذا كان الهدف هو إثبات أن الاستعمار عدو للشعوب! .. فليكن ! ولكن
الاستعمار وما يُسمّى بالاستشراق، قد طال كل الشعوب وكل الأوطان وكل
الديانات من حولنا! فقد احتل الاستعمار دولاً أكبر من الوطن العربي مساحةً، وأكثر
من المسلمين تعداداًُ ...
فلماذا يبقي العرب المسلمون وحدهم دون غيرهم
متخلفين، ويُعلقون تخلفهم على أمورٍ قد أضحت من التاريخ
الاختلاف لأن بعضنا يريد أن ينفرد بتفسير المصدرين على هواه ..وينصاع للعقل الذي يؤمن به لاللشريعة ..
لو لزم كل المسلمين الشريعة كما أنزلت لما حدث اختلاف تضارب..
أرجو مادمت تجتهد في تفسير القرآن الكريم أن تفسر لي الآية الكريمة // والرّاسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربّنا//
- لماذا يُشدد المسلمون ويُركزون على مرحلة وحقبة من التاريخ دون غيرها ! .. ولماذا لا
غيرهم من الشعوب ... كيف عانت من الاستعمار، وكيف كانت وكيف أصبحت !
لا أجد للمنطق والعقل مكاناً في مثل هذه التحليلات! إذ كيف نقول إن
المسلم سليم الإيمان، المحصنٌ بالقرآن، الذي يفقه دينه، ويطيع ولي أمره .. نقول
إن هذا المسلم بتحصيناته قد تم اختراقه من قبل المسشترقين وهم أفراد معدودين ولا
يُجيدون لغته...
أنا والقارئ الكريم نجد للعقل مكانا ..لأن تلك الشعوب التقت مع المستعمر في متاع الحياة الدنيا ..
لكن الإسلام نقيض ..منهج منفرد ..خوفا من سؤدده مستقبلا يركزون هلى كل الوسائل المتاحة لإبادته..والآية ذكرناها سابقا..
الأستاذ أبوبكر ..
كل اللاءات صارت نعم
سأواصل متى أتيحت الفرصة دفاعا عن القارئ الذي تشوّش ذهنه..
معروف محمد آل جلول
19-12-2008, 01:07 PM
فأين خطباء المساجد والمناسبات والمنابر التعليمية والإعلامية الرسمية والشعبية ... لماذا لم يُفلحوا في إعادة المسلم إلى حصنه.. وهم بالآلاف ويُجيدون اللغة والفقه، ويخاطبون كل المسلمين كل يوم وكل أسبوع وكل مناسبة !
القارئ اللبيب يعلم بأنه قضي على الخلافة الإسلامية ..1924..وترك الاستعمار أذياله وعملاءه ..
وتناقض المجتمع الإسلامي بين
ـ حركة علمانية فاعلة ونافذة ..تحيل الإسلام إلى سياسة الكنيسة ..صلاة الجمعة خطبتها ..وكفى ..الحياة المدنية تسجل غياب الشريعة الإسلامية ..
وأسباب كثيرة جدا لاتعد ولا تحصى هنا ..
الحركةالإسلامية معزولة..ومبعدة والواقع يشهد ..يوميا يعتقل الإخوة في أماكن متعددة..قمع ..بطش ..تفقير ..تغريب ..تعذيب..
ماعساه يفعل الإمام ؟
لاشيء..
أدعوك إلى قراءة الاستشراق الذي أتقن اللغة العربية أحسن من أهلها ..منهم المنصف المفيد وهم قلة ..ومنهم المغرض الذي كوّنه الاستعمار لخدمة أهدافه الاستعمارية ..
سأواصل ..
خالص تحياتي ..
معروف محمد آل جلول
19-12-2008, 03:46 PM
[quote=أبوبكر سليمان الزوي
لا تجد هذه المفارقات سبيلها إلى عقول الكتاب والمفكرين !!
إذا كان المأموم يريد أن يشغل عقله أولا ..حتى يفهم ويطبق ..ولاينصاع لآية أو حديث ..ولن يدرك الحقيقة إلا وهو يحتضر ..فمتى يطبق هذا الإسلام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فكأننا نقول بأنه لا بقاء للمسلمين إلا بفناء غيرهم
فأين نحن من سنة الله في خلقه، بوجود الديانات واختلاف البشر، وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا
ثم أليس هذا طعنٌ في عقل وثقافة وإيمان المسلم وتحصيناته عندما كانت في أوجها
نقول فقط لنا ديننا ولهم دينهم ..ولا يتدخلون في شؤوننا ..أما إلغاؤهم فلم يرد في كتاب ولاسنة ..
بالعكس ..نحن مطالبون بحبهم وكره معاصيهم ودعوتهم بالتي أحسن ..
لماذا عجز الاستعمار عن اختراق تحصينات الإنسان في المجتمعات الأخرى، فتحررت وانطلقت .. تسابق الزمن بالعلم وحقوق الإنسان
هنا الغالب والمغلوب لهما نفس الوجهة الإيديولوجية ..فلاسبب يدعو إلى الضغط والتمييز..أو حتى الاستعمار ..كانت مجرد مصالح ..لاتهديد بعدها بقلب المنهج والريادة ..
أما مع المسلمين ..فالسباق سباق ريادة وتميز..
أقول : إذا عبّـرت هذه المقالة عن رأي البعض ووافقت قناعاتهم، فذلك شأنهم، وكلٌ حر في رأيه أما أنا فإنني أرى بأنه حتى الإخوة قد يحسد بعضهم بعضاً، ويتمنى أو يعمل من أجل زوال نعمته أو الاستحواذ عليها .. فتلك طبيعة موجودة بين البشر .. مسلمين وغير مسلمين!
سترى بعد شهور أن العنوان يعبر عن كل المسلمين باستثنائك لأنك مصر على المعارضة ..وهي واضحة هنا ..لأنك طرقت موضوعا خارجا عن القضية ..ونحن نرد حفاظا على مشاعر القارئ اللّبيب ..
أما الحسد ..
ـ لاشيء فيك يدعو إلى الحسد ..
ـ والحسد ليس طبيعة بشرية ..لأنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب..فتصور إنسان يعبد الله مدّة طويلة ثم يمحوها بكلمة أو نية حسد..
ـ الحسود يتدخل في قضاء الله ويتمنى لو استطاع تغييره..// ولاتتمنوا ما فضّل الله به بعضكم على بعض//..آية كريمة صريحة..
فما الجديد الذي جئنا به عندما نقول بأن الاستعمار يهدف إلى السيطرة على ثروات المسلمين وأوطانهم.. سواء بسياسة الاستشراق أو بغيرها !انت تشتغل في شركة بترول وتعرف نسبة أرباحهم ..ولدينا شركات تقوم بمهمتهم وبجودة عالية سوناطرك الجزائر..
أتحداك أن تتقاضى نفس أجر غربي يشتغل معك..
أجرك أدنى من أجره ..وربما أنت تجتهد وتنفع أكثر منه..
الأستاذ أبوبكر سليمان الزوي..
أشكرك من عمق قلبي على هذه المداخلة ..التي انفصلت عن المضمون منذ السطرين الأوليين ..
ولكن عندنا في البلاغة ..باب المحسنات البديعية ..ومنها الطباق ..وهو كلمة ضد أخرى ..
كالحق والباطل ..
وهنا مجازا ..قد جئتنا بنص كله طباق لنصي ..
الغرض البلاغي من الطباق هو أن ذكر الشيء وضده يساهم في توضيح المعنى وتقويته ..
وقد وضحت وقوّيت نصنا ..لك ألف شكر..
خالص تحياتي ..
أرجو أن نلتقي في منازلة ثقافية أخرى ..
أبوبكر سليمان الزوي
23-12-2008, 08:52 PM
السلام عليكم جميعاً …
قرأتُ في أسلوبك وبعض مفرداتك أخي \ معروف، ما يدل على غضبٍ، وإدانة مسبقة لي من جانبك.. لم أقف على أسبابها.
فأنا لم أقل ما يمس شخصك الكريم، بل أنا فقط وضعتُ تحفظاتي بصراحة على وجهات نظرٍ وآراء وأفكارٍ لم ترق لي، .. وهي لك ولغيرك ! ..
ولا تنسى أن وجهات النظر تلك قد طُـرحت أمامي في منتدى فلسفي على منبر فكري .. أتشرف بأن أكون أحد المشرفين عليه. ولستُ فيه قارئاً لبيباً فحسب.
وعلى كل حال .. فنحن متفقون بأن الوضع العربي والإسلامي هو وضع مؤلم يجب أن يتغير ، ووهو لا يليق بمن يحملون للناس آخر رسالات السماء!
ولكن أنت تعتقد بأن السبب خارجي ولا يوجد خلل داخلي!
وأنا أقول بأن السبب الخارجي موجود، فلا ينجو منه إنسان ولا يخلو منه زمان ولا مكان .! ولكن أقول بأن الانهيار أمام السبب الخارجي لا يكون إلا بسبب خللٍ داخلي.
وحيث إن السبب الخارجي موجود دائماً، وليس من مهمة البشر إلغائه. إذن فالتركيز ينبغي أن يكون على إصلاح الخلل الداخلي لمواجهة الخطر الخارجي المتمثل في أطماع الإنسان، والذي أذن الخالق بوجوده، والذي لا طاقة للبشر بإلغائه من على وجه الأرض!
فعندما تنهار مبانٍ بسبب عاصفة، في حين تصمد مبانٍ أخرى! فإن النظر والنقد والإصلاح ينبغي أن يوجه إلى المباني المنهارة وليس للعاصفة التي لا يستطيع إيقافها أحد إلا الله !!!
فإذا كان موضوعك هو من قبيل الدروس .. غير القابلة للنقد، والمطروحة للقراءة فقط، وعلى افتراض أن من لم يُعلّق فهو متفق معك ! فها أنا قد علمت بذلك الآن ! ... وسأفسح لك المجال منذ اللحظة، لتقل ما لديك للقارئ اللبيب، وليس للكاتب المعارض المحاور الناقد!
أما أنني المعارض الوحيد، أو أن كل المسلمين سيتفقون ويلتفون حول وجهات النظر التي تنقلها أو تكتبها، وسأجد نفسي وحيداً بعد أشهر ..
فهذا استنتاج أرجو له النجاح، مع أني لا أرى له أساساً !
ومن باب الإنصاف والموضوعية، كان عليك أن تقول إن المعارضين هم ثلث المشاركين في الموضوع، وليس واحداً فقط ..، وذلك باعتبار أن عدد المشاركين هو ثلاثة فقط ! وهذه نسبة لا تؤهلك لتحكم بأنني المعارض الوحيد !
أما القارئ اللبيب الذي لم يُعلق على فكرة الموضوع، فليس لك أن تحسب رأيه لصالح ما تطرحه ! فنحن لا ندري شيئاً عن وجهات نظر من لم يُعلق من القراء! إلا إذا كانت لك معهم اتصالات خاصة!
وأطمئنك بأنه ربما سيكون عدد معارضيك صفر، من الآن فصاعداً، طالما أن الرأي الآخر ليس له مكان فيما تطرح، وأن المعارضة ممنوعة، وأن من يُعارض سيتعرض للتحدي بشخصنة ما يقول، والتشكيك في نواياه، وإخافته من عاقبة معارضته بأنه سيكون وحيداً في الساحة. ..
.................................................. ..
أما الحسد ..
ـ لاشيء فيك يدعو إلى الحسد ...
أشكـرك أخي معروف، على هذا الاتهام الصريح، وعلى شخصنة الموضوع. وأنت الذي تنادي معنا بأن الحوار ينبغي أن يكون حول الفكرة لا حول أشخاص المتحاورين.
فأنا تحدثتُ عن حسد الاستعمار لنا، ولم أتحدث عن حسدٍ بين أبي بكر ومعروف.
حيث كان كلامي عن عموم البشر ، فقلت إن الحسد طبيعة بشرية.!
وهي طبيعة مقيتة نعم، ولكنها موجودة، ومتوقعة من الاستعمار الغريب، طالما أننا نقـر بوجودها بين الإخوة. فكتابنا المقدس هو الذي ربط بين الوسواس والحاسد، ونحن الذين نقرأ في صلاتنا .. ومن شر حاسدٍ إذا حسـد .
فكيف فهمت يا أخي \ معروف، بأنني أنا المحسود، وربما فهمت أيضاً بأنك أنت الحاسد !
هذه ظنون من لديهم أحكام إدانة مسبقة تجاه الآخر ... أرجو ألا تكون منهم ! أو أن يكون ظنك في محله إن كنت منهم! وألا يكون ظنك من بعض الظن الذي به إثم !
فإذا كانت لأحدنا تحفظات على ما يطرحه الآخر، فهي حول أفكار مطروحة أمام الجميع ولا شيء غير ذلك، وقد رددت وحاورتُ كل من كانت لديه تحفّظات أو تساؤلات حول ما أطرحه، ولم أتهجم على أحدٍ بسبب معارضته لما أقول !
فنحن في ساحة عامة لحوار فكري فلسفي حر وعلني، ولا شيء خاص هنا!
.................................................. ...............
أتحداك أن تتقاضى نفس أجر غربي يشتغل معك..
لم أجد سبباً لهذا التحدي، إلا أن تكون يا أخي \ معروف، قد وضعتني في القائمة الخطأ فعلاً، وبت تحكم مسبقاً على ما أكتبه قبل أن تقرأه ...
فأنا قلتُ إننا لم نأتِ بجديد عندما نقول إن الاستعمار يريد نهب ثرواتنا . والقصد واضح هنا، وهو أن هدف المستعمر هو أمرٌ معلوم، فنحن بذلك إنما نذكر أو نصف واقعاً نعرفه كلنا.. فما الجديد الذي جئنا به فعلاً، وما الخطأ فيما قلته أنا، وما مبررات التحدي الذي لو قبلته أنا لخسرته أنت بصورة أو بأخرى!
........................................
أرجو أن نلتقي في منازلة ثقافية أخرى ...
ختامه مسك ..!
فأنا كتبتُ على أساس أننا في منبر حوار فكري فلسفي، لمناقشة فلسفة الآراء المطروحة، ولسنا في ساحة نزال ثقافي ..
...................
وفي جميع الأحوال، فإن الحوار أكان ثقافياً أو فكرياً فإنه يحتاج إلى استعداد لدى كل الأطراف لقبول وجود احتمال مهما كان صغيراً بأن يكون ما يطرحه هو الخطأ، وما يقوله الآخر صحيحاً .
ولا طائل من الحوار مع من ينتظر ويتوقع موافقة كل القراء، ويمنع المعارضة ! وينطلق من واقع افتراضي لا أساس له على الأرض.
فهذا منطق الطائفية، وليس منطق الكتاب والمتحاورين بحرية، والباحثين عن إعادة الصياغة وبناء الوطن الحلم .. كما هو شعار الواحة . ولا تنسى أننا نبحث عن التفاعل الفكري، ولا نبحث عن الموافقة الصامتة والمدح الذي تعج به وتشتكي منه منتديات أخرى عديدة في مواقع عديدة ومنها موقعنا العزيز هذا .!
أشكر لك رحابة صدرك، ودقة قراءتك لما كتبت، وحسن ظنك بي، وأشكرك لشخصنة الحوار...،
ولك علي - إن شئت - ألا أقرأ ولا أعلق على موضوع تكتبه .. ليكون عدد المعارضين صفر ولا أشوش على القارئ اللبيب ..
وثق تماماً بأنني وإن كنتُ مغادراً عاتباً، إلا أنني صادق إذ أدعو لك ولي وللقراء ولكل المسلمين بالهداية إلى سبيل الرشاد والتوفيق ! في اتباعه
تحياتي للجميع ...
معروف محمد آل جلول
23-12-2008, 10:34 PM
أخي المحترم أبوبكر..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
يكفي أن تسخر طاقتك ..ونقدك ..ووقتك ليحترمك الكل ..إلا من سفه نفسه..
وقد استفزيتكم فعلا ..لأستخلص قناعتكم الفكرية ..
وقد وجدتكم ..غيورا ..مخلصا لأمتكم ..راغبا في ترقيتها ..
تريدون المسلم أن يبني حياته على العلم لأن الإسلام دين العلم ..
وقد كتب رائد النهضة الجزائرية ..المرحوم // الشيخ عبد الحميد بن باديس// مقالا بعنوان // الإسلام الذاتي والإسلام الوراثي //..
وأنتم تريدون الذاتي الذي يقتنع فيه المسلم بدينه ..ويتعاطاه عن دراية وفهم ..
أما الوراثي فلا يجدي نفعا ..وجد أبوه يصلي ..يصوم ..ففعل؟؟
لذا تركزون على العقل ..
أما قولكم المشكلة الإسلامية داخلية ..
فنحن لم نختلف إطلاقا..
وسأثبت لك بالآتي:
حينما نقول الاستعمار تسبب ..معناه وجد قوما ضعافا..يعانون من نقائص فيهم ..
في عصور القوة ما كان يفعل ..
وبالتالي فالحديث عن الاستعمار مباشرة إنما يقود مباشرة لضعف الأمة ..
الخلل في الأمة قبل أن يمون خارجها ..
الأستاذأبوبكر ..بارك الله علمكم ورأيكم ..
ولااختلاف أطلاقا ..
المواضيع القادمة ساتحدث عن الوهن الداخلي..اسبحوا في مواضيعي ما بدا لكم ..
لاأنا مفكر ولاأديب ولاشيء..مجرد متطفل على الغير ..مسلم بسيط..
وأكرر قضية أمة ..فلاترحموني ..
جميل نقاشك الساخن ..
أنا لم أغضب لوفعلت لانفعلت ..وما نمت حتى أشفي غليلي بالرد..
ولكنني تأخرت أياما والتاريخ أمامكم ..
رديت بكل هدوء..ولككني استفزيتكم ..
إلى منازلة أخوية قادمة ..
خالص تحياتي أستاذي أبوبكر..
لن أزعجكم بشيء..
هشام عزاس
26-12-2008, 08:01 PM
الجميل المفكر / معــروف
( ظل المسلمون على خير حال إلى أن ابتعدوا عن مصدر عزهم ومجدهم.. وأهملوا كتاب ربهم.. وفقدوا صلتهم بأخلاق القرآن وآدابه وهديه.. فمالت الراية الإسلامية وضاعت الخلافة العثمانية بسبب مؤامرات الأعداء من اليهود والصليبيين الذين توصلوا إلى تحطيم هذا الطرد الشامخ عن طريق إبعاد المسلمين عن آداب القرآن وهديه، وإشاعة الفوضى الخلقية، وبث الدسائس والفتن والمؤتمرات، وكر المستعمرون بدورهم على الدول الإسلامية يحتلونها ويسلبون خيراتها، وينشرون الفساد العام في كل ناحية من النواحي، وظهرت الحرب الصليبية من جديد، ولكنها في شكل آخر، ومظهر مغاير، بدأت الحرب الصليبية على يد إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا والبرتغال وهولندا تحاول إبعاد المسلمين عن دينهم، وسلب خيرات بلادهم، وسيق أحرار الرجال إلى السجون والنفي، ولكن المستمر الماكر الخبيث يرى أن كل هذا لا يكفي، ولن يطمئن إلا إذا أبعد المسلمين عن القرآن الذي كان سببا وباعثا في بناء الدولة الإسلامية وقوتها وصمودها، فلا بد من الحيلولة بين المسلمين وبين مصدر عزهم ومجدهم وعظمتهم، وها هو ذا اللورد غلادستون يقف في مجلس العموم البريطاني ويعلن السياسة الاستعمارية في حربها للقرآن الكريم فيقول: لا قرار لكم في مصر ما دام هذا الكتاب في أيدي المصريين.)*
المشكلة أن أعدائنا يعرفون جيدا مصدر قوتنا و سر صمودنا في وجه كل السياسات الاستعمارية التي بلا شك تركت رواسبها و خصوصا في التعليم و مناهجه , و نشر الفساد في المجتمعات و تفريقها و خلق صراعات دائمة بينها . و نحن للأسف أهملنا مصدر قوتنا الفعلي و رحنا نهيم بعقولنا في البحث عن بدائل و طرائق أخرى نعيد بها مجدنا الضائع .
( فالمسلم يرى الكون كله مجالا للعمل لما يرضى الله تبارك وتعالى، فهو خليفة الله في أرضه، فلا بد أن يمسك مقاليد الخلافة بعزم، يأخذ الكتاب بقوة، حتى يصدق عليه قول الله تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}.)*
كل ما نحتاج إليه هو الصلاح على كل المستويات الفكرية و الثقافية و السياسية و الاجتماعية و توحيد كل الرؤى لتصب في قالب واحد , و لن يكون هذا إلاّ بالعودة الرشيدة إلى نهج أضاء العتمة للبشرية جمعاء و من خلال مصالحة كما ذكرتُ من قبل لا بد أن تنطلق من الذات أولا لتتمكن من بلوغ المستوى الجماعي .
* الفقرتين للشيخ محمد المهدي محمود .
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام
ضفاف أماني
28-12-2008, 01:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييك كثيرا ايها المفكر الكبير ..تأخرن كثيرا عن ابدأ رأيي لقلة معرفتي في هذا الشأن اقصد به النقد العربي
لذا بدأت برحلة مع الجمع لمقالات كتبت في هذا الشأن وقرأتها فننقل وبالله المستعان ..
أولا ..
التحلل والتغريب في ا لأدب العربي الحديث
ما أكثر الفنون القـولية (القصائد، والقصص، والمسرحيات، والمقالات) التي تنشر الفساد في الأرض عن طريق التغريب الاجتماعي والتحلل الأخلاقي والإثارة الجنسية، أو تمجيد الشاذين والمنحرفين بتقديم أعمال أدبية عنهم، وتجعلهم قدوات غير صالحة!
الولع بتقديم الشاذين والشاذات
في قصص بعض كتابنا المعاصرين نرى ولعهم بتقديم الشاذ وغير العادي، ونرى ازدراء عالَم الأسوياء من ذوي العقل والاتزان، ونرى محاولتهم الترويج لقصص تتناول الشذوذ في كل شيء على مبدأ الصحفيين القائل: أن يعضَّ كلبٌ إنساناً ليس خبراً؛ ولكن الخبر أن يعضَّ الإنسانُ الكلبَ.
ومن ثم تكون خطورة هذه الأعمال التي يُقبل عليها شبان في مقتبل العمر؛ فتكون النافذةَ التي يُطلون منها على العالم الأدبي، وما أرخصه من عالم، هذا الذي تُصوره أمثال هذه القصص المريضة الشاذة، ويتصوّرون أن الكتابة الحقيقية تكون هكذا!
ولن أُناقش مضامين هذه الأعمال مهما ادّعى أصحابها أنها قصص وروايات عالية جديرة بالقراءة والتأمل؛ إذ إن الوسيلة (اللغة، والأسلوب، وطريقة عرض المضمون) لا بد أن تكون شريفة لتصل بنا إلى الغاية المرجوة، أو التأثير المطلوب.
وفي قصة (انتحار صاحب الشقة) للروائي الراحل إحسان عبد القدوس التي وقف أمامها الدكتور محمد مصطفى هدارة، حيث ردّ على الدعوى التي يُريد إحسان من خلال جزء من القصة أن يُمررها ويؤكّدها وهي أن الريف مورد البغايا والمنحرفات. يقول الدكتور هدارة:
«إن إحسان هنا يُبرر فقره الثقافي الشديد في معرفة التحليل النفسي، وفي معرفة الأصول والعادات السائدة في مجتمعنا المصري. إن الفلاّحة التي يستقدمها السادة للخدمة في البيوت لا تبيع عرضها بهذه السهولة المطلقة التي يصورها إحسان عبد القدوس وكأنها أَمَة في سوق الرقيق، فلها أسرة يُضحي أفرادها بحياتهم في سبيل العرض. هذا ما نعرفه عن ريفنا الذي عشنا فيه وعرفنا قيمه وخبرنا عاداته، أما فلاحات إحسان... فهن لا ينتمين قط للريف المصري، ولا علاقة لهن بالمجتمع الذي يتحدث عنه إحسان إلا إذا كان مجتمعاً منحلاً لا مكان للدين فيه».
ولا يهمنا هنا أن تتفق القصص مع المجتمع وعاداته وتقاليده، فقد تكون العادات والتقاليد سيئة وغير إسلامية، ويرفضها المجتمع، ولكن ما نرجوه أن يكون الفن هادفاً داعياً إلى تثبيت التصور الديني لا هدمه، وغير مكرس لنشر الفساد في الأرض.
عمارة يعقوبيان وتسويق الشذوذ
قد يكتب الكاتب بلغة فجة مباشرة بعيدة عن الفن، وهو واثق أن كتابه سيجد الرواج؛ لأنه يتناول فئة من الشاذين والمنحرفين.
انظــر إلى هذه الفقرة عن نادٍ للشواذ في مصر المحروسة (!!) كما يصوره علاء الأسواني في رواية (عمارة يعقوبيان) التي لقيت حفاوة من الصحف الأدبية والسينما: «صاحب البار اسمه عزيز، وشهرته (الإنجليزي)، وهو مصاب بالشذوذ، ويقولون إنه رافق الخواجة اليوناني العجوز الذي كان يملك البار فأحبه ووهبه البار قبل وفاته، ويشيعون أيضاً أنه ينظم حفلات ماجنة يقدم فيها الشواذ إلى السياح العرب، وأن دعارة الشواذ تدر عليه أرباحاً طائلة يدفع منها رشاوى جعلته في مأمن تام من المضايقات الأمنية» (ص52). إنها عبارة تخلو من أي فن، ويقدمها في تقريرية فجة وسطحية لافتة!
وتشيع في الإبداع العربي المُعاصر نقيصة بغيضة هي تزيين الرذيلة، تستوي في ذلك الرواية و القصة القصيره والمسرحية والقصيدة الشعرية!
فالأم ـ في رواية (عمارة يعقوبيان) تطلب من ابنتها ممارسة العمل مهما لاقت من تحرشات جنسية: «إخوتك في حاجة إلى كل قرش من عملك. والبنت الشاطرة تُحافظ على نفسها وشغلها»! (ص62).
ونتوقف أمام تزيين رذيلتي الزنا واللواط في بعض الأعمال الإبداعية التي يعتقد أصحابها أنهم يقدمون من خلالها صوراً جديدة للإبداع الأدبي!
فها هي (ناني الأرستقراطية) في رواية السيد إبراهيم (أيام في الوحل) تتحدث عن تجربتها في البغاء ـ بكل فخر! في عصر الانفتاح:
«الأمر ليس مأساة.. أنا اخترتُ حياتي بنفسي، لم أكن ضحية لأحد، أمي هجرتني وتزوّجت، وأبي هجر أمي وتزوّج هو الآخر. وعشتُ أنا مدلّلةً في بيت الجدة. افترسني السائق برضاي وأنا في عمر الزهور وأصبحت عادة، وكنتُ أختارُ الضحايا، ثم لم أعد أقنع بالقليل فتركتُ المنزل وعشتُ حرة أتجوّل في الفنادق والشقق المفروشة، أختار زبائني بعناية. والبلد مليانة من كل صنف ولون، ونسميها بالليالي السياحية، أقصد الليالي الحمراء، وكله سياحة في سياحة! بلدنا انفتح على الدنيا كلها، ونحن مثله انفتحنا على كل الأجناس والألوان. الشقق المفروشة سهّلت لنا الأمور؛ هي أوكار اللذة، تأتي بالعملة السهلة، أقصد العملة الصعبة، وأنا واحدة ممن يُساندون اقتصاد البلد.. مورد سياحي متجدد».
فهاهو الكاتب الفاضل يسوق على لسان هذه البغي:
ـ أن الزنا ليس مأساة.
ـ أنها هي التي اختارت الرذيلة، ولم تكن ضحية لأحد.
ـ أنها هي التي تختار من تُريد أن تُمارس الرذيلة معهم.
ـ أنها حرة؛ وتفهم الحرية على أنها مُمارسة الرذيلة بدون زاجر ولا رادع في الشقق المفروشة والفنادق.
ـ البلد مليئة من كل صنف ولون، كمــا تقــول (نانــــي) أو يقول (المؤلف) على لسانها.
ـ أنها تُساعد البلد في السياحة بارتكابها هذه الرذيلة، وتجلب له العملة الصعبة.
أليــس لهذا الأدب خطـــر على الناشئة وعلـى دينهم؟ ألا يصور بلداً إسلامياً (وهو مصر) وكأنه قد امتلأ بالرذيلة والفجور؟ والأدهى والأمرّ أن الرواية تصور هذا العهر وكأنه البديل للزواج!
«أنت خايبة يا (لواحظ)؛ زواج إيه وزِفت إيه؟! أنت حرة أحسن تكسبي كتير.. عندنا الأمريكي والأفريقي، وحتى الصنف الياباني موجود. إحنا يا بنت الحلال نعيش الانفتاح الحقيقي. بلدنا بلد سياحي، ويوظف كل شيء من أجل السياحة. والبلد تطور القوانين والعادات والتقاليد لتمشي مع العصر السياحي.. مهنتنا أصبحت كنزاً تدر ذهباً.. بلاش حكاية الجواز دي!».
وتمتلئ الرواية بتصوير نماذج من هذا الفجور، وإن زعمت أنها تنتقده في سطور لاهثة سريعة، وفقرات مبتورة خارجة عن السياق.
موسى صبري القبطي وتزيين الرذيلة
يقوم تزيين الرذيلة من خلال مقالة أدبية أو تحقيق صحفي، فتكون الدعوة إلى الفجور أشدَّ وطأة على المتلقي، مثل تلك المقالة التي كتبها موسى صبري في صحيفة (أخبار اليوم)، ونقلها عنه سيد قطب في كتاب (الإسلام ومُشكلات الحضارة)، والمقال طويل، نكتفي بإشارات منه:
«قال لي أستاذ جامعي سويدي: إننا نعلِّم أبناءنا وبناتنا في المدارس الثانوية، وفي سن مبكرة، كل شيء عن الجنس واضحاً صريحاً. ليس لدينا مشكلة جنس. إن المتعة الجنسية كمتعة الطعام اللذيذ ومتعة الملابس الأنيقة. والعلاقات الجنسية بين الرجال والنساء قبل الزواج هي شيء طبيعي وعادي، وما يُباح للشاب يجب أن يُتاح للفتاة».
إن الكاتب الذي يصف السويد في مقاله بأنها (أرقى بلد في العالم)، يريد أن يُزيِّن لنا الرذيلة باسم (حرية الحب)! وهذا تعبيره؛ بل يُزيِّن لنا رذيلة أخرى هي الكفر!
يقول: «وإذا كانت حرية الحب مكفولة في السويد فهناك حرية أخرى يتمتع بها أهل السويد؛ إنها حرية عدم الإيمان».
إنه يصــف غير المؤمنين بأنهـــم يُمارسون حـــريتهـــم! و (يتمتعون!) وكأن عدم الإيمان متعة! ولكن يأبى الله إلا أن يسوق الحقيقة على لسان الكاتب نفسه، فيقول بعد سطور:
«إن عُشر الذين يصِلون إلى سن البلوغ في السويد يتعرّضون لاضطرابات عقلية تُلازم أمراضهم الجسدية».
إن الزنا كبيرة من الكبائر، وقد قال الله في حقه: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء:٢٣]، والنهي بعدم القرب أبلغ في التحريم، والإسلام حين نهى عن جريمة الزنـا لم يقصـد التحكم والحدَّ من الحرية، كلَّا! بــل لأن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قرّر من الأحكام ما يجعلنا ومجتمعنا نشعر بالحياة العزيزة والعفيفة إن سلكنا الطريق التي رسمها لنا أمراً ونهياً، غير أن الإنسان بطبيعته ميّال إلى إرضاء شهواته دون مراعاة للنتائج.
إن من نتائج الزنا: اختلاط الأنساب، وكفى به هادمًا لأساس المجتمع! ومن أمراضه: الزهري، والسيلان، ونقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، وهذا الأخير أخذ يعصف بالمنحرفين والشواذ في الأعوام الأخيرة.
مفردات الرذيلة في شعر الحداثة
تشيع مفردات الرذيلة في شعر الحداثيين، فها هو سميح القاسم يقول:
كلام ساقط لم ادرجه
ويقول أدونيس:
....................
كلام ساقط جدا لم ادرجه
وفي التغريب يشِيع في الشعر العربي استعمال مفردات لا تليق مع الله جل وعلا. يقول محمد الماغوط في نهاية إحدى قصائده:
«إنني أعد ملفاً ضخماً
عن العذاب البشري
لأرفعه إلى الله
فور توقيعه بشفاه الجياع
وأهداب المنتظرين
ولكن يا أيها التعساء في كل مكان
جُلُّ ما أخشاه
أن يكون الله أميّا»!
ويمـتد التحلل الأخلاقي والتغريب ليدل على فساد الرؤية/ فساد الصورة عند بعض المبدعين، فنجد بعضهم يتحدث عـن الله ـ تبـارك وتعالى ـ كأنـه يتعـامل مـع رمز ـ ولا أقول مع وثن ـ تعالى الله عمّا يقولون علواً كبيراً.
فعبد الوهاب البياتي في ديوانه (كلمات لا تموت) يقول:
«اللهُ في مدينتي يبيعهُ اليهودْ
اللهُ في مدينتي مُشرَّدٌ طريدْ!
أرادهُ الغزاةُ أن يكونْ
لهمْ أجيراً شاعراً قوادْ
يخدعُ في قيثارِهِ المُذهَّبِ العبادْ
لكنَّهُ أُصيبَ بالجنونْ!
لأنَّهُ أرادَ أنْ يصونْ
زنابقَ الحقولِ منْ جرادِهمْ
أرادَ أنْ يكونْ»!
أي إله هذا الذي يُباعُ والذي يعيش مشرداً طريداً، والذي يريد منه أعداؤه أن يتحوّل إلى أجير، وإلى شاعر، وإلى قواد؟! هل يتساوى هؤلاء الثلاثة عند البياتي والذي يُصاب بالجنون أخيراً؛ لأنه حاول أن يكونَ ذاتهُ (أي يكون إلهاً بحق!).
إنه لم يصور الله كما صور لينين:
«... أقوال لينين
وهي تُلهمُ الأجيالْ
وتصنعُ الرجالْ
ألمحُها في وطني تُزلزلُ الجبالْ
يا إخوتي العمال!».
والتحلل الأخلاقي والتغريب الاجتماعي مظهران من مظاهر السقوط في الأدب العربي الحديث، ولا تكفي المواعظ فيه لتطرده أو تبعده عن الساحة، أو تنقي الساحة منه. وإنما المطلوب من الأدباء المنتمين لهذه الأمة أن يقدموا نماذج عالية من الأدب الراقي الذي لا يسف حتى ينتصر الطيب الجيد على الخبيث المرذول، وما ذلك على أدباء الأمة بعزيز!
المراجع:
1 ـ الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق، للدكتور صابر عبد الدايم، ط2، دار الشروق، القاهرة 1422هـ ـ 2002م.
2 ـ أيام في الوحل (يوميات شقة مفروشة)، للسيد إبراهيم، دار السندباد المصري، القاهرة 1991م
3 ـ الحداثة العربية: حقيقتها ومرجعيتها، د. وليد قصاب، جمعية حماية اللغة العربية، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة 1246 ـ 2005م.
4 ـ خطاب الحداثة في الأدب: الأصول والمرجعية، د. وليد شحيد ود. وليد قصاب، دار الفكر، دمشق 2005م.
5 ـ عمارة يعقوبيان، علاء الأسواني، ط7، مكتبة مدبولي، القاهرة 2005م.
6 ـ القرآن ونظرية الفن، د. حسين علي محمد، ط2، مطبعة أبناء وهبة حسان، القاهرة 1992م.
مجلة البيان عدد246 / فبراير 2008
هذه امثلة على الانحدار والتغريب في الادب العربي
اعود بكم الى مقالة الاسباب لهذه الغربنة في الادب العربي
اشتدت الهجمة التغريبية في النصف الاول من القرن العشرين من خلال التخطيط لغزو الادب العربي والدراسات الادبية الجديدة وكان مذهب النقد الغربي الوافد قد اولى اهتمام كبير بالادب الاغريقي الهيليني او اليوناني، وكان ذلك عملاً محسوباً في مخططات تغريب الادب العربي وفصله عن جذوره الأصيلة وادخال مفاهيم غربية اليه، ولما كانت غزوة الادب الاوروبي الغربي الحديث هي العمل الاساس فقد كانت غزوة الادب الاغريقي عملاً مكملاً وعنصراً اخراً يزيد من مسافة التباعد عن اصول الادب العربي نفسها، من هنا ركز التغريبيون على هذا الادب تركيزاً شديداً وتخصص فيه كبيرهم وحامل لواءه والداعي اليه باصرار وموالاة دون توقف طه حسين ثم ظهر عدد كبير من الدعاة في بيروت ومصر وفي مقدمتهم صفر خفاجة واسماعيل مظهر ولطفي السيد وسلامه موسى وتوفيق الحكيم ولويس عوض وغنيمة هلال والدكتور غلاب اخيراً، وغفل عن الخطر كتاب آخرون اشادوا بأفلاطون وارسطو دون ان يفقهوا ما يرددونه ولم يعرفوا ابعاد القضية اساساً فيما يتعلق بإتصال الفكر الاسلامي والثقافة العربية بالفكر اليوناني.
لقد حاول هؤلاء الدعاة ان يتخذوا من قضية الفكر اليوناني مع الفكر الاسلامي القديم حجة لهم ووسيلة الى تبرير اعمالهم في اغراق الادب العربي المعاصر بالآثار اليونانية ولكنهم عرضوا هذه القضية على غير حقيقتها واتخذوا من مظهرها الخارجي اداة اقناع في حين يرى المتعمق في الامر ان فكر المسلمين لم يتقبل الفكر اليوناني وان استخدم بعض جوانبه الصالحة بيد انه رفض وثنياته ورفض ايضاً سيطرته، اما الادب اليوناني فإن العرب والمسلمين لم يتقبلوه اساساً ويبدو هذا واضحاً في انهم لم يترجموا الشعر اليوناني اما مناهج النقد والشعر والبيان فإنها لم تجد لها طريقاً فأنحصرت وماتت غير مأسوف عليها، وقد استقبل فكر المسلمين الترجمة اليونانية اول الامر دعوة منه ورغبة في سبق الاتصال بالفكر البشري كله وقد استقبلها وهو في أوج قوته وبعد ان تكاملت قيّمه ومقوّماته وحين استقبلها وهو في ذروة قوّته وبعد ان نقدها ليتقبل منها إلا ما وجده متفقاً مع اصوله واهمها التوحيد والنبوة والعدل والحق والحرية فلما حاولت هذه الترجمات واقبست في علوم الكلام والفلسفة التدخل في العقائد استطاع الفكر الاسلامي ان يناهضها ويشكل نفسه من جديد وفق قيمه واصوله وبهذا نجا مما وقعت فيه اليهودية والمسيحية حين سيطر عليها الفكر اليوناني وقد ارتفع به في بعض المراحل لكنه لم ينصهر فيه او يغرق في بئره او ينحرف عن اي المضامين الاصيلة تحت تأثيره او يتقبل منه قيمة واحدة يضيفها الى اصولة التي استمدها في الاساس من القرآن الكريم والتي كانت قد تكاملت منذ عصر النبي (صلى الله عليه وآله).
من هنا حرص النفوذ الاجنبي والتغريب والغزو الثقافي على ان يركز على ترجمه الادب الاغريقي واغراق الادب العربي فيه خلال فترة من فترات الضعف وفي ظل نفوذ استعماري قادر على فرض ما يشاء وقد وضح هذا في اوائل القرن حين ظهرت ترجمة الايلياة والاوديسة عام 1913 التي قام بترجمتهما سليمان البستاني وفي حينها كتب السيد رضا يقول الان عرفنا موقف العرب من الشعر اليوناني ولماذا نبذوه ولم يترجموه ولم يأخذوا من معاينه فلما اطلعنا على الايلياذة وهي اعلى شعر الاغريق ومفخرة تاريخية حكمنا بأن اجدادنا لم ينبذوا شعر اليونان وراء ظهورهم إلا لأنهم وجوده دون الشعر العربي في حكمه وسائر معانيه وانه مع ذلك محشو بالخرافات الوثنية التي طهر الله تعالى عقولهم وفحيلاتهم منها بالاسلام.
وقد حمل طه حسين لواء ترجمة الأدب الاغريقي والتعريف به على اكثر من اتجاه وكان قد عاد من فرنسا حين اختير استاذاً للجامعة المصرية* لتدريس التاريخ اليوناني والروماني منذ عام 20 حتى عام 26 حيث تحول الى الجامعة المصرية لتدريس الادب العربي القديم، اما في الفترة الاولى فقد عني بترجمة ما اسماه صحفاً مختارة من الشعر التمثيلي عن اليونان وكتب تلك الفصول التي اطلق عليها قادة الفكر والتي طبعت من بعد وقررت على طلبة المدارس الثانوية وقد ضم التراجم بعض فلاسفة اليونان امثال ارسطو وافلاطون وسقراط، وكلمة قادة الفكر من العبارات الغامضة الماكرة التي اريد بها أن يقال إنّ هؤلاء القادة انما هم قادة الفكر البشري كله وفي هذا كما ترى توجيه خطير لشباب الأمّة يلقي في اذهانهم ان ارسطو وافلاطون وسقراط هم قادة الفكر دون ان يعرف انهم قادة الفكر اليوناني وحده وان الفكر الاسلامي له قادته الكبار الذين استمدوا منهجهم من الاسلام والقرآن ومن النفس الاسلامية والمزاج الاجتماعي الخاص بهذه الأمّة، هذا ما عدا اهل العصمة النبي واهل بيته (عليهم السلام) الذين هم الناطقون عن الحق والقادة للخلق، ولا ريب ان بيننا وبين قادة الفكر اليوناني فوارق كثيرة وخلافات واسعة اهمها الوثنية والعبودية التي اقرها افلاطون في جمهوريته وتابعه عليها ارسطو وقامت عليها الحضارتان اليونانية والرومانية.
ولما ترك طه حسين تدريس التاريخ اليوناني الى تدريس الادب العربي القديم لم يترك دعوته الى اعلاء آداب اليونان ومذاهبهم بل حمل معه هذه المعاني الى الادب نفسه فزعم سبق الأدب اليوناني وتأثيره في الأدب العربي وفي كل الآداب ثم كان له من النفوذ الذي يهيئه له الغرب ما أتاح له أن يفرض اللغتين اليونانية واللاتينية على الدارسين في كلية الآداب بل استطاع طه حسين ان يفرض أدب اليونان على مناهج المدارس الثانوية *حين تولى منصب المستشار الفني في الوزارة وغير هذه المناهج بحيث اهمل الخطابة عند العرب واختصر فصولها بينما انتقل مباشرة الى الخطابة اليونانية فوسعها وافاض عليها ومجّد خطباء اليونان القديمة واستوعب النموذج المختلفة والواسعة من كلامهم، وقد سجل الباحثون هذا الانحراف في وقته وكشفوا عن هدف طه حسين الذي تعمد تغريب الادب العربي ونقله عن مقوماته وقيمه وفرض ذوق غريب عليه وكان هذا الهدف ابعاد النفوس عن مجد اللغة العربية وسمواد بها بحرمان الناشئين من معرفة الوسائل المؤدية الى هذا السمو وهذا المجد، وهذه الوسائل هي وسائل فهم القرآن وفهم الدين وانه بقدر ما يكون بعد المسلمين عن لغتهم واديهم يكون بعدهم عن فهم الدين والقرآن.
وهذه المقالة هي اللب فيها ما قلته استاذنا المفكر وما رميت له
أما قضية الاستعمار
او الاحتلال وقضية المستشرقون جاءت على ألوان عدة وضخمة وقد كانت بين مد وجزر ولم تنتهي قط من بعد رسالة الرسول عليه افضل الصلوات والتسليم الى هرقل الروم
من هنا بدأت الضغينة لكون ارسول الذي خرج على العالمين عربيا
ووبعدها ظهرت الاطماع الامادية وحلاوة الشرق كانت في جميع الميادين لذا فعين اوربا لم تحول عنه ابدا
قد نعود مجدا الى هذا الموضوع المترامي الاظراف والذي ينبع من قلب اسلامي مخلص يحب امته وفقك الله دوما الى ما يحبه ويرضاه
سعيدة الهاشمي
23-01-2009, 06:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أستاذ معروف،
لقد حاول الاستعمار جاهدا خلال فترة احتلاله للدول العربية الإسلامية والمسلمة غير العربية على حد سواء،
فرض سيطرته وتغريب الشعوب، فانخرط البعض لضعفه في هذا المسار ورفض البقية وناضلوا حتى حرروا
بلدانهم وطردوا المستعمر، أخرجوه بالمقاومة والصمود. إلا أنه خرج عسكريا وبقي أو عاد يهمين ثقافيا
عن طريق اللغة، عن طريق المنتوجات التي تملأ الأسواق حتى بات ما نستهلكه من منتوجاتنا المحلية نقطة
من بحر. عن طريق الأدب كذلك فلطلما تساءلت لم نحن كعرب مسلمين ندرس ما ينتجه ويصدره الغرب
ولنا أدباء وفلاسفة عرب؟ الخلل هنا ربما يعود إلى فترات الاستعمار لكنه عائد إلينا أيضا، لأننا لم نحاول
تجديد مقرراتنا الدراسية وتركنا الآخر الأجنبي يسيطر عليها قلبا وقالبا. لا بأس من معرفة أدب الآخر وعلومه
وتكنولوجيته لكن المهم أن لا نجعل الآخر محور تفكيرنا وكتاباتنا وتحليلنا ونهمش أدباءنا ومفكرينا وفلاسفتنا.
الانفتاح مطلوب إنما بحذر، يجب أن نعرف كيف نستل ما ينفعنا ونترك ما يضرنا...هذا يحتاج لغربلة...والغربلة
تحتاج تغييرا...والتغيير يتطلب عقودا.
ومع ذلك أنا أؤمن أشد الإيمان بأن أول الغيث قطرة.
احترامي وتقديري.
معروف محمد آل جلول
27-01-2009, 07:39 PM
الجميل المفكر / معــروف
( ظل المسلمون على خير حال إلى أن ابتعدوا عن مصدر عزهم ومجدهم.. وأهملوا كتاب ربهم.. وفقدوا صلتهم بأخلاق القرآن وآدابه وهديه.. فمالت الراية الإسلامية وضاعت الخلافة العثمانية بسبب مؤامرات الأعداء من اليهود والصليبيين الذين توصلوا إلى تحطيم هذا الطرد الشامخ عن طريق إبعاد المسلمين عن آداب القرآن وهديه، وإشاعة الفوضى الخلقية، وبث الدسائس والفتن والمؤتمرات، وكر المستعمرون بدورهم على الدول الإسلامية يحتلونها ويسلبون خيراتها، وينشرون الفساد العام في كل ناحية من النواحي، وظهرت الحرب الصليبية من جديد، ولكنها في شكل آخر، ومظهر مغاير، بدأت الحرب الصليبية على يد إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا والبرتغال وهولندا تحاول إبعاد المسلمين عن دينهم، وسلب خيرات بلادهم، وسيق أحرار الرجال إلى السجون والنفي، ولكن المستمر الماكر الخبيث يرى أن كل هذا لا يكفي، ولن يطمئن إلا إذا أبعد المسلمين عن القرآن الذي كان سببا وباعثا في بناء الدولة الإسلامية وقوتها وصمودها، فلا بد من الحيلولة بين المسلمين وبين مصدر عزهم ومجدهم وعظمتهم، وها هو ذا اللورد غلادستون يقف في مجلس العموم البريطاني ويعلن السياسة الاستعمارية في حربها للقرآن الكريم فيقول: لا قرار لكم في مصر ما دام هذا الكتاب في أيدي المصريين.)*
المشكلة أن أعدائنا يعرفون جيدا مصدر قوتنا و سر صمودنا في وجه كل السياسات الاستعمارية التي بلا شك تركت رواسبها و خصوصا في التعليم و مناهجه , و نشر الفساد في المجتمعات و تفريقها و خلق صراعات دائمة بينها . و نحن للأسف أهملنا مصدر قوتنا الفعلي و رحنا نهيم بعقولنا في البحث عن بدائل و طرائق أخرى نعيد بها مجدنا الضائع .
( فالمسلم يرى الكون كله مجالا للعمل لما يرضى الله تبارك وتعالى، فهو خليفة الله في أرضه، فلا بد أن يمسك مقاليد الخلافة بعزم، يأخذ الكتاب بقوة، حتى يصدق عليه قول الله تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}.)*
كل ما نحتاج إليه هو الصلاح على كل المستويات الفكرية و الثقافية و السياسية و الاجتماعية و توحيد كل الرؤى لتصب في قالب واحد , و لن يكون هذا إلاّ بالعودة الرشيدة إلى نهج أضاء العتمة للبشرية جمعاء و من خلال مصالحة كما ذكرتُ من قبل لا بد أن تنطلق من الذات أولا لتتمكن من بلوغ المستوى الجماعي .
* الفقرتين للشيخ محمد المهدي محمود .
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام
هشام العز..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
تعجبني خلفيتك الثقافية المكينة في ذاتك؛العاكسة لفهمك ..
أشاطرك في كل كلمة استنطقها قلمك الجاد ..
النخبة المثقفة الغيورة هي التي ينبغي أن تتحرك..
بالغ تقديري..
معروف محمد آل جلول
20-02-2009, 08:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييك كثيرا ايها المفكر الكبير ..تأخرن كثيرا عن ابدأ رأيي لقلة معرفتي في هذا الشأن اقصد به النقد العربي
لذا بدأت برحلة مع الجمع لمقالات كتبت في هذا الشأن وقرأتها فننقل وبالله المستعان ..
أولا ..
التحلل والتغريب في ا لأدب العربي الحديث
ما أكثر الفنون القـولية (القصائد، والقصص، والمسرحيات، والمقالات) التي تنشر الفساد في الأرض عن طريق التغريب الاجتماعي والتحلل الأخلاقي والإثارة الجنسية، أو تمجيد الشاذين والمنحرفين بتقديم أعمال أدبية عنهم، وتجعلهم قدوات غير صالحة!
الولع بتقديم الشاذين والشاذات
في قصص بعض كتابنا المعاصرين نرى ولعهم بتقديم الشاذ وغير العادي، ونرى ازدراء عالَم الأسوياء من ذوي العقل والاتزان، ونرى محاولتهم الترويج لقصص تتناول الشذوذ في كل شيء على مبدأ الصحفيين القائل: أن يعضَّ كلبٌ إنساناً ليس خبراً؛ ولكن الخبر أن يعضَّ الإنسانُ الكلبَ.
ومن ثم تكون خطورة هذه الأعمال التي يُقبل عليها شبان في مقتبل العمر؛ فتكون النافذةَ التي يُطلون منها على العالم الأدبي، وما أرخصه من عالم، هذا الذي تُصوره أمثال هذه القصص المريضة الشاذة، ويتصوّرون أن الكتابة الحقيقية تكون هكذا!
ولن أُناقش مضامين هذه الأعمال مهما ادّعى أصحابها أنها قصص وروايات عالية جديرة بالقراءة والتأمل؛ إذ إن الوسيلة (اللغة، والأسلوب، وطريقة عرض المضمون) لا بد أن تكون شريفة لتصل بنا إلى الغاية المرجوة، أو التأثير المطلوب.
وفي قصة (انتحار صاحب الشقة) للروائي الراحل إحسان عبد القدوس التي وقف أمامها الدكتور محمد مصطفى هدارة، حيث ردّ على الدعوى التي يُريد إحسان من خلال جزء من القصة أن يُمررها ويؤكّدها وهي أن الريف مورد البغايا والمنحرفات. يقول الدكتور هدارة:
«إن إحسان هنا يُبرر فقره الثقافي الشديد في معرفة التحليل النفسي، وفي معرفة الأصول والعادات السائدة في مجتمعنا المصري. إن الفلاّحة التي يستقدمها السادة للخدمة في البيوت لا تبيع عرضها بهذه السهولة المطلقة التي يصورها إحسان عبد القدوس وكأنها أَمَة في سوق الرقيق، فلها أسرة يُضحي أفرادها بحياتهم في سبيل العرض. هذا ما نعرفه عن ريفنا الذي عشنا فيه وعرفنا قيمه وخبرنا عاداته، أما فلاحات إحسان... فهن لا ينتمين قط للريف المصري، ولا علاقة لهن بالمجتمع الذي يتحدث عنه إحسان إلا إذا كان مجتمعاً منحلاً لا مكان للدين فيه».
ولا يهمنا هنا أن تتفق القصص مع المجتمع وعاداته وتقاليده، فقد تكون العادات والتقاليد سيئة وغير إسلامية، ويرفضها المجتمع، ولكن ما نرجوه أن يكون الفن هادفاً داعياً إلى تثبيت التصور الديني لا هدمه، وغير مكرس لنشر الفساد في الأرض.
عمارة يعقوبيان وتسويق الشذوذ
قد يكتب الكاتب بلغة فجة مباشرة بعيدة عن الفن، وهو واثق أن كتابه سيجد الرواج؛ لأنه يتناول فئة من الشاذين والمنحرفين.
انظــر إلى هذه الفقرة عن نادٍ للشواذ في مصر المحروسة (!!) كما يصوره علاء الأسواني في رواية (عمارة يعقوبيان) التي لقيت حفاوة من الصحف الأدبية والسينما: «صاحب البار اسمه عزيز، وشهرته (الإنجليزي)، وهو مصاب بالشذوذ، ويقولون إنه رافق الخواجة اليوناني العجوز الذي كان يملك البار فأحبه ووهبه البار قبل وفاته، ويشيعون أيضاً أنه ينظم حفلات ماجنة يقدم فيها الشواذ إلى السياح العرب، وأن دعارة الشواذ تدر عليه أرباحاً طائلة يدفع منها رشاوى جعلته في مأمن تام من المضايقات الأمنية» (ص52). إنها عبارة تخلو من أي فن، ويقدمها في تقريرية فجة وسطحية لافتة!
وتشيع في الإبداع العربي المُعاصر نقيصة بغيضة هي تزيين الرذيلة، تستوي في ذلك الرواية و القصة القصيره والمسرحية والقصيدة الشعرية!
فالأم ـ في رواية (عمارة يعقوبيان) تطلب من ابنتها ممارسة العمل مهما لاقت من تحرشات جنسية: «إخوتك في حاجة إلى كل قرش من عملك. والبنت الشاطرة تُحافظ على نفسها وشغلها»! (ص62).
ونتوقف أمام تزيين رذيلتي الزنا واللواط في بعض الأعمال الإبداعية التي يعتقد أصحابها أنهم يقدمون من خلالها صوراً جديدة للإبداع الأدبي!
فها هي (ناني الأرستقراطية) في رواية السيد إبراهيم (أيام في الوحل) تتحدث عن تجربتها في البغاء ـ بكل فخر! في عصر الانفتاح:
«الأمر ليس مأساة.. أنا اخترتُ حياتي بنفسي، لم أكن ضحية لأحد، أمي هجرتني وتزوّجت، وأبي هجر أمي وتزوّج هو الآخر. وعشتُ أنا مدلّلةً في بيت الجدة. افترسني السائق برضاي وأنا في عمر الزهور وأصبحت عادة، وكنتُ أختارُ الضحايا، ثم لم أعد أقنع بالقليل فتركتُ المنزل وعشتُ حرة أتجوّل في الفنادق والشقق المفروشة، أختار زبائني بعناية. والبلد مليانة من كل صنف ولون، ونسميها بالليالي السياحية، أقصد الليالي الحمراء، وكله سياحة في سياحة! بلدنا انفتح على الدنيا كلها، ونحن مثله انفتحنا على كل الأجناس والألوان. الشقق المفروشة سهّلت لنا الأمور؛ هي أوكار اللذة، تأتي بالعملة السهلة، أقصد العملة الصعبة، وأنا واحدة ممن يُساندون اقتصاد البلد.. مورد سياحي متجدد».
فهاهو الكاتب الفاضل يسوق على لسان هذه البغي:
ـ أن الزنا ليس مأساة.
ـ أنها هي التي اختارت الرذيلة، ولم تكن ضحية لأحد.
ـ أنها هي التي تختار من تُريد أن تُمارس الرذيلة معهم.
ـ أنها حرة؛ وتفهم الحرية على أنها مُمارسة الرذيلة بدون زاجر ولا رادع في الشقق المفروشة والفنادق.
ـ البلد مليئة من كل صنف ولون، كمــا تقــول (نانــــي) أو يقول (المؤلف) على لسانها.
ـ أنها تُساعد البلد في السياحة بارتكابها هذه الرذيلة، وتجلب له العملة الصعبة.
أليــس لهذا الأدب خطـــر على الناشئة وعلـى دينهم؟ ألا يصور بلداً إسلامياً (وهو مصر) وكأنه قد امتلأ بالرذيلة والفجور؟ والأدهى والأمرّ أن الرواية تصور هذا العهر وكأنه البديل للزواج!
«أنت خايبة يا (لواحظ)؛ زواج إيه وزِفت إيه؟! أنت حرة أحسن تكسبي كتير.. عندنا الأمريكي والأفريقي، وحتى الصنف الياباني موجود. إحنا يا بنت الحلال نعيش الانفتاح الحقيقي. بلدنا بلد سياحي، ويوظف كل شيء من أجل السياحة. والبلد تطور القوانين والعادات والتقاليد لتمشي مع العصر السياحي.. مهنتنا أصبحت كنزاً تدر ذهباً.. بلاش حكاية الجواز دي!».
وتمتلئ الرواية بتصوير نماذج من هذا الفجور، وإن زعمت أنها تنتقده في سطور لاهثة سريعة، وفقرات مبتورة خارجة عن السياق.
موسى صبري القبطي وتزيين الرذيلة
يقوم تزيين الرذيلة من خلال مقالة أدبية أو تحقيق صحفي، فتكون الدعوة إلى الفجور أشدَّ وطأة على المتلقي، مثل تلك المقالة التي كتبها موسى صبري في صحيفة (أخبار اليوم)، ونقلها عنه سيد قطب في كتاب (الإسلام ومُشكلات الحضارة)، والمقال طويل، نكتفي بإشارات منه:
«قال لي أستاذ جامعي سويدي: إننا نعلِّم أبناءنا وبناتنا في المدارس الثانوية، وفي سن مبكرة، كل شيء عن الجنس واضحاً صريحاً. ليس لدينا مشكلة جنس. إن المتعة الجنسية كمتعة الطعام اللذيذ ومتعة الملابس الأنيقة. والعلاقات الجنسية بين الرجال والنساء قبل الزواج هي شيء طبيعي وعادي، وما يُباح للشاب يجب أن يُتاح للفتاة».
إن الكاتب الذي يصف السويد في مقاله بأنها (أرقى بلد في العالم)، يريد أن يُزيِّن لنا الرذيلة باسم (حرية الحب)! وهذا تعبيره؛ بل يُزيِّن لنا رذيلة أخرى هي الكفر!
يقول: «وإذا كانت حرية الحب مكفولة في السويد فهناك حرية أخرى يتمتع بها أهل السويد؛ إنها حرية عدم الإيمان».
إنه يصــف غير المؤمنين بأنهـــم يُمارسون حـــريتهـــم! و (يتمتعون!) وكأن عدم الإيمان متعة! ولكن يأبى الله إلا أن يسوق الحقيقة على لسان الكاتب نفسه، فيقول بعد سطور:
«إن عُشر الذين يصِلون إلى سن البلوغ في السويد يتعرّضون لاضطرابات عقلية تُلازم أمراضهم الجسدية».
إن الزنا كبيرة من الكبائر، وقد قال الله في حقه: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء:٢٣]، والنهي بعدم القرب أبلغ في التحريم، والإسلام حين نهى عن جريمة الزنـا لم يقصـد التحكم والحدَّ من الحرية، كلَّا! بــل لأن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قرّر من الأحكام ما يجعلنا ومجتمعنا نشعر بالحياة العزيزة والعفيفة إن سلكنا الطريق التي رسمها لنا أمراً ونهياً، غير أن الإنسان بطبيعته ميّال إلى إرضاء شهواته دون مراعاة للنتائج.
إن من نتائج الزنا: اختلاط الأنساب، وكفى به هادمًا لأساس المجتمع! ومن أمراضه: الزهري، والسيلان، ونقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، وهذا الأخير أخذ يعصف بالمنحرفين والشواذ في الأعوام الأخيرة.
مفردات الرذيلة في شعر الحداثة
تشيع مفردات الرذيلة في شعر الحداثيين، فها هو سميح القاسم يقول:
كلام ساقط لم ادرجه
ويقول أدونيس:
....................
كلام ساقط جدا لم ادرجه
وفي التغريب يشِيع في الشعر العربي استعمال مفردات لا تليق مع الله جل وعلا. يقول محمد الماغوط في نهاية إحدى قصائده:
«إنني أعد ملفاً ضخماً
عن العذاب البشري
لأرفعه إلى الله
فور توقيعه بشفاه الجياع
وأهداب المنتظرين
ولكن يا أيها التعساء في كل مكان
جُلُّ ما أخشاه
أن يكون الله أميّا»!
ويمـتد التحلل الأخلاقي والتغريب ليدل على فساد الرؤية/ فساد الصورة عند بعض المبدعين، فنجد بعضهم يتحدث عـن الله ـ تبـارك وتعالى ـ كأنـه يتعـامل مـع رمز ـ ولا أقول مع وثن ـ تعالى الله عمّا يقولون علواً كبيراً.
فعبد الوهاب البياتي في ديوانه (كلمات لا تموت) يقول:
«اللهُ في مدينتي يبيعهُ اليهودْ
اللهُ في مدينتي مُشرَّدٌ طريدْ!
أرادهُ الغزاةُ أن يكونْ
لهمْ أجيراً شاعراً قوادْ
يخدعُ في قيثارِهِ المُذهَّبِ العبادْ
لكنَّهُ أُصيبَ بالجنونْ!
لأنَّهُ أرادَ أنْ يصونْ
زنابقَ الحقولِ منْ جرادِهمْ
أرادَ أنْ يكونْ»!
أي إله هذا الذي يُباعُ والذي يعيش مشرداً طريداً، والذي يريد منه أعداؤه أن يتحوّل إلى أجير، وإلى شاعر، وإلى قواد؟! هل يتساوى هؤلاء الثلاثة عند البياتي والذي يُصاب بالجنون أخيراً؛ لأنه حاول أن يكونَ ذاتهُ (أي يكون إلهاً بحق!).
إنه لم يصور الله كما صور لينين:
«... أقوال لينين
وهي تُلهمُ الأجيالْ
وتصنعُ الرجالْ
ألمحُها في وطني تُزلزلُ الجبالْ
يا إخوتي العمال!».
والتحلل الأخلاقي والتغريب الاجتماعي مظهران من مظاهر السقوط في الأدب العربي الحديث، ولا تكفي المواعظ فيه لتطرده أو تبعده عن الساحة، أو تنقي الساحة منه. وإنما المطلوب من الأدباء المنتمين لهذه الأمة أن يقدموا نماذج عالية من الأدب الراقي الذي لا يسف حتى ينتصر الطيب الجيد على الخبيث المرذول، وما ذلك على أدباء الأمة بعزيز!
المراجع:
1 ـ الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق، للدكتور صابر عبد الدايم، ط2، دار الشروق، القاهرة 1422هـ ـ 2002م.
2 ـ أيام في الوحل (يوميات شقة مفروشة)، للسيد إبراهيم، دار السندباد المصري، القاهرة 1991م
3 ـ الحداثة العربية: حقيقتها ومرجعيتها، د. وليد قصاب، جمعية حماية اللغة العربية، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة 1246 ـ 2005م.
4 ـ خطاب الحداثة في الأدب: الأصول والمرجعية، د. وليد شحيد ود. وليد قصاب، دار الفكر، دمشق 2005م.
5 ـ عمارة يعقوبيان، علاء الأسواني، ط7، مكتبة مدبولي، القاهرة 2005م.
6 ـ القرآن ونظرية الفن، د. حسين علي محمد، ط2، مطبعة أبناء وهبة حسان، القاهرة 1992م.
مجلة البيان عدد246 / فبراير 2008
هذه امثلة على الانحدار والتغريب في الادب العربي
اعود بكم الى مقالة الاسباب لهذه الغربنة في الادب العربي
اشتدت الهجمة التغريبية في النصف الاول من القرن العشرين من خلال التخطيط لغزو الادب العربي والدراسات الادبية الجديدة وكان مذهب النقد الغربي الوافد قد اولى اهتمام كبير بالادب الاغريقي الهيليني او اليوناني، وكان ذلك عملاً محسوباً في مخططات تغريب الادب العربي وفصله عن جذوره الأصيلة وادخال مفاهيم غربية اليه، ولما كانت غزوة الادب الاوروبي الغربي الحديث هي العمل الاساس فقد كانت غزوة الادب الاغريقي عملاً مكملاً وعنصراً اخراً يزيد من مسافة التباعد عن اصول الادب العربي نفسها، من هنا ركز التغريبيون على هذا الادب تركيزاً شديداً وتخصص فيه كبيرهم وحامل لواءه والداعي اليه باصرار وموالاة دون توقف طه حسين ثم ظهر عدد كبير من الدعاة في بيروت ومصر وفي مقدمتهم صفر خفاجة واسماعيل مظهر ولطفي السيد وسلامه موسى وتوفيق الحكيم ولويس عوض وغنيمة هلال والدكتور غلاب اخيراً، وغفل عن الخطر كتاب آخرون اشادوا بأفلاطون وارسطو دون ان يفقهوا ما يرددونه ولم يعرفوا ابعاد القضية اساساً فيما يتعلق بإتصال الفكر الاسلامي والثقافة العربية بالفكر اليوناني.
لقد حاول هؤلاء الدعاة ان يتخذوا من قضية الفكر اليوناني مع الفكر الاسلامي القديم حجة لهم ووسيلة الى تبرير اعمالهم في اغراق الادب العربي المعاصر بالآثار اليونانية ولكنهم عرضوا هذه القضية على غير حقيقتها واتخذوا من مظهرها الخارجي اداة اقناع في حين يرى المتعمق في الامر ان فكر المسلمين لم يتقبل الفكر اليوناني وان استخدم بعض جوانبه الصالحة بيد انه رفض وثنياته ورفض ايضاً سيطرته، اما الادب اليوناني فإن العرب والمسلمين لم يتقبلوه اساساً ويبدو هذا واضحاً في انهم لم يترجموا الشعر اليوناني اما مناهج النقد والشعر والبيان فإنها لم تجد لها طريقاً فأنحصرت وماتت غير مأسوف عليها، وقد استقبل فكر المسلمين الترجمة اليونانية اول الامر دعوة منه ورغبة في سبق الاتصال بالفكر البشري كله وقد استقبلها وهو في أوج قوته وبعد ان تكاملت قيّمه ومقوّماته وحين استقبلها وهو في ذروة قوّته وبعد ان نقدها ليتقبل منها إلا ما وجده متفقاً مع اصوله واهمها التوحيد والنبوة والعدل والحق والحرية فلما حاولت هذه الترجمات واقبست في علوم الكلام والفلسفة التدخل في العقائد استطاع الفكر الاسلامي ان يناهضها ويشكل نفسه من جديد وفق قيمه واصوله وبهذا نجا مما وقعت فيه اليهودية والمسيحية حين سيطر عليها الفكر اليوناني وقد ارتفع به في بعض المراحل لكنه لم ينصهر فيه او يغرق في بئره او ينحرف عن اي المضامين الاصيلة تحت تأثيره او يتقبل منه قيمة واحدة يضيفها الى اصولة التي استمدها في الاساس من القرآن الكريم والتي كانت قد تكاملت منذ عصر النبي (صلى الله عليه وآله).
من هنا حرص النفوذ الاجنبي والتغريب والغزو الثقافي على ان يركز على ترجمه الادب الاغريقي واغراق الادب العربي فيه خلال فترة من فترات الضعف وفي ظل نفوذ استعماري قادر على فرض ما يشاء وقد وضح هذا في اوائل القرن حين ظهرت ترجمة الايلياة والاوديسة عام 1913 التي قام بترجمتهما سليمان البستاني وفي حينها كتب السيد رضا يقول الان عرفنا موقف العرب من الشعر اليوناني ولماذا نبذوه ولم يترجموه ولم يأخذوا من معاينه فلما اطلعنا على الايلياذة وهي اعلى شعر الاغريق ومفخرة تاريخية حكمنا بأن اجدادنا لم ينبذوا شعر اليونان وراء ظهورهم إلا لأنهم وجوده دون الشعر العربي في حكمه وسائر معانيه وانه مع ذلك محشو بالخرافات الوثنية التي طهر الله تعالى عقولهم وفحيلاتهم منها بالاسلام.
وقد حمل طه حسين لواء ترجمة الأدب الاغريقي والتعريف به على اكثر من اتجاه وكان قد عاد من فرنسا حين اختير استاذاً للجامعة المصرية* لتدريس التاريخ اليوناني والروماني منذ عام 20 حتى عام 26 حيث تحول الى الجامعة المصرية لتدريس الادب العربي القديم، اما في الفترة الاولى فقد عني بترجمة ما اسماه صحفاً مختارة من الشعر التمثيلي عن اليونان وكتب تلك الفصول التي اطلق عليها قادة الفكر والتي طبعت من بعد وقررت على طلبة المدارس الثانوية وقد ضم التراجم بعض فلاسفة اليونان امثال ارسطو وافلاطون وسقراط، وكلمة قادة الفكر من العبارات الغامضة الماكرة التي اريد بها أن يقال إنّ هؤلاء القادة انما هم قادة الفكر البشري كله وفي هذا كما ترى توجيه خطير لشباب الأمّة يلقي في اذهانهم ان ارسطو وافلاطون وسقراط هم قادة الفكر دون ان يعرف انهم قادة الفكر اليوناني وحده وان الفكر الاسلامي له قادته الكبار الذين استمدوا منهجهم من الاسلام والقرآن ومن النفس الاسلامية والمزاج الاجتماعي الخاص بهذه الأمّة، هذا ما عدا اهل العصمة النبي واهل بيته (عليهم السلام) الذين هم الناطقون عن الحق والقادة للخلق، ولا ريب ان بيننا وبين قادة الفكر اليوناني فوارق كثيرة وخلافات واسعة اهمها الوثنية والعبودية التي اقرها افلاطون في جمهوريته وتابعه عليها ارسطو وقامت عليها الحضارتان اليونانية والرومانية.
ولما ترك طه حسين تدريس التاريخ اليوناني الى تدريس الادب العربي القديم لم يترك دعوته الى اعلاء آداب اليونان ومذاهبهم بل حمل معه هذه المعاني الى الادب نفسه فزعم سبق الأدب اليوناني وتأثيره في الأدب العربي وفي كل الآداب ثم كان له من النفوذ الذي يهيئه له الغرب ما أتاح له أن يفرض اللغتين اليونانية واللاتينية على الدارسين في كلية الآداب بل استطاع طه حسين ان يفرض أدب اليونان على مناهج المدارس الثانوية *حين تولى منصب المستشار الفني في الوزارة وغير هذه المناهج بحيث اهمل الخطابة عند العرب واختصر فصولها بينما انتقل مباشرة الى الخطابة اليونانية فوسعها وافاض عليها ومجّد خطباء اليونان القديمة واستوعب النموذج المختلفة والواسعة من كلامهم، وقد سجل الباحثون هذا الانحراف في وقته وكشفوا عن هدف طه حسين الذي تعمد تغريب الادب العربي ونقله عن مقوماته وقيمه وفرض ذوق غريب عليه وكان هذا الهدف ابعاد النفوس عن مجد اللغة العربية وسمواد بها بحرمان الناشئين من معرفة الوسائل المؤدية الى هذا السمو وهذا المجد، وهذه الوسائل هي وسائل فهم القرآن وفهم الدين وانه بقدر ما يكون بعد المسلمين عن لغتهم واديهم يكون بعدهم عن فهم الدين والقرآن.
وهذه المقالة هي اللب فيها ما قلته استاذنا المفكر وما رميت له
أما قضية الاستعمار
او الاحتلال وقضية المستشرقون جاءت على ألوان عدة وضخمة وقد كانت بين مد وجزر ولم تنتهي قط من بعد رسالة الرسول عليه افضل الصلوات والتسليم الى هرقل الروم
من هنا بدأت الضغينة لكون ارسول الذي خرج على العالمين عربيا
ووبعدها ظهرت الاطماع الامادية وحلاوة الشرق كانت في جميع الميادين لذا فعين اوربا لم تحول عنه ابدا
قد نعود مجدا الى هذا الموضوع المترامي الاظراف والذي ينبع من قلب اسلامي مخلص يحب امته وفقك الله دوما الى ما يحبه ويرضاه
المحترمة أماني..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
أتمنى لك عودة ميمونة إلى الواجهة..
ما جئت به شواهد لمقالي المنقوص..
لك الشكر كله..
جزاك الله خيرا .
أيتهخا المحترمة الملتزمة..
بالغ تقديري..
خالص تحياتي..
الطنطاوي الحسيني
23-02-2009, 08:55 PM
متابعون ولنا عودة أن شاء الله
عبدالصمد حسن زيبار
25-02-2009, 01:17 PM
مخلفـــات الاستعمار ..والانهزام الداخلي..
اخي معروف العنوان واضح فهناك استعمار و خطر خارجي و هناك انهزام داخلي وهو الأخطر كما أشار أخي الكريم أبوبكر
ما استعمرنا لولا وجود ما أسماه مالك بن نبي : القابلية للاستعمار
و اليوم الأمور متداخلة لا يمكن الحديث عن الخطر الخارجي و الانهزام الداخلي بشكل منعزل فكلاهما يتأثر بالآخر
أقدم مقالي :
من ضرورات التغيير و الاصلاح
* الاستفاقة اليقظة الصحوة و النهوض وأولها إحساس بضرورتها وبواقعنا بنظرة موضوعية من غير خيلاء و إطراء و لا جلد للذات بل الوسط و التوسط
* الإصلاح يتطلب خطين أفقي واسع و عمودي مركز :
الأفقي يهم الناس كل الناس توعية و يقظة الجماهير و اشاعة نفس التغيير و التجديد
أما العمودي فهو لأهل السلط من الساسة و الحكام وأصحاب الإعلام وواضعي البرامج التعليمية و الارشادية .. وغيرهم
فالاكتفاء بفئة من الفئتين فقط يكون كالتي نقضت غزلها بعد قوة أنكاثا
لأنه بكل بساطة أحدهما مرتبط بالآخر
فالحاكم و السياسي و الإعلامي .... يأخذ سلطته من الجماهير
و الجماهير في العصر الراهن صناعة للإعلام و التوجهات و البرامج و القرارات ..
مثلا ما يبنيه المصلح في سنوات ينسفه شريط مبني على المتعة في دقائق معدودة
اغلب الناس مخدرون ... والكسل والخوف عشعش في جماجمهم
أليس من مصادر هذا الخوف و الكسل و التخدير سياسة تكميم الأفواه و طمس الذاكرة و ابادة الفكر و الابداع الممارسة من سياسيينا و اعلاميينا و كثير من مثقفينا المصلحويين ... ؟؟؟
اليوم هناك ارتباط تبادلي بين القاعدة و القمة
رغم هذا يبقى الاساس هو الفرد و الشعب القاعدة وما الاهتمام بالقمة و أهل القرار الا لتأثيرهم في هذه الشعوب
* تجديد الخطاب فالواقع يتغير بتسارع و خطابنا بتململ إن لم يتراجع
ليكن خطابا مفهوما من كل القاعدة
و للمثقفين خطابهم
و هو بداية تجديد الوعي و تغيير الذهنية و بناء القاعدة
فلتكن ثورة ثقافية و معرفية فكرية خاصة وسط الشباب
* التواصل و العمل الجماعي
مضى زمن السوبرمان و الرجل الموسوعة الذي يفقه في كل العلوم
إنه زمن مراكز البحوث المتخصصة
و العمل المضني الجاد بشكل جماعي
و منه بناء العلاقات
المقال عن القدس العربي في 2007
معروف محمد آل جلول
31-03-2009, 11:09 PM
متابعون ولنا عودة أن شاء الله
أخي الطنطاوي..
سلام الله عليكمورحمته تعالى وبركاته..
شكرا على المرور الكريم..
كلمة متابعة ..
حمولة ثقيلة كافية شافية ..
بالغ تقديري..
معروف محمد آل جلول
10-04-2009, 11:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أستاذ معروف،
لقد حاول الاستعمار جاهدا خلال فترة احتلاله للدول العربية الإسلامية والمسلمة غير العربية على حد سواء،
فرض سيطرته وتغريب الشعوب، فانخرط البعض لضعفه في هذا المسار ورفض البقية وناضلوا حتى حرروا
بلدانهم وطردوا المستعمر، أخرجوه بالمقاومة والصمود. إلا أنه خرج عسكريا وبقي أو عاد يهمين ثقافيا
عن طريق اللغة، عن طريق المنتوجات التي تملأ الأسواق حتى بات ما نستهلكه من منتوجاتنا المحلية نقطة
من بحر. عن طريق الأدب كذلك فلطلما تساءلت لم نحن كعرب مسلمين ندرس ما ينتجه ويصدره الغرب
ولنا أدباء وفلاسفة عرب؟ الخلل هنا ربما يعود إلى فترات الاستعمار لكنه عائد إلينا أيضا، لأننا لم نحاول
تجديد مقرراتنا الدراسية وتركنا الآخر الأجنبي يسيطر عليها قلبا وقالبا. لا بأس من معرفة أدب الآخر وعلومه
وتكنولوجيته لكن المهم أن لا نجعل الآخر محور تفكيرنا وكتاباتنا وتحليلنا ونهمش أدباءنا ومفكرينا وفلاسفتنا.
الانفتاح مطلوب إنما بحذر، يجب أن نعرف كيف نستل ما ينفعنا ونترك ما يضرنا...هذا يحتاج لغربلة...والغربلة
تحتاج تغييرا...والتغيير يتطلب عقودا.
ومع ذلك أنا أؤمن أشد الإيمان بأن أول الغيث قطرة.
احترامي وتقديري.
المحترمة سعيدة..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
ماذكرتيه صحيح ..
ونضيف السيطرة عبر العولمة المزعومة..
بفرض القوانين ..واقتصاد السوق..
والانفتاح الخارجي المتبادل..
من استعمار ..إلى آخر..
بالغ تقديري..
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir