المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة لقارئة السطور تضامنا مع منتظر الزيدي



أحمد حسين أحمد
15-12-2008, 10:55 PM
رسالة لقارئة السطور
"
تضامنا مع صاحب الحذاء: منتظر الزيدي"

تهدّل الفجرُ على أقبيتي ،
يبتاع خيط النور..
وكنت ما أزال أرتمي في لجّة الظلام ،
أستحم بالبخور
أكتبُ أبجديتي فوق خطوط الشفق الوردي والغيوم
تلك التي تنام عند ساحل الأفقِ،
على مشارف الوجوم
أكتب دون ريشةٍ عامرةٍ بالحبرِ،
أو مسّودةٍ من ورقٍ محموم
خلاصة الهموم
فالليلُ في الغاباتِ يستلقي على أريكة السحاب
ويبعث الرهبة والوجوم،
يجرّني من ياقتي لعالمٍ مهجور..
أنا وعازف الناي على مقربةٍ من شاطئ الفرات
من ألفِ عصرٍ جاء يرتدي خمارهُ المسحور
عيناهُ نجمتان تلمعان،
تحكمان عالمَ الموات
رأيتهُ ، وكانت المدائن الكبيرة
تغطُّ في النومِ إذا ما لاحها الديجور..
فتحتسي أنوارها الأخيرة
والموت والجذام..
وعندما تصحو،
يكون قدّ مرَّ على بوابةِ الظلام،
سيلٌ من العصور..
*
أكتب من خلف حدود الشمس ،
رسالة تحملها الطيور
إلى التي ستقرأ السطور:
"عشتارُ " والسماءُ والصحراءُ والنجماتْ،
أسرنني ، ونخلةٌ وحيدةٌ في آخرِ الواحاتْ..
أبرقن حلمي حمرةً حطّتْ على خدِّ الشطوطِ،
وناعسِ النايات..
ما بينَ " دجلةَ" والمها وتنفّس الآهات..
والدرّة الأم التي أودعتها معشوقتي،
وبوادر المأساة..
تلك التي ما همها عشقي ،
ولم تعترِها النوبات..
في هذهِ الليلةِ أسترجعُ دربَ النفي والحمّى،
وأستصرخُ ربَّ الجند..
من قاع بئر الموت في معمورة الأطلال
فما الذي كانت ولادةَ موتهِ نفياً،
بلا أهزوجةٍ يمشي ولا موّال؟
لو علمتْ قارئة السطور..
كيف تسفُّ هاجسي بواطن القبور
وكيف تنبثُّ خيوط الشمس من رأسي،
إلى مدائن الخوف التي حاصرها المحظور
تخترق الحرّاس والجنود بعد حاجز المنطقة الخضراء
هناك حيث هبَّ صاحب الحذاء،
منتفضاً بوجهِ أفعى الحقد والشرور
فترعد السماء
من بعد رميتين رعدة القتال
فينهضُ القتلى عرايا دون ما أكفان
يستجلبون القطر للمكان
*
حاصرني جنود " بانيبال"
ذاك الذي قيّدَ قرص الشمس في قرطاسهِ ،
والقمر العرجون
في قاعة العرش معلقين رأس الملكِ المكسور
على أريكة الجلوس ، ثمَّ أحكموا الأقفال
قالوا، ولم يهدأْ نزيف الدمِ من شريانهِ المطعون:
الرأسُ بالرأسِ،
ونصف جثّةِ المأسور
تأكلها الغربان والنسور..
وما تبقى حصة الوحوش في الجبال
لكنني انسلخت كالأفعى من الجلد،
إلى خميلةِ النخلات
يصحبني "شاماش" صوب "بابل" المسوّرة 1
لأكتب الأشعار فوق جثّة الفرات
والعسكر الجديد والطاعون ،
حولي يقهقهون..
جاءوا من الغربِ،
ومن غياهب السجون
من قلب إعصارٍ من البحرِ ،
من الأدغال
تتبعهم كلابهم وشرّ جند الخلق
والعاهرات والخمور والأغلال
جاءوا محررين..
للأرضِ من سكّانها،
والزيتِ من قمقمهِ ،
و الماءِ من نافذة ِالغربال..
*
أسقطُ كالنيازك المهشمة
فوق سطوح الحي في "بغداد"..
مغطياً جرحي بملح الأرض والرماد
بحثتُ عن جاري ،
وعن حديقة الزهور
في آخر الحي ، فقالوا : غادر البلاد
وزوجهِ صاحبة الخمسين قدْ جنّدها " الموساد"
أما زهور الحي في الحديقة الغنّاء،
يقول شيخ الجامع الكبير:
مكانها حوائط الأسمنتِ والصخور
أكتبُ ما زلتُ إلى قارئة السطور
رسالتي المحمومة
لعلها تقرأ ما سطّرتْ ،
بدون أن يدهمها عساكر الحكومة،
أو قبل أن تباغت الأجواء زمرةً بحجّةِ التفتيش
فترجع الطيور،
إلىَّ دون ريش..
*ألمانيا 14/12/2008
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
1. شاماش: هو شاماش شوموكن الأخ التوأم لآشور بانيبال ملك نينوى وكان حاكما لبابل القديمة 669 ق.م.حيث أنقلب على حكم أخيه وحاربه لأربع سنوات قبل أن يختطفه الموت.

سالم العلوي
16-12-2008, 06:18 AM
شاعرنا القدير / أحمد حسين
الحدث كالحجر الذي ألقي في بحيرة ساكنة فأحدث موجة واهتزازا يكفي لإيقاظ السمك النائم في العمق .. لكن البحيرة توشك أن ترجع إلى سكونها البليد من جديد ..
شكرا لك على ما أبدعت هنا .. وأعاننا الله على أنفسنا الخاملة ..
تقبل خالص التحية.
ودمت بخير وعافية

محسن شاهين المناور
16-12-2008, 09:34 PM
الأخ الحبيب أحمد
سعيد بتجوالي بين حروفك الجميلة
التي تنبض بالمشاعر النبيلة
أخي الحمد لله لقد توحدت المشاعر
النائمة واستيقظت بضربة حذاء
فلنمجد صاحب الفضل الشجاع منتظر الزيدي
دمت بكل الخير
أخوك

أحمد عبد الرحمن جنيدو
16-12-2008, 11:34 PM
قصيدة من ألق الحرف حيكت وبلغت ذروة الشعر بتناغم اللغة والصورة وانسجام
التركيب والتعبير وببزوغ الرؤية التي تطرح ذاتها بصورة منسجمة السرد
تآلف جميل وعزف راقي أطرب العين قبل الأذن
رائع

يحيى سليمان
17-12-2008, 06:20 AM
أصبحت أنتظر أعمالك أيها الشاعر الكبير
تقبل مودتي
وإعجابي بنص يستوجب أكثر من قراءة وقد تنوعت في المدارس الشعرية
التي تغرف منها أيها الرائع

أحمد حسين أحمد
17-12-2008, 10:59 PM
شاعرنا القدير / أحمد حسين
الحدث كالحجر الذي ألقي في بحيرة ساكنة فأحدث موجة واهتزازا يكفي لإيقاظ السمك النائم في العمق .. لكن البحيرة توشك أن ترجع إلى سكونها البليد من جديد ..
شكرا لك على ما أبدعت هنا .. وأعاننا الله على أنفسنا الخاملة ..
تقبل خالص التحية.
ودمت بخير وعافية

الشاعر الجميل سالم العلوي

أشكرك سيدي على تضامنك مع بطلنا الجديد
نحن كما قلت وأكثر وليس لدينا غير القلم نعبر به

تحياتي ومعزتي

أحمد حسين أحمد
20-12-2008, 12:01 PM
الأخ الحبيب أحمد
سعيد بتجوالي بين حروفك الجميلة
التي تنبض بالمشاعر النبيلة
أخي الحمد لله لقد توحدت المشاعر
النائمة واستيقظت بضربة حذاء
فلنمجد صاحب الفضل الشجاع منتظر الزيدي
دمت بكل الخير
أخوك



أخي الحبيب محسن المناور

أنا الأسعد يا سيد الروعة بهذا الحضور الجميل لمتصفحي

لك محبتي التي أملك

مصطفى بطحيش
21-12-2008, 12:07 AM
لو علمتْ قارئة السطور..
كيف تسفُّ هاجسي بواطن القبور
وكيف تنبثُّ خيوط الشمس من رأسي،
إلى مدائن الخوف التي حاصرها المحظور
تخترق الحرّاس والجنود بعد حاجز المنطقة الخضراء
هناك حيث هبَّ صاحب الحذاء،
منتفضاً بوجهِ أفعى الحقد والشرور
فترعد السماء
من بعد رميتين رعدة القتال
فينهضُ القتلى عرايا دون ما أكفان
يستجلبون القطر للمكان

*********************

فيهطل المطر
وتخمد النار التي اكلت الاحضر واليباب
يغسل ما تبقى من حثالة البعوض والذباب
ليورق النخيل من جديد
وترجع الطيور
تصدح حتى تكتسي القها
قارئة السطور
ونلتقي حينئذ يا ايها الشحرور
نجدد الافراح والسرور

الحبيب احمد لك مني كل الحب

د. سمير العمري
13-03-2009, 06:53 PM
نص أدبي بحرفك الباذخ الماتع ، وشاعريتك المنطلقة برمزية وحداثة.

بعيدا عن الجمال المعتاد في نصوصك لعلني اجتهدت هذه المرة في معرفة تفعية نصك فكأني خلتها تفعيلة الرجز فإن كانت كذلك فلا اخالك إلا وقد أكثرت من الزحاف أو ربما تجاوزته بأكثر مما ينبغي حتى لكأني أعثرني الجرس الوزني في غير موضع وأرجو أن أكون مخطئا.

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.



تحياتي

خالد الهواري
13-03-2009, 08:30 PM
الاستحمام بالبخور لا شك انه يترك انطباع جيد لدي الناس ناهيك عن رائحته الجميلة التي نثرتها بين الابيات
د م بقرب الله
خالد الهواري