الشاعر محمود آدم
17-12-2008, 06:30 PM
أهلا و سهلا و مرحبا حياك الله و أرجو لك قراءة ممتعة !
وصية مجاهد
************
أماهُ ، إني راجــعٌ لبــلادِي =لأردَّ أمجـــادي فلي أمجــادي
إني رأيتُ العـــارَ يذبحُ أمتِي= فتفـتَّتْ من حسـرةٍ أكبـادي
نـارٌ تَأَجَّجُ في ضـميرِي كلما= أبصرتُ سيما الذلِّ فوق بلادي
طمعَت كلابُ العـالمينَ بعرضِنا =و استأسـدتْ لتـناومِ الآسـادِ
كلِّي ينوحُ على عصورٍ صوحت =في القدسِ أو في السـندِ أو بغـدادِ
أو في ريـاضِ الصِّينِ أو غرناطةٍ =صـورٌ من الآيـاتِ و الأمجـادِ
كانت عرائسَ من جمالٍ زفَّها =جيـلٌ من الأجـدادِ للأحفـادِ
ضاعت من الكفِّ التي ما أتقنَت =ضربَ السيوفِ و لا ركوبَ جيادِ
ضاعت من العينِ التي ما أدركَت= عنـد التــلاوةِ آيـةَ الإعـدادِ
ضاعت من القلبِ الذي في لحظةٍ =لمَّـا يحــدِّث نفسَــهُ بجهـادِ
لكنَّـه أمســى يذوبُ تلهفًـا =من جيــدِ ليلى أو عيونِ سُعـادِ
يا ليتني أصحــو و تصـحو أمتي =وتهبُّ نارًا بعد طــولِ رقــادِ
تُلقي جنـاحَ العزِّ فوق عدوِّهــا =وعلى أحبَّتِـهــا جَنـاحَ و دادِ
و تعيدُ من ماضي الزمـانِ مآثـرًا =فيزفُّهـا الأحفــادُ للأجــدادِ
أماه ، أعلمُ أن حلمَـك أن تـرَي =عُرسي غدًا ... و تهدهدي أولادِي
لكن تُرى ماذا أقـولُ لهـمْ إذا =شبَّ الصَّبيُّ و قال : أين بلادِي ؟
أأدسُّ وجهِي منه ؟ أم أحكِي له ؟! =نـارانِ يا أمـاه في إيقــادِ
إن كنتُ قد غالبتُ طفلِي لحـظةً= فغلبتُـهُ أتُرى أخـونُ فؤادِي ؟!
نبضِـي يهزُّ جدارَ صـمتِي كلما =جسدي ارتدى ،كذبًا،رداءَ الهـادِي
و تمـزقُ الدَّقـاتُ سمعي عنــوةً =كطبولِ حربٍ دقَّهـن الحــادِي
و يثورُ ألفُ تسـاؤلٍ و تسـاؤلٍ =في خاطري و يطولُ ثوبُ حدادِي
ماذا تراهُ يقولُ عـنِّي خـــالدٌ =و قتيــبةٌ و بقــيةُ القـوادِ ؟!
بذلوا الدِّماءَ رخيصـةً بجهـادِهمْ =و أنا هُنــا لم أنتـفض لجـهـادِ
و رضيتُ بالذُّلِّ الذي ما اعتـدتُهُ =غالبتُ نفسِي ثمَّ قلتُ : اعتادِي
همِّي الرغيفُ وكيف أُرضِي رغبتِي= وأحـوزُ ما يبدو بـِهِ إسعـادِي
تهنـا بوادي التِّـيهِ دهرًا كـاملا =فمتى سنخرجُ من حدودِ الوادِي ؟
آهٍ و هل يُجـدي التـأوهُ أمـةً =نامَت ومـا للصَّحوِ من ميعادِ ؟!
مليونُ مليونٍ و مـا من جـعفرٍ =أو عقبـةٍ أو طارقِ بنِ زيادِ ؟!
مليونُ مليونٍ و مـا من باعـثٍ =حلمَ النُّهوضِ و ليـسَ ثمَّ منادِي ؟!
إلا القليـل يجاهدون ، نهـارُهمْ =هـمٌّ و ليلُـهُمُو سـوادُ سُهـادِ
حملوا المشـاعلَ في ظـلامٍ دامسٍ =و مشـَوْا على الأشـواكِ للإرشادِ
أماه ، إنِّي ذاهـبٌ .. فتمسَّـكي= و احكـي هـوايَ لرائحٍ و لغادِي
و إذا رجعتُ إليـكِ يومًـا جثَّـةً =فتبسَّمي و استقبـلي عُــوَّادي
لا تقبلي فيَّ العـزاءَ و أظهـري =لهمو السُّـرورَ و أعلِني ميـلادِي
قولي لهمْ : غلبتهُ داعيـةُ الهـوى =فأجـابَ أمـرَ اللهِ في استـعـدادِ
و مضى ليحفرَ في الصُّخورِ طريقـةً =للســائرينَ بلا هـدًى أو زادِ
و يردَّ من ضلُّوا إلى سبـلِ الهـدَى =هـادٍ هـدى لما هـداهُ الهـادِي
أمـاه ، إني ذاهـبٌ .. فَتَصَـبَّري= و ترقَّبي نصرِي .. أوِ استشهادِي
شعر : محمود آدم
وصية مجاهد
************
أماهُ ، إني راجــعٌ لبــلادِي =لأردَّ أمجـــادي فلي أمجــادي
إني رأيتُ العـــارَ يذبحُ أمتِي= فتفـتَّتْ من حسـرةٍ أكبـادي
نـارٌ تَأَجَّجُ في ضـميرِي كلما= أبصرتُ سيما الذلِّ فوق بلادي
طمعَت كلابُ العـالمينَ بعرضِنا =و استأسـدتْ لتـناومِ الآسـادِ
كلِّي ينوحُ على عصورٍ صوحت =في القدسِ أو في السـندِ أو بغـدادِ
أو في ريـاضِ الصِّينِ أو غرناطةٍ =صـورٌ من الآيـاتِ و الأمجـادِ
كانت عرائسَ من جمالٍ زفَّها =جيـلٌ من الأجـدادِ للأحفـادِ
ضاعت من الكفِّ التي ما أتقنَت =ضربَ السيوفِ و لا ركوبَ جيادِ
ضاعت من العينِ التي ما أدركَت= عنـد التــلاوةِ آيـةَ الإعـدادِ
ضاعت من القلبِ الذي في لحظةٍ =لمَّـا يحــدِّث نفسَــهُ بجهـادِ
لكنَّـه أمســى يذوبُ تلهفًـا =من جيــدِ ليلى أو عيونِ سُعـادِ
يا ليتني أصحــو و تصـحو أمتي =وتهبُّ نارًا بعد طــولِ رقــادِ
تُلقي جنـاحَ العزِّ فوق عدوِّهــا =وعلى أحبَّتِـهــا جَنـاحَ و دادِ
و تعيدُ من ماضي الزمـانِ مآثـرًا =فيزفُّهـا الأحفــادُ للأجــدادِ
أماه ، أعلمُ أن حلمَـك أن تـرَي =عُرسي غدًا ... و تهدهدي أولادِي
لكن تُرى ماذا أقـولُ لهـمْ إذا =شبَّ الصَّبيُّ و قال : أين بلادِي ؟
أأدسُّ وجهِي منه ؟ أم أحكِي له ؟! =نـارانِ يا أمـاه في إيقــادِ
إن كنتُ قد غالبتُ طفلِي لحـظةً= فغلبتُـهُ أتُرى أخـونُ فؤادِي ؟!
نبضِـي يهزُّ جدارَ صـمتِي كلما =جسدي ارتدى ،كذبًا،رداءَ الهـادِي
و تمـزقُ الدَّقـاتُ سمعي عنــوةً =كطبولِ حربٍ دقَّهـن الحــادِي
و يثورُ ألفُ تسـاؤلٍ و تسـاؤلٍ =في خاطري و يطولُ ثوبُ حدادِي
ماذا تراهُ يقولُ عـنِّي خـــالدٌ =و قتيــبةٌ و بقــيةُ القـوادِ ؟!
بذلوا الدِّماءَ رخيصـةً بجهـادِهمْ =و أنا هُنــا لم أنتـفض لجـهـادِ
و رضيتُ بالذُّلِّ الذي ما اعتـدتُهُ =غالبتُ نفسِي ثمَّ قلتُ : اعتادِي
همِّي الرغيفُ وكيف أُرضِي رغبتِي= وأحـوزُ ما يبدو بـِهِ إسعـادِي
تهنـا بوادي التِّـيهِ دهرًا كـاملا =فمتى سنخرجُ من حدودِ الوادِي ؟
آهٍ و هل يُجـدي التـأوهُ أمـةً =نامَت ومـا للصَّحوِ من ميعادِ ؟!
مليونُ مليونٍ و مـا من جـعفرٍ =أو عقبـةٍ أو طارقِ بنِ زيادِ ؟!
مليونُ مليونٍ و مـا من باعـثٍ =حلمَ النُّهوضِ و ليـسَ ثمَّ منادِي ؟!
إلا القليـل يجاهدون ، نهـارُهمْ =هـمٌّ و ليلُـهُمُو سـوادُ سُهـادِ
حملوا المشـاعلَ في ظـلامٍ دامسٍ =و مشـَوْا على الأشـواكِ للإرشادِ
أماه ، إنِّي ذاهـبٌ .. فتمسَّـكي= و احكـي هـوايَ لرائحٍ و لغادِي
و إذا رجعتُ إليـكِ يومًـا جثَّـةً =فتبسَّمي و استقبـلي عُــوَّادي
لا تقبلي فيَّ العـزاءَ و أظهـري =لهمو السُّـرورَ و أعلِني ميـلادِي
قولي لهمْ : غلبتهُ داعيـةُ الهـوى =فأجـابَ أمـرَ اللهِ في استـعـدادِ
و مضى ليحفرَ في الصُّخورِ طريقـةً =للســائرينَ بلا هـدًى أو زادِ
و يردَّ من ضلُّوا إلى سبـلِ الهـدَى =هـادٍ هـدى لما هـداهُ الهـادِي
أمـاه ، إني ذاهـبٌ .. فَتَصَـبَّري= و ترقَّبي نصرِي .. أوِ استشهادِي
شعر : محمود آدم