د. عمر جلال الدين هزاع
18-12-2008, 12:15 AM
عَرَب ..
...
يَستَغضِبُونَكَ ضِدَّ اللهِ إِنْ غَضِبُوا=وَ إِنْ تَراضَوا مَعَ الشَّيطانِ يِصطَحِبُوا
لَا تَعجَبَنْ يا قَصِيدِي مِنْ تَلَوُّنِهِمْ=أَشَدُّنا فِي النِّفاقِ الإِخوَةُ العَرَبُ
فَلَيتَ مَنْ سَمِعَ الآسادَ إِذْ زَأَرَتْ=- فِي السِّلمِ - أَدرَكَها - فِي الحَربِ - تَنسَحِبُ
أَهلُ الخِيانَةِ ذَلُّوا لَا أَقامَ لَهُمْ=رَبِّي بِما نَكَثُوا - ظَهرًا - وَ ما كَسَبُوا
أَهلُ النِّفاقِ الجُناةُ المارِقُونَ إِذا=جَذَبتَهُمْ نَحوَ أَهلِ الفِسقِ لَانجَذَبُوا
لَو وَثَّقُوا فِي عُهُودِ الصُّبحِ أَيمُنَهُمْ=لَأَخلَفُوها بِجُنحِ الليلِ وَ انقَلَبُوا
يُتاجِرُونَ بِنا , مُ اللَّهِ مَا نَزَلُوا=بِالأَرضِ إِلَّا تَفَشَّى السِّلُّ وَ الجَرَبُ
رَحَى الخُصُومَةِ مَعْ مَنْ كانَ يَقذِفُهُمْ=راحَتْ , فَقامَ عَلَى أَنقاضِها لَعِبُ
هَاؤُمْ إِلَى حانَةِ الخِصيانِ قَدْ هُرِعُوا=وَ دارَتِ الرَّاحُ بِالأَقداحِ تَنسَكِبُ
فَالبِنتُ شَاكِيَةٌ ؛ وَ الزَّوجُ باكِيَةٌ=وَ الأُختُ نادِبَةٌ ؛ وَ الأُمُّ تَنتَحِبُ
نُوحِي أُخَيَّةُ ؛ ما فِي القَومِ غَيرِيَ قَدْ=أَمَضَّهُ هاجِسٌ لِلعِرضِ يَنتَصِبُ
لَا ماءَ ؛ لَا ظِلَّ ؛ كَي تَستَأنِسِي , فَدَعِي=شَوكًا ؛ وَ حَرًّا ؛ وَ بِيدًا فَرشُها حَصَبُ
لَا تَأمَلِي مِنهُمُ الإِنصافَ , قَدْ جَبُنُوا=وَيحِي ؛ كَأَنَّهُمُ الأَلواحُ وَ الخُشُبُ
لَا تَسأَلِي : ( يا تُرَى مَا سِرُّ فِعلَتِهِمْ ؟ )=لِكُلِّ فِعلٍ - إِذا مَحَّصتِهِ - سَبَبُ
وَ ابكِي دَمًا لَا دُمُوعًا , إِنْ قَضَيتُ فَلَمْ=يَأخُذْ بِثَأرِكِ مَنْ وَلُّوا وَ مَنْ هَرَبُوا
هَلْ تَذكُرِينَ بَرِيدَ الغَوثِ ؟ لَاهِثَةٌ=أَنفاسُهُ مُذْ أَطالَتْ دَربَهُ الخُطَبُ !
وَ كَيفَ كانُوا يَؤُزُّونَ القَصِيدَ لِكَي=يَمُورَ - بِالقافِياتِ - الثَّائِرُ الخَبَبُ !
يا نِسوَةَ الحَيِّ ؛ ما لِلحَيِّ فِي صَخَبٍ=يَسُودُهُ مِنْ ذُهُولِ الصَّدمَةِ الشَّغَبُ ؟
لَمَّا بِكُنَّ - لِصَدِّ الفاسِقِ - ادَّرَعُوا=نادَوا : ( هَلُمُّوا رِجالًا , وَ انفِرُوا , وَ ثِبُوا )
فَجاءَ يَطرُقُ سَمعِي صَوتُ نائِحَةٍ=بِي تَستَغِيثُ , وَ قَدْ أَزرَى بِها التَّعَبُ
فَثُرتُ ثَورَةَ حامٍ عَنْ بَناتِ أَبِي=وَ فَزَّ عَنْ عَارِضَيَّ النَّجمُ وَ الشُّهُبُ
وَ بِتُّ أُضرِمُ جَمرَ الحَرقِ فِي لُغَتِي=وَ أَقطِفُ الحَرفَ مِنْ رُوحِي , وَ أَحتَطِبُ
فَهاجَ شِعرِيَ حَتَّى ماجَ زَلزَلَةً=ضَجَّتْ بِغَضبَتِها القِرطاسُ وَ الكُتُبُ
طارَتْ بِهِ عاصِفاتُ النَّارِ نافِثَةً=حَرائِقًا لَا يُوازِي حَرَّها لَهَبُ
لَمَّا رَأَوهُ يَدُكُّ الأَرضَ فِي غَضَبٍ=يَعدُو إِلَيهمْ بِخَيلٍ ما لَها رُكَبُ
قالُوا لِخَصمِهِمِ المَغرُورِ : ( جاءَكَ مَنْ=يُذِيقُكَ البَأسَ , قَدْ دَوَّى بِهِ الغَضَبُ )
فَما استَطاعَ لَهُ نَقبًا , وَ لَا صَمَدَتْ=فُلُولُ أَحقادِهِ السَّوداءُ وَ الأُهَبُ
وَكَزتُهُ ؛ فَاستَبَقتُ الطَّعنَ ؛ فَاستَبَقُوا=غَنائِمَ الحَربِ قَبلَ النَّصرِ , فَانتَهَبُوا
فَصارَ يَطلُبُ صَفحًا - وَيحَ مَنْ صَفَحُوا -=وَ النُّوقُ نُوقِيَ وَ الأَعرابُ تَحتَلِبُ !
فَسالَمُوهُ كَأَنَّ النَّصرَ نَصرُهُمُو=وَ قَرَّبُوهُ إِلَيهمْ ثُمَّتَ اقتَرَبُوا
وَ أَلجَمُوا فِي مَزادِ الصُّلحِ قَافِيَتِي=فَالعَينُ رُبَّتَما قَدْ خَانَها الهُدُبُ !
فَلتَشهَدِي ؛ وَيلُ شِعرِي مِنْ لَظَى قَلَمِي=إِلَّمْ يَقُلْ أَنَّهُمْ فِي طُهرِهمْ جُنُبُ
مُذْ كَلَّلُوهُ بِغارِ النَّصرِ دَامِيَةٌ=كِنانَةُ النَّبلِ , وَ الأَقواسُ , وَ الجُعَبُ
لَا تَجزَعِي يَا ابنَةَ الأَشرافِ إِنَّ لَنا=رَبًّا هُوَ اللهُ لَا تَرقَى لَهُ النُّصُبُ
مَا رَصَّعُوا مِنْ نُحاسِ الشِّعرِ بَائِدَةٌ=حُرُوفُ بَهرَجِهِ , فَالأَدوَمُ الذَّهَبُ
...
مُ اللَّهِ : ( وَ أَيمُنُ اللَّهِ )
ثُمَّتَ : ثُمَّ
رُبَّتَما : رُبَّ
...
يَستَغضِبُونَكَ ضِدَّ اللهِ إِنْ غَضِبُوا=وَ إِنْ تَراضَوا مَعَ الشَّيطانِ يِصطَحِبُوا
لَا تَعجَبَنْ يا قَصِيدِي مِنْ تَلَوُّنِهِمْ=أَشَدُّنا فِي النِّفاقِ الإِخوَةُ العَرَبُ
فَلَيتَ مَنْ سَمِعَ الآسادَ إِذْ زَأَرَتْ=- فِي السِّلمِ - أَدرَكَها - فِي الحَربِ - تَنسَحِبُ
أَهلُ الخِيانَةِ ذَلُّوا لَا أَقامَ لَهُمْ=رَبِّي بِما نَكَثُوا - ظَهرًا - وَ ما كَسَبُوا
أَهلُ النِّفاقِ الجُناةُ المارِقُونَ إِذا=جَذَبتَهُمْ نَحوَ أَهلِ الفِسقِ لَانجَذَبُوا
لَو وَثَّقُوا فِي عُهُودِ الصُّبحِ أَيمُنَهُمْ=لَأَخلَفُوها بِجُنحِ الليلِ وَ انقَلَبُوا
يُتاجِرُونَ بِنا , مُ اللَّهِ مَا نَزَلُوا=بِالأَرضِ إِلَّا تَفَشَّى السِّلُّ وَ الجَرَبُ
رَحَى الخُصُومَةِ مَعْ مَنْ كانَ يَقذِفُهُمْ=راحَتْ , فَقامَ عَلَى أَنقاضِها لَعِبُ
هَاؤُمْ إِلَى حانَةِ الخِصيانِ قَدْ هُرِعُوا=وَ دارَتِ الرَّاحُ بِالأَقداحِ تَنسَكِبُ
فَالبِنتُ شَاكِيَةٌ ؛ وَ الزَّوجُ باكِيَةٌ=وَ الأُختُ نادِبَةٌ ؛ وَ الأُمُّ تَنتَحِبُ
نُوحِي أُخَيَّةُ ؛ ما فِي القَومِ غَيرِيَ قَدْ=أَمَضَّهُ هاجِسٌ لِلعِرضِ يَنتَصِبُ
لَا ماءَ ؛ لَا ظِلَّ ؛ كَي تَستَأنِسِي , فَدَعِي=شَوكًا ؛ وَ حَرًّا ؛ وَ بِيدًا فَرشُها حَصَبُ
لَا تَأمَلِي مِنهُمُ الإِنصافَ , قَدْ جَبُنُوا=وَيحِي ؛ كَأَنَّهُمُ الأَلواحُ وَ الخُشُبُ
لَا تَسأَلِي : ( يا تُرَى مَا سِرُّ فِعلَتِهِمْ ؟ )=لِكُلِّ فِعلٍ - إِذا مَحَّصتِهِ - سَبَبُ
وَ ابكِي دَمًا لَا دُمُوعًا , إِنْ قَضَيتُ فَلَمْ=يَأخُذْ بِثَأرِكِ مَنْ وَلُّوا وَ مَنْ هَرَبُوا
هَلْ تَذكُرِينَ بَرِيدَ الغَوثِ ؟ لَاهِثَةٌ=أَنفاسُهُ مُذْ أَطالَتْ دَربَهُ الخُطَبُ !
وَ كَيفَ كانُوا يَؤُزُّونَ القَصِيدَ لِكَي=يَمُورَ - بِالقافِياتِ - الثَّائِرُ الخَبَبُ !
يا نِسوَةَ الحَيِّ ؛ ما لِلحَيِّ فِي صَخَبٍ=يَسُودُهُ مِنْ ذُهُولِ الصَّدمَةِ الشَّغَبُ ؟
لَمَّا بِكُنَّ - لِصَدِّ الفاسِقِ - ادَّرَعُوا=نادَوا : ( هَلُمُّوا رِجالًا , وَ انفِرُوا , وَ ثِبُوا )
فَجاءَ يَطرُقُ سَمعِي صَوتُ نائِحَةٍ=بِي تَستَغِيثُ , وَ قَدْ أَزرَى بِها التَّعَبُ
فَثُرتُ ثَورَةَ حامٍ عَنْ بَناتِ أَبِي=وَ فَزَّ عَنْ عَارِضَيَّ النَّجمُ وَ الشُّهُبُ
وَ بِتُّ أُضرِمُ جَمرَ الحَرقِ فِي لُغَتِي=وَ أَقطِفُ الحَرفَ مِنْ رُوحِي , وَ أَحتَطِبُ
فَهاجَ شِعرِيَ حَتَّى ماجَ زَلزَلَةً=ضَجَّتْ بِغَضبَتِها القِرطاسُ وَ الكُتُبُ
طارَتْ بِهِ عاصِفاتُ النَّارِ نافِثَةً=حَرائِقًا لَا يُوازِي حَرَّها لَهَبُ
لَمَّا رَأَوهُ يَدُكُّ الأَرضَ فِي غَضَبٍ=يَعدُو إِلَيهمْ بِخَيلٍ ما لَها رُكَبُ
قالُوا لِخَصمِهِمِ المَغرُورِ : ( جاءَكَ مَنْ=يُذِيقُكَ البَأسَ , قَدْ دَوَّى بِهِ الغَضَبُ )
فَما استَطاعَ لَهُ نَقبًا , وَ لَا صَمَدَتْ=فُلُولُ أَحقادِهِ السَّوداءُ وَ الأُهَبُ
وَكَزتُهُ ؛ فَاستَبَقتُ الطَّعنَ ؛ فَاستَبَقُوا=غَنائِمَ الحَربِ قَبلَ النَّصرِ , فَانتَهَبُوا
فَصارَ يَطلُبُ صَفحًا - وَيحَ مَنْ صَفَحُوا -=وَ النُّوقُ نُوقِيَ وَ الأَعرابُ تَحتَلِبُ !
فَسالَمُوهُ كَأَنَّ النَّصرَ نَصرُهُمُو=وَ قَرَّبُوهُ إِلَيهمْ ثُمَّتَ اقتَرَبُوا
وَ أَلجَمُوا فِي مَزادِ الصُّلحِ قَافِيَتِي=فَالعَينُ رُبَّتَما قَدْ خَانَها الهُدُبُ !
فَلتَشهَدِي ؛ وَيلُ شِعرِي مِنْ لَظَى قَلَمِي=إِلَّمْ يَقُلْ أَنَّهُمْ فِي طُهرِهمْ جُنُبُ
مُذْ كَلَّلُوهُ بِغارِ النَّصرِ دَامِيَةٌ=كِنانَةُ النَّبلِ , وَ الأَقواسُ , وَ الجُعَبُ
لَا تَجزَعِي يَا ابنَةَ الأَشرافِ إِنَّ لَنا=رَبًّا هُوَ اللهُ لَا تَرقَى لَهُ النُّصُبُ
مَا رَصَّعُوا مِنْ نُحاسِ الشِّعرِ بَائِدَةٌ=حُرُوفُ بَهرَجِهِ , فَالأَدوَمُ الذَّهَبُ
...
مُ اللَّهِ : ( وَ أَيمُنُ اللَّهِ )
ثُمَّتَ : ثُمَّ
رُبَّتَما : رُبَّ