المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تاج بلا هام



نبيل شبيب
18-12-2008, 01:17 PM
أعود بعد غياب وأكرر العذر لطول الغياب.. وقد أعادني حذاء منتظر.. فوجدت من سبقني بأجود الشعر.. ولعل الابيات التالية تجد القبول.. فتجد زاوية لها وإن لم تصل إلى ما وصل إليه أصحاب القامات الشعرية العالية..
ترى ألا يستحق حذاء منتظر ديوانا.. يجمع ما قيل فيه؟..

أَيْنَ الورودُ اختفتْ.. يا سـيّدَ الدَّجَـلِ=أضحتْ حذاءً.. يُحيّـي طَلعـةَ الخَبِـلِ
أَهـداكَ مكرمةً لسـتَ الجديـرَ بِهـا= وَالتاجُ لم يَمْـحُ عِشْـقَ العينِ لِلْوَحَلِ
فَادخلْ معَ النعْـلِ في التاريخِ مُنْحَنِيـا=وَاذْكُـرْ شُـموخَ العـراقِ الحرِّ كالجَبَلِ
وَاشْـكُرْ لِنَعْلِـهِ يومـاً سـوفَ يَذْكُرُهُ=كُلُّ البَرايـا فَلا تُنسـى عَلـى عَجَـلِ
كابـوسُ جُرْمِكَ وَلَّى صارَ مَسْـخَرَةً=لِلناسِ تُضْـحِكُهُمْ.. وَالكَـونُ في جَذَلِ
فَارْحَـلْ معَ البسمةِ البَلْهـاءِ تُطْلِقُهـا=إِذْ تَسْمَعُ اللّعْـنَ مِنْ خَلْفٍ ومِنْ قُبُـلِ
وَلْتَحْمِـلِ العـارَ في العَيْنَيْـنِ مُنْهَزِماً= مُذْ صـارَ دينُـكَ إِجْرامـاً بلا كَلَـلِ
إِذْ تَزْرَعُ الحِقْـدَ أَلوانـاً بِلا خَجَـلٍ= -عُذْرا- فَأنّى لكَ الإِحْساسُ بالخجـلِ
حَصَدْتَ نَعْلاً على وَجْهَيْـكَ بَصْمَتُـها=وَجْهِ المَخازي ووجـهِ القاتِـلِ النَّذِلِ
أَتَيْـتَ بَغـدادَ والنّهرانِ في غَضَـبٍ=وأنتَ والجنـدُ والأتبـاعُ في وَجَـلِ
تَرجو بِعَقْـدِ اتّـفـاقـاتٍ مُلَفَّـقَـةٍ=سَـرابَ نَصْرٍ على الأوراقِ مُفْتَعَـلِ
وَفِّـرْ لِجُنْدِكَ ما أَتْقنـتَ منْ دَجَـلٍ=مَنْذا يُصدّقُ غيـرُ الطائِشِ الخَطِـلِ
شـعبُ العراقِ أَبِـيٌّ صِرْتَ تَعْرِفُـهُ=فَخادِعِ النّفسَ بالأتْبـاعِ والهَـمَـلِ
بِالعَقْـدِ تكـتُـبُـهُ أَيْـدٍ مُلَوَّثَــةٌ=ومنْ يُحاوِلُ نفخَ الرّوحِ في هُـبَـلِ
ومـنْ يهـرولُ للتوقيـعِ مُمْتَثِـلاً=وَالرأسُ تَحْتَ حِـذاءٍ غيـرِ مُمْتَثِلِ
وَالنَّعْلُ أَطْهَرُ مِنْ سَوْءاتِ ما صَنَعوا=فَالخِزْيُ يَذْكُرُهُـمْ في كُلِّ مُحْتَفَـلِ
وَلا تَسَـلْني عَلامَ النَّعل تُزْعِجُهُـمْ=طارَتْ.. فَهُمْ بَيْنَ مَسْعورٍ وَمُنْجَفِـلِ
هَـلْ راعَهُمْ أَنْ يَرَوْا هاماتِ سادَتِهِمْ=تَحْتَ النِّعالِ وَبَعْضَ الفَرْحِ في المُقَلِ
كَأَنَّ القَيْـدَ نَسْـجٌ مِنْ أَضالِعِهِـمْ=فَلَسْعَةُ السَّـوْطِ كَالأحْـلامِ وَالأَمَـلِ
كَالذَّيْلِ في كَنَـفِ الأَسْـيادِ مُنْكَمِشاً=وَإِنْ هُـمُ أَمَروا.. لَبَّـى عَلى عَجَلِ
إِنْ قيلَ قُلْ قالَ ما يَرْضـاهُ سَـيِّدُهُ=وَيَصْمُتُ الدَّهْـرَ إِن شاؤوا بِلا مَلَلِ
فدعْ خَـؤوناً يعانِـقْ ذَيْـلَ سَـيِّدِهِ=سَـكْرانَ نَشْوانَ لَمْ يَشْبَعْ مِنَ القُبَلِ
وَالنَّعْـلُ أَلْـيَقُ تَرْحيـباً بِضَـيْفِهِمُ=بِخـادِمِ الشَّـرِّ وَالإِجْرامِ وَالدَّجَـلِ
شَـعْبُ العِراقِ عَلى دَرْبِ الجِهادِ فَلا=يُقيـمُ وزنـاً لِمَنْـكـوسٍ ومُنْخَـذِلِ
كـلُّ الدّروبِ مـعَ الإِقْـدامِ سـالِكَةٌ=ولا يَراها حَبيسُ الخـوفِ والجَـدَلِ
فلا تَسَلْ جاهلاً ما المجـدُ عنْ وَطَنٍ=ولا تَسَلْ غارقـاً في الذّلِّ عَنْ بَطَـلِ
يَرَونَ في قَذْفِ نَعْـلِ الحُرِّ مَنْقَصَـةً=أَلا يَرَوْنَ نُيوبَ الذّئْـبِ في الحَمَـلِ
وَلَيْسَ مَنْ يَقْهَـرُ الإِنْسانَ ذا نَسَـبٍ=إِلى ابْـنِ آدَمَ في قَلْـبٍ وَلا عَـمَلِ
وَمـا التَّحَضُّـرُ في تَلْميـعِ أَحْذِيَـةٍ=إِنْ يَأْمَـنِ الرَّكْلَ رَأْسُ المُجْرِمِ النَّذِلِ

مجذوب العيد المشراوي
18-12-2008, 02:42 PM
رائع رائع ..

قصيدة من جمال والتناول جديد وليس مكررا ككثيرين ..


شكرا ألف مرة ..

محسن شاهين المناور
18-12-2008, 06:25 PM
الأخ الشاعر الجميل نبيل شبيب
عاشت يمينك أيها الجميل على هذه الرائعة
دمت بكل الخير
أخوك

نبيل شبيب
19-12-2008, 01:06 PM
أخويّ الكريمين.. أ. مجذوب وأ. محسن.. مروركما إكرام.. وإطراؤكما إحسان.. فلكما صادق الشكر والامتنان..

وأعترف أنني جرفني تيار الحذاء العارم، ولكن مع الوقت (شبعت) من وجباته المتوالية في طول الدنيا وعرضها، وأتمنى لو يظهر قريبا ما ينبغي أن يظهر من فعل بعد التفاعل العاطفي والأدبي مع ذلك الحدث، وليس هو بسيطا!..

راضي الضميري
21-02-2009, 09:30 PM
كنت تتكلم عن العراق ؛ ولكنك فضحت وعرّيت كل من يوقع أو وقع وما أكثرهم في هذه الأيام .
وأثنيت على جهاد العراق ، وكل من جاهد ورفع راية الجهاد في وجه هذا اليانكي ومن خلفه أولئك الخنازير
قصيدة تكتب بماء الذهب ، فضحت هذه الأشكال المتعفنة ، والتي أصبح لزامًا على الجميع أن يوسدها التراب لا لشيء بل فقط رحمةً بثقب الأوزون الذي لم يعد يطيق رائحتهم .
رائع وألف شكر شاعرنا الكبير .
تقديري واحترامي

مازن لبابيدي
22-02-2009, 05:14 AM
وَاشْـكُرْ لِنَعْلِـهِ يومـاً سـوفَ يَذْكُرُهُ=كُلُّ البَرايـا فَلا تُنسـى عَلـى عَجَـلِ
كابـوسُ جُرْمِكَ وَلَّى صارَ مَسْـخَرَةً=لِلناسِ تُضْـحِكُهُمْ.. وَالكَـونُ في جَذَلِ
فَارْحَـلْ معَ البسمةِ البَلْهـاءِ تُطْلِقُهـا=إِذْ تَسْمَعُ اللّعْـنَ مِنْ خَلْفٍ ومِنْ قُبُـلِ
وَلْتَحْمِـلِ العـارَ في العَيْنَيْـنِ مُنْهَزِماً= مُذْ صـارَ دينُـكَ إِجْرامـاً بلا كَلَـلِ
إِذْ تَزْرَعُ الحِقْـدَ أَلوانـاً بِلا خَجَـلٍ= -عُذْرا- فَأنّى لكَ الإِحْساسُ بالخجـلِ

الأخ الأديب الشاعر الأريب ، نبيل شبيب
لإن سُبقت بالكتابة فإنك لم تُسبق بالإصابة
بديعة جدا أخي وتستحق أن تكون في بداية ديوان " الحذائيات "
د.مازن لبابيدي

نبيل شبيب
23-02-2009, 07:14 PM
أخي الكريم أ. راضي.. أخي الكريم أ. مازن
أشكركما على هذه الإطلالة بعد أن كاد (الحذاء) يغيب.. وإن كان صاحبه يتلقى الآن (المحاكمة) على فعلته في زمن يكاد يصير فيه الإنسان متهما.. والشيطان قاضيا.. ولا بد للحيلولة دون ذلك من أن يتلاقى من في نفوسهم نفحة الإنسان عبر حدود الزمان والمكان
لكما تحيتي الصادقة .. شاكرا تحيتكما

عودة محمد ابوخماش
25-02-2009, 06:58 PM
فالتشهد الامة العربية ولتشهدوا فشعراؤنا كتبوا ما كتبوا في حذاء القي على السىء الذكر بوش
فماذا سيكتبون لمن يرص الصفوف ويوحدنا ويحرر بنا القدس
الى ذلك اليوم وحين نرى ذلك الشخص000وننتظر
قصيدة جميلة وحذاء مرتضى يستحق

خميس لطفي
25-02-2009, 07:32 PM
أحسنت أخي وبارك الله في نفَسك الطويل والجميل

د. سمير العمري
04-04-2009, 11:41 AM
أيها الأخ الحبيب والشاعر الأريب:

نعم أنت تغيب عن كل حبيب فتحرك القلوب شوقا وترهق المفوس وحشة لا أوحش الله منك.

وها أنت تعود بهذه الرائعة التي يأبى تواضعك المعتاد إلا أن يقدم غيرها عليها وهي المقدمة.

هي قصيدة رصدت للتاريخ هذا الحدث ورصدت أبعاده بحس شاعر وعقل مفكر وقد راقت لي جدا رغم تحفظي على كل هذا الاهتمام من الجميع وأنا من ضمنهم ممن كتب ورصد هذه الحادثة. ربما آثرت أنا أن أركز عليه في قصيدتي وأن أشير إلى حدثة الحذاء بشكل عابر.

للتثبيت تقديرا



أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.



تحياتي

نبيل شبيب
04-04-2009, 04:18 PM
أخي الكريم أ. عودة.. نعم.. ملاحظتك في مكانها.. بل هي استشراف ما لا بد أن يأتي بعد (إلقاء الأحذية) وقد عايشنا بعض ذلك في لبنان.. وفي غزة.. ولا نزال نعايشه في العراق وافغانستان والشاشان.. وأسأل الله أن يكون نصيبنا منه أكثر من نظم أبيات.. فما نشهد بين ايدينا هو التحول بإذن الله من حقبة أوشكت على الرحيل مع المفسدين فيها إلى حقبة توشك على أن تحل عملا وإنجازا، وجهادا وتضحية، وعطاء يعيد للإنسان قيمة الإنسان ويعيد للعرب والمسلمين ما ينبغي أن يكونوا عليه في هامة المستقبل كما كانوا ذات يوم في هامة التاريخ..

وأشكرك أخي الكريم خميس على مرورك وإطرائك.. وأردد معك مخاطبا منتظر وأمثاله:
هنا ، في بلادي ، عجائبُ شتَّى !
فكم مرةً مُتَّ أنتَ وعدتَ ،
لتبعث ثانية من رمادْ ؟!

أخي الشاعر (حقا) .. د. سمير.. مرة بعد أخرى تفاجئني بوقفة عند كلمات يصنعها الحدث، فتعطيها قيمة الحدث.. وتكرم صاحبها إكراما كبيرا.. فجزاك الله خيرا.
وأشاركك التحفظ على كثرة الاهتمام بمثل هذا (الحدث).. رغم قيمته الرمزية.. وكشفه عن المكنون في أعماق النفوس، وأرجو الله أن ينعكس المكنون على أرض الواقع.. تغييرا وإنجازا
بارك الله فيك

الدكتور ماجد قاروط
04-04-2009, 06:45 PM
أسأل الله أن يسدد خطاك ‘ يا لها من قصيدة تحاكي الواقع بكل تحدياته و توتراته في إطار من البراعة الفنية الواضحة

الطنطاوي الحسيني
04-04-2009, 09:35 PM
أَهداكَ مكرمةً لستَ الجديـرَ بِهـا
وَالتاجُ لم يَمْحُ عِشْقَ العينِ لِلْوَحَلِ
فَادخلْ معَ النعْلِ في التاريخِ مُنْحَنِيا
وَاذْكُرْ شُموخَ العراقِ الحرِّ كالجَبَـلِ
وَاشْكُرْ لِنَعْلِهِ يوماً سـوفَ يَذْكُـرُهُ
كُلُّ البَرايا فَلا تُنسى عَلـى عَجَـلِ
قصيدة من إباء
وكأني بالنعل كقنبلة سحقت غروره وافلتت السن السحر والشعر
دمت مبدعا
قصيدة رائعة وجميلة بها الحقائق ناصعة والشهامة غايتها
لك الله يا عراق ثم المجاهدين
دمت بابداعك استاذنا وشاعرنا نبيل شبيب

إدريس الشعشوعي
05-04-2009, 03:41 PM
الشاعر المُجيد نبيل شبيب .. أحسنتَ شعرا و فكرا

قصيدة رائعة جميلة ،

للّه كم في حذاء المنتظر من معانٍ سامقات و راياتٍ ماجدات ..

بوركت و فرّج الله عن عراقنا الحبيب و عن منتظرنا النجيب .

تحياتي و تقديري