د. عمر جلال الدين هزاع
21-12-2008, 12:45 AM
أَدنَى مِن حِذاء ..
...
( إلى سفيه فاسق تغنى بحذاء الزيدي , و هو دون الحذاء )
...
( شَرَرُ الشِّعرِ نَفرَةٌ مِنْ هِجاءِ=تُوغِرُ الحِقدَ فِي جَوَى الأحناءِ
فَاستَعِذْ مِنهُ ؛ وَ اجتَنِبْ أَنْ تُكَنَّى=بِأَبِي الهَجوِ . يَا أَبا الشُّعَراءِ )
قَالَ شِعرِي , فَقُلتُ : ( نَحِّ بَعِيدًا=أَيُّ صَمتٍ تُرِيدُهُ مِنْ إِبائِي ؟ )
أَمِنَ العَدلِ أَنْ أُقِرَّ بِهَضمٍ ؟=جَرَّ بَلواهُ أَنذَلُ السُّفَهاءِ !
وَ أُدارِيهِ فِي حَرِيقِ ضُلُوعِي ؟=بَينَما يَسعَدُ البَغِيُّ بِدائِي !
أَيُّها النَّاسُ ؛ لَا أَبًا لِذَلِيلٍ=فَاربَؤُوا عَنْ مَذَلَّةِ الأَبناءِ
أَرِقَ الحِبرُ فِي دَواتِيَ , عُذرًا=فَاسمَحُوا لِي بِزَفرَةٍ فِي الهَواءِ
لَيسَ جَهلًا أَنْ يَنفُثَ النَّارَ شِعرِي=إِنَّما الجَهلُ سَكتَةٌ بِازدِراءِ
خُلِقَ الهَجوُ كَي يَطِيرَ ثَقِيفًا=فِي قَصِيدِي كَطَعنَةٍ نَجلاءِ
" أَعوَرُ الحَرفِ " صارَ فِي القُدسِ " عِيسَى "=وَ " كَلِيمًا لِلَّهِ " فِي سِيناءِ
وَ غَدا بَينَ لَيلَةٍ وَ ضُحاها=تَفِهُ الطِّينِ نَجمَةً فِي السَّماءِ
أَيمُنُ اللَّهِ ؛ مَا عَجِبتُ لِأَمرٍ=مِثلَما قَدْ عَجِبتُ مِمَّنْ يُرائِي !
يَرجُمُ الطَّاهِرِينَ مِنْ غَيرِ ذَنبٍ=وَ يُباهِي بِغَضبَةِ الشُّرَفاءِ
تَارَةً يَزعُمُ الرُّقِيَّ - كَذُوبًا -=وَ هْوَ أَدنَى مِنْ سَقطَةٍ نَكراءِ
وَ يُذِيقُ الحَرائِرَ الوَيلَ ؛ طَورًا=ثُمَّ يَرقَى لِقِمَّةٍ عَلياءِ
كُلَّما سِيقَ نَحوَ حِزبٍ تَغَنَّى=بِأَغانِيهِ آمِلًا بِالعَطاءِ
لِيَبِيعَ الضَّمِيرَ فِي هَتكِ عِرضٍ=فَقَوافِيهِ سِلعَةٌ لِلشِّراءِ
لَستُ أَهجُوهُ ؛ يا قَصِيدُ ؛ وَ لَكِنْ=أَطَأُ - اليَومَ - هَامَةَ الجُبَناءِ !
لَستُ أَهجُوهُ ؛ فَالهِجاءُ - لِمَنْ لَمْ=يَبلُغِ الهَجوَ - مِنحَةٌ مِنْ ثَناءِ !
لَستُ أَهجُوهُ ؛ لَا وَ رَبِّ يَقِينِي=كَيفَ أَهجُو فُقَاعَةً مِنْ خَواءِ ؟
لَستُ أَهجُوهُ ؛ فَالخَصِيمُ حَقِيرٌ=بَلْ وَ أَوهَى مِنْ أَنْ أَراهُ عِدائِي !
لَستُ أَهجُوهُ ؛ كَيفَ أَهجُوهُ فَردًا ؟=وَ جَمِيعُ الرَّعاعِ فِي غَوغاءِ !
لَستُ أَهجُوهُ دُونَهَمْ . فَجَمِيعًا=إِنْ تَقَدَّمتُ أَدبَرُوا لِلوَراءِ
لَستُ أَهجُوهُ ؛ إِنَّما فِيهِ أَهجُو=أُمَّةً جُلُّ هَمِّها فِي البَغاءِ
قَرَعَ الفِسقُ بَابَها فَأَطَلَّتْ=فِي شَفِيفِ المَلابِسِ الفَحشاءِ
وَ تَخَطَّاها المَجدُ لَمَّا أَناخَتْ=لِخَصِيٍّ مُنَكَّرِ الأَثداءِ
راوَدُوها عَنْ نَفسِها ؛ فَأَضاعَتْ=شَرَفَ الحَملِ زَحمَةُ النُّزَلاءِ
وَ تَرَدَّتْ مِنْ شَاهِق العِزِّ فِي مُسْـ=ـتَنقَعِ الوَحلِ وَ ارتَضَتْ بِالفَناءِ
حَصَدَتْ نَصرَها مَواسِمَ ذُلٍّ=وَ اصطَافَتْ بِعُريِها فِي الشِّتاءِ
وَ استَكَانَتْ فَأَنبَتَ الخَوفُ فِيها=خَبَلَ الفَهمِ فِي خَنَا السَّفسَطاءِ
رَزَحَ الفِكرُ وَاجِمًا بَينَ رِجلَيـ=ـها أَسِيرًا لِلسَّادَةِ العُمَلاءِ
وَ تَساوَتْ فِيها المَزابِلُ بِالجَنَّـ=ـاتِ وَ المارِقُونَ بِالنُّبَلاءِ
وَ الرُّؤَى بِالخَيالِ , وَ الحَقُّ بِالبَا=طِلِ , وَ البَائِسُونَ بِالبُؤَساءِ
فَمَضَتْ حِقبَةُ الفُتُوحاتِ وَ ارتَدَّ=تْ لِتَشقَى بِكثرَةِ الخُلَفاءِ
أَيُّها العُربُ ؛ يَا جُناةُ ؛ أَذِيقُوا=بَعضَكُمْ بَأسَ مَا بِكُمْ مِنْ غَباءِ
لَيسَ مِنكُمْ رَشِيدُ عَقلٍ ؟ فَيَحذُو=حَذوَ مَنْ سَارَ فِي خُطَى العُقَلاءِ !
يَشهَدُ الدَّهرُ - بَعدَما مَلَّ مِنكُمْ -=أَنَّكُمْ خَائِنُونَ لِلأَنبِياءِ
يَهتِكُ العَاهِرُ الحَياءَ بِشِعرٍ=ثُمَّ يَزهُو بِرِفقَةِ الأُدَباءِ !
وَ تُرِيدُونَ أَنْ أَكُفَّ سَعِيرِي=عَنْ هِجاءِ البَدائِلِ الشُّبَهاءِ ؟
هَدِّدُونِي ؛ فَلَستُ آبَهُ بِالتَّهْـ=ـدِيدِ مِنكُمْ , يَا عُصبَةَ الأَشقِياءِ !
وَ لِشَيخِ العَشِيرَةِ - اليَومَ - قُولُوا :=( إِنَّ شِعرِي لَنَاصِرُ الضُّعَفاءِ )
لَستُ أَخشَاهُ ؛ مَا خَشِيتُ أُسُودًا=قَبلُ ؛ كَي أَخشَى الآنَ بَعضَ الجِراءِ !
أَيُّ مَعنَىً لِما نَصُوغُ إِذا لَمْ=يَرِدِ الشِّعرُ مَوئِلَ الكِبرِياءِ ؟
عَفَنُ الفِكرِ أَنْ يَكُونَ زَنِيمًا=وَ زِنَى الحَرفِ أَنتَنُ الأَدواءِ
وَ هَوَى النَّفسِ أَنْ تُذِلَّ كَرِيمًا=- وَا هِجاءَاهُ - بُؤرَةٌ لِلوَباءِ
مَا عَلَى الشِّعرِ - إِنْ جَفانِيَ - لَومٌ=بَعدَ هَذا , لِأَنَّنِي عَنهُ نَاءِ
فَاعذرُونِي إِذا تَبَرَّأتُ مِنِّي=وَ تَأَبَّطتُ غَضبَةَ الجُهَلاءِ !
وَ تَحَزَّمتُ ثَورَةً لَا لَهَا الطَّحْـ=ـنُ نَظِيرًا , وَ لَا رَحَى كَربَلاءِ
فَشَظَايايَ مِنْ هَدِيرِ جُنُونِي=تَتَرامَى إِلَى حُدُودِ الفَضاءِ
وَ ضَجِيجُ الأَنِينِ يَملأُ صَدرِي=بِدُخَانِ انفِجارِ أَشلاءِ لَائِي
أَينَ مِنِّي خَلائِقُ الكِبرِ ؟ رُدُّو=نِي ؛ أُحَلِّقْ بِها إِلَى خُيَلائِي
أَينَ مِنِّي مَرابِطُ الحِلمِ ؟ دُلُّو=نِي ؛ فَقَدْ مُزِّقَتْ إِلَى أَشلاءِ
أَينَ مِنِّي مَراجِلُ الحِقدِ ؟ خَلُّو=نِي ؛ أُفَجِّرْ جُنُونَها بِاستِيائِي
أَينَ مِنِّي لِسانُ ثَأرٍ يُنادِي :=( حَيَّ - يَا سَورَتِي - عَلَى الإِغواءِ ) ؟
كَيفَ أَنسَى نَوازِفُ الجُرحِ ! وَ السَّيـ=ـفُ بِكَفَّيهِ غَارِقٌ بِالدِّماءِ ؟
كَيفَ أَنسَى ! وَ قُدسُنا خَانَها الأَو=غَادُ - وَيحِي - بِخُطبَةِ الأَدعِياءِ ؟
كَيفَ أَنسَى العِراقَ ! لَا عِشتُ يَومًا=بَعدَها مِثلَ أَجبَنِ الزُّعَماءِ
أَيَصِيرُ الحَقُودُ صَاحِبَ وُدٍّ=إِنْ سَقَى الحِقدَ فِي جَمِيلِ الدِّلَاءِ ؟
وَ يَطِيبُ الصَّدِيدُ مِنْ بَعدِ قَيحٍ=إِنْ مَزَجنَاهُ فِي نَمِيرِ السِّقاءِ ؟
أَأَمُدُّ اليَدِينِ لِلصَّفحِ ؟ كَلَّا=أَلفَ كَلَّا , وَ قَدْ غَوَى أَقرِبائِي !
فَتَناسَوا نَواجِذَ الظُّلمِ لَمَّا=رَأَوِا الذِّئبَ لَابِسًا لِلفِراءِ
وَ تَنادَوا لِسَكرَةِ الشِّعرِ فِي أَقْـ=ـدَاحِهِ , مُنذُ أَنْ عَلَا بِالنِّداءِ
عِندَما هَبَّ بِالمَدِيحِ لِـ : " نَعلٍ "=غَفَرُوا النَّبحَ , وَ اكتَفَوا بِالمُواءِ
مَدَحَ النَّعلَ ؛ لَو وَعَى النَّعلُ - قَبلًا -=أَنَّهُ تَافِهٌ لَبَاءَ بِداءِ
مَجَّدَ النَّعلَ ؛ لَو دَرَى النَّعلُ - يَومًا -=بِالخِياناتِ نَاءَ بِالإِعياءِ
أَيُّها الرَّاقِصُ الخَسِيسُ عَلَى أَو=جَاعِنا , غَابَ عَنكَ وَقتُ العَزاءِ
لَا تُفاخِرْ بِحُبِّكَ النَّعلَ . تَبًّا=إِنَّما الحُبُّ خِلَّةُ الأَوفِياءِ
لَستَ أَهلًا لِما تَسُوقُ إِلَينا=قَدْ أَلِفناكَ مِديَةً فِي الخَفاءِ
فَاترُكِ الأَمرَ ؛ لَنْ تُكَفِّرَ ذَنبًا=سُقتَهُ - الأَمسَ - وَ اقتَرِبْ لِلجَزاءِ
لَستَ تَرقَى لِأَنْ تَكُونَ " حِذاءً " !=فَامتَنِعْ عَنْ مَدِيحِ هَذا " الحِذاءِ " !
...
البائس : الضعيف العاجز , جمعه بائسون
البؤساء : جمع للأشداء الأقوياء ( وقد درج غلطًا استخدامها للتعبير عن البائسين )
الأدواء : جمع داء ( وقد درج غلطًا استخدامها على أنها جمع دواء )
...
( إلى سفيه فاسق تغنى بحذاء الزيدي , و هو دون الحذاء )
...
( شَرَرُ الشِّعرِ نَفرَةٌ مِنْ هِجاءِ=تُوغِرُ الحِقدَ فِي جَوَى الأحناءِ
فَاستَعِذْ مِنهُ ؛ وَ اجتَنِبْ أَنْ تُكَنَّى=بِأَبِي الهَجوِ . يَا أَبا الشُّعَراءِ )
قَالَ شِعرِي , فَقُلتُ : ( نَحِّ بَعِيدًا=أَيُّ صَمتٍ تُرِيدُهُ مِنْ إِبائِي ؟ )
أَمِنَ العَدلِ أَنْ أُقِرَّ بِهَضمٍ ؟=جَرَّ بَلواهُ أَنذَلُ السُّفَهاءِ !
وَ أُدارِيهِ فِي حَرِيقِ ضُلُوعِي ؟=بَينَما يَسعَدُ البَغِيُّ بِدائِي !
أَيُّها النَّاسُ ؛ لَا أَبًا لِذَلِيلٍ=فَاربَؤُوا عَنْ مَذَلَّةِ الأَبناءِ
أَرِقَ الحِبرُ فِي دَواتِيَ , عُذرًا=فَاسمَحُوا لِي بِزَفرَةٍ فِي الهَواءِ
لَيسَ جَهلًا أَنْ يَنفُثَ النَّارَ شِعرِي=إِنَّما الجَهلُ سَكتَةٌ بِازدِراءِ
خُلِقَ الهَجوُ كَي يَطِيرَ ثَقِيفًا=فِي قَصِيدِي كَطَعنَةٍ نَجلاءِ
" أَعوَرُ الحَرفِ " صارَ فِي القُدسِ " عِيسَى "=وَ " كَلِيمًا لِلَّهِ " فِي سِيناءِ
وَ غَدا بَينَ لَيلَةٍ وَ ضُحاها=تَفِهُ الطِّينِ نَجمَةً فِي السَّماءِ
أَيمُنُ اللَّهِ ؛ مَا عَجِبتُ لِأَمرٍ=مِثلَما قَدْ عَجِبتُ مِمَّنْ يُرائِي !
يَرجُمُ الطَّاهِرِينَ مِنْ غَيرِ ذَنبٍ=وَ يُباهِي بِغَضبَةِ الشُّرَفاءِ
تَارَةً يَزعُمُ الرُّقِيَّ - كَذُوبًا -=وَ هْوَ أَدنَى مِنْ سَقطَةٍ نَكراءِ
وَ يُذِيقُ الحَرائِرَ الوَيلَ ؛ طَورًا=ثُمَّ يَرقَى لِقِمَّةٍ عَلياءِ
كُلَّما سِيقَ نَحوَ حِزبٍ تَغَنَّى=بِأَغانِيهِ آمِلًا بِالعَطاءِ
لِيَبِيعَ الضَّمِيرَ فِي هَتكِ عِرضٍ=فَقَوافِيهِ سِلعَةٌ لِلشِّراءِ
لَستُ أَهجُوهُ ؛ يا قَصِيدُ ؛ وَ لَكِنْ=أَطَأُ - اليَومَ - هَامَةَ الجُبَناءِ !
لَستُ أَهجُوهُ ؛ فَالهِجاءُ - لِمَنْ لَمْ=يَبلُغِ الهَجوَ - مِنحَةٌ مِنْ ثَناءِ !
لَستُ أَهجُوهُ ؛ لَا وَ رَبِّ يَقِينِي=كَيفَ أَهجُو فُقَاعَةً مِنْ خَواءِ ؟
لَستُ أَهجُوهُ ؛ فَالخَصِيمُ حَقِيرٌ=بَلْ وَ أَوهَى مِنْ أَنْ أَراهُ عِدائِي !
لَستُ أَهجُوهُ ؛ كَيفَ أَهجُوهُ فَردًا ؟=وَ جَمِيعُ الرَّعاعِ فِي غَوغاءِ !
لَستُ أَهجُوهُ دُونَهَمْ . فَجَمِيعًا=إِنْ تَقَدَّمتُ أَدبَرُوا لِلوَراءِ
لَستُ أَهجُوهُ ؛ إِنَّما فِيهِ أَهجُو=أُمَّةً جُلُّ هَمِّها فِي البَغاءِ
قَرَعَ الفِسقُ بَابَها فَأَطَلَّتْ=فِي شَفِيفِ المَلابِسِ الفَحشاءِ
وَ تَخَطَّاها المَجدُ لَمَّا أَناخَتْ=لِخَصِيٍّ مُنَكَّرِ الأَثداءِ
راوَدُوها عَنْ نَفسِها ؛ فَأَضاعَتْ=شَرَفَ الحَملِ زَحمَةُ النُّزَلاءِ
وَ تَرَدَّتْ مِنْ شَاهِق العِزِّ فِي مُسْـ=ـتَنقَعِ الوَحلِ وَ ارتَضَتْ بِالفَناءِ
حَصَدَتْ نَصرَها مَواسِمَ ذُلٍّ=وَ اصطَافَتْ بِعُريِها فِي الشِّتاءِ
وَ استَكَانَتْ فَأَنبَتَ الخَوفُ فِيها=خَبَلَ الفَهمِ فِي خَنَا السَّفسَطاءِ
رَزَحَ الفِكرُ وَاجِمًا بَينَ رِجلَيـ=ـها أَسِيرًا لِلسَّادَةِ العُمَلاءِ
وَ تَساوَتْ فِيها المَزابِلُ بِالجَنَّـ=ـاتِ وَ المارِقُونَ بِالنُّبَلاءِ
وَ الرُّؤَى بِالخَيالِ , وَ الحَقُّ بِالبَا=طِلِ , وَ البَائِسُونَ بِالبُؤَساءِ
فَمَضَتْ حِقبَةُ الفُتُوحاتِ وَ ارتَدَّ=تْ لِتَشقَى بِكثرَةِ الخُلَفاءِ
أَيُّها العُربُ ؛ يَا جُناةُ ؛ أَذِيقُوا=بَعضَكُمْ بَأسَ مَا بِكُمْ مِنْ غَباءِ
لَيسَ مِنكُمْ رَشِيدُ عَقلٍ ؟ فَيَحذُو=حَذوَ مَنْ سَارَ فِي خُطَى العُقَلاءِ !
يَشهَدُ الدَّهرُ - بَعدَما مَلَّ مِنكُمْ -=أَنَّكُمْ خَائِنُونَ لِلأَنبِياءِ
يَهتِكُ العَاهِرُ الحَياءَ بِشِعرٍ=ثُمَّ يَزهُو بِرِفقَةِ الأُدَباءِ !
وَ تُرِيدُونَ أَنْ أَكُفَّ سَعِيرِي=عَنْ هِجاءِ البَدائِلِ الشُّبَهاءِ ؟
هَدِّدُونِي ؛ فَلَستُ آبَهُ بِالتَّهْـ=ـدِيدِ مِنكُمْ , يَا عُصبَةَ الأَشقِياءِ !
وَ لِشَيخِ العَشِيرَةِ - اليَومَ - قُولُوا :=( إِنَّ شِعرِي لَنَاصِرُ الضُّعَفاءِ )
لَستُ أَخشَاهُ ؛ مَا خَشِيتُ أُسُودًا=قَبلُ ؛ كَي أَخشَى الآنَ بَعضَ الجِراءِ !
أَيُّ مَعنَىً لِما نَصُوغُ إِذا لَمْ=يَرِدِ الشِّعرُ مَوئِلَ الكِبرِياءِ ؟
عَفَنُ الفِكرِ أَنْ يَكُونَ زَنِيمًا=وَ زِنَى الحَرفِ أَنتَنُ الأَدواءِ
وَ هَوَى النَّفسِ أَنْ تُذِلَّ كَرِيمًا=- وَا هِجاءَاهُ - بُؤرَةٌ لِلوَباءِ
مَا عَلَى الشِّعرِ - إِنْ جَفانِيَ - لَومٌ=بَعدَ هَذا , لِأَنَّنِي عَنهُ نَاءِ
فَاعذرُونِي إِذا تَبَرَّأتُ مِنِّي=وَ تَأَبَّطتُ غَضبَةَ الجُهَلاءِ !
وَ تَحَزَّمتُ ثَورَةً لَا لَهَا الطَّحْـ=ـنُ نَظِيرًا , وَ لَا رَحَى كَربَلاءِ
فَشَظَايايَ مِنْ هَدِيرِ جُنُونِي=تَتَرامَى إِلَى حُدُودِ الفَضاءِ
وَ ضَجِيجُ الأَنِينِ يَملأُ صَدرِي=بِدُخَانِ انفِجارِ أَشلاءِ لَائِي
أَينَ مِنِّي خَلائِقُ الكِبرِ ؟ رُدُّو=نِي ؛ أُحَلِّقْ بِها إِلَى خُيَلائِي
أَينَ مِنِّي مَرابِطُ الحِلمِ ؟ دُلُّو=نِي ؛ فَقَدْ مُزِّقَتْ إِلَى أَشلاءِ
أَينَ مِنِّي مَراجِلُ الحِقدِ ؟ خَلُّو=نِي ؛ أُفَجِّرْ جُنُونَها بِاستِيائِي
أَينَ مِنِّي لِسانُ ثَأرٍ يُنادِي :=( حَيَّ - يَا سَورَتِي - عَلَى الإِغواءِ ) ؟
كَيفَ أَنسَى نَوازِفُ الجُرحِ ! وَ السَّيـ=ـفُ بِكَفَّيهِ غَارِقٌ بِالدِّماءِ ؟
كَيفَ أَنسَى ! وَ قُدسُنا خَانَها الأَو=غَادُ - وَيحِي - بِخُطبَةِ الأَدعِياءِ ؟
كَيفَ أَنسَى العِراقَ ! لَا عِشتُ يَومًا=بَعدَها مِثلَ أَجبَنِ الزُّعَماءِ
أَيَصِيرُ الحَقُودُ صَاحِبَ وُدٍّ=إِنْ سَقَى الحِقدَ فِي جَمِيلِ الدِّلَاءِ ؟
وَ يَطِيبُ الصَّدِيدُ مِنْ بَعدِ قَيحٍ=إِنْ مَزَجنَاهُ فِي نَمِيرِ السِّقاءِ ؟
أَأَمُدُّ اليَدِينِ لِلصَّفحِ ؟ كَلَّا=أَلفَ كَلَّا , وَ قَدْ غَوَى أَقرِبائِي !
فَتَناسَوا نَواجِذَ الظُّلمِ لَمَّا=رَأَوِا الذِّئبَ لَابِسًا لِلفِراءِ
وَ تَنادَوا لِسَكرَةِ الشِّعرِ فِي أَقْـ=ـدَاحِهِ , مُنذُ أَنْ عَلَا بِالنِّداءِ
عِندَما هَبَّ بِالمَدِيحِ لِـ : " نَعلٍ "=غَفَرُوا النَّبحَ , وَ اكتَفَوا بِالمُواءِ
مَدَحَ النَّعلَ ؛ لَو وَعَى النَّعلُ - قَبلًا -=أَنَّهُ تَافِهٌ لَبَاءَ بِداءِ
مَجَّدَ النَّعلَ ؛ لَو دَرَى النَّعلُ - يَومًا -=بِالخِياناتِ نَاءَ بِالإِعياءِ
أَيُّها الرَّاقِصُ الخَسِيسُ عَلَى أَو=جَاعِنا , غَابَ عَنكَ وَقتُ العَزاءِ
لَا تُفاخِرْ بِحُبِّكَ النَّعلَ . تَبًّا=إِنَّما الحُبُّ خِلَّةُ الأَوفِياءِ
لَستَ أَهلًا لِما تَسُوقُ إِلَينا=قَدْ أَلِفناكَ مِديَةً فِي الخَفاءِ
فَاترُكِ الأَمرَ ؛ لَنْ تُكَفِّرَ ذَنبًا=سُقتَهُ - الأَمسَ - وَ اقتَرِبْ لِلجَزاءِ
لَستَ تَرقَى لِأَنْ تَكُونَ " حِذاءً " !=فَامتَنِعْ عَنْ مَدِيحِ هَذا " الحِذاءِ " !
...
البائس : الضعيف العاجز , جمعه بائسون
البؤساء : جمع للأشداء الأقوياء ( وقد درج غلطًا استخدامها للتعبير عن البائسين )
الأدواء : جمع داء ( وقد درج غلطًا استخدامها على أنها جمع دواء )