المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأَمَلُ الْجَرِيِحْ / غيداء الأيوبي



غيداء الأيوبي
21-12-2008, 10:03 AM
’’’ الأَمَلُ الْجَرِيِحْ ’’’

وَتَعَثَّرَ الأَمَلُ الْجَرِيِحُ بِصَخْرَتِهْ=لَمَّا تَأَنَّى فِي اقْتِحَامِ مَجَرَّتِهْ
تِلْكَ الْخُطَى..لَوْ كُرِّمَتْ بِسَبِيِلِهَا=لَتَحَرَّرَ الْقَدَمُ الأَسِيرُ بِحُفْرَتِهْ
يَا دَرْبُهُ الْمَشْحُونُ بِالشَّوْكِ الَّذِي=قَدْ لَفَّ أيْكاً فِي حَدَائِقِ زَهْرَتِهْ
يَمْشَي..وَيَجْرِي فِي خُطَاهُ حَنِيِنُهُ=وَيُسَابِقُ الْقَدَرَ الْعَنِيِدَ بِقُدْرَتِهُ
أَوَّاهُ يَاعُمْراً مَضَى بِلَهِيِبِهِ=فَمَتَى؟ مَتَى؟ سَتَحِيِنُ ثَوْرَةُ جَمْرَتِهْ ؟!
كُلُّ الدُّرُوبِ عَوَائِقٌ فِي سَيْرِهِ=جَبَلٌ تَهَدَّمَ فِي شَوَارِعِ سَفْرَتِهْ
وَكَأَنَّ أَبْوَابَ الْحَيَاةِ تَرَتَّجَتْ=فِي غَفْلَةِ الزَّمَنِ الْحَبِيِسِ بِشَفْرَتِهْ
فَمَتَى يَطِيِرُ الطَّيْرُ مِنْ قَفَصِ الْجَوَى=وَيُغَرِّدُ الْمَكْبُوتُ فَوْقَ شُجَيْرَتِهْ
فَالْغُصْنُ قَدْ ذَبُلَتْ بِهِ ثَمَرَاتُهُ=وَاسَّاقَطَتْ أَوْرَاقُهُ بِمَبَرَّتِهْ
بَعْضُ الأَمَانِي حَنْظَلَتْ بِعُرُوقِهَا=فَتَعَلْقَمَ الشَّوْقُ الْمَرِيِرُ بِحُجْرَتِهْ
وَتَرَكَّزَتْ بِعُصَارَةٍ مِنْ نَزْفِهِ=كَالْكَرْمِ عَتَّقَهُ الْزَّمَانُ بِخَمْرَتِهْ
وَمَضَتْ تُسَيِّحُ مُرَّهَا مُتَشَنِّجاً=يَحْبُو ويَعْدُو فِي مَسَاكِنِ سَكْرَتِهْ
هَلْ يَاتُرَى سَيُهَذَّبُ البُسْتَانُ فِي=قَلْبِ الأَمَانِي مِنْ حَنَاظِلِ سِدْرَتِهْ ؟!
وَهَلِ الْجَنَائِنُ فِي الْحَنَايَا تَرْتَوِي ؟=وَالطَّيْرُ عَطْشَانٌ بِمَرْبَعِ هِجْرَتِهْ !؟
أَمَلُ الْحَيَاةِ مُهَدَّدٌ بِخُمُولِهِ=يَا دَرْبُ فَافْسَحْ كَيْ يَعِيِشَ بِثَوْرَتِهْ
كَمْ مَرَّةٍ نَامَ الشُّرُوقُ مُكَفَّناً ؟=وَاسْتَيْقَظَ الْغَيْمُ الْحَلُوكُ بِسَهْرَتِهْ
الرَّعْدُ يَصْرَخُ فِي بَرِيقِ سَمَائِهِ=وَكَذَا احْتِقَانُ بُكَائِهِ فِي عَبْرَتِهْ
وَتَجِفُّ مِنْ عَيْنِ السَّمَاءِ سُيُولُهَا=وَالدَّمْعُ يَهْطِلُ مِنْ غَمَائِمِ نَظْرَتِهْ
وَيُجَرِّحُ الْخَدَّ الأَسِيِلَ مُعَانِداً=وَتُشَوِّهُ الطَّعنَاتُ شُرْفَةَ صُفْرَتِهِ
شَفْرِيَّةُ الْحَدَّيْنِ فِي إدْبَارِهَا=تِلْكَ النُّجُومُ اسَّنَّنَتْ فِي غَمْرَتِهِ
وَغَزَتْ شَرَاراً فِي جَحِيِمِ أُوَارِهَا=وَالدَّمْعُ يَغْلِي فِي مَدَافِنِ بُؤْرَتِهْ
حَتَّى تَرَاجَعَ فِي التَّفَاؤُلِ تَوْقُهُ=واشْتَدَّ عَزْمُ تَشَاؤُمٍ مِنْ حَسْرَتِهْ
مَسَحَتْ عَلَيْهِ شُحُوبَهَا تِلْكَ الرُّؤَى=فَاصْفَرَّ مَمْزُوجاً بِرِفْقَةِ حَيْرَتِهْ
الشَّمْسُ شَعْشَعَ نُورُهَا وَسَطَ السَّمَا=لَكِنَّهَا لَمْ تَنْقَشِعْ فِي حَضْرَتِهْ
وَالْبَدْرُ قَدْ لَبِسَ اللآلِئَ فِي الدُّجَى=لَكِنْ تَوَارَى خَائِباً مِنْ دَوْرَتِهْ
شَبَحٌ يَهِيِمُ مُسَرْبَلاً بِظَلامِهِ=فَغَفَى الْخَيَالُ مُكَبَّلاً فِي سِتْرَتِهْ
مِفْتَاحُ رِحْلَتِهِ الأَسِيِرَةِ فِي الدُّنَى=لا زَالَ مَرْهُوناً بِخَزْنَةَِ أُسْرَتِهْ
نَامَ الشَّقِيُّ وَعَقْلُهُ مُتَحَفِّزٌ=قَدْ يَنْجَلِي طَعْمُ الْحَيَاةِ بِفِكْرَتِهْ
وَتَضَاعَفَ الْجُرْحُ الْعَنِيِدُ بِفَرْشَةٍ=هَاجَتْ بِهَا الأَوْجَاعُ..غَزْوَةُ فِطْرَتِهْ
فَلَقَدْ تَرَاءَتْ فِي الْمَنَامِ مَلامِحٌ=سَكَبَتْ رَحِيِقاً فِي مَنَازِلِ زَفْرَتِهْ
وَمَضَتْ تُسَيِّحُ شَهْدَهَا مُتَشَعِّباً=وَالآهُ تَشْرَبُ مِنْ خَمَائِلِ نَوْرَتِهْ
فَالْمَرْجُ إِنْ نَضَحَتْ بِهِ قُبَلُ الْهَوَى=رَقَصَتْ طُيُورٌ فِي مَعَابِدِ خُضْرَتِهْ
لَكِنْ أَبَى الطَّعْمُ اللَّذِيِذُ رِوَاءُهُ=أَنْ يَرْتَخِي بِوَلائِمٍ فِي سُفْرَتِهْ
وَعَلَى الرَّصِيفِ إِذَا اسْتَفَاقَ مُعَطَّشاً=نَشِفَتْ ثِمَارٌ فِي مَشَاتِلِ نَضْرَتِهْ
وَكَذَا كَذَا فِي كُلِّ يَوْمٍ حَصْدُهُ=يحْلُو وَيَذْبُو فِي مَرَارَةِ قِشْرَتِهْ
صِفْرَ الْيَدَيْنِ غَدَا بِرِحْلَةِ عَاطِشٍ=وَمُنَاهُ لَوْ طَالَ الْمِيَاهَ بِجَرَّتِه
وَيَدَاهُ تَبْحَثُ عَنْ مَنَازِلِ رَغْدِهَا=لَكِنْ خَوَتْ مِنْ قَطْرَةٍ فِي قَطْرَتِهْ
حَتَّى اْضمَحَلَّ الرَّغْدُ فِي كَنَفِ المُنَى=وَتَشَبَّحَ الأَمَلُ الْجَرِيِحُ بِبَذْرَتِهْ

غيداء الأيوبي

الطنطاوي الحسيني
21-12-2008, 02:09 PM
الله الله الله
الله الله
الله
الحمد لله ايني اول المتصفحين لهذه الدرة
لو لي يد في ملتقى الفصيح لثبتها تكريما لشاعريتها وجمالها

محسن شاهين المناور
21-12-2008, 02:27 PM
الأخت غيداء الأيوبي
يوركت وبورك الحرف والقلم
رائعة معنى ومبنى وكلمات مارأيتعا إلا سهاما تنطلق
من القلب إلى القلب
دمت ودام ألثك

للتثبيت تقديرا

عمر زيادة
21-12-2008, 02:44 PM
جميلة

و قوية ..

شاعرة مجيدة

تقديري و احترامي

مجذوب العيد المشراوي
21-12-2008, 07:09 PM
القصيدة جد شاسعة وتتلقط الكثير في موضوعها ... ثمّ هيَ تتدافع نحو الشمولية في الصورة والتجريد وترفض التخندق البيِّن ثم إنها تتجوّل فيك ِ بامتياز .. القصيدة هنا حمَلَت ْ كثيرا كثيرا ورفضت الخضوع للسهولة لذا أحييك على الجهد والوعي والثقافة ..

محمد الأمين سعيدي
21-12-2008, 09:51 PM
فَمَتَى يَطِيِرُ الطَّيْرُ مِنْ قَفَصِ الْجَوَى

وَيُغَرِّدُ الْمَكْبُوتُ فَـوْقَ شُجَيْرَتِـهْ



بيت يستحق أن نرقص على إيقاعاته

أن نبكي

شكرا على الجمال

حازم محمد البحيصي
21-12-2008, 10:35 PM
كَمْ مَرَّةٍ نَامَ الشُّـرُوقُ مُكَفَّنـاً ؟
وَاسْتَيْقَظَ الْغَيْمُ الْحَلُوكُ بِسَهْرَتِـهْ
يكفي بك فى هذا البيت متابعة ليقظة الساهر وتسهد اليقظ
ياه يا غيداء كم انت مبدعة ورائعة
مررت فاستوقفنى شعرٌ جميل وبديع لزم الوقوف عنده والارتواء من منهله العذب
جميلة من الفها الى يائها

عارف عاصي
22-12-2008, 11:55 AM
غيداء الأيوبي
شاعرة الصور الراقية
تعزف بمهارة
وتتقن تحريك كوامن الشجن

دمت مبدعة

بورك القلب والقلم
تحاياي
عارف عاصي

أحمد عبد الرحمن جنيدو
23-12-2008, 08:09 PM
تنساب لغة بهدوء وتماسك مع تجانس صوري ولغوي راقي
تراكيب شعرية جميلة
وتعابير قيمة رائعة
اجدت

فخرالدين المراكشي
24-12-2008, 03:11 PM
الشاعرة المكرمة/ غيدا الأيوبي
و شاعرية فذة من لدنِ الأخيرة و إنسياب لغوي جامح كالذي وردتهُ أعلاه
أكتفي بإعجابي بهذا القصيد

لكِ الودُ حتى ترضيْ
فخرالدين

غيداء الأيوبي
17-03-2009, 04:00 AM
الله الله الله
الله الله
الله
الحمد لله ايني اول المتصفحين لهذه الدرة
لو لي يد في ملتقى الفصيح لثبتها تكريما لشاعريتها وجمالها

الفاضل الطنطاوي الحسيني
أسعد الله صباحك
الله ما أحلى وما أجمل ردك أيها الكريم
أشكرك من القلب فقد أشرقت شمس الصباح
بوركت وحييت
مودتي

د. سمير العمري
08-02-2013, 10:50 PM
شاعرة محلقة وشعر أنيق عميق!

لله درك شاعرة مرهفة مترفة إذ أمتعت بهذا النص الراقي الرقيق!

دمت بكل الخير والألق!

تقديري

محمد ذيب سليمان
09-02-2013, 01:07 AM
نص جمع الجمال وصوره باتبهى حلة
شكرا على الجمال والمتعة
مودتي

ربيحة الرفاعي
12-04-2013, 11:10 PM
جمال في التراكيب وتجانس في الصور وأداء شعري مبهر بحرف جميل وقافية بديعة


دمت بخير شاعرتنا

تحاياي

غيداء الأيوبي
16-03-2016, 03:53 PM
الأخت غيداء الأيوبي
يوركت وبورك الحرف والقلم
رائعة معنى ومبنى وكلمات مارأيتعا إلا سهاما تنطلق
من القلب إلى القلب
دمت ودام ألثك

للتثبيت تقديرا





رحمة الله عليك أيها الكبير
وأسكنك جنات النعيم
كم يؤسفني أنني لم أستطع الرد عليك وقتها

غيداء الأيوبي
16-03-2016, 03:54 PM
جميلة

و قوية ..

شاعرة مجيدة

تقديري و احترامي



شكرا لك أيها الرائع
والعذر منك لتأخري بالرد
بارك الله فيك
ولك الود وأسمى التحايا

غيداء الأيوبي
16-03-2016, 03:58 PM
القصيدة جد شاسعة وتتلقط الكثير في موضوعها ... ثمّ هيَ تتدافع نحو الشمولية في الصورة والتجريد وترفض التخندق البيِّن ثم إنها تتجوّل فيك ِ بامتياز .. القصيدة هنا حمَلَت ْ كثيرا كثيرا ورفضت الخضوع للسهولة لذا أحييك على الجهد والوعي والثقافة ..



الشاعر الكبير مجذوب العيد المشراوي
العذر منك أولا لتأخري بالرد
قرأتني جيدا أيها الرائع
وكم هو شرف كبير تجاوبك مع القصيدة
بارك الله فيك ولك جزيل الشكر والامتنان
سلم قلبك أيها الشاعر الجميل
ولك الود وأسمى التحايا

محمد حمود الحميري
16-03-2016, 04:18 PM
قصيدة فخمة .. فخمة
متينة السبك والبناء ، رائعة الصور ، لذيذة الروي ، سامية المحمول ، ...
دام عنفوان القلم .

غيداء الأيوبي
16-03-2016, 07:02 PM
فَمَتَى يَطِيِرُ الطَّيْرُ مِنْ قَفَصِ الْجَوَى

وَيُغَرِّدُ الْمَكْبُوتُ فَـوْقَ شُجَيْرَتِـهْ



بيت يستحق أن نرقص على إيقاعاته

أن نبكي

شكرا على الجمال


كل الشكر والتقدير لمرورك هنا
بوركت ولك أسمى التحايا

خالد صبر سالم
17-03-2016, 09:18 AM
لا مجاملة
انت شاعرة استثنائية متفردة بطريقتها الساحرة في صياغة الفن الشعري الذي يقتحم الوجدان بخيول من حرير وبجيش من الفراشات الهائمة على عبير الزهور.
انفاسك الشعرية رغم طولها تبقى عبقة برهافة الاحساس واناقة اللفظ وجمال الصور وروعة الايقاع واختيار القافية الرشيقة الفاتنة
سيدتي الشاعرة الملهمة الاستاذة غيداء
عندما ادخل الى قصيدة من قصائدك اخرج متمايلا من السكر مأخوذا بالسحر
شكرا لك على هذه الوجبة الشعرية التي فيها كل ما يلذ للقلب ويطيب للروح
طابت اوقاتك بالسعادة والابداع والجمال
وتقبّلي عميق احترامي ونفحات مودتي
يَــــا دَرْبُــــهُ الْـمَـشْـحُـونُ بِـالـشَّــوْكِ الَّــــذِي

أحمد عبدالله هاشم
18-03-2016, 07:11 PM
لا تدرين كم أعشق هذا العدد!
كان لديك هنا ١٩ مشاركة فما أحببت أن يتغير الرقم بمشاركتي الآن
لكن جلال حرفك يفرض التحاقي به وتسجيل اسمي بقائمة الحضور هنا
حرفك الجليل يفرض الوقوف والتأمل هنا طوعا أو كرها وجئتك طائعا يا ملكة ههههه والله يليق عليك هذا اللقب يا صاحبة الحرف الفخم

مودتي وشديد إعجابي