المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معلقة قصة شعب حكاية أمة ( الشاعر الفلسطيني مأمون مباركة )



مأمون مباركة
22-12-2008, 06:05 PM
]معلقة
قصة شعب حكاية أمة

الشاعر الفلسطيني : مأمون مباركة

بكيتُ وما في العين دمعٌ فأدمع=ولا القلبُ خفاقٌ بفَرحٍ فأهجعُ
طويتُ وسادي أستريحُ فإذ به=من الشوك والأحزان يُسقى ويُزْرَعُ
أتيتُ سأُلقي ما تنوءُ بحملهِ=متونُ قوافي الشِّعرِ يا قومُ فاسمعوا
لديَّ بحورُ الهَمِّ ضجت بخافقٍ=وفي هذه الأبياتِ خَطبٌ مُرَوِّعُ
خَبَرْتُ مآسي المسلمينَ فَطَوَّحَتْ=بيَ الدّارُ إذْ أضحى بها الهَجْرُ يُشْرَعُ
أراذِلُ خَلقِ اللهِ ساموا لنا الأذى=ونحنُ نِيامٌ مُستَهامٌ ومولَعُ
نبيتُ بِأَحوالٍ ونُمسي بغَيرها=إلامَ تَفَرُّقُنا وكيفَ سنرجِعُ
نقولُ سيأتي الفجرُ بعدَ هُنَيهَةٍ=وأبعدُ منّا الفجرُ والقومُ تُبَّعُ
تشيبُ نواصي الشِّعرِ في وصفِ أمّةٍ=علاها بُغاثُ الناسِ يلهو ويرتَعُ
نخورُ بأدنى العزمِ والعَزمُ واجِمٌ=فَكيفَ يخورُ اليَومَ فَحلُ مُمَنَّعُ
وصارَ فتيتُ الأمسِ أعتى عتادنا=عَليهِ نقيتُ الرَّجعَ والغيرُ يدفَعُ
وإنِّي لمِنْ وَقعِ المصائبِ مُثقَل=ٌبِلادٌ تُحيدُ الدينَ والوَصلُ يُقطَعُ
عراقٌ لَهيبُ النارِ صارَ بَهاؤه=أسيرَ بواكي الموتِ والغَربُ مَرجِعُ
وفي هِمَّةِ الأفغانِ شَجْوٌ مُصَدَّعٌ=وفي الغارِ أهلوها طريدٌ ومُتبَعُ
أطَرتُ إلى الشيشانِ قلباً مُحَلِّقاً=فَعادَ ذَبيحَ النَّفسِ تَرجوهُ أربُعُ
سَرَجنا إلى أرضِ الرَّسولِ خيولَنا=وَعادَتْ تُجيدُ الآه فالفِسقُ موسِعُ
سلامٌ على طه الذي لِردائه=أتتْ جَنَباتُ الكُفْرِ تَهوي وتَركَعُ
وإنْ رُمتَ عيشاً ليسَ فيهِ هناءَةٌ=فَعَرِّجْ على أرض الذينَ تَقَطَّعوا
بلادٌ بإشلاءِ الرجالِ صريعةٌ=وَشَعبٌ إليهِ الذَّبحُ يَمضي ويَهرَعُ
على عَتَباتِ القُدسِ سالَتْ دِماؤنا=ويا لِضياءِ القُدسِ يُذوى ويُلْفَعُ
ونَمضي إلى الموتِ الزؤام كأننا=خُلِقنا على الأكفانِ ظُهراً تُشَيَّعُ
بِنابُلْسَ أرْضِ النارِ ثارِتْ أُخوَّةٌ=على نَهجِ هادي الكِونِ ذاقوا وجَرَّعوا
فعملاق هذا الجيلِ ليسَ كَغيرِهِ=وهيهاتَ عنهُ من يُرَقَّى ويرفَعُ
قضى النَّحْبَ لاقى اللهَ والوَعدُ صادقٌ=وفي جَنَّةِ الرحمنِ راضٍ ويَهجَعُ
وفي سورةِ الإسراءِ ضُمَّتْ نُبوءَة=ٌبأنَّ أوانَ الوَعدِ دانٍ وموقَعُ
وفي سُنَّةِ العَدنانِ أنّ َرِباطَنا=لِيومِ لِقاءِ اللهِ يا رَبُّ هَلْ وَعوا
جنينٌ على الأشلاءِ حَطَّتْ رِكابَها=وصاحَت خذوني ضاقَ في الصَّدْرِ موجِعُ
ونادَتْ نواصِي أُمَّةٍ لم يَعُد لها=مِنَ النَّخَواتِ الصِّيدِ نابٌ ومَقْطَعُ
ألمْ تَسمَعوا يا أُمَّةً طالَ نومُها=بِمُعتَصمٍ باللهِ يُدْعى فَيَجْمَعُ
هَجَرْنا ديارًا و هْيَ خيرُ مَنازِلٍ=فَهُجِّرَتِ الأَرْواحُ مِنَّا تُقَطَعُ
أيا حرَّ أنْفاسي وَلَهفي ولَوعَتي=على خَيرِ أرضٍ كيفَ تَشْقى وتَجزَعُ
فهذي فِلِسطينٌ وتِلْكَ خُطوبُها=سلامٌ على الدُّنيا إذا ضاقَ مَوسِعُ
أيا هذهِ الدُّنيا الغريبةِ إنَّنا=ضُيوفٌ على الأيَّامِ والضَّيْفُ يُرفَعُ
أَتُقْطَعُ أَوْصالٌ وتَشْخَصُ مُقْلَةٌ=أجيبي فَمِنْكِ الصَّمتُ كالسُّمِّ يُنْقَعُ
و أَرخي رحالي إنْ أرَدْتِ مَذَلَّةً=فَلَستُ مِنَ القَوْمِ الذينَ تَقَعقَعوا
وقالوا كَوَتنا النَّارُ داروا جُلودَنا=وَهَل كانَتِ الجَنَّاتُ حَلوى تُوَزَّعُ
نسينا هَجيرَ الجوعِ في شِعبِ طالبٍ=وكَيفَ أدارَ الكَوْنَ قَوْمٌ تَجَوَّعوا
فَأَينَ مِنَ العربِ العِظامِ مَواقِفٌ=تُعَمِّرُ نَخْلَ البيدِ والبيدُ بَلْقَعُ
وإنَّا رِجالُ اللهِ يا قَوْمُ إنَّنا=سَلائِلُ مَجدٍ لَيسَ فيهِ مُقَنَّعُ
ولَسْنا مِنَ الرهط الذينَ إذا هُمو=رَأَوْا عادِياتِ الدَّهرِ وَلُّوا ووَدَّعوا
جُبِلنا على الإقْدامِ في كُلِّ جَحْفَلٍ=فَدانَت إلينا الرومُ تَذوي وتُصْرَعُ
ولَيسَ إلى الفَخْرِ العريضِ رِغابُنا=ولكِنْ إلينا الفَخْرُ يَسعى وَيَطْمَعُ
سَلِ الأَنْجُمَ اللائي شَدَدنا وَثاقَها=بِأَرواحِ جُندِ اللهِ كيفَ تُشَعْشَعُ
وكيفَ تُنيرُ اللَّيلَ والليلُ حالِكٌ=بناصِرِ ذاكَ الدِّينِ يَشْدو فَيُسْمَعُ
سأُلقي على الأسماعِ خيرَ قَصائد=أُرَدِّدُ شِعْري صادياً وَلْتُرَجِّعوا
فَأَنتُم صَهيلُ الخَيلِ يا أَهلَ ضِفَّةٍ=وأنتُمْ صَليلُ السيفِ يا غَزَّةَ اقْطَعوا
أيا صَهوةَ الثُّوَّارِ والحُرُّ ثائرٌ=أثيروا غُبارَ النَّقْعِ دُكُّوا وأَوجِعوا
وداووا صُداعَ الرَّأسِ في البَترِ راحَةٌ=أذيقوا بَني صُهيونَ هَمَّا ورَوِّعوا
وصونوا دِماءَ المُسلِمينَ فإنَّها=لَسِرُّ طَهورِ الأرْضِ إنْ سالَ مَوْضِعُ
وكونوا على البَتَّارِ خيرَ مُوَحَّد=ٍأنيخوا جِبالَ الهَمِّ فالنَّصرُ طَيِّعُ
وتِلكُمْ مُعَلَّقَْتي أرَدْتُ عياذَها=مِنَ الأَعْيُنِ الرَّقطاءِ والعَوذُ يَنْنفَعُ
وَلَستُ بِكَعبٍ أو زُهيرٍ وإنَّما=على صَهَواتِ الخَيلِ شِعري يُرَبَّعُ
وأنْسِجُ منْ حُلوِ القَصائدِ نَجْمَةً=عليها يسيرُ الرَّاغِبُ المُتَوَسِّعُ
غديرٌ منَ الأشواقِ في كُلِّ خَفْقَةٍ=وما بَينَ ضِلْعي خافِقٌ مُتَوَجِّعُ
وَأَطْمَعُ في عَفوِ العَفُوِّ وفَضْلِهِ=لِغَيرِ هُداهُ لَستُ أَحْني وأَخْضَعُ
أيا سيِّدي الجُمهور هذي رِوايَتي=وذاكَ شُعوري خَلْفَهُ الشَّمسُ تَسطَعُ
خُذوني فَإنِّي مِنكُمو وإليكمو=ولَستُ بِغَيرِ طِباعِكُمْ أتَطَبَّعُ
عليكم سلامُ الله رُدُّوا تحيتي=ورحمته والحق باقٍ ويُتْبَعُ

د. سمير العمري
22-12-2008, 06:13 PM
أخي الكريم:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ويسرني أن أرحب بك في أفياء واحة الخير فأهلا ومرحبا.

ثم إني أحب أن أوضح لك أن منهج التعاطي في الواحة يقتضي أن لا ينشر في قسم الشعر إلا أصحاب الشعر نفسه فإن كان الشعر منقولا فإننا نرحب بذلك على أن يتم نشره في قسم استراحة الواحة ، وعليه فإني في انتظار توضيحك الكريم إن كان هذا الشعر منقولا لغيرك أم أنه لك.


تحياتي

مأمون مباركة
22-12-2008, 07:14 PM
حضرة الدكتور الفاضل المبدع سمير العمري حفظك الله ، إنه لمن دواعي سروري أن أتلقى منك رسالة بخصوص قصيدتي المدرجة عندكم ، شاعرنا الكبير : أنا مأمون مباركة عضو رابطة أدباء بيت المقدس التي يعمل فيها صديقك الدكتور جهاد بني عودة أدرس الدكتوراة في النحو العربي في جامعة دمشق ومقيم فيها حالياً، وأنا متابع وفي لإبداعك وقصائدك المجلجلة الصداحة ، وأنا على شوق للتواصل معك ومعرفة رأيك في قصائدي التي سأنشرها في ملتقاكم تباعاً قبيل نشرها في ديوان ، رأيك يهمني للغاية ، نزلت عندكم تحت مسمى كنوز الغريب ولك -إن شئت - أن تستبدل به اسمي الحقيقي ولا ضير في ذلك ، أنتظر ردك بفارغ الصبر ولك التحية

د. سمير العمري
22-12-2008, 08:06 PM
ما توقعت غير الذي قلت سبحان الله فكأني علمت أنك هو.

دعني أرحب بك بداية ترحيبا يليق بقامتك السامقة فأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير هنا حيث ملتقى النخبة ودار ندوتهم ، وحيث الغراس الخصب والمورد العذب والهدف النبيل.

ويسرني أن تشاركنا هنا يا ابن الوطن والقضية والدين ، وصاحب الصاحب والشاعر الكريم النبيل.

أما تعديل معرفك للاسم الصريح فهو أجدر بمثلك وأرفع ، وهو ما سنفعل ، وسبحان الله إذ هداني هاجس لعتماد تفعيل عضويتك بالمعرف المستعار على غير عادة مني وكأنها إرادة الله تعالى.

وأما نصك فإنه راق معبر فيه ما أحب من الفكر والمضمون وفيه ما أحبذ من الأساليب لولا نصحي بتنويع التراكيب والتوزيعات الجرسية في الأبيات ، وربما المزيد من الصقل اللغوي من حيث المفردات وتوظيفها.

والنص رغم هذا هو نص بديع كبير يستحق الاحتفاء به وبصاحبه ....


للتثبيت ترحيبا.



تحياتي

يوسف أحمد
22-12-2008, 08:26 PM
أهلا أهلا أخي مأمون حفظك الله

ومرحبا بدافق شعرك الملتزم الأمين،
وأحمد الله إذ صدق هاجسي أن خللا في التنسيق كان قد وقع في القصيدة كما راسلتك مستوضحا.
وهي الان بهية رائقة رائعة

أهلا بك ومرحبا بفارس الشعر
أخوك يوسف

مأمون مباركة
22-12-2008, 08:57 PM
يا مرحباً وأهلاً بالدكتور الفاضل سمير العمري ، وكل عام وأنت محلق في مراتب الأدب ومرابض الشعر الذي ينهل هو منك ولا تنهل منه ولي فيك من الإعجاب ما يمكنني من القول إنك متربع على إمارة الشعر دون منازع
حفظك الله وأدامك ذخراً للأدب والأدباء
واسمح لي أن أبدي إعجابي الكبير بأدائك في حلقة قناديل فقد كنت فارسها وأستاذها بحق

مأمون مباركة
22-12-2008, 08:59 PM
الشكر موصول إلى أخي الحبي يوسف أحمد وأرجو يا أخي الكريم أن تعينني على ملامح الحضارة الحديثة وتنسيقاتها ولك مني كل الشكر أخوك المحب

مجذوب العيد المشراوي
22-12-2008, 10:18 PM
مأمون أيها البهي ّ ..

لغة أصيلة ونفحات أصيلة وشعر أصيل ..

أحييك ..

هيثم محمد علي
22-12-2008, 10:55 PM
لا فوض فوك ايها الشاعر الرااااااااااااااائع
قوية ورائعة
نسأل الله فجراً قريبا
:nj::nj::nj::nj:

سالم العلوي
25-12-2008, 06:28 AM
الأستاذ مأمون مباركة
حياك الله وحيا شعرك الجميل الرصين المتغني بالحبيبة فلسطين
مرحبا بك في ملتقى المعاني الراقية والبانية ( رابطة الواحة الثقافية)
ونفع الله بنا وبكم ، وجعل ما نكتب حجة لنا لا علينا
تقبل خالص التحية والتقدير
ودمت بخير وعافية

حازم محمد البحيصي
25-12-2008, 08:25 AM
اخى الحبيب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا وسهلا ومرحبا بك فى واحة الخير والعطاء بين أهلك وصحبك
قوية ورائعة
تقبل مرورى واعجابي
تحيتى لك

ركاد خليل
25-12-2008, 09:21 AM
أهلا بوجودك أخي مأمون في واحة الخير :

اشتقنا لروعة حرفك ، وجمال القاء القصيد بصوتك

نتمنى عودتك إلى أرض الوطن قريبا

أختك ركاد :010:

مأمون مباركة
25-12-2008, 10:00 AM
أخي حازم لك الود ، وما صدر عنك لا يصدر إلا عن كتلة مشاعر صادقة ، وكريم أصل
لك شكري الكبير

مأمون مباركة
25-12-2008, 10:03 AM
المتألقة ركاد
حتى في ردك تبدين شاعرية ، وهذا ما اعتدنا عليه منك
الاشتياق الحقيقي إلى حروفك المرهفة
وكلماتك التي تزخر بحب الوطن وروعة الشعر
وكل عام وشِعرك متألق كما هو دائماً

فاطمة جرارعة
25-12-2008, 11:40 AM
ما شاء الله عنك يا أستاذ مأمون

إطالة و إبداع

يسرّني أن أقرأك الآن بعد طول غياب

تقديري العميق

لك و لحرفك الباذخ

محسن شاهين المناور
26-12-2008, 12:44 PM
الأستاذ الحبيب مأمون مباركة
أهلا بك اخي الحبيب مبدعا في ظلال الواحة الوارفة
تفيد وتستفيد بين إخوة عشقوا الحرف والكلمة فصاغوا
منها أجمل الدرر
شكرا على هذه الرائعة التي تعبر عن ماساة أمة
نتمنى ان نراك بيننا باستمرار
مودتي أيها الكريم

ماجد الغامدي
28-12-2008, 01:21 PM
لا فض فوك أيها الشاعر الكبير والمسلم الغيور والعربي الأصيل

قصيدة رائعة لامست الجراح بمنطق الغيور الصادق الإنتماء

وإن كنت لا أوافقك في قولك :
سَرَجنا إلـى أرضِ الرَّسـولِ خيولَنـا
َعادَتْ تُجيـدُ الآه فالفِسـقُ موسِـعُ

فأرض الرسول لا تزال منارة الإسلام نصرة للدين وعوناً للمسلمين حكاماً وشعباً وأنا أربأُ بك عن هذا الوصف لبلد الإسلام الأول

ولك التحية والتقدير