تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا تعش مختلفاً...



ضفاف أماني
23-12-2008, 03:05 AM
لاتعش مختلفا ..
http://i293.photobucket.com/albums/mm58/rubana/80dd586c.jpg?t=1229715673



أمشي بخطا ثقيلة ؛ هائمة على وجهي ؛ في مدينة محترقة على أنقاض ذات بركان ..
أطوف في أرجائها وأنا أحمل أعقاب الرماد الذي حشوت به كفني ؛ وعيناي تركتهما عند بوابتي الضوئية؛ فمضيت لاأرى إلا حسيساً أتلمسه بأناملي التي إحترقت أيضاً ولم تندمل جراحاتها لكن كانت هي قائدتي في دربي المقفر .. وأحمل قلمي ليريق من فمه وجع من مر الظلمة التي لطالما قطعت مني الوتين تلو الوتين ؛فأبقتني أتلوى من ألم ضياع كل أوجه المدن ..فما عادت لي واجهاتها كما كنت أعرفها ..
أتشعب في طرقات المدينة العتيقة.. أتلمس جدرانها.. أبكي عند حوادثها ...أفترق هناك ...وأجتمع على الطرف الآخر كأشتات إنسان مُزقت صباحاته.
أسمع أنين الصفحات وأيام كانت لنا ؛لكن انطفئت ذات الصباح إياه... صباح الخفوت من عالم الصوت والمعنى ... عالم لن أكون فيه واقع ملموسا بل ظل مرتخي لا يفقه شيئاً؛ تلك هي النكئة السوداء التي أظل أحملق فيها ولاأحاول أن أتدارس كل ركونها الأخرى فقد اصطادتني بطعم أن لافائدة فيما أفعله.
أهش عن رأسي كل هلوسات النهضة فالواقع مر كالحنظل ؛ فأبقى واقفة في حد زمكاني منزوي... عارضي... هامشي... متخم بدفاتر كل تلك الأحلام السرابية المطوية تحت معصمي أنتظرالمناسب من أوقاتي التي سأعمرها لأطيرها في فضائي لتبني لي صروح ممردة من قوارير تسر الناظرين ؛
لكن ..لكن ...الذي حصل أنني وقفت على الحافة وجال فكري سادراً عني ؛وكنت في نفس الوقت أترقب طريقاً له مسارات خالية؛ فطريقي غريبة لن يعبرها إلا أنا وهي مليئة عواصف ستحطمني إن لم أنتبه لها ؛
أتراجع مرات ومرات ..أرتقب خلوها حتى أخطرها دون أن أُدهس على قارعتها .
ذات الصباح...نعم نفسه الذي أستيقضت فيه وأنا مختلفة عن كل شيء..عرفت النتيجة لهذا الذي حصل معي بعد أن عنونتني كل الجمهرة بكلمة واحدة ...ليس لك مكان بيننا ؛ ليس لك مكان في عالم منتظم يعيش بسيره المنضبط في كل مدخلاته ؛ اقتنعت أنني لست بينهم إلا ركام من كتلة التفكير أعيش به وفيه ؛ يدخلني هذا الطقس إلى جب منفصل تماما عن كل شيء أشهق فيه بفكرة وأزفر بأخرى بإختصار أتنفسه أرتوي بفضاءات الروح و أسرح في دروبها من تيه إلى تيه في كل ضفة ألتزم في عواصفها واقفة في منتصفها كمحور لها وأُعصف معها عصفاً ؛
و الركب يقف وأنا أرحل عبر عباب السحاب ؛ولا أعرف كيف أبدوا مثلهم أوأتوقف مثلما يفعلون حينما يقفون على الأرصفة فمحال أن أسير بمثل خطواتهم فخطواتي طويلة بعيدة ؛ولست بعداءة بل أستعير مشية السحاب وأزاوجها بتحليق الطير وأزف عيناني بين أصابعي كداومة تحفر في صخب الهدوء وأتحلق حوله مستفسرة عن غرابته ... أنظره فتلفتني دقائقه ..لست أفعل مثلهم أبدا تلك مشكلتي ..
لأجل هذا فكل شيء كل شيء يمضي ويبقى شيء واحد ماذا عملت اليوم؟؟ حساباته ماذا حصل فيها ؟؟
هذه عرفتها فقد كانت البكائية التي أبقتني كمثل صنم لايرتد له جفن ولاينقبض له عرق ..فقدأصبح يومي كموجة فشلت في أن تصل لشاطئها بل تنكسر عبر الموجة العملاقة لتتجزئ الى مويجات لايرجى منها أي فعل ...حتى لو أعادت الكرة مرات بإندفاعاتها فلن تفعل شيء .
كل هذا كان فواصل في الحياة ؛ تندرس في عالمي المعاش وذلك حينما تكتبني الأيام فضاءاً ملغوماً.. أو كصفحة مستدقة من كل جوانبها لكنها تصبح في باطنها كركام بركان حان أوانه في الإنفجار.

أماني حرب

معروف محمد آل جلول
23-12-2008, 07:49 AM
أماني المحترمة..
هذه سيرة ذاتية ..
صيغت في قالب حكاية ملفوفة في خواطر روح تبحث عن نفسها وسط فئة تبدو متعلمة ..
يتخللها تحليل مباشر لحالة نفسية ..
تمثل شعور بالتيه والغربة وسط المجموعة ..
عدم النفع والجدية ..
لكن الذي أعرفه أن وجودك مهم جدا في الواحة ..
وأنت تقدمين الخير الكثير ..
الذي لايقدمه سواك ..
تبدو محاولة كتابة قصة ..ولا تطاوعها ملكة..
أشتم رائحة ثلاثة أجناس أدبية ..القصة ـ الخاطرة ـ المقال..
هذا أدب ..خصائص أجناسه ..
كالقاعدة الفيزيائية ..
مالم تحفظيه وتفهميه ..لاتستخدميه وتطبقيه..
يخدعك عدم الإلمام بخصائص القصة والتمرس عليها..
طبقي ما ذكرناه ..
// كيف تكتب جنسا أدبيا//
صراحة ؛الساعة ؛لو تكتبين المقال وتتعرفين على خصائصه وأنواعه ..تبرعين وتبهرين ..
ما خسرت شيئا ..إن حاولت.. وتنجحين..
العنوان ينقض المضمون ..
ولايعبر عنه ..وهذا ليس عيب..
بل هو انحراف عن أفق انتظار المتلقي..
ولولا وجود المختلف ما حدث جديد وإبداع في الحياة ..
الخروج عن مألوف الجماعة ..هو الجديد نفسه..
المهم ألا يكون في العقيدة ..
حتى لايوسم صاحبه بالمبتدع..
سأعود هنا..لأدقق..
أخطاء لغوية مالم تصححيها بنفسك ..أصححها المرّة القادمة..
خالص تحياتي..

هشام عزاس
23-12-2008, 09:24 PM
المورقــة / أمـــاني

لكل انسان رؤاه التي هي حصيلة تراكم معرفي تمتزج بثوابته و معتقداته المتجذرة في ذاته , و لكل واحد طريقته في الطرح و أدواته التي يستعملها في التعبير عن هذه الرؤى و المفاهيم , و كثيرا ما تتصادم رؤانا مع رؤى أخرى لها منطلقاتها الخاصة بها و أدواتها التعبيرية الخاصة , و هذا التصادم طبيعي و مشروع .
أحيانا نفقد همتنا و نرضخ لصور الاستسلام , محاولين أن نقنع أنفسنا بعدمية و لا جدوى رؤانا و هذا هو الفخ الذي نسقط فيه غالبا و ترتضيه أنفسنا , فنعطل بذلك مسيرة فكرنا التي من المفروض أن تكتسب مهارات بإختلافها مع الآخر في التزود برؤى نافعة جديدة و التخلي عن رؤى ضارة قديمة , و هي بذلك في رحلة متجددة دائمة , فلا تبقى رهينة رؤى معينة أو مستهلكة في تعاملها مع أي ظواهر جديدة مستحدثة .
إن الفضاءات متعددة و لكل واحد فضاءه الخاص و أجنحته التي يحلق بها طبعا في إطار عدم الخروج عن المجرة الواعية التي تتفاعل فيها هذه الفضاءات .

دمت بخير و جمال ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

فخرالدين المراكشي
26-12-2008, 12:16 AM
نص بااذخ و معاني شاعرية فذة
بورك يراعك يا الـ/نقية
ك الود

عمر زيادة
26-12-2008, 12:58 AM
الكريمة أماني حرب..

حروف موغلة في النفس..

تجوسُ خلال روح خاوية على نفسِها...

أعجبني ما خطّ يراعُكِ :)

دمتِ بكِ ..

تقديري

وفاء شوكت خضر
26-12-2008, 06:24 AM
أماني ..
دفق مدادك ، والذي يعبر عن روحك الشفيفة بصدق يعجبني ..
مهما اختلفت الآراء حول النص ، وجنسه الأدبي وإن كان هناك أخطاء لغوية ..
إلا أنني أحسست أن بين ثنايا الحروف نظرة عميقة واعية ، وقلب يأبى الزيف ..
إن كنت مختلفة عمن حولك فهذا لا يعني أنك على خطأ ، بل لأنك مختلفة اعلمي أنك على الطريق السوي ..
فكل ما حولنا زائف ، بهرجة صاخبة ما هي إلا فرقعة صوت ، زبد يذهب جفاء ولا يبقى سوى ترسب الملح
على شطآن الفكر الخواي ، والدرة تبقى مخبوءة في أصدافها ، ولا يصل إليها إلا من يعرف قيمتها .

استمري أماني فقدرتك على التعبير كبيرة ..
سأتابع حرفك بشغف ايتها الراقية الحس والفكر .

كل الحب .