تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : زهرة تحترق



عبدالله سليمان الطليان
25-12-2008, 11:38 AM
قيدها السكون فأبحرت في سفينة ذاكراتها التي عادة ما تكون ملاذاً لها في وحدتها القاسية وراحت تنبش عن ذكرى سعيدة تزيل الخاطر الغارق في الضيق والكدر فرسي فكرها إلى مرحلة الطفولة البريئة كيف كانت تلهو بحرية تكسر قيود العزلة يخطفها الوقت وهي لا تدري تلعب مع صديقاتها تجري هنا وهناك كالنحلة من زهرة لزهرة في أزقة حارتها القديمة , وبينما هي تائه في حلمها فجأة يطرق عقلها الحال الذي تعيشه فيغتال ذكراها الجميلة ويأسرها ويعود بها إلى واقعها والصورة الكئيبة التي تلازمها منذ أن غادرت منزلها الذي يضم الدفء الأسري من والدها ووالدتها وإخوانها الصغار حيث حطت رحالها في عش الزوجية الذي كانت قد رسمت في مخيلتها عنه الشيء الكثير , ولكن هاهي تعيش وحدها في قصر متخم بالفخامة والترف تحولت فيه إلى تحفة ثمينة يحيط بها الخدم والحراس من كل مكان فهم رهن إشارتها , ذات يوم اقتربت من أحد التحف التي يضمها القصر وأرادت مسح الغبار من عليها فبادرها أحد الخدم
ــ سيدتي هذا ليس عملك !!!
نظرت إليه وقالت في نفسها دعني أحس بكياني أريد أعرف أن الحياة عطاء لقد عشت على ذلك لا أريد أن أكون مثل هذه التحفة تلمع في الصباح ثم يهبط المساء فيعاود الغبار في وئد هذا اللمعان كحال أدوات التجميل التي أضعها على بشرتي , أخذت المنجاة تتفاعل في داخلها فأجهشت بالبكاء وغمست رأسها في فراشها وسلمت جسدها إلى عالم الأحلام .

سعيدة الهاشمي
25-12-2008, 12:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أخي عبد الله سليمان الطليان،

من دفء أسري وجو حميمي إلى قصر بارد، متوفر فيه كل شيء ومنعدم فيه كل شيء أيضا

المال موجود لكن الحب مفقود، وما نفع الثراء إذا انعدمت السعادة، ما نفعه إذا كسا الجليد المشاعر

فأفقدها حميميتها وترابطها.

لقد خاب ظنها وتحولت معالم الصورة التي رسمتها إلى متحف أثري يستوطنه الغبار وتقتات منه البرودة.

عميقة قصتك أخي، فتقبل تحيتي ومودتي.

سالى عبدالعزيز
26-12-2008, 11:22 AM
اشكرك على هذة القصه الجميله

تحياتى واحترامى

سالى

عبدالله سليمان الطليان
26-12-2008, 08:55 PM
الفاضلة سعيدة الهاشمي
لقد تالق النص بمرورك وقلمك المبدع
فكان تشريف لى

تقبلي احترامي وتقديري

عبدالله سليمان الطليان
26-12-2008, 08:56 PM
الفاضلة سالى عبدالعزيز

اشكرك على مرورك

تقبلي احترامي

يوسف أحمد
26-12-2008, 11:14 PM
شكرا أخي شكرا على هذا القص الجميل الذي يذكرنا بقصة ميسون ميسون بنة بحدل الكلبيَّة حين زفت إلى معاوية بن أبي سفيان من بادية كلْب، فقالت:
لَبَيتٌ تخفقُ الأرواحُ فيه أحبُّ إليَّ من قصرٍ منيفِ
وأصوات الرِّياح بكلِّ فجٍّ أحبُّ إليَّ من نقرِ الدُّفوفِ
وبكرٌ يتبعُ الأظعانَ صعبٌ أحبُّ إليَّ من هرٍّ ألوفِ
ولبسُ عباءةٍ وتقرَّ عَيني أحبُّ إليَّ من لبسِ الشُّفوفِ
وخرقٌ من بني عمِّي نحيفٌ أحبُّ إليَّ من علجٍ عليفِ
فلما سمع معاوية هذه الأبيات قال: ما رضيتْ واللهِ ابنة بحدل حتَّى جعلتني عِلجاً عليفاً.

عبدالله سليمان الطليان
28-12-2008, 01:54 PM
أخي الفاضل يوسف أحمد

اشكرك على مرورك

تقبل فائق الاحترام والتقدير

راضي الضميري
07-02-2009, 06:56 PM
للعمل قيمة عظيمة ، وللإنسان قيمة عظيمة ، وعندما يتحد الطرفان تصبح للحياة قيمة فعلًا .

للنصّ وكاتبه شكري وتقديري

ربيحة الرفاعي
07-02-2015, 06:04 PM
معالجة قصّيّة متقنة لحوار داخلي جريح، ورم جيد للشخصية بأداء طيب وسرد سلسل شائق
قص موفق أديبنا

تحاياي

خلود محمد جمعة
08-02-2015, 07:52 PM
زهرة ذبلت روحها حين فقدت شمس العطاء لتتحول الى أوراق جافة
حين نمتلك كل شيء ونخسر أنفسنا لا بد للاحتراق ان يصل الى قلوبنا
مكثفة وعميقة و مؤثرة
بوركت وكل التقدير

نداء غريب صبري
05-05-2015, 01:51 AM
اهتم أخي الكاتب بالصراع الداخلي وقدم لنا نصا رائعا
أمتعتني قراءتها
شكرا لك أخحي
بوركت

ناديه محمد الجابي
13-11-2018, 06:13 PM
ما قيمة الحياة إذا لم يكن لنا دورا فيها..
فلا قيمة للحياة إلا إذا وجدنا فيها دفء المشاعر والحب والأمل
وهدف نسعى لتحقيقه ونحقق فيه ذاتنا.
نص قصي جميل بفكرة موفقة وبسرد شائق
وأداء طيب.
دمت بكل خير.
:001::v1::001:

عبدالله سليمان الطليان
20-11-2018, 09:46 AM
الاخت الفاضلة نادية
هذه حال احيانا من يغرق في الترف المفرط
تقديري