تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حُرُوفٌ ثَائِرِةْ / غيداء الأيوبي



غيداء الأيوبي
28-12-2008, 10:31 AM
’’’ حُرُوفٌ ثَائِرِةْ ’’’

شِدِّي رِحَالَكِ يَا حُرُوفِي الثَّائِرَه=هَيَّا انْهَضِي بِقَصِيِدَةٍ مُتَظَاهِرَهْ
وَاسْتَجْمِعِي فِكْرَ انْقِهَارِي حُزْمَةً=وَتَفَكَّكِي فِي صَرْخَةٍ مُتَنَاثِرَهْ
فَأَنَا كَتَمْتُكِ فِي شَغَافِي بَاكِياً=كَيْ لاَ أَرَى فَوْجَ الدُّمُوعِ الْغَائِرَهْ
لَكِنْ أَبَتْ رُوحِي احْتِقَانَ صَهِيِلِهَا=وَخُيُولُهَا كَرَّتْ بِصَمْتِي زَافِرَهْ
عِضِّي عَلَى شَفَتَيْكِ يَا أُنْشُودَتِي=وَاسْتَنْزِف ي مِنِّي الشُّعُورَ مُحَاوِرَهْ
مِنْ أَيْنَ أَبْدَأُ صَرْخَتِي وَأَنِيِنَهَا=وَلَقَدْ شَهَقْتُ عَلَى الْخَرَائِطِ خَائِرَهْ
هَا وَانْظُرِي دَمْعاً تَحَفَّزَ حَائِراً=وَكَأَنَّهُ الطُّوفَانُ لَفَّ دَوَائِرَهْ
وَيَغُصُّ فِي حَلْقِي انْعِتَاقُ مَوَاجِعِي=فَتَهَدُّجِي ضَمَّ الْحُرُوفَ مُؤَازَرَهْ
جَسَدُ الْعُرُوبَةِ نَائِمٌ فِي جِحْرِهِ=وَالذِّئْبُ يَنْهَشُ وَالْمَوائِدُ عَامِرَهْ
أَيْنَ ارْتِجَافُ النَّبْضِ ؟ أَيْنَ شُعُورُهُ ؟=وَدَمٌ تَخَثَّرَ فِي عِظَامٍ فَاتِرَهْ
نَامَ الصَّبَاحُ وَلِلْمَسَاءِ جُفُونُهُ=وَالْيَوْمُ أَدْمَنَهُ النِّيَامُ مُعَاشَرَهْ
وَمَتَى مَتَى سَتَحِيِنُ صَحْوَةُ غَافِلٍ ؟=سَكِرَ الزَّمَانُ عَلَيْهِ حَتَّى عَاقَرَهْ !؟
يَا دَوْلَةَ الإِسْلامِ قُومِي وانْهَضِي=وَتَوَحَّدِي فِي صَحْوَةٍ مُتَآصِرَهْ
هَذَا خَلِيِجُ الْعُرْبِ يَلْفِظُ بَحْرَهُ=فَلَقَدْ تَدَجَّجَ وَالبَوَارِجُ كَافِرَهْ
لا مَا اسْتَفَادَ الْعُرْبُ لَمَّا صَرَّحُوا=وَالنَّفْطُ يُهْدَرُ فِي قَنَاةٍ خَاسِرَهْ
مُتَدَهْوِرٌ قَلْبُ الْعُرُوبَةِ يِشْتَكِي=جِسْماً بِهِ الأَوْجَاعُ تَغْزُو سَافِرَهْ
زَحَفَتْ شَرَايِيِنُ الدِّمَاءِ بِعِلَّةٍ=وَتَجَلَّطَتْ بِمَوَاضِعٍ مُتَجَاوِرَهْ
وغَفَى عَلىَ أَرْضِ العَرَاقَةِ نَازِفاً=فَتَعَكَّرَتْ تِلْكَ الْجُذُورُ النَّادِرَهْ
وَالنَّخْلُ ذُو الأَكْمَامِ يَبْكِي تَمْرَهُ=ثَمَرٌ تَغَرْبَلَ فِي ثُغُورٍ فَاجِرَهْ
لا نَهْرُ دِجْلَة قَدْ تَوَلَّى أَمْرَهُ=لاَ ذَا الْفُرَاتُ بِسَيْلِهِ قَدْ سَايَرَهْ
وَالأَرْزُ بَيْنَ حِرَاثَةٍ وَفِلاَحَةٍ=وَعُرُوقُهُ الْهَوْجَى بِأَرْضٍ حَائِرَهْ
يَا أَرْضَهُ كَمْ شَرْبَكَتْكِ مَذَاهِبٌ=أَحْزَابُهَا حَبَكَتْ عَلَيْكِ مُؤَامَرَهْ
قَدْ خَانَهَا التَّارِيِخُ لَمَّا زَفَّهَا=فَتَطَلَّقَتْ تِلْكَ الْعَرُوسُ مُبَاشَرَهْ
وَالأُمُّ وَيْحَ أُمُومَةٍ قَدْ سَلَّمَتْ=إِذْ أَجْهَضَتْ أَبْنَاءَهَا لِجَبَابِرَهْ
أَيْنَ الْكَرَامَةُ وَالْجِهَادُ إِذَا سَقَتْ ؟=مِنْ نِيِلِهَا تِلْكَ الْبُطُونِ الْعَاقِرَهْ ؟!!
رُحْمَاكَ يَا اللهُ كَيْفَ تَوَثَّقَتْ ؟=فِي قَهْرِهَا تِلْكَ الصُّرُوحِ العَاهِرَه ؟!!
وَانْظُرْ إِلَى بَلَدِ الشَّهِيِدِ طَوَائِفاً=ماَ اسْتَشْهَدَ الْمَلْيُونُ فِيِهِ مُدَاحَرَهْ
وَلَعَلَّ مَنْ سَجَدَ الرَّثَاءُ بِأَرْضِهِ=يَجْثُو بِهِ الإِرْهَابُ ذَاكَ الْعَاصَرَهْ
قَدْ يَهْتَدِي نَزَقُ التَّطَرُّفِ خَائِراً=فِي سَجْدَةِ الإِيِمَانِ تَجْلُو الْخَاطِرَه
جِنِّي حُرُوفِي وَاسْتَعِيِدِي مَاضِياً=لازَالَ يَحْتَلُّ الْعُقُولَ الْحَاضِرَهْ
بَلْ وَاصْرَخِي شِيِطِي شَرَارَا وَاقْدَحِي=لَمْ يَبْقَ لِلصَّبْرِ احْتِمَالُ مُنَاظَرَهْ
غُصْنٌ مِنَ الزَّيْتُونِ يَرْجُو فُسْحَةً=فَالأَيْكُ لَمْ يُعْطِ الْمَجَالَ وَحَاصَرَهْ
وَعَقَارِبٌ شَاكَتْ سِمَامَ ذُيُولِهَا=وَالْغُصْنُ يَرْقَبُ فِي الزُّعَافِ مَقَابِرَهْ
الطِّفْلُ مَاتَ..الشَّيْخُ حَيٌّ مَيِّتٌ=وَالأُمُّ ثَكْلَى فِي الْمَآسِي دَائِرَهْ
وَالشَّعْبُ يَصْرَخُ : لِلْجِهَادِ تَقَدَّمُوا=وَحُجَارَةٌ فِي الْكَفِّ جَرَّتْ طَائِرَهْ
سُفِكَتْ دِمَاءٌ وَالْجُرُوحُ تَفَاقَمَتْ=وَالْوَيْلُ كُلُّ الْوَيْلِ يَوْمَ الآخِرَهْ
كَيْفَ ارْتَضَيْنَا أَنْ يُمَزَّقُ عِرْضُنَا ؟=وَالدِّيِنُ قَدْ فَرَضَ الْجِهَادَ مُشَاطَرَهْ ؟!
أَسَفِي عَلَيْنَا فَالْجَحَافِلُ أَضْرَمَتْ=وَشَتَاتُنَا خَذُلَتْ عَلَيْهِ البَادِرَهْ
قَسَماً بِرَبِّي إِنَّنَا خِزْيُ الدُّنَى=فَلَقَدْ خَسَفْنَا فِي السَّلامِ مَعَابِرَهْ
عَرَبٌ وَيَا ذُلَّ الْعُرُوبَةِ وَضْعُنَا=لَوْ نَنْبُشُ التَّارِيِخَ خَطَّ مَآثِرَهْ
مَا نَفْعُ أُمَّتِنَا الْعَظِيِمَةِ فِي الْوَرَى ؟=يَا أُمَّةَ الإِسْلاَمِ كُونِي الآمِرَهْ
وَتَوَحَّدِي فِي غَفْلَةِ الزَّمَنِ الصَّعِيِـ = ـبِ تَجَلْمَدِي حَتَّى تَعِزُّ الذَّاكِرَهْ
غيداء الأيوبي

يحيى سليمان
28-12-2008, 10:44 AM
بوركت فهذا شعر قبل أن يكون موقفا
قصيدة قصيدة

أميرة عمارة
28-12-2008, 10:58 AM
جَسَدُ الْعُرُوبَةِ نَائِـمٌ فِـي جِحْـرِهِ

وَالذِّئْبُ يَنْهَشُ وَالْمَوائِـدُ عَامِـرَهْ

صدقت والله ياغيداء

أبدعت يا شاعرتنا المتميزة

والله الوضع الذي وصل اليه المسلمون يدمي القلوب,, ماذا جري كي نذل الي هذه الدرجه؟؟

اهمس لك اختي: لك رساله مني في الرسائل الخاصة

اختك أميرة

مجذوب العيد المشراوي
28-12-2008, 04:38 PM
يا غيداء قصيدة فيها موضوع وفيها شعر .... شكرا

محمد الأمين سعيدي
10-02-2009, 11:05 PM
نص باذخ
فيه:
الحزن/العروبة/الجراح
شكرا

حازم محمد البحيصي
11-02-2009, 01:08 AM
الفاضلة الفاضلة
غيداء الأيوبي
قصيدة بحق رائعة
جمعت الحزن والجراح والألم وصعوبة الحال وذل المآل
كم هو مصابنا جلل فقد استيقظنا على واقع مرير مرير
اللهم الطف بنا
اللهم أعز الاسلام والمسلمين
تحيتى لك

ريما حاج يحيى
05-07-2009, 07:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله
منذ زمن طويل لم اقرأ
قصائد رائعة وقوية
مثل قصائدك وخاصة
لامرأة فتحيتي لك
ولقلمك المبدع
سيدتي الفاضلة
غيداء
ولك ارق الامنيات
وتحيتي لغزة العزة

مصطفى السنجاري
05-07-2009, 08:34 PM
*** غيداء الأيوبي
ما هذا الألق الشفاف يهبط
من نمير يراعك
خرجت حروفي من يراعي ثائرةْ
لتقول : يا غيداء أنّكِ شاعرةْ
مودتي واحترامي

محمود فرحان حمادي
12-07-2010, 12:41 AM
شاعرتنا المبدعة الفاضلة غيداء الأيوبي
لحرفك صولة ثائرة باقتدار وتمكن
وله جمال آسر في البناء والسبك
بورك هذا النبض الفيّاض وهذه المشاعر الجيّاشة
تقبلي خالص الود
تحياتي

نبيل أحمد زيدان
12-07-2010, 01:45 AM
الأخت الفاضلة غيداء أيوبي الموقرة
شاعرة متمكنة تدرك زمانها فتقبضه بكفها فينتهي عصارة تبلسم به الجراح .
نعم أنت شاعرة قديرة وليست أكادمية تنظم الشعر بوركت أختاه
وتفضلي بقبول الشكر والإحترام

د. سمير العمري
29-02-2012, 11:12 PM
قصيدة سامقة بشعر مبهر وشعور غيور!

راق لي الكثير من التراكيب والسبك القوي ، وطاب لي الحس بالمسؤولية رغم قسوة جلد الذات ، لكن استوقفني أيضا بعض هنات بسيطة أو تراكيب دون مستوى ما نتوقع من شاعرة مبدعة كغيداء الأيوبي فإن رغبت في نصح كنت لك من الصادقين.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

مؤيد عبدالله الشايب
29-02-2012, 11:42 PM
عندما تحمل نصوصنا هدفا و رسالة
تصل المعاني للقلوب مباشرة
سلمت و لا فض فوك

ربيحة الرفاعي
01-03-2012, 12:10 AM
الله يا غيداء ما أجملك في هذه وما اعظمك شاعرة وعروبية حرّة
ابدعت حتى وددت لو لا تنتهي القصيدة

شكرا لك أيتها الراقية

محمد ذيب سليمان
01-03-2012, 08:54 AM
كل القيصيدة للإقتباس

بوركت يا صاحبة الحروف الثائرة
قصيدة وموقف حر ووجع مما يلم بالأمة
بالغ تحياتي

عمار زعبل الزريقي
01-03-2012, 09:31 AM
أحيان كثيرة نحتاج فيها لجلد الذات لإخراجها من مواتها.... حروف ثائرة ... دينامكية ظاهرة وثورة وصلت إلى شغاف الضمير
نص يبعث على الثورة الاخرى ... ثورة الإيقاظ المقدس لاستنطاق المعلوم لا المجهول... هنا يباد شعب والكل صامت إلا الحروف التي تجلد صمتنا
شعر جميل وقوي فيه من العاطفة الكثير من البكاء والحزن على أرض وكرامة عربية تستباح ولا مجيب....

وليد عارف الرشيد
01-03-2012, 01:28 PM
قصيدٌ سامقٌ جمع الشعر ببهائه والقيمة والفكرة الراقية
أحييك أيتها الشاعرة المبدعة
مودتي كما يليق وتقديري