مشاهدة النسخة كاملة : لا نريدُ منكم جزاءً ولا شكوراً
مبارك الهاجري
28-12-2008, 11:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
في بضعٍ من الإضاءات الفكرية، وبعضٍ من السمو الروحي، أجدني لا أعدو منزلة الملحدين في عُرف معاملاتهم لبعضهم، خصوصاً حين أقرأ قوله تعالى: ( إنما نطعمكم لوجهِ الله، لا نريدُ منكم جزاءً ولا شكورا)، فَيَفَرَقُ البياضُ مني إن أنا تذكّّرتُ من نفسي إنظارها لِمَن آثرتْ فيه الحُسنى، أن يقول لي يوماً: شكراً، أو بَيَّضَ الله وجهك، ولو أني أظهر التذمَّر من ذلك، إلا أني في نُزُل أمري أنتظر، ولو كان على أن لا يعاملني ببشريته التي خلقه الله عليها، أو بما يحفظ لي صورةَ يدي في وجهه!.
وإنَّك لو وصلتَ ـ حقيقةً ـ إلى معنى ( لا نريدُ منكم جزاءً ولا شكوراً) لبلغتَ به منزلة من ارتفع بغايته عن حظِّ نفسه من هذه الدنيا، وَمَنْ آثَر غيبية الأجر، وخفاء المدح من الأثر، على أن يكونَ محفوفاً بالصخب الدنيوي الذي هو فوق الجزاء في اعتباراتٍ كثيرة!.
وَمَعَ أني ما كنتُ الأشرَّ في مناظرتي بجميلي لِمَن رابني في الحُسنى، إلا أنِّي فقدتُ الكثيرَ من الوسائل في أن أصل إلى مبدأ ( لا نريدُ منكم جزاءً ولا شكوراً)!.
ذلك المبدأ الذي تتوجه به إلى الله؛ ولا تنتظر، بل ولا تأمل في أن تُكافأ من غيره، وهو المبدأ ذاتُه حينما يحكم الحب الذي يمتثل للفطرة في كثيرٍ من جوانبه؛ إذ إنَّك تسمو بالعطاء فيه سمو عاطفة الأم وهي تسع عقوق أبناءها، فلا تُريد ممن توسط الله في حبه إلى قلبك إلا رضا من ذلك الوسيط عزَّ شأنه، وعليه فلن ترى إلا ما كان أهلاً لأن يُرى، ولن تبتغي سوى ما ساوى بُغيتك في رضا الله.
اللهم إني أسألك الخلوصَ من أن أشرك بك وأنا أعلم، وأعوذ بك مما لا أعلم!.
شيماء وفا
28-12-2008, 05:33 PM
اللهم إني أسألك الخلوصَ من أن أشرك بك وأنا أعلم، وأعوذ بك مما لا أعلم!.
غالبا ما نقول ما لانفعل فكما نتمنى أن نصل لمرتبة قريبة من الله إلا أننا نستمتع بمدح الأخرين لنا
نفعك الله بهذا الدعاء وأنفعنا
كثيرا ما نقع في الأخطاء بغير علم منا ونتمنى المغفرة من الله الذي لا إله إلا هو
لكن مايزيد من قلقنا الأخطاء المقصودة منا
فرغم علمنا إلا أننا أحيانا نصمم على الخطأ
رحمنا الله وإياكم وغفر لنا جميع الأخطاء
تحياتي
مروة عبدالله
21-01-2009, 01:39 PM
أخي .. مبارك
( إنما نطعمكم لوجهِ الله، لا نريدُ منكم جزاءً ولا شكورا)
بداخلنا أخطاء ولكننا نحب أن نسعي إلي الكمال ولا كمال إلا لله وحده
خلقنا ولا ينتظر منا شكر ولا مجازاة
النفس بها أخطاء ولكننا نسعى لنكون الأفضل ونتخلص من أخطاءنا
نعطى ولا ننتظر رداً على ما نقدم
كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم
( إذا أعطيت المسكين وقال بارك الله عليك فقل بارك الله عليك )
صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
شكراً .. أخي مبارك
على ما قدمت لنا
دمت بكل الخير
محبتى
هشام عزاس
22-01-2009, 07:32 PM
الفاضل الكريم مبارك الهاجري
هذا المبدأ هو مبدأ رباني يسمو بالإنسان من عتبات الشكر إلى فضاء أوسع و أطهر و هو ابتغاء وجه الله تعالى , فيقين العامل بهذا المبدأ مدرك لغاية الأجر الحقيقي الذي لا يملكه البشر .
و هو مبدأ يجعل المرء في عطاء مستمر لا يخاف نقصان , و لا يعرف تمييز , و لكن الجميل في الأمر أن كل من اتصف بهكذا صفة تأتيه الدنيا ساعية , دون أن يكترث لمغرياتها , فتلك منح الله يؤتيها من يشاء .
الحقيقة أن معنى هذه العبارة زاخر جدا و يتفرع إلى قراءات كثيرة دون أدنى شك .
بارك الله فيك ...
ضفاف أماني
23-01-2009, 04:14 PM
الله الله منتهى الجمال هذا
بصدق قرأتها ثلاثا كل ذلك لأخذ من صنعتها البيانية
وللقرآن أثرا في من يسبر كلماته
تربت يداك والله فعلا كلمات ذات معنى ومبنى وروعة أخاذة جدا جدا
وفاء شوكت خضر
23-01-2009, 10:17 PM
اللهم إني أسألك الخلوصَ من أن أشرك بك وأنا أعلم، وأعوذ بك مما لا أعلم!.
هي النفس الأمارة بالسوء ، والله غفور رحيم وهو أعلم بالنوايا وما تخفي الصدور ..
نص حمل روعة البيان والموعظة الحسنة ، بأسلوب فيه الترغيب ..
بارك الله بك أخي وجزاك كل الخير وجعل كل حرف في ميزان حسناتك .
مبارك الهاجري
24-01-2009, 11:09 PM
غالبا ما نقول ما لانفعل فكما نتمنى أن نصل لمرتبة قريبة من الله إلا أننا نستمتع بمدح الأخرين لنا
نفعك الله بهذا الدعاء وأنفعنا
كثيرا ما نقع في الأخطاء بغير علم منا ونتمنى المغفرة من الله الذي لا إله إلا هو
لكن مايزيد من قلقنا الأخطاء المقصودة منا
فرغم علمنا إلا أننا أحيانا نصمم على الخطأ
رحمنا الله وإياكم وغفر لنا جميع الأخطاء
تحياتي
شيماء وفا
أسأل الله أن يجعلنا ممن يعطي دون مقابل!.
شكراً شكرا!.
مبارك الهاجري
27-01-2009, 05:36 AM
أخي .. مبارك
( إنما نطعمكم لوجهِ الله، لا نريدُ منكم جزاءً ولا شكورا)
بداخلنا أخطاء ولكننا نحب أن نسعي إلي الكمال ولا كمال إلا لله وحده
خلقنا ولا ينتظر منا شكر ولا مجازاة
النفس بها أخطاء ولكننا نسعى لنكون الأفضل ونتخلص من أخطاءنا
نعطى ولا ننتظر رداً على ما نقدم
كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم
( إذا أعطيت المسكين وقال بارك الله عليك فقل بارك الله عليك )
صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
شكراً .. أخي مبارك
على ما قدمت لنا
دمت بكل الخير
محبتى
مروة:
عفواً على هذا الحضور الألِق!.
مبارك الهاجري
27-01-2009, 05:38 AM
الفاضل الكريم مبارك الهاجري
هذا المبدأ هو مبدأ رباني يسمو بالإنسان من عتبات الشكر إلى فضاء أوسع و أطهر و هو ابتغاء وجه الله تعالى , فيقين العامل بهذا المبدأ مدرك لغاية الأجر الحقيقي الذي لا يملكه البشر .
و هو مبدأ يجعل المرء في عطاء مستمر لا يخاف نقصان , و لا يعرف تمييز , و لكن الجميل في الأمر أن كل من اتصف بهكذا صفة تأتيه الدنيا ساعية , دون أن يكترث لمغرياتها , فتلك منح الله يؤتيها من يشاء .
الحقيقة أن معنى هذه العبارة زاخر جدا و يتفرع إلى قراءات كثيرة دون أدنى شك .
بارك الله فيك ...
وبك بارك الله يا هشام!.
دمتَ طيباً!.
د. سمير العمري
09-08-2009, 09:01 PM
ما شاء الله تبارك الرحمن!
ما أجمل الحرف حين يستقيم صلبه ويستقيم دربه!
دمت متألقا بارعا!
وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.
تحياتي
سحر الليالي
10-10-2009, 01:29 AM
الفاضل [ مبارك الهاجري ]
:
ونبض أعجر تماما عن الرد عليه ..!
سأقول فقط : لله درك ...!!
سلمت ودمت بــ بذخ
تقبل خالص تقديري وتراتيل ورد
عبد الرحمن الكرد
10-10-2009, 01:28 PM
( إنما نطعمكم لوجهِ الله، لا نريدُ منكم جزاءً ولا شكورا)
هكذا يكون العطاء بأسمي حالاته
العطاء من أجل العطاء
كل التقدير
تحياتي
ثائر الحيالي
15-03-2010, 03:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في بضعٍ من الإضاءات الفكرية، وبعضٍ من السمو الروحي، أجدني لا أعدو منزلة الملحدين في عُرف معاملاتهم لبعضهم، خصوصاً حين أقرأ قوله تعالى: ( إنما نطعمكم لوجهِ الله، لا نريدُ منكم جزاءً ولا شكورا)، فَيَفَرَقُ البياضُ مني إن أنا تذكّّرتُ من نفسي إنظارها لِمَن آثرتْ فيه الحُسنى، أن يقول لي يوماً: شكراً، أو بَيَّضَ الله وجهك، ولو أني أظهر التذمَّر من ذلك، إلا أني في نُزُل أمري أنتظر، ولو كان على أن لا يعاملني ببشريته التي خلقه الله عليها، أو بما يحفظ لي صورةَ يدي في وجهه!.
وإنَّك لو وصلتَ ـ حقيقةً ـ إلى معنى ( لا نريدُ منكم جزاءً ولا شكوراً) لبلغتَ به منزلة من ارتفع بغايته عن حظِّ نفسه من هذه الدنيا، وَمَنْ آثَر غيبية الأجر، وخفاء المدح من الأثر، على أن يكونَ محفوفاً بالصخب الدنيوي الذي هو فوق الجزاء في اعتباراتٍ كثيرة!.
وَمَعَ أني ما كنتُ الأشرَّ في مناظرتي بجميلي لِمَن رابني في الحُسنى، إلا أنِّي فقدتُ الكثيرَ من الوسائل في أن أصل إلى مبدأ ( لا نريدُ منكم جزاءً ولا شكوراً)!.
ذلك المبدأ الذي تتوجه به إلى الله؛ ولا تنتظر، بل ولا تأمل في أن تُكافأ من غيره، وهو المبدأ ذاتُه حينما يحكم الحب الذي يمتثل للفطرة في كثيرٍ من جوانبه؛ إذ إنَّك تسمو بالعطاء فيه سمو عاطفة الأم وهي تسع عقوق أبناءها، فلا تُريد ممن توسط الله في حبه إلى قلبك إلا رضا من ذلك الوسيط عزَّ شأنه، وعليه فلن ترى إلا ما كان أهلاً لأن يُرى، ولن تبتغي سوى ما ساوى بُغيتك في رضا الله.
اللهم إني أسألك الخلوصَ من أن أشرك بك وأنا أعلم، وأعوذ بك مما لا أعلم!.
الأستاذ الفاضل مبارك الهاجري
حري بنا ..تأمل هذا النص والتماس فيض الحكمة التي أفاضت بها الكلمات..
سلمت..وسلم مدادك ..
محبتي
مبارك الهاجري
20-03-2010, 02:06 PM
الله الله منتهى الجمال هذا
بصدق قرأتها ثلاثا كل ذلك لأخذ من صنعتها البيانية
وللقرآن أثرا في من يسبر كلماته
تربت يداك والله فعلا كلمات ذات معنى ومبنى وروعة أخاذة جدا جدا
أعتزُّ بما قلتِ يا ضفاف!.
بارك الله فيكِ!.
مبارك الهاجري
20-03-2010, 02:08 PM
هي النفس الأمارة بالسوء ، والله غفور رحيم وهو أعلم بالنوايا وما تخفي الصدور ..
نص حمل روعة البيان والموعظة الحسنة ، بأسلوب فيه الترغيب ..
بارك الله بك أخي وجزاك كل الخير وجعل كل حرف في ميزان حسناتك .
وبكِ بارك الله يا وفاء!.
مبارك الهاجري
20-03-2010, 02:13 PM
ما شاء الله تبارك الرحمن!
ما أجمل الحرف حين يستقيم صلبه ويستقيم دربه!
دمت متألقا بارعا!
وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.
تحياتي
سلَّمك الله يا دكتور!.
كُن بخير!.
مبارك الهاجري
20-03-2010, 02:34 PM
الفاضل [ مبارك الهاجري ]
:
ونبض أعجر تماما عن الرد عليه ..!
سأقول فقط : لله درك ...!!
سلمت ودمت بــ بذخ
تقبل خالص تقديري وتراتيل ورد
بوركتِ يا سحر بوركتِ!.
مبارك الهاجري
20-03-2010, 02:35 PM
( إنما نطعمكم لوجهِ الله، لا نريدُ منكم جزاءً ولا شكورا)
هكذا يكون العطاء بأسمي حالاته
العطاء من أجل العطاء
كل التقدير
تحياتي
وأعظم الامتنان يا عبد الرحمن!.
مبارك الهاجري
20-03-2010, 02:38 PM
الفاضل [ مبارك الهاجري ]
:
ونبض أعجر تماما عن الرد عليه ..!
سأقول فقط : لله درك ...!!
سلمت ودمت بــ بذخ
تقبل خالص تقديري وتراتيل ورد
بوركتِ يا سحر بوركتِ!.
مبارك الهاجري
20-03-2010, 02:47 PM
تقديري وامتناني أ ثائر!.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir