تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تَــ ـشَـ ــهَّــ ـدْ



مريم العموري
01-01-2009, 04:35 PM
تَــ ـشَـ ــهَّــ ـدْ
شعر: مريم العموري
أبكاها أن ترى رجالاً تحت القصف يشرقون بدمائهم
وما في وسع مسعفيهم إلا أن يذكّروهم بالشهادتينْ
بُنيَّ..
تَشَهَّدْ
فهذا غَمام الظَّلاميّ غدراً يجوسُ سماءَكَ
يرميكَ فُحْشَ لظاهْ
كأنَّكَ لستَ حياةً على أوجِها تستحقُّ الحياه
كأنك لست ابن هذي البلاد وباذر حبّات تُرْبَتِها من قديم الزمانِ
أباً لأبٍ..
والجنى للجُناه!!
٭٭
تشهَّدْ
فما عاد-يا عينُ- يكفي الدواءُ ولا الماء والكهرباءْ
ولا ظلَّ تحت سُعُوف المشافي سوى الريحِ تصْفُقُ وجهَ الرجاءْ
فلا تُرجئِ الروحَ في الوهمِ..
كل الجهاتِ استُبيحتْ ..
وغالتْ يد الأقربينَ، البعدينَ، .. قلبَكَ
صاروا مع الغاصبينَ سواءْ..
حقودين.. يستمرئون عذابكَ..
هانوا.. ولمّا يزالوا يباهون بالفتْحِ شعباً أضاعوا..
وما هم سوى ردّةُ الفتحِ.. لا خيرَ في دمهم..
لا حياءْ
٭٭
تشهَّد
فلا كانَ في العُرْبِ من يستجيبُ لأنَّةِ جرحكَ
مهما استحالَ بحاراً من الدَّمِ..
مهما تقادمَ في لُجَّةِ الموتِ..
تمخرُ فيه جواري عدوِّكَ ستين قهراً
وجَوْراً
وغدراً
قضَضْتَ مضاجِعَهم من كثير ندائكَ..
فالزم حصاركَ
لا قدس في همِّهم يا حبيبي.. ولا هم لآهاتها يأبهونْ
جفوكَ.. وحيداً تجابهُ قرصانَ هذا الزمانِ
يموءونَ:
إذهب وقاتِلْهُ أنتَ وربُّكَ إنَّا هُنا في الهَنا قاعدونْ..
فلا عونَ..
وحدك يا ولدي في جهادكَ.. فامضِ، ولا تنتظرْ نخوةَ الخائرين
٭٭
تشهَّدْ حبيبي
فبين انحسار ظِلالكَ، والغيبِ.. سَتْرٌ شفيفٌ
وحرفٌ كما رفّةُ الأُقحوانِ على ثغْرِ ريح
إذا دبَّ في كل قلبكَ .. كان لكَ الحصنَ..
والحبَّ
والأُنسَ
والصَّولجانْ
وصرتَ.. كطُهر القداسةِ..
إذما بروحك طارتْ رفوفُ الملائكِِ حتى انبلاج الجِنانْ
٭٭
تشهَّدْ..
ولا بأس إن خفت أن تستبيك الدقائق في صمتها..
دون حضن الذينَ
على الشوق ينتظرونَ زفاف فؤادكَ للغَدِ..
لكن –رضائي عليكَ- تذكّرْ
بأنّ عروسك في سدرة عند عرش السلامِ
أعدت لطلَّة نورك سربَ حمامِ
تغني.. تناديكَ..باسمك أنت ...
هنالك حيث تعيش الأسامي
فهوِّنْ عليك .. وهوّن عليّ فراقَكَ يا حِبُّ
واغفر لأمِّك إن هالها الفقدُ ..
إن بلّلتْ في التياع قميصكَ .. تشتمّ طِيبَك بين الدفاترِ
آهٍ..وحول فَراغ فِرَاشِكَ حزناً تلوبُ
فهذا فراغك يا ولداهُ على القلب مرٌّ وصعبُ
ويومَ يهيلون فوقَك بَرْدَ الوداعِ.. تميدُ بيَ الأرضُ..
لكنْ
يدفّيك منِّيَ آيٌ وحبُّ
وأبقى ولو جرّحتني السنينُ وفيَّةَ ذكراكَ ..
أنثرُ أُنْسَكَ فوق البلادِ.. لألمحَ رسْمَك بين وجوه الشبابِ
وضيئاً.. حنوناً.. تنادي:
أحبّكِ أمي.. فظلّي كما أنتِ..
ربَّةَ صبرِ..
فيرعَشُ بين ضلوعيَ قلبُ
يناجي:
حبيبي.. ضَنَايَ
كفاني رضاكَ عليَّ ..
أنا منكَ فيكَ.. أُساقيكَ وردَ دعائي
فأربو
ألم تر حين ينادون.. أمَّ الشهيدِ..
أطيرُ.. أعانقُ كل القبابِ التي ما فتئتَ إليها تهبُّ
ويفترُّ قلبي إذا ما سمعتُ حديثاً يشابهُ حُلوَ حديثِكَ
أو ضحكةً كالتي كنت تشدو..
فيصبو الفراشُ.. ويهفو إليكَ من الطير سربُ
لك العمر إن ماد طيف الجمالِ ..طَروباً..
جليلا
لك الروح مع وشوشاتِ الغديرِ وهمس الدوالي ..
٭٭
تشهَّدْ أيا بعد حالي..
فإن كان يجثم فوق ضلوعيَ ظلمُ العبادِ
ثقيلاً ثقيلا ..
سأبقى أردد ملء يقيني
هنالك ربُّ
هنالك ربُّ
هنالك ربُّ
وللوغدِ -لا بُدَّ- يوم أمرُّ..
وللصبح قربُ..
وللصبح قربُ..
٭٭٭

عماد أمين
01-01-2009, 04:43 PM
(..أليس الصبح بقريب..).



سلمت يمينك أختي مريم

د. سمير العمري
25-05-2009, 11:15 AM
الله الله أيتها الشاعرة المبدعة حقا!

كلمات سطرتها العزة والإباء لتتعانق مع ملحمة البطولة والصمود والإباء هناك على أرض الآباء والأبناء.

أشكر لك هذا النص الرائع الذي رأيت أن أنقله لمنتدى الشعر هنا كي يجد ما يستحق من تقدير وتفاعل.

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير


تحياتي

مروة عبدالله
25-05-2009, 02:50 PM
مريم العموري الأنيقة

حرفٍ مكلوم بآهة تنتفض من الصدر الموجوع, وصرخة أطفال, وتوجعات رجال لا يملكون سوى الشهادة والنظر للسماء, فمهما تكاثرت الأوجاع وتناثرت الدماء, فإن النصر قادم بإذنه تعالى , جميل أن أقرأ لكِ حقاً.

كل التقدير

حازم محمد البحيصي
25-05-2009, 05:55 PM
الفاضلة مريم
نص شعري باذخ الشعر والشعور
كلمات من غضب واسلوب من أدب سطرت الرسالة وأوصلت الأمانة
تحيتي لك

مصطفى بطحيش
25-05-2009, 10:32 PM
ويومَ يهيلون فوقَك بَرْدَ الوداعِ.. تميدُ بيَ الأرضُ..
لكنْ
يدفّيك منِّيَ آيٌ وحبُّ
وأبقى ولو جرّحتني السنينُ وفيَّةَ ذكراكَ ..
أنثرُ أُنْسَكَ فوق البلادِ.. لألمحَ رسْمَك بين وجوه الشبابِ
وضيئاً.. حنوناً.. تنادي:
أحبّكِ أمي.. فظلّي كما أنتِ..
ربَّةَ صبرِ..
فيرعَشُ بين ضلوعيَ قلبُ
يناجي:
حبيبي.. ضَنَايَ
كفاني رضاكَ عليَّ ..
أنا منكَ فيكَ.. أُساقيكَ وردَ دعائي
فأربو
ألم تر حين ينادون.. أمَّ الشهيدِ..
أطيرُ.. أعانقُ كل القبابِ التي ما فتئتَ إليها تهبُّ
ويفترُّ قلبي إذا ما سمعتُ حديثاً يشابهُ حُلوَ حديثِكَ
أو ضحكةً كالتي كنت تشدو..
فيصبو الفراشُ.. ويهفو إليكَ من الطير سربُ
لك العمر إن ماد طيف الجمالِ ..طَروباً..
جليلا
لك الروح مع وشوشاتِ الغديرِ وهمس الدوالي ..
********

ايتها الشاعرة القديرة
ايتها الام الرؤوم
اجدت وابدعت ابكيت
افرحت قلبي
غدوت على حين غربة روح تسامت لتعرج نحو السماء
كأم رؤوم تحن و تحنو
فطوبى لام الشهيد تهدد احزانها بالحنين الانين الدفين ...
وتشرق في مقلتيها دموع الثكالى ... تزغرد من فرحها والتياع الحنايا
الى فلذة الروح تهفو
وتسمو الى ذروة الكبرياء !

احمدالبريد
26-05-2009, 05:59 PM
شعر جميل في موضوع جميل كتبتِ فأحسنتِ وأبدعتِ فأوفيتِ وطرتِ في سماء الشعر حيث الصفاء والجمال .
تحياتي العاطرة.

عبد الصمد الحكمي
26-05-2009, 06:31 PM
شاعرة أنت من سلالة المجرات
أوغل حرفك في رصد الفجيعة
ورغم ذلك لم أجد بدا من الانتشاء يزهو بي قلب امرأة من نخيل
\
شكري للدكتور سعيد العمري صائد القلائد
\
غزير مودتي

أحمد موسي
26-05-2009, 07:14 PM
هذا هو الابداع

تحيتي له

أحمد موسى

محسن شاهين المناور
27-05-2009, 05:13 PM
الأخت الكريمة مريم العموري
لافض فوك وشكرا على الأصالة والمعاني
السامية . . لغة شاعرية فذة وإبداع مميز
دمت بكل الألق