د. عمر جلال الدين هزاع
06-01-2009, 01:14 AM
الحُبُّ فِي زَمَنِ الحَرب ..
...
" أَروَى " ؛ رَوَى القَهرُ أَحقادِي , فَلا تَأسِي=وَ لتَعذُرِينِيَ إِمَّا أَظلَمَتْ نَفسِي
أَرَى نُعُوشًا عَلَى الأَكتافِ حَامِلَةً=جُثمانَ عِشقِيَ فِي صَفَّينِ لِلرِّمسِ
فِي كُلِّ يَومٍ هَوانٌ لَا انقِطاعَ لَهُ=كَأَنَّما اتَّصَلَ التَّارِيخُ بِالنَّحسِ
تَسُودُ فِينا كَراسٍ فَوقَها نُصُبٌ=زِيدَتْ إِلَى خَشَبِ الإِذلَالِ بِالجِبسِ
لَا يَقدِرُونَ عَلَى صَدِّ الغُزَاةِ وَ لَا=يَستنَفِرُونَ سِوَى دَوَّارَةِ الكَأسِ
فَنَحنُ مَنْ فَرَّقَتْنا طُغمَةٌ حَكَمَتْ=بِالغِشِّ ؛ بِالبَطشِ ؛ بِالتَّدلِيسِ ؛ بِالدَّسِّ
وَ الشَّمسُ تَسطَعُ , لَكِنْ نَحنُ مَنْ عَمِيَتْ=أَبصارُنا - وَيحَنا - عَنْ رُؤيَةِ الشَّمسِ
نُوحِي دِيارَ أَبِي , وَ استَمطِرِي غَضَبًا=مِنْ خَائِرِ العَزمِ فِي دَوَّامَةِ اليَأسِ
هَذِي " فِلِسطِينُ " ؛ تَشكُو مِنْ خِيانَتِنا=فَنَوحُ " غَزَّةَ " يَقفُو أَنَّةَ " القُدسِ "
وَ نَخلُ " بَغدادَ " مُذْ بِعنا ضَمائِرَنا=يَذُودُ بِالنَّعلِ لَا بِالسَّيفِ وَ التِّرسِ
مَا أَجهَشَتْ مُقَلُ " الجَولَانَ " فِي أَسَفٍ=إِلَّا وَ أَردَفَها " لُبنانُ " فِي بُؤسِ
وَ أَنتِ تَعتَقِدِينَ الحُبَّ مَسأَلَةً=بَعِيدَةً عَنْ شُؤُونِ الحَربِ وَ الحَبسِ
لَكِنَّهُ بَعضُ شَأنِ المَوتِ مُرتَبِطٌ=مَعْ وَاقِعِ الحالِ بَينَ اليَومِ وَ الأَمسِ
فَكَيفَ أَهوَاكِ يَا " أَروَى " ؟ وَ لِي وَطَنٌ=تَلُوكُهُ الحَربُ وَ الثَّاراتُ بِالضَّرسِ !
وَ كَيفَ أَلقاكِ ؟ وَ الأَطفالُ - وَيحَ دَمِي -=دِماؤُهُمْ سُفِكَتْ فِي غُرفَةِ الدَّرسِ !
وَ كَيفَ لِي أَنْ أُحِبَّ اليَومَ فِي تَرَفٍ ؟=وَ أَنْ أُقِيمَ عَلَى أَشلائِهمْ عُرسِي ؟
هَلْ تَنفَعُ الشَّفَةَ الحَمقاءَ قُبلَتُها ؟=وَ " غَزَّةُ الدَّمِ " تَحتَ القَصفِ وَ الهَرسِ !
نِساؤُنا ؛ أَهلُنا ؛ أَطفالُنا ؛ قُتِلُوا=وَ نَحنُ كَالبُكمِ ؛ وَ العُميانِ ؛ وَ الخُرسِ
يُذَبَّحُونَ عَلَى مَرأَى تَفاهَتِنا=وَ نَصرِفُ الليلَ بَينَ الضَّمِّ وَ الهَمسِ
نَظَلُّ نَبحَثُ عَنْ تَبرِيرِ ذِلَّتِنا=فِي غَضبَةِ الغُرَفِ الحَمراءِ بِالجِنسِ
زِيدُوا السُّؤَالَ - نَعَمْ - تَشهَدْ أَسِرَّتُنا=بِما حَصَدناهُ - بَعدَ الصَّمتِ - مِنْ تَعسِ
" أَروَى " ؛ أُحِبُّكِ , لَكِنْ لَيسَ أَكثَرَ مِنْ=حُبِّي لِأُمَّتِيَ المَوصُولَةِ النَّكسِ
" أَروَى " ؛ إِلَيكِ مَعَ الأَشواقِ مَعذِرَتِي=فَالحُبُّ فِي زَمَنِ النِّيرانِ كَالرِّجسِ
...
" أَروَى " ؛ رَوَى القَهرُ أَحقادِي , فَلا تَأسِي=وَ لتَعذُرِينِيَ إِمَّا أَظلَمَتْ نَفسِي
أَرَى نُعُوشًا عَلَى الأَكتافِ حَامِلَةً=جُثمانَ عِشقِيَ فِي صَفَّينِ لِلرِّمسِ
فِي كُلِّ يَومٍ هَوانٌ لَا انقِطاعَ لَهُ=كَأَنَّما اتَّصَلَ التَّارِيخُ بِالنَّحسِ
تَسُودُ فِينا كَراسٍ فَوقَها نُصُبٌ=زِيدَتْ إِلَى خَشَبِ الإِذلَالِ بِالجِبسِ
لَا يَقدِرُونَ عَلَى صَدِّ الغُزَاةِ وَ لَا=يَستنَفِرُونَ سِوَى دَوَّارَةِ الكَأسِ
فَنَحنُ مَنْ فَرَّقَتْنا طُغمَةٌ حَكَمَتْ=بِالغِشِّ ؛ بِالبَطشِ ؛ بِالتَّدلِيسِ ؛ بِالدَّسِّ
وَ الشَّمسُ تَسطَعُ , لَكِنْ نَحنُ مَنْ عَمِيَتْ=أَبصارُنا - وَيحَنا - عَنْ رُؤيَةِ الشَّمسِ
نُوحِي دِيارَ أَبِي , وَ استَمطِرِي غَضَبًا=مِنْ خَائِرِ العَزمِ فِي دَوَّامَةِ اليَأسِ
هَذِي " فِلِسطِينُ " ؛ تَشكُو مِنْ خِيانَتِنا=فَنَوحُ " غَزَّةَ " يَقفُو أَنَّةَ " القُدسِ "
وَ نَخلُ " بَغدادَ " مُذْ بِعنا ضَمائِرَنا=يَذُودُ بِالنَّعلِ لَا بِالسَّيفِ وَ التِّرسِ
مَا أَجهَشَتْ مُقَلُ " الجَولَانَ " فِي أَسَفٍ=إِلَّا وَ أَردَفَها " لُبنانُ " فِي بُؤسِ
وَ أَنتِ تَعتَقِدِينَ الحُبَّ مَسأَلَةً=بَعِيدَةً عَنْ شُؤُونِ الحَربِ وَ الحَبسِ
لَكِنَّهُ بَعضُ شَأنِ المَوتِ مُرتَبِطٌ=مَعْ وَاقِعِ الحالِ بَينَ اليَومِ وَ الأَمسِ
فَكَيفَ أَهوَاكِ يَا " أَروَى " ؟ وَ لِي وَطَنٌ=تَلُوكُهُ الحَربُ وَ الثَّاراتُ بِالضَّرسِ !
وَ كَيفَ أَلقاكِ ؟ وَ الأَطفالُ - وَيحَ دَمِي -=دِماؤُهُمْ سُفِكَتْ فِي غُرفَةِ الدَّرسِ !
وَ كَيفَ لِي أَنْ أُحِبَّ اليَومَ فِي تَرَفٍ ؟=وَ أَنْ أُقِيمَ عَلَى أَشلائِهمْ عُرسِي ؟
هَلْ تَنفَعُ الشَّفَةَ الحَمقاءَ قُبلَتُها ؟=وَ " غَزَّةُ الدَّمِ " تَحتَ القَصفِ وَ الهَرسِ !
نِساؤُنا ؛ أَهلُنا ؛ أَطفالُنا ؛ قُتِلُوا=وَ نَحنُ كَالبُكمِ ؛ وَ العُميانِ ؛ وَ الخُرسِ
يُذَبَّحُونَ عَلَى مَرأَى تَفاهَتِنا=وَ نَصرِفُ الليلَ بَينَ الضَّمِّ وَ الهَمسِ
نَظَلُّ نَبحَثُ عَنْ تَبرِيرِ ذِلَّتِنا=فِي غَضبَةِ الغُرَفِ الحَمراءِ بِالجِنسِ
زِيدُوا السُّؤَالَ - نَعَمْ - تَشهَدْ أَسِرَّتُنا=بِما حَصَدناهُ - بَعدَ الصَّمتِ - مِنْ تَعسِ
" أَروَى " ؛ أُحِبُّكِ , لَكِنْ لَيسَ أَكثَرَ مِنْ=حُبِّي لِأُمَّتِيَ المَوصُولَةِ النَّكسِ
" أَروَى " ؛ إِلَيكِ مَعَ الأَشواقِ مَعذِرَتِي=فَالحُبُّ فِي زَمَنِ النِّيرانِ كَالرِّجسِ