نبيل شبيب
08-12-2003, 12:27 PM
دموع القاعدين
يا غـارِقيــنَ بِدمعِنـا مُتَجِـدّدا=أَيُغيـثُ دَمْـعٌ مَوْطِنـاً وَمُشَـرّدا
هَلْ كانَ يَمْنَـعُ مِنْ صِـناعَةِ نََكْبَـةٍ =أَمْ أَسْـقَطَ الطغْيانَ أَمْ صَـدَّ العِـدا
فَلَكَـمْ ذَرَفْنـا دَمْعَـنا حَتّـى غَـدا=صِـدقُ العزيمـةِ بالدموعِ مُقَيّـدا
وَمِنَ المَدامِـعِ ما يُـراقُ بِحِرْقَـةٍ=أوْ مـا يُـراقُ تَبـاكِيـا.. مُتَبَـدّدا
أَنْعِـمْ بِـهِ فيـما يُهَـدّئُ رَوْعَـةً=وَاحْذَرْ بُكاءً فـي النّوائِـبِ مُقعِـدا
قَدْ يقتـلُ الإقـدامَ في ساحِ الوَغى=وَالعَـزْمَ في طَلَـبِ العُلى..مُتَعَمّـدا
ومِـنَ البكـاءِ هِـوايَـةٌ أوْ حِرْفَـةٌ=نَبْكي.. وَنَغْتالُ الهُـدى والمُرْشِـدا
مِثْلَ السّكارى فـي غَياهِـبِ نَوْبَـةٍ=حَتّى غَـدَوْنـا عاجِـزاً أَوْ مُقْعَـدا
إذْ نَنْشُـرُ الذّلّ الوَضيـعَ جِنـايَـةً=ونُنَصّبُ التّيئييـسَ بـاباً مُوصَـدا
ذُلٌّ يُـزَيّـنُ لِلنّفـوسِ نُكوصَـهـا=يَوْمَ الجِـهـادِ تَخَـوّفـاً وتَـرَدّدا
فَبَدا الخنوعُ فَضيلَـةً فـي عَيْنِ مَنْ=جَعَـلَ الجِـهـادَ تَهَـوّراً وتَشَـدّدا
وَرَأى الشّـهادَةَ نِقمـةً لا نِعْـمَـةً =وَيَظُـنُّ نَفْسَـهُ في الحَيـاةِ مُخَلَّـدا
عَبْـدُ الهَوى إِنْ ماتَ ماتَ وَلَمْ يَفُـزْ=أَوْ عاشَ دَهْـراُ عاشَ عَيْشـاً أَنْكَدا
دموع الملاحم
ماذا دَهـانـا يا بَنـي قَوْمي وقَـدْ=كُـنّـا الأَشـاوِسَ ثََـوْرَةً وتَمَـرّدا
نَـدَعُ المُجاهِـدَ كَيْ يُضَـحِّيَ وَحْدَهُ=أَوَلَيْسَ صِـدْقُ مَديحِـهِ أَنْ يُقْتَدى؟
أَتَفـيـدُ شَـكْوى مِنْ نَذالَةِ مُجْـرِمٍ=أَوْ قَوْلُ "مَرْحى" لِلشّـهيدِ مُمَـدّدا ؟
يَفْديـكَ مِنّـا الشّـعْرُ في نَدَواتِنـا=وَعَلى مَهاجِعِنا الفِـداءُ اسْـتُشْهِدا
عُقْـمُ الرّجولَةِ ما شَـكَوْنا بَعْـدَما=كُنّـا نُقيـمُ مَحـاضِنـاً كَيْ تولَدا
كَمْ مِـنْ فَتـاةٍ وَحّـدَتْ أَحْزانَـنـا=حينـاً.. وَعُدْنـا لا نُطيـقُ تَوَحّدا
إِذْ فَجّـرَتْ روحُ الشـهيدَةِ دَمْعَنـا=فَانْهَـلّ يَـرثـي مِثْلَمـا قَـدْ عُوِّدا
وَإِذا مَضَـتْ أَخَواتُهـا في دَرْبِهـا=عُـدْنـا وَعـادَ رِثـاؤنا فَتَـرَدّدا
أَمْسَتْ مَلاحِمُنـا النّـواحُ مِدادُهـا=وَدَمُ الحَرائِـرِ طاهِراً مُسْـتَشْـهِدا
وَيَعـافُ ما أَبْقى الرّجولَةََ بَـعْـدَهُ=بَيْـنَ الخُـدورِ تَخَنُّـثـاً وَتَبَـلُّـدا
مَنْ كانَ صَـوْتُهُ بِالصّـراخِ مُجَلْجِلاً=مُتَكَـبّـراً بِعَـرينِـهِ مُسْـتَأْسِـدا
أَمْسـى يُحاذِرُ رَفْـعَ هـامٍ خِلْسَـةً=وَالجُبْـنُ يَمْنَعُ أَنْ يَهُـبّ لِيُـنْـجِدا
إِنْ جاءَ بِالتّأْييـدِ جاءَكَ هامِســاً=وَبِتُهْمَـةِ الإِرْهـابِ صاحَ مُـنَـدّدا
الحُـرّ في الأَغْـلالِ يَأبـى قَيْـدَهُ=وَالعَبْـدُ إِنْ تُعْتِقْـهُ يَطْلُـبْ سَـيِّدا
دموع الموتى
مـاذا دَهانـا يا بَني قَوْمـي وَقَـدْ=صِـرْنا مَواتـاً دونَ ظِـلّ أوْ صَدى
وَإِذا صَحَوْنـا فََالنّحـيـبُ نَبيـذُنـا=وَإِذا رَقَـدْنا نَسْـتَطيـبُ المَـرْقَـدا
وَإِذا كَتَبْـنـا فََالكِتـابَـةُ صَـنْعَـَةٌ=نُحْصـي المَنـايا شـاهِدينَ وَرُصّدا
وَإِذا دَعَـوْنـا فَالدّعـاءُ تَـهَـرّبٌ=مِنْ أنْ نَعودَ إلى الجِهـادِ ونَصْمُـدا
نَدْعو.. وَلا نُعْطي الإجابَـةَ حَقّهـا=ونَرى صََلاحَ الدينِ يُبعَـثُ مُنْجِـدا
ماذا نَقـولُ إذِ اسْـتَكـانَـتْ أُمّـةٌ=يَأبـى لَهـا الطغْيـانُ أنُ تَتَوحَّـدا؟
أَنَقـولُ لِلأجْـيـالِ بَعْـدَ رَحيـلِنـا=هذي أَمـانَتُنـا أَضَـعْناها سُـدى؟
أَنَقـولُ لِلأبْنـاءِ قَبْـلَ رَحيـلِـنـا=بِئْسَ الذي لَمْ يَتّعِـظْ وَبِنا اقْتَـدى؟
أنقـولُ إنّـا كَالقَطـيـعِ بِمَـذْبَـحٍ=نَثْـغو ونَشْـكو للخَناجِـرِ والمِدى؟
كّنـا عَلـى وَجْهِ البَسـيطَةِ أَنْجُمـاً=كنّـا الكَرامَـةَ والشَّـهامَةَ والنّـدى
كنّـا العَدالَـةَ فَالحُقـوقُ مُصانَــةٌ=شَــنَآنُ قَـوْمٍ لا يُشَـوّهُ مَقْصَـدا
كنّـا يُسـابِقُ ذِكْرُنـا التاريـخََ إِنْ=نَعْزِفْ لَـهُ خَبَـراً تَغَنّـى مُنْشِــدا
كنّـا الجَحافِلَ نَسْحَقُ الطاغوتَ فـي =شَـرْقٍ وغَـرْبٍ إِنْ تَـهَوّرَ فَاعْتَدى
صِـرْنا نَرى نَهْشَ الذّئابِ لأَرْضِنـا=فَنُقيـمُ صَـرْحاً لِلذّئـابِ مُنَضَّـدا
وَإِذا أَتـى شَـيْطانُهُـمْ مُسْـتَكْبِرا=نبْني لَهُ فَـوْقْ الجَماجِـمِ مَعْـبَـدا
بِئْسَ العَبـيـدُ إِذا تَـوَلّـى أَمْرَهُمْ =عَبْـدٌ يَسـوقُ قَطيعَهُـمْ مُسْـتَعْبِدا
دموع التوبة
مـاذا دَهانـا يا بَني قَوْمـي لَقَـدْ=نَـزَلَ البَـلاءُ بِـدارِنـا.. لِيُهَـوِّدا
أَنَرى احْتِـراقَ حَضـارَةٍ بِعِراقِنـا=لا نَرْعَوي.. مُسْتَسْـلِماً وَمُهَـدَّدا
أَوَنُسْـمِعُ الأَحْـرارَ لَحْـنَ تَحَـرّرٍ=وَنَـذِلُّ فـي كَنَفِ الطّغـاةِ تَوَدُّدا؟
أَنَصوغُ في شَـرَف الأُباةِ قَصائِداً=ومَغامِدُ الأسْيافِ قَدْ شَـكَتِ الصَّدا؟
أمْ تَشْـحَذُ الخُطَبُ البَليغَـةُ عَزْمَنا=وَالعَزْمُ في قَـلْبِ الخَطيبِ تَبَـدّدا؟
أَوَيَسْـتَغيثُ المَسْـجِدُ الأقْصى بِنا=فَنُجيبُ بِالحُزْنِ العَميـقِ المَسْجِدا؟
سَئِمَتْ مِنَ الصَّخَبِ المَنابِرُ كُلُّـهـا=وَرَوى الخُنوعُ مِـدادَنا.. فَتَجَمَّـدا
مَنْ يَطْلُبِ العَيْشَ المَهيـنَ فَدونَـهُ=ذلٌّ تَجَـلّى فـي الجِبـاهِ وعَرْبَـدا
فَكَأنَّنـا رِمَـمٌ وَيَلْفِظُـنـا الثّـرى=أَوْ أَنّـنا نُصُـبٌ إِذا نـادى الفِـدا
فَنَعيشُ هـذا في الغِـوايَةِ سـادِرٌ =وَأخوهُ يَقْضـي عُمْـرَهُ مُتَعَـبّـدا
رَبّـاهُ هَلْ تُنْجـي المُخَلَّفََ سَـجْدَةٌ =إِذْ يُقْتَـلُ الأَهْـلونَ حَـوْلَهُ سُـجَّدا
أَمْ يَنْفَـعُ الدّاعيـنَ حُسْـنُ دُعائِهِمْ=ما لَـمْ نُجِـبْ في أَرْضِنا المُسْتَنْجِدا
أَمْ يَصْـنَعُ النّصْـرَ الكَبيـرَ مُكابِـرٌ=مَـنْ صارَ هَمُّهُ أَنْ يُضِـلّ وَيُفْسِدا
لا لَـنْ نُـجَـدِّدَ مَجْدَنـا بِحَماسَـةٍ=وَالدّمْعُ لا يُجْدي إِذا هُجِـرَ الهُـدى
فَاهْجُرْ دُموعَكَ لَنْ تُزيلَ بِها أَسـىً=وَبِغَيْـرِ بَأْسِـكَ لَنْ تُحَقِّقَ سُـؤْدَدا
وَإذا أَرَدْتََ نَجـاةَ أُمّتِـكَ اسْـتَقِـمْ=وَاجْعَلْ عَطاءَكَ وَالشّـهادَةَ مَقْصدا
تَقْوى الإِلـهِ مَعَ الجِهادِ سَـبيلُنـا=وَالعِلـمُ وَالعَمَـلُ الدّؤوبُ مُسَـدّدا
وَالعَبْـدُ إِنْ وَفّــى بِنُصْرَةِ دينِـهِ=فَالنّصْـرُ باتَ مُقَـدّراً وَمُؤَكَّــدا
مددت يدا
إِنّـي أُنـاشِـدُ عِــزَّةً مَـوؤودَةً=ما كـانَ في نَكَبـاتـِنـا أَنْ تُـوْأَدا
مَـنْ يَرْتَـضِ اليَوْمََ المَذَلّـةَ خانِعاً=لَنْ يَسْـتَرِدَّ المَسْـجِدَ الأَقْصى غَـدا
آنَ الأوانُ لِـكَـيْ نُحَـرّرَ أَنْفُســاً=مِنْ كُلّ حِـقْـدٍ في النّفوسِ تَجَـلَّدا
فَلْنَجْـعَـلِ الأَحْـزانَ في أَحْداقِـنـا=ثَـأْراً عَلـى غـازٍ أتـى مُتَوَعِّـدا
وَلْنَنْـزِعِ الأَحْجارَ مِـنْ أَكْبـادِنــا=وَالقَلْـبُ صَـخْرٌ إِنْ قَسـا وَتَبَلَّـدا
وَلْنُطْفِـئِ النيـرانَ فيمـا بَيْنَـنـا =لِنُحيـلَها وَدَمَ الكَـرامَةِ مَوْقِــدا
وَنَـرُدّهـا بَأْسـاً يُدَمّـرُ بَأْسَـهُمْ=وَسَيُهْزَمون إِذا صَدَقْنـا المَوْعِـدا
هـذا نِــداءٌ لِلتّـوَحُّـدِ صـادِقٌ=إنّـي مَـدَدْتُ إِلى أياديكُـمْ يَــدا
يا غـارِقيــنَ بِدمعِنـا مُتَجِـدّدا=أَيُغيـثُ دَمْـعٌ مَوْطِنـاً وَمُشَـرّدا
هَلْ كانَ يَمْنَـعُ مِنْ صِـناعَةِ نََكْبَـةٍ =أَمْ أَسْـقَطَ الطغْيانَ أَمْ صَـدَّ العِـدا
فَلَكَـمْ ذَرَفْنـا دَمْعَـنا حَتّـى غَـدا=صِـدقُ العزيمـةِ بالدموعِ مُقَيّـدا
وَمِنَ المَدامِـعِ ما يُـراقُ بِحِرْقَـةٍ=أوْ مـا يُـراقُ تَبـاكِيـا.. مُتَبَـدّدا
أَنْعِـمْ بِـهِ فيـما يُهَـدّئُ رَوْعَـةً=وَاحْذَرْ بُكاءً فـي النّوائِـبِ مُقعِـدا
قَدْ يقتـلُ الإقـدامَ في ساحِ الوَغى=وَالعَـزْمَ في طَلَـبِ العُلى..مُتَعَمّـدا
ومِـنَ البكـاءِ هِـوايَـةٌ أوْ حِرْفَـةٌ=نَبْكي.. وَنَغْتالُ الهُـدى والمُرْشِـدا
مِثْلَ السّكارى فـي غَياهِـبِ نَوْبَـةٍ=حَتّى غَـدَوْنـا عاجِـزاً أَوْ مُقْعَـدا
إذْ نَنْشُـرُ الذّلّ الوَضيـعَ جِنـايَـةً=ونُنَصّبُ التّيئييـسَ بـاباً مُوصَـدا
ذُلٌّ يُـزَيّـنُ لِلنّفـوسِ نُكوصَـهـا=يَوْمَ الجِـهـادِ تَخَـوّفـاً وتَـرَدّدا
فَبَدا الخنوعُ فَضيلَـةً فـي عَيْنِ مَنْ=جَعَـلَ الجِـهـادَ تَهَـوّراً وتَشَـدّدا
وَرَأى الشّـهادَةَ نِقمـةً لا نِعْـمَـةً =وَيَظُـنُّ نَفْسَـهُ في الحَيـاةِ مُخَلَّـدا
عَبْـدُ الهَوى إِنْ ماتَ ماتَ وَلَمْ يَفُـزْ=أَوْ عاشَ دَهْـراُ عاشَ عَيْشـاً أَنْكَدا
دموع الملاحم
ماذا دَهـانـا يا بَنـي قَوْمي وقَـدْ=كُـنّـا الأَشـاوِسَ ثََـوْرَةً وتَمَـرّدا
نَـدَعُ المُجاهِـدَ كَيْ يُضَـحِّيَ وَحْدَهُ=أَوَلَيْسَ صِـدْقُ مَديحِـهِ أَنْ يُقْتَدى؟
أَتَفـيـدُ شَـكْوى مِنْ نَذالَةِ مُجْـرِمٍ=أَوْ قَوْلُ "مَرْحى" لِلشّـهيدِ مُمَـدّدا ؟
يَفْديـكَ مِنّـا الشّـعْرُ في نَدَواتِنـا=وَعَلى مَهاجِعِنا الفِـداءُ اسْـتُشْهِدا
عُقْـمُ الرّجولَةِ ما شَـكَوْنا بَعْـدَما=كُنّـا نُقيـمُ مَحـاضِنـاً كَيْ تولَدا
كَمْ مِـنْ فَتـاةٍ وَحّـدَتْ أَحْزانَـنـا=حينـاً.. وَعُدْنـا لا نُطيـقُ تَوَحّدا
إِذْ فَجّـرَتْ روحُ الشـهيدَةِ دَمْعَنـا=فَانْهَـلّ يَـرثـي مِثْلَمـا قَـدْ عُوِّدا
وَإِذا مَضَـتْ أَخَواتُهـا في دَرْبِهـا=عُـدْنـا وَعـادَ رِثـاؤنا فَتَـرَدّدا
أَمْسَتْ مَلاحِمُنـا النّـواحُ مِدادُهـا=وَدَمُ الحَرائِـرِ طاهِراً مُسْـتَشْـهِدا
وَيَعـافُ ما أَبْقى الرّجولَةََ بَـعْـدَهُ=بَيْـنَ الخُـدورِ تَخَنُّـثـاً وَتَبَـلُّـدا
مَنْ كانَ صَـوْتُهُ بِالصّـراخِ مُجَلْجِلاً=مُتَكَـبّـراً بِعَـرينِـهِ مُسْـتَأْسِـدا
أَمْسـى يُحاذِرُ رَفْـعَ هـامٍ خِلْسَـةً=وَالجُبْـنُ يَمْنَعُ أَنْ يَهُـبّ لِيُـنْـجِدا
إِنْ جاءَ بِالتّأْييـدِ جاءَكَ هامِســاً=وَبِتُهْمَـةِ الإِرْهـابِ صاحَ مُـنَـدّدا
الحُـرّ في الأَغْـلالِ يَأبـى قَيْـدَهُ=وَالعَبْـدُ إِنْ تُعْتِقْـهُ يَطْلُـبْ سَـيِّدا
دموع الموتى
مـاذا دَهانـا يا بَني قَوْمـي وَقَـدْ=صِـرْنا مَواتـاً دونَ ظِـلّ أوْ صَدى
وَإِذا صَحَوْنـا فََالنّحـيـبُ نَبيـذُنـا=وَإِذا رَقَـدْنا نَسْـتَطيـبُ المَـرْقَـدا
وَإِذا كَتَبْـنـا فََالكِتـابَـةُ صَـنْعَـَةٌ=نُحْصـي المَنـايا شـاهِدينَ وَرُصّدا
وَإِذا دَعَـوْنـا فَالدّعـاءُ تَـهَـرّبٌ=مِنْ أنْ نَعودَ إلى الجِهـادِ ونَصْمُـدا
نَدْعو.. وَلا نُعْطي الإجابَـةَ حَقّهـا=ونَرى صََلاحَ الدينِ يُبعَـثُ مُنْجِـدا
ماذا نَقـولُ إذِ اسْـتَكـانَـتْ أُمّـةٌ=يَأبـى لَهـا الطغْيـانُ أنُ تَتَوحَّـدا؟
أَنَقـولُ لِلأجْـيـالِ بَعْـدَ رَحيـلِنـا=هذي أَمـانَتُنـا أَضَـعْناها سُـدى؟
أَنَقـولُ لِلأبْنـاءِ قَبْـلَ رَحيـلِـنـا=بِئْسَ الذي لَمْ يَتّعِـظْ وَبِنا اقْتَـدى؟
أنقـولُ إنّـا كَالقَطـيـعِ بِمَـذْبَـحٍ=نَثْـغو ونَشْـكو للخَناجِـرِ والمِدى؟
كّنـا عَلـى وَجْهِ البَسـيطَةِ أَنْجُمـاً=كنّـا الكَرامَـةَ والشَّـهامَةَ والنّـدى
كنّـا العَدالَـةَ فَالحُقـوقُ مُصانَــةٌ=شَــنَآنُ قَـوْمٍ لا يُشَـوّهُ مَقْصَـدا
كنّـا يُسـابِقُ ذِكْرُنـا التاريـخََ إِنْ=نَعْزِفْ لَـهُ خَبَـراً تَغَنّـى مُنْشِــدا
كنّـا الجَحافِلَ نَسْحَقُ الطاغوتَ فـي =شَـرْقٍ وغَـرْبٍ إِنْ تَـهَوّرَ فَاعْتَدى
صِـرْنا نَرى نَهْشَ الذّئابِ لأَرْضِنـا=فَنُقيـمُ صَـرْحاً لِلذّئـابِ مُنَضَّـدا
وَإِذا أَتـى شَـيْطانُهُـمْ مُسْـتَكْبِرا=نبْني لَهُ فَـوْقْ الجَماجِـمِ مَعْـبَـدا
بِئْسَ العَبـيـدُ إِذا تَـوَلّـى أَمْرَهُمْ =عَبْـدٌ يَسـوقُ قَطيعَهُـمْ مُسْـتَعْبِدا
دموع التوبة
مـاذا دَهانـا يا بَني قَوْمـي لَقَـدْ=نَـزَلَ البَـلاءُ بِـدارِنـا.. لِيُهَـوِّدا
أَنَرى احْتِـراقَ حَضـارَةٍ بِعِراقِنـا=لا نَرْعَوي.. مُسْتَسْـلِماً وَمُهَـدَّدا
أَوَنُسْـمِعُ الأَحْـرارَ لَحْـنَ تَحَـرّرٍ=وَنَـذِلُّ فـي كَنَفِ الطّغـاةِ تَوَدُّدا؟
أَنَصوغُ في شَـرَف الأُباةِ قَصائِداً=ومَغامِدُ الأسْيافِ قَدْ شَـكَتِ الصَّدا؟
أمْ تَشْـحَذُ الخُطَبُ البَليغَـةُ عَزْمَنا=وَالعَزْمُ في قَـلْبِ الخَطيبِ تَبَـدّدا؟
أَوَيَسْـتَغيثُ المَسْـجِدُ الأقْصى بِنا=فَنُجيبُ بِالحُزْنِ العَميـقِ المَسْجِدا؟
سَئِمَتْ مِنَ الصَّخَبِ المَنابِرُ كُلُّـهـا=وَرَوى الخُنوعُ مِـدادَنا.. فَتَجَمَّـدا
مَنْ يَطْلُبِ العَيْشَ المَهيـنَ فَدونَـهُ=ذلٌّ تَجَـلّى فـي الجِبـاهِ وعَرْبَـدا
فَكَأنَّنـا رِمَـمٌ وَيَلْفِظُـنـا الثّـرى=أَوْ أَنّـنا نُصُـبٌ إِذا نـادى الفِـدا
فَنَعيشُ هـذا في الغِـوايَةِ سـادِرٌ =وَأخوهُ يَقْضـي عُمْـرَهُ مُتَعَـبّـدا
رَبّـاهُ هَلْ تُنْجـي المُخَلَّفََ سَـجْدَةٌ =إِذْ يُقْتَـلُ الأَهْـلونَ حَـوْلَهُ سُـجَّدا
أَمْ يَنْفَـعُ الدّاعيـنَ حُسْـنُ دُعائِهِمْ=ما لَـمْ نُجِـبْ في أَرْضِنا المُسْتَنْجِدا
أَمْ يَصْـنَعُ النّصْـرَ الكَبيـرَ مُكابِـرٌ=مَـنْ صارَ هَمُّهُ أَنْ يُضِـلّ وَيُفْسِدا
لا لَـنْ نُـجَـدِّدَ مَجْدَنـا بِحَماسَـةٍ=وَالدّمْعُ لا يُجْدي إِذا هُجِـرَ الهُـدى
فَاهْجُرْ دُموعَكَ لَنْ تُزيلَ بِها أَسـىً=وَبِغَيْـرِ بَأْسِـكَ لَنْ تُحَقِّقَ سُـؤْدَدا
وَإذا أَرَدْتََ نَجـاةَ أُمّتِـكَ اسْـتَقِـمْ=وَاجْعَلْ عَطاءَكَ وَالشّـهادَةَ مَقْصدا
تَقْوى الإِلـهِ مَعَ الجِهادِ سَـبيلُنـا=وَالعِلـمُ وَالعَمَـلُ الدّؤوبُ مُسَـدّدا
وَالعَبْـدُ إِنْ وَفّــى بِنُصْرَةِ دينِـهِ=فَالنّصْـرُ باتَ مُقَـدّراً وَمُؤَكَّــدا
مددت يدا
إِنّـي أُنـاشِـدُ عِــزَّةً مَـوؤودَةً=ما كـانَ في نَكَبـاتـِنـا أَنْ تُـوْأَدا
مَـنْ يَرْتَـضِ اليَوْمََ المَذَلّـةَ خانِعاً=لَنْ يَسْـتَرِدَّ المَسْـجِدَ الأَقْصى غَـدا
آنَ الأوانُ لِـكَـيْ نُحَـرّرَ أَنْفُســاً=مِنْ كُلّ حِـقْـدٍ في النّفوسِ تَجَـلَّدا
فَلْنَجْـعَـلِ الأَحْـزانَ في أَحْداقِـنـا=ثَـأْراً عَلـى غـازٍ أتـى مُتَوَعِّـدا
وَلْنَنْـزِعِ الأَحْجارَ مِـنْ أَكْبـادِنــا=وَالقَلْـبُ صَـخْرٌ إِنْ قَسـا وَتَبَلَّـدا
وَلْنُطْفِـئِ النيـرانَ فيمـا بَيْنَـنـا =لِنُحيـلَها وَدَمَ الكَـرامَةِ مَوْقِــدا
وَنَـرُدّهـا بَأْسـاً يُدَمّـرُ بَأْسَـهُمْ=وَسَيُهْزَمون إِذا صَدَقْنـا المَوْعِـدا
هـذا نِــداءٌ لِلتّـوَحُّـدِ صـادِقٌ=إنّـي مَـدَدْتُ إِلى أياديكُـمْ يَــدا