د.جمال مرسي
09-12-2003, 09:25 AM
غربة
شعر د. جمال مرسي
يا ربُّ هل من عوْدةٍ ورجوعِ = بعد الشتاتِ و غربتي و دموعي
باتت طيورُ الروضِ في وُكُناتِها = و طيورُ وجدي لم تَعُدْ لربُوعي
فتأجَّجَت شمسُ الهجيرِ بمُهْجَتي = وتَضَرَّمَتْ نارُ الأسى بضلوعي
أمشي على شَوْكِ القتادِ ، تقودني = قدماىَ صوْبَ الأحمرِ الممنوعِ
أجتازُ حَدَّ الإنهزامِ ، وأعتلي = موجَ التحدِّي ، سابحاً بقلوعي
أطوي دياجي حيْرتي و تغَرُّبي = وأُضيئُ رغم الإنكسارِ شموعي
لأُطِلَّ بالأملِ الذي يحيا هُنا = مُتَلألئاً بفؤاديَ الموجوعِ
إطلالةَ الملهوفِ شوقاً للثرى = في موطني بين الجوى ونزوعي
و صبابتي للنيلِ يروي خافقي = حُبّاً ، و رفضي ذِلّتي وخضوعي
وطني الذي خبَّأتُ بينَ جوانحي = و عشقتُهُ في يقظتي و هجوعي
و جهرتُ بالحبِّ الذي أسمو بِهِ = فشَهَرْتُهُ كالبيْرَقِ المرفوعِ
وطني الذي في مُقلَتَيْكِ رأيتُهُ = كالطيرِ يلثُمُ صَفحَةَ الينبوعِ
و رأيتُهُ في وجنتيْكِ ، فَخِلْتُهُ = وردا يتيهُ بسهلِكِ المزروعِ
و رأيتُهُ فوقَ الجبينِ مُزَيِّناً = تاجَ العلاءِ بروعةٍ و نصُوعِ
حطَّمتُ كُلَّ سلاسلي و تَغَرُّبِي = و حَزَمْتُ أمتعتي ، رَبَطْتُ نُسوعي
و عَبَرْتُ خطَّ الإرتياحِ ، ولهفتي = تجتاحُ مابي من صدىً أو جوعِ
و مَشَيْتُ في كلِّ الدروبِ ، حَسِبْتُني = كالفاتحِ المغوارِ يومَ رجوعِ
و ظننتُ أنِّي بعدَ ( عشرٍ ) أُرتَجى = فَوَجَدْتُني كالقائدِ المخلوعِ
والكُلُّ يلوي رأسَهُ إن أبْصَرَتْ = عيناهُ وجهَ العاشِقِ المخدوعِ
هيَّأْتُ نفسي للرجوعِ مُهَلْهَلاً = و دَفَنْتُ طَيَّ حقائبي مشروعي
و عزمتُ أن أبقى هناكَ بغُربتي = ما بين أشعاري و بين دموعي
شعر د. جمال مرسي
يا ربُّ هل من عوْدةٍ ورجوعِ = بعد الشتاتِ و غربتي و دموعي
باتت طيورُ الروضِ في وُكُناتِها = و طيورُ وجدي لم تَعُدْ لربُوعي
فتأجَّجَت شمسُ الهجيرِ بمُهْجَتي = وتَضَرَّمَتْ نارُ الأسى بضلوعي
أمشي على شَوْكِ القتادِ ، تقودني = قدماىَ صوْبَ الأحمرِ الممنوعِ
أجتازُ حَدَّ الإنهزامِ ، وأعتلي = موجَ التحدِّي ، سابحاً بقلوعي
أطوي دياجي حيْرتي و تغَرُّبي = وأُضيئُ رغم الإنكسارِ شموعي
لأُطِلَّ بالأملِ الذي يحيا هُنا = مُتَلألئاً بفؤاديَ الموجوعِ
إطلالةَ الملهوفِ شوقاً للثرى = في موطني بين الجوى ونزوعي
و صبابتي للنيلِ يروي خافقي = حُبّاً ، و رفضي ذِلّتي وخضوعي
وطني الذي خبَّأتُ بينَ جوانحي = و عشقتُهُ في يقظتي و هجوعي
و جهرتُ بالحبِّ الذي أسمو بِهِ = فشَهَرْتُهُ كالبيْرَقِ المرفوعِ
وطني الذي في مُقلَتَيْكِ رأيتُهُ = كالطيرِ يلثُمُ صَفحَةَ الينبوعِ
و رأيتُهُ في وجنتيْكِ ، فَخِلْتُهُ = وردا يتيهُ بسهلِكِ المزروعِ
و رأيتُهُ فوقَ الجبينِ مُزَيِّناً = تاجَ العلاءِ بروعةٍ و نصُوعِ
حطَّمتُ كُلَّ سلاسلي و تَغَرُّبِي = و حَزَمْتُ أمتعتي ، رَبَطْتُ نُسوعي
و عَبَرْتُ خطَّ الإرتياحِ ، ولهفتي = تجتاحُ مابي من صدىً أو جوعِ
و مَشَيْتُ في كلِّ الدروبِ ، حَسِبْتُني = كالفاتحِ المغوارِ يومَ رجوعِ
و ظننتُ أنِّي بعدَ ( عشرٍ ) أُرتَجى = فَوَجَدْتُني كالقائدِ المخلوعِ
والكُلُّ يلوي رأسَهُ إن أبْصَرَتْ = عيناهُ وجهَ العاشِقِ المخدوعِ
هيَّأْتُ نفسي للرجوعِ مُهَلْهَلاً = و دَفَنْتُ طَيَّ حقائبي مشروعي
و عزمتُ أن أبقى هناكَ بغُربتي = ما بين أشعاري و بين دموعي