تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سَمَّيْتُها الإِنْتِصارْ



أنس إبراهيم
26-01-2009, 03:30 PM
انتصر الأمواتُ وبقيتْ الأنقاضُ تحتفلْ
وبقي الأحياءُ معلقينَ بين الانتصارِ الواقعي وبينَ ماهيةِ القادمْ
الأطفالُ انتصرتْ ألعابهُم الممزقةُ وزالتْ ثورةُ عقولهمِ الجامحةْ
تسللتْ إليهِم عناقيدٌ فسفوريةْ
أحرقت خرّبت دمّرت
ذبحت الهواء وراحتْ تغنّي في تشوّهاتِ طفلٍ غطى وجههُ خشيةَ الكاميرة المصوّرةْ

تآكلَ لحمُ البقاءِ وتجمّعَ الموتُ حولَ الحياة
يسألُ عما إذا رقدتْ وأسلَمَت أمرها إلى مفاوضاتِ السلامْ
تركَ هاتفهُ النقالُ يردُ عليهِ السحابُ وهو يكلِّمنا عن ما لا نطيق
تزدحمُ الحياةُ وتتساقطُ الأرواحُ
نفيقُ من سبات زاخرٌ بأروقةِ البلاغةِ السياسية
نتعلَّمُ صعود المنابرِ وننافقُ بالخطبِ الجماعية
ثم نزعمُ أن القدرَ آتى مآلنا هذا المآل !!

انتصرت حجارةُ غزّةَ على بارودٍ تسربَ في الهواء
ينحتُ الهواء ويُزويهِ إلى هدفٍ يحثهُ مصوِّبهُ إليه
تحتَ التراب تنشطُ حبوبُ الحياة !
ما زلنا ننتصرُ بالبقاءْ !

كذبتْ الأقدارُ وقالتْ ربما لا يستطيعونُ التفننُ في الحياة
وآخرون تحدّثوا عن ضعفِ الهواءِ في عروقِ الرضّع
وآخرون ادّعوا تفشّي الصداعُ في فوهاتِ بنادقنا

ونحنُ صلّينا لمنْ في السماء
ارتدنا الوضوء وانتشلنا إيماننا ! لكن ! لم يكن هناك جامعٌ يجمعُنا
فقيلَ " ستجتمعونَ حينَ يحينُ الفجرُ في السماء "

ونحنُ تعبنا الجلوسَ على أدراجِ الغيابْ
ثم أزلفنا مواراةَ الشموعِ كي يحيدَ الظلامُ أسرهُ علينا
وشدهنا حينما اعتنقَ القدرُ ديانةَ قتلنا !
ثم اعترفتْ السماء أننا .. أغبياء

ونحنُ نسيرُ على شارعِ القدسِ
رأينا ممّر العبورِ إلى الفضاء ، ظننا لبرهةٍ أنها راحةٌ تقضي بنا
فصفقنا وقلنا " مَرحى للسماء "
وصُفِّقَ لنا " مَرحى للغباءْ "

ضفاف أماني
26-01-2009, 03:46 PM
فلسفة عميقة جميلة

سلمت وسلم يراعك

أعجبتني نثريتك كثيرا كثيرا

وفاء شوكت خضر
26-01-2009, 10:22 PM
نظرتك العميقة لما حولك ، جعلتك ترسم الصورة بإبداع وإتقان ..
ماخذان لي على هذا النص الجميل بلغته وفلسفته ..
أولا القدر من الله وهذا أمر يسقط فيه الغالبية حين يلعنون أو يسبون القدر أو يصفونه بالخطأ ..
ثانيا بعض الهنات اللغوية سقوط بعض الأحرف وأعتقدها سقطت سهوا فهذا واضح ..
ليتك تحاول تغيير كلمة القدر أو تغيير صيغة الجمل بحيث لا تقع في محظور تحمل به وزرا ..

أشكرك لسعة صدرك أنس ..
تحيتي وودي العميق .

أنس إبراهيم
28-01-2009, 02:21 PM
فلسفة عميقة جميلة

سلمت وسلم يراعك

أعجبتني نثريتك كثيرا كثيرا



الأختُ أماني حرب

باقةُ حترام وتقدير

شكرا لهذا المرور الطيب

أنس إبراهيم
28-01-2009, 02:33 PM
نظرتك العميقة لما حولك ، جعلتك ترسم الصورة بإبداع وإتقان ..
ماخذان لي على هذا النص الجميل بلغته وفلسفته ..
أولا القدر من الله وهذا أمر يسقط فيه الغالبية حين يلعنون أو يسبون القدر أو يصفونه بالخطأ ..
ثانيا بعض الهنات اللغوية سقوط بعض الأحرف وأعتقدها سقطت سهوا فهذا واضح ..
ليتك تحاول تغيير كلمة القدر أو تغيير صيغة الجمل بحيث لا تقع في محظور تحمل به وزرا ..

أشكرك لسعة صدرك أنس ..
تحيتي وودي العميق .

أولا القدر من الله وهذا أمر يسقط فيه الغالبية حين يلعنون أو يسبون القدر أو يصفونه بالخطأ ..

مممممممممممم ! رائع وشكراً أماه
الأولى : كذبَت الأقدار وقالت ربما لا يستطيعونَ التفننَ في الحياة
ستكتبُ هكذا : كذبَ الأمواتُ وقالوا ربما لا يستطيعونَ التفننَ في الحياة
الثانية : وشدهنا حينما اعتنقَ القدرُ ديانةَ قتلنا !
ستكتبُ هكذا : وشدهنا حينما اعتنقَت الحياةُ ديانةَ قتلنا !

وإيضاحاً لما كتبت ما قصدتُ إهانةُ للقدر أو إخطاءهُ في أمرٍ ما معاذَ الله
ولكن هو جانبٌ آخر حبذا لو احتفظتُ به لنفسي فربما يكونُ هناك معارضةٌ كثيرةٌ عليه
بالنسبة لتغير الجمل هذه في النص لم استطع لا أدري لمَ لم يظهر لدي " تعديل " النص !
أرجوا من المشرفين تغييرهم إلى ذلك

وشكراً على التنبيه أيتها الأم الطيبة وفاء

وشكراً لهذا المرور الطيب