المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص قصيرة جدا



محمود مرعي
10-12-2003, 01:29 PM
ـ 1 ـ
تركض حافية ، والشارع لا نهاية له ، وعلى مد البصر صبي يلوح لها ، وهي تركض وتلهث ، أصابها الاعياء قبل نهاية الشارع ، ركض الصبي إليها ، وقبل وصوله كانت غمامة قد اختطفتها وطارت بها إلى السماء ، وصل إلى حيث سقطت ، وجد ورقة صغيرة ، تناولها عن الأرض ودسها في جيبه ، ثم تابع طريقه .
ـ 2 ـ
نفس المنظر مكوسا :
يركض حافيا ، والشارع لا نهاية له ، وعلى مد البصر صبية تلوح له ، وهو يركض ويلهث ، أصابه الاعياء قبل نهاية الشارع ، ركضت الصبية إليه ، وقبل وصولها كانت غمامة قد اختطفته وطارت به إلى السماء ، وصلت إلى حيث سقط ، وجدت ورقة صغيرة ، تناولتها عن الأرض ودستها في جيبها ، ثم تابعت طريقها .
ـ 3 ـ
كان كل صباح يجلس يسوق عجلته ، ويمضي حتى يصل قرب باب المدرسة ، يبيع السكاكر وبالونات صغيرة ، والتسعيرة واحدة ، جاءه ذات يوم رجل ضخم الجثة ، عرض عليه شيئا وطلب منه أن يتذوقه ، وقال له هذه المرة مجرد هدية ، فإن أعجبتك بضاعتي ، ففي المرة القادمة أتقاضى الثمن ، وصار يبيعه كل يوم ، والطفل يبيع الطلاب ، وبعد فترة كان تسرب الطلاب والانحراف قد انتشر ، والطفل لا يعرف ما يبيعه الرجل حتى تلك اللحظة ، واقتيد ذات صباح إلى مركز الشرطة ، ولم يعد ، وما زالت عجلته قرب باب المدرسة ، خاف الطلاب ولم يقترب أحد منها .
ـ 4 ـ
جلس يرشف قهوته في حديقة منزله الواسعة ، والتي تشرح الصدر بمناظرها الزاهية ، من ورد وشجر تمت زراعته بصورة تجعل المتأمل في المكان يصاب بنشوى ، وفي القرية عرس ، واطلاق الرصاص في الأعراس أصبح عادة ، هو يرشف القهوة ، ثم سقط عن الكرسي ، واندلقت القهوة على ثوبه ، لكنه لم ينهض ، فقد أصابته رصاصة طائشة ، وظل الناس منشغلين بالعرس .

****************
قليلة تجاربي مع القصة ، لذا أرجو ابداء الرأي حول هذه المشاهد المنفصلة .

ياسمين
10-12-2003, 06:54 PM
يااستاذى العزيز أهو تواضع منك أم ماذا ؟
والله لا أدرى

فإذا كانت حقا هذه بدايات كتاباتك فى القصة
فبالله عليك أسألك ألا تتوقف بل استمر وحلقّ بنا اكثر
ونحن سنحلق معك الى أعلى كما تشاء

اسلوب جميل وقالب قصير جديد ولكنه يحمل المعنى والمضمون للقصة
رائع أنت استاذى
وسوف أظل هنا فى حالة انتظار لكل جديد تقدمه لنا

تلك تحياتى ,,, وباقة ياسمين

مـتـذوّق
11-12-2003, 04:14 AM
الأستاذ الفاضل الأديب ( محمود مرعي ) ..

قرأتها بمتعة ممزوجة ببعض الألم الذي اكتنف المشاهِد ..

لست من كُتّاب القصص .. ولا من المتبحرين في فنها ..

ولكني رأيت أسلوبك في الشعر أكثر ثقة ً وأشدّ سلاسة .. إحساس مجرّد ..

ومع ذلك .. فأنت رائع هنا أيضا ً ..

تحياتي لك سيّدَ الكلمة ..


:0014:

يوسف الحربي
11-12-2003, 08:54 AM
الأستاذ..محمود مرعي ...
الأفكار التي تناولتها قصصك ..رائعة وتدعونا للتأمل ..
الأسلوب ..كان بالإمكان أن تختزل قدر الإمكان لكي تكون قصص قصيرة جداً أوقصص الكبسولة كما يقولون رغم أني لا أحبذ هذا النوع (أعني قصص الكبسولة )...
سيدي ..
أرجو أن تتحفنا بما في جعبتك من قصص تضم بين أجنحتها أفكارا رائعة ..

نضال نجار
12-12-2003, 09:04 AM
الأخ الأديب مرعي..
لا علاقة لي بالقصة، ولا أحبُّ القص إلا إذا كان مكثَّفاً يختزلُ الفكرة بكلمات..
وقلَّما أكتب القصة لكنني عثرتُ بل تعثَّرتُ بأفكارٍ قلَّما تُطْرَحُ:

القصة 1 و 2 //
موعدٌ في اللازمان واللامكان..
فهذا الصبي وتلك الصبيةُ قد خرجا من المُدرَكِ إلى اللامدرَك
حسياًـ المحيط ـ ؛ ذلك النظامُ الكوني الذي فيه يتحكَّمُ الخالقُ
بينما الطبيعةُ ( الصبي والصبية) ( الذكر والأنثى) تلهثُ، تركضُ
والشارعُ ( الحياة ـ الطريق) لانهاية له...
القصة 3
حقاً لقد تقاضى الثمن ( ضخم الجثة) هذا، فكان الانحرافُ
والفسادُ والضلال .. وما يقعُ في ذلك إلا الأطفال
( بمعنى// إمَّا الجاهل أوالضعيف)..
القصة 4
وكم من العادات الصبيانية ما قتل؟!....
هي عادة العرب في تلك الأيام
( إطلاق الرصاص بمعنى الرجم والتكفير والمحاسبة)
يموتُ مَنْ بمعزلٍ كانَ والعرسُ ـ الهمجيةُ مايزالُ قائماً...

تحياااتي وتقديري لأفكاركَ الجميلة والتي بنفس الوقت
تحملُ أحزاناً بل آلاماًـ خبزاً يتناوله العرب في كل لحظة..
أما آن لهذا الطفلِ أن يكبرليصنعَ الخبز نظيفاً كما الله أراد؟!!..
محبتي
نضال نجار

:0014:

آمال المصري
26-06-2013, 12:29 AM
ومضات من واقع الحياة جاءت مباشرة وكانت قابلة للاختزال
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

فاتن دراوشة
27-06-2013, 11:18 AM
ومضات جميلة تفتقر لاختزال ال ق.ق.ج ولتكثيفها ولكنّ القفلة فيها كانت قويّة

دمت مبدعا أستاذي

مودّتي

خليل حلاوجي
27-06-2013, 09:46 PM
ـ 1 ـ
تركض حافية ، والشارع لا نهاية له ، وعلى مد البصر صبي يلوح لها ، وهي تركض وتلهث ، أصابها الاعياء قبل نهاية الشارع ، ركض الصبي إليها ، وقبل وصوله كانت غمامة قد اختطفتها وطارت بها إلى السماء ، وصل إلى حيث سقطت ، وجد ورقة صغيرة ، تناولها عن الأرض ودسها في جيبه ، ثم تابع طريقه .



هذا النص مؤثث بالغموض .. فما معنى الغمامة هنا .. وما ترميز الورقة سوى أنها صغيرة ..

ومع ذلك ... في النص بصمة أدبية مميزة .. ورائعة .







مودتي.