المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مرحلةٌ أخيرة



محمود موسى
29-01-2009, 05:46 PM
تخاصمْتُ و الساحل السوسنِيّ
جَمَعْتُ الدفاترَ و الحِبرَ و السِّنَّ
و الذكرياتِ المُحَلاَّتِ و المُرَّةِ السَّافِرة ..
و لملَمْتُ قِشْرَ المواعيدِ فوق الرمالِ
و ضغطَ الظِّلالِ و حشرَجَةً فى سؤالٍ أخيرٍ
بهِ زفرَتِى الآخرة ..
دسَسْتُ الحَنِينَ المُوَطَّنَ ، فى غَير جَيْبٍ
إلى سَقْطَةٍ ما أرى فوتَها أو أراه .
فمُذ صارَ للساحِلِ السوسَنيِّ مع الغيرِ
سِرٌّ وما خَصَّنيهِ ، اغتَرَبنا ..
و مُذ أنكَرَ الرَّملُ شاطئهُ
ما أمِنْتُ ابتلاعى
إذا استيسر السطحُ رَشْحَ النعومةِ/
أو ظَنَّ نَحْوِى عقاباً
يُنَكِّسُ -غَيًّا- متاعى
تخاصَمْتُ والساحل اليبْس
ما عُدتُ آتيهِ بحثًا عن الفكرةِ المشتهاةِ
و قد علَّموها الكذب !
أنا كِدتُ أرضَى بوحى الشياطينِ
غادرَنى الحينَ إلهامىَ الملَكِىُّ
و كِدتُ أصَدِّقُ أنَّ اتساع المسافةِ
فى صفحتى بالدفاترِ أكبرُ من صفحةٍ
تحملُ الموجَ ، يَضرِبُ فى غُمَّةٍ رأسَهُ
بالسواحلِ
بل كِدتُ أشهَدُ للمَدِّ و الجزرِ منـزلةً
للجُمودِ المؤَجَّلِ ، قادمةً فى مراحِلْ
لَبِئْسَ السواحلْ..
توشوشُ بالسردِ غيرى ؟
و مِن فوقها الشمسُ تبصقُ-عابسةً- ضوءَها
فتَكُفُّ انبعاثات سطحِ العُزومِ عن الالتماع..
ألا كان يَكْفِى ..
فبَعْدَ التَبَطُّنِ بالأصلِ من واجبات الإذاعةِ ،
كُلٌّ يُباع

29/1/2009

هشام مصطفى
29-01-2009, 07:37 PM
الشاعر الرائع / محمود
قصيدة حداثية الفكر والأسلوب
تعبر عن التجربة (وليس الموضع ) حيث انتكاس الإنسان وقهره أمام الاكتشاف ( الكل يباع ) تلك هي النتيجة التي تجعلك ( تخاصمت ) واعلم أخي أن روعة القصيدة تأي أن الانتهاء يمكن أن يكون الابتداء والعكس صحيح لتثبت أن تجربة واحدة غير منفصلة والقصيدة لحمة واحدة
الصورة تبعث الفكرة / الإحساس بمرارة المراحل التي تمر بالإنسان وصولا للاكتشاف لملمت فيها مفرداتها لتعكس المعنى لا لتصوره وللترك لنا ( كمتلقي فاعل ) مساحة التخييل
كما ظان البحر والذي جاء في معظمه مكفوف ( أي محذوف سكونه الأخير ) لتعطي لك المساحة والفرصة الكافية للسرد المميز للقصيدة الحداثية كما أن الامتداد للصورة يجعل المدخل للفهم ينبع من الذاتية للولوج إلى الفهم الأشمل للعالم
خلاص القول أنها رائعة رائعة
مودتي

محمود موسى
31-01-2009, 08:02 AM
تأي أن الانتهاء يمكن أن يكون الابتداء والعكس صحيح
أيها الأروع
كُنتُ فى كثير من الأحيان أتهم سطرى بالغموض وأنظرُ إلى مكامِنَ تلوح إما فى الطرح الإجمالىّ أو موزعةً على المقاطعِ تبحث عمَّن يُسلّط بعضَ ومضٍ مِن تذوُّقهِ كى يلحظها ..
(وإن كان منها ما أكتشفه أنا شخصياً بعد اكتمال رصد الحالة على الورق ، حيثُ الكاتب لا يتعمدُ فى كثير من الأحيان ما يمليه عليه الإلهام وإنما يضعُ الأُطُر لمن يُؤَوِّل)
و الآنَ بعد قراءةِ تفاعلك المتماس من أقرب الزوايا أرى للبيان المعلنِ فى قولك مايجعلنى سعيدا أيما سعادة
أتدرى لماذا ؟
لأنك قرأتَ القصيدة بالفعل !!
..
أريد فقط ان أوضح للإخوة الأعزاء خطأً كتابيًّا لم ألحظهُ إلا قبل قليل
و الذكرياتِ المُحَلاَّتِ و المُرَّةِ السَّافِرة ..

(المُرَّةَ .. هى الصواب)

محمود فرحان حمادي
21-11-2010, 06:16 PM
إنه ألق حرفك الذي نعرف
وجمال مفردتك المقتدرة الندية
وخيالك العذب البهي
بورك بهاء الحرف
تحياتي

بسام سلامه
21-11-2010, 10:25 PM
جميلة ممتعة انيقة
تقبل مروري

محمد ذيب سليمان
22-11-2010, 12:07 PM
لك حرفك وحرفيتك المتميزتان
في عر نصوصك
جميل وملهم ذلك الخط الي اتبعته
في صياغاتك ولها أن تستوقفنا ولو قليلا
شكرا لك

د. سمير العمري
21-08-2012, 04:44 PM
كنت أعلن دوما أنني ممن يعجب بحرفك ذلك أنني أراك ذكي التوظيف وعبقري في رسم الصور بنفس حداثي وحس أصالي ، ولذا كان التوازن بين الحداثة والصالة عندك مما يميز نصوصك عندي ، ولكني هنا أصارحك بأنني وجدت شططا في الحداثة أوقعت النص في حالة من التيه ومن منطق أنت قرأت النص وأنت لم تقرأ وكأننا أمام أحجيات وليس أمام نص وبيان.

أنت شاعر مميز ولك نفس حداثي ولكني أنصحك بترجيح الأصالة على الحداثة وليس العكس وإلا فستفقد في زعمي تفوقك الذي تميزت به وشهدت له كثيرا.

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

جلال طه الجميلي
21-08-2012, 05:19 PM
اعترف ان عويناتي النقدية قد خانتني هذه المرة
لاني حاولت سبر غور القصيدة فتابت علي ولا ادري
لعل الخلل ليس في القصيدة بل بي
دم بالق

ربيحة الرفاعي
22-05-2015, 02:42 AM
اعترف ان عويناتي النقدية قد خانتني هذه المرة
لاني حاولت سبر غور القصيدة فتابت علي ولا ادري
لعل الخلل ليس في القصيدة بل بي
دم بالق

إسراء إسماعيل
22-05-2015, 08:28 AM
ما بين جرح الساحل السوسني وبين سكون الحرف ...
انولدت تلك القصيدة الجميلة المبهمة ...
تقبل تحياتي وامتناني أخ محمود لك ولقلمك السامي ...