تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شوق من نوع آخر ..



علي أحمد معشي
31-01-2009, 10:18 AM
كان يسير في أحد الأسواق متنقلاً بين المحلات التجارية يهيء لأسرته مستلزمات العيد واحتياجات المنزل منهمكاً في اختيار أفضل الموديلات من الأثاث الراقي والملابس الفاخرة والورود والهدايا والعطور وهو يتنسم عطر العيد وفرحة الأولاد .
وفي تلك الأثناء سبقته نظرة إلى ساعة يده واذا به وقت الصلاة فتوقف عما كان فيه لينطلق خاشعاً إلى المسجد القريب وما إن صف قدميه في محراب الصلاة وبدأ الإمام ذو الصوت الجميل يرتل القرآن حتى سرح الخاطر إلى هناك إلى رحاب البيت الحرام حيث يقضي الحجاج أجمل وأسعد أوقات حياتهم في روحانية وطمأنينة لا تستطيع جميع سعادات الدنيا أن تهبهم لحظة واحدة تماثل ما هم فيه من الهناءة والراحة النفسية بالقرب من رحمة ربهم تبارك وتعالى وبينما هو كذلك يهيم قلبه صلفاً وصبابة إلى البيت الحرام إذ بدمعة خفية تنساب على خده لا يقوى على ردها وهو يتعجب من هذا التحول المفاجئ في مجريات تفكيره حتى هامت روحه محلقة في تلك الأجواء وتتناسب الآيات مع موقفه فتزداد نبضات قلبه لتتراص متكاتفة تطالبه بأن يجنح معها مستعلياً على كل نداءت التثبيط والمشاغل الدنيوية .
وما أن فرغ من صلاته حتى وجد شوقه يتزايد وروحه تكاد تطير من صدره شغفاً بلقاء نفحات الرحمة الربانية فانطلق يجهز نفسه ميمماً وجهه شطر المسجد الحرام رافعاً أكف الضراعة إلى مولاه ملبياً وقد ضمه البياض تقطع خطواته مسافات الأرض لا يرى شيئاً غير تلك البقاع الطاهرة ولا يشم أطيب من رائحة الحبيب اثر خطاه التي تركت عبقها عبر التاريخ يسنشقه المشتاقون إلى ربهم كل عام تأسرهم تلك النداءات الخالدة التي أطلقها أبراهيم عليه السلام بايعاز من ربه وبذلك الأذان السرمدي الذي تلامس كلماته أفئدة العباد فتهوي إلى البيت الحرام بجاذبية مختلفة عن أنواع الجاذبية ألارضية بل هي جاذبية سماوية فريدة انها شوق من نوع آخر لا يفهمه إلا من تغلغل في قلبه وعاش لحظاته بنفسه انه الشوق الكبير إلى أرض الحرم ( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) شوق من نوع آخر!.

راضي الضميري
31-01-2009, 11:48 PM
الأخ الفاضل علي أحمد معشي
تملك أسلوبًا رائعًا في التعبير عن النفس ومكنوناتها ، ولقد شعرت وأنا منهمك في قراءة هذا النصّ الجميل وكأنّني أجوب تلك الرحاب الطاهرة .
ولقد لمحت رسالة خفيّة في نصكّ تقول بأنّ الدنيا تلاحق الإنسان وتحاول أنْ تشغله عن أداء شعائر هذا الدين حتى هو في أقدس بقاع الأرض ، ثمّ لا يلبث وأنْ يزيح عن أفكاره تلك المشاغل وتلك الوساوس التي تبثها تلك النفس والتي يقف من خلفها شيطان لا يكلّ ولا يملّ في محاولاته التي قد تنجح أحيانًا في هذا الأمر ، ولكنها ما تلبث أنْ تبوء بالفشل حين يكون الإيمان أكبر من تلك الوساوس ومن يقف خلفها .
نصّ أعجبني بحق .
تقديري واحترامي .

مروة عبدالله
01-02-2009, 02:29 PM
ويا له من شوق آخر وأعظم
عسي البشر يلتفتوا لقرآنهم وربهم بعض الشئ

أخي .. على

قصة معبرة جداً جداً
طبتَ بسلام
محبتى

علي أحمد معشي
03-02-2009, 03:36 PM
أخي راضي رضي الله عنك

اسعدتني بهذا المرور العطر وابهجتني بتعبيرك الجزل

تشرفت بحضورك الراقي

علي أحمد معشي
03-02-2009, 03:41 PM
اختي .. مروة

يسرني هطولك المستمر وتواجدك العبق دائما

هشام عزاس
03-02-2009, 07:57 PM
الجميل / علي أحمد

أوافق الأخ الكريم راضي بأن لك أسلوبا رائعا فعلا في سرد ما يجيش بصدر الانسان المؤمن الذي لا تلهيه مشاغل الدنيا و متطلباتها في أن يسبح بعيدا في أرجاء الصفاء و النقاء , يتقاذفه الشوق إلى رحاب بيت الله الحرام و يمتطي أجنحة الروح التواقة إلى الفضائل , و هذا هو الانسان التقي النقي الذي نغبطه بحق .

القصة جميلة و معبرة و قلمكَ جميل بدون أدنى شك , و يحتاج منكَ إلى بعض العناية فقط لكي يتألق أكثر و أكثر .

دمت بهكذا إبداع ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

علي أحمد معشي
05-02-2009, 05:00 PM
هنا بدأت اتلمس معالم الطريق

هنا وبتواجدكم الكريم أيها الاحبة نتقدم بثقة

شكرا اخي الرائع هشام

د. سمير العمري
19-12-2013, 06:55 PM
هو شوق لا يدرك حلاوته إلا من جربه.
وهو شوق طاهر نقي يحمل النفس على أجنحة الإيمان والنقاء إلى حيث الرحاب الشريفة الطاهرة طلبا للرحمة والمغفرة.

تقديري

خلود محمد جمعة
26-12-2013, 11:17 PM
تلك الدمعة التي انحدرت من الروح المؤمنة فاضت بكل المعاني التي يعجز القلم عن خطها
لا يعرف لذة التعبد في محراب الله الا الروح الطاهرة والقلب الممتليء باالله
نص روحاني يمداد صادق
دمت بخير
مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
15-01-2014, 03:56 AM
طوبى لمن يناديه الرحاب الطاهرة فيلبيها متجاوزا نداءات الدنيا بزخرفها
وما أجلّه شوقا إيماني المنبع تجلت معانيه في سطورك

دمت بخير

تحاياي

نداء غريب صبري
05-04-2014, 12:14 AM
قصة جميلة ومؤثرة
وسرد ممتع لشوق مميز يجعلنا نسمو ونسمو

شكرا لك أخي

بوركت

ناديه محمد الجابي
05-04-2014, 07:07 PM
لبيت الله الحرام شوق تهفو إليه القلوب ، ولرؤيته تذوب أقسى القلوب
ويغرق المحبين في أنهار الدموع ـ ويشعر المرء بحلاوة الذل والتضرع إلى الله
والتوسل إليه ليفتح باب رحمته.
أفلحت في التعبير بصدق وشفافية وأحسنت إنتقاء الكلمات المعبرة في
نص بديع جياش المشاعر وفي سرد جميل.

كاملة بدارنه
16-04-2015, 09:23 AM
فعلا هو شوق مميّز ولا يضاهيه شوق لأنّه يعزل عن عالم الماديّات إلى تحليق في عالم الرّوحانيّات
بوركت
تقديري وتحيّتي
(يهيّئ)

د.حسين جاسم
29-06-2015, 05:37 PM
رائع وكبير وجليل هذا الشوق
لا يعرف قدره ومعناه من لم يجربه
تقديري

آمال المصري
19-09-2015, 10:46 PM
شوق من نوع آخر .. واستبدال مستلزمات دنيوية بآخرى تكون زاده في ترحاله للبيت الحرام من التقوى
جميلة تحمل رسالة نبيلة بلغة طيعة
حبذا استخدام علامات الترقيم
شكرا لك أديبنا الفاضل .. ودام ألقك
تحاياي

ناديه محمد الجابي
15-06-2020, 07:03 PM
نعم .. إنه شوق من نوع آخر ..
اللهم إنا اشتقنا إلى بيتك الحرام والسجود فيه
ولم يخطر على بالنا أن يغلق باب بيتك الحرام في وجوهنا
ياحبيبنا ياالله.. داوي قلوبنا وأعدنا إلى كنفك وأمانك
سألناك وما زلنا نسألك ان تردنا إليك ردا جميلا من غير بلاء ياالله
اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا الوَبَاءُ بِذَنْبٍ ارْتَكَبْنَاهُ أو إثْمٍ إقْتَرَفْنَاهُ أَوْ زُورٍ جَنَينَاهُ أَو ظُلْمٍ ظَلَمْنَاهُ أَو فَرْضٍ تَرَكْنَاهُ
أو عِصْيَانٍ فَعَلْنَاهُ أو نَهْيٍ أتَيْنَاهُ أو بَصَرٍ أَطْلَقْنَاهُ فإِنَّا تَائِبُون إِلَيْكَ فَتُبْ عَلَيْنَا يَارَبِّي
وَلاَ تُطِلْ عَلَيْنَا مَدَاهُ وَرُدَّنَا إلى بَيْتِكَ رَدًّا جَمِيلاً..
الْلَّهُمَّ أَحْسِنْ خَاتِمَتَنَا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا.. الْلَّهُمَّ اصْرِف عَنّا هَذَا الْوَبَاءَ لاَ فَاقِدِينَ وَلاَ مَفْقُودين...
الْلَّهُمَّ دَعَوْنَاكَ كَماَ أَمَرْتَنَا فَاسْتَجِبْ لَنَا كَمَا وَعَدْتَنَا

اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا
اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا

أثار موضوعك شجوني فاغفر لي إن كنت قد ابتعدت عن الرد على قصتك
ولك تحياتي وتقديري.
:os::os:

سحر أحمد سمير
22-06-2020, 08:55 AM
يتغير إيقاع أعضاءنا و أرواحنا في الأماكن المقدّسة ؛ فالخلايا و الأمزجة تمضي بانسياب بديع و الدم ينبض في الشرايين بالطمأنينة .

دمت مبدعا أستاذ علي أحمد

تحيّتي و احترامي