مشاهدة النسخة كاملة : صورة - ق . ق. جدًا
راضي الضميري
02-02-2009, 12:33 AM
رمى الأوراق التي كانت بين يديه على الطاولة ، ثمّ أشعل لفافة تبغ وسحب منها نفسًا طويلًا ثمّ اقترب منه ؛ وأطلق سحائب الدخان في وجهه :
- ألن تعترف ؟
قالها بهدوء عجيب ، و تابع كلامه و كأنّه واثقٌ من انهياره :
- نريد فقط بعض الأسماء والمعلومات .
لكنه لم يجبه وظل على صمته ، وعيناه جاحظتان في الصورة التي تتصدر صدر الغرفة أمامه مباشرة خلف ذاك الكرسي الدوار ، كان يتفحصها ، وكأنّه يبحث عن شيء ما فيها ، كأنّه يحاورها يستنطقها ، تجمدت مفاصله وهو على هذه الحال ، لم يعدْ يشعر بأي شيء يدور من حوله ، وظلت عيناه ملتصقتان بها ، لم تتزحزح عنها رغم الصوت الذي هبط على سمعه كالقنبلة ..
- هيا تكلم ، آه أنا آسف ، أحضروا له بعض الماء فهو لم يشرب منذ يومين ، لعلّه يحيا بعدها و يتذكّر .
أحضروا له الماء ، ارتشف رشفة صغيرة كانت كافية لترطيب أدوات النطق لديه ، ثمّ فتح فمه وأغلقه ، ثمّ فتحه وأغلقه عدة مرات ، حتى تأكّد من صلاحيته ، ثمّ حاول أنْ يتكلم ، لكنّه لم يستطع ، مدّ يده إلى جوفه ، بحث عن لسانه فلم يجده .
معروف محمد آل جلول
02-02-2009, 12:43 AM
أخي الحبيب راضي ..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
قصة قصيرة جدا ..نعم ..
تتحدث أكيد عن التعذيب الذي يلاقيه إخواننا على أيادي الصهاينة وأمثالهم من التبَّع ..
الاستعمار المركب على الشعب الفلسطيني الأعزل ..
والأكيد حسب ما علمنا أن المعتقل الفلسطيني يقف متحديا جبروت الطاغوت..
وهي قصة مكتملة الجزئيات والتفاصيل ..
لكن القصد في النهاية مفتوح على القراءات المتعددة الذي يعطي القصة جمالا..
ويضفي عليها طابع الفنية ..
صدق من قال أن النص الأدبي هو استعارة كُبرى يكتنفها غموض سحري..
هذا الغموض هو الجمال ذاته ..
فهل قُطِع لسانه من التعذيب أم رفض البوح من تلقاء نفسه؟
هنا اللا جواب ..
بالغ تقديري وخالص تحياتي ..
روعة فنية ..
مروة عبدالله
04-02-2009, 05:00 PM
عندما يمر الإنسان بأحداث قاسية
وينعقد لسانه ولا ينطق بكلمة واحدة
حتى لو انقطعت جميع أجزاءه من جراء التعذيب
وحتى وان انتهت الغمة يظل اللسان منعقداً
وسيظل غير قادراً على التفوة بحرف واحد
أخي راضي
قصة محبوكة ببراعة
أعجبتنى كثيراً
فشكراً لنقاءكَ
محبتى
محمود درويش
04-02-2009, 06:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم إنسان تعذب وسجن وأهين وظلم ....
وكم إنسان صمد مقابل التعذيب والسجن والتهديد .....
لربما يكون التعذيب درساً يستفيد منه يوماً مــــااااا........
مثل؟ .............
كيف يستفيد ؟ ...............
ماهي النواتج من هذا التعذيب ؟.................
أظن الكل يعرف كيف... ..فأنا فلسطيني غني عن الإجابات ..
أنت أجيبها بنفسك ...
لا تقل أجبني.؟ كيف ؟ ومتي ؟ ومثل ما ؟؟؟
بل أشعِرِ نفسك أنك تعيش حالة الشاب الفلسطيني ماذا تشعر ؟؟.............
فإن أجبت .. فأنت الضمير الحي ..
بارك الله فيك أخي علي جهودك .....وعلي كلماتك الطيبة ... لاتنسي أخوانك بدعاء يومي...
راضي الضميري
08-02-2009, 10:31 PM
أخي الحبيب راضي ..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
قصة قصيرة جدا ..نعم ..
تتحدث أكيد عن التعذيب الذي يلاقيه إخواننا على أيادي الصهاينة وأمثالهم من التبَّع ..
الاستعمار المركب على الشعب الفلسطيني الأعزل ..
والأكيد حسب ما علمنا أن المعتقل الفلسطيني يقف متحديا جبروت الطاغوت..
وهي قصة مكتملة الجزئيات والتفاصيل ..
لكن القصد في النهاية مفتوح على القراءات المتعددة الذي يعطي القصة جمالا..
ويضفي عليها طابع الفنية ..
صدق من قال أن النص الأدبي هو استعارة كُبرى يكتنفها غموض سحري..
هذا الغموض هو الجمال ذاته ..
فهل قُطِع لسانه من التعذيب أم رفض البوح من تلقاء نفسه؟
هنا اللا جواب ..
بالغ تقديري وخالص تحياتي ..
روعة فنية ..
الغموض جميل أحيانًا ، وفي نصّ قصير كهذا فإنّ للفكرة أكثر من معنى ، وقد وضعتني أمام مشاركتك القيّمة أمام خيارين – لهما ثالث ورابع بالتأكيد – وهي خيارات أصابت في بعض معانيها .
أمامك وأمام من يفكّر ويقرأ الواقع بصوت مسموع ، أجد الأفكار القيّمة وقد بدأت بالتعبير عن نفسها .
جميل أنت أخي الحبيب معروف
وللفكرة بقية ...
تقديري واحترامي
الطنطاوي الحسيني
09-02-2009, 04:55 PM
رمى الأوراق التي كانت بين يديه على الطاولة ، ثمّ أشعل لفافة تبغ وسحب منها نفسًا طويلًا ثمّ اقترب منه ؛ وأطلق سحائب الدخان في وجهه :
- ألن تعترف ؟
قالها بهدوء عجيب ، و تابع كلامه و كأنّه واثقٌ من انهياره :
- نريد فقط بعض الأسماء والمعلومات .
لكنه لم يجبه وظل على صمته ، وعيناه جاحظتان في الصورة التي تتصدر صدر الغرفة أمامه مباشرة خلف ذاك الكرسي الدوار ، كان يتفحصها ، وكأنّه يبحث عن شيء ما فيها ، كأنّه يحاورها يستنطقها ، تجمدت مفاصله وهو على هذه الحال ، لم يعدْ يشعر بأي شيء يدور من حوله ، وظلت عيناه ملتصقتان بها ، لم تتزحزح عنها رغم الصوت الذي هبط على سمعه كالقنبلة ..
- هيا تكلم ، آه أنا آسف ، أحضروا له بعض الماء فهو لم يشرب منذ يومين ، لعلّه يحيا بعدها و يتذكّر .
أحضروا له الماء ، ارتشف رشفة صغيرة كانت كافية لترطيب أدوات النطق لديه ، ثمّ فتح فمه وأغلقه ، ثمّ فتحه وأغلقه عدة مرات ، حتى تأكّد من صلاحيته ، ثمّ حاول أنْ يتكلم ، لكنّه لم يستطع ، مدّ يده إلى جوفه ، بحث عن لسانه فلم يجده .
نعم اخي راضي الضميري
وليته ما شرب الماء ولا تحسس حلقه صالحا او لا
فهؤلاء الظالمين يفرحون بمن يقبل منهم اي شيئ ولو شربة الماء هذه
ابتلاع لسانه افراغ للذروة وهي جميلة وفتحت المجال واسع لكل تخمين وتخيل
دمت بهذا الجمال والبهاء والابداع
ابراهيم السكوري
09-02-2009, 06:03 PM
سلام اله عليك أيها العزيز ..
قصة رائعة من واقع قاعات الاستنطاق في العالم العربي ..
أشكرك على هذا الإبداع
سعدت بما قرأت لك
دمت لنا مبدعا .............
راضي الضميري
17-02-2009, 12:38 AM
عندما يمر الإنسان بأحداث قاسية
وينعقد لسانه ولا ينطق بكلمة واحدة
حتى لو انقطعت جميع أجزاءه من جراء التعذيب
وحتى وان انتهت الغمة يظل اللسان منعقداً
وسيظل غير قادراً على التفوة بحرف واحد
أخي راضي
قصة محبوكة ببراعة
أعجبتنى كثيراً
فشكراً لنقاءكَ
محبتى
اللسان في الأحوال العادية يلزمه إرادة قوية لكي يصون نفسه، وفي الأوقات الحرجة قد يُدفع رغمًا عنه لقول ما لا يريد ، إلا أنّ هناك شيء ما يكمن في الأعماق قد لا يرضى له رغم كل شيء أيضا أن ينبس ببنت شفة .
سعيدٌ جدًا لهذا الحضور المشرق
الراقية مروة عبدالله
كوني بخير
ياسمين ابن زرافة
21-02-2009, 12:42 AM
قد لا أستطيع الحديث لأنهم قطعوا لساني..
وقد يقطع لساني وأتحدث..
وقد لا أتحدث ولساني لم يمسسه "قاطع"..
وهنا.. ما التأويل الأصح والإسقاط الأصلح الذي كان يدور بذهن المبدع حين جاد بهذه الفكرة متعددة الدلالات.. والقصة رائعة النهايات؟؟؟
أظنها شيئا من هذا وآخر من ذاك.. هي جميلة في كل مراميها..
أستاذ راضي الضميري.. شكرا على هذا الطرح المؤثر المتميز
بوركت..~~
راضي الضميري
13-05-2009, 09:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم إنسان تعذب وسجن وأهين وظلم ....
وكم إنسان صمد مقابل التعذيب والسجن والتهديد .....
لربما يكون التعذيب درساً يستفيد منه يوماً مــــااااا........
مثل؟ .............
كيف يستفيد ؟ ...............
ماهي النواتج من هذا التعذيب ؟.................
أظن الكل يعرف كيف... ..فأنا فلسطيني غني عن الإجابات ..
أنت أجيبها بنفسك ...
لا تقل أجبني.؟ كيف ؟ ومتي ؟ ومثل ما ؟؟؟
بل أشعِرِ نفسك أنك تعيش حالة الشاب الفلسطيني ماذا تشعر ؟؟.............
فإن أجبت .. فأنت الضمير الحي ..
بارك الله فيك أخي علي جهودك .....وعلي كلماتك الطيبة ... لاتنسي أخوانك بدعاء يومي...
التعذيب حالة فرضت نفسها على واقع متخاذل بكل معنى الكلمة ، ربما أبسط صوره تلك التي تكون بيد الأعداء ، وأشدها صعوبة وألما تلك التي تكون بيد أبناء جلدتك.
صور كثيرة نراها وبشكل يومي .
كان الله في العون يا صاحبي .
وأدعو الله تعالى أن يفرج الكرب عن كل إخواننا وأخواتنا وفي كل مكان.
أعتذر عن التـأخر في الرد عليك.
تقديري واحترامي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir