المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات شاعر عربي...



مردوك الشامي
02-02-2009, 06:05 PM
أن تقفز من ليلِ الكابوس
إلى المنفى
في كلِّ صباحْ
أبوابُ البيتِ معلّقةٌ
ما بينَ الشارعِ والمفتاحْ
اخرجْ..
في الشارع أجسادٌ
أحذيةٌ تمشي..
بيّاعونَ..
زعيقُ الساسة ...
شحّاذون..
امرأةٌ دلقتْ في فمها
خابية العطرِ..
وعطّارونْ.
ضاع المصباحْ
والرجلُ الواقفُ خلفَ الظلِّ
يسجـّلُ نظرتك الملحاحْ
يختلطُ الصوتْ
- هُنا وَطَنٌ..
- سحقاً أمريكا
- يا تفّاحْ..
- يا الفولُ الأخضرُ..يا ليمونْ
- اقرأ في صفحةِ هذا اليومْ
- الشرْطة تُوقعُ بالسفّاحْ.
- درّاجٌ يدهسُ أغنيةً ً
عرسٌ..
وثيابُ للأفراحْ.
يختلطُ الصوتْ.
حشدٌ في الشارع محمولاً
في رَكبِ الموتْ
فاطمةُ انتحبتْ في خجلٍ
خلف التابوتْ.
- عاشت أمريكا..
- انتخبوا نصيرَ الدجالينْ
- يا امرأتي ما بالُ الأولاد؟
من عشر سنينٍ
قبلَ العيد..
شرينا لهمْ ثوبَ الأعيادْ
- يا امرأتي..
الشهرُ وراء البابْ
والراتبُ مِلكُ البقالينَ
وملكُ المالك والبوّاب .ْ
يختلطًُ ُ الصوتُ:
- غداً إضرابْ
- سنزيدُ أجورَ المحتاجينْ
قال المذياعْ.
- سنغادرُ صبحاً لفلسطينْ
قال المذياعْ..
- سبحانك يا ربي الوهّابْ
- سقط الإضرابْ.
- انتخبوا الموعودَ اللمّاحْ
- للبالغ من فوق الستين
قمحاً وطحينْ..
للقاصرِِ بيتاً في المريخْ
قمراً للشابْ
- انتخبوا الموعودَ اللمّاحْ
تمشي في خجلٍ..
كالأشباحْ.
وتزورُ المقهى..
كي ترتاحْ.
***
في المقهى شعراءٌ أصنافْ
هذا منتسبٌ للتعقيد..
وذاكَ إلى النمط ِ الشفّافْ.
وتلكَ إلى الشِّعر ِ المنثورِ
وتلكَ إلى وزن ِالعرّافْ.
شعراءٌ كُثُرٌ نمّامونْ
في عمق ِ العصرِ..
ورجعيونْ.
فصَحاءٌ حيناً .. شعبيونْ.
في الشعر ليوثٌ مقدامون ْ.
في الشارعِ صيصانٌ وخرافْ.
في المقهى..
كم تلمحُ شبهاً
ما بينَ الشاعرِ والصرّافْ.
***
وتعودُ من المنفى ليلاً..
والوقتُ نهارْ.
أوراقك بيضٌ ناطرةٌ
في صحن ِ الدارْ.
خُذ قلماً..
واكتبْ للتاريخ القادمِ
عن مجدِ السمسارْ.
اكتبْ:
- العالمُ فردوسٌ فلْتُطفا النارْ..
والحبّ ملاكٌ بين الناس..
العدلُ.. الأخلاقُ.. الأشعارْ...
لا الفقرُ يعشّشُ في الحارات
لا الجوعُ .. القهرُ.. الذلُّ.. العارْ
اكتبْ:
الناسُ سواسيةٌ
عند الحكّامْ
والأمنُ عيونٌ ساهرةٌ
والشرُّ ينامْ.
أكتبْ:
والأفقُ كما البلور..
الأرضُ رخامْ
اكتبْ..
كي تبقى يا مسخاً
في هذي الأرضْ
اكتبْ..
كي تحفظ لقمتك السودا
والعرضْ
واكذبْ..
لو أنّ غراباً مَرْ...
قل هذا حمامْ.
الصدقُ يقودك
إن جرّبتَ
إلى الإعدامْ
***
في الغرفةِ
وحدك منبوذٌ
والكلُّ حضورْ
المُخبرُ في كتب التاريخِ
وفوق قوانين الدستورْ.
العسكرُ
في محبرةِ البوحِ
الشيخُ على فمك الناطورْ.
والحاكمُ فوق رقاب الكلِّ
الكاهنُ في يده الساطورْ.
اكتبْ
لا تفزع من أحد ٍ
كُنْ شاهدَ زُورْ.
***
إن تقفر..
من ليلِ الكابوس إلى المنفى
في كلِّ صباحْ.
دعْ رأسك يرقدُ
في الشرفة ْ
حتى ترتاحْ.
في بيتك مقهورٌ أبداً.
فاطوِ ِ المستورْ.
لا تُفشِ ِ السرّ إلى أحدٍ
نمْ بين قبورْ.
الشعرُ هباءٌ ..
طلّقهُ الشعرَ المقهورْ.
لا شعر اليومَ بعالمنا
لا أهل شعورْ. .
العتمة ُ صارتْ
حاكمة ً في بلدِ النـُّورْ .

مازن لبابيدي
02-02-2009, 06:44 PM
أخي مردوك
يا أيها الشاعر المتدفق كشلال الكلمات
اسمح لي أن أرسل شيئا من إعجابي مع النسمات
وأطمئنك ففي أفق الإيمان بصيص من نور سيبدد كل الظلمات .
حبي وتقديري

ماجد الغامدي
02-02-2009, 06:58 PM
لا شعر اليومَ بعالمنا
لا أهل شعورْ. .
العتمة ُ صارتْ
حاكمة ً في بلدِ النـُّورْ .


الأستاذ الشاعر مردوك الشامي

أخذتنا قصيدتك من ليل الكابوس إلى ضحى الألم ومن نزف المواجع إلى جراح الروح


لم أجد ما أنتقي من مواجع القصيدة فكلها موجعة ونازفة والجثة لا زالت حارّة !!

مع تحيتي وإعجابي

والقصيدة للتثبيت

عبدالله المحمدي
02-02-2009, 08:13 PM
في عتمة الليل كتبت ....واقعا مريرا


تحياتي لك اخي مردوك

خالد الهواري
02-02-2009, 09:26 PM
العتمة صارت حاكمة في بلد النور




............ لا تعليق.........

قلت ووفيت يا سيدي الشاعر


خالد الهواري

هيثم محمد علي
02-02-2009, 11:48 PM
لا تُفشِ ِ السرّ إلى أحدٍ
نمْ بين قبورْ.
الشعرُ هباءٌ ..
طلّقهُ الشعرَ المقهورْ.
لا شعر اليومَ بعالمنا
لا أهل شعورْ. .
العتمة ُ صارتْ
حاكمة ً في بلدِ النـُّورْ .

بوركت أيها الشاعر الشاعر
سكبت مدادك على الجراح
عله يضمدها
سلمت وسلم قلمك

أحمد وليد زيادة
03-02-2009, 09:09 AM
سعدت بقراءة نصك




مودتي

مجذوب العيد المشراوي
03-02-2009, 05:34 PM
قصيدة جمعت ألف شارع وشارع وسرديّتها منطلقة نحو الجمال وهي َ من يواقيت ما قرأت هنا في الواحة ..

استرعى انتباهي قولك :
كم تلمحُ شبهاً
ما بينَ الشاعرِ والصرّافْ
وقلت ُ نعم نعم .. للأسف نعم .. لك ألف ودّ أيها الشاعر

إياد عاطف حياتله
03-02-2009, 05:37 PM
صدقت أيها الشاعر الشاعر
فما نحن سوى دمى تتقاذفنا رياح القهر والعجز

تحياتي

مردوك الشامي
04-02-2009, 07:19 AM
أخي مازن
سلمت حروفك وهي تحمل الكثير من نبضك المحب .
محبتي دائما.

نادية بوغرارة
05-02-2009, 12:07 PM
العتمة ُ صارتْ
حاكمة ً في بلدِ النـُّورْ .

*********
قرأت قصيدتك ، و رأيتها بين عيني لوحة مرسومة بالكلمات ،

مشاهد الحارات ، و المقاهي ،

سمعت ضجيج الشوارع ، كنت بين المزدحمين أقتفي أثر شاعر ،

يوثق للتاريخ فوضانا، و حسرتنا ، لمحته في شرفة عالية ،

يطل على الدنيا بحرفه ، هو أنت .

***
تقبل مروري .

مردوك الشامي
06-02-2009, 07:16 PM
أخي ماجد
كلماتك فيها الكثير من القناديل والضوء ، يتلاشى ليل الكابوس ، كلما جعلنا قصائدنا الزيت والشعلة والفتيل .
لك محبتي

ناصر البنا
06-02-2009, 09:20 PM
مردوك ... في كل مرة أنبهر أكثر , وأثمل بمدامة حروفك المنسجوة من ضوء الشمس .

دمت بخير أيها البهي
ولك خالص تحاياي انهمارا

عاطف الجندى
07-02-2009, 04:02 PM
اخى الكريم مردوك
قرأت هنا إبداعا جديرا بكل احترام
تحية تقدير أسجلها لقلمك الرائع
تقبل مودتي
أخوك

عبدالملك الخديدي
08-02-2009, 06:29 AM
الأخ الشاعر : مردوك الشامي
لا أدري كيف أحزنتني هذه القصيدة وكأنني فعلا أفقت من كابوس
هي مؤلمة موجعة صريحة لمشهد الروح والجسد
فرق بين الساحة والقصيدة وبين الدمعة ووصفها على خد الباكي
فرق بين القلم النابض بصدق والقلم النابض للرزق.
الشاعر لا يملك إلا شعراً والقاتل لا يملك إلا سيفا
فمتى يملك الشاعر سيفا ليعود عنترة لمعلقاته.

تقبل تحياتي

مردوك الشامي
12-02-2009, 07:51 AM
أخي ماجد الغامدي
مرورك دائما يترك خلفه الصدى والعطر ، شكرا لكلماتك الطيبة .
محبتي

مردوك الشامي
12-02-2009, 07:53 AM
أخي عبد الله المحمدي
هو ليل طويل غارق في الكابوس ، ليس لنا سوى الشعر راية نهارات نحلم بأن تدوم .
نحبتي

د. سمير العمري
16-03-2009, 08:00 PM
ما أعجب هذا النص!

أي مقدرة وشاعرية تلك التي صورت كل المشاهد اليومية المتناقضة في هذه الصورة الكلية تصويرا طبيعيا وتفصيليا رغم الإيجاز حتى كأن المرء شاهد تسجيلا مصورا لفيلم وثائقي يمتد لساعات.

هنا يجدر التعبير عن كل كلمات الإعجاب بهذه المقدرة الأدبية أيها الشاعر المبهر مردوك ، والتصفيق بحرارة لكل هذه البراعة الفنية في التركيب.

أحسنت وأكثر.

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

مصطفى محمود
16-03-2009, 09:39 PM
عجز اللسان وجفت الأحبار
وتقاصرت عن مدحكم أشعار

أي مقدرة هذه لقد سحرتني!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
بوركت سيدي

مردوك الشامي
17-03-2009, 06:43 PM
أحبتي
أي قصيدة تكون عادية ، هي تكتمل بكم ، أنتم بقراءتها بعيون القلب تمنحونها التميز والألق الكبيرين .
لا أعرف بأ ي كلمات أضاهي محبتكم ؟..
محبتي الأكيدة دائما