تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من ملفات المقاومة : 2..حكاية مقاوم



أحمد عيسى
03-02-2009, 09:58 PM
من ملفات المقاومة : 2
حكاية مقاوم
كان عشاء عادياً ، اصطفت العائلة فيه على الطبلية التي زخرت بما وجدوه من طعام في الثلاجة التي لم تعمل منذ أيام بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمر منذ بدء الحرب .
جلس الدكتور الشيخ وأبناءه بينما بدا الحزن واضحاً على النساء اللاتي تجمدت دموعهن امام بوابات الصبر الذي لا ينفذ ..
قالت أم أحمد :
- هل سنراك مرة أخرى يا ولدي ..؟
فضحك أحمد وقال :
- وهل تتوقعين غير هذا يا أماه ؟.. فان لم يكن في هذه الحياة ففي جنان الخلد فلا تقلقي .. لن نفترق أبداً
أما والده فقال :
- عليك أن تثخن بهم يا ولدي ، تحكم بأعصابك وسيطر على بندقيتك جيداً ، كلنا سنموت فمن ذا الذي سيموت واقفاً صلباً وهو يقاتل أعداء الله من أجل دينه ووطنه ؟ أنت الرابح يا ولدي ..
أحمد في تأثر :
- وهل أنا الا بذرة من أرضك الواسعة التي زرعتها خيراً وحقاً في سبيل الله .؟
لقد قاتلت معنا يا والدي ورابطت معنا ، ثم جاهدت بقلمك وعلمك الشرعي فأصبحت حجة ، لقد جمعت بين النورين ، نور العلم والايمان ونور الجهاد في سبيل الله ...
قال والده :
- والله لولا أن السن قد كبرت بي لحملت سلاحي وانقضضت مثلك على دبابتهم فنفسي تتوق للقيا رب العالمين ..
وأضاف مبتسماً :
- ولكن كيف لعجوز مثلي أن يناور ويراوغ ويزحف بين الأنفاق لينقض من تحت الأرض مارداً عملاقاً يزلزل دروعهم بصيحة الله أكبر .. الجنة تنتظرك يا ولدي فقد وعد الله بها من يقاتل في سبيله ..
وانفض العشاء وأحمد يعود الى صالة المنزل وقد ارتدى بزته العسكرية وحمل جعبته وسلاحه ..
- سننتظرك يا ولدي ..
قالتها أمه وهي تقاوم دموعها بصعوبة ، وربت والده على كتفه وقال :
- على بركة الله أيها البطل
وانطلق أحمد ، خاض معركته ،استبسل في الدفاع عن مدينته ، لا يعرف هل سيعود حياً يرزق الى أمه التي تتلهف للقائه ..
وعاد أحمد ...
عاد الى المنزل ليجده قد تحول ركاماً فاستشهد والده وأمه وأحد عشر فرداً من عائلته ..
هل يبقى هو حياً يرزق وهو الذي كان يقاتل في الصفوف الأمامية والدبابات لا تبعد عنه سوى أمتار قليلة والقصف يشتد براً وبحراً وجواً ..؟
أتموت عائلته وكل ذنبها أنها بقيت صامدة في منزلها لا تحمل سلاحاً ولا تهدد أحد ...؟
- سننتظرك يا ولدي ..
دوت كلمتها مرة أخرى في أعماقه .. فعلم أنها تنتظره هناك ...

راضي الضميري
03-02-2009, 10:48 PM
ليس لديّ أي تعليق ، فبطولات أحرارنا في غزة هاشم ألجمت كل الألسن .

بارك الله فيك أخي المبدع أحمد عيسى

تقديري واحترامي

مروة عبدالله
04-02-2009, 04:25 PM
نعم كما قال أخي راضي
فالبطولات والشهداء أكبر من أى كلمة تقال

دمتَ عزيزاً أخي أحمد

ودى

هشام عزاس
04-02-2009, 08:02 PM
الجميل المبدع / أحمد عيسى

هكذا يتحول معنى الانتظار من معناه الآني الدنيوي , إلى معنى أكثر اشراقا و أكبر قيمة .
راقتني تلك الدعوة الضمنية التي حملها النص , و هي استمرارية المقاومة و الجهاد في سبيل الله حتى يتحقق اللقاء لأحمد مع أسرته , و هذا دافع آخر يشحذ من همة الأبطال ليصنعوا أروع البطولات .

رحم الله شهدائنا الأبرار ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

ابراهيم السكوري
09-02-2009, 06:46 PM
سلام الله عليك يا أحمد ..
الحمد لله أنك لاتزال معنا نغترف من إبداعك و من تجربتكم أيها الأبطال ..
إنكم رائعون في كل شيء دينا ، علما، جدا ،قوة، صبرا، صمودا ...و زادكم الله نورا يلمع من و جوهكم ..
لو لم يكن فيكم غير حرصكم على طلب العلم لكان سببا كافيا لبني صهيون لمواصلة جرائمهم ...
قصة من واقعكم يا أحمد العزيز علينا كما أبناء فلسطين كلهم .
و نن ندرك انها ليست قصة متخيلة بل من صلب الواقع ..
إن مع العسر يسرا ..
تحياتي و دمت لنا كاتبا مبدعا

أحمد عيسى
11-02-2009, 06:09 AM
لعلكم أدركتم أن أحمد هنا ، هو ذاته بلال ريان .. ابن الشهيد نزار ريان ، الذي استشهدت كل عائلته باستثناء بناته المتزوجات وبلال الذي كان مرابطاً في الثغور الأمامية وقتها ..
وعاد بلال رغم أنه كان في قلب المعركة ليجد عائلته بأكملها قد استشهدت ..

آمال المصري
11-02-2009, 11:50 AM
القاص المبدع أحمد عيسى
أبدعت في نسج الحدث وكأننا هـــــناك
أهلا بك بلال فلسطين
ودمت مبدعاً

أحمد عيسى
12-08-2009, 07:59 PM
ليس لديّ أي تعليق ، فبطولات أحرارنا في غزة هاشم ألجمت كل الألسن .

بارك الله فيك أخي المبدع أحمد عيسى

تقديري واحترامي

الأستاذ الكبير : راضي الضميري


مرورك زاد الصفحة بهاء وألقاً
تحية اليك يا صديقي من غزة .. أرض البطولات الصامتة ..

ربيحة الرفاعي
14-02-2014, 11:33 PM
حرف نضالي الروح في سرد قصّي شائق حمل تعبئة معنوية توارت خلف المشهد وما حكى

دمت بخير أيها الرائع

تحاياي

خلود محمد جمعة
17-02-2014, 10:10 PM
تنقل الحدث بسرد مائز
دماء الحرية تسري في يراعك
دام الوطن شامخاً بكم
مودتي وتقديري

ناديه محمد الجابي
09-01-2024, 07:43 PM
هى قصة من قصص بطولات أهل غزة
هم فئة من المؤمنين اختارهم الله عز وجل ليدافعوا عن شرف الأمة
وكرامتها ومقدساتها ، بوجه أقذر وأنجس من أنجبت البشرية
اليوم غزة الحبيبة تُسطر أروع قصص البطولة والتضحية والفداء ، تخلى عنهم العالم أجمع القريب قبل البعيد ،
ليس ذلك فحسب بل حشد العدو الغاشم جيوش أقوى دول العالم لمحاربتهم وقتل أطفالهم ،
ولكن بإذن الله تعالى سيخيب أملهم ، وسيرد الله كيدهم الى نحورهم .
قدمت لنا سرد قصي شائق يحكي قصة من قصص بطولات أهل غزة.
اللهم نصرك الذي وعدت.
:tree::17::tree: