تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رسائل من قلب الركام



شجاع الصفدي
04-02-2009, 12:24 AM
لم تنتهِ الحرب لكن تعطلت لغتها قليلا ، كان الكلام رصاصا والصمت قنبلة تخلق الركام .
وكانت رسائلي معبقةً برائحة البارود وأنفاسي التي اعتدت تهدجها حبا ، تقطعت أوصالها ،
بعثرتها رياح الموت التي تستطرد اندلاع النار وتبعث العويل في صدور الثكالى .
إنها الحرب أثقلت كاهلي فطغت على حبٍ يثير رغبة الحياة في صدري ،هو شيء أشبه بنهرٍ فقد مجراه حين أغلق البحر أبوابه التي تستقبل ماء البقاء .
لم تبق الإنفجارات متسعا في عمق النهر ،فتعكر الحب فيه واحتله الركام .
كنت وإياكِ بحرا ونهر ،كنا نجمة ومدارها ،نطل على روحنا فنلتقي في عتمة الأقدار ..
لكن نيران الحرب داهمت حتى الظلام الذي خبأ أحلامنا ،وأشعلت سماء الله فاحترقت الأحلام كنيزكٍ يفر من أقداره فيموت حين يلامس واقع التراب ..
كان كل شيء بيننا مقدسا ،كنا عصفورةً وأرض ، تحلقين في سمائي دون أن تشغلك حرقة الرغبة في الترجل من علياء الوهم فتلقي نفسك بين أنين انتظاري ونار احتضاري..
ونمضي معا في سرنا الأبدي .
لكنها الحرب ، أتت يا طفلتي المحلقة أبدا ،فقصفت رموشي التي تخفي خفق جناحيكِ
ولن يكن ذنبكِ إن قتلتُ فرحلتِ ،فرحلتكِ لم تدرك أن السماء قد تعكرها غربان الموت ،وتنشب مخالبها في قصة حبٍ داهمتها الحرب فأدمتها خوفا وأغرقتها بدمٍِ مجهول الهوية .
رسائلي تغيرت، فعذرا إن احتل ساحات الحلم ترابٌ آخر ليس من ذاك الذي جُبلتُ منه ، وليس ذنب البحر إن أغلق مصبه لئلا تعكره دماء النهر وركام الحرب ..
ليس ذنب الطير الذي استكشف أرضا بحثا عما يسد رمق القلب لو رحل عنها ليتدارك مزيدا من الحياة والحرية .
فالموت الذي استوطن المكان جعل كل شيءٍ مقفرا حتى من الأمل ومن الأحلام .
وإذن لا جدوى من رسائلٍ مزقتها الشظايا ،وسدى كلها أوراقي التي كتبت ، ففي زمن الحرب لا شيء يطغى على أزيز الطائرات حتى الحب .
فاغفري رسائلي التي لم تكتب ، وأغفر لكِ رحيلا من إقفاري بحثا عن أمل وحرية وحياة ..
أغفرُ حبا صار ترابا ،وحلما صار نيزكا احترق وسقط من عليائه ولم يُبقِ التراب مقدسا .

فاطمه عبد القادر
04-02-2009, 01:41 AM
لم تنتهِ الحرب لكن تعطلت لغتها قليلا ، كان الكلام رصاصا والصمت قنبلة تخلق الركام .
وكانت رسائلي معبقةً برائحة البارود وأنفاسي التي اعتدت تهدجها حبا ، تقطعت أوصالها ،
بعثرتها رياح الموت التي تستطرد اندلاع النار وتبعث العويل في صدور الثكالى .
إنها الحرب أثقلت كاهلي فطغت على حبٍ يثير رغبة الحياة في صدري ،هو شيء أشبه بنهرٍ فقد مجراه حين أغلق البحر أبوابه التي تستقبل ماء البقاء .
لم تبق الإنفجارات متسعا في عمق النهر ،فتعكر الحب فيه واحتله الركام .
كنت وإياكِ بحرا ونهر ،كنا نجمة ومدارها ،نطل على روحنا فنلتقي في عتمة الأقدار ..
لكن نيران الحرب داهمت حتى الظلام الذي خبأ أحلامنا ،وأشعلت سماء الله فاحترقت الأحلام كنيزكٍ يفر من أقداره فيموت حين يلامس واقع التراب ..
كان كل شيء بيننا مقدسا ،كنا عصفورةً وأرض ، تحلقين في سمائي دون أن تشغلك حرقة الرغبة في الترجل من علياء الوهم فتلقي نفسك بين أنين انتظاري ونار احتضاري..
ونمضي معا في سرنا الأبدي .
لكنها الحرب ، أتت يا طفلتي المحلقة أبدا ،فقصفت رموشي التي تخفي خفق جناحيكِ
ولن يكن ذنبكِ إن قتلتُ فرحلتِ ،فرحلتكِ لم تدرك أن السماء قد تعكرها غربان الموت ،وتنشب مخالبها في قصة حبٍ داهمتها الحرب فأدمتها خوفا وأغرقتها بدمٍِ مجهول الهوية .
رسائلي تغيرت، فعذرا إن احتل ساحات الحلم ترابٌ آخر ليس من ذاك الذي جُبلتُ منه ، وليس ذنب البحر إن أغلق مصبه لئلا تعكره دماء النهر وركام الحرب ..
ليس ذنب الطير الذي استكشف أرضا بحثا عما يسد رمق القلب لو رحل عنها ليتدارك مزيدا من الحياة والحرية .
فالموت الذي استوطن المكان جعل كل شيءٍ مقفرا حتى من الأمل ومن الأحلام .
وإذن لا جدوى من رسائلٍ مزقتها الشظايا ،وسدى كلها أوراقي التي كتبت ، ففي زمن الحرب لا شيء يطغى على أزيز الطائرات حتى الحب .
فاغفري رسائلي التي لم تكتب ، وأغفر لكِ رحيلا من إقفاري بحثا عن أمل وحرية وحياة ..
أغفرُ حبا صار ترابا ،وحلما صار نيزكا احترق وسقط من عليائه ولم يُبقِ التراب مقدسا .




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي شجاع الصفدي قرأت هنا نزيفا لم ينته بعد,,, حتى بعد الحرب
بعد الحرب تبرد الجراح ويشتدّ الألم
وتغرق الأرواح في حزن عميق عمق الآبار المظلمة
وهل تجلب الحروب غير هذا ؟؟
ولكنها حروب فرضت على شعبنا المتعب فقال (مراّن أحلاهما مرّ )
كان الله بالعون
وليشد الله الأزر
ماذا يختار من يخير بين الموت والموت؟؟؟
هذه أقدارنا ,,لنصبر عيها كما صبر الذين من قبلنا
مقطوعتك رائعة ,,والحزن الناحب بصمت أروع ما فيها
ماسة

هشام عزاس
04-02-2009, 11:56 AM
المبدع / شجاع الصفدي

و لكنها رسالة تؤكد أنه حي لا يموت , قد يتعثر , يئن تحت نير الظلم , تتماهى ألوانه الزاهية , يقع فريسة لمخالب قوية تنهش من لحمه الطاهر , تتعطلُ مسيرته و يلتحفُ أبجدية مختلفة عن أبجدية زمن السلم .

لكنه كباقي القيم الأخرى يعلن صموده , و نبضاته تروي حكايا زمن الحرب و تداعياته .

و بما أنهم فشلوا في تدمير الحق , فكذلك سيفشلون في تدمير الحب بدواخلنا , و لكنها حالات شعورية آنية هالها هول الدمار , فنقلت صورة أخرى لما قد تخلفه الحروب من دمار حسي كذلك , و لكن لغة البناء جديرة بأن ترمم كل ما كان , و تجعل من التراب طينا تشكل به ملامح حب قد يفقد شكله , لكنه لا يفقد روحه أبدا ...

كعادتك مبدع رغم الألم أيها الرفيق .

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

شجاع الصفدي
04-02-2009, 11:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي شجاع الصفدي قرأت هنا نزيفا لم ينته بعد,,, حتى بعد الحرب
بعد الحرب تبرد الجراح ويشتدّ الألم
وتغرق الأرواح في حزن عميق عمق الآبار المظلمة
وهل تجلب الحروب غير هذا ؟؟
ولكنها حروب فرضت على شعبنا المتعب فقال (مراّن أحلاهما مرّ )
كان الله بالعون
وليشد الله الأزر
ماذا يختار من يخير بين الموت والموت؟؟؟
هذه أقدارنا ,,لنصبر عيها كما صبر الذين من قبلنا
مقطوعتك رائعة ,,والحزن الناحب بصمت أروع ما فيها
ماسة


الكريمة فاطمة ( ماسة )
لا خيارات بين موتنا وموتنا فالجرح يدرك مدى عمقه وامتداد رحلة نزفه بلا آخر ..

شكرا لحضورك المؤازر للركام

شجاع الصفدي
04-02-2009, 11:51 PM
المبدع / شجاع الصفدي

و لكنها رسالة تؤكد أنه حي لا يموت , قد يتعثر , يئن تحت نير الظلم , تتماهى ألوانه الزاهية , يقع فريسة لمخالب قوية تنهش من لحمه الطاهر , تتعطلُ مسيرته و يلتحفُ أبجدية مختلفة عن أبجدية زمن السلم .

لكنه كباقي القيم الأخرى يعلن صموده , و نبضاته تروي حكايا زمن الحرب و تداعياته .

و بما أنهم فشلوا في تدمير الحق , فكذلك سيفشلون في تدمير الحب بدواخلنا , و لكنها حالات شعورية آنية هالها هول الدمار , فنقلت صورة أخرى لما قد تخلفه الحروب من دمار حسي كذلك , و لكن لغة البناء جديرة بأن ترمم كل ما كان , و تجعل من التراب طينا تشكل به ملامح حب قد يفقد شكله , لكنه لا يفقد روحه أبدا ...

كعادتك مبدع رغم الألم أيها الرفيق .

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام


الرفيق العزيز هشام

أتدري ؟ , أحتاج حقا لاكليل من الزهر ليغلف قلبي .. ليته يأتي لينتصر على الركام
ويُنهِض العنقاء من رمادها في صدري ..
دام حضورك البهي أخي

راضي الضميري
05-02-2009, 12:06 AM
مرّرت من هنا لأقرأ حرفك الحزين ؛ ووقفت محاولًا إيقاف نزيف هذا العمر الضائع على أرصفة الفوضى ، فوجدتني منكبًا على مراجعة دفتر ذكرياتي الذي مزّقه فجور الباطل ليتناثر قطعًا فوق أشجار الزيتون وسنابل قمح تعمّدت بدماء شهداء خذلناهم في وقت عزّ فيه وجود الأخ والصديق .
نخجل من واقعنا ، ونأسف لعجزنا ، ونذوب مع كل قطرة دم زكية سكبت فوق تراب وطن لن يموت.
هو نزيفك ووجعك ، هو وجعنا ونزيفنا ، نستشعر منه الألم ويرحل من أجله الشهداء هناك في قوافل الحب والتضحية نحو العلياء حاملة معها شعارً العزّ والفخار .
تنزفُ أيها الصفدي ، ونشعر كلنا بهذا النزيف .
إنّهم ينزفون ، ولكن الوطن في النهاية يعيش .
تقديري واحترامي

شجاع الصفدي
06-02-2009, 10:06 AM
مرّرت من هنا لأقرأ حرفك الحزين ؛ ووقفت محاولًا إيقاف نزيف هذا العمر الضائع على أرصفة الفوضى ، فوجدتني منكبًا على مراجعة دفتر ذكرياتي الذي مزّقه فجور الباطل ليتناثر قطعًا فوق أشجار الزيتون وسنابل قمح تعمّدت بدماء شهداء خذلناهم في وقت عزّ فيه وجود الأخ والصديق .
نخجل من واقعنا ، ونأسف لعجزنا ، ونذوب مع كل قطرة دم زكية سكبت فوق تراب وطن لن يموت.
هو نزيفك ووجعك ، هو وجعنا ونزيفنا ، نستشعر منه الألم ويرحل من أجله الشهداء هناك في قوافل الحب والتضحية نحو العلياء حاملة معها شعارً العزّ والفخار .
تنزفُ أيها الصفدي ، ونشعر كلنا بهذا النزيف .
إنّهم ينزفون ، ولكن الوطن في النهاية يعيش .
تقديري واحترامي



الكريم راضي الضميري..
نزيفٌ لا يتوقف منذ عقود , تموت فيه خلايانا , تتلاشى مشاعرنا الطبيعية وتترافق مع رحلة نزف طويلة
ومشوار ألم لا ينتهي ..
نعم , الوطن يعيش لكنه لا يشعر برسائل الموتى , للأسف .

شكرا لحضورك القيّم
تحيتي لك

شيماء وفا
17-03-2009, 11:53 AM
وإذن لا جدوى من رسائلٍ مزقتها الشظايا ،وسدى كلها أوراقي التي كتبت ، ففي زمن الحرب لا شيء يطغى على أزيز الطائرات حتى الحب .
فاغفري رسائلي التي لم تكتب ، وأغفر لكِ رحيلا من إقفاري بحثا عن أمل وحرية وحياة ..
أغفرُ حبا صار ترابا ،وحلما صار نيزكا احترق وسقط من عليائه ولم يُبقِ التراب مقدسا .

أخالفك الرأي الحب يطغى على كل شيء حتى صوت المعركة لا يعلو على صوت الحب أبدا هذا إذا كان حبا
فالحب الحقيقي يتسم ببعض الجنون والجنون يطغى على كل العقول فيصبح كنسمة الصيف في أشد ليالِ الشتاء برودة
غفرانها لك وغفرانك لها لا يعني أن الحب انتهى ومات ودُفن , فمشاعر الحب هي الحقيقة الوحيدة التي تساعد الإنسان على الحياة , فمهما طالت الحروب ستظل الأرض مقدسة , وسيظل الحب سمة الحياة رغم كل شيء .

أستاذي العزيز
بين رسائل لم تكتب ورسائل مُزقت عاش نصك يتمنى لو لم يُمزق حبه .
خالص تحياتي

شجاع الصفدي
18-03-2009, 11:06 PM
أخالفك الرأي الحب يطغى على كل شيء حتى صوت المعركة لا يعلو على صوت الحب أبدا هذا إذا كان حبا
فالحب الحقيقي يتسم ببعض الجنون والجنون يطغى على كل العقول فيصبح كنسمة الصيف في أشد ليالِ الشتاء برودة
غفرانها لك وغفرانك لها لا يعني أن الحب انتهى ومات ودُفن , فمشاعر الحب هي الحقيقة الوحيدة التي تساعد الإنسان على الحياة , فمهما طالت الحروب ستظل الأرض مقدسة , وسيظل الحب سمة الحياة رغم كل شيء .
أستاذي العزيز
بين رسائل لم تكتب ورسائل مُزقت عاش نصك يتمنى لو لم يُمزق حبه .
خالص تحياتي

الاختلاف في الرأي حضارة حاله حال الاتفاق ما دام لأجل النهوض بالفكرة ..
ولكن من عاش القنابل والطائرات والانفجارات قد يكون له حكم مختلف حول نجاعة الحب في التغطية على صوت الموت الذي يتربص بفضاءاتنا ههنا .

شكرا لحضورك البهيْ

د. سمير العمري
20-02-2010, 11:05 PM
نص مفعم بالحزن وباليأس وبرغبة في الفرار من واقع وحب.

لن يكن .... لن يكون هذا حرف نصب لا جزم.

رسائلٍ ... رسائلَ هذه ممنوعة من الصرف.

أهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

أماني عواد
21-02-2010, 08:46 PM
السيد شجاع الصفدي

قد تكون معادلة ماكرة تلك التى احدى اطرافها الحزن والطرف الاخر قمة جمال