تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غَبَش



راضي الضميري
06-02-2009, 02:12 AM
كان يسير على عجلِ متأبطًا رزمة كبيرة من الأوراق فيها جلّ ما كتب ، دلف إلى القاعة ؛ حدّق في ساعته ، فتغيرت ملامح وجهه ، ومالت إلى السواد بعض الشيء ، رمى الأوراق على الطاولة العريضة ، وعبثًا حاول أنْ يجد نصّه المراد ، بحث عنه لكنّه لم يعثر عليه ، قرّر أنْ يكتبه مرّة أخرى " من أين أبدأ ؟ " تساءل في غضب " نعم ؛ نعم لقد تذكرت " و بدأ يكتب بشكل محموم ، الوقت يحاصره ، ها قد انتهى أخيرًا ، سلّم النصّ وجلس ينتظر وقد انفرجت أساريره تمامًا ، وبدا عليه الارتياح ، ثمّ بدأت الأصوات ترتفع ؛ تناقش وتحلّل ، ثمّ هدأت ليسود بعدها صمت مهيب خيّم على الوجوه ، تخلّلها همهمات وهمسات شابها التوتر و القلق ، وهو جالس بكل هدوء وبرودة أعصاب ، فقد كان واثقًا من إمكانياته ، ولم يشك أبدًا في قدراته ، مرّ الوقت سريعًا ، انفض الجمع من حوله ، وما زال ينتظر .

د. نجلاء طمان
06-02-2009, 07:22 PM
ربما يعتبر الوقت عاملًا من أخطر العوامل التي تحدد الماهية والمصير. وفي المحور الموازي, تعتبر الثقة بالنفس الواصلة حد الغرور المعانق للغباء- تعتبر من أهم عوامل السقوط. انتظروا آملين, وانصرفوا يائسين. وانتظر هو وما زال ينتظر , وأظنه سينتظر كثيرًا في مكانه.

في كل مرة أقرأ لكَ سيدي أرى فكرًا جديدًا يشع في فكر الضميري.

يرعاكَ ربي

معروف محمد آل جلول
07-02-2009, 01:06 AM
لعله متفوق عليهم ..
// فقد كان واثقا من إمكانيته//..
أو ماجاء به ينقض رؤيتهم ..
ويحطمهم ..
فـ لاداعي لإبلاغه بالنتيجة..إذا..
وليلزم الجميع الصمت ..
وهو ينتظر ..وسيظل ينتظر ..
لاإعلام سيُسخرله ..
لاقراء سينتبهون إليه ..
إقصاء ديبلوماسي حكيم..
أخي راضي ..سلام الله عليكم ورحمته ةتعالى وبركاته..
قصة قصيرة جدا ..
غائرة في روعتها ..
بجمال تصويرها ..
وحسن صياغتها ..
ونبل هذفها ..
موت كل جميل ..
خالص تحياتي..

راضي الضميري
11-02-2009, 09:02 PM
ربما يعتبر الوقت عاملًا من أخطر العوامل التي تحدد الماهية والمصير. وفي المحور الموازي, تعتبر الثقة بالنفس الواصلة حد الغرور المعانق للغباء- تعتبر من أهم عوامل السقوط. انتظروا آملين, وانصرفوا يائسين. وانتظر هو وما زال ينتظر , وأظنه سينتظر كثيرًا في مكانه.

في كل مرة أقرأ لكَ سيدي أرى فكرًا جديدًا يشع في فكر الضميري.

يرعاكَ ربي
أديبتنا السامقة د . نجلاء طمان
لقد سلطتِ الضوء أهم القواعد التي تعتبر من أركان النجاح الأساسية لأي عمل قد يقوم به الإنسان .
وأي إهمال لها سيكون له نتائج عكسية على هذا العمل أو ذاك .
لعلّ صاحبنا سينتظر كثيرًا ، لأنّه لم يأخذ بعين الاعتبار كل ما سبق ذكره ، ولم يلاحظ أيضًا مغزى وجود تلك الطاولة العريضة ، و لم يدرك أنّ من بين أوراقه الكثيرة ربما يكون هناك شيء جدير بأنْ يكون أكثر قبولًا مما كان يعتقد .
النصوص القصيرة قد تحمل أفكارًا متشعبة وقابلة للتأويل وتحتمل أكثر من معنى ، وأنا سعيد بما قرأته .


تقديري واحترامي

صهيب توفيق
12-02-2009, 09:18 AM
اخي العزيز راضي الضميري/
قصة جميلة بأسلوب شيق صورتها لنا وكأننا نعيش معه في تلك القاعة
اعتقد انه ليس بحاجة لأن يعرف النتيجة فلربما أعطوه اياها بإبقاءه منتظرا لها
لك خالص التحية والتقدير

الطنطاوي الحسيني
13-02-2009, 04:33 PM
هكذا هو الغرور وهكذا هو الوقت
أو هكذا وجدوا عملا غير ما كلف به فلم يجدو منه اما في حالة الغرور انكسارا وتواضعا اأو في حالة ضياع الوقت وتوهانه عن هدفه وورقته الحقيقة اعتذارا واستدراكا منه
احييك قصتك تعطينا رمزا قويا نعيش به وكل يحيلها حسب رؤيته
هكذا هو النجاح وهكذا هو لمس الامراض المستعصية بأعمال لها اصلها وجذورها
دمت استاذنا المبدع راضي الضميري
من جميل ألي أجمل

راضي الضميري
19-02-2009, 01:06 PM
أخي الحبيب معروف
" لعلّه " نعم وقد يكون محقًا في ظنّه ، ولكن على الجانب الآخر فهناك أمر كان جديرًا بأنْ يأخذ بعين الاعتبار ، إنّ تجاوز العقبات ورميها من خلف ظهورنا أفضل بكثير من الوقوف على عتبات الانتظار في انتظار أمل لن يتحقق .
لأجل هذا سينتظر كثيرًا ، وبالإقناع والعمل الدءوب قد يصل الإنسان .
الوقت ، حُسن الاختيار ، فرضية أنّ غيري ربما يكون عمله جديرًا بالقبول أكثر ، التواضع ، عوامل للنجاح يجب أنْ تؤخذ بعين الاعتبار .
وقد يكون ليه كل ما ذكرنا ، ولكن بما أنّه قبل الاحتكام فعليه أنْ يقبل بالنتيجة .
والحياة لا تتوقف عند زمن معين ولا امتحان معين .
أشكرك أخي الحبيب معروف
تقديري واحترامي

سعيدة الهاشمي
19-02-2009, 01:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أستاذي الفاضل راضي الضميري،

توماس أديسون الذي لقبوه بالفاشل الأكبر قبل أن يخترع المصباح الكهربائي حاول 9999

وفي المرة 10000 نجح لكنه لم يعتبر كل ما فات فشلا، بل تجارب لم تنجح كان يتعلم منها

في كل مرة حتى أدرك النجاح، بطلنا هنا ظل ينتظر /ومنه كثير/ وسينتظر كثيرا إن لم يتزحزح ويحاول مجددا

فلقد أغفل الطاولة العريضة لثقته بنفسه متجاهلا أنه ربما في تلك الطاولة أوراق أهم من أوراقه

وربما الجالسون على رأس الطاولة لا تهمهم الأوراق بقدر ما تهمهم أسماء أصحابها.

لطالما آمنت بأن القصة حمالة أوجه وفكر نير.

تقبل قصتك العديد من التأويلات فأتمنى أن يكون هذا إحداها.

احترامي وتقديري.

ياسمين ابن زرافة
21-02-2009, 01:59 AM
ما أكثر السقوط قبل الوقوف، ما ألذ الوقوف بعد السقوط.. ما أسرع نسيان العثرة بعد الجزاء..
اختصار لواقع مخز أيها الأستاذ الفاضل..
أفكارك عميقة وفكرك نضاح بالتميز والجدة..
سيدي الكريم، لن يُمَلَّ أدب كهذا ما دام الطرح راق هادف..
تحيتي لقلمك الجاد، ولشخصك المحترم

راضي الضميري
13-05-2009, 09:09 PM
اخي العزيز راضي الضميري/
قصة جميلة بأسلوب شيق صورتها لنا وكأننا نعيش معه في تلك القاعة
اعتقد انه ليس بحاجة لأن يعرف النتيجة فلربما أعطوه اياها بإبقاءه منتظرا لها
لك خالص التحية والتقدير


يبدو يا صديقي صهيب أنّ الحقيقة أحيانًا تزعج من يدّعي أنّه يملكها بدون أن يقترب حرفه من أبجدياتها ، وثمّة أناس لا يعترفون بعيوبهم ، ولكنهم في ذات الوقت يتتبعون عيوب الآخرين .

رحم الله القائل من كان بيته من زجاج....

أشكرك لقراءتك الواعية لهذا النص المتواضع وأعتذر عن التأخير في الرد عليك .

كن بخير

راضي الضميري
31-05-2009, 07:44 PM
هكذا هو الغرور وهكذا هو الوقت
أو هكذا وجدوا عملا غير ما كلف به فلم يجدو منه اما في حالة الغرور انكسارا وتواضعا اأو في حالة ضياع الوقت وتوهانه عن هدفه وورقته الحقيقة اعتذارا واستدراكا منه
احييك قصتك تعطينا رمزا قويا نعيش به وكل يحيلها حسب رؤيته
هكذا هو النجاح وهكذا هو لمس الامراض المستعصية بأعمال لها اصلها وجذورها
دمت استاذنا المبدع راضي الضميري
من جميل ألي أجمل


أخي الطنطاوي الجميل

ولكل منا رؤيته وتفسيره للأمور صدقت ، ولكن يبقى هناك أمرًا أخيرًا في قصتنا المتواضعة يقول : أنّ الغرور والثقة الزائدة بالنفس وعدم مراعاة شعور الآخرين وتجاهل الغير والشعارات الزائفة كلها أمور مغطاة بورقة خريفية تنتظر فقط هبة ريح خفيفة جدا فينكشف بعدها كل شيء.

أشكر لك مرورك الكريم وبارك الله فيك أخي العزيز .

تقديري واحترامي

الدكتور ماجد قاروط
31-05-2009, 08:28 PM
يشكل النص حالة درامية واضحة
من خلال ذلك التصاعد في الحدث بصورة متواترة
ويبدو جلياً ذلك التوتر الدرامي المدهش في نهاية النص
في عبارة ( و ما زال ينتظر ) التي تعطي المتلقي حالة من الإدهاش و الاستمتاع
كل الود لك

راضي الضميري
30-08-2009, 02:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أستاذي الفاضل راضي الضميري،

توماس أديسون الذي لقبوه بالفاشل الأكبر قبل أن يخترع المصباح الكهربائي حاول 9999

وفي المرة 10000 نجح لكنه لم يعتبر كل ما فات فشلا، بل تجارب لم تنجح كان يتعلم منها

في كل مرة حتى أدرك النجاح، بطلنا هنا ظل ينتظر /ومنه كثير/ وسينتظر كثيرا إن لم يتزحزح ويحاول مجددا

فلقد أغفل الطاولة العريضة لثقته بنفسه متجاهلا أنه ربما في تلك الطاولة أوراق أهم من أوراقه

وربما الجالسون على رأس الطاولة لا تهمهم الأوراق بقدر ما تهمهم أسماء أصحابها.

لطالما آمنت بأن القصة حمالة أوجه وفكر نير.
تقبل قصتك العديد من التأويلات فأتمنى أن يكون هذا إحداها.
احترامي وتقديري.
أختي الفاضلة سعيدة
كما تفضلت القصة حمالة أوجه كثيرة نعم ، وما تفضلت به أيضًا عن أديسون لهو مثال رائع وعلينا أن نحاول مرات ومرات ، وبطلنا هنا عليه أن يحاول ويحاول وأن يبتعد عن الغرور والثقة الزائدة بالنفس وأن ينظر إلى خلق الله تعالى بتواضع وهو مؤمن أن هناك - احتمال - من هو أقدر منه وأكثر إبداعًا .
بالمناسبة هذه القصة كتبتها نتيجة موقف حقيقي رأيته هنا في الواحة
أشكر لك مرورك الكريم وكل عام وانت بخير
تقديري واحترامي

راضي الضميري
14-12-2009, 11:32 AM
ما أكثر السقوط قبل الوقوف، ما ألذ الوقوف بعد السقوط.. ما أسرع نسيان العثرة بعد الجزاء..
اختصار لواقع مخز أيها الأستاذ الفاضل..
أفكارك عميقة وفكرك نضاح بالتميز والجدة..
سيدي الكريم، لن يُمَلَّ أدب كهذا ما دام الطرح راق هادف..
تحيتي لقلمك الجاد، ولشخصك المحترم


شكرًا لك أيتها الأديبة فقد رأيت في مقدمة مشاركتك ما يفي بالغرض المقصود .

تقديري واحترامي

د عثمان قدري مكانسي
14-12-2009, 11:50 AM
لعلي أفهم من هذه الأقصوصة - أخي الأستاذ راضي حفظك الله تعالى - أموراً عدة :
أولها : أن على الإنسان أن يتأكد مما يحمل في جعبته كي لا يكرر عمله مرة أخرى .
ثانيها : العمل الثاني - مهما كانت قدرة الإنسان وثقته بنفسه قوية - يبقى أقل مستوى من العمل الأول المتأني ، ففي السرعة ينسى المرء بعض ما أراد .
ثالثها : أن الثقة بالنفس مطلوبة ولا بد من برودة الأعصاب في سماع آراء الآخرين .
رابعها : قد يرى الإنسان نفسه وحيداً إن غاص بعيداً عن الركب ، فيفوته القطار وهو ينتظر .
خامسها : قد لا يتلقّى الإنسان رداً على ما قدّم لأسباب كثيرة يعرفها المتمرس في هذه الحياة
وهناك الكثير من الدروس في هذه الأقصوصة المشعّة
نص قصير إلا أن فيه من المعاني الشيء الكثير مما يدل عى الفكر الوقّاد للأستاذ راضي نفع الله به

راضي الضميري
19-02-2010, 03:52 PM
يشكل النص حالة درامية واضحة
من خلال ذلك التصاعد في الحدث بصورة متواترة
ويبدو جلياً ذلك التوتر الدرامي المدهش في نهاية النص
في عبارة ( و ما زال ينتظر ) التي تعطي المتلقي حالة من الإدهاش و الاستمتاع
كل الود لك

قراءتك أضافت جمالاً كان يفتقده نصي المتواضع

نشتاق لوجودك أيها الإنسان الرائع

كن بخير

نزار ب. الزين
20-02-2010, 12:19 AM
المبدع الأخ راضي
قدمت لقارئك نصا مختزلا
يشي بحقيقة أديب مغرور
لم يشأ – لشدة ثقته بما كتب –
أن يرد /ترفعا/ على مناقشي حرفه
فكان لا بد من أن ينفضوا من حوله
سلم يراعك أخي الكريم
و دمت متألقا
نزار

محمد ذيب سليمان
22-02-2010, 08:24 PM
اخي راضي
ربما تكون القصة بما فيها من رمز
طريقا يؤدي لنجاح قارئها فما هي الا
خلاصة فكرية لمفكر وضع سياقاتها
بعد أن تخيل نهاياة عدة
وربما تكون القصة دعوة للتفكير النير
وحك الدماغ واختيار نهاياة مختلفة
وربما تكون لقضاء الوقت والإستمتاع فقط
أما ومضاتك وقصصك فهي ذات مضمون ومغزى
تؤشر لمفكر يعرف ما يكتب
دمت أخي ودام صرير قلمك

آمال المصري
18-09-2013, 01:14 PM
كان يسير على عجلِ متأبطًا رزمة كبيرة من الأوراق فيها جلّ ما كتب ، دلف إلى القاعة ؛ حدّق في ساعته ، فتغيرت ملامح وجهه ، ومالت إلى السواد بعض الشيء ، رمى الأوراق على الطاولة العريضة ، وعبثًا حاول أنْ يجد نصّه المراد ، بحث عنه لكنّه لم يعثر عليه ، قرّر أنْ يكتبه مرّة أخرى " من أين أبدأ ؟ " تساءل في غضب " نعم ؛ نعم لقد تذكرت " و بدأ يكتب بشكل محموم ، الوقت يحاصره ، ها قد انتهى أخيرًا ، سلّم النصّ وجلس ينتظر وقد انفرجت أساريره تمامًا ، وبدا عليه الارتياح ، ثمّ بدأت الأصوات ترتفع ؛ تناقش وتحلّل ، ثمّ هدأت ليسود بعدها صمت مهيب خيّم على الوجوه ، تخلّلها همهمات وهمسات شابها التوتر و القلق ، وهو جالس بكل هدوء وبرودة أعصاب ، فقد كان واثقًا من إمكانياته ، ولم يشك أبدًا في قدراته ، مرّ الوقت سريعًا ، انفض الجمع من حوله ، وما زال ينتظر .

تقبل الرأي الآخر برحابة صدر مطلوب إذا ما كانت الثقة بالنفس متوفرة حتى وإن باءت النتيجة بغير المتوقع
تميز النص هنا بالحركة السريعة وتصاعد الأحداث
بوركت أديبنا الفاضل

كاملة بدارنه
20-09-2013, 10:17 PM
جسّدت سياسة الإحباط بقصّة رائعة جدّا
بوركت
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
28-07-2022, 08:40 PM
انفض الجمع من حوله وما زال ينتظر ـ فثقته بنفسه تعدت الحدود
وبلغت حد الغرور ـ متاكدا من إمكانياته، وغير متصور أن هناك من هو أقدر منه وأكثر إبداعا
قصة جميلة بتصوير معبر ومضمون هادف ، وفكر عميق.
:v1::nj::001: