المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ** سنن تغيير النفس و المجتمع ** جودت سعيد



نادية بوغرارة
06-02-2009, 09:19 PM
لقد بدأ المؤلف يطرح أفكاره ضمن سلسلة إختار لها عنوان:

سنن تغيير النفس و المجتمع منذ حوالي ثلث قرن ،
في محاولة منه للإسهام في معالجة تخلف المسلمين ،
و انعدام فاعليتهم و غيابهم عن التأثير في أحداث العالم ،
و عجزهم عن مواجهة الغزو الإستعماري الذي نجح
في استضعافهم و استذلالهم ، و نهب خيراتهم ،
و استغلال مواردهم .
و على الرغم من البطء في انتشار هذه الأفكار ،
و دخولها في وعي الممثقفين ، بسبب الحجب الكثيفة
المسدلة على العقول ، و سيطرة الفكر التقليدي على الأذهان ،
و الخوف من التغيير الذي جعله الله تعالى الطريق الوحيد
للنهوض من العثار في قوله:
*إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم *
و على الرغم من سقوط العمل الإسلامي خلال هذه الحقبة
في المحاذير التي نبه إليها المؤلف ،
و غرق العديد من بلدان العالم الإسلامي في دوامة العنف التي
حذر منها ،و اعتبرها أهم المشكلات ، و رأس الفتن و البلايا ..
و بعد ثلث قرن من التجارب و المعاناة لهموم المسلمين ،
فإن المؤلف يبدو أكثر اقتناعا بأفكاره التي سبق أن طرحها ،
و اكثر إصرارا على نشرها و ترسيخها في ذاكرة الأجيال ،
عسى أن يخرج منها شباب أكثر وعيا ، و أعمق فهما ،
و أرحب صدرا ، و أوسع انفتاحا،و أقدر على توجيه مجتمعاتهم
المتخلفة نحو الرقي و الحضور على مسر ح الاحداث العالمية ،
و الإسهام الإيجابي في صنعها ....

كانت هذه كلمة الناشر ،
أحببت أن أفتتح بها هذه المقتطفات من السلسلة الماسية،
لمفكر فذ متميز ، هو جودت سعيد .
والتي عزمت أن أدونها في صفحات الواحة الفكرية .

و كلي أمل أن تلقى استحسانكم ، و أدعو الله أن تكون اختياراتي موفقة .

حنان المغربية
07-02-2009, 12:12 AM
بالفعل"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم"
فالاولى للانسان ان يغير نفسه ولا يلتفت لامور الاخرين
هكذا تصلح الامة
لك شكرا خالصا على هذا التذكير.

نادية بوغرارة
11-02-2009, 10:57 AM
بالفعل"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم"
فالاولى للانسان ان يغير نفسه ولا يلتفت لامور الاخرين
هكذا تصلح الامة
لك شكرا خالصا على هذا التذكير.
******

بوركت أختي حنان

مرورك أسعدني .

عبدالصمد حسن زيبار
11-02-2009, 12:54 PM
نادية
جودت إنسان من طينة نادرة
نتشوق لتدوينك للصفحات
تحياتي

نادية بوغرارة
11-02-2009, 09:49 PM
نادية
جودت إنسان من طينة نادرة
نتشوق لتدوينك للصفحات
تحياتي

************
أسأل الله أن يكون ما أكتب هنا رائقا لك أخي عبد الصمد ،

كما أنتظر إرشادك و توجيهك فيما تراه مناسبا ،

للإستفادة من فكر هذا الرجل السابق لزمانه .

بوركت .

نادية بوغرارة
16-02-2009, 12:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الكتاب الأول : * حتى يغيروا ما بأنفسهم *
أبدأ عرض بعض ما جاء في مقدمة الكتاب لأهميته :
***********
...و يشمل موضوع التغيير على جوانب :
1- هل التغيير ممكن ؟ و إن كان ممكنا فهل له سنن ؟
2- كيف أغير ؟ أ و كيف يحدث التغيير ؟
3- ماذا أغيّر ؟
...
و للإجابة عن السؤال الأول :

يكفي أن نلقي نظرة على واقع البشر لمشاهدة التغيير .
و لعلنا نسمع يوميا حديث الناس بشعورهم
بالتغيير سواء في إمكانات الناس الإقتصادية و الصناعية ،أم في
التغيير الأخلاقي الذي يلاحظ بين الاجيال ، إذ إن هذا التغيير مُشاهد .
أما الكشف أن هذا التغيير خاضع للسنن ،
و أن الإنسان له سلطان على ذلك ، فهذا يحتاج إلى جهد أكبر .
و ميزة ابن خلدون أنه لاحظ لهذا التغيير سننا ،
فقد تحدث عن الأجيال الأربعة في نشأة الدول و انهيارها ،
و لكن ابن خلدون لم يلاحظ إمكانية السيطرة على هذه السنن.
و أما الكشف العلمي بأن هذه السنن تخضع لسلطان الإنسان بشكل
من الأشكال ، فقد تنبه إليه في العصر الحديث
إنسان محور واشنطن - موسكو ، قبل غيره .

..و الجواب عن السؤال الثاني هو :

لم يكن الموضوع المباشر للكتاب أن نتحدث عن كيفية التغيير ..
إلا أن الامثلة التي ذكرت في الكتاب كلها مبنية على هذا ،
وأهمها الامثلة المذكورة في فصل:
العلاقة بين سلوك الإنسان و ما بنفسه ،
و هذا الموضوع لبّ المشكلة ،
و هو تحصيل العلم و فتح الأسماع و الأبصار
لتحصيل أفكار موضوعية عن أسباب الأحداث و التغييرات ،
و هو موضوع رؤية آيات الله في الآفاق و الأنفس ..
أي إحداث مواقف جديدة برؤية جوانب أعمق وأوسع للأحداث .
إن كل فكرة و خبرة تقدم للإنسان ، ثؤثر في موقفه .
و هذا هو التغيير .
...
أما جواب السؤال الثالث ، فهو يشبه الإجابة عن سؤالك :

ماذا أصنع من الحديد بعد أن أعرف صناعة الحديد ؟
و بالنسبة للمسلم ، فإن كل أحلامه أن يغير وضعه ووضع العالم إلى الإسلام .
فهو عموما يعرف - أو يدعي أنه يعرف -
جواب السؤال الثالث ، فهو يعرف ماذا يريد و لكنه يجهل كيف يحقق ما يريد .
لذا عليه أن يتعلم ذلك ، و هي الحاجة إلى مصدر السؤال الذي يُنبئ
عن شعور القارئ بالحاجة إلى المزيد من الوضوح و البيان .

حازم محمد البحيصي
16-02-2009, 01:24 AM
جُزيت الخير كله
جميل ما دونته هنا
لمفكر كجودت سعيد
تحيتى لك
ولكن!
هل ستعمل الأجيال القادمة على تلافي هذه الفجوة؟
سؤال برسم الإجابة

نادية بوغرارة
16-02-2009, 01:39 AM
في شباب العالم الإسلامي من عندهم استعداد لبذل أنفسهم
و أموالهم في سبيل الإسلام ، و لكن قلّ أن تجد فيهم
من يتقدم ليبذل سنين عمره ليقضيها في دراسة جادة ،
لينضج موضوعا ، أو يصل به إلى تجلية حقيقة.
.....
و السبب في بطء نموّ دراسات من هذا النوع ،
هو أنه لم تكشف بعد قيمة الدراسة في الوسط الإسلامي ،
الذي ظل وقتا طويلا يرى/ السيف أصدق أنباء من الكتب /،
و لم يكن اتجاهه إلى أن /الرأي قبل شجاعة الشجعان /.
و ظلت هذه الآراء المختلطة ، في ظلمات بعضها فوق بعض .
و لم يروا العلاقة الصحيحة بينهما و لا الترتيب الطبيعي لها .
...
و كذلك من المفارقات ، أن نتطلع بشوق إلى تغيير الواقع ،
دون أن يخطر في بالنا ، أن ذلك لن يتم ، إلا إذا حدث التغيير
قبل ذلك ،بما في الأنفس . و نحن مطمئنون إلى ما بأنفسنا ،
و لا نشعر أن كثيرا مما فيها هو الذي يعطي حق البقاء
لهذا الواقع الذي نريد أن يزول ، و نحن نشعر بثقل وطأته علينا ...
...
و الإنسان الذي يواجه مشكلة ، و يعتقد بإمكان حلها ،
هو إنسان يؤمن بالتغيير . و التغيير هو انتقال من حالة
لا يرضى عنها إلى أخرى خير منها ، و هذا الإنتقال ،
يخضع لقانون يتخذ علاقة بين الهدف و الوسيلة ،
و طاقة الإنسان ، و بين هذه الأركان توازن.
و يجدر بنا أن نطبق هذه القاعدة على المجتمع الإسلامي ،
متذكرين ، أن هدف الإنسان في هذا المجتمع استئناف حياة إسلامية ،
ووسيلته ،كل ما يمكن أن يصل إليه فكره و يده .
.

نادية بوغرارة
16-02-2009, 02:12 AM
إن النظرات الخاطئة التي تعرقل الحركة ،
و توقف السير ليست كبيرة ضخمة ،ولكنها دقيقة
لا يقف الفكر عندها ، بل يتجاوزها قفزا دون أن يلمحها ،
و لكن هذه الغفلة اليسيرة توقف سير التاريخ كما يقول محمد إقبال :

لحظة يا صاحبي إن تغفلِ *** ألف ميل زاد ُبعدُ المنزل

فالإنسان يتجاوز الخطأ الدقيق في حركته المهتاجة
الشغوفة إلى الهدف، و لكن الصدمة تكون محيرة
إلى درجة كبيرة ،مما تجعل الصفوة تقابل مثل هذا الموقف
بقولهم : * أنّى هذا * آل عمران

...إن السلوك الذي ينتج عن مثل هذه الخبرات ،
حين يفقد مراعاة السنن سلوك يتسم بالحذر و الحيرة ،
و عدم الثقة ، و العجز مع الحقد .
بينما إدراك سنن الإنتقال من الموجود إلى المقصود
بصورة محددة يقي الإنسان من هذه المضاعفات ،
فلا يجعله يظن بنفسه ما لم يؤهلها له ، و لا يحاول أن يستر عجزه ،
و إنما يسعى بكل جد إلى استكمال ما ينقصه .

خليل حلاوجي
18-02-2009, 02:37 PM
هذا الرجل يسبق زمنه بمئة عام ...


وهو ..

يرسم لنا فواجع يومنا ...


ولم ننتفع ..

نادية بوغرارة
26-02-2009, 09:21 PM
جُزيت الخير كله
جميل ما دونته هنا
لمفكر كجودت سعيد
تحيتى لك
ولكن!
هل ستعمل الأجيال القادمة على تلافي هذه الفجوة؟
سؤال برسم الإجابة
********
أشكرك أخي حازم على المرور.

ربما نعول على الجيل القادم ، و نعده الإعداد اللازم ،

غير أننا نطمح لأبعد من هذا ، فجيلنا لم يفقد كل قوته التغييرية ،

و لم توصد أمامه أبواب اليقضة.

سيأتي الجواب مفصلا على سؤالك فيما يلي من فقرات السلسلة .

بوركت .

نادية بوغرارة
26-02-2009, 09:25 PM
هذا الرجل يسبق زمنه بمئة عام ...
وهو ..
يرسم لنا فواجع يومنا ...

ولم ننتفع ..

***************
كم يلزمنا من الوقت و العمر لننتفع ؟

الرجل أدى واجبه ،

و نحن ؟

****
أخي خليل ، في انتظار ما ستنفعنا به هنا .

البربريسي
18-03-2009, 10:29 PM
لا يشك عاقل في ضرورة التغيير الإيجابي (الإصلاح) إذ أنه يسعى إلى الكمال..والكمال لله ونهاية الكمال أن يكون الشخص

كاملاً في نفسه مكملاً لغيره كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله ..

ومن المعلوم أن الخطوة الأولى دائماً لنجاح أمر ما هو تغيير النفس ومن ثم تغيير المجتمع إيجابياً .. وهذه خطوة أساسية

مهمة لتنتصر الأمة وتُعيد مجدها وعزها ..

لي عودة بإذن الله تعالى ، ونتمنى التفاعل لأن الموضوع مهم وحساس وملامس لأرض الواقع ..

نادية بوغرارة
26-03-2009, 12:23 PM
لا يشك عاقل في ضرورة التغيير الإيجابي (الإصلاح) إذ أنه يسعى إلى الكمال..والكمال لله ونهاية الكمال أن يكون الشخص
كاملاً في نفسه مكملاً لغيره كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله ..
ومن المعلوم أن الخطوة الأولى دائماً لنجاح أمر ما هو تغيير النفس ومن ثم تغيير المجتمع إيجابياً .. وهذه خطوة أساسية
مهمة لتنتصر الأمة وتُعيد مجدها وعزها ..
لي عودة بإذن الله تعالى ، ونتمنى التفاعل لأن الموضوع مهم وحساس وملامس لأرض الواقع ..
***********
بوركت أخي البربريسي

سرني تعليقك و التشجيع .

نادية بوغرارة
26-03-2009, 12:54 PM
...في الواقع إن المشكلة عامة ، لأن السنّة لا تكون سنّة
إلا إذا كانت عامة ، و ليس معنى هذا ، أن مشكلة المسلمين
لا تتميز بخصوصية ،من حيث العوارض و الملابسات الخاصة ،
التي ينبغي أن يراعيها المسلم حين يأخذ في معالجة المشكلة ،
إلا أن قصدي هنا أن لا يختلط على المسلم القاعدة العامة
التي يخضع لها كل الاقوام ، مع الأمر الخاص الذي يخص المسلمين .
..
1- فلا بد من معرفة سنن التغيير لما بالأنفس .
2- كما لا بد من معرفة ما ينبغي أن نغيره ،
من الأوهام ، و ما ينبغي أن نثبته من حقائق .
3- و معرفة من هؤلاء الذين ينبغي أن نجري على ما بأنفسهم
هذا التغيير ، و إن اختلفت معادلتهم الشخصية و بيئتهم ،
إذ انهم مشتركون في أصل البلاء.

فهذه المعرفة المنفصلة أمر لا بد منه للبدء في أية
عملية تغيير جاد .

سنّة مجتمع لا سنة فرد :

كذلك إن الآية الكريمة :
*إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم *
حين تبين هذه السنة تبين أنها سنة اجتماعية لا سنة فردية ،
بمعنى أن كلمة * بقوم * تعني الجمع أو الجماعة
التي يطلق عليها الأمة ، أو المجتمع .
.. و هذا النظر إلى الموضوع يبين خطورة أن يبقى في المجتمع
أعداد، مهما كانوا قلة ، لا يتمتعون بالوعي التام لقضايا المجتمع .
و كذلك خطورة عدم وجود العدد الكافي ، أو الحد الادنى ،
من الذي يعون الأمور على هذا الأساس من النظر ،
و إدراك ضرر وجود غير الواعين في الأمة ،
يولّد لدى المجتمع شعورا بالخطر ، أن يكون المركب
الذي يسير بالمجتمع ، يحتوي على نماذج لا تعرف سنن
طفو الأجسام على الماء فيسعون بحسن نية ،أو سوء نية،
لخرق السفينة كما ورد في الحديث الشريف الصحيح.

محمد رامي
08-01-2011, 10:48 PM
كنت هنا ..
وقد شدني الطرح وهوامشه
حقيقة اننا اليوم نركن للخمول في كل شيء
فلماذا؟..
لا اظن ان استيعاب الامور اصبح اكبر مما نفكر به
ام ان التخاذل والكسل واناطة التفكير بغيرنا هو السبب
فالتغير واقع لا بد منه كي نحقق ما نصبو اليه
سلمت اناملك وشكرا على التحقيق الوافي
تحيتي

نادية بوغرارة
13-06-2012, 10:43 AM
كنت هنا ..
وقد شدني الطرح وهوامشه
حقيقة اننا اليوم نركن للخمول في كل شيء
فلماذا؟..
لا اظن ان استيعاب الامور اصبح اكبر مما نفكر به
ام ان التخاذل والكسل واناطة التفكير بغيرنا هو السبب
فالتغير واقع لا بد منه كي نحقق ما نصبو اليه
سلمت اناملك وشكرا على التحقيق الوافي
تحيتي

========


أسئلة مشروعة لفهم واقع مرير .

الأستاذ محمد رامي ،

كل الشكر لك على الحضور والرد الكريم .