مشاهدة النسخة كاملة : زوجتك نفسي
عصام عبد الحميد
07-02-2009, 11:42 AM
دارت عيناي فى أنحاء الغرفة حتى سقطت على الورقة التى كنت أبحث عنها.. كانت ملقاة على الأرض بإهمال.. ووجهها كقتيل تحجرت عيناه على سقف الحجرة.. كان يحلم قبل أن يموت بأن ينطلق إلى هذا العالم الرحب الجميل.. ففرد جناحيه ورفع جسده لأعلى.. ليرى بعيون أوهامه أن السماء تفتح له ذراعيها.. فطار بأعظم قوة فى وجدانه.. فارتضدم بالجدار.. وسقط وقد انهارت أحلامه كلها لحظة الموت المفاجئ.
قمت متثاقلا إلى الورقة كانت بعيده..كأنها فى آخر نقطة فى الحياة.. كما كان الطريق طويلا إلى عينيها الآسرتين.. كنت أشعل نيراني كل يوم فى صحراء الحياة فتتجمع الفراشات بكثرة متناهية لتحترق.. إلا هذه.. لم تكن سوى فراشة مضيئة بذاتها.. واحدة من تلك التى لا تحتاج للاحتراق.. فطريقها واضح المعالم.. فكرت كثيرا وسهرت الليالي وأصبحت هذه بالذات شغلي الشاغل فى الحياة.. كيف أصل إليها؟ كيف أجعلها تأتى إلى بجناحيها الرقيقين لتلقى بنفسها فى حر اشتياقي الملتهب شوقا وغواية؟ غيرت خطتي التى استخدمتها مرات ومرات للإيقاع بها.. كان على أن تخبو ناري حتى تراها ضياءا فتغريها بالسير إلى نفس الرحلة المتكررة.
حين التفت ناحيتها.. سرى فى مشاعري إحساس مرير لم أتذوقه من قبل.. أهو شعور بالندم؟ كان جسدها كله يختلج بارتعاشات وهي تطلق همهمات غير مفهومة.. نظرت إليها نظرة يشوبها الخوف من القادم.. لأول مرة ينتابني هذا الإحساس.. تساءلت هل هذه نهاية طبيعية لكل هذا العناء؟ وضعت يدي على رأسي.. الصداع يكاد يفتك بى.. عاد صوتها يصرخ فى أذني : أرجوك اتركني.. ليس الليلة.. أنا الآن زوجتك كتبت لك كل حرف فى الورقة بدمى حتى تطمئن أننى سأكون لك وحدك.. ولكن ليس هكذا.. لا تجعل دمائي تلطخ الحياة.. لا أحب أن تكون ليلتي الأولى بهذه الطريقة.. أرجوك.. ارتمت على يدي تقبلها أن أتركها الليلة.. كان ضياء الطريق الذى أنرته لها بكلمات الحب قد وصل إلى ذروة التوهج ولم أعد أطيق صبرا.. تحول إلى نار حارقة لم أسمع معها سوى صوت واحد بداخلي.. صوت شهوتي المجنون المستعر.. سقطت الورقة.. التى كتبتها بدمائها.. (أمام الله زوجتك نفسي) داستها أقدامنا وأنا أضمها بكل سعيري واحتراقي.. كنت أعرف يقينا بأنها صارت لى وأصبحت ملكى فى حضرة الشيطان.. أول مرة أشعر أنني أغتصب امرأة.. كلهن كن يأتين يسعين كالفراشات للاحتراق فى نارى.. كان سيرى الطويل إلى هذه الفتاه قد أنهكني.. صفعتها بجنون.. مزقت ملابسها.. هالتها المفاجأة.. تحجرت الدموع فى عينيها.. احتبس الصوت فى حنجرتها.. وفي عينيها ارتسمت نظرة لا أنساها.. ذهول مقترن بالخوف.. ارتعش جسدها وهى تتراجع للخلف حتى اصطدمت بالجدار.. سقطت متهاوية.. جثوت على ركبتي وحملتها بين يدي وجسدها يرتعش متجاهلا نظرة الرجاء الحارة.. ودارت الأيام دورتها الطويلة بكل فرحها وحزنها وأحداثها فى ليلة واحدة.. وتبدلت ملامح الفرح على وجهها إلى ملامح الفجيعة.. أمسكت الورقة .. تأملت لون دمها وقد تجلط وتحجر وفقد نضارة احمراره.. تذكرت تلك اللحظة التى جرحت فيه يدها لتكتب بدمها زوجتك نفسي.. قلت لها : لا داعي لذلك.. قالت لى : لقد أرادني شباب كثيرون ولكنى لم أر فى الدنيا رجلا سواك.. لم أثق إلا فى أمانتك أنت.. أنا لم أأتمن أحدا سواك على نفسي.. ولم أفكر فى القدوم إلى بيتك إلا وأنا أثق فى طهارة علاقتنا وأنك لن تمسني بسوء أليس كذلك حبيبي؟
لم أضطرب لحظة واحدة فقد كانت تلك اسطوانة ترددت كثيرا على مسمعي من كل فتاة أتت إلى هنا.. نعم هذه كانت مختلفة.. والسير إليها كان صعبا وطويلا.. وبذلت مجهودا مضنيا حتى جعلتها تثق فى كل هذه الثقة.. اخترعت لها مفردات فى الحب مختلفة.. كنت واعيا تماما بكل خطوة أخطوها ناحيتها.. وأعرف تماما ما الخطوة التى تليها.. ولا أتحرك تجاهها إلا بحساب دقيق.. كان كل ذلك يصب فى هدف واحد.. أن أحصل على هذه الفتاة فى سريري بدون أى تكلفة.. وهاهي خطتي قد نجحت على أية حال وهاهي فى بيتي.. وبعد دقائق ستكون لي.. قلت لها وأنا أجرح نفسي : نعم حبيبتي وأنا كذلك سأكتبها بدمى مثلك.. كانت سعيدة جدا برغم القلق البادي علي وجهها.. وما إن انتهيت من كتابة الورقة بدمائي.. حتى وقفت تريد الانصراف فجن جنوني.. بعد كل هذا الجهد الخارق تنصرف هكذا بسهولة.. تبدل وجهي فى لحظة.. ظهر الوجه الآخر الحقيقي الذى لم يسبق لها أن رأته منى أبدا.
أمسكت الورقة لأمزقها كعادتي بعد كل تجربة احتراق.. إلا أننى سمعت همهمة من ناحيتها.. التفت فوجدتها جالسة فى الفراش تلملم جسدها بالغطاء.. ثم التفتت ناظرة إلى نظرة ميتة.. فارغة من أي معنى.. ثم تناولت ملابسها وارتدتها.
تحركت نحوى ووجهها يحمل نفس تلك النظرة المقتولة.. وجه فقد كل حيويته التي كانت منذ ساعة.. رفعت عينيها إلى وجهي.. كانتا فى اتجاهي ولكنها كانت تنظر للاشيء.. ارتعدت أوصالي من تلك النظرة.. خفق قلبى خوفا ورعبا.. تناولت الورقة من يدي.. تأملتها برهة كأنها تقرؤها.. مزقتها إلى قطع صغيرة.. نثرتها على الأرض.. ثم دارت عيناها فى أرجاء الحجرة بذات الوجه الميت والعيون المتحجرة وتركتني وانصرفت.
د. نجلاء طمان
07-02-2009, 04:00 PM
أدمعت هنا, وانفعلت....
أظن هذا أكبر دليل على نجاحك في إفراز سرد أدان بطل القصة وكل من يشبهه
عودة للتعقيب حول الحبك بعد ذهاب الانفعال
تقديري
راضي الضميري
07-02-2009, 07:23 PM
الحياة مليئة بالقصص المزعجة ، وكل قصة تختلف عن الأخرى ، وكلها مزعجة ، ومن بين الانكسارات النفسية التي لا تنسى والتي تصاحب كل إزعاج تأتي هذه القصة الواقعية ، ففيها إشارات تدّل على واقع لم يكن يومًا سيئًا كما هو عليه الآن ، ولا نقول ذلك وكأنّنا نمنح أسلافنا في القرون الماضية الفضيلة المطلقة – فيما عدا قرون الخير الثلاثة الأولى طبعًا – ولكن حجم هذا السوء والفساد الأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي – وهو سبب لمن سبقه – والسياسي وحتى الفهم الديني الخاطئ للدين نفسه ، يجعل من الحليم حيرانا ، ويبرز السؤال الرئيسي : هل الجينات الوراثية قد تبدلت واختلفت بفعل هذا الهواء الفاسد وثقب الأوزون ؟ من يدري ولكن على أية حال يبقى السؤال مطروحًا جنبًا إلى جنب مع سؤال آخر يقول : ما ذنب الذئاب حتى تصنف بمستوى أناس الذئاب منهم بريئة .
في قصتك هناك حزن وأسى وهناك أشد فتكًا ممن هم ذئاب حقيقية ، فحتى الذئب لا يقتل ولا يأكل إلا عندما يجوع ، وحتى عندما يجوع فهو معذور ، لكن ذئابنا الآن تعيش لتقتل وتفتك بالبشر وتترك من خلفها بصمات أشبه بورم خبيث لا دواء له .
لماذا نمنح الذئاب مثل هذه الفرص المجانية ؟ هذا سؤال آخر يحتاج إلى وقفات طويلة .
عصام عبد الحميد ؛
كقارئ متذوق للأدب ولا أعرف كثيرًا عن فن كتابة القصة القصيرة ؛ أقول لك قصتك جميلة ، ولكن لو اشتغلت عليها أكثر لأصبحت أجمل مما هي عليه الآن ، وعلامات الترقيم كانت غائبة كليًا عن نصّ حمل فكرة هادفة وذات قيمة كبيرة .
تقديري واحترامي
عصام عبد الحميد
22-02-2009, 08:07 PM
أدمعت هنا, وانفعلت....
أظن هذا أكبر دليل على نجاحك في إفراز سرد أدان بطل القصة وكل من يشبهه
عودة للتعقيب حول الحبك بعد ذهاب الانفعال
تقديري
الدكتورة نجلاء طمان
شكرا جزيلا لمرورك
وسأنتظر وعدك بالعودة للنص
مرحة عبد الوهاب
23-02-2009, 10:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن أدمعت عينا د. نجلاء طمان وإنفعلت
فقد أقشعر بدنى وإشمئزت نفسى وجرحت مشاعرى
وتشبيه الأستاذ راضى الضميرى فى محله ، فقد شبه البطل بالذئب المذعور، أما الكاتب فقد شبه بطل قصته بالذئب الثعلب (وشَتان بين المعنيين)
وأرى أنه كان من الأجدر بالكاتب أن تكون قصته بهذا الأسم (الذئب الثعلب)
أصدقك القول د. نجلاء ..... فى نجاح الكاتب بل وتفوقه فى سرد هذا الوصف
وأضيف ..... أنه بالفعل قد نجح بدرجة الإمتياز التى تقول كأنه هو البطل الحقيقى للقصة
قدم الكاتب قصة ذات أهداف قيمة ونبيلة جديرة بالتوقف عندها ، وليس هدف واحد ، وذلك لمن يقرأها بتمعن
وقد رأيت أن الكاتب ـ إن كان يقصد هذا ـ أجاد فى تصوير هذين المشهدين والربط بينهما بحرفية شديدة
المشهد الأول :
{{ كانت ملقاة على الأرض بإهمال.. ووجهها كقتيل تحجرت عيناه على سقف الحجرة.. كان يحلم قبل أن يموت بأن ينطلق إلى هذا العالم الرحب الجميل.. ففرد جناحيه ورفع جسده لأعلى.. ليرى بعيون أوهامه أن السماء تفتح له ذراعيها.. فطار بأعظم قوة فى وجدانه.. فارتضدم بالجدار.. وسقط وقد انهارت أحلامه كلها لحظة الموت المفاجئ}}
المشهد الثانى :
.. التفت فوجدتها جالسة فى الفراش تلملم جسدها بالغطاء.. ثم التفتت ناظرة إلى نظرة ميتة..فارغة من أي معنى.. ثم تناولت ملابسها وارتدتها. تحركت نحوى ووجهها يحمل نفس تلك النظرة المقتولة.. وجه فقد كل حيويته التي كانت منذ ساعة.. رفعت عينيها إلى وجهي.. كانتا فى اتجاهي ولكنها كانت تنظر للاشيء.. ارتعدت أوصالي من تلك النظرة.. خفق قلبى خوفا ورعبا.. تناولت الورقة من يدي.. تأملتها برهة كأنها تقرؤها.. مزقتها إلى قطع صغيرة.. نثرتها على الأرض.. ثم دارت عيناها فى أرجاء الحجرة بذات الوجه الميت والعيون المتحجرة وتركتني وانصرفت
أدعم رأى الأستاذ راضى الضميرى الذى يقول
ولكن لو اشتغلت عليها أكثر لأصبحت أجمل مما هي عليه الآن ، وعلامات الترقيم كانت غائبة كليًا عن نصّ حمل فكرة هادفة وذات قيمة كبيرة .
أن الكاتب لم يتآنى ، كان عليه إنتقاء بعض الكلمات و إختيار الألفاظ التى تعطى نفس المعنى الذى يريد أن يوصله للقارئ ولايخل بمضمون القصة ، بحيث لا يؤذى مشاعر الأخرين
أخيرا ، أغفل الكاتب أو أنه لم ينتبه الى أن بنات فى عمر الزهور ربما يقرأون ما كتب ، على الرغم من أنهن من ضمن أهدافه بالقصة
دمت بخير
سعيدة الهاشمي
23-02-2009, 11:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخي عصام عبد الحميد،
لعلها أول مرة أقرأ لك فيها موضوعا، ويسعدني أن يكون عبارة عن قصة هادفة الطرح عميقة المعنى،
ربما الأخ راضي الضميري أشار إلى بعض ما تحتجه قصتك لتنضج وتكتمل، وأضم صوتي لصوته فالقصص
الهادفة تحتاج إلى الدقة والصبر.
أخي لطالما كنت رافضة للزواج العرفي أو زواج الدم هذا فإن كان فيما مضى له قيمة ويحترم
فإنه للأسف الشديد في وقتنا الراهن فقد شرعيته وأصبح يستخدم لأغراض دنيئة
تهدف جلها إشباع الغريزة.
أجدت الوصف أخي حتى تخيلنا المشهد، تخيلنا تلك النظرات، وأحييك على جرأتك
في استخدام ضمير المتكلم في السرد.
احترامي وتقديري.
عصام عبد الحميد
26-02-2009, 11:52 AM
الحياة مليئة بالقصص المزعجة ، وكل قصة تختلف عن الأخرى ، وكلها مزعجة ، ومن بين الانكسارات النفسية التي لا تنسى والتي تصاحب كل إزعاج تأتي هذه القصة الواقعية ، ففيها إشارات تدّل على واقع لم يكن يومًا سيئًا كما هو عليه الآن ، ولا نقول ذلك وكأنّنا نمنح أسلافنا في القرون الماضية الفضيلة المطلقة – فيما عدا قرون الخير الثلاثة الأولى طبعًا – ولكن حجم هذا السوء والفساد الأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي – وهو سبب لمن سبقه – والسياسي وحتى الفهم الديني الخاطئ للدين نفسه ، يجعل من الحليم حيرانا ، ويبرز السؤال الرئيسي : هل الجينات الوراثية قد تبدلت واختلفت بفعل هذا الهواء الفاسد وثقب الأوزون ؟ من يدري ولكن على أية حال يبقى السؤال مطروحًا جنبًا إلى جنب مع سؤال آخر يقول : ما ذنب الذئاب حتى تصنف بمستوى أناس الذئاب منهم بريئة .
في قصتك هناك حزن وأسى وهناك أشد فتكًا ممن هم ذئاب حقيقية ، فحتى الذئب لا يقتل ولا يأكل إلا عندما يجوع ، وحتى عندما يجوع فهو معذور ، لكن ذئابنا الآن تعيش لتقتل وتفتك بالبشر وتترك من خلفها بصمات أشبه بورم خبيث لا دواء له .
لماذا نمنح الذئاب مثل هذه الفرص المجانية ؟ هذا سؤال آخر يحتاج إلى وقفات طويلة .
عصام عبد الحميد ؛
كقارئ متذوق للأدب ولا أعرف كثيرًا عن فن كتابة القصة القصيرة ؛ أقول لك قصتك جميلة ، ولكن لو اشتغلت عليها أكثر لأصبحت أجمل مما هي عليه الآن ، وعلامات الترقيم كانت غائبة كليًا عن نصّ حمل فكرة هادفة وذات قيمة كبيرة .
تقديري واحترامي
الأخ الحبيب راضي الضميري
نعم ياسيدي نحن في فتنة تجعل الحليم حيرانا..
نحن في حاجة لنهضة اجتماعية وأخلاقية غير مسبوقة لتوقف هذا الانهيار الذي نتردى فيه
مرورك أسعدني جدا أسعدك الله أخي..
وتعليقك على الشغل في النص بصورة أكبر شيئ أشعر به فعلا كلما أعدت قراءة النص..
وأتمنى أن أتلافى أخطائي في المرات القادمة
شكرا أخي الفاضل لما لانهاية.
عصام عبد الحميد
12-03-2009, 12:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن أدمعت عينا د. نجلاء طمان وإنفعلت
فقد أقشعر بدنى وإشمئزت نفسى وجرحت مشاعرى
وتشبيه الأستاذ راضى الضميرى فى محله ، فقد شبه البطل بالذئب المذعور، أما الكاتب فقد شبه بطل قصته بالذئب الثعلب (وشَتان بين المعنيين)
وأرى أنه كان من الأجدر بالكاتب أن تكون قصته بهذا الأسم (الذئب الثعلب)
أصدقك القول د. نجلاء ..... فى نجاح الكاتب بل وتفوقه فى سرد هذا الوصف
وأضيف ..... أنه بالفعل قد نجح بدرجة الإمتياز التى تقول كأنه هو البطل الحقيقى للقصة
قدم الكاتب قصة ذات أهداف قيمة ونبيلة جديرة بالتوقف عندها ، وليس هدف واحد ، وذلك لمن يقرأها بتمعن
وقد رأيت أن الكاتب ـ إن كان يقصد هذا ـ أجاد فى تصوير هذين المشهدين والربط بينهما بحرفية شديدة
المشهد الأول :
{{ كانت ملقاة على الأرض بإهمال.. ووجهها كقتيل تحجرت عيناه على سقف الحجرة.. كان يحلم قبل أن يموت بأن ينطلق إلى هذا العالم الرحب الجميل.. ففرد جناحيه ورفع جسده لأعلى.. ليرى بعيون أوهامه أن السماء تفتح له ذراعيها.. فطار بأعظم قوة فى وجدانه.. فارتضدم بالجدار.. وسقط وقد انهارت أحلامه كلها لحظة الموت المفاجئ}}
المشهد الثانى :
.. التفت فوجدتها جالسة فى الفراش تلملم جسدها بالغطاء.. ثم التفتت ناظرة إلى نظرة ميتة..فارغة من أي معنى.. ثم تناولت ملابسها وارتدتها. تحركت نحوى ووجهها يحمل نفس تلك النظرة المقتولة.. وجه فقد كل حيويته التي كانت منذ ساعة.. رفعت عينيها إلى وجهي.. كانتا فى اتجاهي ولكنها كانت تنظر للاشيء.. ارتعدت أوصالي من تلك النظرة.. خفق قلبى خوفا ورعبا.. تناولت الورقة من يدي.. تأملتها برهة كأنها تقرؤها.. مزقتها إلى قطع صغيرة.. نثرتها على الأرض.. ثم دارت عيناها فى أرجاء الحجرة بذات الوجه الميت والعيون المتحجرة وتركتني وانصرفت
أدعم رأى الأستاذ راضى الضميرى الذى يقول
ولكن لو اشتغلت عليها أكثر لأصبحت أجمل مما هي عليه الآن ، وعلامات الترقيم كانت غائبة كليًا عن نصّ حمل فكرة هادفة وذات قيمة كبيرة .
أن الكاتب لم يتآنى ، كان عليه إنتقاء بعض الكلمات و إختيار الألفاظ التى تعطى نفس المعنى الذى يريد أن يوصله للقارئ ولايخل بمضمون القصة ، بحيث لا يؤذى مشاعر الأخرين
أخيرا ، أغفل الكاتب أو أنه لم ينتبه الى أن بنات فى عمر الزهور ربما يقرأون ما كتب ، على الرغم من أنهن من ضمن أهدافه بالقصة
دمت بخير
الأخت مرحة عبد الوهاب
أشكر لك مرورك وتفاعلك مع النص
قراءة واعية تسعد الكاتب
نعم أختاه النص كان يحتاج أكثر وأكثر لولا أننى عندما بدأت في كتابة النص كنت كمن يدخل محنة ويريد أن يخرج منها..
للبنات في عمر الزهور كتبت... ومنهن بناتي كذلك...
ربما خانني لفظ دون أن أنتبه..
شكرا أختاه... :010:
عطا سليمان الطل
13-03-2009, 09:19 AM
أخي عصام
سردية رائعة بكل حيثياتها في قالب تصويري دقيق لمجريات الأحداث... عالجت قضية
سلوكية اجتماعية متفشية في مجتمعاتنا فهي ليست للفتيات في عمر الزهور فقط وإنما
لذوي الأنفس الدنيئة الذين قد يتبادر إلى أذهانهم أن أعراض الآخرين سلعة رخيصة ...
تمنيت لو كانت نهاية القصة تتناسب والحبكة .
مع الإحترام .
بهجت عبدالغني
13-03-2009, 02:22 PM
قصة معبرة تلامس واقعنا المعاش .. المحزن ..
أعجبني مطلع القصة ..
وبعد الأخذ برأي المبدع راضي الضميري والمبدعة مرحة عبد الوهاب
ستزداد جمالية القصة وألقها فوق ما هي جميلة ..
المتألق عصام عبد الحميد
دمت بخير
تحياتي
عصام عبد الحميد
29-03-2009, 10:28 PM
الأخت الفاضلة سعيدة الهاشمي
مرور بهي زين قصتي
ملاحظاتك أنت والاخ راضي الضميري في غاية الأهمية أتمنى استدراكها بعد ذلك
نعيش واقع مجتمعي مضني
أتمنى أن بسهم أدبنا في إيقاظ حواس الأمل لغد أروع
شكرا سيدتي
د. نجلاء طمان
30-03-2009, 12:39 AM
القاص المتألق عصام عبد الحميد, ها أنا أعود كما وعدت, لكن عودتي فقيرة بجوار ما أشرقت به القريحة النقدية للكبيرين: راضي الضميري, ومرحة عبد الوهاب.
أرى الكل وقد أثنى عليهما, فاعذر قلمي إن آثر الصمت بجوار نقدهما البناء, لهما ولكَ مني التحية والاحترام.
تقديري
عصام عبد الحميد
04-04-2009, 08:10 PM
أخي عصام
سردية رائعة بكل حيثياتها في قالب تصويري دقيق لمجريات الأحداث... عالجت قضية
سلوكية اجتماعية متفشية في مجتمعاتنا فهي ليست للفتيات في عمر الزهور فقط وإنما
لذوي الأنفس الدنيئة الذين قد يتبادر إلى أذهانهم أن أعراض الآخرين سلعة رخيصة ...
تمنيت لو كانت نهاية القصة تتناسب والحبكة .
مع الإحترام .
أخي عطا سليمان الطل
شكرا لمرورك الجميل وقراءتك العميقة للنص
أتمنى أن أصل دائما للأفضل
شكرا جزيلا لما لانهاية.
عصام عبد الحميد
13-04-2009, 10:28 AM
قصة معبرة تلامس واقعنا المعاش .. المحزن ..
أعجبني مطلع القصة ..
وبعد الأخذ برأي المبدع راضي الضميري والمبدعة مرحة عبد الوهاب
ستزداد جمالية القصة وألقها فوق ما هي جميلة ..
المتألق عصام عبد الحميد
دمت بخير
تحياتي
الأستاذ الفاضل بهجت الرشيد
الشكر الوافر لمرورك وتوقفك عند قصتي زوجتك نفسي وقراءتك الثرية لها
عصام عبد الحميد
25-04-2009, 11:33 AM
القاص المتألق عصام عبد الحميد, ها أنا أعود كما وعدت, لكن عودتي فقيرة بجوار ما أشرقت به القريحة النقدية للكبيرين: راضي الضميري, ومرحة عبد الوهاب.
أرى الكل وقد أثنى عليهما, فاعذر قلمي إن آثر الصمت بجوار نقدهما البناء, لهما ولكَ مني التحية والاحترام.
تقديري
الدكتورة المبدعة نجلاء طمان
لايمكن أن تكون عودتك فقيرة أبدا مجرد وجود تعليق بإسمك في أي نص يشرفه
شكرا لمرورك العطر :0014:
آمال المصري
27-07-2012, 09:47 PM
لعلها المرة الأولى التي أقرأ لك فيها أديبنا الفاضل وأجزم أنها لن تكون الأخيرة
فقد جذبني النص بقدرتك الفائقة على السرد وخلق جو مناسب للحدث نجحت في إيصال الفكرة والغرض
وأثني على ماجاء به السيد / راضي والأخت مرحة من تفيد أثرى النص وأفاد الكاتب والمتلقي
دام ألقك
ومرحبا بك في واحك
تحاياي
ربيحة الرفاعي
03-11-2012, 12:07 AM
سرد جميل يحكي صورة مؤلمة ليست بعيدة عن الواقع بأداء قصي طيب ومحمول هادف
وأجد القصة حظيت بما يفي من تعليق إيجابي بناء
تحاياي
د. سمير العمري
21-01-2013, 06:39 PM
قرأت هنا قصة من قاص متمكن ممن أدواته وقادر على توصيل الفكرة بشكل واضح وصحيح.
وأقول تعليقا على مضمون النص بأن كل من تسلم نفسها لكل متشدق بالحب متلاعب بالمشاعر تستحق ما يصيبها ، وأنا كنت ناقشت هذا الأمر في قصتي طبيعة.
أما البناء فقد كان جيدا أسلوبا ولكن وددت لو كان منك عناية أكبر باللغة وبأسلوب العرض.
تقديري
نداء غريب صبري
09-02-2013, 03:33 PM
قصة جميلة هادفة وواقعية
وفيها نصيحة رائعة
من تسلم نفسها لخديعة العشق تستحق النتيجة
شكرا لك اخي
ناديه محمد الجابي
19-03-2014, 09:22 PM
لقطة مؤثرة ومعبرة ومنبهة في نفس الوقت وكأنها جرس إنذار
السرد جميل والأداء القصي موفق والفكرة عميقة
ورأي النقاد الكبار رائع ويضيف الكثير للكاتب والمتلقي في آن واحد
تقبل إعجابي بما خطه قلمك وما جاد به سامق فكرك.
ناديه محمد الجابي
19-03-2014, 09:23 PM
لقطة مؤثرة ومعبرة ومنبهة في نفس الوقت وكأنها جرس إنذار
السرد جميل والأداء القصي موفق والفكرة عميقة
ورأي النقاد الكبار رائع ويضيف الكثير للكاتب والمتلقي في آن واحد
تقبل إعجابي بما خطه قلمك وما جاد به سامق فكرك.
أميمة الرباعي
19-03-2014, 10:06 PM
لست ناقدة ولا أعطي رأيي في نصوص غيري لأني لا أدعي مالا أملك ومازلت اتعلم , لكن قصتك سيدي شدتني منذ بدايتها وحتى النهاية. سرد جاذب لايدع لنا فرصة التفلت من القصة وتسارع للأحداث يمسك بتلابيبنا لنصل الذروة بأنفاس مبهورة.
أحسست بفجيعة هذه الفتاة وصدمتها واحساسها بحقارة من أعطته ثقتها وكتبت له بدمها.
لن أخلي مسؤوليتها عما حدث فلم يكن حريّاً بها ان تأتي اليه طائعة مهما وثقت به, لكنه بالتأكيد هو المجرم المفترس الذي يجب عقابه. قرأت بكل احساسي واقشعرّ جسمي بل ودمعت عيني وهذا دليل تفوقك سيدي. لن اتكلم عن الهنات أو الثغرات في القصة فلست الا متذوقة أحبت ما قرأت هنا.
تحياتي وتقديري.
خلود محمد جمعة
27-03-2014, 06:17 AM
اكثر ما يوجع في قصتك هو واقعيتها
سرد مشوق يطرح مشكلة بقالب مأساوي
دمت بخير
مودتي وتقديري
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir