مشاهدة النسخة كاملة : على الهاتف
فاطمه عبد القادر
07-02-2009, 10:13 PM
آلو,,,,آلو,,,آلو
__آه الحمد لله ,,ها قد علق الخط,,,,,,,,هل تسمعينني؟؟
آلو,,,نعم أسمعُك,, كيف الحال ؟؟أشتاقُ لك,, أخبريني ,,طمئنيني
__ آه يا أختي الغالية ,,في هذه اللّيلة بالذّات ,ليلة القدر,والأيام الأخيرة من رمضان ,أو في رمضان كلّه ,ولا أدري ربما السنة كلّها ,أو العمر كلّه , أحب أن أكون معكم, بين أمي وأبي وإخوتي جميعا ,وكل الأهل, وكل الجيران,في وطني الحبيب ,في فلسطين, في العراق, أو ربما لبنان, أو أفغانستان ,وربما كوسوفو, أو البوسنة لا أدري,,,, ولكني أدري تماما أنه في أحد مخيمات لبنان,مخيم صغير ,أشتاق له ولأهله, فمهما ارتحلت, أو جئت أو ذهبت, يظل الأجمل والأعمق بروائحه المختلفة الموغلة بالزمن,, وتظلّ أشياؤه البسيطة هي الأحلى والأجمل
آلو ,,,هم بخير ويسلّمون عليك كثيرا
__ سيسلمون علي ,ويشتاقون لي أعلم هذا,, ولا يهم إن كانوا بخير أم لم يكونوا!!
ومن غيرهم سيفعل هذا ؟؟؟
إنها الآن قبيل الفجر ,,وأنا واقفة على الشرفة ,,إنها في الطابق العاشر ,أو العشرين, أو الثلاثين لا أعلم ,,ولكني أعلم تماما أنني أقف هنا مثل شجرة من غير جذور ,هل تعرفين كيف تقف الأشجار بلا جذور؟؟! رغم أن الهواء نقي , والسماء صافية,والنجوم مشعشعة ,قريبة, أكاد ألتقطها بيدي
أما الهلال,,,,ما أروعه ,وما أحلاه بين هذي النجوم ,يبدو مثل أميرٍ فائق الجمال ,,يرفل بين جواريه الحسان في عصر أموّي أو عبّاسي,, لا أدري
يقال أنّ هلالنا كان هكذا جميل, ونجومنا كانت هكذا وهّاجة ,وسماءنا وهواءنا كانت هكذا نقيّة ,,هل هذا صحيح؟؟؟؟
آلو,,,,نعم يقولون ,,,, ولكن الأمور قد انقلبت اليوم رأسا على عقب ,فهلالنا يبدو مثل قزم باهت الملامح بين مجموعة من الأشباح المتقهقرة ,إنه أمامي ,أراه سابحا بالدخان ,مذعورا,, هاربا الى حيث لا يدري
__آه يا عزيزتي
أعلم هذا ,,,,والله أعلم
وأنا بالذّات فعلت مثله عندما تلاشى من الفضاء الهواء ,واحتلّه الدخان
وها أنا اليوم هنا,, في إحدى المدن الغربية,في برلين,أوكوبنهاكن ,,أو ربما كانت ستوكهولم,أو باريس لا أدري ,كل ما أعلمه تماما أنني جئت أتلمّس نسمة هواء نقيّة من فضاء نقي,, بعد أن سُرق هواؤنا وماؤنا وفضاؤنا
مع تحيات ماسة
وإلى القاء على هذه الصفحة لأن المكالمة ما زالت مستمرة
معروف محمد آل جلول
07-02-2009, 10:39 PM
المحترمة فاطمة ..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
هذا مشهد مسرحي مادام كله حوار..
ينقصه الديكور..
شخصيتان فلسطينيتان نموذجيتان في المشهد..
ينطبق حالهما على كل المغتربين..المُهَجّرين..
والحوار مشحون بالرموز الإيحائية ..
مقارنة بين المضي التّليد المغمور بالانتصار والاستقرار الإسلامي العربي..
الحاضر التعيس المثقل ؛المُحمّل بالهموم ..هموم الالهجرة واغتصاب الأوطان..
خالص تحياتي..
شيماء وفا
08-02-2009, 12:56 PM
عـزيـزتـي ماسه
أنتظر باقي المكالمه لأنها حقا تستحق الإنتظار
فمن ضَيع هلاله ليس كمن ضُيع هلاله
والعرب هم من أضاعو هلالهم وأنا منهم لأني أنتمي لهذه الأمة ولكني أبحث عما أستطيع أن أساعد حالي وأمتي به
كذلك منهم من ضُيع هلالهم رغما عنهم وأنا أيضا منهم فلم أضَيعه برغبتي بل رغما عني
أتلاحظين المفارقة العجيبة
فرغم التضاد بين الفعلين إلا أن نفس الشخص مشترك فيهما
عندما نستطيع فك رموز هذه المفارقة سنستعيد هلالنا الذي ضاع
سواء كنا من ضيعناه أو ضُيع رغما عنا
عـزيـزتـي مـاسـه
أنا هنا في الجوار أنتظر
لكِ خالص تحياتي
هشام عزاس
08-02-2009, 07:46 PM
المورقــة / مــاسـة
مكالمة تنقلين من خلالها رؤى و مشاعر من هم بالغربة , و كيف يعتصر الشوق الأفئدة و يتنامى مستمرا سواءً كان في مناسبات تؤثرُ في الذات خصوصا و تهيمنُ على الذاكرة أو في باقي الأيام العادية , فمهما تغير المكان أو الزمان فالشوق متأصل قد يزداد و ينقص و لكن ميزته أنه مستمر ماضٍ بين ترددات الألم الذي يستوطن الروح في فقدان حسي معنوي لجذورنا التي تربطنا بالأرض - لأن هذه الجذور لا يمكن لها أن تضيع لأنها متجذرة في الذات بهويتنا و معتقداتنا و انتماءنا رغم الملامح المشوهة - , هي صورة تعبر عن واقعنا من خلال أمنية ما زال صوتها يتردد فينا سواءً في غربتنا الداخلية أو في غربتنا عن الوطن - الوطن الكبير الذي نحلم به - .
جميل هذا النص بكل ما حمل من رؤى ظاهرة و أخرى مستترة .
دمت بخير ...
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام
علي أحمد معشي
09-02-2009, 08:28 AM
المبدعة/ فاطمة
لقد عشت معك تفاصيل الغربة ومشاعر البعد
عبر هذه المكالمة الهاتفية المغرقة في الوصف
لحال اولئك الحالمين بحياة مستقرة كما غيرهم
ننتظر معك بقية المكالمة
دمتي بخير
علي
فاطمه عبد القادر
09-02-2009, 08:26 PM
المحترمة فاطمة ..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
هذا مشهد مسرحي مادام كله حوار..
ينقصه الديكور..
شخصيتان فلسطينيتان نموذجيتان في المشهد..
ينطبق حالهما على كل المغتربين..المُهَجّرين..
والحوار مشحون بالرموز الإيحائية ..
مقارنة بين المضي التّليد المغمور بالانتصار والاستقرار الإسلامي العربي..
الحاضر التعيس المثقل ؛المُحمّل بالهموم ..هموم الالهجرة واغتصاب الأوطان..
خالص تحياتي..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكر لك حضورك أخي العزيز معروف
اشكر تعليقك الغالي على النص
تعليقاتك شرف كبير لي أشكرك عليها في كل حين
لك كل الود والأحترام
ماسة
فاطمه عبد القادر
09-02-2009, 08:35 PM
المورقــة / مــاسـة
مكالمة تنقلين من خلالها رؤى و مشاعر من هم بالغربة , و كيف يعتصر الشوق الأفئدة و يتنامى مستمرا سواءً كان في مناسبات تؤثرُ في الذات خصوصا و تهيمنُ على الذاكرة أو في باقي الأيام العادية , فمهما تغير المكان أو الزمان فالشوق متأصل قد يزداد و ينقص و لكن ميزته أنه مستمر ماضٍ بين ترددات الألم الذي يستوطن الروح في فقدان حسي معنوي لجذورنا التي تربطنا بالأرض - لأن هذه الجذور لا يمكن لها أن تضيع لأنها متجذرة في الذات بهويتنا و معتقداتنا و انتماءنا رغم الملامح المشوهة - , هي صورة تعبر عن واقعنا من خلال أمنية ما زال صوتها يتردد فينا سواءً في غربتنا الداخلية أو في غربتنا عن الوطن - الوطن الكبير الذي نحلم به - .
جميل هذا النص بكل ما حمل من رؤى ظاهرة و أخرى مستترة .
دمت بخير ...
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بك يا عزيزي الفاضل هشام
تعليقاتك الجميلة ,ضوءا باهرا تلقيه على نصوصنا,,, فتنير المكان,,, وتزرع حوله من قلبك وعقلك أزهارا ريّانة لا ينسى أريجها أبدا
أشكرك,, وأتمنى لك دوام الصحة والعطاء
ماسة
فاطمه عبد القادر
09-02-2009, 08:48 PM
عـزيـزتـي ماسه
أنتظر باقي المكالمه لأنها حقا تستحق الإنتظار
فمن ضَيع هلاله ليس كمن ضُيع هلاله
والعرب هم من أضاعو هلالهم وأنا منهم لأني أنتمي لهذه الأمة ولكني أبحث عما أستطيع أن أساعد حالي وأمتي به
كذلك منهم من ضُيع هلالهم رغما عنهم وأنا أيضا منهم فلم أضَيعه برغبتي بل رغما عني
أتلاحظين المفارقة العجيبة
فرغم التضاد بين الفعلين إلا أن نفس الشخص مشترك فيهما
عندما نستطيع فك رموز هذه المفارقة سنستعيد هلالنا الذي ضاع
سواء كنا من ضيعناه أو ضُيع رغما عنا
عـزيـزتـي مـاسـه
أنا هنا في الجوار أنتظر
لكِ خالص تحياتي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شيماء يا عزيزتي المكافحة
قلب المؤمن دليله ,,وأنا أعتقد جدا بهذه المقولة
أنت تبحثين عن شيء من أجل أهلك,, ووطنك,,, وأمتك,,,, إذاً أنت ستجدين هذا الشيء بلا ريب
ربما تأخرت بعض الوقت ,,,وربما صادفتك الحواجز والجدر,,,, وربما وقعت مرة بعد مرة في أتون اليأس الحارق,,,, ولكنك ستجدين ستجدين هذا لا ريب فيه, وقلب المؤمن دليله
أتمنّاك بكل خير وقوةالأستمرار
وأبارك لك هذا الحس الراقي
ليضعه الله في قلب كل فرد من أمتنا,, كبيرا كان أم صغيرا,, رجلا أو أنثى
ماسة
فاطمه عبد القادر
09-02-2009, 09:12 PM
المبدعة/ فاطمة
لقد عشت معك تفاصيل الغربة ومشاعر البعد
عبر هذه المكالمة الهاتفية المغرقة في الوصف
لحال اولئك الحالمين بحياة مستقرة كما غيرهم
ننتظر معك بقية المكالمة
دمتي بخير
علي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا ومرحبا بك أيها العزيز أحمد على صفحتنا المتواضعة
أخي هناك من دخل عالم الغربة راضيا بحثا عن حياة أفضل ,,والبحث عن الأفضل طبع الإنسان,, وهو أمر جيّد.
وهناك من جاءها هربا من واقع مرير كما قال المثل (ماذا جاء بك إلى المر؟؟؟ قال ما هو أشد مرارة)
ولكن الغربة ليست سهلة على كل الأحوال ,,هناك من آثر العودة للوطن قائلا جحيم الوطن ولا جنة الغربة وهناك من تقوقع على نفسه منتظرا الموت وهو شاهد,,, وهناك من استطاع التأقلم والمضي والنجاح نجاحا ما كان يحلم به ,,, ولكنه ما زال يردد_ الغربة تربة _
دعني أشكرك على تشريفك لي بهذا القدوم المشكور
وعلى تعليقك ألف شكر
دمت بألف خير
ماسة
فاطمه عبد القادر
10-02-2009, 06:25 PM
آلو,,,,آلو,,,,لم يتركوا لنا شيئاً,, قراصنة القرن العشرين, والحادي والعشرين ,,سرقوا الزيتَ من البيت ,,وبنذالة,,,,! سرقوا رضعةَ الطفل الوليد,, سرقوا البترول الذي أكرم به الله بلادنا!! ليتحركوا به,, ويتركونا مقعدين على أيّام تتحرك بعجلات,,, نعبئها هماً وغلباً ,, أيام تتحرك ,, بدون سبب, وبدون هدف ,,اغتصبوا الأرض التي ولدتنا ,,, نهبوا الأحلامَ من خيالنا,, وتركونا شعب الكوابيس والأشباح المرعبة,, لم يتركو شيئا لنا,, لا شيء,, لاشيء
___ها قد بدأ الفجرُ هنا يشقشق ,كل النوافذ قد أضيأت الآن,, إنني أسمع تغريدَ الأطفال المستيقظين تواً من نومٍ هانئ,, المغادرين تواً أسرّتهم الدافئة, المكشكشة بألوان الطفولة الزهرية والزرقاء,المطرزّة بأشكال الفراشات والغزلال
الحالمين بيوم ممتع بمدرسة مجهّزة بكل لوازمها ,,المتفكرين بعلم يلعب ,,ولعب يتعلم
أسمع خرير المياه الساخنة ,الأولاد يستحمّون,,, رائحة الصابون العطرة تتسلّل من النوافذ فتملأ الصباح ,
أسمع ثرثرة الأمهات والآباء,, وأسمع زقزقة الأطفال فأحسّ ببعض الأنس
آلو ,,,, آلو,,,أسمعُ أزيزَ طلقات نار,,, وصوت صفارات إنذار, أو إسعاف, أو الإثنين معا,, وأشمّ رائحة دمٍ بشري مسفوح ,!! الله فقط يعلم كم عدد القتلى هذا الصباح,,,,, الليلُ ينسلخ من هنا, ليترك خلفه ليلاً أشدّ ظلمة وقسوة ,,, أشعر ببرد يمزّق لحمي,, ويفتّت عظامي,, أحسّ بهول القادم,,,, الطقس ليس باردا هنا كما تعلمين بل العكس ,,,ولكني لا أعلم من أين يأتي هذا البرد, ويتسلّل إلى كلّ خليةً في جسدي
مع تحيات ماسة
الى القاء ,,المكالمة مستمرة
فاطمه عبد القادر
13-02-2009, 08:10 PM
___
قطعُ غيومٍ صغيرة ,تسير الهوينا في فضاءِ المدينة,,, فتبدو مثلَ خراف وليدة ,بيضاءَ, ساذجة,, سارحة فوق المراعي,, تجذبُ العيون, وتسحرُ الأفئدة ,,السماءُ فوقها هادئة الزرقة,,,, والبحارُ تحتها هادئة الزرقة,,,, لا أسمعُ فيها سوى عزفِ الطيور المختلفة, التي استيقظت تواً من أحلام ليل هادئ,, وانطلقت مرفرفة بمرح, تجوبُ آفاقاً هادئة,,, تنادي بعضَها,,, تغني لفراخِها,,, ترقصُ على أنغامِ حبٍ ساحر,, لا يعلم سوى الله مدى سحره!
آلو,,,آللو,,,أسمعُ صوتَ انفجار مريع ,, وأرى جبلاً من الدخان الأسود يتكون بسرعةٍ مذهلةٍ في الفضاء,,! العصافيرُ التّعسة تتساقط على الأرض مخنوقة,,, رياشُها وأشلاؤها تتفحم,,, أرى المصلين يفرون من المساجد بأثوابهم البيضاء التي تبدو مثل شراراتٍ بيضاء متطايره في جوف ظلام الدخان ,,, وأرى الأمهات والزوجات المتسربلات بالسواد, يخرجن من بيوتهّن مولولاتٍ ,,مذعورات,, كلٌ تبحثُ عن زوجٍ أو ولدٍ ربما قضى بذلك الإنفجار,,, الأطفالُ يصرخون صرخات تمزق اللأكباد,, ينطلقون خلف الأمهات متمسكين بأذيالهن, مرتعدين ,, وما زالت سكراتُ النوم في وجوهم البريئة,, لا يعلمون إن كان هذا الرعب هو كابوس قد جاء تحت الظلام,,, أم حقيقة !
____
بدأت الشمسُ ترسل طلائعَ نورها الذهبي,,, فتضيءُ الخمائلَ الخضراء,, وتدغدغُ أجفانَ الزهور الغافية,,, أراها تسّلم على الأشجار في الغابات سلام المسلمين,, تصافحُ الأشجار, وتعانقُ الأغصان بمحبة, وهي باسمة الثغر قائلة بثقة ونعومة (السلام عليكم يا عباد الله ,,, ها قد اتيت إليكم لأعقد معكم معاهدة صادقة من أجل كل المخلوقات)
ها هي الشمس تتوضأ في الأنهار ,,,إنها تستعد لصلاة الضحى بينما الأطفال يتناولون إفطارهم
وأنا ما زلت واقفة في شرفتي أعضّ أصابعي ندماً لأنني أضعت صلاة فجري هذا,,, وضحاي هذا
آلو,,,,آلو,,, وهنا تطلُّ الشمسُ من خلف الجبال كأنها قطعة من جهنم,, حارقةٌ ,,حارقة,,,, متسربلة بثوبٍ قاتم ,,, تنذرُ بظهور الطائرات, رسولُ الموت والدمار,, لا أصدق أنها هي ذات الشمس التي أشرقت قديما على بلاد النبيين , لا أصدق أنها ذات الشمس التي كانت تنثرُ التبرَ فوق السهول ,والحدائق ,والمنازل فتجعل من بلادنا أسطورةً شرقية,, تتوقُ لرؤيتها العيون, وتتمنى عناقها الأنفس في كل الدنيا
البحرُ أغمض عينيه مرعوباً من طلتها,, والأشجارُ ترتجف جزعاً,, والأنهارُ تتسارعُ نائحةً,, وأنا هنا فاردةً ذراعيّ فوق أطفالي,, لا أعلم ماذا تخبئ لنا اللحظة القادمة,, أشعر ببردٍ قارس يتغلغلُ في عظامي ,لولا بعض دفئ يتسرب لي من لحم أطفالي المساكين,,, أولادي اللذين ما ذاقوا الليلة غفوةً عميقة تأخذهم بعيدا عن واقعٍ رهيبٍ ولو للحظات,,, أولادي اللذين ما ذاقوا عشاءَهم من كثرة التوتر والقلق,, وما ذاقوا إفطارَهم هذا الصباح
مع تحيات ماسة
الى اللقاء
المكالمة ,,مستمرة
سامح محرم السعيد
13-02-2009, 09:09 PM
السلام عليكم أختي الكريمة
ربما هي المره الأولي التي أقرأ فيها نص لكي
لكن أشعر أني قرأت لكي كثيراً
رائع هذا لأسلوب وتلك والفكره
والأعظم والأروع والأرقي
أنك تتحملين هموم قضيتك ؛ فكم من اناس تعيش لنفسها وتنسي أن لها قضيه
وفقك الله
وجزاك الله خيراً
أبويوسف
فاطمه عبد القادر
14-02-2009, 12:31 AM
السلام عليكم أختي الكريمة
ربما هي المره الأولي التي أقرأ فيها نص لكي
لكن أشعر أني قرأت لكي كثيراً
رائع هذا لأسلوب وتلك والفكره
والأعظم والأروع والأرقي
أنك تتحملين هموم قضيتك ؛ فكم من اناس تعيش لنفسها وتنسي أن لها قضيه
وفقك الله
وجزاك الله خيراً
أبويوسف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك وسهلا أخي الكريم أبو يوسف
أسعدني مرورك الكريم على صفحتنا المتواضعة
خطوة عزيزة,,, أشكرك,وأشكر تعليقك على النص
وأنا فعلا أستغرب كثيرا من اللذين يفقدون الإحساس بالإنتماء,, ومنهم من لا يحس بالإنتماء لأي شئ !!!
غريب كيف يعيش الإنسان لحظات آنية ,يمرح بها, ويسعد نفسه قدر المستطاع ,,ثم يعود لينام هادئ وهانئ,
وبراءة الحيوان في عينيه؟؟!
ماسة
فاطمه عبد القادر
17-02-2009, 04:28 AM
_____نوارسٌ,,, أراها قادمةً من أقاصي الأفق فوق البحر,, مخفقةً بأجنحتها القوية,, واثقةً كالشهب,, تعلم من أين جاءت والى أين تذهب,,, جالبةً غذاء صغارها,, فرحةً بدفئِ الشمس,,, معلنةً الحياة,, حاملة بيارقها البيضاء في طبقاتِ ريشها,,, مالئةً المكان أنساً وبهجة
آلو,,, آلو,,,,هل تسمعين دويّ الطائرات فوقنا ,,,,ها هي قد جاءت كالعادة,,, صواعقأً محرقة,, جاءت بجعبتها الموت والحرائق والدمار والإنهيار,,, أرى الناسَ يتراكضون في كلّ اتجاه ,,لا أحداً يعلم أين يلتجئ من صواريخٍ على وشك السقوط ,, لا أحداً يدري أين أهدافها هذه المرة,, كلٌ منا يتوقع أن يكون هو الهدف هذا الصباح,, وكلٌ يتوقع أن تكون هذة ساعته الأخيرة
مضادّاتٌ أرضية تقاومها,,, لكنها مثل عزرائيل نفسه !!لا يقدر عليها أحد,, ومن سيقدر عليها ؟؟المرضعات والحوامل ؟؟ أم الرّضّع الباكين خلف خيال زجاجة الحليب؟؟ أم الرجال الباحثين طوال يومهم عن رغيف خبز يسدون فيه الرمق؟ وبأعناقهم عائلات تنتظر؟؟ من سيقدر على هذه الآلات الجهنمية, وأصحاب القرار عندنا يبتسمون لها برضىً وسرور!! لا حول ولا قوة إلا بالله
____الشمسُ مشرقة ,,,والشوارعُ متألّقة,,, والأشجارُ مضيئة,, جمالٌ رائقٌ خلّاب يسحر الألباب,, هندسةٌ مدروسة ,,كلٌ يسير في دربٍ قد خصص له ,,لا يحيد عنه, ولا يحيد عليه أحد ,,شعورُ المرئ بالأمان بحد ذاته,, ولوحده,, نعمةٌ كبرى
آلو,,,,, أشباحُ بشرٍ مدججون بالسلاح,, تظهرُ هنا,, وتختفي هناك, مثل لمحِ البصر ,, وفي الحقيقة, بالكاد نعرف مَن هم لنا,, ومَن هم علينا,, وهديرُ الطائراتِ ما زال يمزقُ الفضاء,, ولا نعلم ما يفعل بنا هذا اليوم,, أحسُّ أنني أفقد الإحساس!,, أصبحت عينايَ مثل قطعتي زجاج ,,,! وأطرافي من خشب ,,أية جريمة اقترفت أيدينا؟؟؟ أي ذنبٍ عملناه فوشت الرياح بنا؟؟ لماذا تتكالب علينا الأمم؟؟ أي قطعٍ من الجحيم تتحفز للسقوط علينا من علٍ؟؟ نحن أبرياء, لا ذنب لنا, إلا أن بلادنا خيّرة !!! فأي مجد يحصده قاتلنا؟؟؟
الى لقاء
المكالمة مستمرة
ماسة
خليل حلاوجي
18-02-2009, 03:32 PM
نعم
لقد سرقوا .. غدنا
ونحن نتشبث بأمسنا ... منذهلين ... الفجيعة
فجيعة الصدمة والترويع ...
والتماسيح التي اخترقت عتبات مساجدنا وغرف نومنا الفكرية ...
يالهول نومنا ... عند كهف أهل الكهف
فاطمه عبد القادر
19-02-2009, 04:51 AM
____ ر جالٌ,, ونساءٌ,, وأطفال ,,يتدفّقونَ إلى الشوارعِ بثيابهم النظيفة ,التي تفوحُ منها رائحة عطر مساحيق الغسيل المتطوّرة ,,وبشعورهم المغسولة توا ,المجفّفة بالكهرباء,, كلٌ يسيرُ باتجاه عمله أو مدرسته بواسطة الدرّاجات الهوائية, أو النارية ,أو السيارات الخاصة اللاّمعة المنزلقة على الشوارع اللاّمعة,,أو بواسطة الحافلات المضاءة,, والقطارات الفخمة الحديثة,, وتظل البيوت خالية إلا مِن مَن لا يقدر , بسبب الوعكات أو أي موانع أخرى,, باتَ الأمس هنا مثل اليوم,, واليومُ مثل الغد,, كلٌ يعرف ماذا عليه فعله في يوم بعينه قبل أشهر,,! وهذا ما يسبب للبعض الروتين الممل
الحياةُ هنا منظمةٌ جداً,, كلّ شيء يسير بهدوءٍ ويتطورُ باستمرار,, والكلّ برعايةِ الدولة, وحراسة الشرطة .
هذا هو الوطن الرائع الذي كنتُ أحلم به لي ولأحبائي وشعبي كلّه, من الماء للماء,, ولكنَّه بلد يظلّ غريب عني, وأنا غريبة بين أهله,, أكادُ لا أعرف جيراني ,,بل أنا فعلاً لا أعرف غير أسمائهم المكتوبة على الأبواب ,,أحسّ أنني أسكن بين مجموعةٍ من أشباح ,,أحس بهم ولا أراهم ,! وإن رأيتهم لا أعرفهم,, كلهم يشبهون بعضهم تماماً, وكأنه شعب مستنسخ من واحد ,أو هكذا يبدون لي
آلو,,,,, لا داعي أن أخبرك عن الحال هنا,,, أنت تعرفين تماماً,, الدنيا مكتظّة,,,, ولولا الأنس الذي نمنحه لبعضنا,, والتعزية التي نقدمها لبعضنا,, وأنت تعلمين بأن الجريح يأنس مع الجرحى,, نشكو لبعضنا مرَّ الحياة لتحلو قليلاً وتصبح قابلةً للهضم,,, لولا هذا, لمتنا كمداً وهماً
طول شهر رمضان,, نصوم النهار ولا نعلم إن كنّا سنفطر في الأرض أم في السماء,, وبصعوبةٍ نحصل على إفطارنا,,, أبو لهب!!! ما زالَ على قيد الحياة ,,الموادُّ الغذائيه تغلو أضعافاً في رمضان
أما العيد,, فالناس هنا تقضيه في المقابر,,, جاثية فوق قبور الشهداء, وسط ولولة الأرامل والثكالى ودموع الأيتام الحارة ,,العيد هنا صار أحد أشباح الحزن والذكريات المرّة
____ نحن نشعرُ بالغربةِ في شهر رمضان ,, يجب علينا أن نكون بأعمالنا ,, أوقاتُ العمل عند أصدقائنا الأوروبيين مقدس ,, وهذا برأيي من أحسن صفاتهم ولا حجة لأحدٍ عليهم ,, لذلك نشعر أنّنا نصوم وحدنا,, ونتعب وحدنا,, ونعطش وحدنا,, ولا أحد يشعر بنا ,, أو بطول وقتنا , ألجميع يأكلون ويشربون ويضحكون ,,ونحنُ وحدنا أو كل واحد منّا وحدة, يقاسي قسوةَ طول الوقت والتعب ,عنما تكون متعب بين المتعبين,,, وصائم بين الصائمين,,, يسهل الأمر ,,على الأقل يعذر الكلّ بعضهم
أما العيد ,, فهو ليس إلاّ غربة رهيبة,, لأنه لا يلبس ثوب العيد المميز الذي اعتدنا عليه , بل يمر مثله مثل أي يوم عادي,, فنشعر بالحزن العميق,, والإكتئاب والألم,, ولكن يجب عليّ أن أعترف ,,أن الشعب هنا لا يتدخل بمعتقداتنا الخاصة ,ولا بأي معتقدٍ ديني,, بل يبدون حيالها احتراماً جماً,, وهذا ما يجعلنا نطمئنّ لهم ,,يعتبرون هذا حرية شخصية,, والحريات الشخصية عندهم مصانة, شرط أن لا يؤذى بها أحد
ها هي ستمطر الآن,, إنها الأربع فصول في اليوم الواحد,, أحبها عندما يهطل المطر ,,دعوات الرحمة المتصاعدة من قلوب صادقة,, والتنهدات الرقيقة الصاعدة من قلوب الشجيرات الغضّة, وأرواح الزهور ,ترجعها السماء إلى الأرض أمطاراً طاهرة, لتغسل حرقة الحنين المشتعلة في قلوب المشتاقين لأوطانهم وأهليهم
ماسة
الى لقاء
المكالمة مستمرة
فاطمه عبد القادر
20-02-2009, 11:23 PM
آلو,, آلو ,,,عندما تمطر السماءُ هنا,,, تغصّ المجاري,,, وتحتقنُ المياه,, فتختلط بسواد الدواليب المحروقَة,, والدماءِ المسفوحَة,,, وتطفو على وجهها أشياءً غريبة, تصبحُ في ما بعد ألعوبة الأولاد الغافلين عما بها من سموم الرصاص ,وكل جراثيم الدنيا,, لكن المساكين لا يعبأون بها,, بل يتراشقون بالماءِ سعداء,,, قسوةُ الحرب هنا علّمت اطفالَنا أن يفرحوا,, حتى بالموت نفسه,,!! ما أغربَ الدنيا
____ آه أعرف,,, فإن الطفولةَ تخترعُ أبراجاً من الوهم, وتتحتالُ على الظروفِ لتسعد,, او لتستطيع الاستمرار,,,,,, ماذاأسمع ؟؟
ماذا يجري عندكم ؟؟؟؟
أسمع دويا هائلا ماذا حصل؟؟؟؟
آلوووو ,,,الطائراتُ تقذف,,,, والأنفجاراتُ تعصف,,, والدماءُ تحترق,,, وملَكُ الموت يحصد,,,, والروائحُ خانقة,,,,, الأسعافُ يصرخ,,,, وصوتُ الأنذارِ يزعق,,,, الناسُ كحبات العدس في الماء يغلي ,,تدورُ تدورُ محمومةٌ في دوامةٍ مغلقة,,, لا أحد يدري أين, أو لماذا يدور, أو يتقلب,, أنا في كابوسٍ مرعب
____أين ذهبت؟؟؟؟
أين أنتِ يا أختي أرجوك
ردّي,,,, لا تتركيني بهذه الطريقة
أنا خائفةٌ عليك وعلى أبنائك أرجوك,,,, أرجوك,,,, ردي,,,,, كلمة واحدة ,,,,واحدة,,, قولي أيّ شيء أيّ شيء,,, أيّ شيء
أجيبي ,,,أرجوك أجيبي
آه ,,,,, يا الله,,, يا الله,,, إرحم تمزقَنا
يا ليتني معكم أقاسمكم البلاء,, كان أفضل من هذه الحياة الأنيقة المرّة التـي نعيشها,,, ها أنا على الهاتف صارخة,,, ملهوفه,,, أنادي ولا من مجيب,, أحاول طلبهم مرّة ,ومرات, ملهوفةً مذعورة,,,, لا يردّون علي,,, أين ذهبوا الآن ؟؟؟وما نوع نصيبهم من هذه الغارة الملعونة ؟؟؟ها أنا أخرج من كل الأبواب,,, وأدخل فيها ,,,باحثةٌ عن شيءٍ لا أدركه, تركوني تائهة يرتطم رأسي بكل الجدران ,مثل ذبابةٍ مجنونة
يا الله,,,ياألله,, إرحم تمزّقنا
ها أنا أعيش في الغربةِ الوطن جسماً بلا روح
وأهلي وأحبائي وشعبي هناك,,, في الوطن الغربةِ روحاً بلا أجسام
أين ستلتقي أرواحنا باجسادنا ؟؟؟ وكيف ؟؟؟ ونعودُ لنعيش حياتنا مثل بقية خلق الله !!!!
انتهى
ماسة
فاطمه عبد القادر
23-02-2009, 02:50 PM
نعم
لقد سرقوا .. غدنا
ونحن نتشبث بأمسنا ... منذهلين ... الفجيعة
فجيعة الصدمة والترويع ...
والتماسيح التي اخترقت عتبات مساجدنا وغرف نومنا الفكرية ...
يالهول نومنا ... عند كهف أهل الكهف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك مرورك العبق عزيزي الفاضل خليل
ان أفضل ما لدينا اليوم هوأمسنا,, انها بقعة الضوء الوحيدة في حياتنا,,, مع أن الكثير من المعتقدات القديمة, التي كانت ثورات مشرفة في تارخ العالم كلة,, قد جعلنا منها مومياءآت مخيفة,,لكثرة التشويه والتحنيط التي دخلت عليها,,, ولعجز شعوبنا عن بث الحياة بها يوما بعد يوم,, ودأبنا ندمج الدين بالتقاليد الموروثة,, والعدو الآثم يغذي بنا هذا ليشغلنا عما يفعل في بلادنا وما يريد أن يفعل ,,ويا لهول نومنا,, عند كهف أهل الكهف كما قلت
أشكرك مرة أخرى أيها العزيز
ودمت بنقاء
ماسة
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir