تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سليل العلم والحكمة أ.د.محمد المسير



د. حسان الشناوي
09-02-2009, 06:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***********

خِلالُك الزُّهْرُ : طيب الذكر يتلوها=وتزدهي بسناها" كفرُ طبلوها"
ودرْبُ فكركَ، لا زالت ملامحه = غناءَ باسقةً ، طابت مغانيها
علامةٌ ، من جلال الحقَّ متشحٌ = بسيرةٍ عبقُ التقوى يزَكِّيها
ومفعَمٌ بشذا الإيمان ، يغمره = وضاءةً ، كانبلاج الصبح ، يجلوها
وفيلسوفٌ ، تسامى في معارفه = عن هرطَقاتٍ كساها الغيُّ تشويها
سليلُ أهلٍ كرامٍ ، ذكرهم عطِرٌ=يفوحُ بالعلم بين الناس تنويها
وفرعُ أصلٍ على أفنانه غردت = بيضُ السرائر للقربى وداعيها
غُرٍّ ،أماجدَ ، راموا العلم فاقتعدوا = منه الذرى ، بتدانٍ وارتَقَوْا فيها
يزيدهم علمُهمْ بين الورى شرفا = ودون تيهٍ يزيدون العُلا تيها
على رُبَى الأزهر المعمور صادحةٌ= لهم مكارمُ كانوا خيرَ أهليها
وفي حماهُ مساعٍ منهمُ سكبتْ= نفعا ، كريح الصَّبا تزكو سواقيها
كم فجَّروا من زواياه بقريتهِمْ = منابعَ الخير : تعليما وتوجيها
وكم تلاقتْ لدين الله وجهتُهُمْ = تجرُّدا ، ما تَغَيَّا الحق ترفيها
ولم تزلْ في حنايانا مآثرُهمْ = تعيدُ أيامَهم ذكرى نوافيها
آلُ " المُسيَّرِ" و " المسلوتِ " سادتُنا= على طريق الهدى : فضلا وتنبيها
بيضُ القلوب ؛ كأنَّ الله ميَّزَهُمْ = من بيننا بمَعانٍ همْ مبانيها
لا زلتَ – أستاذَنا – ما بينهم غَدقا =يفيض نُعْمَى : أريجُ العلم راويها
إذا تحَيَّر عند الموت ذو كُرَبٍ= وصيرتْه المنايا – ثَمَّ – مشدوها
فكم تجَهَّزْتَ للأخرى بما صنعتْ = يداك من صالح الأعمال تُخفيها
ونافعِ العلم كالأنوار تنشرُه = حبا لِدينٍ نرى في غيره التيها
رحيلك الهاديءُ : الوجدانُ يحمله= أسى تطوف به السلوى فيَجْفوها
وكيف ننساكَ والأيامُ ذاكرةٌ= عزيمةً كنتً بالإجلالِ تكسوها ؟
وهمةً كالرواسي كنتَ تحملُها= حزما ، ومن طيِّبات الرفقِ تَسقيها
أبا حذيفةَ ، والأحزانُ تُغرقني = أمواجُها في بحارٍ لستُ أدريها
ما ذا تضيف القوافي ، وهْي مقفِرَةٌ= مثل الفيافي ، وما نجوايَ أزجيها؟
غرستَ فينا بحسن الفعل ما تعبتْ = فيه المواعظُ: تمثيلا ، وتشبيها
ولم تكنْ بجميل القول محتفِلا= إن كان كالكفر والعصيان مكروها
فما الجمالُ إذا ما حل في جسد= والنفس كلُّ صنوف القبح تعروها؟
وما الملاحةُ في أثواب من برزتْ = منه الوقاحة في أردى مجاليها؟
حار الأُلى عن طريق المصطفى انحرفوا = مستمرئين لغير الله تنزيها
وخاب منهم ذوو الأهواء حين مضَوْا= ينزِّهون ضلال الفكر تنزيها
توهَّموا الدين أفيونا يخدِّرنا = والحقَّ أكذوبةً تحتاجُ تسفيها
وهم أضلُّ الورى نهجا ومنطلَقا = وأبرعُ الخلق تزويرا وتمويها
هدمتَ فيهم دعاوى لا تُدل بها = إلا الحماقةُ شابت في نواصيها
وقمتَ للرؤية الحولاء مصطحبا = أمانةَ النصح تأسو من يجاريها
فلم تعد بسوى فوزٍ تعززه = رعاية الله ، والقسطاسُ يحميها
عقيدةُ الحق لا تحيا بفلسفةٍ =إلا إذا أثمرتْ فهمًا مجانيها
ألست نجلَ من انهلت بمنبره = نصيحةٌ كان بالتَّحنان يُلقيها ؟
تُرغِّبُ الناسَ في التقوى بتذكرةٍ = رقيقةٍ كخيوطِ الفجر يُهديها
إمَّا تلاغطتِ الأفهامُ وجَّهَهَا = ودادُهُ ، وثقوب الفهم يرفوها
برُّ البُنُوَّة كم جسدتَّ روعته = بلا افتعال ، وعشتَ العمرَ تُعليها
وخالطتْكَ مع الأرحامِ مرحمةٌ =جُلَّى التواصل ، دين الله حاديها
ولم يفارقْ ندى الفصحى حديثَُك ، إذ = بغيرها أغرقَ القولُ الأفاويها
كأن نشأتكَ الأولى ببادية = يُرْوَى البلاغة من " سحْبانَ" راجوها
فما عسى أن يقول الشعر،وهْو على=جمرِ المدامعِ تشويهِ مآقيها؟
منحتَ قريتَكَ العلياءَ فازدهرتْ= وغردتْ باسقاتُ الفكرِ تشدوها
كأنما في القرى أمُّ القرى غمرتْ = حقولَها ، وأتَتْ بالخير تحبوها
فضلٌ من الله ، جل الله ، منَّتُه = تختصُّ منْ بصفاء الروح يدعوها
أبكيك؟ لا ، كيف أبكي من ببسمته = شمسُ التفاؤل مثل العطر أحسوها؟
لو أن دمعي دما ينصبُّ لا حترقت = مدامعٌ : طرقاتُ الموت تُدْميها
مصابُنا فيك – يا استأذنا- جللٌ= وحكمةُ الله أبقى من مُريديها
وهلْ يدُ الموت في الأكوان تاركةٌ = حيا ، ومثلُ أضاحيها أماسيها ؟
هي المقادير لا تنفكُّ نافذةً = ومن سوى الله يدري ما الذي فيها؟
نرضي بها ، وجميلُ الصبرِ مرتَفَقٌ= ولوعةُ الفقدِ بالإيمان نُطفيها
عشْ في الفراديس : طيرا ، صادحا ،غردا = فالخلدُ فيها يوافي من يناجيها
وفزْ بمقعدِ صدقٍ عندَ مقتدرٍ= مرضاتُه غايةٌ تحلو مراميها!!

مجذوب العيد المشراوي
09-02-2009, 06:52 PM
ما ضاع عمل الرجل وقد قلت َ فيه هذه الجميلة جعلها الله لك وله يوم التدافع أخي الكريم أحييك على الرؤى والإلتزام .

خالد الهواري
09-02-2009, 08:57 PM
بارك الله فيك سيدي
انها رائعة حقا


خالد الهواري

آمال المصري
19-02-2009, 01:35 AM
قرأت هنا غيثاً من الجمال لاينتهي مداده
سعادة ترافق أقدارك سيدي الكريم
ودي

حازم محمد البحيصي
19-02-2009, 05:28 AM
بوركت وادام الله نبضك محفوفا بالطيب والوفاء
جميلة معبرة
تحيتى لك

محسن شاهين المناور
22-02-2009, 10:11 AM
د / حسان الشناوي
أخي الكريم لك الاجر والثواب على هذه الدرة
وهذا الوفاء الغامر . . جعلها الله ميزان حسناتك
وأغدق عليه الرحمة والرضوان
دمت بكل الخير

درهم جباري
22-02-2009, 10:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***********

ألست نجلَ من انهلت بمنبره = نصيحةٌ كان بالتَّحنان يُلقيها ؟
تُرغِّبُ الناسَ في التقوى بتذكرةٍ = رقيقةٍ كخيوطِ الفجر يُهديها
إمَّا تلاغطتِ الأفهامُ وجَّهَهَا = ودادُهُ ، وثقوب الفهم يرفوها
برُّ البُنُوَّة كم جسدتَّ روعته = بلا افتعال ، وعشتَ العمرَ تُعليها
وخالطتْكَ مع الأرحامِ مرحمةٌ =جُلَّى التواصل ، دين الله حاديها
ولم يفارقْ ندى الفصحى حديثَُك ، إذ = بغيرها أغرقَ القولُ الأفاويها
كأن نشأتكَ الأولى ببادية = يُرْوَى البلاغة من " سحْبانَ" راجوها
فما عسى أن يقول الشعر،وهْو على=جمرِ المدامعِ تشويهِ مآقيها؟
منحتَ قريتَكَ العلياءَ فازدهرتْ= وغردتْ باسقاتُ الفكرِ تشدوها
كأنما في القرى أمُّ القرى غمرتْ = حقولَها ، وأتَتْ بالخير تحبوها
فضلٌ من الله ، جل الله ، منَّتُه = تختصُّ منْ بصفاء الروح يدعوها
أبكيك؟ لا ، كيف أبكي من ببسمته = شمسُ التفاؤل مثل العطر أحسوها؟
لو أن دمعي دما ينصبُّ لا حترقت = مدامعٌ : طرقاتُ الموت تُدْميها
مصابُنا فيك – يا استأذنا- جللٌ= وحكمةُ الله أبقى من مُريديها
وهلْ يدُ الموت في الأكوان تاركةٌ = حيا ، ومثلُ أضاحيها أماسيها ؟
هي المقادير لا تنفكُّ نافذةً = ومن سوى الله يدري ما الذي فيها؟
نرضي بها ، وجميلُ الصبرِ مرتَفَقٌ= ولوعةُ الفقدِ بالإيمان نُطفيها
عشْ في الفراديس : طيرا ، صادحا ،غردا = فالخلدُ فيها يوافي من يناجيها
وفزْ بمقعدِ صدقٍ عندَ مقتدرٍ= مرضاتُه غايةٌ تحلو مراميها!!



أسكنه الله فسيح جنانه وأثابك جنته ورضاة شاعرنا المتألق / د. حسان الشناوي ..

فقد خلدته بهذه المرثية الأكثر من رائعة

جزاك الله خيرا على نبلك ووفائك

ولك المحبة والواداد .

د. سمير العمري
14-03-2009, 07:12 PM
معلقة رائعة من شاعر رائع وأخ يجسد دوما معاني الوفاء والقيمة والنقاء.

رحم الله فقيد الأمة وأكرمك بما أوفيته القدر والرثاء.

لا فض فوك أخي الحبيب أيها اشاعر الأريب.

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

د. حسان الشناوي
15-03-2009, 10:00 AM
اللهم آمين آمين آمين

جزاك الله خيرا أستاذي الكبير


مجذوب العيد المشراوي


وشكر لك حسن ظنك بعبد الله الفقير إلى رحمته


وجمعنا بمن نفتقد من الأحبة


وشيوخ العلم في مستقر رحمته .


عرفاني وإكباري

د. حسان الشناوي
15-03-2009, 10:01 AM
وبارك الله لك ومنك

أخي الكبير وسيدي الكريم

خالد الهواري

إنما الروعة في جميل مرورك ،

ووجازة تعليقك

تحيتي وعرفاني .

د. حسان الشناوي
15-03-2009, 10:03 AM
أستاذتي الفاضلة الكريمة


رنيم مصطفى


أبى حرفك إلا أن يغدق


بإيجاز واف ، وتعليق شافٍ ،


يشف عن نورانية دربك .


فلك الامتنان والعرفان.


حفظك ربي وسلمك

د. حسان الشناوي
15-03-2009, 10:05 AM
أخي وأستاذي الحبيب

حازم محمد البحيصي

تقبل الله دعاءك النقي البهي ،

وكافأك بخير منه فضلا ورحمة وسعادة في الدارين .

تقبل خالص امتناني ووافر إكباري.

د. حسان الشناوي
15-03-2009, 10:06 AM
أستاذي الكبير

محسن شاهين المناور


شكر الله حسن ظنك وجميل ردك .


وأفاض عليك من مننه ما لايحصى من الفضل والسرور.


تحيتي وتجلتي .

د. حسان الشناوي
15-03-2009, 10:08 AM
أخي وأستاذي الحبيب

درهم جباري



إنما مقام شيخنا المسير ( طيب الله ثراه )


أرقى من مثل هذه المحاولات ،


وإن أعماله الجليلة لترجو أبياتي أن تكون دمعة

صدوقا مصحوبة بالصبر على رحيله ؛

ففقدان عالم خسارة فادحة ،


بيد أن الله يقيض من يسير على الدرب ،


ويكمل المسيرة

ونرجو من الله أن يجمعنا به وبمن نحب في مستقر رحمته .



محبتي الخالصة لك ومودتي المتجددة.

د. حسان الشناوي
15-03-2009, 10:12 AM
أستاذي وأخي الحبيب


أبا حسام


د. سمير


من فرط كرمك ينهمر مثل هذا التعليق الذي أحسبني بعيدا منه بعد المشرقين .


ولو تحدثت عن الشيخ الجليل وأبيه وأهل العلم في قريتنا

التي شرفت بهم شعرا أونثرا ماوفيتهم عشرمعشار ما لهم


من فضل علينا ليس في قريتنا وحدها


بل في كل بقعة يعطرها نور العلم النافع ،

ويحفها شذا الحكمة الهادية .


وما آمل من مثل هذه الأبيات – على ما فيها – غير التودد


إلى من يصح فيهم قول إمامنا محمد بن إدريس الشافعي (


رحمه الله ورضي عنه )- وهو من هو مكانة وقدرا - :



أحب الصالحين ، ولست منهم = لعلي أن أنال بهم شفاعه
وأكره من تجارتهم معاص = وإن كنا سويا في البضاعه

لافض الله لك فما ،ولا كسر لك قلما


أستاذي الحبيب

فمثلك ذخر وفخر للغة والأمة

بارك الله لك قلبك ودربك .

وأرجو التماس العذر لكثرة تغيبي غير المتعمد .

عرفاني وامتناني.

سمو الكعبي
15-03-2009, 02:53 PM
شعر ثقيل , رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وموتى المسلمين
كل الشكر على هذةه المرثية الدرة

مصطفى بطحيش
15-03-2009, 06:47 PM
يزيدهـم علمُهـمْ بيـن الـورى شرفـا
ودون تيـهٍ يـزيـدون الـعُـلا تيـهـا
.
.
.
توهَّمـوا الـديـن أفيـونـا يخـدِّرنـا
والحـقَّ أكـذوبـةً تحـتـاجُ تسفيـهـا
وهـم أضـلُّ الـورى نهجـا ومنطلَقـا
وأبـرعُ الخلـق تـزويـرا وتمويـهـا
.
.
.
أبكيك؟ لا ، كيـف أبكـي مـن ببسمتـه
شمسُ التفاؤل مثـل العطـر أحسوهـا؟
.
.
د.شناوي مرثية عبقة محلقة فيها معان سامية وتراكيب فاقت المألوف يغذوها نبع اصيل لا شطط فيه اوعكر

احسنت واجدت ورحم الله الرجل وتجاوز عنه واسكنه فسيح جنانه
لك كل الود والتقدير من اخيك

مصطفى محمود
15-03-2009, 08:56 PM
ماذا تقول لك الخنساء بعدُ فلا
بيت يضاهي قصيدَك من مراثيها
ولو رأتها لمالت رأسها طربا
وأقبلت تستقي منها معانيها
أستاذي العزيز أحسن الله عزائك فيه ورحم الله كل مشايخنا الأموات منهم والأحياء وجميع المسلمين
تقبل مروري
تلميذك الصغير