تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أيتــــــــــام



صبيحة شبر
11-02-2009, 12:13 AM
أيتـــــام

ظل اطفالك في المراب ، ينظفون السيارات مما علق عليها من أوساخ ، ويستابقون لارضاء الزبون ، أخرجوا من المدارس ، قبل ان يتمكنوا من حل الحرف
- أولادك لا أستطيع تعليمهم
طوال النهار تسيطر عليك الخشية ان تفقدي احبابا اعزاء ، من اجلهم بقيت صابرة على الهموم ، تجترعين الصعوبات وتسعين للتخفيف عنها في هذا الخضم الطويل ، يم من العذابات لاقبل لك باحتمالها ، تنهمر عليك كما الغيث الشتائي ، وتتركك فريسة للهم والغيظ ، الى متى يمكنك الصبر؟ واطفالك تسرق منهم طفولتهم ، ويقمعون ، وتصادر منهم حقوقهم في التعلم واكتساب المعارف الجميلة.
- اولادك لايمكن مواصلة تعليمهم
تفكرين ، ويطول بك التفكير ، لم تحل بك الهزائم؟ ، وتستبد بك الخيبات ، ولم تصدقين ما يزعم لك انه حريص عليك ، وانه مجبر ، لاحول له ولا قوة
يغسلون السيارات الكثيرة ، الواحدة تلو الاخرى ـ تستطيل همومهم ، وينسون ملاعب الطفولة ، يستحيل الواحد منهم رجلا تعتمد عليه العائلة في كسب رزقها ، وهو في مرحلة اللعب مع الاصحاب ، والجري خلف الاحلام المجهضة ، والصعوبات المنهمرة عليك بلا انقطاع.
لماذا تحل عليك اللعنات متواصلة؟ ، لاانقطاع بين اولها وثانيها وانت لم تذنبي ابدا ، بقيت قائمة بواجبك طوال حياتك ، ولم تضري احدا.
يخرجهم من المدارس بحجة انه لايملك النقود لدفع الأقساط ، ويحكم على اولادك الضعفاء بمواصلة الهم والسعي خلف الرزق ، وانت حائرة تشتت ذهنك التساؤلات المتعددة، ويمضّك الشعور بالاثم الكبير ، كيف انك صمتي حين اخرج الاولاد الصغار من مدرستهم ،وحكم عليهم بالسعي لاطعامه ، والجري خلف الرغيف العسير، على من بلغ الحلم وشب عن الطوق
- تعبت ، وحق عليهم ان يعينوني
ولدك الصغير في السن السابعة ، تعلم حديثا كيفية نطق الحروف ، وانت موزعة لاتملكين دفع الضر ، او تأخير الأذى عن فلذات صغار، اوشكت القوة الظالمة ان تودي بهم، وتتركهم في غياهب مسقبل مظلم ،لااحد يعرف عنه شيئا
سيارات كثيرة ، واولادك يسارعون في ارضاء أصحابها ، يصّبون الماء، يزيلون الغبار .ويمنحون اجرة عالية :
- خذ يا ولدي ، تستحق هذا واكثر
يجمع الصغير النقود على بعضها ، تتسع ابتسامته وهو يمني النفس ، انه سوف يقدر، على تحقيق بعض الاحلام الطفولية السعيدة ، وابتياع الأمور التي تجعلك واياه في سعادة ، وتأتي بالهناءة الى نفوس اخوته الصغار.
- سأشتري لكم ما تحبون
سيارات كثيرة ، ولدك الصغير منهمك في الغسل والتنظيف، وازالة ما علق بها من اوساخ ، حرص اصحابها ان تبدو نظيفة لامعة.
- انت ماهر يا ولدي ، حفظك الله لوالديك
يغسل ابنك السيارات ، ويسارع الى جمع حصيلة تعب الايام ، عله ينجح في ادخال الفرحة الى نفسك البائسة ، وانقاذها مما وجدته من يتم وشقاء
- التعليم تكاليفه شاقة علي
انت في ضنك ، تخدمين في المنازل ، تغسلين الملابس وتنظفين الصحون ، وتدفعين الايجار ، وهو نزيل المقاهي وجليس الغانيات ، ينتقل من زهرة الى اخرى ، يطيل الجلوس ، يتغزل ، يدمن مصاحبة الجميلات والانفاق عليهن من تعب الاولاد وعرقهم .
السيارات كثيرة هذا اليوم ، ولدك في نشاط كبير ، تعلو محياه البسمة ، لانه سوف يبتاع لكم ما تحبون ،مما حصل عيه لقاء جهد، ومثابرة وعمل
- ولدك لااستطيع الاستمرار في تعليمه
وابنك بعد كل سيارة تخرج يسارع الى عد نقوده ، لقد اصبحت كمية كبيرة ،قادرة على تحقيق حلمه في اسعادكم ، وادخال الفرحة الى نفوسكم
- ساشتري لكم لحما وفاكهة واعطيك اجرة الطبيب يا امي.
وعلى حين غرة ،تسارع يد كبيرة الى انتزاع ما في يد الصغير
يبدو الاستغرب واضحا على وجه الصغير ، ينطق بعد ان ابتعد ابوه :
- لابأس، انه ابي



صبيحة شبر

د. نجلاء طمان
15-02-2009, 02:08 PM
أيتام, وصفعة على وجه الأيام, والمجتمع, ... وحتى الأبوة الظالمة. أيتام في وجود الأب والأم, فأم مغلوبة على

فقرها, وأب لا يستحق الحياة. ومن العنوان, فالبداية... ووصولًا إلى النهاية الرائعة, كان هناكَ عاصفة من مرير

المشاعر التي نُقلت عن لسانِ راوٍ مخاطب. لا ذنب للأم ولا للأبناء ولا لذاكَ الصغير البرئ, ولا حيلة لنا سوى

أن نقول له:

أنت أشرف من أبيكَ ومن أمثاله .

شكرًا أيتها القاصة المميزة,

وليتكِ تنتبهين للوحة المفاتيح, فقد أضاعت منكِ الهمزات, وأظهرت لكِ بعد الهنات.

تقديري

صبيحة شبر
15-02-2009, 02:49 PM
أيتام, وصفعة على وجه الأيام, والمجتمع, ... وحتى الأبوة الظالمة. أيتام في وجود الأب والأم, فأم مغلوبة على
فقرها, وأب لا يستحق الحياة. ومن العنوان, فالبداية... ووصولًا إلى النهاية الرائعة, كان هناكَ عاصفة من مرير
المشاعر التي نُقلت عن لسانِ راوٍ مخاطب. لا ذنب للأم ولا للأبناء ولا لذاكَ الصغير البرئ, ولا حيلة لنا سوى
أن نقول له:
أنت أشرف من أبيكَ ومن أمثاله .
شكرًا أيتها القاصة المميزة,
وليتكِ تنتبهين للوحة المفاتيح, فقد أضاعت منكِ الهمزات, وأظهرت لكِ بعد الهنات.
تقديري

الأخت العزيزة نجلاء طمان
قراءة واعية للقصة وتحليل دقيق
الشكر الجزيل لك
دمت بخير

راضي الضميري
19-02-2009, 11:09 PM
أعرف أناسًا يتمنون موت آباءهم .
في أي عصر نعيش ؟
هذا النموذج موجود وبقوة في مجتمعاتنا ، أطفال صغار لا يملكون حولًا ولا قوة ، يعملون ليل نهار ، ومنهم من ينحرف أيضًا ، فالذئاب اليوم أصبحت أكثر وداعة من بعض البشر الذي لا يستحقون أن يكونوا بشرًا .
قصة رائعة أديبتنا الراقية صبيحة شبر .
وتسجيل قوي لبعض صور هذه الحياة التعيسة فعلًا .
تقديري واحترامي

د عثمان قدري مكانسي
21-02-2009, 10:14 PM
وكم من الآباء يا أختاه مثل هذا الأب القاسي؟ أعرف بعضهم ، وبعض جيراني اكتوى بسعير أمثالهم .
جعلتِني أطوف بين البيوت بعقلي وعاطفتي أتابع ما يفعله بعض الآباء الذين هم بحاجة إلى التربية ليعرفوا واجبهم تجاه أبنائهم .
كم من أولاد يتامى وآباؤهم على قيد الحياة .. رحم شوقي حين لمس الجرح فقال :
ليس اليتيم الذي انتهى أبواه من = ذل الحياة وخلّفاه يتيماً
إن اليتيم الذي تلقى له = أماً تخلت أو أباً مشغولاً ..
وأضيف فأقول : أو تلقى له أبوين يجهلان واجباتهما نحو أبنائهما ....

سعيدة الهاشمي
26-02-2009, 12:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

المبدعة صبيحة شبر،

قصة من واقع مظلم حالك تبدل فيه البسمة بدمعة ويتحول فيه الطفل لا إراديا - قهرا - رجلا مسؤولا

عن أسرة وهو مازال يحتاج حضن الأم الدافئ وعطف الأب.

قسوة الزمن وقهره تترك الأم ترى ابنها تجهض أحلامه أمامها فتسكت وتحني رأسها وكيف لها أن تفعل

غير ذلك والزمن علم جسدها ونفسها بفقره وبرجل غير مسؤول، متسلط ومستبد.

كثر مثل هذا الأب الظالم القاسي يا ليته لا ينفع فقط بل إن يضر أيضا، يقتل فرحة

وتعب ابنه الصغير ببرودة أعصاب.

احترامي وتقديري.

صبيحة شبر
04-03-2009, 09:49 PM
أعرف أناسًا يتمنون موت آباءهم .
في أي عصر نعيش ؟
هذا النموذج موجود وبقوة في مجتمعاتنا ، أطفال صغار لا يملكون حولًا ولا قوة ، يعملون ليل نهار ، ومنهم من ينحرف أيضًا ، فالذئاب اليوم أصبحت أكثر وداعة من بعض البشر الذي لا يستحقون أن يكونوا بشرًا .
قصة رائعة أديبتنا الراقية صبيحة شبر .
وتسجيل قوي لبعض صور هذه الحياة التعيسة فعلًا .
تقديري واحترامي

الأخ العزيز راضي الضميري
مع الاسف الشديد ان مثال هذا الأب موجود بكثرة في مجتمعنا
اشكرك كثيرا على ملاحظاتك القيمة
دمت بخير

صبيحة شبر
04-03-2009, 09:52 PM
وكم من الآباء يا أختاه مثل هذا الأب القاسي؟ أعرف بعضهم ، وبعض جيراني اكتوى بسعير أمثالهم .
جعلتِني أطوف بين البيوت بعقلي وعاطفتي أتابع ما يفعله بعض الآباء الذين هم بحاجة إلى التربية ليعرفوا واجبهم تجاه أبنائهم .
كم من أولاد يتامى وآباؤهم على قيد الحياة .. رحم شوقي حين لمس الجرح فقال :
ليس اليتيم الذي انتهى أبواه من = ذل الحياة وخلّفاه يتيماً
إن اليتيم الذي تلقى له = أماً تخلت أو أباً مشغولاً ..
وأضيف فأقول : أو تلقى له أبوين يجهلان واجباتهما نحو أبنائهما ....

الأخ العزيز د.عثمان قدري مكانسي
قد نعجز عن تقديم العون للابناء المنكوبين بمثل هؤلاء الاباء
الا ان نسلط الضوء على معاناتهم
اشكرك كثيرا على جمال كلماتك
دمت بخير

صبيحة شبر
04-03-2009, 09:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

المبدعة صبيحة شبر،

قصة من واقع مظلم حالك تبدل فيه البسمة بدمعة ويتحول فيه الطفل لا إراديا - قهرا - رجلا مسؤولا

عن أسرة وهو مازال يحتاج حضن الأم الدافئ وعطف الأب.

قسوة الزمن وقهره تترك الأم ترى ابنها تجهض أحلامه أمامها فتسكت وتحني رأسها وكيف لها أن تفعل

غير ذلك والزمن علم جسدها ونفسها بفقره وبرجل غير مسؤول، متسلط ومستبد.

كثر مثل هذا الأب الظالم القاسي يا ليته لا ينفع فقط بل إن يضر أيضا، يقتل فرحة

وتعب ابنه الصغير ببرودة أعصاب.

احترامي وتقديري.


الأخت المبدعة سعيدة الهاشمي
الدنيا زاخرة بالظالمين
وأقسى هؤلاء هم الاباء المتنكرين لواجب الابوة
اشكرك كثيرا على بهاء كلماتك
دمت بخير

آمال المصري
03-12-2014, 09:36 PM
هنا أبوة مبتورة صاحبت الفقر ومرّ الاحتياج .. وأمومة مقهورة مغلوبة على أمرها بعد الذل في وجود زوج لا يُحتمى بظله
من واقع مرير نقلت لنا أديبتنا القديرة واحدة من صور البؤس والحرمان والطفولة المكلومة بأسلوب ناطق وسرد قوي أجدت به التصوير فشكرا لك ألفا
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ربيحة الرفاعي
20-12-2014, 02:27 AM
بمهارة سردية إبداعية وأداء قصّي مكين طرحت القاصة بعض معاني العذاب في مشهد إنساني أليم من قاع المجتمع بواقعية وفهم صادق للقضية

دمت بروعتك أديبتنا

تحاياي

خلود محمد جمعة
22-12-2014, 10:10 AM
هو اليتم المطقع بوجود الأب الميت
قصة مؤثرة وحرف عميق
بوركت
كل التقدير

د. سمير العمري
16-12-2015, 03:36 PM
قاتل الله الفقر إن كان والجشع إن كان والجور والقسوة إن كانا.

تحتاج الأمة الكثير والكثير من إعادة الصياغة كي نتمكن من الخروج من عنق زجاجة مشكلاتنا وآلامنا وعثراتنا.

نسأل الله السلامة!

وأشكر لك أيتها الأديبة الكريمة هذا الرصد وهذا السرد الكاشف.

تقديري