تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صنِيعك اليوم لي.....وعداُ !!



شيماء عبد المنعم
16-02-2009, 05:12 PM
أتـذكر..؟
تلك الطفلة التي إرتعش قلبها يوماً..
وجاءتك تبحث عن معانٍ..
لشعور غريب تملكها..؟
تسألك عن سر البريق..
عن ألوان الورد..المفروشة
على ارصفة الطريق..
أتذكر..؟
براءة ضحكاتها..لون عينيها..
خطوط كفيّها..علامات فيك لقدميْها..
أتذكر..؟
اتذكر بعدها..كم اشقتها الليالي..؟
وكيف جاءتْك مصدوعة من أنّات الاحتيال..
أتذكر..؟
لحظاتها التي عاشتها بين الآهات والظنون..
وكم انفطرت دمعاً..آآملة أن يتلقفها..قلباً حنونْ
أتذكرني يا بــحر..أتذكرني..؟؟
تركتْ بي الأيام حينها ما تركتْ..
واستوطن الروح الاختناق..
نُقِشَ الوشم بحبرٍ..أشد ايلاما من السُمِّ..
ولا له في الأمصلة ترياق..
حتى عصفوري..أتذكره؟
تكبدته الاحزان..وفارق ممشاي..
مودِّعني..بعزف افتراق..
وعربد الخوف في أشيائي..
فدندنت لحن الصمتِ..لأشُقَّ درب ظلام سمائي..
أتذكر..؟
كيف جئتك يوماً..بذاكرةٍ ممتلئةً بالأندابِ..؟
أتذكر كيف لاقيْتني..؟
وكيف ارتعدَتْ من حديثك الأهداب..؟
أتذكر..؟
ناديْتَني..والعمر يمضي..
مُعْلناُ..أنك تحمل بين شاطئيك..
أملا جديداً..
نورً..يتهادى بلوْن السحاب..
جزِعتُ رعباُ..حينها..
هربت منك..لأبتعد عني..!
وفي خافقي شوق..لأعود اليك..فأَسْمَعُني!!
وحثثت الخطى..فشلَّني هاجس الاخفاق..
أدماني صوت دمعي..الذي طلَّ من بين لهفة الأحداق..
ركضت لأبلغ أقصى المدى..
رافضةً..كل نغم منك يأتيني به الصدى..
ووقفت لألتقط النفس..فوجدتني بين يديه..!!
وكأنك تخبرني..أن القدر لا مهرب منه..الا إليه..
حسِبْته سرابا..
تلمسته برفق..
أرعشني حين مده يمينه..فأنا أعرف معالم يديه..
كانت في ذلك الحلم..قبل ان ألتقي عينيه!!
وابتسم..
فبدأت أبكي..
وألمِلم له العمر السارح مني..
من أقصى الجنوب..وبَعدَ الشمال..!
هرب الضباب ..وتلاشى كالظلال..
ونفضت عني..في حضرته..
هموما..قد تُثقل الجبال..
وأخبرتـــه..
نعم اخبرته..
أني ما عدت أرى في أيامي الا إدباراً..
فإن كنت وهما..فاستبِقَ الخطى..إرتحالا..
سفينة الاحلام يا سيدي خلّفتْني..وانطلقت تشق الدنا..إبحارا..
فرفقـاً بي..
فأنا ربيعي مُرُّ..
وبسمتي توارت منذ زمن..في انسحاب..
جرحي عميق..وانت آخر صفحات الكتاب..
شعاع السحر الذي..قد يبدد عني العذاب..
دفئي..اذا أفزعني الشتاء..
سَكَنِيْ النابض..في صمت المساء..
رفقاً بي..
فإن جئتني لترحل..
تمهل قبل الولوج واسمعني..
فحينها ستتكسر الأزاهر في عيني..
ويتصدع الوفاء..
تتمزق المشاعر ..
وينتحر الضياء..
فقد عشت العمر أبحث عن رفيق القلب..
ليضمني..اذا الكون عني نــاء..!
رفقا بي..
ودعك حينها من العتاب..
فهل يجدي العتاب ..اذا دثرنا التراب..؟!!
أتذكر يا بحري..أتذكر..
ها أنذا..
أمامك اليوم..
لكني..بلا دمع..بلا قهرٍ ..بلا نحيب..!
بلا قلبٍ خائفٍ..بلا وجع له في الدماء..دبيب!
نعم..
جئتك وكأني لم أبرح مكاني..
كأن يومي هو الأمس..
متعبة..مهزومة ..مجروحة الهمس..
بوجه الألم الدميم..
بذات النبض القديم..فقط..اهترء من السنين!!
وزد على الروح الشريده أنها..مثخنة بالأنين..!
على ذات مقعدي منك..تواترت السنون
واشتد العمر بي..وبدأت أهفو للجنون...
يالا سخرية الأيـــام..
!
!
لكن..
لا تحْسَبُني تلك الطفلة التي اتتك يوما ترتعد..
تُخْفي الحب بين كفَّيْها وعينيها..في خجل عجب..
تتحدى موجك ان يخبئ الهواء
كما تفعل حينما يداعب شَعْرها..
لا..لست أنا تلك..ولا من أتتك بعدها تبكي الحياة..!
قد غدوت أمرأة اخرى..
لن يصل عليل روحك لجراحها..
فقد اعتلت عرش البلاء..
وسَكَنَ الألم أنفاسها..حتى بات
يختنق منها الهواء..!
فلا سلوى تُعين..اذا نُزع الأمان من الارجاء
وعِشْت كمن يَعِش..ميت..في زمرة الاحياء!
لا تحزن لأجلي يا صديقي..
فقد كنت قاسمي دوما..معي..ومع رفيقي..
لا تحزن..وتغسلني بماء السماء,,
فطفلتك ماعادت تدْمع في شقاء..
أنا اليوم أخرى..
لا تفارقني ابتسامتي..
لا تنهار أركاني..
يرفع لي ربّي أعمدة الكبرياء..
مازالت ملامحي..تحملني إليك..
لأخبرك بما يجهله..
أسرُّ الاصدقاء..
اليوم أهديك حرفي..
وبعض روحي..
وعزف وتر اللقاء.!
وصنيعك لي اليوم..
ليس كتفاً..او حلما..
ليس قلبا...
بل وعــداُ..
أن تقبلني كما أنا..
فقد جئتك أحبو..
لأرحل بخطوات..
واعود..لأبقى..بين ذرات الحياة..
أنثى..
بلا احتواء..!!
shaimaa

محمد الأمين سعيدي
17-02-2009, 11:52 AM
نص يمشي على أرضية واسعة من الإيحاء ، ويُحلق في سماء أوسع من التخييل والتصوير.
ما أعجبني في هذا النص الجميل ، هو رمزية البحر وعلاقتها بالذات الشاعرة التي تتأرجح بين حيرة وتساؤل باحثة عن ذاتها ، غارقة في كل شيء عدا اليقين.
النص للتثبيت حتى يتسنى للناثرين هنا أن يستمتعوا بجماله وعذوبته
ملحوظة صغيرة : هناك بعض الهنات الطفيفة أعتقدأنها فاتتك سهوا.
شكرا

شيماء عبد المنعم
17-02-2009, 04:32 PM
نص يمشي على أرضية واسعة من الإيحاء ، ويُحلق في سماء أوسع من التخييل والتصوير.
ما أعجبني في هذا النص الجميل ، هو رمزية البحر وعلاقتها بالذات الشاعرة التي تتأرجح بين حيرة وتساؤل باحثة عن ذاتها ، غارقة في كل شيء عدا اليقين.
النص للتثبيت حتى يتسنى للناثرين هنا أن يستمتعوا بجماله وعذوبته
ملحوظة صغيرة : هناك بعض الهنات الطفيفة أعتقدأنها فاتتك سهوا.
شكرا



سيدي محمد الأمين سعيدي..وإنه لشرف لي ان تروق شاعر له ذائقتك ضآلة لغتي
وحبوَ خيال تصويري في عالم الأحساس
ووصولك للب ذلك الحوار الداخلي بيني وبين البحر
وتلمسك لمواضع النبض فيه
أثار اعجابي كثيرا

فشكرا لك اولا لهذا العبق المروري الكريم
وذلك العمق الرائع في البحث عن الأبعاد

وثانيا..للتثبيت..
فأنا أراني طفلا يخطو خطوات متكسرة بين حجافل اللغة
ف تكريمك هذا لهو وسام شرف لحروفي

لك المودة والشكر حتى ترضى,,

شيماء..

ملحوظة..ليتك ترفع عن الأرض ما سقط مني عليها..آخذا بيدي لأرتقي :)

أبو هبة
17-02-2009, 07:15 PM
استمتعت بهذا النص الجميل,الذي يحتوي على قدرة رائعة من حيث التصور و الخيال’ الذي أن دل على شيء انما يدل على ان من خطه أحس به ليصل الينا بدون عناء.فشكرا على هذا النص.وللاستاذ أمين كل الحق في تثبيت هذا النص لانه يستحق ذلك.

راضي الضميري
19-02-2009, 12:01 AM
رأيت الأمل يترنح تارة وتارة أخرى ينهض من كبوته ويسير على خطى واثقة ، ثم لمحته بين بعض الحروف يتردّد ، ثمّ يتابع ... لقد كان القلق واضحًا في رسم صورة مشاعر صادقة تلوم ثمّ تصفح ثمّ تعاتب أمام آخر لا يبدو أنّه على موعد مع صدق ظهر في تفاصيل حروف كثيرة و بهذا الحجم .
وقد لا يستحق .
هي مرحلة وستمضي لحالها ، ولتكن سحابة صيف عابرة في سماء دنيا نتمنى لها ربيع دائم .
الأخت الفاضلة شيماء عبد المنعم
كوني بخير وغدًا يوم آخر
تقديري واحترامي

هشام عزاس
19-02-2009, 08:50 PM
المورقــة / شيــمــاء

نص جميل , عبرتِ فيه بسلاسة و عذوبة عن حس أنثوي يترنحُ - كما قال أخي راضي - بين الأمل تارة في صور تتحدى زوبعة البحر و الذكريات الماضية فتطفو تتلمسً دفء الشمس و استمرارية الحلم , و بين حلكة تسكن الروح و تغرقُ في حزن دفين و ذكريات أليمة .

شيماء هي مرحلة عمرية تحملُ من الماضي و تزرع في الحاضر لتقطف في المستقبل , فليكن زرعنا أملا و لنتجاوز أنانيتنا برسمنا صورة للتوحد .

همسة : شكرا لأنك استجبتِ دعوتي

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

شيماء عبد المنعم
20-02-2009, 03:38 PM
استمتعت بهذا النص الجميل,الذي يحتوي على قدرة رائعة من حيث التصور و الخيال’ الذي أن دل على شيء انما يدل على ان من خطه أحس به ليصل الينا بدون عناء.فشكرا على هذا النص.وللاستاذ أمين كل الحق في تثبيت هذا النص لانه يستحق ذلك.



بل هو احساسك الرائع سيدي ابوهبة..ولن يصل الصدق أبدا الا للقلوب الصادقة

دمت جميل الوجدان

خالص شكري لمرورك العبق


شيماء

شيماء عبد المنعم
20-02-2009, 03:44 PM
رأيت الأمل يترنح تارة وتارة أخرى ينهض من كبوته ويسير على خطى واثقة ، ثم لمحته بين بعض الحروف يتردّد ، ثمّ يتابع ... لقد كان القلق واضحًا في رسم صورة مشاعر صادقة تلوم ثمّ تصفح ثمّ تعاتب أمام آخر لا يبدو أنّه على موعد مع صدق ظهر في تفاصيل حروف كثيرة و بهذا الحجم .
وقد لا يستحق .
هي مرحلة وستمضي لحالها ، ولتكن سحابة صيف عابرة في سماء دنيا نتمنى لها ربيع دائم .
الأخت الفاضلة شيماء عبد المنعم
كوني بخير وغدًا يوم آخر
تقديري واحترامي




صدقت..
فلم تتأخر الشمس عن موعدها يوما..

كم هو رائع هذا المرور
وكم جميلة تلك الرؤية الواعية للنص

سيدي راضي..

انك لشرف عظيم لحروفي
فزدني منه دوما


خالص احتراماتي

شيماء

شيماء عبد المنعم
20-02-2009, 03:48 PM
المورقــة / شيــمــاء

نص جميل , عبرتِ فيه بسلاسة و عذوبة عن حس أنثوي يترنحُ - كما قال أخي راضي - بين الأمل تارة في صور تتحدى زوبعة البحر و الذكريات الماضية فتطفو تتلمسً دفء الشمس و استمرارية الحلم , و بين حلكة تسكن الروح و تغرقُ في حزن دفين و ذكريات أليمة .

شيماء هي مرحلة عمرية تحملُ من الماضي و تزرع في الحاضر لتقطف في المستقبل , فليكن زرعنا أملا و لنتجاوز أنانيتنا برسمنا صورة للتوحد .

همسة : شكرا لأنك استجبتِ دعوتي

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

قلتها هناك لك يوما...
وأعيدها..
في كل حضور لك..احساس يتجدد بالنفس
بسمة تعتلي الثغر..
نسمة تتهادى للروح..
هشام ...
لك أزاهر الكون
وحدائق من الود
أنثرها حول ممشاك حيثما كنت
ولهمستك أهمس...وهل لمثلي ألا يستجيب لسمو طلبك..؟
دمت أخا عزيزا
شيماء

غيث جحا
21-02-2009, 10:23 AM
الفاضلة شيماء مساء جميل

لايسعني إلا أن أبدي إعجابي بهذا الحرف الجميل

تقبلي مروري من هنا

دمتي بكل الخير ودام عطاءكِ

عبدالصمد حسن زيبار
24-02-2009, 01:11 PM
لغة جميلة و انسياب متناسق و جرس متناغم
إنها الصيرورة المفضية للاستقواء
و المسيرة الممتدة مع النبضات و المصطبغة بزخرف المراحل الجذاب
تحياتي