المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشــيـئـة الــقدر



أديبه نشاوي
18-02-2009, 08:36 PM
مشيئة القدر
لم تعبس الأيام بوجه أحدٍ أكثر منه على الاطلاق فلقد التقى الحرمان منذ نعومة أظافره إلى أن أصبح رجلاً يجاوز الخمسين من العمر.
الشقاء قد نال منه الكثير وسلب عافيته فإن عينيه الغائرتين الذابلتين تشهدان بذلك فقد هللهما السواد وخبت شعلة البريق منهما من كثرة الإعياء والمرض.
كان يجلس أمين على صخرته المعهودة وأمواج البحر المتلاطمة تذّكره بأيام الطفولة الماضية, فكم من الساعات جلس بجوار والده يتأمل البحر, وكم من الأيام تمنى أن تحظى شبكة والده بصيدٍ وفير يؤمن له ولإخوته المترقبين بعيونٍ متلهفة وأفواه جائعة طعاماً يسّد رمقهم ويُصمت نداء الجوع الذي لا يعرف الاحتمال ولا الصبر.
كانت حياتهم زاخرةً بأيام العوز والحاجة, فالجوع قد حفر أحرفه على أجسادهم الهزيلة ورسم آثاره على وجوههم النحيلة.
إنها حياةٌ قاسيةٌ تلك التي عاشها أمين وإخوته ولكّنه لم يكن مستسلماً أبدا وكان قانعاً بمصيره راضياً بحياته واثقاً كلّ الثقة من أن يوماً لا بدّ سيحمل له السعادة والراحة وإن تأخر.
مرّت الأيام ومات والده مخلفاً وراءه سبعة أطفالٍ وأم مريضة لوحوش الفقر والجوع, فاضطرت أمه للعمل في المنازل لإعالتهم , ودام هذا الحال عشر سنين لم يتبدل فيها شيء سوى أن الأطفال الذين كانوا صغاراً قد كبروا واستطاعوا بصعوبةٍ أن يرفعوا ذاك الحمل الثقيل الذي ألقي على عاتق والدتهم التي تعبت من الخدمة في البيوت, فساءت صحتها وبدأ صراعها مع المرض الذي انتصر عليها أخيرا.
استيقظ أمين من ذكرياته وألقى شبكته في البحر وبدأ ينتظر كعادته كلّ يوم ولمّا طال انتظاره عاد شريط الماضي أمام عينيه ثانية .
يا للأيام لقد مضى ربع قرنٍ على وفاة والديه وها هو الآن وحيداً مع زوجته لا ولد له ولا أخ, فطفله الوحيد الذي وضعته زوجته ولد عليلاً ولم يرَ النور سوى بضع ساعات أما إخوته فكلهم منصرفون لأعمالهم وهمومهم وقلما يراهم.
رغم أن في الذكريات لوعةٌ وحسرة إلا أن أمين قد وجد فيها بعض السلوى التي تنسيه الحزن مما أصابه ويصيبه واليأس الذي يعتريه أحيانا من الانتظار الطويل للفرج الذي طالما انتظر أن يفتح أبوابه من دون جدوى.
وفجأة انقطع حبل الذكرى بنفضةٍ مذعورة ٍمن أمين الذي لا يدري ما الذي جرى.....إنها الشبكة نعم الشبكة لا بد وأن شيئاً ما قد علق بها فهو لا يقوى على رفعها فقد كانت ثقيلة على غير عادتها... ترى ماذا يفعل...؟ إنها تسحبه بقوة..أيتركها تغوص في الماء....؟ لا ..لا يمكن, إنه يحاول رفعها وشدّها بما بقي له من قوةٍ وعزم.... ولكن هل يستطيع.. ..؟ .لا.. وأخيرا لم يجد سوى الصراخ حلاً للخروج من هذا المأزق:
-(أيها الشباب ..أيها الرجال..هلموا إلي.. ألا من مساعدة !أرجوكم. )
فهرعت إليه بسرعةٍ مجموعةٌ من الصيادين الشبان لإعانته بعدما سمعوا صراخه ورأوا صراعه مع شبكته فساعدوه على شدّها ورفعها ثم طرحها على الشاطئ.
أما أمين فلم يتمالك نفسه من الفرحة حين رؤيته للسمكة الكبيرة وهي تتخبط داخل الشبكة ناشدة الخلاص فتمتم منفعلاً:
-(السمكة ... المال آه..آه ما أعظم سعادتي .!.لم أتوقع أن يأتي الخير هكذا فجأة ..شكرا شكرا لله.(
حقاً لقد كانت مفاجأة له فكيف لا وقد لمع الحظ أخيراً في سماء حياته, كيف يصدق ما حصل؟ وقد ظل ثلاثين سنة لا بل أكثر وهو على حالٍ واحدة لا تتغير ولا تتبدل... كان بالكاد يصيد بعض الأسماك القليلة يبيعها في السوق ويكسب منها مبلغاً ضئيلاً يشتري به حاجياتهم الضرورية من الطعام...كم تمنى وهو في هذه اللحظة لو الحياة ما تزال تدبّ في جسد والديه...وكم تمنّى لو يملك جناحين فيطير بهما سريعاً إلى زوجته ليزفّ لها بشارة الهناء التي ستطلق عصافير الفرح والحبور المغردة إيذاناً بانتهاء عهد الحرمان والأحزان.
ما إن أفاق أمين من دهشته وذهوله حتى ذهب مع بعض الرجال إلى السوق لبيع ما فاز به.
عاد أمين إلى بيته ودموعه تسبقه,.ولج عتبة الدار وهو يصيح وينادي:
-(أم عامر...أم عامر..تعاليّ..تعاليّ وانظري..)
أسرعت زوجته وقد فزعت لصراخه ولكنه ما إن رآها حتى ابتدرها قائلاً دون أن يفسح لها مجالاً للكلام:
-(انظري كيس النقود....انظري هذه الدنانير التي تتلامع كوهج الشمس....اسمعي...اسمعي صوتها وهي تضحك بين يديّ ضحكة ً رنانة لم أسمعها في حياتي قط ّ...) كان يتكلم كالذي أصابه مسٌّ من الجنون..يرقص ويدور في الغرفة وكأنه فتىً شاب...لم يأبه لكلمات زوجته وهي تحاول تهدئته.تابع كلامه قائلاً بلا اكتراث لحديثها:
-(سميحة..لقد ابتسم الحظ أخيرا بعد كآبةٍ طويلةٍ...لقد أمطرت السماء بالخير بعد جفافٍ مرير...آه..لقد ضحكت الأيام لنا بعد حزنٍ قد خلته أبديّ أتعس أيامنا ودمّر حياتنا....أتصدقين...أتصدقين ما حدث؟)
اضطربت أم عامرمن كلام زوجها ولهجته فهي لا تعرف مدى صحة ما يقوله..هل هو صادقٌ فيما يزعم أم أنه يهذي من شدة تعبه ومرضه ..لشدّ ما تولاها الرعب والخوف عليه فصحته لا تحتمل هذا الانفعال الشديد ولكنّها ما عساها تفعل؟ إنه سعيد ولكنّ السعادة قد تضرّ به فهو مصابٌ في قلبه ومعرضٌ لنوبةٍ قلبيةٍ من حينٍ لآخر وفي أي لحظة انفعالٍ أو حزن....ماذا تفعل ..وأمين قد بدأ يترنّح من الإجهاد والعرق يتصبب من جبهته...إن آهات الألم وأنّاتها قد امتزجت بكلمات الفرح...
أخيراً وقع أمين,وقع صريعاً والفرحة داؤه والبهجة مرضه ,سقط وسقطت النقود من بين يديه حين تهاوى على الأرض فتبعثرت في أرجاء الغرفة,انحنت أم عامر على زوجها المحتضر الذي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة وغمرته بكلتا ذراعيها وضمته إلى صدرها ذارفة دموعها التي أبت إلا أن تنهمر فوق جسده وتودعه.
مات أمين وترك زوجته وحيدة مع آلام ٍجديدةٍ وذكرياتٍ مريرةٍ بعد أن خلّف لها مالاً كثيراً لا يمكن له أن يعوّضها عن فقدان زوجها أبدا.
. –انتهت-

آمال المصري
19-02-2009, 12:14 AM
نحن أمام قصة استطعتِ أن تستثمري فيها قدراتك في الإبداع البنائي للقصة
لعبة القدر ....

براعة في التعامل مع هذا الإسم منذ بداية القصة حتى مفاجأة النهاية
هادفة قوية صيغت بمهارة شديدة

الأديبة الرائعة / أديبة نشاوي
جميل ما قرات هنا

مضمون هادف

أسلوب بديع

وسرد مشوق

أسجل إعجابي أستاذتي الفاضلة
ولي عودة للقراءة مرات أخر

لك الود والورد منثور

أديبه نشاوي
21-02-2009, 11:57 AM
نحن أمام قصة استطعتِ أن تستثمري فيها قدراتك في الإبداع البنائي للقصة
لعبة القدر ....
براعة في التعامل مع هذا الإسم منذ بداية القصة حتى مفاجأة النهاية
هادفة قوية صيغت بمهارة شديدة
الأديبة الرائعة / أديبة نشاوي
جميل ما قرات هنا
مضمون هادف
أسلوب بديع
وسرد مشوق
أسجل إعجابي أستاذتي الفاضلة
ولي عودة للقراءة مرات أخر
لك الود والورد منثور
الأخت العزيزة رنيم مصطفى
أشكر مرورك الكريم الذي أسعدني جدا
ورأيك وتقييمك الجميل الذي أقدره وأحترمه واسر له
ممتنة لك
ولك مني كل الحب والتقدير

بهجت عبدالغني
21-02-2009, 12:46 PM
أسلوب القصة مبدع ، سهل غير متكلف ، وذلك ما يضفي إليها جماليتها ..

الفكرة واقعية معاشة .. فقر .. معاناة .. آلام ..

سرد مشوق للاحداث ..

ونهاية مصوغة بقلم متمكن ..


الأديبة أديبه نشاوي

رائعة قصتك ..


تحياتي ..

د عثمان قدري مكانسي
21-02-2009, 09:58 PM
الأخت الأديبة " أديبة " وهو اسم على مسمّى ....
جمال القصة بالإضافة إلى جمال السبك وجودة المعنى أن تظهر العبرة منها تلميحاً ، فكان التلميح هنا أقوى من التصريح ، وهذا ما يجعل العمل الأدبي رائعاً ..
وقصتك كانت هكذا ، بورك فيك يا أختاه

أديبه نشاوي
22-02-2009, 04:18 PM
أسلوب القصة مبدع ، سهل غير متكلف ، وذلك ما يضفي إليها جماليتها ..
الفكرة واقعية معاشة .. فقر .. معاناة .. آلام ..
سرد مشوق للاحداث ..
ونهاية مصوغة بقلم متمكن ..
الأديبة أديبه نشاوي
رائعة قصتك ..
تحياتي ..
الأخ الكريم بهجت الرشيد
شكرا لمرورك ولرأيك فيما كتبت
أسعدني حضورك وبارك الله بك
مع كل التقدير والاحترام

مرحة عبد الوهاب
23-02-2009, 08:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت / أديبة نشاوى
بقدر سلاسة قصتك
بقدر أعجابى بها ، أولا كفكرة
فكرة القصة واقعية الى حد كبير ، فهذا يحدث بالفعل
أسلوبك فى سرد الأحداث سهل بسيط ، مرتبة الأحداث
أعجبنى جدا رضاء الصياد بنصيبه من الدنيا ،
أعجبنى أيضا هذا الجزء من النص والذى يقول
{{سقط وسقطت النقود من بين يديه حين تهاوى على الأرض فتبعثرت في أرجاء الغرفة,انحنت أم عامر على زوجها المحتضر الذي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة وغمرته بكلتا ذراعيها وضمته إلى صدرها ذارفة دموعها التي أبت إلا أن تنهمر فوق جسده وتودعه}}
إمراة صابرة ، حتى بعد أن وهبها الله من نعمه (المال الوفير) فكان زوجها أعز وأغلى من الدنيا وما فيها
هذا هو الوفاء والمودة والرحمة
أتمنى لك مزيد من التألق
:014:

سعيدة الهاشمي
23-02-2009, 12:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

المبدعة أديبة نشاوي،

أجدت السرد والوصف معا، انسياب سلسل ومتقن لمجريات الحدث، تحكم واضح في حبكة النص

لعبة القدر، العنوان تماشى وتيمة القصة، فكانت النهاية فعلا لعبة للقدر، فبعد طول حرمان وشقاء

يأتي الفرج والفرح ليعقبهما في نفس اللحظة حزن وترح.

إنه فعلا قدر تلك العائلة أن تستمر في معاناتها وكأن الفرح خلق ليكون عنونا للموت.

احترامي لك ولقلمك.

أديبه نشاوي
23-02-2009, 01:44 PM
الأخت الأديبة " أديبة " وهو اسم على مسمّى ....
جمال القصة بالإضافة إلى جمال السبك وجودة المعنى أن تظهر العبرة منها تلميحاً ، فكان التلميح هنا أقوى من التصريح ، وهذا ما يجعل العمل الأدبي رائعاً ..
وقصتك كانت هكذا ، بورك فيك يا أختاه
الأخ الكريم د عثمان قدري مكانسي
ممتنة لحضورك ومرورك لقصتي
بارك الله بك
ولك كل التقدير والاحترام

علاء الدين حسو
24-02-2009, 12:02 PM
القاصة ادبية نشاوي المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العنوان صعب جدا ، وهو الذي جعلني اقرأ النص ، النص يتحدث عن الفرح القاتل مثل الحزن ..
قد يكون لي بعض التحفظات على الجمل مثل (عبث الاقدار) ..ولكن هذا لا يمنع ولا ينقص من جمالية النص الذي ذكرني برومانسيات كتاب كبار امثال المنفلوطي وعبد الحليم عبدالله .. تحية وتقدير

الطنطاوي الحسيني
24-02-2009, 07:38 PM
نعم اختنا اديبة المال متعب لجمعه ومتعب إذا جمع
القصة ذات دلالات عميقة ومعان غاية في الرمزية والجمال
يوم سعدك يوم موتك
قصة رائعة من قاصة قديرة
جمال سبك وتنقل وجمال قصة وبراعة فكرة وافراغ ذروة
جمال في جمال
دمت مبدعة رائعة الابداع

أديبه نشاوي
24-02-2009, 08:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت / أديبة نشاوى
بقدر سلاسة قصتك
بقدر أعجابى بها ، أولا كفكرة
فكرة القصة واقعية الى حد كبير ، فهذا يحدث بالفعل
أسلوبك فى سرد الأحداث سهل بسيط ، مرتبة الأحداث
أعجبنى جدا رضاء الصياد بنصيبه من الدنيا ،
أعجبنى أيضا هذا الجزء من النص والذى يقول
{{سقط وسقطت النقود من بين يديه حين تهاوى على الأرض فتبعثرت في أرجاء الغرفة,انحنت أم عامر على زوجها المحتضر الذي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة وغمرته بكلتا ذراعيها وضمته إلى صدرها ذارفة دموعها التي أبت إلا أن تنهمر فوق جسده وتودعه}}
إمراة صابرة ، حتى بعد أن وهبها الله من نعمه (المال الوفير) فكان زوجها أعز وأغلى من الدنيا وما فيها
هذا هو الوفاء والمودة والرحمة
أتمنى لك مزيد من التألق
:014:
الأخت الكريمة مرحة عبد الوهاب
أشكرك جدا لمرورك وحضورك لنصي المتواضع
وكم سرني اعجابك ورأيك به
لك مني كل المودة والامتنان

أديبه نشاوي
25-02-2009, 09:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

المبدعة أديبة نشاوي،

أجدت السرد والوصف معا، انسياب سلسل ومتقن لمجريات الحدث، تحكم واضح في حبكة النص

لعبة القدر، العنوان تماشى وتيمة القصة، فكانت النهاية فعلا لعبة للقدر، فبعد طول حرمان وشقاء

يأتي الفرج والفرح ليعقبهما في نفس اللحظة حزن وترح.

إنه فعلا قدر تلك العائلة أن تستمر في معاناتها وكأن الفرح خلق ليكون عنونا للموت.

احترامي لك ولقلمك.
مشرفتنا الكريمة سعيدة الهاشمي
شهادتك أعتز بها فقد أدخلت السرور الى قلبي
أشكر حضورك ومرورك الغالي
بارك الله بك
لك كل المودة والامتنان والاحترام

هشام عزاس
27-02-2009, 09:09 PM
المورقـــة / أديبــة

لعبة القدر / عنوان مؤثر يجعلنا نتساءل أهي لعبة للقدر فعلا ؟؟؟ أم أنّ متخيلاتنا هي من أوجدت هذه اللعبة و راحت تؤسس لها و ترسمُ حدودها و قوانينها .
إذا ما نظرنا إلى نواميس الكون بعين مبصرة نجدنا نقرُ بأنّ هذه اللعبة مجرد وهم نحن من صنعناه إمّا نتيجة نرجسية أو نتيجة احباط .

هذا عن مضمون العنوان , أما إذا وقفنا على العمل القصصي هنا فنجده ناجحا من حيث التصوير و الابداع , و قد نجحت الكاتبة في سرد الأحداث بأسلوب مشوق يجعلنا نعيش تفاصيل الحدث و نتفاعل معه وجدانيا .

أوافق الفاضل علاء الدين في تحفظه فليست في الأقدار عبثية / على الأقل هذا في تصوراتنا نحن كمسلمين .
أظن أن هذه العبثية جاءت من خلال اطلاعنا على الأدب الغربي و تأثيره فينا و قبلنا كتاب و أدباء الحداثة و الذين قرأنا و ما زلنا نقرأ لهم , و لذلك وجب علينا أن نضع هذا الأمر نصب أعيننا و نتفطن له كقراء لنا خلفية دينية معينة تلزمنا بذلك . و أنا شخصيا من عهد قريب كنتُ أرى في عبثية الأقدار و سخريتها ضربا من الابداع اللفظي و الأدبي و لكن الحمد لله وجدتُ من يصحح لي هذه المفاهيم .

تبقى القصة في نظري ناجحة أدبيا و تستحق المناقشة فكريا .

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــام

أديبه نشاوي
01-03-2009, 09:26 PM
المورقـــة / أديبــة

لعبة القدر / عنوان مؤثر يجعلنا نتساءل أهي لعبة للقدر فعلا ؟؟؟ أم أنّ متخيلاتنا هي من أوجدت هذه اللعبة و راحت تؤسس لها و ترسمُ حدودها و قوانينها .
إذا ما نظرنا إلى نواميس الكون بعين مبصرة نجدنا نقرُ بأنّ هذه اللعبة مجرد وهم نحن من صنعناه إمّا نتيجة نرجسية أو نتيجة احباط .

هذا عن مضمون العنوان , أما إذا وقفنا على العمل القصصي هنا فنجده ناجحا من حيث التصوير و الابداع , و قد نجحت الكاتبة في سرد الأحداث بأسلوب مشوق يجعلنا نعيش تفاصيل الحدث و نتفاعل معه وجدانيا .

أوافق الفاضل علاء الدين في تحفظه فليست في الأقدار عبثية / على الأقل هذا في تصوراتنا نحن كمسلمين .
أظن أن هذه العبثية جاءت من خلال اطلاعنا على الأدب الغربي و تأثيره فينا و قبلنا كتاب و أدباء الحداثة و الذين قرأنا و ما زلنا نقرأ لهم , و لذلك وجب علينا أن نضع هذا الأمر نصب أعيننا و نتفطن له كقراء لنا خلفية دينية معينة تلزمنا بذلك . و أنا شخصيا من عهد قريب كنتُ أرى في عبثية الأقدار و سخريتها ضربا من الابداع اللفظي و الأدبي و لكن الحمد لله وجدتُ من يصحح لي هذه المفاهيم .

تبقى القصة في نظري ناجحة أدبيا و تستحق المناقشة فكريا .
[/font
[font=simplified arabic]اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــام
الأخ الكريم هشام عزاس
سعدت بحضورك القيم جدا وشكرالرأيك أكثر
أنا معك في تحفظك والأخ الكريم علاء في فكرة عبثية القدر
وأنا حقيقة كتبت هذه القصة منذ زمن في أول بداياتي وربما
كان السبب كما أشرت انت الى نوع من الاحباط وليس النرجسية
ولكني الآن وددت نشر القصة دون تعديل لكن ان احتاج الأمر لذلك فلا بأس
بارك الله بك ولك كل التقدير والاحترام