تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفشل الوظيفي لبنكرياس الحقيقة



شريفة العلوي
18-02-2009, 10:59 PM
لزج ذاك الحجر الذي تتلبسه روح العصيان ويرتدي لكل عيد سعيد قميص التمرد وكأنه أصيب بلوثة مس مباغتة لم تكن في حسبان "أقصى التوجس" , وينفلت ضوءه الزجاجي من بين الأصابع في تردد الصوت و ارتداد البحة التي تهز خواصر الصدى حين لا اسمع صوتك .. و طغيان جرحي يميط من الدروب آثار خطوات الصبر للعابرين من ذاك الوجع , متناسية بأن ما حدث هناك لابد و أن يحدث هنا ولم العجب والتعجب ..
فيأتيني صوت الليل جاثيا على أوتار قيثارة حلم داهمها الفجر قبل أن تستريح من وعثاء العزف , ساهيا بأن الأرق كان سيد المواقف , باعثا للسخرية والركض خلف ظلال الطرائف ..
هل كانت الأحلام الغائبة عبارة عن رائحة تبحث عن الأنف ؟
أم كان للأنف حسابات أخرى مستعينا على خيانة الحواس بانتهاك الإحساس ؟
عبث ذلك الوجع الذي يرصع جباه الأنين إذا لم يتحمل صليل سيوف الليل الغاشم , وانتظار يحد سكاكين التمادي مسلطا نصال الرعب على رقاب تتربص بانبلاج فجرٍ يتسلل من نافذة العهد ..
والعهود مصلوبة على عقرب الساعة السام ما بين الإنعتاق و الاعتناق لأن العزف على أصابع جمر المعاناة , معاناة المعاناة وأناة الصبر والحلم في درب ليس له نهاية , غابات أوجاع دائمة الجرح وذاتية الرواء ..و لهذه الروح ما يشفع من أكوام غبار شيده زمن العصف الذي كان يساقط من النخيل شظايا صفرة الجريد , وكان ظني البديهي إنه لمعان البلح والزبد على أطراف الشاطي لالئ البسمة.. حتى باغتتني بأسئلة حبلى في جواب خديج ..
أعرت سمعي لصوت يخرج من أعماقي و يقول : أو أليس الصبر والصمت إزاء كل هذا نبوءة الحكمة ؟
وجاء الصوت مكللا بالحرج وكأنه أجبر على تقبيل قنفذا أورثه ببسمة دامية بل كأنه دعي الى مائدة عامرة بجماجم آلامه وألفيت ذاتي تحيط بي من كل جهاتها لتؤكد إن الأرض مازالت تدور دون ان تُشحن بالبطارية , وأن المطر مازال يوزع حصص السقاء لكل بقعة جف طينها , والثريات تراقص الدجى في الليالي حتى تقتفي أثر آخره , ولماذا النظر من ثقب نافذة آيلة للإغلاق لماذا؟ ..
بل ربما هذا سماد لحقول بلاءٍ أُخرْ ..واستمرار لتلك العلة والضرر ..إجترار لانتكاسة القمر في السحر ..
وما بقي من الحلم ينتظر النضوج على أيادي المواسم المقبلة ..وهل يتأهب الغد لمراسم الإجابة التي أثبتت معامل الطب عجزها أمام الفشل الوظيفي لبنكرياس الحقيقة ؟.

راضي الضميري
18-02-2009, 11:47 PM
سمعته يقول ناصحًا لقلب أتعبه سهر الليالي : لا تجزع فثمة بقعة ضوء لم نرها بعد ، و لعلّها تبحثُ عنّا ونحن لا ندري . ثمّ ذهب وترك من خلفه بقعة كبيرة من الدماء و كان جرحه ما زال ينزف .
صُدم الساهر ، ثمّ تلمس الجرح وهو يردّد : لعمري ... ما زلت في بداية حلمي .
نسيّ رائحة الدم ، وبرأ الأحلام من تهم التواطؤ ، وذهب يبحثُ عن نفسه وعن محارة شوق وضع فيها ذات ليلة عبارة كتبها بحبر دمه ، أحبك يا فجر وبرسم بالأمل سأنتظر ، أين ألقى بها ، لم يعد يتذكّر .
كل البحور لي ، يا بحر خذ مني حتى ترضى . فأنا والحلم توأمان سياميان لا ننفصل .
عند أول حكمة حفظتها ذات جرح ، لا تتوقف ولا تنظر إلى الوراء ، ودع العابرين فوق جثث الأحياء يسرقون الأمل ، وأنت لأنت غذاء ، فدع الحلم يجري ، وكلما تعثرت قمْ وتابع سيرك .
" وما بقي من الحلم ينتظر النضوج على أيادي المواسم المقبلة " وقد يأتي الغيث ومن حيث لا ندري ، وكم كنّا نظنّ أنّها لن تفرج .
لقلب ما زال يأمل .. أديبتنا شريفة العلوي كوني بخير
تقديري واحترامي

هشام عزاس
19-02-2009, 10:04 PM
الأديبة / شريفة العلوي

فيما أنتِ تعتقدين أن هناك فشل وظيفي أصاب جسد الحقيقة مما منع الحلم من أن يتحقق , أظن بدوري أن العجز و الفشل طال كل الوظائف في جسد الحلم ذاته و الذي استسلم للنوم من كثرةِ ما أرهقناه و أتعبناه من نداءات لا تمل و لا تيأس في حثه على أن يتجسد واقعا ملموسا , حُلما أدهشناه برؤى متعددة و طرائق متنوعة ففقد البصر و خاف على البصيرة فدفنها حيث الحقيقة .

و إني لأتساءل معكِ عن جدوى النضوج في عالم لا يطيبُ له سوى قطف الثمار قبل أوان نضوجها , في عالم يحترقُ شوقا لرؤية ما تمنته الأفئدة , و حلمت به الأرواح و لا يهتمُ إذا فاز بالسباق و لو بالحيلة , حتى لو استعمل عن قصد الحبوب المنشطة التي تمنحهُ فوزا آنيا , فتتراخى عضلاته قبل أن يستلذ طعم الفرحة .

هي معادلة صعبة للذين يحاولون أن يصنعوا لأنفسهم مجدا آنيا تطربُ آذانهم لسماع وقعه و تبتسمُ عيونهم لشعارات وصفه , و بين الذين يعملون لصناعة مجد آت قد لا يكونون فيه و لا يستنشقون عبيره , و لكنهم أعقلُ من الاستمتاع بلذة عابرة ( عند هؤلاء تكمن الحقيقة و تتعرى واضحة من خلال منظور خاص عميق)

ربما ابتعدتُ قليلا عن مضمون النص , و لكن بلا شك هذه القراءة أتت من خلال امتداداته في الذهن و وميضه الذي نتج عن الأسلوب الباهر الذي تعتمدينهُ في كتابتكِ الفريدة .

دمت بهذا الرقي و الإبداع ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام

شيماء عبد المنعم
20-02-2009, 04:51 PM
الراقية حتى الإعجاز...شريفة العلوي

رمحك أصاب قلب الحياة بعمق
أثار ذهول المارين لبعد المسافة..ودقة التصويب..


لغة متفردة بأبجديتها تلك التي تمتهني الذوبان فيها

أتعلمين...
هناك دوما ركن في الغرفة الدائرية!!
لكننا نأبى أن نراه كثر ما أجتاحنا الضباب

بوح رائع
وتنفيس عن لهب حار
خرج ليرطبه الهواء..موازناُ
ليترك ..رغم كل شيء..هنيهات دفئ



ما أبهاكِ

شيماء

شريفة العلوي
20-02-2009, 09:17 PM
سمعته يقول ناصحًا لقلب أتعبه سهر الليالي : لا تجزع فثمة بقعة ضوء لم نرها بعد ، و لعلّها تبحثُ عنّا ونحن لا ندري . ثمّ ذهب وترك من خلفه بقعة كبيرة من الدماء و كان جرحه ما زال ينزف .
صُدم الساهر ، ثمّ تلمس الجرح وهو يردّد : لعمري ... ما زلت في بداية حلمي .
نسيّ رائحة الدم ، وبرأ الأحلام من تهم التواطؤ ، وذهب يبحثُ عن نفسه وعن محارة شوق وضع فيها ذات ليلة عبارة كتبها بحبر دمه ، أحبك يا فجر وبرسم بالأمل سأنتظر ، أين ألقى بها ، لم يعد يتذكّر .
كل البحور لي ، يا بحر خذ مني حتى ترضى . فأنا والحلم توأمان سياميان لا ننفصل .
عند أول حكمة حفظتها ذات جرح ، لا تتوقف ولا تنظر إلى الوراء ، ودع العابرين فوق جثث الأحياء يسرقون الأمل ، وأنت لأنت غذاء ، فدع الحلم يجري ، وكلما تعثرت قمْ وتابع سيرك .
" وما بقي من الحلم ينتظر النضوج على أيادي المواسم المقبلة " وقد يأتي الغيث ومن حيث لا ندري ، وكم كنّا نظنّ أنّها لن تفرج .
لقلب ما زال يأمل .. أديبتنا شريفة العلوي كوني بخير
تقديري واحترامي

أخي المبدع راضي الضميري
لا شك النص الاولاني يسحب القارئ من فكره وذاكرته ويستفز قريحته وهنا قد يختلف قارئ عن قارئ نظرا لتباين الناس في طريقة تفكيرهم وتفاوت مستويات ثقافاتهم بالاضافة الى قوة الفروق الفردية وهنا حضورك كان تواجدا منتجا لنص آخر بل نص تفوق على النص السابق ولكنه رافق افكاره حتى ضفاف الحلم
تقديري وفائق احترامي

سامح محرم السعيد
20-02-2009, 11:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختنا الأديبه الفاضله
والله أمام هذه المفردات العاديه جدا
أراكِ تستخدمينها بشكل مبهر وغير مسبوق
تعجز كل كلماتي

يكفي هذا العنوان " الفشل الوظيفي لبنكرياس الحقيقة"

حفظك الله

شريفة العلوي
21-02-2009, 05:09 PM
الأديبة / شريفة العلوي

فيما أنتِ تعتقدين أن هناك فشل وظيفي أصاب جسد الحقيقة مما منع الحلم من أن يتحقق , أظن بدوري أن العجز و الفشل طال كل الوظائف في جسد الحلم ذاته و الذي استسلم للنوم من كثرةِ ما أرهقناه و أتعبناه من نداءات لا تمل و لا تيأس في حثه على أن يتجسد واقعا ملموسا , حُلما أدهشناه برؤى متعددة و طرائق متنوعة ففقد البصر و خاف على البصيرة فدفنها حيث الحقيقة .

و إني لأتساءل معكِ عن جدوى النضوج في عالم لا يطيبُ له سوى قطف الثمار قبل أوان نضوجها , في عالم يحترقُ شوقا لرؤية ما تمنته الأفئدة , و حلمت به الأرواح و لا يهتمُ إذا فاز بالسباق و لو بالحيلة , حتى لو استعمل عن قصد الحبوب المنشطة التي تمنحهُ فوزا آنيا , فتتراخى عضلاته قبل أن يستلذ طعم الفرحة .

هي معادلة صعبة للذين يحاولون أن يصنعوا لأنفسهم مجدا آنيا تطربُ آذانهم لسماع وقعه و تبتسمُ عيونهم لشعارات وصفه , و بين الذين يعملون لصناعة مجد آت قد لا يكونون فيه و لا يستنشقون عبيره , و لكنهم أعقلُ من الاستمتاع بلذة عابرة ( عند هؤلاء تكمن الحقيقة و تتعرى واضحة من خلال منظور خاص عميق)

ربما ابتعدتُ قليلا عن مضمون النص , و لكن بلا شك هذه القراءة أتت من خلال امتداداته في الذهن و وميضه الذي نتج عن الأسلوب الباهر الذي تعتمدينهُ في كتابتكِ الفريدة .

دمت بهذا الرقي و الإبداع ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام


أخي الأديب المبدع هشام عزاس
البحث والتقصي في اركان وزوايا المفردة شعيرة من شعائر الإبداع وقناعة المبدع الحقيقي عندما يتناول المكتوب بأدواته الفكرية والقدرة الإبداعية فما نتج عن قراءتك لنصي لهو إبداع يسمو فوق هامات الذرى .
تقديري ووافر إحترامي

شريفة العلوي
22-02-2009, 03:40 PM
الراقية حتى الإعجاز...شريفة العلوي
رمحك أصاب قلب الحياة بعمق
أثار ذهول المارين لبعد المسافة..ودقة التصويب..
لغة متفردة بأبجديتها تلك التي تمتهني الذوبان فيها
أتعلمين...
هناك دوما ركن في الغرفة الدائرية!!
لكننا نأبى أن نراه كثر ما أجتاحنا الضباب
بوح رائع
وتنفيس عن لهب حار
خرج ليرطبه الهواء..موازناُ
ليترك ..رغم كل شيء..هنيهات دفئ
ما أبهاكِ
شيماء

المبدعة حد الدهشة
والمدهشة حد الإبداع
شيماء عبدالمنعم
وكأن بمنقار قلمك سحابة ملئ بقطرات بلورية , زرعت السطور بخطوات الحبور
ها أنا الان استجمع بعثرة الذهول آثر هذا الجمال
دمت أيتها القريبة من القلب

شريفة العلوي
24-03-2009, 10:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختنا الأديبه الفاضله
والله أمام هذه المفردات العاديه جدا
أراكِ تستخدمينها بشكل مبهر وغير مسبوق
تعجز كل كلماتي
يكفي هذا العنوان " الفشل الوظيفي لبنكرياس الحقيقة"
حفظك الله


الأخ الفاضل سامح محرم

جزيل شكري لهذا المرور هذا الألق

الذي أبتهجت به الحروف اثر قراءتك الشيقة

وحفظك الله .