تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غواية الشكل الشعري وخطأ التعصب..



محمد الأمين سعيدي
20-02-2009, 05:50 PM
غواية الشكل الشعري وخطأ التعصب
الشاعر:محمد الأمين سعيدي
إننا حين نتحدث عن الشعر هذا الكائن العجائبيّ الذي لا يزال منذ آلاف السنين يسكن قلب الإنسان ، ويغمر حياته بالسحر والجمال والغناء ، فإننا -لا ريب- نتحدث عن أرقى مستويات التعبير اللغويّ ، وأخطرها على الإطلاق . لأنه -أي الشعر- يتّحد مع اللغة وذلك من أجل خلق لغة أخرى ، تشبهها وتختلف عنها : تشبهها من حيث أنها مستقاة منها وقائمة على أساسها ، وتختلف عنها من حيث أنها تخرج تلك اللغة من دلالاتها الذاتية المباشرة وتمنحها دلالات إيحائية تقبل التأويل واحتمالية القراءة.
ولا ريب أن الفرق بين لغة الشعر وبين لغة الفنون الكتابية الأخرى ، أنّ الأولى ترفض الإخبار ، وتكتفي بالتلميح والإشارة لأنها قائمة على الرمز ومرتكزة على التصوير والتخييل.
ونحن ما مهّدنا بهذا الكلام إلا لنؤكد أنّ جوهر الشعر يكمن في لغته وما تحمله من ملامح أسلوبية وخصائص لسانية ، وليس في القالب الذي يُعبّر عنه ، أو التشكيلة الموسيقية التي تحتويه.
وسعينا هنا ليس إشعال حرب الأشكال الشعرية من جديد ، لأن مثل هذا الأمر أضرّ بالشعر أكثر مما نفعه ، ولكنّ غايتنا هي أبعد من ذلك بكثير ، والدافع إليها هو ما نراه ونشاهده من انحياز إلى شكل دون غيره ، وإقصاء لبقيّة الأشكال الأخرى.
إنّ الشعر العربيّ المعاصر قائم لا محالة على أشكال معينة محددة هي : "العمودي" الذي يُمثل التشكيل الموسيقيّ الموروث عن الأجداد ، و"التفعيليّ" الذي اتخذ لنفسه التفعيلة أساسا يقوم عليها وزنه ونغماته بطريقة دائرية تدويريّة ، و"قصيدة النثر" التي تمثل الثورة على الجديد والتي راحتْ تبحث لنفسها عن موسيقا شعرية أخرى ليستْ قائمة على العروض على كل حال ، بل هي نابعة من عمق اللغة ، وما يحدث داخلها من تفاعلات وتواشجات من شأنها أنْ توفِّر النغميّة وأنْ تُولِّد الجرس ، وهذه النغميّة الخفيّة أوالإيقاع الداخليِّ ليس متاحا لكل الشعراء في نظرنا على الأقل.
إذن فأشكال الشعر العربيّ المعاصر هي ثلاثة كما حدّدناها سابقا ، تولّد حديثها وهو التفعيلة من أقدمها وهو الشعر العموديّ ، وقام أحدثها أي قصيدة النثر على ثورة على الشكلين السابقين عن طريق هدم بعض الجدران الفاصلة بين الشعر والنثر.
ولكل من هذه الأشكال ملامح خاصة توجد فيه وتنعدم في غيره ، فالشكل أو القالب العموديّ يتميّز بغنائيّته الصاخبة وبتساوي مساحة القول في أبياته(صدرا وعجزا) وبقافيته الموحَّدة في الغالب . إضافة إلى قِدمه وامتداده في عمق التاريخ العربيّ.
هذه الحصائص هي نفسها التي دعتْ الشاعر العربيّ المعاصر إلى الثورة عليها عن طريق البحث عن شكل موسيقيّ يتناسب مع روح العصر ويتلائم مع نفسية الشاعر في حدّ ذاته ، ذاك أنّ الأوزان الحرة كما ترى نازك الملائكة "تتيح للفرد العربيّ أنْ يهرب من أجواء الرومانسية إلى جو الحقيقة الواقعية ، وقد تلفَّت الشاعر إلى أسلوب الشطرين فوجده يتعارض مع هذه الرغبة عنده ، لأنه من جهة مقيد بطول محدود للسطر وبقافية موحَّدة لا يصح الخروج عنها ، ولأنّه من جهة أخرى حافل بالغنائية والتزويق والجمالية العالية"(1) .
أما قصيدة النثر فقد أخذتْ على عاتقها مهمة تفجير القوالب الجاهزة ، ومحاولة البحث عن احتمالات موسيقية تتجدّد مع كل نص جديد ، فيتحدّد معه طعمها ورائحتها ولونها.
وإنه لمن الوهم أنْ يظنّ شخص أنّ الفرق ببين هذه الأشكال المذكورة هو فرق حادث على مستوى النغم والموسيقى فقط ، بل إنّ الفرق بينها يرجع إلى مرجعية فكرية عميقة ، فالفرق الجوهريّ بين القصيدة العمودية والقصيدة المعاصرة(تفعيلة وقصيدة النثر) هو في حقيقته فرق بين عقليتين عربيتين : عقلية قديمة أنتجتْ شكلا عموديا ، وعقلية حديثة استخلصتْ من العمود القديم أساسا نغميا يجعل من التفعيلة ركيزة للوزن ، فأنتجتْ شكلا معاصرا .
وانطلاقا من هذه الفروق ذاتها ، نرى أنّ كل شكل من هذه الأشكال يمنحنا احتمالات معينة للكتابة والبوح لا توجد في غيره ، كما أنّ كل واحد منها يمتلك عدّة إمكانات للتجديد ، لا ينتبه إليها إلا شاعر حقيقيّ متمكن جيدا من أدواته الإبداعية والتعبيرية ، وهذا ما رأيناه عند كثير من شعراء الحداثة الرواد الذين استطاعوا أن يتجاوزوا قِدمَ الشكل أو حداثته ، وأن يُؤسسوا لمفهومات جديدة استطاعوا من خلالها أن يتخطّوا إشكالية القوالب إلى ما يُعرف بالكتابة أو بالنص(2).
فالعيب لم يكن قط في الإشكال الشعرية ، وإنما هو في الشاعر نفسه . فكثير من شعراء التفعيلة (الهواة)الذين وقعوا عبيدا لنماذج شعرية رائدة ، وآخرون من شعراء قصيدة النثر الذين غطاهم محمد الماغوط بردائه ، وأكثر شعراء العموديّ (المبتدئين) الذين لم يخلعوا بعد عباءة المتنبي ، لا ترجع مصيبتهم إلى القالب الشعريّ الذي اختاروه لأنفسهم ، وإنما تعود إليهم بالدرجة الأولى لأنهم ببساطة يُجيدون التقليد ويُتقنون المحاكاة.
إنّ الشعر كبنية فنية تحمل في داخلها بنية دلالية لا يُمكن أن نُخضِعه لقالب محدّد ، أو لتشكيلة موسيقية بعينها لأنه هو الذي يُسيطر على القوالب والأشكال ويُسخِّرها لما يريد هو أن يقوله بواسطة ما يمتلكه من أدوات جمالية وفنية تجعله يعرض اللغة بصورٍ غير مألوفة ، وبمظاهر استثنائية تمشي على أرضية واسعة من الإيحاء والإشارة ، وتُحلِّق في فضاء أوسع من التصوير والتخييل.
بناء على هذا الطرح ، واستنادا على هذه الرؤية يجب علينا أن نكفَّ عن اتهام الأشكال الشعرية ، لأنها مجرد وسائل وأدوات نتحكم فيها ، وأن نلتفتَ إلى أنفسنا ونسمع جيدا لذواتنا حتى نكتب بالصورة التي تليق بالشعر ، مهما كان الشكل الذي نختاره ، ومهما كانت التصورات والأفكار التي نعتقدها ونؤمن بها.
مدينة سعيدة يوم:19/2/2009.
الإحالات:
(1)د.حبيب بوهرر .تشكل الموقف النقدي عند أدونيس ونزار قباني.عالم الكتاب العربيّ.2008.ص108.
(2) يُمكن حتى للقارئ العاديّ أن يُلاحظ الفرق بين القصيدة العمودية التي كتبها أدونيس مثلا، وبين ما نظمه الشعراء المحافظون . لأن أدونيس ببساطة يعرف جيدا كيف يُسخر هذا الشكل القديم من أجل إنتاج نصوص جد حداثية.أنظر ماذا يقول(أو كيف يقول) في قصيدة "شجرة الليل والنهار" وهي من بحر الخفيف:
ويُضيءُ الليلُ الصّديقُ, وتنسى نفسَــها في فراشيَ الأيامُ
ثمّ, إذ تسقطُ الينابيعُ في صد ري ,وتُرْخي أزرارَهــا وتَنامُ
أُوقِظُ الماءَ والمرايا, وأجلو مثلَها, صَفْحةَ الرؤى, وأنامُ .
.

الطنطاوي الحسيني
20-02-2009, 06:23 PM
غواية الشكل الشعري وخطأ التعصب
الشاعر:محمد الأمين سعيدي
إننا حين نتحدث عن الشعر هذا الكائن العجائبيّ الذي لا يزال منذ آلاف السنين يسكن قلب الإنسان ، ويغمر حياته بالسحر والجمال والغناء ، فإننا -لا ريب- نتحدث عن أرقى مستويات التعبير اللغويّ ، وأخطرها على الإطلاق . لأنه -أي الشعر- يتّحد مع اللغة وذلك من أجل خلق لغة أخرى ، تشبهها وتختلف عنها : تشبهها من حيث أنها مستقاة منها وقائمة على أساسها ، وتختلف عنها من حيث أنها تخرج تلك اللغة من دلالاتها الذاتية المباشرة وتمنحها دلالات إيحائية تقبل التأويل واحتمالية القراءة.
ولا ريب أن الفرق بين لغة الشعر وبين لغة الفنون الكتابية الأخرى ، أنّ الأولى ترفض الإخبار ، وتكتفي بالتلميح والإشارة لأنها قائمة على الرمز ومرتكزة على التصوير والتخييل.
ونحن ما مهّدنا بهذا الكلام إلا لنؤكد أنّ جوهر الشعر يكمن في لغته وما تحمله من ملامح أسلوبية وخصائص لسانية ، وليس في القالب الذي يُعبّر عنه ، أو التشكيلة الموسيقية التي تحتويه.
وسعينا هنا ليس إشعال حرب الأشكال الشعرية من جديد ، لأن مثل هذا الأمر أضرّ بالشعر أكثر مما نفعه ، ولكنّ غايتنا هي أبعد من ذلك بكثير ، والدافع إليها هو ما نراه ونشاهده من انحياز إلى شكل دون غيره ، وإقصاء لبقيّة الأشكال الأخرى.
إنّ الشعر العربيّ المعاصر قائم لا محالة على أشكال معينة محددة هي : "العمودي" الذي يُمثل التشكيل الموسيقيّ الموروث عن الأجداد ، و"التفعيليّ" الذي اتخذ لنفسه التفعيلة أساسا يقوم عليها وزنه ونغماته بطريقة دائرية تدويريّة ، و"قصيدة النثر" التي تمثل الثورة على الجديد والتي راحتْ تبحث لنفسها عن موسيقا شعرية أخرى ليستْ قائمة على العروض على كل حال ، بل هي نابعة من عمق اللغة ، وما يحدث داخلها من تفاعلات وتواشجات من شأنها أنْ توفِّر النغميّة وأنْ تُولِّد الجرس ، وهذه النغميّة الخفيّة أوالإيقاع الداخليِّ ليس متاحا لكل الشعراء في نظرنا على الأقل.
إذن فأشكال الشعر العربيّ المعاصر هي ثلاثة كما حدّدناها سابقا ، تولّد حديثها وهو التفعيلة من أقدمها وهو الشعر العموديّ ، وقام أحدثها أي قصيدة النثر على ثورة على الشكلين السابقين عن طريق هدم بعض الجدران الفاصلة بين الشعر والنثر.
ولكل من هذه الأشكال ملامح خاصة توجد فيه وتنعدم في غيره ، فالشكل أو القالب العموديّ يتميّز بغنائيّته الصاخبة وبتساوي مساحة القول في أبياته(صدرا وعجزا) وبقافيته الموحَّدة في الغالب . إضافة إلى قِدمه وامتداده في عمق التاريخ العربيّ.
هذه الحصائص هي نفسها التي دعتْ الشاعر العربيّ المعاصر إلى الثورة عليها عن طريق البحث عن شكل موسيقيّ يتناسب مع روح العصر ويتلائم مع نفسية الشاعر في حدّ ذاته ، ذاك أنّ الأوزان الحرة كما ترى نازك الملائكة "تتيح للفرد العربيّ أنْ يهرب من أجواء الرومانسية إلى جو الحقيقة الواقعية ، وقد تلفَّت الشاعر إلى أسلوب الشطرين فوجده يتعارض مع هذه الرغبة عنده ، لأنه من جهة مقيد بطول محدود للسطر وبقافية موحَّدة لا يصح الخروج عنها ، ولأنّه من جهة أخرى حافل بالغنائية والتزويق والجمالية العالية"(1) .
أما قصيدة النثر فقد أخذتْ على عاتقها مهمة تفجير القوالب الجاهزة ، ومحاولة البحث عن احتمالات موسيقية تتجدّد مع كل نص جديد ، فيتحدّد معه طعمها ورائحتها ولونها.
وإنه لمن الوهم أنْ يظنّ شخص أنّ الفرق ببين هذه الأشكال المذكورة هو فرق حادث على مستوى النغم والموسيقى فقط ، بل إنّ الفرق بينها يرجع إلى مرجعية فكرية عميقة ، فالفرق الجوهريّ بين القصيدة العمودية والقصيدة المعاصرة(تفعيلة وقصيدة النثر) هو في حقيقته فرق بين عقليتين عربيتين : عقلية قديمة أنتجتْ شكلا عموديا ، وعقلية حديثة استخلصتْ من العمود القديم أساسا نغميا يجعل من التفعيلة ركيزة للوزن ، فأنتجتْ شكلا معاصرا .
وانطلاقا من هذه الفروق ذاتها ، نرى أنّ كل شكل من هذه الأشكال يمنحنا احتمالات معينة للكتابة والبوح لا توجد في غيره ، كما أنّ كل واحد منها يمتلك عدّة إمكانات للتجديد ، لا ينتبه إليها إلا شاعر حقيقيّ متمكن جيدا من أدواته الإبداعية والتعبيرية ، وهذا ما رأيناه عند كثير من شعراء الحداثة الرواد الذين استطاعوا أن يتجاوزوا قِدمَ الشكل أو حداثته ، وأن يُؤسسوا لمفهومات جديدة استطاعوا من خلالها أن يتخطّوا إشكالية القوالب إلى ما يُعرف بالكتابة أو بالنص(2).
فالعيب لم يكن قط في الإشكال الشعرية ، وإنما هو في الشاعر نفسه . فكثير من شعراء التفعيلة (الهواة)الذين وقعوا عبيدا لنماذج شعرية رائدة ، وآخرون من شعراء قصيدة النثر الذين غطاهم محمد الماغوط بردائه ، وأكثر شعراء العموديّ (المبتدئين) الذين لم يخلعوا بعد عباءة المتنبي ، لا ترجع مصيبتهم إلى القالب الشعريّ الذي اختاروه لأنفسهم ، وإنما تعود إليهم بالدرجة الأولى لأنهم ببساطة يُجيدون التقليد ويُتقنون المحاكاة.
إنّ الشعر كبنية فنية تحمل في داخلها بنية دلالية لا يُمكن أن نُخضِعه لقالب محدّد ، أو لتشكيلة موسيقية بعينها لأنه هو الذي يُسيطر على القوالب والأشكال ويُسخِّرها لما يريد هو أن يقوله بواسطة ما يمتلكه من أدوات جمالية وفنية تجعله يعرض اللغة بصورٍ غير مألوفة ، وبمظاهر استثنائية تمشي على أرضية واسعة من الإيحاء والإشارة ، وتُحلِّق في فضاء أوسع من التصوير والتخييل.
بناء على هذا الطرح ، واستنادا على هذه الرؤية يجب علينا أن نكفَّ عن اتهام الأشكال الشعرية ، لأنها مجرد وسائل وأدوات نتحكم فيها ، وأن نلتفتَ إلى أنفسنا ونسمع جيدا لذواتنا حتى نكتب بالصورة التي تليق بالشعر ، مهما كان الشكل الذي نختاره ، ومهما كانت التصورات والأفكار التي نعتقدها ونؤمن بها.
مدينة سعيدة يوم:19/2/2009.
الإحالات:
(1)د.حبيب بوهرر .تشكل الموقف النقدي عند أدونيس ونزار قباني.عالم الكتاب العربيّ.2008.ص108.
(2) يُمكن حتى للقارئ العاديّ أن يُلاحظ الفرق بين القصيدة العمودية التي كتبها أدونيس مثلا، وبين ما نظمه الشعراء المحافظون . لأن أدونيس ببساطة يعرف جيدا كيف يُسخر هذا الشكل القديم من أجل إنتاج نصوص جد حداثية.أنظر ماذا يقول(أو كيف يقول) في قصيدة "شجرة الليل والنهار" وهي من بحر الخفيف:
ويُضيءُ الليلُ الصّديقُ, وتنسى نفسَــها في فراشيَ الأيامُ
ثمّ, إذ تسقطُ الينابيعُ في صد ري ,وتُرْخي أزرارَهــا وتَنامُ
أُوقِظُ الماءَ والمرايا, وأجلو مثلَها, صَفْحةَ الرؤى, وأنامُ .
.
أخي محمد الآمين السعيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أكون أول مصافح لهذا المقال الثر الدفاق الجميل
أخي أنا معك فعلا في كل ما استخلصته من أن مشكلتنا ليست في قالب بعينه وإن كنت أميل للعمودي والتفعيلة ولا أعترف بالنثرية ولكن على كل حال لو قالت النثرية شيئ جميل وتحكم فيها قائلهما بشكل جيد وبفكر جميل فما الضير فهي أداة أما غير ذلك فيكون هبوط في المستوى وقوة اللغة وأيضا هبوط في المبادئ وإنحراف عن الطريق
أخي دمت بهيا يا صديقي أحييك على تكامل نصك وجمال سردك وتماسكه
أمتعنا وأشبعنا من هذا الجمال

معروف محمد آل جلول
20-02-2009, 06:24 PM
المحترم الأمين..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
مقال نقدي نظري ..
صيغ موضوعه في شكل منهجي تام..
حيث الانطلاقة من ..
شاعرية اللغة الشعرية..
اشتراك العروض واللغة في انتاج الموسيقى الشعرية ..
الاشكال الشعرية الثلاثة ..وخضوعها للذائقة الشعرية..
حسب طبيعة الإنسان وبيئته وتأثيراته..
وأخيرا ..
إلحاق النقائص الشعرية بالشاعر ذاته لابالشعر..
وهي حقيقة موضوعية ..
موضوع مفيد في تعريف الشكل الشعلري وعلاقته باللغة وبالموسيقى ..
بالغ تقديري..
بالتوفيق ـ إن شاء الله ـ

محمد الأمين سعيدي
23-02-2009, 08:18 PM
أخي محمد الآمين السعيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أكون أول مصافح لهذا المقال الثر الدفاق الجميل
أخي أنا معك فعلا في كل ما استخلصته من أن مشكلتنا ليست في قالب بعينه وإن كنت أميل للعمودي والتفعيلة ولا أعترف بالنثرية ولكن على كل حال لو قالت النثرية شيئ جميل وتحكم فيها قائلهما بشكل جيد وبفكر جميل فما الضير فهي أداة أما غير ذلك فيكون هبوط في المستوى وقوة اللغة وأيضا هبوط في المبادئ وإنحراف عن الطريق
أخي دمت بهيا يا صديقي أحييك على تكامل نصك وجمال سردك وتماسكه
أمتعنا وأشبعنا من هذا الجمال
أخي الحبيب..
شكرا على ردك الجميل ، وعلى تفاعلك مع المقالة .
الحقيقة إن دافعي لكتابتها هو ما نراه من تعصب إلى شكل أو لغيره مما أدى إلى ترك جوهر الشعر والاهتمام بسطحه.
تقبل تحياتي

الطنطاوي الحسيني
23-02-2009, 08:48 PM
أخي الحبيب..
شكرا على ردك الجميل ، وعلى تفاعلك مع المقالة .
الحقيقة إن دافعي لكتابتها هو ما نراه من تعصب إلى شكل أو لغيره مما أدى إلى ترك جوهر الشعر والاهتمام بسطحه.
تقبل تحياتي
أخي الحبيب محمد الآمين سعيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم أخي كل ما قلته جميل وفعلا هناك ضغط دائم في التفرقة بين كل الاشكال وكل يتعصب لشكله ولكن أنا معك قالب وقلبا بأن المهم هو المضمون لكن دع عنك أيضا أن العمودية في الشعر والتفعيلة من الشكلية فأنا أراها من ضمن المضامين فهي خاصية فريدة للغة العربية وليس هناك لغة بهذه القدرة تجد تقطيعها بمفراداتها يعطي هذا الجمال الفائق إلا اللغة العربية حتى ولو تساوت الشطرات فالبحر موسيقا والتفاعيل موسيقا فكيف نساوي اي كلام مهما كانت حلاوته وفائدته من اللغات الاخرى مع لغة الضاد فهي لغة القرآن اختصها الله بهذه الميزة المميزة المفردة لها فأنا أدافع عن عمودية وتفعيلة الشعر من حيث أنها ليست شكلا وإنما مضمون فهو جمال لا يجب أن نسلخه من لغتنا الجميلة أما جوهر المضمون فأنا معك فيه قلبا وقالبا فما قيمة الشعر إن كان في فسوق وكفر يدخل صاحبهما النار ويحمل ما يحمله من أوزار وما يضير القصيدة الحرة أو السطرية إن حملت قيمة جميلة رائعة تكسب بها القلوب والثواب أبدا لا يضير شيئ
وإنما جمال التفعيلة والوزن كمثل من لابد له من الوضوء قبل الصلاة فهل تتم صلاة بلا وضوء
طبعا ليس بهذه الوجوب والفرضية والله أعلم
دمت بهيا حبيبا أريبا تابع وأنا معك
دمت بقلب أخيك وأختلاف الرأي لا يفسد للود قضية أيها المفضال الكريم
أخوك طنطاوي

نادية بوغرارة
23-02-2009, 10:22 PM
طرح مميز ، و حوار مثمر ،

و يبقى العامل المشترك هو البحث عن الجودة
و الإجادة في استخدام لغة الضاد ، لإخراج
تراث شعري أو نثري رسالي ،
يخلو من ابتذال هواة اللهو و العبث ،
كما يخلو من فذلقة رواد الرمزية المفرطة المبهمة ،
التي لا يفك طلاسمها إلا الكاتب نفسه .

ما جدوى قصائد لامعة في سماء اللفظ ، متخمة بالاوزان ،
تسير على صراط العروض المستقيم ، و تتوفر على كل
خزّان من المحسنات البديعية و...،
و لكنها لا تحمل همّا و لا قضية ،
و لا تسهم في نهضة و لا ترقى بذوق القارئ،
و لا يخرج منها بفكرة ؟.

مازن لبابيدي
24-02-2009, 09:21 AM
الأخ الحبيب محمد الأمين
مقال ممتع ومفيد أجدت فيه وأبلغت أخي ..

قلت أخي :".... أنّ جوهر الشعر يكمن في لغته وما تحمله من ملامح أسلوبية وخصائص لسانية ، وليس في القالب الذي يُعبّر عنه ، أو التشكيلة الموسيقية التي تحتويه..."

وأرى أن الموسيقى هي أساس في التركيبة اللغوية الشعرية . وأتفق مع الأخ جلال في ما ذهب إليه من أن النثر يبقى نثرا . وهنا اسمح لي أن أتساءل ألا نبخس النثر قيمته وغناه إن نحن نسبناه إلى الشعر ؟ ، ومن قال أن النثر يجب أن يكون إخباريا فقط وأن النثر الذي يحوي دلالات إيحائية من حقه أن يسمى "شعرا" ؟ .

أستشهد هنا أخي محمد بما قلته أنت في مقالك :

"..هذه الخصائص هي نفسها التي دعتْ الشاعر العربيّ المعاصر إلى الثورة عليها عن طريق البحث عن شكل موسيقيّ يتناسب مع روح العصر "

"...أما قصيدة النثر فقد أخذتْ على عاتقها مهمة تفجير القوالب الجاهزة ، ومحاولة البحث عن احتمالات موسيقية تتجدّد مع كل نص جديد .."

هذا مني تساؤل المتعلم أخي , وأرجو منك التعليق والإفادة .

كل الحب والتقدير

محمد الأمين سعيدي
24-02-2009, 10:02 PM
المحترم الأمين..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
مقال نقدي نظري ..
صيغ موضوعه في شكل منهجي تام..
حيث الانطلاقة من ..
شاعرية اللغة الشعرية..
اشتراك العروض واللغة في انتاج الموسيقى الشعرية ..
الاشكال الشعرية الثلاثة ..وخضوعها للذائقة الشعرية..
حسب طبيعة الإنسان وبيئته وتأثيراته..
وأخيرا ..
إلحاق النقائص الشعرية بالشاعر ذاته لابالشعر..
وهي حقيقة موضوعية ..
موضوع مفيد في تعريف الشكل الشعلري وعلاقته باللغة وبالموسيقى ..
بالغ تقديري..
بالتوفيق ـ إن شاء الله ـ

يومكم سعيد.
الأستاذ معروف:
اسمح لي أولا قبل أن أرد على مداخلتك ، بأن أوجّه الشكر الكبير إلى كل إخواني الذين شاركوا هنا بآرائهم المتنوعة ، وبتصوراتهم التي أحترمها وأعلي من شأنها . لأننا في مثل هذه المواضيع إنما نبحث عن الرأي والرأي الآخر ، وأنا شخصيا أحمل من الآن شعار:"آراؤنا كلها قابلة لأن تردّ أو أن تُقبل"
...
...
الأستاذ معروف :
أرجع إليك مع اعتذاري .
أرى أنك قد قرأت المقالة ، وقبضتَ في أغلب ما قلتَ على تفاصيلها ، أو وصلتَ إلى أهمّ الأفكار التي بنيتُ على أساسها مقالتي هذه.
وسأنطلق في ردي على إخواني ـ الذين أنتظر ردودهم ـ من فكرة هامة وردتْ في ردك وهي :
شاعرية اللغة الشعرية..
إلى أن أرد تقبل تحياتي وشكري على فهمك وردك.

هشام عزاس
24-02-2009, 10:55 PM
أسجل حضور فقط بهذا المقال الذي نتج عنه حوار جميل , و لعدم تخصصي أخي محمد الأمين في الشعر و أوزانه , و عدم قبضتي على روحه التي أرى من خلال أراء شعرائنا الكرام أنها تنبع من شكله و مضمونه - أو كما قال الفاضل الطنطاوي أنه يرى شكل الشعر العمودي مضمونا في حد ذاته - .

كل ما يمكنني قوله أن الشعر على مختلف أشكاله المذكورة عندما يقدم صورة متحركة المعاني و تنشد هدفا راقيا و تتغلغلُ في وجدان المتلقي و تؤثرُ في ذهنه في أي اطار كانت هذه الصورة - ( الصورة الشعرية ) - أي أنها انعكاس للشاعرية أقصد الصورة / و يبقى الإطار مجرد شكل فقط / قد يكون في شكله العمودي أو في أي شكل آخر / المهم في نظري الشخصي أنه يبلّغ رسالته معتمدا فيها على ( المضمون + الجماليات + الشاعرية )

هذه مجرد وجهة نظر أو اجتهاد شخصي مني و أتمنى أن تقبلوا تطفلي .

بالغ محبتي ...

شيماء وفا
26-02-2009, 01:29 PM
أستاذي العزيز /
محمد الأمين سعيدي
مقالتك جعلتني أستفيد منها كثيرا كما أنني استمتعت حقا بالحوار الناتج عنها بينك والأساتذة الكرام
وأنا شخصيا أحمل من الآن شعار:"آراؤنا كلها قابلة لأن تردّ أو أن تُقبل"
كما أن هذا الشعار يجب أن يحمله الجميع فيجب علينا تقبل الرأي الآخر مع إدراكنا بأنه لا يجب على الآخر تقبل فكرنا أو رأينا دون إعتراض منه مع الإعتراف أننا أحيانا نخطيء بآرائنا
لذا يجب أيضا أن نؤمن بأننا قد نغير رأينا أحيانا
فالرأي متغير وليس ثابت فهو ليس من المسلمات فيجب أن لا نتسم بالجمود الفكري
فالكثير من الشعراء لاتعجبهم قصائد التفعيلة ولا يعترفون بالقصيدة النثرية ولا يتقبلون أي من الأفكار التي تدعمهما ولا يضعون إحتمال خطأ فكرهم ولو بنسبة ضئيلة

أخي العزيز
من المؤكد أنني سأتابع الحوار كي أستفيد من حواركم المثمر إن شاء الله
تحياتي

عبد القادر رابحي
28-02-2009, 01:04 PM
أخي الكريم أمين


تأهب واعٍ للدخول في خضم المعركة النقدية

صياغة واضحة لأفكار عميقة طالما رددها رواد حركة التجديد الشعري منذ ما يقارب القرن من الزمن..


لكنها متجددة
لماذا ؟؟؟؟

لأنها تلبس لبوس العصر في كل لحظة..
ما يهمني في هذه المقالة هو تمثلنا نحن لهذه الأفكار تمثلا يفي بالفهم الواعي للجذور و المنطلقات..

شكرا لك على هذا الطرح..

حاول أن تطبق في كتاباتك النقدية القاعدة المعروفة و المكرورة عند الباحثين.. و أنت على وشك التخرج:

ثلاثة توثيقات علمية ليست بالطويلة كثيرا لكل صفحة 21/27 مكتوبة ...
سترى بأن العمل سيصبح اكثر تأصيلا

أشكرك على الأفكار الهامة التي اوردتها في المقال...


تحياتي

صباح حميدو لخضاري
03-03-2009, 05:22 PM
"إننا حين نتحدث عن الشعر هذا الكائن العجائبيّ الذي لا يزال منذ آلاف السنين يسكن قلب الإنسان ، ويغمر حياته بالسحر والجمال والغناء ، فإننا -لا ريب- نتحدث عن أرقى مستويات التعبير اللغويّ ، وأخطرها على الإطلاق . لأنه -أي الشعر- يتّحد مع اللغة وذلك من أجل خلق لغة أخرى ، تشبهها وتختلف عنها : تشبهها من حيث أنها مستقاة منها وقائمة على أساسها ، وتختلف عنها من حيث أنها تخرج تلك اللغة من دلالاتها الذاتية المباشرة وتمنحها دلالات إيحائية تقبل التأويل واحتمالية القراءة."

تحية طيبة

لقد قرات كلمتك يا أمين أكثر من مرة، وهي تنم عن معتقدات نقدية وفنية، قد تشكلت لديك من خلال دراستك الجامعية وأيضا مطالعاتك الشخصية و تأثرك ببعض النقاد الحداثيين ، وهي عموما تتشكل في فكرة رئيسة وهي أن القصيدة هي التي تشكل شكلها بوصفها صورة شعرية مادتها الكلمات، وهذا رأي مجموعة من النقاد الغربيين وحتى العرب وعلى رأسهم أدونيس وقد سبق وأن تناقشنا هذه المسألة الشائكة وتدارسنا آراء نقادنا القدمى خاصة الجرجاني وآراء الشكلانيين الروس والبنيويين ونقاد النقد الجديد ( الأنجلوأمريكي ) وعلى رأسهم إليوت وإزرا باند أصحاب المدرسة التصويرية حتى أن إليوت جعل القصيدة كلها عبارة عن استعارة كبيرة، و لا يكفي في هذه المداخلة الوجيزة أن نلم حتى بأبسط القضايا التي كانت سببا في تقويض آراء الكلاسيكيين والرومانسيين النقدية من حيث تصورهم لكيفية الإبداع ونشوئه ودراسته.
لكن يبقى أن أشد على يدك لأقول لك واصل .

وعندما نلتقي خبرني عن قولك:" لأنه -أي الشعر- يتّحد مع اللغة وذلك من أجل خلق لغة أخرى ، تشبهها وتختلف عنها : تشبهها من حيث أنها مستقاة منها وقائمة على أساسها ." للننا قشه.

محمد الأمين سعيدي
29-03-2009, 10:07 PM
ألف شكر لك أخي الأديب المبدع محمد الأمين
أوافقك في كثير مما قدمته في هذا المقال الزاخر ..
و قد اختلف معك في بعض مما جاء فيه لكن الإختلاف ليس خلافا
و بالتالي لن يفسد للود قضية ..
لم يعجبني جمعك بين التفعيلة و النثر بين قوسين في قولك:
فالفرق الجوهريّ بين القصيدة العمودية والقصيدة المعاصرة(تفعيلة وقصيدة النثر)
و الحق أنه كان يجب جمع التفعيلة مع العمودي لأن شعر التفعيلة ابن العمودي
وبينهما من الوشائج و الروابط ما لا يسمح بأن ننسب التفعيلة و النثر لمدرسة واحدة
أو فن واحد فالتفعيلة تقوم على الاوزان الخليلية مع كثير من التجديد
أما النثر فهو نثر مهما حاول حملة لوائه نسبَه إلى الشعر
فالقصيدة النثرية هي نتاج عقلية و فكر غربيين و كان الأجدر
بكتابنا -الذين ما مارسوا التفكير من قرون على رأي نزار قباني-
أن ينهلوا من تراثهم لا أن يستهلكوا ما ينتجه غيرهم بدعوى الحداثة ..
و لعلك تعرف أخي محمد أن الحداثة اليوم صارت موضة قديمة انتقل أصحابها
من مدة إلى ما يسمى ب : ما بعد الحداثة (سبحان الله لم يجدوا اسما مناسبا) :002:
العجيب أن رواد -و لا نقول أدعياء- ما بعد الحداثة اليوم يحاولون العودة
للوزن و الموسيقى..
عهدٌ كامل حاربوا فيه الوزن واللحن في الشعر العربي و اتهموا الأوزان
بالقصور و المحافظين عليها و المدافعين عنها بالتحجر و الجمود (وكل هذا تقليدا لحداثة الغرب)
وها هم اليوم يعودون عن معاداتهم للأصالة :
نقلاً عن الوحدة في سؤال لأدونيس: (http://wehda.alwehda.gov.sy/_kuttab_a.asp?filename=96494371620060119000944)
طبعا هذه العودة ليست توبة أو اعترافا بالخطأ و إلا لكنا فرحنا بها و اعتبرناها
عودة للأبناء الضالين و إنما هي تقليد لما ظهر مؤخرا في الغرب
حيث أن ما بعد الحداثة أيضا مفهوم غربي جديد يحمل هذا الفكر
الذي يريد العودة لجذوره الكنسية التي تُعنى بالإنشاد و التغني ..
(مثلما كانت الحداثة أيضا فكرا غربيا)
و هنا لا يسعني إلا أن أقول :
سبحان الله ..
حسان بن ثابت-رضي الله عنه- صار مرجعية حمَلَةِ لواء الحداثة و ما بعد الحداثة إذ يقول -رضي الله عنه-:

تَغَنَّ فِي كُلِّ شِعْرٍ أَنْتَ قائِلُهُ=إِنَّ الغِناءَ لِهَذَا الشِّعْرِ مِضْمارُ
يَميزُ مُكْفَأَهُ عَنْـهُ وَيَعْزِلُـهُ=كما تَمِيزُ خَبِيثَ الفِضَّةِ النارُ

لك الشكر مرة ثانية أخي محمد
وننتظر المزيد من هذا الزخم العلمي و الأدبي الرائع
تحيتي و تقديري
أخي وصديقي الحبيب جلال:
يعلم الله أني كلما وجدت ردودك في مواضيعي سعدت كثيرا ، لأني مذ عرفتك ما زلتَ قارئا فحلا وشاعرا مميزا يُصلح الغلط ويجبر الكسر ، ويطرح الرأي الآخر.
أما حديثي عن قصيدة النثر وإن كان يُباعد بينها وبين العمودي والتفعيلة (الذين أبوهما واحد)غياب الوزن فيها ، وحضوره في الآخرين ، فأنا لم أقصد بها كل نثر يُكتبُ ويُنسب إلى الشعر ، بل ذاك النثر الذي قد ضحى بالعروض وحافظ على كل خصائص الشعر(صورة/تخييل/رمز/اختزال/مفاجأة/تقديم وتأخير...إلخ)وبهذا نحن بحاجة إلى شعراء يعرفون جيدا الشكلين القائمين على العروض لكي يُوضحوا ما هو النثر الشعري ، أو ناثرين يفهمون جيدا خصائص الشعر لكي يؤسسوا لهذا النوع من الكتابة.
شكرا أخي الحبيب وأنا أنتظر عودتك .

معروف محمد آل جلول
01-04-2009, 08:55 PM
أوافق تماما ما جاء به أخي جلال..
وربما سميت هذه التي تسمى شعرا نثريا..
/ النثر الإيقاعي/
وأراه أقرب إلى الصواب..
مهما بلغت من إيقاع فهي النص النثري..اللا موزون..
وكل كلام لاموزون فهو نثر..
ولكنني أحترم رأي من يقول بشعريتها..
وأطرح على نفسي سؤالا أيضا..
ما الفرق بينها وبين النثر..؟؟أقصد النثر الذي يعتمد الإيقاعية كالذين يجتهدون في الإيقاع القصصي..هل نسميها القصة الشعرية أيضا..
أو القصيدة الشعرية النثرية في القالب القصصي؟؟
لاأجد لنفسي جوابا..
إذا سلمنا بهذه النمطية ..سنقضي على النثر ..لأننا سنجعل كل نثرناإيقاعيا.. وتسودة الموضة ..ونعيب كل كلام مرسل كهذا..

د. سمير العمري
02-04-2009, 05:51 PM
"إننا حين نتحدث عن الشعر هذا الكائن العجائبيّ الذي لا يزال منذ آلاف السنين يسكن قلب الإنسان ، ويغمر حياته بالسحر والجمال والغناء ، فإننا -لا ريب- نتحدث عن أرقى مستويات التعبير اللغويّ ، وأخطرها على الإطلاق . لأنه -أي الشعر- يتّحد مع اللغة وذلك من أجل خلق لغة أخرى ، تشبهها وتختلف عنها : تشبهها من حيث أنها مستقاة منها وقائمة على أساسها ، وتختلف عنها من حيث أنها تخرج تلك اللغة من دلالاتها الذاتية المباشرة وتمنحها دلالات إيحائية تقبل التأويل واحتمالية القراءة."
تحية طيبة
لقد قرات كلمتك يا أمين أكثر من مرة، وهي تنم عن معتقدات نقدية وفنية، قد تشكلت لديك من خلال دراستك الجامعية وأيضا مطالعاتك الشخصية و تأثرك ببعض النقاد الحداثيين ، وهي عموما تتشكل في فكرة رئيسة وهي أن القصيدة هي التي تشكل شكلها بوصفها صورة شعرية مادتها الكلمات، وهذا رأي مجموعة من النقاد الغربيين وحتى العرب وعلى رأسهم أدونيس وقد سبق وأن تناقشنا هذه المسألة الشائكة وتدارسنا آراء نقادنا القدمى خاصة الجرجاني وآراء الشكلانيين الروس والبنيويين ونقاد النقد الجديد ( الأنجلوأمريكي ) وعلى رأسهم إليوت وإزرا باند أصحاب المدرسة التصويرية حتى أن إليوت جعل القصيدة كلها عبارة عن استعارة كبيرة، و لا يكفي في هذه المداخلة الوجيزة أن نلم حتى بأبسط القضايا التي كانت سببا في تقويض آراء الكلاسيكيين والرومانسيين النقدية من حيث تصورهم لكيفية الإبداع ونشوئه ودراسته.
لكن يبقى أن أشد على يدك لأقول لك واصل .
وعندما نلتقي خبرني عن قولك:" لأنه -أي الشعر- يتّحد مع اللغة وذلك من أجل خلق لغة أخرى ، تشبهها وتختلف عنها : تشبهها من حيث أنها مستقاة منها وقائمة على أساسها ." للننا قشه.


رأيت هذا الموضوع الآن فوجدتني ملزم برد يفند ما رأيت من تناقض شامل في كل إجزاء إطروحاته سواء أكان على المستوى اللغوي التعبيري أو على مستوى المكنون من المعنى والمقصود من الطرح. ولقد اخرت أن أقتبس هذه الماخلة دليلا تأكيديا على ما سيتضمنه ردي بعد قليل.

أما الاتهام بالتعصب فهذا أول تناقض في الطرح كونه يتهم الآخر بما ليس فيه ويجعل أساس التهمة باطلا باعتبار فساد الدليل.
إن التعصب إنما يكون للرأي لا في الحكم على حقائق وثوابت لا رأي فيها. وهنا كان يجدر بالمرء التمميز بين الرأي والحقيقة باعتبار الحقيقة أمرا ثابتا واضحا لا اجتهاد فيه يتناول عادة كينونة الشيء وأن الرأي أمر متغير يتفاوت فيه التأثر والتأثير والانطباع الذاتي بالمعنى أو بالحس الشعوري وهذا يتناول عادة كنه الشيء لا كينونته.
لو جاء سخض ما وقت الظهيرة في يوم صيفي لا سحاب فيه ولا كسوف وقال مثلا: ما أشد الظلام الآن فهل يكون في قوله هذا من حيث الكينونة رأيا مقبولا إذ جعل النور ظلاما؟؟ ، وهل إن جاء شخص ما فألقى بسبيكة ذهبية أو حجرا من الماس لأنه يرى أنه لا يمثل قيمة ولا ينفع بشيء يجعل ما صنعه بما قاله رأيا؟؟ أم هل يعتبر أن ما قام به هذا أو ذاك ممن ينكر الحقائق الدامغة باعتبار حرية الرأي جهلا وخبر وضربا من الجنون؟؟
وهل إن أفهمه عاقل بخطأ ما رأى أو فعل حرصا عليه وعلى قيمة الذهب التي اتفق عليها البشر منذ الأزل ، أو إن قام هو بأخذها مدركا قيمتها يعتبر متعصبا؟؟

إن هذا يذكرني بقصة مع الإمام أبي حنيفه حين تهيب رجلا جاء يجلس إلى حلقة درسه كل يوم في صمت وتركيز فشد رجلة تحته وكان اعتاد على مدها حتى آذته فلما أن مرت بضعة أيام ولم ينطق ذلك الرجل سأله أبو حنيفة إن كان له من أسئلة فأجاب بأن نعم ثم سأل: متى يفطر الصائم فأجاب أبو حنيفة عندما تغيب الشمس فعاد الرجل يسأل: فإن لم تغب الشمس حتى منتصف الليل؟؟ قبم أجاب حينها أبو حنيفة؟؟

إن الرأي لا يكون إلا في كنه الأشياء كمن يرى أن الظلام يعم حتى عند ظهيرة يوم صيف إن كان يحكم برأيه على الكنه والحس والمعنى والانطباع لا على حقيقة النور والظلام ، ربما كان يقصد شديد حزنه أو ربما كانت أعشته الشمس فانقلب النور في عينه ظلاما أو ربما كان ضريرا لا عين له تميز النور من الظلام ولكن كل ذلك لا يغير حقيقة كينونة النور وطبيعته. وكذا من يرى أن سبيكة الذهب الثقيلة تلك لا تمثل قيمة فربما كان يقصد أنه بات زاهدا في الدنيا أو ربما كان غنيا جدا بحيث لا تمثل له تلك السبيكة قيمة ، ورغم خطأ وسفاهة ما فعل إلا أن رأيه ذاك لا يغير حقيقة قيمة الذهب ولا طبيعة كينونته فإن قصد الكينونة لا الكنه كان ما فعل خبلا وضربا من الجنون كما اسلفنا.
هب أن أحدا قال لك مثلا ردا على قصيدة بارعة: هنا عجبت من قدرتك الفائقة على التحليق عاليا بأجنحة قوية إبداعا وتميزا. هل يعني هذا أن تتجه إلى أقرب نافذة في الدور العاشر من البناء ثم ترفرف بأيديك وتقفز لتحلق عاليا كما رأى متجاهلا حقيقة أن الإنسان لا يطير؟؟
وهل إن قال أحدهم لآخر: أنت حمار يقصد به وصف تصرفه أنه أصبح حينها حمارا باعتبار الرأي وأن أي شخص يحاول أن يبين سفه ذلك يعتبر متعصبا يحجر على الرأي؟؟

إن الفطن من يستطيع أن يميز بين ما يكون للرأي فيه مجال وبين ما للحقيقة فيه قرار وغلبة. وهنا في الشعر أوجهك إلى مقالتي في الشعر التي نشرتها قبل أيام هنا في قسم النقد لعلها تبين لك الأمر إن كنت تبحث عن الصواب بما ترصد من كينونة الشعر وكنهه. أما كينونة الشعر فهي الشكل الدال عليه المسمى باللفظة المحددة من باب تسمية الأشياء بأسمائها فالنور نور والظلام ظلام والذهب ذهب والخشب خشب لا يمكن إنكار حقيقة كينونتها إلا من إسفاف أو خبل أو جهل ، ولكن يمكن إبداء الرأي في كنهها ومعناها بما يوافق وحينها لن يحجر عليك أحدا رأيك. وشكل الشعر هنا لا يجوز المساس به قط لأنه إن تغير فقد الكينونة بل والكنه وأصبح المسمى خاويا لا معنى له ولا فائدة.

أما كنه الشعر فهذا الذي يمكن فيه أن تقول فيه ما ترى ولا حق لأحد أن يحجر رأي أحد ما لم يخرج عن حدود المنطق والعقل كأن ترى نصا ما بأنه نص عادي لا إبداع فيه حتى وإن رأى الجل أنه حافل بالإبداع فالرأي هنا تقديري وشخصي والإبداع حالة معنوية لا حسية. ويمكن لك بالطبع أن ترى ما تشاء في قيم الصورة والتركيب والمعنى والأسلوب والمستوى وغير ذلك لا يحجر عليك أحدا ما ترى ولكن دون المساس بكينونة الشعر لأن هذا غير خاضع للرأي.

ومن بين التناقضات والمغالطات التي تضمنها رأيك ما زعمت به أن كتابة الشعر "العمودي" هو تقليد ومحاكاة وتبعية وهذا مناف للحقيقة لأن المتهم بالتبعية هو من يتبع آثار غيره والغير هنا هو نقيض الانتماء لا نقيض الذات ، ولعلك تدرك الآن سبب اختياري الاقتباس ذاك شاهدا عليك من أهلك.
إن من يكتب الشعر العربي لا يحاكي ولا يقلد المتنبي ولا غيره بل يمارس علما فوقيا أقره الله في كتابه بهذا الوصف ونسبه إلى نفسه أي أنه يكون فطريا وإلهاما ووضع الذائقة في وجدان الأمة ولو كان غير ذلك لما وصل إلينا الشعر بعد قرون وقرون كما وصل ولكان فاض على الأمة أوزانا وبحورا لا عدد لها ، أو لكانت جفت ولم يصلنا منها لإلا الجفاف.
وإنما التبعية في التأثر بأوهام الآخر وشخص الآخر وتأثير الآخر وهنا يبدو واضحا تأثرك بما يسمى الحداثة والتي يبدو أنك تحتاج أن تقرأ عن حقيقتها أكثر بدل الانبهار باللفظ والغفلة عن المعنى المقصود والغرض المكنون. وواضح أنك تسير على خطى أشخاص بأعينهم يمثلون تيار الاستغراب والتبعية لحضارة وثقافة أجنبية أميز بينها وبين ثقافتنا العربية باعتبار أنني أكتب الشعر بتميز بثلاث لغات منها اثنتين غربيتين.
ثم كيف تجيز لنفسك تتبع خطى أشخاص بأعينهم في تيار ما طارئ وتحجر ذلك على غيرك في تيار أصيل وممتد؟؟ هل هذا من العقل ومن العدل؟؟

تناقض آخر ومهم هو محاولة الخلط بين الشعر والنثر وهذه قضية تحدثنا عنها كثيرا وطويلا ولا ضرر من تكرار ذلك هنا ولو باختصار. إن الشعر إنما سمي كذلك لتميزه عن النثر في خصائص محددة تجعله مختلفا يحتاج تسمية دالة عليه. وأما النثر فهو غير الشعر من كل أنواع الأدب والتعبير فهناك القصة والمقالة والرسالة والرواية وخطابة إضافة إلى النثر الأدبي والذي هو أقرب إلى الشعر باعتماده على الأسلوب الأدبي من تقديم وتأخير وباعتماد الصورة والمحسنات والجناس وغيره ، ولكنه ولأنه لا يشبه الشعر في أهم خصائص تميزه (الوزن والموسيقى والتوزيع) فإنه يظل نثرا.

فإن كان الشعر والنثر يمثلان ضدان يعرف أحدهما بالآخر فكيف يسوغ جميع النقيضين في أمر واحد بالقول "قصيدة النثر"؟؟ هل يمكنك وصف شخص ما بأنه "الطويل القصير" أو ما شابه؟؟
إن الشعر لا يعني الشعور والشعور أمر ملازم للكتابة والأدب بل وحتى الكلام المحكي ، وإننا إن حكمنا بما تقولون وترون أصبح الكلام كله شعرا وأصبح الجميع شعراء إلا من يكتب في العلوم والأحكام فها هذا من الصواب؟
ثم هل الإيقاع إلا موسيقى وتنغيما؟؟ فكيف تناقض نفسك بالقول إن "قصيدة النثر" تختلف عن الشعر بأنها لا تعتمد الموسيقى بل الإيقاع؟؟؟ أتقصد بالإيقاع أسلوب القراءة الذي يمارسه بعض من ينسبون إلى الشعر بمط الصوت وتنهد النفس؟؟ ألا تعلم أنك يمكن أن المرء يستطيع أن يوقع حتى الكلام المحكي بمثل هذا الأسلوب ولكنه لا يكون إلا نشازا وانتهازا؟؟

ولعاني وكي لا أطيل ألخص الأمر بما يلي:

1- الشعر هو لفظة دالة على كينونة وشكل يميز به ولا يمكن أن يحتفظ أي شيء باسمه ومعناه متى تغير شكله فالأسد الهصور البري يسمى اسدا والأسد الأليف الضعيف يسمى أسدا.

2- الشعر تسمية تمييز عن النثر ولا يمكن جمعهما معا جمع نقيضين فهذا مخالف للعقل والمنطق. الشعر هو شعر يمتاز أهم ما يمتاز بموسياقه وأوزانه والخليل الذي تشغل نفسك بالتحامل عليه ليس هو من اخترع الشعر فالشعر أسبق وليس هو حاصر الشعر فالشعر أفوق.

3- الشعر علم محدد لا يمكن أن يحدث إلا وفق قواعده وخصتئصه وبأيدي مختصين ممن يعتد بهم.

4- الرأي لا يكون في كينونة الأشياء بل في كنهها ويجب التمييز بين هذا وذاك ، ولا يمكن أن يوصف من يؤكد الحقيقة بأنه متعصب كما لا يجوز أن يحجر أحد أيا كان على رأي غيره في كنه تلك الكينونة.

5- الأصالة هي خير للمرء والتبعية هي شر وبيل ، والتميز إنما يكون بالاختلاف عن الآخرين وليس بالاختلاف معهم.

6- الإبداع هو حالة ذاتية وهو ذائقة شخصية وفق أطر موجودة فضفاضة نعم ولكنها ليست معدومة ، والإبداع إنما يكون في جودة الصناعة وليس في ترويج البضاعة.

7- الحرية كلمة خطيرة يجب إدراك معناها قبل التذرع بها وهي سلاح ذو حدين ينفع النفس والآخر أو يؤذيها والآخر.

8- الثورة كلمة باتت جميلة بعد طول فترة الاستعمار على بلادنا ، ولكن الحقيقة هي أن الثورة بالفعل جميلة ومفروضة ضد كل جور أو خطأ أو ظلم ، ومحرمة شرعا ومنطقا ضد كل حق وعدل وصواب.

9- الشعر ليس بحاجة إلى تطوير أو تحديث بل إلى وجود مبدعين يتقنون التعبير ويتميزون في التأثير.

10 - اقرأ إن شئت مقالتي في الشعر فربما تجد فيها من مثل هذا المزيد.




تحياتي

عبد الصمد الحكمي
02-04-2009, 09:38 PM
طرح جريء يفسح الدخول إلى بوابات الضوء ومداخلات واعية
ولي عنده وقفات ثلاث :

( ونحن ما مهّدنا بهذا الكلام إلا لنؤكد أنّ جوهر الشعر يكمن في لغته وما تحمله من ملامح أسلوبية وخصائص لسانية ، وليس في القالب الذي يُعبّر عنه ، أو التشكيلة الموسيقية التي تحتويه )
ونحن نؤكد أيضا أن الموسيقا في الشعر هي من صلبه بل هي سبيله إلى الذائقة والأذن الموسيقية ولنتأمل قول رهين المحبسين أبو العلاء المعري :
تعبٌ كلهـا الحيـاة فمـا أعــجبُ إلا من راغبٍ في ازدياد
كلام بسيط ومباشر كما نرى جاء على بحر البسيط ، فلنجرد البيت من لازمة الموسيقا :
الحياة كلها تعب فما أعجب إلا ممن يرغب في المزيد منها . هل بقي له الأثر ذاته على ذائقة المتلقي ؟
هذا الكلام المباشر أحدث فيه الإيقاع المتواتر أثرا لدى الذائقة ، فما بالنا حين يكون الكلام مشبعا بالصورة والخيال ؟
إذن القول : ( وليس في القالب الذي يُعبّر عنه ، أو التشكيلة الموسيقية التي تحتويه ) بوصفه مبررا مسلما به لتسمية النص النثري قصيدة قولٌ تلزمه إعادة نظر .
كما نؤكد أيضا أن حذق القوالب الموسيقية للشعر فارغة من اللغة محشوة بما يجري على ألسنة الآخرين يخرج بالشعر إلى النظم وقديما قال الشاعر :
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه = فليس حريا أن يقال له شعر
وجدير أن نشير إلى أن شعر التفعيلة ليس فوضى تقبل الكسر والخروج من تفعيلة إلى أخرى ـ كما يعتقد بعضهم ـ
\
( إنّ الشعر العربيّ المعاصر قائم لا محالة على أشكال معينة محددة هي : ( العمودي )الذي يُمثل التشكيل الموسيقيّ الموروث عن الأجداد ، و( التفعيليّ ) الذي اتخذ لنفسه التفعيلة أساسا يقوم عليها وزنه ونغماته بطريقة دائرية تدويريّة ، و( قصيدة النثر) التي تمثل الثورة على الجديد والتي راحتْ تبحث لنفسها عن موسيقا شعرية أخرى ليستْ قائمة على العروض على كل حال )
إن ما يسمى ( قصيدة النثر ) : من التسمية يظهر أنها ( خنثى مُشْكِل ) وظُلْم التسمية حَرَجٌ اقترفه مبدعوها أو قل مبتدعوها ، ولديّ ظنٌّ يرقى إلى درجة اليقين أن هذه التسمية كانت ولا تزال نقمةً حمّلتْها جريرةَ ( عدمِ تكافؤ النّسب ) مع إنه من غير الإنصاف مصادرة ما في بعضها من إبداع إلا ما كان من عبث مارسه بعض المفتئتين على اللغة والأدب .
\
( بل هي نابعة من عمق اللغة ، وما يحدث داخلها من تفاعلات وتواشجات من شأنها أنْ توفِّر النغميّة وأنْ تُولِّد الجرس ، وهذه النغميّة الخفيّة أوالإيقاع الداخليِّ ليس متاحا لكل الشعراء في نظرنا على الأقل ) .
يظل هذا الكلام الإنشائي المفتقر إلى التأصيل عاجزا عن إقناع الوعي الناضج لدى المتلقي العربي وإنني أشعر بالحرج نيابة عمن يردده ، فهل ( هذه النغميّة الخفيّة أوالإيقاع الداخليِّ ) ضربٌ من الأمور الخارقة للعادة بحيث لا يكون ( متاحا لكل الشعراء ) ؟!
|
\
أخي محمد الأمين
غزير مودتي

محمد الأمين سعيدي
04-04-2009, 09:08 PM
أخي الحبيب محمد الآمين سعيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم أخي كل ما قلته جميل وفعلا هناك ضغط دائم في التفرقة بين كل الاشكال وكل يتعصب لشكله ولكن أنا معك قالب وقلبا بأن المهم هو المضمون لكن دع عنك أيضا أن العمودية في الشعر والتفعيلة من الشكلية فأنا أراها من ضمن المضامين فهي خاصية فريدة للغة العربية وليس هناك لغة بهذه القدرة تجد تقطيعها بمفراداتها يعطي هذا الجمال الفائق إلا اللغة العربية حتى ولو تساوت الشطرات فالبحر موسيقا والتفاعيل موسيقا فكيف نساوي اي كلام مهما كانت حلاوته وفائدته من اللغات الاخرى مع لغة الضاد فهي لغة القرآن اختصها الله بهذه الميزة المميزة المفردة لها فأنا أدافع عن عمودية وتفعيلة الشعر من حيث أنها ليست شكلا وإنما مضمون فهو جمال لا يجب أن نسلخه من لغتنا الجميلة أما جوهر المضمون فأنا معك فيه قلبا وقالبا فما قيمة الشعر إن كان في فسوق وكفر يدخل صاحبهما النار ويحمل ما يحمله من أوزار وما يضير القصيدة الحرة أو السطرية إن حملت قيمة جميلة رائعة تكسب بها القلوب والثواب أبدا لا يضير شيئ
وإنما جمال التفعيلة والوزن كمثل من لابد له من الوضوء قبل الصلاة فهل تتم صلاة بلا وضوء
طبعا ليس بهذه الوجوب والفرضية والله أعلم
دمت بهيا حبيبا أريبا تابع وأنا معك
دمت بقلب أخيك وأختلاف الرأي لا يفسد للود قضية أيها المفضال الكريم
أخوك طنطاوي
أخي الحبيب
أهلا بك
أشكرك أولا على ردودك الرائعة ، وتفاعلك المثمر وأقول:
لم أقصد بجوهر الشعر مضمونه (المعاني مطروحة في الطريق)وإنما قصدت به لغته التي لا تشبه غيرها ، لأنها قائمة على الإدهاش والإستثناء واللامألوف.وبهذا-في نظري- يُصبح الشعر لغة ذات جماليات عالية تختلف عن غيره من الفنون التعبيرية .ألا ترى معي أنّ بعض النصوص التي نقرؤها إنما هي نثر موزون فقط .مثال(بلادي يُحاصرها الغاصبونا)
أشكرك على المرور الجميل مجددا .

مجذوب العيد المشراوي
04-04-2009, 09:33 PM
أمين : قرأت كل ّ ما ورد هنا وأراني أتابع حوارا شيقا بين الأجيال .. لا تندهش مما كتب الإخوة هنا فهيَ قناعات عليك بمناقشتها جديا لنرى ركائزك في عقيدتك المطروحة .. فاصبر ْ للشيوخ .

الطنطاوي الحسيني
04-04-2009, 10:07 PM
أخي الحبيب محمد الأمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي انا طبعا اشكر لك مرورك عبر مرامي ردي
ولكن اعتذر عن قولي قصيدة نثرية كان يجب ان يسبقها القول (ما يسمى قصيدة نثرية)
فأنا صراحة لا أعتبر النثر قصيدة أبدا ولكن هناك فعلا من النثر ما يبهر ويدهش ويقدم الاختزال والابتكار وكل شيئ من هذا القبيل ولكن لا يطلق عليه قصيدة فالوزن وإن رأه بعضنا شكلا وكينونة لا كنها فأنا أراه كذلك بل أزيد أنه مضمون وكنه وتفرد في لغة أعطاها الله ميزة ليست لغيرها وكما قال استاذنا سمير أن الشعر العمودي وما تولد عنه من حديث وتفعيلة أصل من أصول جمال لغتنا بل ودليل أيضا على جمال وجودتها لدرجة ان يتنزل بها القرأن فتعالى الله سبحانه أن تنزل في أي لغة آياته فهي فيها من الجمال شيئ من الإعجاز والسحر الذي اخبر عنه رسولنا كان في الشعر (إن من البيان لسحرا)
أو كما قال المعصوم
أخي الحبيب تختلف الآراء ويبقى الود يغلف القلوب والعقول المستنيرة بنور ربها وأدبه
وانا مع استاذنا الدكتور سمير في كل حرف وكلمة قالها

وأهلا بالحوار الجميل في واحة الخير والجمال
و لا تهتم بقلبك كثيرا فنحن نقرأ للنثار ما يدعون انها قصائد واحيانا نستحسنها لدرجة أننا أحيانا نثبتها لهم ولا نجد غضاضة أحيانا حين يكون المضمون فوق العادة وإن أختلف معي بعض إخواني الكبار الآفاضل من الشعراء والمديرين
دمت بقلب أخيك محبا وصولا مبدعا

حازم محمد البحيصي
07-04-2009, 02:42 AM
أخي الحبيب محمد الأمين السعيدي
أسعد الله مساءك بطيب الأخوة ونفح الشعر وأريج القوافي
بداية القول وربما سنختلف كثيرا هنا في السياق والمضمون لكنى أؤكد لك
أن الخلاف لا يفسد للود قضية
أول ما أود قوله والتنويه له هنا أن الشعر فكرٌ ورحٌ ومضمون وقالب ورؤية خالصة مخلصة في سموق معاني وذؤابة تصوير
ناهيك عن جمال الجرس الموسيقي والنغمة المصاحبة المُطربة الطروبة التى تداعب شغاف قلب الشاعر قبل المتلقي .
ألم يسبقنا كبار الشعراء بقولهم
تغن بالشعر لو ما كنت قائله = إن الغناء بهذا الشعر مضمار
أوليس الغناء منطلقا من ما هو مغنا أصلا بطبيعته !
ثم دعني أسال سؤالا هنا
ما المقصود بالحداثة ؟
أليست هي أن تحدّث شيئاً كان موجوداً بالفعل ببنيته وقالبه الأصلي
فمن أين أتت لنا ما تسمى ( بقصيدة النثر ) هذه
هذه تسمى بوحاً أو تعبيراً أما أن تسمى قصيدة فهذا لا يجوز على الإطلاق لأنها لا تمتلك مقومات القصيدة أصلا
ومن يسعى وراءها هو من يعجز عن كتابة الشعر على بحوره وتفعيلاته كما ورد عن الخليل بن الأحمد الفراهيدي
وأنا هنا أقول أنه لا يصح الجمع بين الشعر والنثر فى قالب واحد على الإطلاق
فأقل ما يمكن أن نقدمه للغتنا هو الحفاظ عليها وتنميتها وتطويرها حداثيا بما يتناسب مع المرحلة ومعطياتها وذلك بتجدد الألفاظ وليس بتغيير الشكل
سأضرب لك مثلا هنا
لو أتينا ببيت ثم هدمناه وأقمنا مكانه مدية العاب على سبيل المثال فهل نقول عنها بيتاً !
لا والله ولا أرى فى ذلك منطقاً
يا محمد النثر يبقى نثراً وله جماله والشعر يبقى شعرا وله جماله
وأخيراً أخي محمد أؤكد لك أن الخلاف هنا لا يفسد للود قضية
تحيتي لك