تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اِرحل



راضي الضميري
22-02-2009, 03:56 AM
رأيتها ذات يوم تبكي عند إحدى الجامعات ، فيما كانت صديقتها تواسيها وتشتمه بأقبح العبارات ، وكان يصمّ أذنيه عن سماع العتاب ، و يرفض الحديث معها وكأنّها شيء من الأشياء ، ورأيت أخرى تبكي على قارعة الطريق ، علمت فيما بعد أنّها أحرقت نفسها من جور الزوج والحبيب ، مشاهدات فيها عبر و لعلّ فيها يكون الدواء ، وأخذ الحيطة والحذر من كل الذئاب .
***
ارحل كما تشاء ، فما عاد بقاؤك يسعدني ، ارحل كما تشاء لعلي أنام قليلًا وأريح جفوني ، ارحل كما تشاء ؛ ودعني أرتاح من عذاب السنيين وطول الانتظار على قارعة الطريق ، فوق أشواك مزقت قلبي وعقلي وحسن ظنّي ، ارحل وكن مطمئنًا مع أنّ العجب بات يشاركني نفس السؤال ، كيف يطمئن جسد بلا قلب ؟ أيها الراكض خلف الأوهام ، أيها الحامل لفيروسات الغدر ؛ اطمئن إن كان لك قلب فاطمئن ، فأنا لن أبكيك ، ولن أبكي نفسي ، نفسي وآه من نفسي ...
ارحل نعم ؛ ارحل ولا تخش شيئًا ، فأنا لا أملك سلاحًا سحريًا يعيدك إليّ ، وما كنت لأتمنى أنْ يكون لديّ ، فارحل ، و لا تنظر إلى الوراء ؛ فأنا أضعف من أنْ أؤذيك ، وحتى لو استطعت فلن أرديك ، فمثلك يُترك للأيام لينفق فلا يقتل .
لو استطيع ، فقط لو أستطيع أنْ أصالح عقلي على قلبي ، والاعتذار من تجاهلي لحدسي ، فأنا خائفة حدّ الموت من حمقي .
أستحقّ كل ذلك وأكثر ، وأنا أراك تمشي من هنا ؛ من أمامي وكأنك لا تراني ، كم مرّة تنوي ذبحي ؟ ألم يشبع مني غدرك ونفاقك ؟ حتى الحجر بات ينتحب عليّ ومن أجلي ، أتساءل ويتساءل معي ترى كيف حصل كل ذلك ؟ بالأمس فقط كانت تبدو لي كملاك نشب على هذه الأرض بطريق الصدفة ، يندر أنْ تجد مثله على ظهر هذا الكوكب وفي هذا الوقت تمامًا من فصل الجفاف ، كنت أراك آتٍ من بعيد ، فينخلع قلبي من مكانه ويتراقص طربا ، كنت أحبك مثل كل شيء طاهر يُحبُّ ولا يؤكل ، فإذا بك تأكل قلبي ؛ تأكله كطائر نورس سقط فجأة – مثل قلبي الآن – كان مسافرًا في رحلته حالمًا بأمل اللقاء ، مارًا تحت سماء الأحبة ، أتأكله ؟ أتأكله أم تضعه في جوف قلبك وتحنّطه وتحجر عليه من آفات هذا الزمان ، أتأكل حمامة حملت بين أصبعيها رسالة مغمسة بشوق و دمع أمك أو أختك و من تحب ومن سكن في حنايا القلب ، أتراك تمسك رسالتها بيدٍ ؛ وبيدك الأخرى تحمل سكينًا لتضعها فوق قلب ما زال يلهث من عناء السفر الطويل ؛ حاملاً قلبه بين يديه ليعطيك منه ما يرضيك ، من تراه يفعل ذلك يا قلب ؟ ها قد أصبحت يتيمًا مرة أخرى ، كم مرة تيتم هذا الجرح ، كم مرة أصابك الغدر وسوء الظن أيها الحب ، أيا طائر البجع ما كنت لألومك وأنت تحفر قبرك بيديك ، ما كنت لألومك وأنت ترقص ألمًا بعد أنْ أعيتك الحيلة في فهم طلاسم وأحاجي زمن الضباب هذا، ما كنت لألومك وأنت ترقص ألما ، ترقص رقصتك الأخيرة .
يا ليّت أستطيع أنْ أفعل مثلك ؛ لكنّني لا أستطيع ، إليك ربي أشكو همّي ، والعفو منك مولاي لا أستطيع ، لا أستطيع أنْ أكون كطائر بجع ، فلك عندي ما ليس لي ، ليّ الحساب والعقاب ، ومنك العفو والثواب ، فاغفر لقلب مجنون تعلق بالسراب ، ما زال ينزف من ألم الفراق ، أحتاج إليك ربي لأعود إلى نفسي ، مولاي إلهي ، دع الصبر يعودُ مريضًا ، تاه في زحمة الفوضى والأوهام ، و سقط صريعًا بسيف الغدر واللئام ، ولبابك المفتوح أرتجي الصبر الجميل ، وأطلب الصفح لقلب ما زال يأمل بغدٍ يمحو ما أفسده عطار تنكر بثوب حمل وديع .
ارحل ؛ ما عدت أرجو لقاءك ، أرحل فصبري على الأحزان يفوق خداعك ، ارحل أيها العابث بنفسه ، ارحل ولسوف تحصد يومًا ما كنت تفعل .

فاطمه عبد القادر
22-02-2009, 09:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد صوّرت ضعف المرأة الأبدي أمام الرجل الذي تحب ,حتى وهي ترى غدره وأنانيته, تطلب منه الرحيل وهي باكية منهارة ,بعد كل الوفاء والحب الذي قدّمته ,وبعد ما استطاع طعن الوردة بالسكين, ترجوه ان يرحل, وترجو العون من الله كي يؤزرها بالصبر على فراقه,وذلك بدل أن تحزم حقائبها وترحل هي,,, غير ملتفتة للخلف, فمثل هذا الغادر لا يستحق أي لفتة , ولاحتى لحظة وداع ولا حتى دمعة أسى ,ولكنها المرأة ,,
ورقة القلب التي جلبت لها مصائب لا تنتهي على مر العصور,مصرّة على بكاء من غدرها, وهي تعلم أن الغدر داء لا علاج له
أشكرك أخي راضي على هذه النثرية الجميلة
دمت بألف خير وعطاء
ماسة

صهيب توفيق
22-02-2009, 11:31 AM
مشكور اخي راضي الضميري على هذه التحفة الجميلة والواقعية
عبرت فيها بقوة عن واقع مرير للمرأة وربما بيوم ما ستستفيد من هذه التجربة
لك خالص احترامي وتقديري

شريفة العلوي
22-02-2009, 12:48 PM
يتألق الإبداع حين يصوغ البوح على لسان الآخر بإتقان فاق التصور باستخدام مدلول فلسفي حاملا عبئ صاحب القضية على عاتق قلم ينمو في واحات العنفوان ..أتفق كثيرا مع رأي العزيزة فاطمة عبدالقادر ..

أخي المبدع راضي الضميري
ليس هذا بأول نص يدهشني من نصوصك بل هو تلك الغيم التي تضيف الى البحر قطراتها ..
دمت مبدعا

هشام عزاس
22-02-2009, 07:58 PM
الجميل / راضي الضميري

أن نسقط الآخر بذواتنا لهو اعتراف صارخ بأحقية وجوده و مكانته بدواخلنا , و هنا أرى تقمص بديع لمشاعر الآخر و معايشة وجدانية رائعة .
هنا أرى اضمحلال الشك في ثنائية البوح , و بهكذا مشاعر أيها الجميل نتيقن أنّ الحس لا يُجنس أبدا , لأنّ المعيار الوحيد برأيي هو الصدق , و لذلك ليس غريبا أن يستقر المعنى في الذهن و يقع في وجدان المتلقي دون حواجز أو موانع قد تعيق وصوله أو بلوغ مراده .

أيها الأديب المبدع لقد تقمصتَ مشاعر الأنثى هنا , و نقلتَ ما يدور في خلدها , و ما يخالج وجدانها بحرفية بالغة , و هذه العملية في حد ذاتها ابداع ضمني يسبق الابداع الحرفي ( إن جاز التعبير ) .

دمت و الألق سيّان ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

شجاع الصفدي
22-02-2009, 11:21 PM
اللجوء للمباشرة مع تكثيف نقاط الواقعية الموجعة يجعل للنص رهبةً في النفس
نص جميل ويحمل واقعا مرّا وإن كنت ضد فكرة الضحية والذئب بين آدم وحواء
كلٌ يختار طريقه في هذا النزف الطويل ولا يحدد عمق الجرح إلا صاحبه ..

تحيتي لك أخي على تجسيد الرحيل الذي يرجو البقاء

روميه فهد
24-02-2009, 06:43 AM
الفاضل راضي ...

أحببتُ نصّك كثيراً ، وأنا على عهدي مع نفسي ، قارئة لما تكتب كلما سمحتْ لي الظروف
لأنك بحق ترضي ذائقتي كيفما جاءت كتابتك وما سطّّرت.

دمتَ لمن تحب ولنا..

روميه

منى الخالدي
24-02-2009, 02:42 PM
رأيت هنا لؤلؤة تتحدث
سأعود لأتمعن بجمالها أكثر

وحتى ذلك الحين تقبل مني أجمل الورود..

راضي الضميري
26-02-2009, 12:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد صوّرت ضعف المرأة الأبدي أمام الرجل الذي تحب ,حتى وهي ترى غدره وأنانيته, تطلب منه الرحيل وهي باكية منهارة ,بعد كل الوفاء والحب الذي قدّمته ,وبعد ما استطاع طعن الوردة بالسكين, ترجوه ان يرحل, وترجو العون من الله كي يؤزرها بالصبر على فراقه,وذلك بدل أن تحزم حقائبها وترحل هي,,, غير ملتفتة للخلف, فمثل هذا الغادر لا يستحق أي لفتة , ولاحتى لحظة وداع ولا حتى دمعة أسى ,ولكنها المرأة ,,
ورقة القلب التي جلبت لها مصائب لا تنتهي على مر العصور,مصرّة على بكاء من غدرها, وهي تعلم أن الغدر داء لا علاج له
أشكرك أخي راضي على هذه النثرية الجميلة
دمت بألف خير وعطاء
ماسة
هو واقع معاش نراه ونسمع عنه في كل حين .
وثمّة تفاصيل قد لا ندري بها ، ولكن من المؤكد أنّ الجرح العميق يترك في صاحبته ورمًا قد لا يشفى.
ولا نريد أن نظلم الآخر ، فالعلم عند علام الغيوب ، ولكن ما أنا متأكد منه حسب مشاهداتي المتواضعة أنّ ظلم الآخر يفوق كثيرًا تلك الأخرى .
هناك من يظنّ أنّ الحياة تبدأ وتنتهي عند الآخر أو الأخرى ، ولكن تنتهي الحياة عندما نحصر خياراتنا في زاوية حرجة تحكمنا وتسيطر علينا ، وتبدأ عندما نعرف ما لنا وما علينا .
ماسة حقيقية .
تقديري واحترامي

راضي الضميري
27-02-2009, 01:44 PM
مشكور اخي راضي الضميري على هذه التحفة الجميلة والواقعية
عبرت فيها بقوة عن واقع مرير للمرأة وربما بيوم ما ستستفيد من هذه التجربة
لك خالص احترامي وتقديري
هو واقع مرير فعلًا أخي الفاضل
ونحن لا ننحاز إلى طرف على حساب طرف آخر ، ولكنه الواقع يؤكد أنّ المرأة في مجتمعاتنا جرحها أكبر من أن يندمل حين يتعرض لجرح بحجم ثقب الأوزون .
أخي العزيز صهيب توفيق
مرروك الجميل له كل التقدير والاحترام

راضي الضميري
02-03-2009, 01:18 AM
يتألق الإبداع حين يصوغ البوح على لسان الآخر بإتقان فاق التصور باستخدام مدلول فلسفي حاملا عبئ صاحب القضية على عاتق قلم ينمو في واحات العنفوان ..أتفق كثيرا مع رأي العزيزة فاطمة عبدالقادر ..
أخي المبدع راضي الضميري
ليس هذا بأول نص يدهشني من نصوصك بل هو تلك الغيم التي تضيف الى البحر قطراتها ..
دمت مبدعا
هي قضيتنا جميعًا ، نحملها لأنّها جزء منا ، نصفنا الآخر ، ابنتنا أو أختنا أو صديقتنا أو حتّى جارتنا ، إنّها قضية كل النّاس ، وما تدهور حال هذا المجتمع إلا بسبب تخليناعن قضايانا الجوهرية .
الاخت الأديبة شرفة العلوي
نحن بحاجة لإعادة النظر بمفاهيم كثيرة سيطرت على عقول بعض النّاس ممن سقطوا في الأوهام ووحل النظرة الخاطئة إلى أجمل ما في الكون .
تقديري واحترامي

ريما حاج يحيى
02-03-2009, 11:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله
يوما سينفجر القلب بركاناً يحرق خلاياه
لشدة ما ينوء بحمله.. اثقل من الجبال..
اقوى من البحار الهائجة.. كم ستصبري
يا ذاتي الضائعة.. يا روحي الهائمة ..
يا قلب مجروح لا يبوح.. يا درب وعر
لا بد من نهايته يوما..وقد جاء اخيراً..
إرحل بكل ما فيك .. ارحل الى الأزل..
آن آوان قطف ثمار الفرح والامل والعطر.
-------------
اخي الأصيل والقلم النبيل
راضي الضميري
اعجبني جدا ما قرأته هنا وتعقيباتك
تنم عن انسان بمعنى الكلمة ويبدو
انك خطفت جزءا من اسمك الجميل
والضمير متيقظ جدا لديك ترفض
الظلم بكل جوانبه ومعانيه..
يوما ما ستقف كل امراة مضطهدة
رغم العواصف وتشق طريقها وسط
عطر الزهور وبراعم الغد المشرق
وعذرا على الاطالة وتفاعلي مع
نصك الرقيق البالغ الجمال والوصف.
وتحيتي لك من الاعماق

شيماء وفا
05-03-2009, 02:00 AM
ارحل ؛ ما عدت أرجو لقاءك ، أرحل فصبري على الأحزان يفوق خداعك ، ارحل أيها العابث بنفسه ، ارحل ولسوف تحصد يومًا ما كنت تفعل .


ارحل لكن قبل الرحيل احرق احلامي المرهقة
بعثر اوهامي المنفلتة
ارحل لكن تذكر امنية كنت لها الماء و الهواء
ارحل لكن دون رجوع

أستاذي العزيز
نص واقعي لكن هل هناك من يأخذن حذرهن
أعتقد لا
سنظل هكذا رغم كل التحذيرات

لك خاص تحياتي

ثائر الحيالي
05-03-2009, 11:17 AM
اخي الاستاذ راضي الضميري

وجدت خفق قلم كشراع مبحر في لجة الذات الانسانيه..

سلمت..وسلم مدادك..

محبتي

راضي الضميري
09-03-2009, 11:27 PM
الجميل / راضي الضميري

أن نسقط الآخر بذواتنا لهو اعتراف صارخ بأحقية وجوده و مكانته بدواخلنا , و هنا أرى تقمص بديع لمشاعر الآخر و معايشة وجدانية رائعة .
هنا أرى اضمحلال الشك في ثنائية البوح , و بهكذا مشاعر أيها الجميل نتيقن أنّ الحس لا يُجنس أبدا , لأنّ المعيار الوحيد برأيي هو الصدق , و لذلك ليس غريبا أن يستقر المعنى في الذهن و يقع في وجدان المتلقي دون حواجز أو موانع قد تعيق وصوله أو بلوغ مراده .

أيها الأديب المبدع لقد تقمصتَ مشاعر الأنثى هنا , و نقلتَ ما يدور في خلدها , و ما يخالج وجدانها بحرفية بالغة , و هذه العملية في حد ذاتها ابداع ضمني يسبق الابداع الحرفي ( إن جاز التعبير ) .

دمت و الألق سيّان ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام
رأيت فيما مضى من هذا العمر أشياء كثيرة لا أستطيع أنْ أصفها ، صدقني أخي هشام عندما أقول لك أنّني لست منحازًا إلى طرف على حساب طرف آخر ، ولكنّني في ذات الوقت بتّ أرى الذئاب أكثر ودًّا وإنسانية من بعض النّاس .
هناك ما يقال ، وهناك ما لا يسمح به المجال لقوله ، ولكن يبقى هذا الآخر أجمل شيء في هذه الحياة ، ومن حقّه علينا أنْ نعطيه مكانته التي يستحقّها وأنْ نقرّ له بذلك.
من واقع التجارب العملية في هذه الحياة ، ثمّة حقيقة لا يريد بعض النّاس أن يعترفوا بها ،" خسائر الآخر يا صديقي مدمّرة عندما يهبّ حياته لمن لا حياة له " وقلّة فقط تعمل بمبدأ القياس .

كن بخير صديقي العزيز .

حسنية تدركيت
10-03-2009, 02:06 AM
لا إله إلا الله , نجني على أنفسنا بتباع الهوى ولو صدقنا مع الله لكان خيرا لنا
الله المستعان , كثيرا لا ندرك بعض الحقائق إلا بالألم , ولكن مازال هناك متسع من الوقت مادمت الروح في الأجساد كي نعيد النظر في تصرفاتنا وفي أفكارنا وفي هذا الخافق الذي يصرخ داخلنا , إنه يستغيث ربه أن نعمره بحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم بحب كل من يستحق الحب فعلا وبعيدا عن الهوى
أسأل الله أخي الفاضل أن يهدينا سبل الرشاد والله ثم والله لا سعادة أبدا إلا في إخلاص الحب لله , الله الذي يحيطنا بالنعم , نعم لا تحصى ولا تعد رغم ذنوبنا وجهلنا واسرافنا على أنفسنا , لله المشتكى وعليه التكلان ولاحول ولاقوة إلا بالله .

سحر الليالي
10-03-2009, 07:43 PM
:
وكعادتك يا راضي نبض من ألق ...
دمت ودامت محبرتك

لك خالص تقديري وتراتيل ورد

وفاء شوكت خضر
10-03-2009, 10:31 PM
بعض الأحيان يكون الألم فوق الاحتمال ..
من كان في موقف قوة يستغل الضعف في الآخر ..
الحياة انسجام وليست مبارزة ..
الحياة لا تكون جميلة إلا بأن يتقي الإنسان ربه في نفسه وفي الآخرين ..
كلنا يظن لحظة الفراق ستقتله ، وهو لا يدري أنها ربما تكون بداية حياة ..

لعلي حلقت بعيدا عن السرب ..
لكن أكره أن أكون لقمة سائغة لمن يحاول أن يستقوي وهو أضعف من جناح ذبابه ..
أكره أن أستسلم لليأس أو الألم ، وإن اصابني فلا بد أن أتغلب عليه طالما وهبني الله العقل ..


أخي راضي ..
صور فيها العبر تتكرر في حياتنا ولكن هيهات أن نتعظ أو نتعلم الدرس ممن سبقنا ، كل يصر أن يدفع الثمن
من كيسه كما يقال في المثل ..


تحيتي ..
نعم فليرحل هو إن كان النقاء لا يناسبه ..

راضي الضميري
15-03-2009, 11:45 PM
اللجوء للمباشرة مع تكثيف نقاط الواقعية الموجعة يجعل للنص رهبةً في النفس
نص جميل ويحمل واقعا مرّا وإن كنت ضد فكرة الضحية والذئب بين آدم وحواء
كلٌ يختار طريقه في هذا النزف الطويل ولا يحدد عمق الجرح إلا صاحبه ..

تحيتي لك أخي على تجسيد الرحيل الذي يرجو البقاء

ولكل جرح سبب ، ولكل سبب مبرّر ، ولكل مبرّر حجّة يقنع بها الآخر نفسه ، ولكل نفس حساب يوم الحساب .
وما زلت مقتنعًا أنّ خسائر الآخر أكثر ضرّرًا وقسوة من خسائر من قد نشبههم بالذئاب .

على أنّ هذه التسمية ليست مقصودة بعينها لمن حبّ وأحبّ بصدق ، ثمّ تدخلت عوامل جغرافية أو اقتصادية أو ظروف تلاعب بها الظنّ والشك وسوء النيّة في أحداث قد تؤلم طرف أو الطرفان معًا ، إنّما كانت التسمية لوصف حالات بعينها - وما أكثرها - جرى فيها الذبح مع سبق الإصرار والترصد .

أخي شجاع

أفهم تمامًا ما قصدته ، وهذا النزف الطويل قد يكون جميلًا حتّى في أكثر مراحله ألمًا .


كن بخير

راضي الضميري
17-03-2009, 02:51 AM
الفاضل راضي ...

أحببتُ نصّك كثيراً ، وأنا على عهدي مع نفسي ، قارئة لما تكتب كلما سمحتْ لي الظروف
لأنك بحق ترضي ذائقتي كيفما جاءت كتابتك وما سطّّرت.

دمتَ لمن تحب ولنا..

روميه

أختي الفاضلة رومية فهد ؛

بعد كل قراءة لتعليقك أجدني أتلعثم ولا أعرف كيف أكتب ردًا يليق بمقامك الكريم .

والآن أكتب بيد واحدة - لظروف قاهرة - ولعلّها جاءت هذه الظروف في الوقت المناسب لتعبر عن هذا التلعثم الذي يصاحبني في كتابة ردي ؛ فقررت أنْ تصمت خجلًا وتواضعًا أمام حرفك النبيل .

أختي الفاضلة ؛ مرحبًا بك ، ووجودك ينير عتمة هذا المتصفح المتواضع الذي أضاء بأنوار حروفك .



تقديري و احترامي

روميه فهد
19-03-2009, 09:42 PM
أختي الفاضلة رومية فهد ؛
بعد كل قراءة لتعليقك أجدني أتلعثم ولا أعرف كيف أكتب ردًا يليق بمقامك الكريم .
والآن أكتب بيد واحدة - لظروف قاهرة - ولعلّها جاءت هذه الظروف في الوقت المناسب لتعبر عن هذا التلعثم الذي يصاحبني في كتابة ردي ؛ فقررت أنْ تصمت خجلًا وتواضعًا أمام حرفك النبيل .
أختي الفاضلة ؛ مرحبًا بك ، ووجودك ينير عتمة هذا المتصفح المتواضع الذي أضاء بأنوار حروفك .
تقديري و احترامي

يد واحدة؟؟

عساه خيرا أيها الفاضل؟ ما بها يدك ؟

راضي الضميري
04-06-2009, 01:35 PM
رأيت هنا لؤلؤة تتحدث
سأعود لأتمعن بجمالها أكثر

وحتى ذلك الحين تقبل مني أجمل الورود..

ونحن بانتظار عودتك أيتها الأديبة السامقة ، ورأيك مهم جدًا بالنسبة لي ولجميع القراء .

كوني بخير دائمًا .

تقديري

راضي الضميري
14-12-2009, 12:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله
يوما سينفجر القلب بركاناً يحرق خلاياه
لشدة ما ينوء بحمله.. اثقل من الجبال..
اقوى من البحار الهائجة.. كم ستصبري
يا ذاتي الضائعة.. يا روحي الهائمة ..
يا قلب مجروح لا يبوح.. يا درب وعر
لا بد من نهايته يوما..وقد جاء اخيراً..
إرحل بكل ما فيك .. ارحل الى الأزل..
آن آوان قطف ثمار الفرح والامل والعطر.
-------------
اخي الأصيل والقلم النبيل
راضي الضميري
اعجبني جدا ما قرأته هنا وتعقيباتك
تنم عن انسان بمعنى الكلمة ويبدو
انك خطفت جزءا من اسمك الجميل
والضمير متيقظ جدا لديك ترفض
الظلم بكل جوانبه ومعانيه..
يوما ما ستقف كل امراة مضطهدة
رغم العواصف وتشق طريقها وسط
عطر الزهور وبراعم الغد المشرق
وعذرا على الاطالة وتفاعلي مع
نصك الرقيق البالغ الجمال والوصف.
وتحيتي لك من الاعماق


ما أراه هو أن الأنثى في عالمنا العربي والإسلامي تدفع ثمنًا باهظًا لحسن نواياها ، وسوء التقدير - في بعض الأحيان - لمشاعرها تجاه الطرف الآخر .
إذا حسبنا حجم الخسائر لدى كلا الطرفين فإننا نجد أن المعادلة ظالمة جدًا . والخاسر الأكبر هي الأنثى لأنها لم تنل حقوقها كاملة ، كما أنّ الطرف الآخر غالبًا ما يسيء استخدام حقوقه وينسي أن الزمن لن يرحمه وعدالة الله تعالى بالمرصاد وكما تدين تدان .

شكرًا لك أختي الفاضلة على كل حرف خطّه يراعك النبيل وتقبلي اعتذاري و تأخري في الرد عليك .

تقديري واحترامي