تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أفديك يا ولدي



نبيل شبيب
15-12-2003, 02:46 PM
كانت حادثة حريق..وامتدّ اللهب إلى يديه وهو يسعى لإخماد النار في المنزل، ووجدته تحت العلاج وقد انتُزعت بشرة يده اليسرى، أحدّثه مواسيا، فيحدّثني مطمئنا، وأسأل عن أحواله، فيسأل عن أمّه وأخته.. ويغالب الألم داعيا، ويكبت الشكوى راضيا.. وأحمد الله تعالى أنّي ما عرفت ابني "جهاد" إلا على مثل ذلك طفلا وشابا يافعا.

أفديك يا ولدي


أَفْديكَ يا وَلَدي بِقَلْبٍ يَخْفِقُ
وَالخَفْقُ يَقْرَعُ مُهْجَتي وَيُمَزّقُ
قَدْ كُنْتَ طِفْلا لا أُطيقُ فِراقَهُ
أَخْشى عَلَيْهِ مِنَ النّسيمِ وَأُشْفِقُ
فَإِذا غَفا لَمْ يَغْفُ قَلْبٌ خافِقٌ
وَإِذا صَحا لَمْ تَغْفُ عَيْنٌ تَرْمُقُ
وَأَقَرَّ عَيْني أَنْ رَأَيْتُكَ راشِداً
وَوَجَدْتُ فيكَ البِرَّ لا يَتَمَلَّقُ
تَقْوى الكَريمِ حَبَتْكَ أَخْلاقاً سَمَتْ
نِعْمَ الشّبابُ بِهَدْيِهِ يَتَخَلَّقُ
كَمْ كُنْتُ أَلْمَحُ في عُيونِكَ خَشْيَةً
وَأَرى فِعالَكَ بِالهِدايَةِ تَنْطِقُ
وَإِذا نَظَرْتَ مَنَحْتَ حُبّاً صادِقاً
وَيَداكَ في صُنْعِ المَحَبَّةِ أَصْدَقُ
لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ أَلْفَ أَلْفِ يَدٍ لَما
أَمْسَكْتُها تَفْدي يَدَيْكَ فَتُحْرَقُ
وَالنّارُ إِذْ يَسْري إِلَيْكَ لَهيبُها
تَسْري إِلى عَيْني دَماً يَتَدَفَّقُ
يُسْراكَ أَمْسَتْ –وَيْحَ عَيْني- جَمْرَةً
مِنْ بَعْدِما كانَتْ يَداً تَتَرَفَّقُ
أَلَمٌ تَسَلَّلَ لِلشّفاهِ مُحاذِراً
سَمْعي، وَعَيْنُكَ في الفَراغِ تُحَدّقُ
وَتُلِحُّ بي أَنْ أَطْمَئِنَّ مُغالِباً
دَمْعاً حَبيساً لِلجُفونِ يُحَرّقُ
وَأُطَمْئِنَ الأُمَّ الرّؤومَ وَقَلْبَهـا
وَالأُخْتَ وَالأَحْبابَ كَيْلا يَقْلَقوا
وَإِذا سَأَلْتُكَ جاءَ رَدُّكَ راضِياً
تَدْعو الرّحيمَ فَبابُهُ لا يُغْلَقُ
وَلَدي فَدَيْتُكَ قَدْ دَعَوْتَ مُصابِراً
وَعَطاءُ رَبّكَ مِنْ دُعائِكَ أَسْبَقُ

ياسمين
15-12-2003, 08:01 PM
بارك الله لك فى ولدك أستاذى
فهذا هو قلب الأب دائما
حنونا عطوفا حكيما
دمت أبا حنونا له ورائعا لنا

لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين

عبد الوهاب القطب
16-12-2003, 03:17 AM
لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ أَلْفَ أَلْفِ يَـدٍ لَمـا
أَمْسَكْتُها تَفْـدي يَدَيْـكَ فَتُحْـرَقُ
وَالنّارُ إِذْ يَسْـري إِلَيْـكَ لَهيبُهـا
تَسْري إِلى عَيْنـي دَمـاً يَتَدَفَّـقُ
يُسْراكَ أَمْسَتْ –وَيْحَ عَيْني- جَمْرَةً
مِنْ بَعْدِمـا كانَـتْ يَـداً تَتَرَفَّـقُ
أَلَـمٌ تَسَلَّـلَ لِلشّفـاهِ مُـحـاذِراً
سَمْعي، وَعَيْنُكَ في الفَراغِ تُحَـدّقُ

اخي الحبيب

نبيل

شعور صادق لا يخفى على احد

الا على من في حسه عطب.

تجلت عاطفة الاب في هذه الابيات الرائعة

ومقدرة شاعر صور فاحسن.

حفظ الله من تحب واطال الله في عمرك

تحياتي واعجابي

المخلص

ابن بيسان

بندر الصاعدي
16-12-2003, 09:37 PM
أخي الأستاذ / نبيل

حمداً لله على سلامة الأهلِ مما حلَّ , وأقرَّ عينَكَ برويتِك ابنك يكبرُ وتكبرُ فيه الهمّةُ والشجاعةُ والتقى ..

قراءةُ القلبِ لهذه المشاعر المسكوبة هنا تبعثُ الحميمة وتشوِّقُ العزّاب لزَّواجِ والإنجاب ..
لك التحية والتقدير
دمت بخير
في أمان الله .

أبو جاسم
16-12-2003, 11:39 PM
قصيدة رائعة وعواطف سامية وهل هناك أصدق من عاطفة تصدر من قلب الشاعر الحق تجاه فلذة كبده؟
بارك الله فيك وبارك لك في نجلك وجعله من الصالحين وشكرا لك لما تتححفنا به من روائع.

نهى فريد
17-12-2003, 01:34 PM
وَلَدي فَدَيْتُكَ قَدْ دَعَـوْتَ مُصابِـراً
وَعَطاءُ رَبّكَ مِنْ دُعائِـكَ أَسْبَـقُ


رائع هذا البيت فهل من مواساة أفضل من هذه ؟؟

أخ نبيل
جميل ما ترجمت من عاطفة جياشة
جعله الله من ذريتك الصالحة وقر عينيك به وبإخوته

تحياتي

د. سمير العمري
28-12-2003, 01:23 AM
قَلْبِي بِمَا حَزَبَ الأَحِبَّةَ يُشْفِقُ=وَالعَيْنُ مِنْ فَخْرٍ بِهِمْ تَغْرَوْرِقُ
تَاللهِ مَا أَشْجَى الْمَشَاعِرَ مِثْلَمَا=أَشْجَاكَ يَا قَلْبِي الْحَنَانُ الْمُغْدِقُ
وَلَدٌ يُغَالِبُ جَرْحَهُ بَرَّاً بِهِ=وَأَبٌ يَذُوْبُ مِنَ الأَسَى وَيُحَمْلِقُ
أَنْعِمْ بِبِرِّكَ يَا جِهَادُ فَإِنَّهُ=عِنْدَ الْمَلِيْكِ مَثُوْبَةٌ لا تُسْبَقُ
وَاهْنَأْ نَبِيْلُ بِمَا غَرَسْتَ مِنَ التُّقَى=فََمِنَ الْجُذُوْرِ تَلِي الغُصُوْنُ وَتُوْرِقُ

د.جمال مرسي
28-12-2003, 06:12 AM
أخي الكريم نبيل
فعلا مشاعر لأبوية لم أرَ أعظم و لا أجمل منها
مشاعر متبادلة بين أب رحيم و ابن بار
بارك الله بالإبن و الأب
و تحياتي

مـتـذوّق
29-12-2003, 02:36 AM
شاعِـرنا ( نبـيل )

أولا ً .. حمدا ً لله على سلامة الأهل .. ولعلّ ماأصابكم تكفيرا ً للخطايا ورفعة ً للدرجات عند المولى إن شاء الله ..

ثانيا ً .. رزقك الله بر ابنك كما رزقه عطفك عليه ..

ثالثا ً .. لافضّ فوكَ ..

ولك خالص التحية ..


:0014:

نبيل شبيب
29-12-2003, 01:15 PM
أختي الكريمة ياسمين.. كلماتك سيّان ما كتبت.. تفوح بعبق الياسمين.. أرجو أن أنعم بها على الدوام في هذه الواحة.. وأسأل الله العون أن أكون ويكون جهاد كما ذكرت.

الأبيات التي أبرزتها -أخي الكريم ابن بيسان- هي بالفعل في مقدّمة ما أحببت نقله من صورة واقعية حيّة.. إلى عالم الشعر، وإذ ذكرت أننّي قد وُفقت في ذلك.. أحمد الله، فلشهادتك مكانتها لدي

أخي بندر.. هل أكون محقّا في الدعاء: أسأل الله لك سرعة الزواج، وسرعة الإنجاب، وبالمناسبة عمر جهاد 19 سنة، وزفافه إن شاء الله في آذار/ مارس القادم بعد أن تمّ الزواج قبل شهور، أليبس في هذا ما يشجّع؟..

الأخ الكريم أبو جاسم جزاك الله خيرا على كلماتك الأخوية، التي تزيد الرغبة في التعارف المباشر في عالم الواقع وليس في هذا العالم الافتراضي فقط.. على أنّه يعطينا معنى إضافيا للحديث الشريف عن الأرواح، الجند المجنّدة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف..

أختي نهى.. فعلا لا يدرك ما تعنيه تلك العناية الربّانية المركّزة على حياة الزوجية وعلى ترابط الأسرة، والتي ورد ذكرها كآية من آياته، في معرض تعداد آياته الكونية الكبرى.. لا يدرك عمق هذا المعنى إلا من أصبحت له أسرة، على كتاب الله وسنّة رسوله، وأنعم الله عليها بالإسلام وقيمه وأخلاقه..
جزيت خيرا على دعوتك الصادقة

أخي سمير.. أقول ما تقول عادة ولا أزيد: أحبك في الله!

أخي د. جمال.. يسعدني مرورك بهذه الأبيات.. ويشجّعني إعجابك بها.. ويزيد يقيني بأنّ قيمة الشعر تتبدّل ارتفاعا وانخفاضا بقدر ما تصنعه المشاعر التلقائية.. في لحظة من اللحظات التي تفرض نفسها على القلم فرضا

أخي متذوّق..
أولا: سلّمك الله وسلّم سائر أحبابك ولا أراك فيهم مكروها
ثانيا: دعاؤك مستجاب بإذن الله.. ودعوة الملائكة مستجابة (وله مثل ذلك)
ثالثا: ما دمت في هذه الواحة.. أقرأ ما أقرأ من إبداع فيها فلن أنقطع عن المحاولة إن شاء الله

ولك ولسائر الإخوة والأخوات خالص التحية والمحبة

د. سمير العمري
29-12-2003, 07:20 PM
ونحن قد أحببناك في الله صادقين أيها النبيل الحر منذ قرأنا لك وعرفنا أي نفس كبيرة وفكر قويم تحمل.

ووالله لو كان من فضل الشبكة أن نتعرف إلى أخ مثلك لكفتنا.


تحياتي ومحبتي أيها الأخ الطيب.
وأدام الله عليكم نعمته وأظلنا بهذا الحب في ظل عرشه.
:0014: