المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مواطن عادي



سعيدة الهاشمي
23-02-2009, 02:39 PM
فتح الباب بعصبية، رمى بالمفتاح ومعطفه أرضا ثم استلقى على الأريكة محاولا عبثا الاستسلام للنوم الذي جفاه منذ أيام.
لم يعد نفس الشخص المفعم بالحيوية والنشاط والمرح، انقلبت حياته رأسا على عقب، مل نفسه، واقعة، أصدقاءه بل حتى الأكل والشرب مله.
انتفض جالسا بعدما باءت كل محاولاته الخلود إلى النوم بالفشل؛ شغل التلفاز، أغمض عينيه مرارا، انتفض جسده وسرت به قشعريرة قوية، سالت دموعه، لهج لسانه ببعض الأدعية، ارتفعت درجة حرارته، أحس ببركان من الغضب والحسرة والعجز يحرق فؤاده، ضغط على جهاز التحكم مغيرا القناة بعدما عجز عن مواصلة الأخبار.
رآهم مجتمعين حول طاولة ضخمة يتوسطها طبق صغير يتصاعد منه بخار دم وأنين وهم عنه غافلين، تتضارب أقوالهم، يتراشقون التهم كالأطفال الصغار، يمتهنون فن الخُطب الذي لم يعد يجدي نفعا. على شفاههم ارتسمت ابتسامة تواطؤ وخذلان. تساءل بمرارة وحسرة : ألا يشعرون؟
أدرك أنهم الضوء الأخضر الذي أنار للجبناء الملاعين الطريق، والضوء الأحمر الذي وقف حاجزا أمام رغبات الملايين وأمام الحق. تسارعت دقات قلبه فسقط وجهاز التحكم ما زال في يده.

الطنطاوي الحسيني
23-02-2009, 03:39 PM
فتح الباب بعصبية، رمى بالمفتاح ومعطفه أرضا ثم استلقى على الأريكة محاولا عبثا الاستسلام للنوم الذي جفاه منذ أيام.
لم يعد نفس الشخص المفعم بالحيوية والنشاط والمرح، انقلبت حياته رأسا على عقب، مل نفسه، واقعة، أصدقاءه بل حتى الأكل والشرب مله.
انتفض جالسا بعدما باءت كل محاولاته الخلود إلى النوم بالفشل؛ شغل التلفاز، أغمض عينيه مرارا، انتفض جسده وسرت به قشعريرة قوية، سالت دموعه، لهج لسانه ببعض الأدعية، ارتفعت درجة حرارته، أحس ببركان من الغضب والحسرة والعجز يحرق فؤاده، ضغط على جهاز التحكم مغيرا القناة بعدما عجز عن مواصلة الأخبار.
رآهم مجتمعين حول طاولة ضخمة يتوسطها طبق صغير يتصاعد منه بخار دم وأنين وهم عنه غافلين، تتضارب أقوالهم، يتراشقون التهم كالأطفال الصغار، يمتهنون فن الخُطب الذي لم يعد يجدي نفعا. على شفاههم ارتسمت ابتسامة تواطؤ وخذلان. تساءل بمرارة وحسرة : ألا يشعرون؟
أدرك أنهم الضوء الأخضر الذي أنار للجبناء الملاعين الطريق، والضوء الأحمر الذي وقف حاجزا أمام رغبات الملايين وأمام الحق. تسارعت دقات قلبه فسقط وجهاز التحكم ما زال في يده.
أختنا المبدعة سعيدة الهاشمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استراح وما أراح
كان لابد أن يسقط وكانت لابد من نهاية مشرفة مشرقة
فهو رجل في زمن الرجال ندرة
أختنا المشرفة سعيدة ما شاء الله على الابداع وطبق الدم الصغير في المائدة الكبيرة
مبدعة أختنا سعيدة الهاشمي

آمال المصري
23-02-2009, 06:33 PM
روعة في الأسلوب
تنتشي بعطرها الكلمات رغم الألم
أخذتني بجمل يقف عند معناها المعجم طويلا ..
المبدعة / سعيدة
سقط وجهاز التحكم ما زال في يده.
استوقفتني هذه الجملة لأنها تحكي الواقع في كليمات
أحييكِ
ولكِ ودي وورودي

ابراهيم السكوري
23-02-2009, 07:06 PM
اهلا أستاذي سعيدة
اردت أن الومك على هذه المأساوية ..فإذا بها الحقيقة المرة ..
مواطن عادي و ليس بيده حيلة . عليه ان يختار بين الموت السريع أو البطيء.. و ما دام هؤلاء المجتمعون اختارو له البطيء فعليه أن يختار السريع .. شيء من الثورة..
أنها مأساة مواطن عادي
شكرا لقلمك ايتها المبدعة ..
تحياتي

هشام عزاس
23-02-2009, 10:06 PM
أتعرفينَ سعيدة هي قصة واقعية , و حدثت فعلا خلال العدوان الهمجي على غزة هنا في مدينتي , فلم يحتمل المسكين هول ما رأتهُ عيناه فسقط صريع عجزه , سكت قلبه فجأة , فضّلت روحه الرحيل على أن تحيا عذاب الصمت و قلة الحيلة .

إنها مأساة نحياها كل يوم و كل حين , مأساةُ من يرى طفله يُذبح و أمه تُسلخ و امرأته تُستهان على مرأى العالم و على مرأى عينيه , و هو قابع خلف جهاز تلفاز يرى لحظة بلحظة روحه تُمزق داخل ضلوعه , و لا يملكُ أن يرفع يده مدافعا أو مقاوما , يبكي فلا يستريح و يصرخ بملء قوته فيضيع صوته في الهباء , يعتصره الألم و تنقبضُ أنفاسه , فإمّا تُسقطهُ سكتة قلبية , أو تصرعهُ جلطة دماغية .

كنتُ أعتقدُ أن العلقم مرار و لكنه قطعةُ سكر أمام طعم ِعجز قلب حيّ .

نسأل الله العفو و العافية

علاء الدين حسو
24-02-2009, 10:51 AM
سعيدة الهاشمي المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة جميلة وخادعة توحي في البداية سبب القلق هو عاطفي ، غرامي ، واذا تاتي الخاتمة لتدهشنا بواقع نحاول التهرب منه ..
مودتي وتقديري

عماد أمين
24-02-2009, 03:28 PM
أما أنا سيدتي فأفهمها أنه لم يمت وإنما سقط مغشيا عليه
أخذوه إلى المستشفى...عولج ثم رجع إلى بيته ليكمل حلقات المسلسل
الذي لن ينتهي إلا برحيل من أعطوا الضوء الأخضر لهؤلاء الملاعين....
واستخلافهم بمن إذا نظر إليهم تسارعت دقات قلبه فرحا وليس كمدا.

تحياتي سيدتي

راضي الضميري
24-02-2009, 03:51 PM
الأخت الفاضلة الأديبة سعيدة الهاشمي
تصوير حيّ سلط الضوء على هذا الإنسان العادي الذي ملّ كل شيء ، الكذب والنفاق والغش والخداع من هؤلاء الجالسين حول طاولة تحلّلت من رائحتهم العفنة ؛ ومن بعض أناس امتهنوا كل ذلك كوسيلة للعيش والبقاء .
لا أدري لماذا شعرت بأنّ نهاية القصة لو توقفت عند تساؤل هذا المواطن العادي " ألا يشعرون ؟ لكان أفضل ، وهذا رأيي المتواضع ولا يقلل - طبعًا - من جمال نصكّ وقوة الأفكار المطروحة فيه .

تقديري واحترامي

مازن لبابيدي
25-02-2009, 02:22 PM
فتح الباب بعصبية، رمى بالمفتاح ومعطفه أرضا ثم استلقى على الأريكة محاولا عبثا الاستسلام للنوم الذي جفاه منذ أيام.
لم يعد نفس الشخص المفعم بالحيوية والنشاط والمرح، انقلبت حياته رأسا على عقب، مل نفسه، واقعة، أصدقاءه بل حتى الأكل والشرب مله.
انتفض جالسا بعدما باءت كل محاولاته الخلود إلى النوم بالفشل؛ شغل التلفاز، أغمض عينيه مرارا، انتفض جسده وسرت به قشعريرة قوية، سالت دموعه، لهج لسانه ببعض الأدعية، ارتفعت درجة حرارته، أحس ببركان من الغضب والحسرة والعجز يحرق فؤاده، ضغط على جهاز التحكم مغيرا القناة بعدما عجز عن مواصلة الأخبار.
رآهم مجتمعين حول طاولة ضخمة يتوسطها طبق صغير يتصاعد منه بخار دم وأنين وهم عنه غافلين، تتضارب أقوالهم، يتراشقون التهم كالأطفال الصغار، يمتهنون فن الخُطب الذي لم يعد يجدي نفعا. على شفاههم ارتسمت ابتسامة تواطؤ وخذلان. تساءل بمرارة وحسرة : ألا يشعرون؟
أدرك أنهم الضوء الأخضر الذي أنار للجبناء الملاعين الطريق، والضوء الأحمر الذي وقف حاجزا أمام رغبات الملايين وأمام الحق. تسارعت دقات قلبه فسقط وجهاز التحكم ما زال في يده.
أحسنت تصوير واقع الملايين أختي سعيدة الهاشمي .
أي إحباط نحن فيه ؟
أي قهر نحيا فيه ؟
عجبت كيف لا تتفجر قولبنا قيظا ، ولا تنفطر أكبادنا غيظا !!!
شكرا لك هذا الإبداع .

سعيدة الهاشمي
25-02-2009, 03:24 PM
أختنا المبدعة سعيدة الهاشمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استراح وما أراح
كان لابد أن يسقط وكانت لابد من نهاية مشرفة مشرقة
فهو رجل في زمن الرجال ندرة
أختنا المشرفة سعيدة ما شاء الله على الابداع وطبق الدم الصغير في المائدة الكبيرة
مبدعة أختنا سعيدة الهاشمي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

سقط عجزا وقهرا ويأسا وإحباطا، تمنى أن يقاتل، خنقته الآلم وأوقفت المشاهد المروعة

قلبه عن النبض.

تقبل احترامي وتقديري.

سعيدة الهاشمي
26-02-2009, 12:34 PM
روعة في الأسلوب
تنتشي بعطرها الكلمات رغم الألم
أخذتني بجمل يقف عند معناها المعجم طويلا ..
المبدعة / سعيدة
سقط وجهاز التحكم ما زال في يده.
استوقفتني هذه الجملة لأنها تحكي الواقع في كليمات
أحييكِ
ولكِ ودي وورودي

الروعة تواجدك بالقرب،

نعم إنها جملة تحمل الكثير بين طياتها، موت وعجز وقهر...

بسعادة أستقبل وردك وودك.

سعيدة الهاشمي
26-02-2009, 12:38 PM
اهلا أستاذي سعيدة
اردت أن الومك على هذه المأساوية ..فإذا بها الحقيقة المرة ..
مواطن عادي و ليس بيده حيلة . عليه ان يختار بين الموت السريع أو البطيء.. و ما دام هؤلاء المجتمعون اختارو له البطيء فعليه أن يختار السريع .. شيء من الثورة..
أنها مأساة مواطن عادي
شكرا لقلمك ايتها المبدعة ..
تحياتي

يا ليتهم تركوا له فرصة الاختيار، إنهم كبلوه بالعجز فلم يحتمل بركان الحسرة الذي تصهر حممه كيانه

وتقتله ببطء إن الله كان رحيما به

تقديري لمرورك.

معروف محمد آل جلول
26-02-2009, 12:46 PM
أختنا سعيدة..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
هذه ومضة قصصية بديعة ..
تستنطق عمق الذات ..وتحاور المكنون..
تحتاج إلى وقفة لأجل فك جميع رموزها ..
تعالج حالة وموقف وفكرة..
لكنها لأول وهلة تسجل فكرة خطيرة جديرة بالطرح والدراسة ..
تأثير القنوات على حياة الناس ..
وانشغال الخاصة على العامة ..
بالغ تقديري..
خالص تحياتي ..

نزهة الحاج محمد
26-02-2009, 01:30 PM
أختي سعيدة صورت بقصتك هذه واقع الملايين ممن تشخص عيونهم على الشاشات ، لا يرون أمامهم سوى دمى تتحرك جيئة وذهاب ، تمثل القمم وتعتلي الكراسي وتصدر القرارات والاحكام .. وهم في حقيقتهم رجال لا يرحمون ولا يجعلوا رحمة الله تنزل ..
كم من أناس سقط جهاز التحكم من يدهم ، وهم في دوامة الأسى و الغضب والمرارة التي اعتصرت أوجاعاً وأمراضاً توقف الدم في العروق ..
عزيزتي .. نعم .. بعضنا يموت وعيونه مفتوحة .. كي يرجع للحياة مرة أخرى .. أكثر قوة ..وأكثر دراية وحكمة ..

سلمت أختى سعيدة ..وسلم قلمك

روميه فهد
25-04-2009, 12:45 AM
الغالية سعيدة

أنا هنا لأسأل عنكِ ...؟ عسى غيابك خيرا...

(f)

روميه

اشرف نبوي
26-04-2009, 08:41 AM
سعيده الهاشمي

الجماليات التي حفل بها النص هنا شدتني ن ناقش اخوتنا الافاضل الموضوع وهو موضوع قديم جديد ، في بلادنا اصبح واقع مر نرتشف منه يوميا لا نحن متنا كبطلك هنا ولا نحن بذات الوقت نعيش

لكني اقول لك ان جماليات السرد ونحت الجمل في رشاقه لا استغربها علي كاتبه قديره مثلك ادهشني ، واسعدني بما حمل من تضافر للجمال اللفظي مع السرد الرشيق لتنفذ الفكره بعفويه محببه إلي القلب

خالص تقديري

اشرف نبوي

أسيل أحمد
28-05-2023, 12:37 PM
هى قصة المواطن العادي وما يتجرعه من مرار دون أن يكون له القدرة على التغيير أو الدفاع
فيسقط قهرا وعجزا ، ويتوقف قلبه حسرة وغيظا وألما.
قصة بارعة بكلمات كرماح مسننة تخترق منا القلوب وتدمي المحاجر.
دمت ودام جمال حرفك.