تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يوميات .. سين ... وصاد



راضي الضميري
24-02-2009, 09:12 PM
يوميات سين وصاد
هي يوميات لا أقصد بها أحد ، لا دولة ولا شعب ، لا حاكم ولا محكوم ، لا كبير ولا صغير ، وأي تشابه بينها وبين الواقع فهو حتمًا ...........................مقصود . وقد تستمر و إلى وقت غير معروف ، لا يعلمه إلا علام الغيوب .
سين يبدأ بالحوار ، وصاد لم يعترض إطلاقًا على هذا المبدأ ، فالطاولة المستديرة – كرتنا الأرضية - خير دليل على أنّ بني آدم كلهم سواسية من حيث المنشأ ، وفروع وحدث ولا حرج من حيث المبدأ ؛ وعلى بركة الله نبدأ .
*****
- أتعرف شيئًا .
- لا ؛ لا أعرف ؟
- أحيانًا أودّ لو أنّني زرافة .
- لماذا ؟
- لأنّها تسكن فوقنا مباشرة .
- وماذا يعني ذلك ؟
- أريد أنْ أراها .
- وما علاقة الزرافة في هذا الموضوع ؟
- لأنّ رقبتها طويلة .
- وماذا لو ضبطك والدها أو شقيقها ؟
- أتمنى لو أعود ذبابة .
- أتعلم شيئًا ؟
- لا ؛ لا أعلم .
- أتمنى لو أنّني لم أعرفك .
- لماذا ؟
- لأنّي لا أصادق من ينتمي إلى عالم الذباب .
*****
- هل تعلم ؟
- لا ؛ لا أعلم.
- أشعر وكأنّني على وشك الجنون .
- لماذا ؟
- يبدو وكأنّني لم أعد أفهم شيئًا .
- وما الذي لا تفهمه ؟
- لم أعد أفهم جيراني .
- وكيف ذلك ؟
- بالأمس كان جدّي يحدثني بفرح وتفاؤل عن أحوال النّاس قبل نحو قرنٍ من الزمان .
- وما الغريب في ذلك ؟
- الغريب أنّ جدّي مات بالأمس ؛ ونصف سكان العمارة لم يعلموا بالأمر حتى الآن !
- هل تعلم
- لا ؛ لا أعلم .
- لقد مات جدك وارتاح .

نادية بوغرارة
24-02-2009, 09:41 PM
أتابع ، بترقب ،

يبدو صاد متفهما في أول يومياتك .

تقديري .

حسام القاضي
24-02-2009, 10:31 PM
طريفة تلك البداية الحوارية بين س و ص
1
يعيش البعض على تصورات عنترية شامخة
وعند الجد يعود لذبابيته ..

انتظر جديدك دائماً

معروف محمد آل جلول
24-02-2009, 10:52 PM
المحترم راضي..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
نتابع بشغف يومياتك..
نرجو أن تطول..وتدوم ..
بالغ تقديري..
خالص تحياتي..

آمال المصري
24-02-2009, 10:56 PM
ليست المشكلة فيمن يبدأ الحوار ...
أو من لم يعترض ..!
ولكن أتابع ماسيصل له كلا من سين وصاد
أستاذي الفاضل
أترقب القادم باهتمام

مروة عبدالله
25-02-2009, 12:58 PM
أتابع هذه الحوارية
التى تتحدث عما يجري في الحياة وأحداثها
متابعة وبشغف
محبتى

راضي الضميري
25-02-2009, 05:42 PM
طريفة تلك البداية الحوارية بين س و ص
1
يعيش البعض على تصورات عنترية شامخة
وعند الجد يعود لذبابيته ..

انتظر جديدك دائماً
أخي الأديب حسام القاضي

التصورات العنترية لا تغني ولا تسمن من جوع ، والواقع هو من يحكم على النّاس وأفعالهم وتصرفاتهم .
أشكرك أخي الحبيب

تقديري واحترامي

راضي الضميري
25-02-2009, 05:44 PM
المحترم راضي..
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته..
نتابع بشغف يومياتك..
نرجو أن تطول..وتدوم ..
بالغ تقديري..
خالص تحياتي..
أخي الأديب معروف آل جلول
سنتابع بفضل تشجيعكم ومساندتكم لنا، نسأل الله تعالى أنْ يشرح قلوبنا جميعًا للحق .

تقديري واحترامي

راضي الضميري
25-02-2009, 05:49 PM
أتابع ، بترقب ،
يبدو صاد متفهما في أول يومياتك .
تقديري .
أعتذر أختي الفاضلة والعزيزة على قلوبنا جميعًا ،النت عندي ضعيف جدًا ولم أنتبه إلى أنّ ردّي لم ينفذ بشكل صحيح .
وأشكرك على هذا المرور والتشجيع أختي العزيزة .
تقديري واحترامي

راضي الضميري
25-02-2009, 05:51 PM
ليست المشكلة فيمن يبدأ الحوار ...
أو من لم يعترض ..!
ولكن أتابع ماسيصل له كلا من سين وصاد
أستاذي الفاضل
أترقب القادم باهتمام
أختي الفاضلة رنيم
صدقت ليس مهمًا من سيبدأ الحوار ؛ ولكن المهم ما يخرج به من نتائج

أشكر لك متابعتك الكريمة لقلمي المتواضع
تقديري واحترامي

راضي الضميري
25-02-2009, 05:53 PM
أتابع هذه الحوارية
التى تتحدث عما يجري في الحياة وأحداثها
متابعة وبشغف
محبتى

الأخت الفاضلة مروة
مرورك على هذا المتصفح المتواضع شهادة أعتز بها ، ولكِ عندي كل التقدير والاحترام
سنتابع معًا ما تبقى من هذه الرحلة
كوني بخير

راضي الضميري
25-02-2009, 05:57 PM
- أتدري ؟
- لا ؛ لا أدري .
- لقد ملّلت هذه الحياة .
- لماذا ؟
- لأنّني لم أحقق خلال مسيرة حياتي شيئًا ذو قيمة يذكر .
- مثل ماذا ؟
- لم أتزوج حتى الآن .
- هذا أمر عادي .
- ولا أملك سكنًا خاص بي .
- مثلك كثير .
- ولا أملك سيارة
- الصبر جميل .
- ولم أعمل في حياتي .
- هذا أمر مثير.
- ولم أنجب أولاد
- لكنك قلت لي أنّك لم تتزوج.
- ولكنّني لم أقل لك أنّني لم أتعرف على أحد .
- أتعلم ؟
- لا ؛ لا أعلم .
- لله في أمثالك حكمة بالغة .
- وكيف ذلك ؟
- لأنّ من هم على شاكلتك لن يزيدوا الأرض إلا فسادًا وفسقا .
*****
- هل سمعت الخبر ؟
- أي خبر ؟
- يقولون أنّ المرأة التي تسكن في العمارة المجاورة لنا دخلت السجن .
- وماذا في ذلك ؟
- يقولون أنّهم ضبطوها مع رجل في لباس امرأة .
- وما شأني في هذا ؟
- يقولون يبدو أنّها اختلفت معه ثم قتلته .
- الله أعلم بما حصل .
- يقولون أنّها حاولت الانتحار فيما بعد .
- هذا ليس حلًا ، ونسأل الله أنْ يعفو عمن أذنب واستغفر .
- يقولون أيضًا أنّها الآن في المستشفى .
- نسأل الله أنْ يلطف بالبشر .
- والغريب أنّ زوجها بكى كثيرًا عندما سمع الخبر .
- الله أعلم بما في نفوس البشر .
- لكنهم يقولون أنّه حاول جهده حتى يفرج عنها .
- الله أعلم ببني آدم وبما أسرّ .
- وسمعتهم يقولون أنّه سيقاتل بدمه حتى يثبت براءتها .
- هل شاهدت بنفسك ما حصل ؟
- سمعتهم يقولون فنقلت الخبر .
- أتعلم ؟
- لا ؛ لا أعلم .
- المجرمين من أمثالك هم من يقتلون البشر .

آمال المصري
25-02-2009, 07:17 PM
أستاذي الفاضل
حكم بليغة ارتدت ثوباً حوارياً جديداً في الآداء
جعلها أكثر تشويقا ووصولاً للملتقي
رائعة بحق
نتابع أكثر بنهم

معروف محمد آل جلول
25-02-2009, 07:30 PM
المحترم راضي ..
أملنا أن يتواصل هذا الحوار الهادف..
خالص التحايا..

راضي الضميري
26-02-2009, 05:39 PM
أستاذي الفاضل
حكم بليغة ارتدت ثوباً حوارياً جديداً في الآداء
جعلها أكثر تشويقا ووصولاً للملتقي
رائعة بحق
نتابع أكثر بنهم
هذا التشجيع المتواصل يعيننا على مواصلة الرحلة .
أختنا الفاضلة رنيم
شكرًا من القلب .
تقديري واحترامي

راضي الضميري
26-02-2009, 05:48 PM
المحترم راضي ..
أملنا أن يتواصل هذا الحوار الهادف..
خالص التحايا..
كل الشكر والتقدير أيها الأخ العزيز
تقديري واحترامي

راضي الضميري
26-02-2009, 05:50 PM
- أتعلم ؟.
- لا ؛ لا أعلم .
- لقد اشتريت سيارة حديثة جدًا .
- وبعد طول انتظار ، مبارك عليك .
- ولكنّ أعتقد بأنّني مضطر إلى مسايرة الأمور .
- أية أمور ؟
- أجدني مضطرًا إلى تغيّير مبادئي .
- لماذا ؟
- لأنّ طبيعة العمل الإضافي تتطلب ذلك.
- ولكن أي عمل ؟
- وقد عرضوا عليّ الانتساب إلى الحزب الحاكم أيضًا .
- لم تقل لي ما نوع العمل ، وما علاقة كل ذلك بمبادئك ؟
- وطلبوا مني أشياء كثيرة ؟
- لمَ لا إذا كان لصالح الوطن .
- ولكنّها أشياء تخصّ أمورًا كبيرة .
- ماذا تعني بكلمة كبيرة ؟
- يريدونني أنّ أتجسس على أهل حارتي والموظفين في دائرتي .
- ومن هم بالضبط الذين ستتجسس عليهم ؟
- يريدون مني أنْ أكتب عن كل شخص يتكلم .
- وما نوع الكلام تحديدًا ؟
- كل ما يعارض سياسة الوطن .
- وهل الوطن يختزل في شخص أناس معصومون عن الخطأ ؟ .
- أقنعوني بأنّ هذا واجب على كل فرد أحبّ الوطن .
- أتعلم ؟
- لا ؛ لا أعلم .
- مثلك لم يكن لديه مبادئ أصلًا .

هشام عزاس
26-02-2009, 11:49 PM
الصديق الجميل / راضي

أتعرف يا صديقي العزيز حواركَ هذا الذي يستمد من الواقع ايحاءاته و اسقاطاته جعلني أقف كثيرا أحيانا متأملا و أحيانا أخرى محاولا فك شيفرة حرفي "سين" و "صاد" , و لكنني وقفتُ ثانية لأدرك أن "سين" قد يكون "صاد" و صاد" قد يتحول إلى " سين " باختلاف زوايا الرؤية و خلفياتها عند كل واحد منا , و بواقع كل واحد منا , فقررتُ أن أتابع بصمت دون أي محاولة توغل فاشلة .

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــام

راضي الضميري
27-02-2009, 01:20 PM
الصديق الجميل / راضي

أتعرف يا صديقي العزيز حواركَ هذا الذي يستمد من الواقع ايحاءاته و اسقاطاته جعلني أقف كثيرا أحيانا متأملا و أحيانا أخرى محاولا فك شيفرة حرفي "سين" و "صاد" , و لكنني وقفتُ ثانية لأدرك أن "سين" قد يكون "صاد" و صاد" قد يتحول إلى " سين " باختلاف زوايا الرؤية و خلفياتها عند كل واحد منا , و بواقع كل واحد منا , فقررتُ أن أتابع بصمت دون أي محاولة توغل فاشلة .

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــام
صديقي الجميل هشام
لقد اخترقت بنظرتك الثاقبة رموز وآفاق المرحلة القادمة .
لله درك
تقديري واحترامي

راضي الضميري
27-02-2009, 05:06 PM
- أرأيت ما حصل لي ؟
- وكيف لي أنْ أعرف ؟
- لقد خرجت في مظاهرة عارمة بالأمس .
- وماذا كان الهدف منها ؟
- رفعنا شعارات تنادي بالقضاء على الفساد والمحسوبية .
- هذا أمر غاية في النبل والشهامة .
- ولكنّني دخلت السجن .
- تعودنا على هذا الأمر من النظام الحاكم .
- ولكنّه هو من نظم المظاهرة .
- لماذا دخلت السجن إذًا .. ؟
- لقد استأجروني ثمّ رفضوا أنْ يدفعوا لي .
- لقد بلعوا كثيرًا غيرك فلمَ العجب .
- عن نفسي لم أعد أريد شيئًا ؛ لكن الذين جاءوا معي حمّلوني المسئولية كاملة وأجبروني على الدفع لهم.
- ثمّ ماذا حصل ؟
- عندما رفضوا أنْ يدفعوا لي نظرت بغضب شديد إلى صورة زعيم الوطن .
- هذه جريمة نكراء !!!
- هذا ما حصل .
- أتعلم ؟
- لا ؛ لا أعلم .
- أمثالك هم من يخربون الوطن .

راضي الضميري
28-02-2009, 11:51 PM
- لم أّذق طعم النوم ليلة البارحة .
- لماذا ؟
- لقد شاهدت الأخبار بالصدفة ورأيت الكوارث في هذا العالم فجافاني النوم وبدأت أتساءل .
- عمّ تتساءل ؟
- كيف يمكن أنْ نصلح هذا الكون ؟
- ولماذا كل الكون ؟
- لأنّني أريد أنْ أشاهد كل الناس سعداء .
- هذا شعور جميل .
- وأريد أنْ أطعم كل الفقراء .
- هذا يدلّ على خلق نبيل .
- وأنْ أبني مساكن لكل المتشردين .
- لعمري أنتَ إنسان كريم .
- لكنّني أتساءل .
- عمّ تتساءل ؟
- كيف يمكن أنْ أنفذ كل مشاريعي ؟
- لن تستطيع .
- وكيف ذلك ؟
- لأن إصلاح الكون كله من المؤكد أنّه مستحيل
- هل أصرف النظر إذًا ؟
- يخيّل إليّ أنّ ما تقوله مجرد كلام .
- وكيف ذلك ؟
- هل فكرت يومًا أنْ تتفقد جارك ؟
- لا .
- هل فكرت أنْ تبحث في حارتك عمّن يحتاج على عونك ؟
- لا .
- هل تفقدت يومًا أبناء رحمك ؟
- أصدقك القول ليس كلهم ؛ لا.
- هل ساهمت يومًا في رأب الصدع في أي نزاع ؟
- لا
- أتدري ؟
- لا ؛ لا أدري .
- ابدأ بإصلاح نفسك أولًا .

راضي الضميري
02-03-2009, 03:51 AM
- أعتذر عن عدم حضوري ليلة البارحة
- بصراحة لقد قلقت عليك ، أين كنت يا رجل ؟
- لقد كنت في مهمة صعبة جدًا .
- ما هي هذه المهمة ؟
- بصراحة لا أعرف ماذا أقول لك .
- قل لي لقد شوقتني كثيرًا.
- لقد طلقوني من زوجتي .
- من هم الذين فعلوا ذلك ولماذا؟
- لقد جاء والد زوجتي ، ثمّ دار نقاش بينه وبين زوجتي ثمّ أخذها معه إلى بيته .
- ماذا ؟
- مثلما سمعت حتى أنّه لم يكلمني ، بل رمقني بنظرة يتطاير منها الشرر، حتّى خيّل إليّ أنّه سيلتهمني .
- ولكن لماذا فعل ذلك ؟
- بعد أن أفقت من الصدمة ذهبت إلى بعض الوجهاء فأخذوني إليه لكي نعرف السبب الذي دعاه لفعل ذلك .
- ثمّ ماذا حصل ؟
- لقد جلسنا بهدوء تام ، و لكنّه لم يسلم عليّ ، ثمّ أحضروا القهوة فرفض الحاضرون أنْ يشربوها حتّى يلبي لهم مطلبهم.
- ثمّ ماذا ؟
- قال لهم اطلبوا ما تشاءون وعلى قدر المستطاع ، ولكن لا تقولوا لي بأنْ أعيد ابنتي إلى هذا الشيء ؟
- لعلّه يقصدك .
- وهل هذا يحتاج إلى ذكاء ؟
- وماذا حصل بعد ذلك ؟
- رفضوا شرب القهوة في محاولة منهم لإحراجه ، لكنّه أصرّ على موقفه وقال لو تحول البن في هذه الفناجين إلى حقول كحقول البن في البرازيل وكينيا فلن تعود معه .
- أمرٌ غريب ، لكن لماذا؟
- هذا ما سأله الحاضرون ، فقال لأنّ زوجتي تعتبر طالق مني شرعًا .
- وعلى ماذا استند في فتواه تلك ؟
- يقول لأنّني أحلف دائمًا بالطلاق ، ولا أنفذ ما أحلف من أجله، ونظرًا لتكرار ذلك مع عدم التنفيذ فهي طالق شرعًا .
- وهل صحيح ما يقوله ؟
- بصراحة لا أدري ما أقول ، فأنا أحلف أحيانًا ، بل لا أخفي عليك أحلف دائمًا بالطلاق .
- وكيف انتهى الأمر ؟
- حاوره الرجال الذي جاءوا معي ، ولكنّه أصرّ على موقفه ، وبعد سجال طويل وأخذ ورد قال بأنّه لن يعيدها إليّ حتّى أتعهد وأقسم بأنّني لن أحلف بالطلاق مرّة أخرى .
- ثمّ ماذا حصل ؟
- لقد أقسمت وحلفت له بأنّني تبت على يديه ، خصوصًا بعد أنْ وبخني الحاضرون وانهالوا عليّ لومًا وتقريعا
- الحمد له أنّ الأمر انتهى على خير .
- لا لم ينته بعد ؟
- وكيف ذلك ؟
- لقد رفضت زوجتي الحضور معي بعد أنْ وافق أبوها .
- وماذا فعلت ؟
- لقد عدّت أنا والرجال الذين ذهبوا معي ، ثمّ ذهبت نسائهم لإقناعها بالعودة .
- وبعد ذلك ماذا حصل ؟
- لقد قضيت أسوأ أيام حياتي على الإطلاق ، فمنذ ليلة البارحة وأنا أنظف وأكنس ، وأطعم الأطفال ، لقد كدت أنْ أجن .
- وماذا فعلت النساء اللواتي ذهبن إلى زوجتك .
- ما زالت المفاوضات مستمرة ، وأنا بانتظار اتصال بين اللحظة والثانية لكي يعلموني بالنتيجة .
- يا رجل قطّعت كبدي على حالك ، ولكن أرجو أنْ يكون هذا درسًا لك تستفيد منه فيما تبقى من حياتك.
- بصراحة لقد تبت ، وأنا أعترف بخطأي ، ولو عادت زوجتي إليّ فإنّني سأقيم حفلًا مهيبًا ، وأدعو إليه كل الأحباب والأصحاب ، ليتك تدري كم أنا جائع وحالي سيء في غيابها .
- إنْ شاء الله ستعود إليك ، لا تبتئس .
- أتمنى ذلك ؛ ليتها تعود لأنــ.. انتظر لحظة هذا الجهاز يرن ، آلو نعم ، نعم .
- ماذا حصل أخبرني .
- لقد وافقت على العودة ، كم أنا سعيد ، أكاد أطير من الفرحة
- أذهب بسرعة إلى البيت وانتظر زوجتك ولا تعد لمثل هذه الأعمال .
- إلى أين ستذهب ، تعال معي سأدعوك إلى أجمل مطعم في المدينة .
- شكرًا لك ، ولكنّني مضطر إلى الذهاب ، إلى اللقاء
- لا تذهب أرجوك أريد أنْ أحتفل معك بهذه المناسبة السعيدة
- في المرّة القادمة إلى اللقاء
- لا تذهب ، عليّ الطلاق سوف تأتي وتتناول الغداء معي .
- أتعلم ؟
- لا ؛ لا أعلم .
- صدق المثل ، من شّب على شيء، و مثلك أبدًا لن يتعلم .

نادية بوغرارة
02-03-2009, 01:43 PM
يبدو أن سين هذا ، لم يأخذ شيئا من صاحبه الحكيم ،
المتبصر بكل شيء .

يذهب بي الفكر هنا إلى دورأهل الصلاح في التأثير إيجابا،

على أصحابهم ، و من هم في دائرتهم .

*****
تقبل مروري.

بارك الله فيك أخي راضي .

هشام عزاس
02-03-2009, 09:59 PM
الأديب و الاخ الحبيب / راضي الضميـري

قمتُ ببعض الاسقاطات الأولية و وجدتُ أنه حوار يتجاوز الإيحاء الاجتماعي و الثقافي , ليستقر في مخ السياسة بشكل أو بآخر .

ما زلتُ أتابع هذا الحوار الشيق الهادف .

و بدون مجاملة هو حوار يستحق التأمل و يستحق التثبيت .

الموضوع للتثبيت

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام

راضي الضميري
03-03-2009, 12:36 AM
يبدو أن سين هذا ، لم يأخذ شيئا من صاحبه الحكيم ،
المتبصر بكل شيء .
يذهب بي الفكر هنا إلى دورأهل الصلاح في التأثير إيجابا،
على أصحابهم ، و من هم في دائرتهم .
*****
تقبل مروري.
بارك الله فيك أخي راضي .
الأخت الفاضلة نادية بوغرارة
هناك أمور كثيرة في مجتمعاتنا تحتاج إلى إعادة النظر بها ، وواقعنا يجعل من الحليم حيرانا .
وهذا الواقع ننقل صوره بأمانة ، ولا ندّعي إطلاقًا أنّنا نملك الفضيلة المطلقة ، بل كلنا يخطئ ، والكيس من تعلم من أخطاء غيره .
تقديري واحترامي لمرورك الجميل

راضي الضميري
03-03-2009, 12:43 AM
الأديب و الاخ الحبيب / راضي الضميـري

قمتُ ببعض الاسقاطات الأولية و وجدتُ أنه حوار يتجاوز الإيحاء الاجتماعي و الثقافي , ليستقر في مخ السياسة بشكل أو بآخر .

ما زلتُ أتابع هذا الحوار الشيق الهادف .

و بدون مجاملة هو حوار يستحق التأمل و يستحق التثبيت .

الموضوع للتثبيت

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام
هناك يا هشام أمور لن نستطيع البوح بها ، وهناك أمور أخرى على درجة كبيرة من الخطورة لكنّنا لا نعيرها أي اهتمام ، وما بين هذا وذاك نحاول أنْ نجري التعديلات اللازمة لكي تصل رسالتنا ، ونسأل الله تعالى أنْ يكون في رسالتنا ما فيه الخير للجميع . وأنْ تكون أعمالنا خالصة لوجه الله تعالى .
أشكرك من كل قلبي على التثبيت ، وإنْ كنت لا أعرف حقيقة هل ما يكتب يستحق الاهتمام أم لا ، ورأيك هو محل اعتزازي وتقديري .
أشكرك أخي الحبيب .
كن بخير

راضي الضميري
03-03-2009, 01:17 AM
- لقد حصل معيّ اليوم أمرًا عظيمًا ؟
- ماذا حصل معك ؟
- لقد دخلت إلى أحد المواقع على الشابكة فرأيت حوارًا ساخنًا بين أعضاءه حول نظرية أينشتاين ونيوتن ، فدخلت معهم في الحوار وأفحمتهم جميعًا بردودي وحجّجي .
- ولكن حسب معلوماتي أنت لا تعرف شيئًا عن الفيزياء ، حتّى أنّك تكرهها وتكره معها الرياضيات ، أليس كذلك ؟
- نعم هذا صحيح ، ولكن بوجود هذه الشابكة ، لم أجد مشكلة أبدًا في نقل المعلومات ، تخيّل لقد لقبوني بالأستاذ !.
- صدقت ، ففي ظل وجود هذه الشابكة فقد أصبح بعض النّاس أساتذة ومفكّرين ، ولكن هل أنت فرح بنفسك كثيرًا ، ألا تشعر أنّك بذلك تخدعهم ، وقبل كل شيء تخدع نفسك .
- بصراحة لم أفكر في هذا الموضوع ، فقد كانت المجاملات تنهال عليّ من كل حدب وصوب ، لدرجة تخيّلت أنّ أينشتاين ومعه نيوتن مجرد تلاميذ عندي .
- هل أنت فخور بنفسك؟
- لا داعي لهذا الكلام أرجوك .
- أصعب شيء أنْ يخدع الإنسان نفسه بنفسه .
- لا تلومني ، فقد شعرت بجهلي أمامهم ، ولم يكن أمامي غير هذه الطريقة .
- لماذا أقحمت نفسك منذ البداية في أمر لست مضطرًا للخوض فيه أصلًا ؟.
- لا أدري ؟ ولكن لا أخفيك كم تمنيت أنْ يعود الزمن إلى الوراء لأتعلم من جديد .
- لقد كانت أمامك الفرصة فلماذا لم تتعلم ؟
- هل تسمي هذا الزمن زمن تعليم ، أنت تعرف كيف هو حال التدريس عندنا ، وأنا كنت مستعدًا لالتهام الكتب و لكن معظم من تصدى لهذه المهنة كان يعتبرها مجرد راتب يقبضه في نهاية الشهر ، لا أحد يقوم بواجبه كما يجب .
- ولكن هذا ليس مبرّرًا لكي تخدع نفسك وتظهرها أمام الآخرين وكأنّك عبقري زمانك .
- بصراحة لقد شعرت بعد الحوار هناك بأنّني صغير جدّا ، وكم كرهت نفسي ، وتذكّرت معلمي القديم والذي كان يدرسنا الفيزياء ألا تذكره ؟
- نعم أتذكره .
- وهل تذكر كيف كانت طريقته في التدريس ؟
- نعم أذكر .
- وهل تذكر كيف كان يأتي إلى الحصة غاضبًا ، ويتمنى قبلنا أنْ تنتهي الحصة ؟
- أذكر ذلك تمامًا .
- وهل تذكر معلمتنا في الرياضيات التي كانت تقضي معظم حصّتها وهي تلتهم البسكويت الفاخر ونحن ننظر إليها وكأنّ على رؤوسنا الطير؟
- ولكن هذا التاريخ ذهب لحاله ، ولا تنسَ أن هناك من قام بواجبه و على أكمل وجه ، والأهم من ذلك هو أنْ لا نكرّر ما فعله غيرنا ، وأنْ لا نستغل النّاس ونخدعهم ونشعرهم بأنّنا أكثر علمًا وفهمًا منهم .
- على كل حال هذا ما حصل .
- على الإنسان أنْ يظهر نفسه كما هي ، بدون رتوش ولا مساحيق تجميل إضافية ، أظهر نفسك كما أنت كي لا تفاجأ بما لا يحمد عقباه .
- حسنًا ، سأتذكّر كل ذلك .
- أراك لاحقًا ، إلى اللقاء .
- إلى اللقاء ، ولكن انتظر أريد أنْ أسألك سؤالًا .
- ماذا تريد ؟
- أريد بعض المعلومات عن الأدب .
- لا أعرف كثيرًا عن الأدب ؛ ولكن لماذا ؟
- لقد رأيت نقاشًا حامي الوطيس يدور بين البعض حول الشعر الجاهلي وشاركت فيه بعض النساء أيضًا ، وأريد أنْ أشارك به ، و لا أدري إلى مرجع أعود ، وأيهما أكثر فائدة في هذا المجال .
- حسنًا سأدلّك على مرجع رائع في هذا المجال .
- ما هو هذا المرجع ؟
- هل سمعت بالمتنبي ؟
- نعم سمعت به .
- رحمه الله لقد ترك لأمثالك حكمة عظيمة .
- ما هي ؟
- ألا تدري ؟.
- لا ؛ لا أدري .
- ومهما تكن عند امرئ من خليقة *** وإن خالها تخفى على الناس تعلم .

ماجدة ماجد صبّاح
04-03-2009, 04:50 PM
بالطبع متابعة أستاذي الفذ...

وكما عهدناك،،

مودتي ..

ماجدة ماجد صبّاح
04-03-2009, 04:52 PM
-
-
- ابدأ بإصلاح نفسك أولًا .

هنـــــــــــــا وقفة

مروة عبدالله
05-03-2009, 06:47 PM
حوارات من واقع حياتنا وأمثلة كأنها جُذبت من حوارينا وكأنها أحداث جرت بالفعل في عالمنا, ولكن النادر أن نري الحكيم بيننا فهو أصبح كندرة الماءِ في الصحراءِ, الأستاذ راضي أتابع كتلميذة صغيرة شغوفة بتعلم السين والصاد الذي من الصعب أن تكتب مثلها, ولكنها تحاول أن تسير بطريقها بثبات من خلال معرفتكم وأدبكم الجم, أتابع وبشغف.

محبتى

راضي الضميري
05-03-2009, 07:11 PM
بالطبع متابعة أستاذي الفذ...

وكما عهدناك،،

مودتي ..

-
- ابدأ بإصلاح نفسك أولًا .


هنـــــــــــــا وقفة

الأخت الفاضلة ماجدة

بل هنا وقفات ؛ كثيرة جدًا ، بارك الله بك .

ونرجو أنْ نكون عند حسن ظنّك .

تقديري واحترامي

راضي الضميري
05-03-2009, 07:34 PM
حوارات من واقع حياتنا وأمثلة كأنها جُذبت من حوارينا وكأنها أحداث جرت بالفعل في عالمنا, ولكن النادر أن نري الحكيم بيننا فهو أصبح كندرة الماءِ في الصحراءِ, الأستاذ راضي أتابع كتلميذة صغيرة شغوفة بتعلم السين والصاد الذي من الصعب أن تكتب مثلها, ولكنها تحاول أن تسير بطريقها بثبات من خلال معرفتكم وأدبكم الجم, أتابع وبشغف.

محبتى


واقع حياتنا يمتلئ بقصص كثيرة فيها كل ما يلزم الإنسان من حكم وعبر تجعله حكيم زمانه ، وربما يخرج إنْ تمعن في كل ذلك خالي الوفاض من أمور كثيرة سيسأل عنها يومًا ما .
وكاتب هذه السطور مثل غيره يحاول أنْ يتعلم وربما يكون حظه كبيرًا إنْ خرج من هذه الحياة ولم يسأل إلا عن ذنوبه الشخصية فقط ؛ وما أكثر ذنوبنا ، وتجنب السؤال عن إساءات كثيرة ربما يكون ألحقها بغيره عن قصد أو بدونه .
الأخت مروة عبد الله
أشكرك كثيرًا على كل ما تفضلت به ، ونسال الله تعالى أنْ نكون عند حسن ظنّ الجميع .
تقديري واحترامي

راضي الضميري
06-03-2009, 02:02 AM
- لقد كدت أختنق يا رجل .
-على رسلك ما الأمر ؟
-لقد كنت في المسجد أصلي فوقف عن يميني رجل تخرج منه رائحة سجائر كريهة ، وعن شمالي رجل يبدو أنّه أكل حقلًا كاملًا من الثوم والبصل .
- وماذا فعلت ؟
- لقد صليت الفريضة وانطلقت خارجًا بسرعة الصاروخ .
-بصراحة هذا أمر مزعج ، لا ينتبه إليه بعض النّاس .
-ليتهم ينتبهون ، لقد خرجت روحي أمام عيني وأنا أنتظر الإمام لكي ينهي الصلاة .
-أتدري لقد ذكّرني هذا الموقف بموقف شبيه به ، ولكنه لا يتعلق بالبصل والثوم .
-ما هو هذا الموقف ؟
-كنت مع صديق لي في زيارة صديق له دعاه بمناسبة نجاح ولده في الدراسة ، وكان هناك جمع من النّاس ، وكانت سهرة رائعة في بدايتها ، حيث كنا نجلس في الحديقة ثمّ تغيّر الجو ومال إلى البرودة فدعانا مضيفنا إلى غرفة الجلوس ، وجلس بقربي رجل تفوح منه رائحة الغاز .
-الغاز !!
-نعم الغاز ، ويبدو أنّه يعمل في هذا المجال ، يبدل عبوات الغاز أو يعبئها .
-ثمّ ماذا ؟
-بصراحة لقد كان الوضع أشبه بالمأساة ، صدقني لقد كدت أصاب بتصلب في شرايين القلب .
-وإلى متى استمر هذا الوضع ؟
-أكثر من ساعة وأنا أعاني من نقص حادّ في الأوكسجين والنيتروجين ، لدرجة أنّني اعتقدت أنّ ثقب الأوزون يجلس في داخل رئتي.
-لماذا لم تخرج وتريح نفسك من هذا العذاب ؟
-عذاب ؛ قل موت بطيء ، وقد فكرت بالاستئذان والخروج لكنّني لم أستطع .
-لماذا ؟
-لقد هممت بالخروج ، ولكنّني خشيت أنْ أحرج صديقي.
-مشكلة كبيرة .
-نعم ولم يشعر بها إلا أنا أو من كان يجلس إلى جانبنا ، ومنهم من نجا بنفسه وقام على الفور ، بينما كان صديقي غارقًا في العسل مع صديقه .
-ثمّ ماذا ؟
- جاء بعد قليل مضيفنا وجلس إلى جانبي وحاول أنْ يجاملني ببعض الكلمات ، ولكنّه لم يستطع أنْ يتحمل تلك الرائحة وغادر الغرفة .
-ولكن لماذا غادر الغرفة ؟
-لا أدري ، ولكنّني كنت في وضع لا أحسد عليه ، بينما كان هو يدخّن بشراهة ، لدرجة أنّني كنت على أهبة الاستعداد بين اللحظة والأخرى للهروب .
-الهروب ؛ لماذا ؟
-كلما كان يشعل سيجارة أتأهب للانطلاق فقد كنت أظنّه سيحترق بين لحظة وأخرى ، واستغربت حقيقة لماذا لم يحترق .
-يا رجل كنت تتمنى أنْ يحترق إنسان أمامك؟
-لا ليس كذلك ، ولكنّني كنت أخشى أنْ تحترق ملابسه من نار سيجارته فأحترق معه ، فقد كانت ملابسه مشبّعة برائحة الغاز.
-وماذا حصل بعد ذلك ؟
-جاء الرجل المضيف وهو يحمل عبوة ملطف للجو وقال بمزاح " يا جماعة سنعطر الغرفة ، فقد كادت رائحة اللحم المشوي أنْ تخنقنا .
-ثمّ ماذا ؟
-لقد ردّ عليه الرجل الذي إلى جانبي قائلًا " ليتك تترك هذه الرائحة تأكلنا ، لأنّنا لا نأكل اللحم المشوي كل يوم " ثمّ انفجر ضاحكًا .
-وأنت انفجرت غاضبًا .
-في الواقع لم أغضب بل حاولت أنْ أبتسم .
-تبتسم؟
-لقد خشيت أنْ تزداد حدّة غضبي ، فيتفاعل الغضب مع حقل الغاز الذي كان يجلس إلى جانبي فيحدث انفجار عنيف .
-ألم تفكّر بحل آخر ؟
-لقد شلّ تفكيري ولم أعرف كيف أتصرف ، ويبدو أنّ الرجل المضيف قد شعر بمعاناتي فدعاني للجلوس إلى جانبه .
-وهكذا انتهت المشكلة .أليس كذلك ؟
-لا لم تنتهي .
-لماذا ؟
-لقد طلبت من صديقي أنْ ننصرف فورًا ، فقام وودع الجميع ، وجاملهم بالقول " أي خدمة يا شباب ، هل من أحد يرغب أنْ نقلّه في طريقنا ؟"
-وماذا في ذلك ؟
-لقد قفز حقل الغاز و قال " أنا لو سمحتم ، فقد تعطلت سيارتي وجئتكم مسرعًا لكي لا يفوتني هذا الحفل ".
-ثمّ ماذا ؟
-طبعًا وافقت ورحبت به ، ثمّ ذهبنا إلى سيارتي والسرور يملأ قلبي .
-أمرك غريب !!
-أعرف بماذا تفكّر .
-بماذا أفكّر ؟
-سأقول لك ، سبقتهم إلى سيارتي ، ثمّ أفرغت عبوة ماء معدنية على المقعد الأمامي ، ثمّ علّلت هذا الأمر بأنّها وقعت مني أثناء قيامي بالشرب .
-فهمت واضطروا للجلوس في المقعد الخلفي .
-وكأنّهم في حفلة زفاف ، وما إنْ أوصلنا الرجل إلى بيته ، فإذا بصديقي قد أغميّ عليه .
-ماكر .
-بل عادل ، ففحل بصل كان كافيًا لعودته إلى وعيه ، أمّا أنا فحقل بصل لا يشفيني مّما عانيته هناك .
-ما يحيّرني هو لماذا لم يتكلم أي أحد من الجالسين من حوله ، فيقول على سبيل المثال " يبدو أنّ المعطر لم يأتي بنتيجة ، أو يبدو أنّ صمام الغاز نسيته مفتوحًا يا أبو فلان " على سبيل المزاح ؟
-من الصعب على بعض النّاس أنْ يتقبلوا النقد ولو بشكل غير مباشر ، أو أنْ يتّهموا أنفسهم بالقصور أو الشعور بالخطأ أو التسبّب في إيذاء الآخرين ومن يقول بذلك يتّهم غالبًا بسوء النيّة .
-موقف صعب جدًا .
-نواجه أحيانًا في حياتنا مواقف أصعب ، لكن أتعلم ؟
-لا ؛ لا أعلم.
-إنّ كثرة الخجل والمجاملات وسوء النيّة و الظنّ قد يقتلنا أحيانًا و من حيث لا نعلم .

وفاء شوكت خضر
08-03-2009, 09:14 PM
بحق موضوع يستحق التثبيت ..
أعتذر لتأخري بالوصول ، لكن حقيقة موضوع أكثر من رائع ..
أبدعت فيه الطرح لمشاكل اجتماعية أو بالأحرى قومية فهي مشاكل لا تختص بمنطقة جغرافية ، بل تمتد
لتكون في كل المساحة الماولة بالبشر على هذه الكرة الأرضية ..

سأتابع بشغف ..

تحيتي ..

راضي الضميري
10-03-2009, 01:38 AM
بحق موضوع يستحق التثبيت ..
أعتذر لتأخري بالوصول ، لكن حقيقة موضوع أكثر من رائع ..
أبدعت فيه الطرح لمشاكل اجتماعية أو بالأحرى قومية فهي مشاكل لا تختص بمنطقة جغرافية ، بل تمتد
لتكون في كل المساحة الماولة بالبشر على هذه الكرة الأرضية ..

سأتابع بشغف ..

تحيتي ..
أستاذتي واختي العزيزة الأديبة وفاء شوكت خضر
مثلك لا يعتذر ، فانت أستاذتي وأكبر داعم لي على مواصلة مشواري هذا .

والنصوص التي أطرحها هنا كنت آمل أنْ يكون لها صدىً طيبًا لدى من يقرأها ، وشهادتك هذه - إضافة للإخوة والاخوات الذين قالوا فيها رأيهم - أعتز بها وأفتخر بها كثيرًا .
ليتك تعلمين كم أنا سعيد بهذا المرور الكريم ، وكم أحتاج إلى نقد مثل هذه الأعمال والتي كنت أظنّ انّها لا تستحق الظهور .

كوني بالجوار دائمًا .

تقديري واحترامي

راضي الضميري
10-03-2009, 01:42 AM
-السسسسسسسسسسلام عليكم .
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلًا وسهلًا تفضل بالدخول ..
-كيف حالك يا رجل ، لم أرك منذ مدّة طويلة .
-الحمد لله بخير، وأنت كيف حالك وحال الأهل ؟
-الحمد لله ، كل الأمور على ما يرام .
-الحمد لله دائمًا .
- لقد افتقدتك كثيرًا ؛ فقلت في نفسي يا ولد لمَ لا تقوم بزيارة خاطفة إلى بيت أخيك وتطمئن عليه .
-يا مرحبًا بك ، البيت بيتك ، تفضل .
-كيف صحتك ، أراك متعبًا ، والإرهاق باديٍ على ملامحك ؟
-بصراحة الصحة ليست على ما يرام هذه الأيام ، وقد نصحني الطبيب بالراحة التامة .
-خيرًا إنْ شاء الله ما بك ؟
-الضغط والسكري هذه الأيام يحتكان بي بشكل فظيع ، وأشعر بضيق في التنفس ، والقلب ضرباته غير منتظمة ، وقد نصحني الطبيب بإجراء فحوصات عاجلة .
-يا أخي هذا السكر والضغط مشكلة العالم الحديث ، والكل يعاني منه ، ورغم ذلك السكر ما زالت أسعاره بارتفاع متواصل هههههه .
-نعم ؛ السكر ترتفع أسعاره ؛ والسكري يرتفع متضامنًا معه ، والضغط تعودنا عليه هو الآخر .
-بسيطة يا رجل ، إنْ شاء ستفرج ، والأسعار لا بدّ وأنْ تهبط ، فما طار شيء وارتفع إلا كما طار وقع هههههه .
-نأمل إنْ شاء الله تعالى أنْ نراها وهي تهبط ، قبل أنْ نهبط نحن تحت التراب ، والكل سيهبط إنْ عالجًا أم آجلا ، لكن الأسعار تعودنا أنّها حين ترتفع لا تهبط ، و يبدو أنّ جشع من يقف وراءها لم يعد يحسب أي حساب لظروف ومشاعر إنسان هذه الأيام ولا حتّى لأي شيء .
-الفرج قريب توكل على الله ، لحظة ؛ لحظة هذا الهاتف يرنّ خير إنْ شاء الله خير " آه أهلًا أبو الزعيم ، نعم ، نعم وأنا أيضًا ، تعال الآن ؛ فالسهرة ما زالت في بدايتها ... " بعد إذنك طبعًا .
-البيت بيتك يا رجل ، أهلًا وسهلًا بكم جميعًا .
-بارك الله فيك أيها الكريم .
-أهلًا وسهلًا ، كيف هي قهوتك ، سادة ، وسط أم حلوة .
- حلوة ، حلوة ، يكفي أنّ الحياة مرّة ، فلنشربها حلوة هههههه .
-أهلًا وسهلًا .
-من فضلك أخي لو تحضر لي منفضة سجائر .
-سأحضرها لك حالًا أهلًا وسهلًا .
-شكرًا ، شكرًا لك ، ما رأيك الآن لو نلعب الشطرنج ، فأنا متشوق للعب كثيرًا ؟
- في الواقع لا أستطيع ، فظروفي الصحية لا تحتمل أنْ أحني ظهري كثيرًا ، و الطبيب نصحني بعدم إرهاق نفسي بأي شيء .
-يا رجل لا تخف ، لن أغلبك ههههههه .
-ليس الأمر كذلك ، ولكنّني مرهق جدًا ، لا أستطيع اللعب الآن .
-حسنًا ؛ سيأتي الآن أبو الزعيم وسألقنه درسًا لن ينساه ، ولكن ما بالك ، سلامات اشرب بعض الماء ، بسرعة .
-السعال ذبحني ، لكن لا بأس ، الحمد لله .
-الحمد لله ، نعم ، وكيف حال أولادك ، سمعت أنّ سعيد سيتزوج قريبًا.
-في الواقع لقد كنّا ننوي أنْ نزوّجه ، ولكن فضلنا أنْ نؤجل هذا الأمر ، والأيام قادمة إنْ شاء الله تعالى .
-ولكن سمعت أنّه قد تمت خطوبته على ابنة أبو الفراريج ، والأمور على ما يرام ، فلمَ التأخير ، زوّجه يا رجل وافرح بأبنائه قبل أنْ ... بعد عمر طويل طبعًا .
- بصراحة لقد فسخنا الخطوبة ، وسنبحث له عن فتاة أخرى قريبًا إنْ شاء الله تعالى .
-لكن لماذا فسخت الخطوبة ؟
-في الواقع لقد ...
-لقد عاد السعال مرّة أخرى ، على مهلك اشرب بعض الماء ، وامسح العرق عن جبينك .
- شكرًا لك ، بعد قليل سيحين موعد الدواء ، وعندما أتناوله سأرتاح قليلًا .
-ولكن لم تقل لي ، لماذا فسخت الخطوبة ؟
-بصراحة لقد عامله والد خطيبته على أنّه ديك ، فأراد أن ينتف ريشه وأنْ يشويه ، فحمّله ما لا طاقة له به .
-لا أدري يا رجل لماذا هو نافش ريشه هكذا وكأنّه طاووس ، مع أنّه كان شحاذًا في بداية حياته ، وأين سيجد أفضل من سعيد زوجًا لابنته ، فعلًا النّاس هذه الأيام خلعت ثوب الحياء .
-سامحه الله ، ولكن دعنا من هذا الأمر فقد انتهى ، وذهب كل واحد لحاله .
-ولكن كما علمت فإنّ سعيد متيم بها وهي تبادله نفس الشعور ، أليس كذلك ؟
-لقد ذهب كل واحد لحاله ، وهي كما سمعنا ستتزوج قريبًا ، نسأل الله أنْ يُيسر لها أمرها وأنْ يقدر لها ما فيه الخير ، وأنْ يسعدها .
-ولكن لم تقل لي ، ما أخبار أختنا أمّ سعيد ؟
-بخير والحمد لله ، رغم أنّها تعاني هي أيضًا من الضغط والسكري ، وسوف نجري لها عملية الزائدة الدودية بعد أنْ يخف الضغط وينزل السكر قليلًا .
- بالسلامة إنْ شاء الله ، ولكن سمعت أيضًا أنّك ستتقاعد يا رجل ، هل هذا صحيح ؟
-بصراحة لقد ملّلت العمل في دائرتي ، ويبدو أنّ الطواويس ومعها الخفافيش أيضًا قد تزايدت أعدادها في الآونة الأخيرة ، و لم أعد قادرًا على مجارات أهل النفاق والمجاملات ، وصحتي لم تعد تحتمل ؛ فقلت أتقاعد وأريح نفسي قليلًا .
- بالسلامة إنْ شاء الله ، ولكـــــ ... يبدو أنّْ جرس الباب يرنّ ، من المؤكد أنّ ضيفنا قد وصل .
- بعد إذنك سأفتح الباب .
-أهلًا يا زعيم الزعماء كيف حالك ، اجلس هنا تفضل ، بعد إذنك أخي هلّا تكرمت وأحضرت لأخي أبا الزعيم منفضة سجائر ، أريد أنْ ألقنه درسًا في اللعب ، و بالمناسبة قهوته حلوة أيضا مثل أيامنا الحلوة هههههه.
- في الحال ، أهلًا وسهلًا تفضل.
-هيّا سألقّنك درسًا لنْ تنساه .
-تفضل القهوة ، أهلًا وسهلـــــًا .
-العب يا رجل سأريك الآن .
-يبدو أنّ الجو أصبح حارًا بعض الشيء ؛ سأفتح النافــــــ ...
-ماذا جرى لك يا أخي ، اشرب بعض الماء يا رجل ، تكاد روحك أنْ تخرج ، والعرق يتصبّب منك .
-في الواقع أشعر بضيق في التنــفس ، و...
-و.. ماذا ؟
-و ... و ... و بحنين لرؤية أمّ سعيد بعد العملية ... ورؤية أحفادي .. و .. و ..
-ستراهم إنْ شاء الله ، لا تخف يا رجل الأعمار بيد الله تعالى .
-بصراحة أشعر أنّني لن أر....
- ما الذي جرى لك ؟
-أششششـــ
-يا إلهي أبـــــ ....
-بـــ .. بلغ عني أمّ سعيد بأنّ حمقي قتلني ، وأنْ لا تمشي لا أنت ولا زعيمك في جنازتــــــــــ ....
-سامحك الله يا أبا سعيد لو كــــــــــــــــــ ...
-أععــــ .. أعلم ماذا ستقول ، لكن أتدري ؟
-لا ؛ لا أدري .
-قلّة الحياء تقتل الحياة .

راضي الضميري
13-03-2009, 03:15 AM
- أعتذر عن التأخر؛ فقد كانت المواصلات صعبة جدًا .
- أسكت لقد بدأت المحاضرة منذ قليل .
- ولكن عن ماذا تتكلم المحاضرة ، فقد جئتك طائرًا فور أنْ أبلغتني بأنّ هناك محاضرة قيّمة والدعوة عامة لجميع أفراد الشعب ؟
- إنّها تتكلم عن الديمقراطية و حقوق الإنسان .
- ولكن لمــــ
- أسكت ودعنا نستمع يا رجل .
- حسنًا سأصمت ولن أتفوه بأية كلمة .
- شكرًا لك .
- ولكن مهلًا ؛ ماذا يعني بكلمة سفسطة ؟
- سأقول لك فيما بعد .
- بل أريد أنْ أعرف الآن .
- أصمت الآن أرجوك .
- حسنًا ، ولكن إذا سألتك بين الحين والآخر عن أي كلمة فلا تغضب ، اتفقنا ..
- اتفقنا .
- حسنًا ؛ ماذا تعني كلمة بيروقراطية ؟
- يا رجل أصمت قليلًا ودعنا نستمع ، وعندما أعرف سأخبرك .
- يا إلهي ماذا يقول ؟
- ما بك ؟
- إنّه يقول ثيوقراطية أهي امرأة أو ماذا ؟
- سأقول لك فيما بعد ودعنا نستمع الآن .
- طيب سنستمع و نرى النتيجة .
- فيما بعد سنناقش كل ما جاء في المحاضرة اتفقنا .
- اتفقنا ، ولكن لماذا يصفقون له الآن ، بعد أنْ قال نحن بحاجة إلى بروسترايكا ، هل هي أكلة جديدة من نوع البروستد أو ما شابه ذلك ؟
- ويلك ماذا تقول ؟
- مثلما سمعت .
- حسنًا سأشرح لك فيما بعد ؟
- طيب ؛ ولكن ها هو يقول براغماتية و تكنوقراطية ماذا يعني بذلك ؟
- بصراحة بدأت أضيع بينك وبينه .
- ولكن هل أنت متأكد من أنّ هذه الدعوة للجماهير ؟
- نعم هكذا مكتوب على اللافتة في الخارج .
- ولكن هل نحن من الجماهير ؟
- إذا لم نكن منهم فمّما نكون ؟
- أشعر بأنّني على وشك أنْ يغمى عليّ ، سأخرج الآن .
- انتظر ، سنخرج معًا ، ولكن دعنا نستمع إلى هذه المحاضرة أولًا .
- حسنًا ؛ ولكن ماذا يعني بديماغوجية ؟
- فيما بعد ، أرجوك دعنا نحاول أنْ نفهم شيئًا من هذه الأحاجي التي يردّدها .
- كما تريد ، ولكن ماذا يعني براديكالية ورجعية ؛ أشعر وكأنّ كل الأسماء فيها تاء التأنيث ، هل يقصد نساء الغرب بكلامه ؟
- لا يا جاهل ، سأخبرك فيما بعد .
- ولكن كلامه ذكّرني بزوجة مختار قريتنا و اسمها رجعية أيضًا ، لا شك أنّه يتحدث عن نساء الغرب والشرق معًا .
- حسنًا سنتكلم عن زوجة مختاركم فيما بعد ، و دعنا نلتقط كلمة نعرف معناها يا رجل .
- كما تريد ؛ مع أّنني نادم على المجيء إلى هنا ، و لو قضيت وقتي أتفرج على توم وجيري لكان أفضل
- توم وجيري ، توم وجيري ، هذا ما يخدر عقولنا ويسلبنا التفكير ، أصمت الآن وسنتكلم لاحقًا .
- حسنًا ، .سؤال أخير قبل أنْ أغط في النوم ، فهذه المقاعد مريحة أكثر من فراشي الذي أنام عليه منذ ولدت ، من هي شوفينية هذه التي يتكلم عنها ؟
- فيما بعد يا صديقي ، نمْ الآن وعلى بركة الله .
- تصبح على خير ، ولا تنسَ أنْ تذكرني لأسألك عن هذه الكلمة التي قالها للتو .
- ما هي هذه الكلمة ؟
- فاشية ، أظنّ أنّني سمعت بهذا الاسم من قبل .
- وأين سمعت به يا عبقري زمانك ؟
- إنّها زوجة رئيس الحيّ في القرية المجاورة لقريتنا .
- ما شاء الله عليك ، ثقافتك عالية وكلها نسوان .
- تصبح على خير .
- تصبح على خير ، لكن أتدري ؟
- لا ؛ لا أدري .
- بصراحة سأنام أنا أيضًا .

راضي الضميري
15-03-2009, 02:04 AM
- منذ أكثر من ساعة وأنا أحاول التقرب منك ، ولكنّك لا تردّ عليّ ، ما بالك يا رجل ؟
- لا شيء ؛ وأرجوك أنْ تبتعد عني الآن .
- هون عليك يا رجل وخذْ هذه السيجارة وروّح عن نفسك قليلًا .
- لا أريدها ، اذهب لحالك أرجوك .
- بل أنا مصرّ على مواصلة الحديث معك ، ولن أتركك حتّى تتحدث معي ، فنحن هنا زملاء ، هيّا تكلم .
- إنّها قصة طويلة جدًا .
- كل قصصنا طويلة ، ولكن نستطيع أنْ نختصرها بكلمة أو كلمتين .
- أنا نادم على كل ما فعلت .
- لقد أعطيتني النتيجة ، و لكنّك لم تذكر السبب .
- فؤاد هو السبب .
- من هو فؤاد ؟
- إنّه جارٌ لنا .
- وماذا فعل فؤاد ؟
- لقد كان صديقي ، وكنت أتردّد معه على مقاهي الإنترنت ،وكنّا نجري حوارات كثيرة على الشابكة ثمــ .
- ما بك أكمل ؟
- ثمّ تعرف على فتاة وبدأ يراسلها ، وفيما بعد تزوجها ، وأخذته معها إلى بلادها .
- هذا أمرٌ نسمعه كل يوم ، فما الغريب في ذلك ؟
- لقد حاولت أنْ أفعل مثله ، ولكنّني لم أوفق في بادئ الأمر ، وظلّلت أتردّد على تلك الشابكة ، حتى أنّ أهلي ومعهم أهل حارتي أطلقوا عليّ اسم الرجل العنكبوت ، لكثرة جلوسي أمام الشابكة .
- اسم ظريف فعلًا ، ثمّ ماذا ؟
- بعد محاولات جادة ، وتصميم على تحقيق الهدف ، استطعت التعرف على فتاة .
- وأخيرًا ، حسنًا وبعد ذلك ماذا حصل ؟
- آه لو كنت استمعت لأمّي .
- وما شأن أمّك بهذا الموضوع ؟
- لطالما كانت تنصحني ، وتقول لي لا تفعل مثل فؤاد ؛ وزوجته هذه أعجمية لا تعرف الحلال من الحرام ، وعلى ماذا تحسده يا غبي ؟
- وهل كنت تحسده فعلًا ؟
- بصراحة لقد كنت أحسده كثيرًا .
- ولكن لماذا كانت أمّك لا ترى مبرّرًا لحسدك هذا ، أكيد أنّها تؤمن بأنّ الحسد ليس من الدين في شيء
- نعم هي ترى ذلك ، ولكن ليس هذا هو السبب فقط
- وما هو السبب إذًن ؟
- لقد كانت ترى أنّ زوجته ليست مناسبة له ، وأنّها تكبره قليلًا .
- وقليلًا هذه ، كم تكون بالضبط ؟
- بضع سنيين .
- والبضع هذه كم تكون ، قلها بصراحة ، فقد ارتحت لك كثيرًا ، ومثل هذه الأحاديث تخفّف عن النفس .
- يعني بحدود ربع قرن وبضعة أشهر .
- وكم هي هذه الأشهر ؟
- بصراحة لا أستطيع أنْ أحدّد بالضبط ، ولكن حسب تقديرات أمّي ، واعترافات أمّ فؤاد بالربع قرن التي سبق ذكّرها ؛ فإنّها تقدرها بعشرية كاملة .
- وعلى ماذا استندت أمّك حفظها الله في هذه التقديرات ؛ هل كشفت عليها مثلًا ؟
- لا ولكن أمّي قدرّتها حسب خطوط الطول والعرض في وجهها ورقبتها .
- بصراحة أمّك ذكية جدًا ، من المؤكد أنّها مثقفة ومتعلمة .
- أمّي لم تكمل حتىّ الصف الثالث الابتدائي .
- سبحان الله ، الخبرة لها دور كبير ، والحياة أكبر مدرسة ، وأمّهاتنا تخرّجن منها بامتياز، ووجودنا هنا لا يعني فشلهن في تربيتنا ، ولكن غبائنا هو السبب ..
- ولكن إذا كنت أنت غبي ، فلماذا تصفني أيضًا بالغباء ؟
- أمّك قالت لي ذلك ، ألم تقل أنّها كانت تقول لك لا تحسد فؤاد يا غبي .
- تخيّل ؛ لقد نسيت أنّني أخبرتك بذلك !
- لأنّ الحسد عاقبته وخيمة ، ومن يحسد لا يعدو عن كونه غبي ، لأنّه اعترض على من منح النعمة للمحسود .
- أراك تفلسف الأمور .
- الدنيا مدرسة كبيرة ، ولكن المشكلة أنّ الكل يدّعي أنّه حاصل على شهادات عليا فيها ، لذلك لا أحد يستمع أو يقبل النصيحة من غيره .
- صدقت .
- لنعد للموضوع ، وماذا حصل بعد ذلك ؟
- لقد تعرفت على فتاة جميلة وقــــ..
- مثل زوجة فؤاد ؟
- لا ؛ بل أقلّ قليلًا .
- هل رأتها أمّك ؟
- لا ؛ لم ترها .
- حسنًا لن أسألك عن عمرها لأنّك لا تملك خبرة أمّك ، أكمل .
- استمرت علاقتنا لعدّة شهور ؛ وصارحتها بحبي لها وبادلتني نفس الشعور ، وكنت أحسب الساعات والدقائق حتى يحين موعد اللقاء ، ثمّ عرضت عليها الزواج ، فوافقت وقالت لي أنــــ ..
- ولكن عفوًا على المقاطعة لم تقل لي ، هل هي أعجمية أم من طيننا ؟
- بل نصفها من طيننا .
- لا يهم ، حسنًا أكمل .
- قالت أنّها تريدني أنْ أسافر إليها حيث تسكن ، فسافرت ، وهنـــ ..
- عفوًا على المقاطعة ،ولكن هل سافرت إلى بلد آخر ، أم تسكن في نفس البلد ؟
- بل تسكن في نفس البلد ، وهناك وجدتها تنتظرني حيث تواعدنا مسبقًا .
- وكيف وجدتها على الواقع ؛ فالكاميرا أحيانًا لا تعطي صورة حقيقة عن الشخص .
- لقد كانت جميلة جدًا .
- أجمل من زوجة صديقك فؤاد ؟
- بكثير ، ثمّ ذهبت معها إلى مطعم صغير وتناولنا الغداء ، وهناك طلبت مني أنْ أقيم في فندق صغير ؛ ريثما تنهي بعض الأمور ، وبعد يومين تزوجنا .
- هكذا ، وبدون أنْ تراجع الأهل أو تستشير أحد ؟
- نعم ، فقد قالت لي أنْ لا وقت لديها ، وتريد أنْ نسافر إلى اليونان لنقضي شهر العسل ، فهي يونانية من جهة الأمّ ، وتحمل الجنسية أيضًا .
- ثمّ ماذا حصل بعد ذلك ؟
- لم أفكّر كثيرًا في الموضوع ، فقد وجدتها فرصة لا تعوض ؛ وفؤاد ليس أفضل مني ، فاتصلت بأهلي ، وكنت قد قلت لهم سأسافر لمدّة يومين لأنّني وجدت عملًا هناك ، ولكن العمل يتطلب أنْ أغيب لمدّة شهر على الأقل .
- أراك ما زلت تذكر فؤاد ، قل لي بصراحة ، غير الحسد ماذا يوجد بينك وبينه ؟
- بصراحة لقد قهرني ، ونسيّ صحبتنا الطويلة ، وكان قد وعدني بأنْ يبحث لي عن زوجة أو طريقة ما لكي أذهب عنده ، ولكنّه ومنذ تزوج لم يرسل لي أية رسالة .
- غريب أمر النّاس فعلًا ، ينسون الصداقة والعشرة بسرعة الضوء هذه الأيام ، ولكن دعنا من فؤاد ، ماذا حصل بعد ذلك ؟
- في نفس اليوم الذي تزوجنا به ، جاءت الشرطة وألقت القبض علينا جميعًا .
- من تقصد بكلمة جميعًا .
- أنا و زوجتي والمأذون والشهود .
- لماذا ؟
- لقد وجدوا بعض الممنوعات في حقائبنا التي كنّا سنسافر بها .
- الآن عرفت .
- عرفت ماذا ؟
- عرفت من هي تلك المرأة ؟
- تقصد زوجتي .
- زوجتي ؛ زوجتي ، صحيح أنّك غبي .
- لماذا ؟
- لأنّها عصابة كبيرة ، وقد شربت قبلك من نفس الكأس .
- ماذا تقول ؟
- نعم وأنا الرجل الوطواط أيها العنكبوت .
- كلّ الحق على فؤاد .
- بل كل الحقّ علينا وعلى غبائنا اللا محدود .
- أتعلم ؟
- لا ؛ لا أعلم .
- صدقت أمّي حين كانت تقول لي " الكذاب خرب بيت الطماع ".

د. نجلاء طمان
15-03-2009, 02:36 AM
صفعة الجرح التي تقذفها فوق وجه القلب يد أغلى الناس لهي خنجر يقبع بين الضلوع, لا ينام فيرحمنا, ولا يذهب ثقله القابع على الرئة -كألف جبل- فنتنفس!

دومًا أتساءل :

كيف نكون في قمة الذكاء وقمة الغباء في ذات الوقت؟؟؟

أظنه الصراع الذي لا ينتهي بين العقل والقلب, فحين نحكم العقل ننجو, وحين يتدخل القلب :
ن
هـــ
و
ي
!!!

تقديري ليوميات تستحث القلم

مازن لبابيدي
22-04-2009, 07:28 PM
أخي راضي الضميري
اليوم فقط انتبهت لهذه السلسلة الرائعة التي تسطرها بحبر الحياة .
يبدو أن الشعر والطب قد شغلاني عن كثير من الإشراقات الجميلة لهذه الواحة .
لكنني أعدك بالمتابعة ، تقبل تحيتي وتقديري .

راضي الضميري
23-04-2009, 07:49 PM
صفعة الجرح التي تقذفها فوق وجه القلب يد أغلى الناس لهي خنجر يقبع بين الضلوع, لا ينام فيرحمنا, ولا يذهب ثقله القابع على الرئة -كألف جبل- فنتنفس!
دومًا أتساءل :
كيف نكون في قمة الذكاء وقمة الغباء في ذات الوقت؟؟؟
أظنه الصراع الذي لا ينتهي بين العقل والقلب, فحين نحكم العقل ننجو, وحين يتدخل القلب :
ن
هـــ
و
ي
!!!
تقديري ليوميات تستحث القلم
في حياتي ويومياتي رأيت أشياء كثيرة سجلتها في ذاكرتي ، ومن ضمن هذه الأشياء التي رأيتها تعلمت أنّ البشر أحيانًا يخطئون بحق أقرب النّاس إليهم ولكن هذا الأمر قد لا يكون مع سبق الإصرار والترصد.

هي الحياة تدفع البشر أحيانًا لفعل ما لا يريدون فعله نتيجة للضغط والتوتر الناجم عن جملة من الظروف التي تحيط بعالمنا الخاص والعام أيضا.

وما ذكرته عن العقل والقلب له شواهد كثيرة في واقعنا ، وهذا يعطيني دفعًا لكي أكتب عن هذا القلب وذاك العقل ، فربما أتوصل إلى طريقة ما لعقد مصالحة بينهما تكون قائمة على حفظ التوازن . الطرق موجودة فعلًا لكن يبقى علينا أنْ نطرحها ضمن إطار معقول وقابل للمناقشة وللحياة أيضا .

لكن إذا لم يستمع القلب إلى العقل ، فهذا أيضًا من السنن الكونية ، فلو استمع القلب إلى العقل في كل أموره لما هوى بعض البشر إلى ..
ا
ل
ه
ا
و
ي
ة
وأحيانًا قد تكون الهاوية جميلة هكذا قال لي قيس رغم كل ما مر به .

ولقلمك حضور مميز وخاص ، أشكرك عليه أديبتنا الراقية د نجلاء طمان وقد سعدت بمرورك الكريم هذا ، فقد أوحى لي بالكتابة عن معضلة البشر منذ الأزل ..

كوني بخير دائمًا .

تقديري واحترامي

راضي الضميري
11-05-2009, 06:56 PM
أخي راضي الضميري
اليوم فقط انتبهت لهذه السلسلة الرائعة التي تسطرها بحبر الحياة .
يبدو أن الشعر والطب قد شغلاني عن كثير من الإشراقات الجميلة لهذه الواحة .
لكنني أعدك بالمتابعة ، تقبل تحيتي وتقديري .

أيها الحبيب

ما أكتبه لا يقارن بشعرك فلشعرك ألق وأناقة ، وهو كالطب تمامًا يداوي القلوب الجريحة والمشتاقة لساعة صفاء مع الحبيب وشعرك حب نقي أيها النقي.

سنستمر بالكتابة إن شاء الله تعالى .

أخي الحبيب مازن لبابيدي

شكرًا لمرورك الكريم وشهادتك هذه أعتز بها .

كن بخير

يسرى علي آل فنه
05-06-2009, 10:01 AM
هذه هي الحياة أحداث وحوارات لاتنتهي

الأديب الراقي راضي

حواراتك تحمل العبرة وهي ترسم الدهشة والضحكة والإعجاب

بحق فكرة مميزة وأتمنى أن تستمر فيها بإذن الله

احترامي لك

سالم العلوي
21-06-2009, 07:10 AM
ما شاء الله لا قوة إلا بالله ..
طيب الله أنفاسك يا أبا حمزة ..
ما يخطه قلمك هنا هو ترجمة عن وقائع الحياة المختلفة بكل ألوانها وتداخلاتها وتعقيداتها، والتي يعيشها الناس رجالا ونساء، صغارا وكبارا، هم أبطال تلك الوقائع ونجومها، غير أن الترجمة هي من شأن الأديب الحصيف وحده ..
عجيبة هي الحياة يا صاحبي .. عجيب تلونها، عجيب ناسها، عجيبة أحداثها، سبحان الله .. الذي خلق الحياة والأحياء ..
لقد سعدت وأنست وأنا أقرأ هذه اليوميات والوقائع .. وأتمنى كما تمنى الأخوة والأخوات أن تواصل هذه الترجمة، وهذه الحوارية الرائعة جدا التي ترصد الأحداث والتفاعلات وتحللها وتخلص بالدرس منها، ذلك الدرس الذي نعتز بالقلب الواعي والفكر السديد الذي يخرج منه ..
دمت أيها الحبيب بخير وعافية وألق ..

مصطفى السنجاري
03-07-2009, 02:06 PM
حوارية جميلة لطيفة
تمنيت لو تطول وتطووووووول
نحن بحاجة الى هذه الحواريات الساخرة
بوركت وبورك يراعك

مروة عبدالله
15-07-2009, 07:21 AM
اشتقت ليوميات كانت لنا كالبلسم في حياتنا, وكانت تمدنا بالكثير, عساكََ بخير أيها الغائب عنا.

تقديري

ريم محمد
16-07-2009, 12:31 PM
ولا زلت بانتظار متابعة الحوار :hat:


تحياتي أخي راضي

تحفظك عناية الله تعالى

راضي الضميري
29-08-2009, 07:20 AM
هذه هي الحياة أحداث وحوارات لاتنتهي
الأديب الراقي راضي
حواراتك تحمل العبرة وهي ترسم الدهشة والضحكة والإعجاب
بحق فكرة مميزة وأتمنى أن تستمر فيها بإذن الله
احترامي لك

الأخت الفاضلة يسرى

أشكرك من كل قلبي على هذا التشجيع وهذا الدعم المعنوي والذي يدفعني إلى الاستمرار في الكتابة .
رمضان كريم وكل عام وأنت والأهل جميعًا وواحتنا بألف خير

تقبلي تقديري واحترامي أختي الكريمة

راضي الضميري
29-08-2009, 07:23 AM
ما شاء الله لا قوة إلا بالله ..
طيب الله أنفاسك يا أبا حمزة ..
ما يخطه قلمك هنا هو ترجمة عن وقائع الحياة المختلفة بكل ألوانها وتداخلاتها وتعقيداتها، والتي يعيشها الناس رجالا ونساء، صغارا وكبارا، هم أبطال تلك الوقائع ونجومها، غير أن الترجمة هي من شأن الأديب الحصيف وحده ..
عجيبة هي الحياة يا صاحبي .. عجيب تلونها، عجيب ناسها، عجيبة أحداثها، سبحان الله .. الذي خلق الحياة والأحياء ..
لقد سعدت وأنست وأنا أقرأ هذه اليوميات والوقائع .. وأتمنى كما تمنى الأخوة والأخوات أن تواصل هذه الترجمة، وهذه الحوارية الرائعة جدا التي ترصد الأحداث والتفاعلات وتحللها وتخلص بالدرس منها، ذلك الدرس الذي نعتز بالقلب الواعي والفكر السديد الذي يخرج منه ..
دمت أيها الحبيب بخير وعافية وألق ..


أخي الحبيب سالم

يا رجل أنت تزودني بطاقة عجيبة للاستمرار في هذه اليوميات ، لكن الظروف تحول حاليًا بين وبينها .

لكنني أعدك سأكملها فيما بعد .
نسأل الله تعالى أن يلطف بنا جميعًا وأن يحسن ختامنا .

رمضان كريم وكل عام وأنت بألف خير أخي الحبيب

راضي الضميري
29-08-2009, 07:26 AM
حوارية جميلة لطيفة
تمنيت لو تطول وتطووووووول
نحن بحاجة الى هذه الحواريات الساخرة
بوركت وبورك يراعك

أخي الشاعر الجميل مصطفى

هذه الحوارات هي من صميم واقعنا المؤلم ونرجو من الله تعالى أن تستمر ، ورأيك أخي الكريم محل فخرنا واعتزازنا ونحن نكن لك كل الود والحب والتقدير .
كن بخير وكل عام وأنت بألف خير

تقديري واحترامي

راضي الضميري
29-08-2009, 07:32 AM
اشتقت ليوميات كانت لنا كالبلسم في حياتنا, وكانت تمدنا بالكثير, عساكََ بخير أيها الغائب عنا.

تقديري

سنستمر بكتابة هذه اليوميات - بإذن الله تعالى - فقط ننتظر أن يذهب تسونامي هذا إلى حاله ويتركنا في حالنا .
هي الظروف وهي تسونامي حقيقية وستذهب لحالها إن عاجلا أم آجلا فنسأل الله العفو والعافية .


رمضان كريم وكل عام وأنت بألف خير

تقديري واحترامي

راضي الضميري
29-08-2009, 07:35 AM
ولا زلت بانتظار متابعة الحوار :hat:
تحياتي أخي راضي
تحفظك عناية الله تعالى

وسنتابع الحوار بإذن الله تعالى .

أشكرك أختي الفاضلة على هذا المرور الجميل بارك الله فيك

كل عام وأنتِ بألف خير

تقديري واحترامي

راضي الضميري
09-09-2009, 01:56 AM
- سلامات يا رجل ما بالك ؟
- لا شيء مجرد إصابة بسيطة كما ترى .
- لكن الحمد لله أنها بعيدة عن عينك .
- نعم الحمد لله .
- ولكن لم تقل لي ما سبب هذه الإصابة .
- بصراحة لا أعرف ماذا أقول لك .
- شوقتني يا رجل ، قل لي كيف حدثت ؟
- زوجتي هي السبب ولكن بدون قصد تأكد تمامًا عندما أقول لك ذلك.
- بالطبع ، بالطبع أنا متأكد ، لا تخف لن أفكّر بأي أمر آخر فأنا أعرفك جيدًا ولكن أطلعني على بعض التفاصيل .
- لقد كانت زوجتي تعد الطعام للغداء وطلبت مني أن أساعدها .
- تساعدها ؟
- نعم ولمَ لا ؟
- حسنًا أكمل .
- وأثناء انهماكنا في إعداد الطعام دار نقاش حاد بيننا حول أمّي وأمها وكما هي العادة ثمّ ...
- ثمّ تطوّر النقاش فضربتك ههههههه
- لا يا عبقري .
- أنا أمازحك أكمل ثمّ ماذا ؟
- أثناء نقاشنا كان الأولاد يلعبون من حولنا وقد تسبّبوا بفوضى عارمة ، أضف إلى ذلك أن النقاش كان ساخنًا وباتجاه معاكس طبعًا ، وفجأة اقتربت ذبابة من وجه زوجتي وبدأت تحوم حوله فما كان من زوجتي إلا أن ضربتها بشدة فيما كانت السكين بيدها فطارت السكين من يدها وبدون قصد طبعًا لتحط على جبيني .
- يا إلهي .
- هذا ما حصل .
- ولكن يا ابن عمي إلى متى هذه المشاكل ستبقى دائرة بينك وبينها ؟
- لا أعرف وأتمنى أن تنتهي على خير.
- لو كنت سمعت كلامي وأحضرت قطة يوم حفل زفافك لتغيّرت الأمور بنسبة 180 درجة هههههههههه.
- وما دخل القطط في هذه الأمور ، ومع ذلك فقد أحضرت أمّي ورغمًا عني قطة إلى البيت .
- هذا سرّ خطير تبوح لي به ولأول مرّة ، منذ متى تخفي عني أسرارك ؟
- لا سر ولا ما يحزنون ، لكن هذا ما حصل .
- وماذا فعلت بالقطة ؟
- لم أفعل شيئًا ، بل زوجتي التي فعلت .
- وماذا فعلت ؟
- اقتربت القطة من زوجتي ويبدو أنها كانت متسخة بعض الشيء ، فاتسخ ثوب الزفاف فما كان من زوجتي إلا أنها قذفت بها بعيدًا وبكل ما تملك من قوة وهي تصرخ بها : أن هذا الثوب مستأجر وليس ملكنا و و و الخ
- وماذا حصل للقطة ؟
- بل قل ماذا حصل لي ؟
- وماذا حصل لك ؟
- لقد انخلع قلبي من مكانه لهول ما أصاب القطة ، فقد كادت أن تموت ولو ماتت لكان هذا أفضل فقد أصيبت بإعاقة دائمة.
- يا للهول !
- نعم هذا ما حصل .
- يا أخي إن كثرة المشاكل مع زوجتك ستؤدي في النهاية إلى ما لا يحمد عقباه ، وعلى كل حال الزواج قسمة ونصيب .
- نعم قسمة ونصيب ، ولا أحد يدري ماذا سيحصل معه .
- الزواج مثل البطيخة وأنت ونصيبك ومع ذلك فعلى الإنسان أن يحسن اختياره لشريك حياته ..
- نعم ؛ ولكن هل تضمن ماذا سيحصل في المستقبل وأنت تعتقد أنك اخترت الاختيار الصحيح ، وأحيانًا تكون البطيخة حمراء ولكن طعمها مرّ ، ولكن يبقى التوفيق من الله سبحانه وتعالى .
- يجب أن تجد حلًا لهذه المشاكل لأنّها تؤثر على نفسية الأولاد في المستقبل
- ماذا أفعل ؟ الله يسامح كل من كان سببًا في هذا الزواج .
- ولكن ألم تقل قبل قليل أنّك حتى لو اخترت الاختيار الصحيح وكما تعتقد فإنك لا تدري ماذا ستكون النتيجة وما ذنبهم ، وهل كانوا يقصدون أن تكون الأمور هكذا كل الذين ساهموا في هذا الزواج ؟، فعلًا صدق القائل ، " امشي في جنازة ولا تمش في جوازة" .
- صدقت ، ولكن ماذا أقول ، أنا أحب زوجتي لأنها أم أولادي وهي قدري ، ولكن أتمنى أن ينسجم تفكيرها مع تفكيري فيما تبقى من هذا العمر .
- لا بأس فالحياة مليئة بالمشاكل ، وعلى الإنسان أن يصبر ومن أجل خاطر الأولاد ، ومن أجل الحياة نفسها ، لأن الأيام تمضي وتسرق أعمارنا ونحن لا ندري . اصبر وتوكل على الله .
- صدقت ، ولكن أتدري ؟
- لا ؛ لا أدري .
- يعد كل مشكلة تحصل بيني وبينها فإنني أحبّها أكثر ولا أدري لماذا ، وعلى كل حال فهي ليس لها في النهاية غيري بعد الله سبحانه وتعالى وأنا متأكد أنّها تبادلني نفس الشعور .
- كما يقولون "القط يحب خناقه " هههههههه.
- لا ، بل الدنيا تحب من يسايرها ، ومن لم يرض بقسمته سيتوه في بخار أمنياته ، وقد سبق السيف العذل يا ابن عمي .

مروة عبدالله
10-09-2009, 10:07 AM
ومازلت أتبع ما تنتجه يداكَ من حرير أخي راضي, فوحق ربي أحب التواجد هنا كثيراً لأتمتع بنصائح غالية من أخ يملك البياض كله.

تقديري

راضي الضميري
14-12-2009, 12:33 PM
ومازلت أتبع ما تنتجه يداكَ من حرير أخي راضي, فوحق ربي أحب التواجد هنا كثيراً لأتمتع بنصائح غالية من أخ يملك البياض كله.

تقديري

الأخت الرقيقة والصادقة مروة عبدالله

يسعدني ويشرفني أن تنال كتاباتي المتواضعة رضاك فهذه شهادة كبيرة أعتز بها كثيرًا .
نسأل الله تعالى أن نكون ممن يساهمون في كتابة كل ما هو مفيد .

تقبلي تقديري واحترامي

أماني عواد
31-12-2009, 09:24 PM
السيد راضي الضميري

لي ساعة ونصف اقرا سلسلة الحوارات الرائعة حتى تعبت ولم انته منها
لكن اتعلم ؟
طبعا تعلم
انها ممتعة للغاية
شكرا لك

راضي الضميري
20-02-2010, 02:52 PM
السيد راضي الضميري

لي ساعة ونصف اقرا سلسلة الحوارات الرائعة حتى تعبت ولم انته منها
لكن اتعلم ؟
طبعا تعلم
انها ممتعة للغاية
شكرا لك

شكرًا لمرورك الكريم سيدتي ونأمل أن يكون فعلا بين حروفنا المتواضعة ما يفيدنا جميعًا .

فالحياة -خصوصا في زماننا هذا - فيها العجب العجاب ...وهناك ما يقال ، وهناك ما لا نستطيع أن نقوله..

تقديري واحترامي

راضي الضميري
15-03-2010, 02:47 PM
- نحن كم مرّة نصلي في اليوم ؟

- ما بك يا رجل خمس مرات .

- طيّب.. دعني أحسبها ..

- تحسب ماذا ؟

- الوقت الذي نستهلكه في أداءها ..

- احسب وخذ وقتك.

- مشكلة..

- أين هي المشكلة.

- لقد خرجت بنتيجة ..لكنّني خجل منها.

- وكيف ذلك؟

- حسبت الوقت فإذا به لا يتجاوز ساعة واحدة من أصل أربع وعشرين ساعة .

- وأين الخجل في ذلك؟

- ساعة واحدة فقط في اليوم والليلة والله هذا شيء مخجل فعلًا.

- لمَ ؟

- ساعة واحدة ومع ذلك تجد مساجدنا خالية من المصلّين، ولا تمتلئ إلّا يوم الجمعة.

- لا تنس صلاة العيد أيضًا .!

- هل سألنا أنفسنا ماذا نفعل في بقية الساعات؟ مسلسلات وأغاني وكلام فارغ ، أنا بصراحة خجل من نفسي ، لأنّي أشعر ..بل مؤمن بأنّي مقصّر في كلّ شيء.

- يا رجل إنّ الله غفور رحيم.

- وهو شديد العقاب أيضًا .. لعلّنا يجب أنّ لا نتكئ على هذه المقولة فننسى أنفسنا في هذه الدنيا، وما تحت التراب لا يمكن أنْ يتخيّله إنسان.

- لا تذكّرني أرجوك.

- بل يجب أنْ نتذكّر..

- وماذا سنتذكّر ونتذكّر كل شيء بحاجة إلى إعادة نظر، أتعلم أحيانًا أشعر أنّنا مثل الكمبيوتر بحاجة إلى إعادة صيانة " فرمتة كاملة" ..ولكن يلزمنا قطع غيار أصلية، لا من تلك التي تصنع في الصين في قبو تحت بيت الدرج .وأهم قطعة يجب أن نغيّرها وننظفها هي محرك القرص المعالج " القلب.
- صدقت، شيء غريب فعلًا، فالدين في حياتنا أصبح فولكلور،ممارسات عاديّة إلّا ما رحم ربي، صلاة لا خشوع فيها ولا وضوءً صحيحا ، وتجد في مساجدنا العجب العجاب..! وإن حاولت أن تصحّح لأحدهم سلوكًا ما يصبح عالمًا وفقيهًا لم تنجب الدنيا مثله، هذا إن لم يسمعك كلامًا لا يسّرك، وقد يحدث ما لا يحمد عقباه..

- صدقت.

- والنّاس نيام الآن، تذهب على سبيل المثال إلى صاحب بقالة فتسأله عن صنف ما فيجيبك بسرعة الضوء، وتجده يعرف تاريخ صلاحيتها وانتهاءها ومن أين اشتراها واسم الشركة وكلّ التفاصيل، وإنّ سألته يا عم هل تعلم شيئًا عن هذا الدين، أو تحفظ شيئًا من كتاب الله يصمت. ويقول لك الدنيا مشاغل لا عليك ، إنّ الله غفور رحيم.

- حالنا غريب فعلًا، والتقصير إن لم يكن الإهمال صفّة باتت تلازمنا كظلّنا.

- نعم، كل شيء تقريبًا بات مزيّفًا في حياتنا، حتّى النّاس أصبحت لا تعرف الصالح من الطالح منهم، ولكي تعرفهم على حقيقتهم ، فأنت بحاجة لمعجزة حقيقية، وقد تدفع ثمنًا باهظًا مقابل ذلك من مالك وعمرك وسعادتك وكلّ شيء.

- أتدري، أحيانًا أفكّر بأنْ أعتزل النّاس وأذهب إلى جبل ما وأنصب فيه خيمة وأرتاح.

- لكن كيف ستأكل وتشرب؟

- فكّرت في ذلك، وقلت سآخذ معي جهاز خليوي، وأطلب كلّ ما أشاء من المطاعم ، وسيأتي كلّ شيء عن طريق " الديليفري" فالحياة تطوّرت.حتّى النساء الآن لم تعد تطبخ ،فكلّ شيء جاهز، أتدري هناك سوق اسمه سوق التنابل، تجد فيه – هذا لمن لا تريد أنْ تطبخ- كلّ شيء جاهز، الكوسا على سبيل المثال محفورة، والأرز مع ملحقاته جاهزا، والسمك منظف، ما عليها سوى أنْ تجمع الطبخة وتضعها على النّار. طبعًا ليست هي بل الخادمة، لأنّ من يذهب إلى هناك أنت تعرفهم..

- وأين ستدرس أولادك؟

- لن أتزوج.

- معقول !

- معقول ونصّ .

- لمَ ؟

- آخر مرّة ذهبت لأخطب، طلبوا مني مهرًا وأشياء أخرى في حياتي لم أتوقعها.

- طيّب يا أخي اشتري أغراض بيتك بالأقساط، والمهر هذا حقّ للفتاة .

- هذا حقّ لو أخذته الفتاة وليس والدها، ثمّ أين نحن من حديث سيدنا عمر رضي الله عنه " ألا لا تغالوا بصدق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم " أم نسينا هذا أيضًا كما نسينا غيرها، و أيضًا بحسبة بسيطة وجدت أنّني إذا اشتريت أثاث البيت بالأقساط فسأدخل السجن قبل أنْ ينتهي هذا الذي يسمّونه شهر عسل أو بصل .

- رحم الله أمير المؤمنين عمر، كم نحتاج لعدله الآن. لكن كيف ستبتعد عن الكمبيوتر ؟

- سأشتري " لان توب".

- طيب ماذا ستفعل إنْ انتهى الشحن منه؟

- سأمد سلكًا وأوصله بعامود كهرباء .

- يعني ستسرق كهرباء من الحكومة.

- هذه ليست سرقة ، ثمّ إنّ الجميع يسرقون فهل توقف الأمر على سلك كهرباء صغير؟

- السرقة سرقة حتى لو من الحكومة ، فهذا مال عام.

- حسنًا سأفكّر بالأمر واجد حلًا بديلا.

- طيب افرض أنّك مرضت وأنت لوحدك هناك، ماذا ستفعل ؟

- أذهب إلى المستشفى.

- وإنْ لم تستطع الذهاب فمن سيسعفك؟

- سأتصّل بالإسعاف .

- وإنْ كان الاتصال مستحيلًا وخارج نطاق التغطية كما هي حال معظم النّاس ..

- يا رجل لا تغلق الأبواب في وجهي. لقد كرهت هذا الواقع.أريد حلًا ..

- يا رجل " الجنّة من غير ناس ما بتنداس" كما يقول المثل الشعبي ، ثمّ هل تعتقد أنّ الشيطان لن يلحق بك إلى هناك ويفسد عليك آخرتك.

- الشطيان أرحم بكثير من أناس اليوم، فهو على الأقل شيطان واضح المعالم ، لكن أتباعه أصبحوا أشيطن منه. ومعالمهم متخفيّة تحت أقنعة مزيّفة وبألوان متعدّدة.

- أصلح نفسك ودع غيرك لربك.

- لم أقل أنّي إنسان صالح في هذا المجتمع، ولكن لا أجد من يعينني على الصلاح لكي أقوّم نفسي كما أحب، كلما حاولت أنْ أصلح نفسي في أشياء كثيرة أجدني أتعثر في بداية مشروع الإصلاح أو في منتصفه ..

- مثل ماذا يعني ؟ حدثني عن أيّ مشروع من مشاريع إصلاح نفسك.

- قلت أنني لن أنظر إلى أيّ فتاة في الشارع، لكنّني عجزت، وآخر مرّة دخلت في عامود كهربائي وجهًا لوجه، فقد رأيت فتاة يبدو أنّها خرجت من بيتها وهي على عجلة من أمرها ، ونسيت أن تلبس شيئًا، فقط ملابس داخلية وشفافة أيضًا.فاستحييت أنْ أنظر إليها ، وخرجت ببضع كدمات وأورام نتيجة ذلك.

- وأيضًا ..

- قلت في نفسي الغيبة حرام شرعًا ولكن كلّما جلست في مجلس يبدأ الكلام والهمز واللمز والغيبة والنميمة ، فأجدني ألتزم الصمت ، ثمّ يبدأ أحدهم ويحثني على الكلام ، فإذا بي انطلق بالكلام بحماس غريب، وفي إحدى المرات كنّا نتكلم عن جار لنا ، ثمّ جاء هذا الجار وجلس معنا وبعد أنْ كنّا قد قطّعناه إربا إربا ، فجلس إلى جانبي وأصرّ فيما بعد أنْ يدعوني على العشاء في منزله وقال لي أنت بمنزلة ابني.. فلم أجد ما أقوله لكن العرق بلل ثيابي كلّها .. فيما كان الجميع يمدح به وبأخلاقه بعد أنْ مزقوه قبل أنْ يأتي.

- مشاريعك فاشلة، هل يوجد غيرها ؟

- يوجد مشروع لكنّه فشل تمامًا، لكنّني أعدت برمجته مؤخّرًا من جديد .

- ما هو

- قلت أنّني سوف ألغي القمر الأوروبي من الستالايت "الدش " وخصوصًا " الهوت برد "هذا الملعون وأيضًا كل محطات الأغاني والهشك بشك، لكنّني لم أستطع وبعد عدّة محاولات مع نفسي، ألغيتها كلها..فقد أخذت قرارًا لا رجعة عنه .

- هذا عظيم !

- ولكنّني لم أعرف كيف ألغي كل ذلك من الانترنت . وأنت تعلم كم أنا متعلق به .

- هذا مخزي!

- هذا ما حصل.ولكنّني أحاول كثيرًا، وأنا الآن في محاولتي الجديدة ولعلّها ستكون الأخيرة، لأنّني واثق من النجاح.

- لمَ أنت واثق هكذا؟

- لأنّي أعرف شخصًا كان كذلك وقد مات في عزّ الشباب وهو يطالع أشياء ... ، فقلت بما أنّ الموت لا نعرف له موعدا ومتى سيأتي، فقد خشيت أنْ يأتيني وأنا على تلك الحالة، مع إنّني أقاوم بشراسة والشيطان لا ينفك يحدث نفسي بالعودة لكنّي لن أعود.

- هل هذا وعد؟

- نعم وعد.

- توكل على الله، و "خير الخطائين التوابون ". والكلّ يخطئ، ومن يقول لك غير ذلك، فقل له أنت مخطئ. عصر النبوة والوحي انتهى ..

- نعم صدقت، ولو لم نذنب لجاء الله تعالى بأقوام غيرنا يخطئون ثمّ يستغفرون، هذا ما قاله لي جارنا.

- من هو جاركم هذا بارك الله به؟

- إنّه الجار الذي سبق وأنْ قلت لك أنّنا قطعناه إربًا إربا ، والذي دعاني على العشاء في بيته.

- يا للبشر كم يظلمون أنفسهم !

- أتدري ؟

- لا أدري..قل..

- " اليوم عمل بلا حساب، وغدًا حساب ولا عمل" هذا ما قاله لي جارنا أيضًا ، يا ليتنا نتعظ ونتعلم.