تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أكيد لست أشبهكم..



محمد الأمين سعيدي
24-02-2009, 11:31 PM
-1-
بين حضور وغياب ، بين سكرة واستفاقة ، بين فيزياء الكلمة وكيمياء المعنى ، كنتُ أشق طريقي مفعما بالتناقض ، وغارقا في اللامبالاة.

-2-
لا فرق عندي بين بقاء ورحيل ، فأنا منذ زمن غير قصير ، أثوي في رحيلي ، وأسافر في بقائي
وليس يهمني أبدا أن تتعجبوا.

-3-
حين أراكم غارقين في اليقين ، مغمورين بكل شيء عدا الشك ، أحمل ما تبقى لديّ من حقائق وأعلقها على جدار الحيرة.

-4-
لأن السؤال منبع المعرفة ، ولأنه أول صديق للإنسان ، توقفتُ عن اقتراح الإجابات المترهلة الحمقاء ، جمّعتُ كل شجاعتي وقلتُ:
يا أنا : من أنا؟

-5-
ما يجعل حياتي مختلفة ، هو أنني لا أعرفني جيدا ، بل إني لا أفقه تصرفاتي في أغلب الأوقات ، لكن ما أفهمه بشكل واضح ، هو عبارة:"هكذا خُلقت"

-6-
قد تكونون طاهرين لأبعد حدّ ، وقد أكون طاهرا أيضا ، لكن ما لا تعرفونه أو تدّعون أنكم تجهلونه ، هو أنّ الفتاة العاهرة أيضا طاهرة ، وأن الرجل السكير طاهر هو الآخر ، لكن الفرق يكمن لا في الطهر نفسه ، ولكن في فلسفة الطهر ذاتها.

-7-
لم أكن يوما واعظا ، بل إنني لم أمِلْ قطّ إلى الوعظ ، لكنني أحب أن يعظني الآخرون ، وأكره أن تفعل ذلك امرأة ، لأنها كمخلوق جميل أعلي من مكانته لا يليق بها أن تعظ ، ولقناعتي أن طبيعتها الأنثوية الرقيقة لا تتناسب إلا مع الرقة والعذوبة.

-8-
أول امرأة التقيتها وأمسكتُ يدها بشغف كانت تكبرني بسنوات طوال ، وكنتُ أنا طفلا ماكرا يتعلم لأول مرة كيف يعشق أو كيف يتلذذ . وآخر امرأة التقيتها كانت تصغرني بسنوات طوال وفي لحظة صفاء شعرتُ أنها تمسك يدي بشغف كبير وتتعلم أول دروسها في العشق ، فابتسمت ، لكنها كانت أكثر جرأة مني في صباي وقالت بصوت طفوليّ رخيم : نبغيك بزاف بزاف.

-9-
قد لا أكون شجاعا بما يكفي حتى أقتحم عرين الكلمات ، لكنني مشتعل بما يكفي حتى أفضّ بكارتها جميعا ، قد يقول البعض إنني مريض ، أو يتهمني آخرون بالجنون ، لكنني كشاعر لا أحب التخنث خاصة حين يتعلق الأمر بالكتابة .

-10-
يا أيتها الزجاجيّة العينين ، صدقيني كلما كنتُ أنظر في عينيك أرى بحرا هائجا ، فأشعر بالخوف وأخشى من الغرق ، وأنت تنظرين إليّ هادئة مبتسمة ولا تشعرين بشيء.

-11-
كثيرا ما أشعر بالألم ، وكثيرا ما يشعر الألم بي . ولكنْ لم يشعر بيَ الأخرون قط ، ترى ؟ هل لأنهم تحوّلوا إلى حجارة وفقدوا إحساسهم بما حولهم؟ أم لأن العالم تغير فأصبح لا يشعر بأحد وأنا لا أزال متخلفا لأني أشعر بالجميع؟

-12-
قالت لي إحدى الغواني: الشعراء مجانين ، بل إنهم مرضى يحتاجون للعلاج والمتابعة . قلتُ لها : حين أراك تختلط عواطفي ، فتلتحف السعادة بالشقاء ، ويظهر الحزن بحلة الفرح ، وأشعر برغبة ملحة في احتضانك ، نظرتْ إليّ في تأثر واحتضنتني . حينها أدركتُ أنها مريضة ، وقررتُ أن أصبح شاعرها المريض.

-13-
أكره الأشياء المنسجمة ، ولستُ أحتمل الرتابة والنظام ، لذلك أحبتني الفوضى وأحببتها فصرنا عاشقين شقيين يسعيان إلى تخريب المألوف وإعادة صياغة الأشياء.

-14-
قد أبتسم حين ألبس جلباب الحزن ، وقد أحزن حين أتحد بالسعادة . أنا لا أصدق أبدا أن الحزن والسعادة ضدين مختلفين ، لأن الحياة لا تستقر على حال واحد مهما كان ، ولأن الإنسان كيان معقد تتداخل فيه آلاف العواطف والأحاسيس.

معروف محمد آل جلول
24-02-2009, 11:58 PM
كلمات من نبع الحمكة تفيض..
تناقضات جارحة ..من نفسية بائحة ..
أحيانا تبتسم ..وأخرى كالحة ..كادحة..
انقلاب موازين..في معانٍ تضُجّ بالحركة..
تعيش الواقع..
تحيا في الوجدان..
أخي الأمين جميل بوحك النثري..
بالغ تقديري..

فاطمه عبد القادر
25-02-2009, 01:33 PM
قد أبتسم حين ألبس جلباب الحزن ، وقد أحزن حين أتحد بالسعادة . أنا لا أصدق أبدا أن الحزن والسعادة ضدين مختلفين ، لأن الحياة لا تستقر على حال واحد مهما كان ، ولأن الإنسان كيان معقد تتداخل فيه آلاف العواطف والأحاسيس


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان الله بعون الأنسان ,أينما كان,, ومهما كان,, هكذا هو بإرادة من خلقه ,حائر, متعب, حتى لو حاز على كل شئء في الوجود,,, سيخلق لنفسه شيئا يتعبه ,أخي محمد أنت في دوامة من الأفكار والمتناقضات والحيرة,,, لا بأس فالحيرة هي الطريق الذي يؤدي لليقين, حتما
أما المرأة الغولة, التي قبضت على طهارة الطفولة؟؟؟هي فعلا تحتاج للحرق في أكبر ساحة في العالم
ماسة

مجذوب العيد المشراوي
25-02-2009, 07:09 PM
قد تكونون طاهرين لأبعد حدّ ، وقد أكون طاهرا أيضا ، لكن ما لا تعرفونه أو تدّعون أنكم تجهلونه ، هو أنّ الفتاة العاهرة أيضا طاهرة ، وأن الرجل السكير طاهر هو الآخر ، لكن الفرق يكمن لا في الطهر نفسه ، ولكن في فلسفة الطهر ذاتها.
........
هناك طهر ٌ جسدي وهذا للجميع حق ّ ٌ فيه لكن َّ الطهر الرّوحي هذا يتأتّى بالإنسجام الفعلي مع ناموس الكون .
لذا أراهن ُ أن العاهرة ليست طاهرة بهذا المفهوم أبدا .

عبدالله المحمدي
25-02-2009, 09:38 PM
هل يعود ..؟؟
تساؤل مثخن بالجراح ..!!!
ينسج الحنين شبكة داخل متاهات الروح ..
يعتقل تلك الثواني الهاربة إلى حقول المستحيل ..
ألم إنشطارك عن قلبي ..
يشل كل أحاسيس النفس ..
فأغرق في الفراغ ..

ماذا تبقى من حبنا ..؟؟؟
دموع غارقة في مستنقع الياس ..؟؟
ذكريات إتشحت بالسواد حزناً على غيابكِ ..؟؟؟
أحرف وفيه أبت أن تقول وداعاً ..؟؟


قلبي يحتضر ..
أحرفي تمطر دموعاً حزينة
في قاع أحاسيسي ..
أرجوك أطلق رصاصة الرحمة ..


لحظة صدق ..

أفتقدك ..
أيها المغرق في الغياب .. الضائع كغيمه ..
الحزين كدمعة ..
وكلانا مهزوم بالفراق .. ولا تسلني لماذا ؟؟..
لأنها ببساطة .. ذكريات .. ذكريات شهية كالخطيئة ..
مثقلة بكل الأحاسيس .. إلا الندم ..

تحياتي لك اخي محمد

هشام عزاس
25-02-2009, 10:00 PM
بين حضور وغياب ، بين سكرة واستفاقة ، بين فيزياء الكلمة وكيمياء المعنى ، كنتُ أشق طريقي مفعما بالتناقض ، وغارقا في اللامبالاة.
-
الجميل محمد الأمين ...

في هذا المدخل وجدتُ كل الاجابات الممكنة و الاممكنة في باقي فقراتك الأخرى .

إذا فهمنا التناقضات التي بداخلنا فهل يمكننا ايقافها ؟؟؟ لا أعتقد

دمت بخير ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام

عمر زيادة
25-02-2009, 10:15 PM
-12-
قالت لي إحدى الغواني: الشعراء مجانين ، بل إنهم مرضى يحتاجون للعلاج والمتابعة . قلتُ لها : حين أراك تختلط عواطفي ، فتلتحف السعادة بالشقاء ، ويظهر الحزن بحلة الفرح ، وأشعر برغبة ملحة في احتضانك ، نظرتْ إليّ في تأثر واحتضنتني . حينها أدركتُ أنها مريضة ، وقررتُ أن أصبح شاعرها المريض.





ههه صدقت الغانية و اللهِ
و لو سبقتُكَ إليها لأصبحتُ شاعرها المريض المجنون الخ....

بوركت أيها الرائع


تقديري الكبير

وفاء شوكت خضر
25-02-2009, 11:24 PM
هناك من يشبهك ، وهناك من هو بعيد الشبه عنك ..
هناك من يوافقك وهناك من يخالفك ..
هناك من يعرف وهناك من يبحث عن المعرفة ..
ولكل وجهته التي يريد وهواه الذي يتبعه .

تحيتي أيها الشاعر الأديب .

محمد المختار زادني
26-02-2009, 12:18 AM
-1-
-13-
أكره الأشياء المنسجمة ، ولستُ أحتمل الرتابة والنظام ، لذلك أحبتني الفوضى وأحببتها فصرنا عاشقين شقيين يسعيان إلى تخريب المألوف وإعادة صياغة الأشياء.
-14-
قد أبتسم حين ألبس جلباب الحزن ، وقد أحزن حين أتحد بالسعادة . أنا لا أصدق أبدا أن الحزن والسعادة ضدين مختلفين ، لأن الحياة لا تستقر على حال واحد مهما كان ، ولأن الإنسان كيان معقد تتداخل فيه آلاف العواطف والأحاسيس.


هنا أجدني أشبهك أو ربما أنت الذي تشبهني

فالنتاقض في نسيج نفسية الشاعر يزيد قريحته توقدا

دمت لسان قومك

شيماء وفا
16-03-2009, 08:13 AM
-11-
كثيرا ما أشعر بالألم ، وكثيرا ما يشعر الألم بي . ولكنْ لم يشعر بيَ الأخرون قط ، ترى ؟ هل لأنهم تحوّلوا إلى حجارة وفقدوا إحساسهم بما حولهم؟ أم لأن العالم تغير فأصبح لا يشعر بأحد وأنا لا أزال متخلفا لأني أشعر بالجميع؟

أحيانا يظهر لنا عكس ماتوقعنا تماما , فقد نرى أن الآخريين قد تحولوا إلى حجارة كل ماتتمناه هو أن تتفنن في تكسير زجاج أحلامنا, لكن في لحظة ما نجد أن هناك من يشاركنا التخلف , نجد الكثير ممن يحملون ألم معاناة إحساسهم بالغير , الكثير في عالمنا أصبح حجارة لكن مازال هناك بعض الزجاج لم يُكسر بعد.


-13-
أكره الأشياء المنسجمة ، ولستُ أحتمل الرتابة والنظام ، لذلك أحبتني الفوضى وأحببتها فصرنا عاشقين شقيين يسعيان إلى تخريب المألوف وإعادة صياغة الأشياء.

المشكلة الأبدية هي إعادة صياغة الأشياء التي تحمل في طياتها الملل والرتابة , وفي ظاهرها الإنضباط والنظام , فإعادة صياغتها من وجهة نظر الآخر تخريب لها , فتكون بداية لسيل من الإتهامات , لكن ما لايفقهه الآخر أن الحياة تكمن في { الفوضى المنظمة } أو {النظام الفوضوي}
هذه هي الحياة غالبا مالا نفقهها


-14-
قد أبتسم حين ألبس جلباب الحزن ، وقد أحزن حين أتحد بالسعادة . أنا لا أصدق أبدا أن الحزن والسعادة ضدين مختلفين ، لأن الحياة لا تستقر على حال واحد مهما كان ، ولأن الإنسان كيان معقد تتداخل فيه آلاف العواطف والأحاسيس.

أتساءل مثلك تماما , كيف يكون الحزن مضاد السعادة ؟؟ حين تغمرنا السعادة نبكي من فرط السعادة , وأحيانا حين نصبح مدرجين في الحزن , غارقين في الألم نضحك من شدة الهذيان , بل وأحيانا تتعالى الضحكات , الحياة تنقسم بين الحزن والسعادة , لكنهما لا ينفصلان أبدا فدائما ما يختلط الحزن مع السعادة .

أستاذي العزيز
أكيد لست تشبهنا جميعا , لكن من المؤكد أنك تشبه بعضنا , أحيانا يرى الإنسان نفسه مختلف عن الآخريين , بل هم من يرونه متخلف عنهم لما يحمل من مشاعر وأحزان , لكن دائما هناك مثلك الكثير .
نص يحمل في ظاهره الكثير , وبين دروبه الخفية خلف الحروف النقية أكثر وأكثر .
إسمح لي بالعودة مرة أخرى إن لم يكن مرات.
خالص تحياتي

محمد الأمين سعيدي
29-03-2009, 10:12 PM
كلمات من نبع الحمكة تفيض..
تناقضات جارحة ..من نفسية بائحة ..
أحيانا تبتسم ..وأخرى كالحة ..كادحة..
انقلاب موازين..في معانٍ تضُجّ بالحركة..
تعيش الواقع..
تحيا في الوجدان..
أخي الأمين جميل بوحك النثري..
بالغ تقديري..
الأستاذ معروف:
شكرا على ردك المسجوع
وكلامك المطبوع
أدام الله بيانك
وأكثر إحسانك
وجعلك قدوة للمريدين
ومنارا للمهتدين
...
...
هههههههه
محاولة لارتداء عباءة الهمذاني شكرا.