المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيمفونية الخيبة..!!



عطا سليمان الطل
25-02-2009, 02:10 PM
سيمفونية الخيبة ....!!
كثيرا ما تباهى بابنه الوحيد ، لم يخل مجلس من الحديث عن سماته ..... صوَره ملاكا ليس من طينة البشر ، رسم أحلاما وردية حول مستقبله ... سيكون حاكما أو حكيما (طبيب) هكذا أنبأته قارئة الفنجان ...!
مرت السنون واجتاز الثانوية العامة ، اغتبط أهل القرية ورقصت الأم والأخوات وأطلق الوالد العيارات النارية ابتهاجا وتوافد الأهل والأحبة مهنئين ، وانبرى الأب يعدد الجامعات الغربية والعربية ويوازن المستويات ويتنقل بين التخصصات حائرا وأخيرا وبعد تفكير طويل عزم الأمر على دراسة الطب في إحدى الجامعات الأوروبية.
سنوات قلائل ستغذى الأبصار بلافته تحمل اسم ابنه الطبيب بالخط العريض أسرَها في نفسه .
ومرت السنون ..... سنون عجاف التهمت الأخضر واليابس ، قلبت الجيوب وكشفت العيوب ، تضور الصغار وتأوه الكبار... وتجرع الأب مرارة الأيام معزيا النفس (إن غدا لناظره قريب)
ذات يوم لاحت بارقة الأمل ، رسالة مفادها خبر بعودة الغائب ، رقص الأمل في نفوس الجميع وردت الأرواح إلى جثث نخرها القنوط وهد كيانها الإعياء ... وبفارغ الصبر انتظر الجميع اليوم الموعود ومع بزوغ الفجر تسمَرت الأرجل وزاغت الأبصار تتفحص وجوه الوافدين ، سويعات انتظار اكتوت بها الأنفس العطشى إلى اللقاء ...!
وأخيرا انبلج الباب المؤدي إلى قاعة الانتظار ويهل الضيف يتأبط حقيبة سوداء وفي إثره شقراء في خريف عمرها يتبعها خمسة أطفال .... ويغرق الجميع في بحر لقاء حار طال انتظاره ...!!!
وبعناية فائقة كان للأم شرف حمل الحقيبة .... كيف لا وهي تحوي معدات الطبيب ؟؟؟؟؟
ولم يتوان الأب في توجيه سيل من الأسئلة لابنه .
من هؤلاء المرافقون؟؟!! ....ياللهول !!!!!! صعقته الإجابة إنها زوجتي وأولادي ..... وبمرارة يسال الأب جميعهم ؟؟؟!! لا يا أبي ثلاثة أولادي واثنان من زوجها السابق .
وجمت الأم وتدحرجت دمعة حبيسة على وجنة لوحتها قسوة الأيام... وتعثرت في جلبابها القروي وتسقط الحقيبة مشرعة عن قيثارة كان الابن سيعزف عليها سيمفونية الخيبة !!!؟؟

مازن لبابيدي
25-02-2009, 02:34 PM
أخي عطا سليمان .
قصة الآلاف الضائعين الذين اغتالوا أحلام الأمة فيهم وجيروا الدماء والدموع للغريب .
أحسنت الشرح ونكأت الجرح .
دمت بكل ود .

مروة عبدالله
25-02-2009, 02:57 PM
ضياع منثور في غياهب
الحياة وألوان الدنيا وخيبة
تعلو الوجوه وتعثرات في مطبات الحياة
ومن سيكمل الطريق وسيظل السؤال حائراً
يجوب ويحلق في سماء الأيام

أخي عطا

أعجبتنى وكفي

طبتَ رائعاً
محبتى

سعيدة الهاشمي
25-02-2009, 03:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

المبدع عطا سليمان الطل،

يا لها من سيمفونية مرة مرارة الأيام التي سبقتها وقسوة يوم لقاء،

وارتدت الأماني والأحلام ثوب السواد في يوم توسموا فيه الإشراق، ما أقساه من صدمة

والأحلام التي بنتها الأسرة تعصف بها رياح الخيبة وتحولها لغصة في القلب ودمعة ألم.

واقع مر وما أكثر أصحابه.

قصة واقعية حبكتها باتقان.

احترامي وتقديري.

عطا سليمان الطل
25-02-2009, 05:32 PM
أخي مازن
كل الإحترام لمرورك العبق أتمنى أن يدوم التواصل على
دروب الأدب 0
شكرا

عطا سليمان الطل
25-02-2009, 05:40 PM
الأخت سعيدة الهاشمي
شكرا للدراسة الواعية 000تعليقك باعث للحيوية ومؤشر لتقدم الأدب
احترامي وتقديري 0

عطا سليمان الطل
25-02-2009, 05:44 PM
أختي مروة
مرورك وتعليقك مشرِفان 000دمت مبدعة
شكرا

ربيحة الرفاعي
18-01-2015, 02:26 AM
قرأتها مشهدا رأينا مثله غير مرّة، وتباينت الخيبات بين مضيّع للسنوات في سفه، وعائد بما يؤذي من عادة، ومتخل عن قيمه أو بائع لنفسه
وقد بحثت عن الخيبة التي حضرني لها العنوان فلم أجد ما يستحق المرارة في سؤال الأب "جميعهم؟" ولا وجوم الأم وسقوط الحقيبة من يدها أمام الرد
فليس بكارثي أن يكون لديه من الأولاد خمسة، لتكون المرارة في سؤال الأب، وليس عارا أن يكون في أهل بيته أبناء زوجته من زوج سابق، ولا يعاب في زوجه أنها في خريف عمرها ما دام هو ارتضاها لنفسه حليلة، ولو رجعنا لسيرة رسولنا المضطفى لوجدناه تزوج الأربعينة في شبابه وتزوج الخمسينية والستينية وأم العيال لم يفرقها عن صغارها ..
ولعلي لولا القيثارة التي سقطت من الحقيبة تقول أنه خدعهم طيلة سنوات الغياب مدعيا استجابته لرغبتهم بداسة الطب لاتهمت فكرة النص بالانغلاق والظلم.. فهل اعتادوا منه الصدق والأمانه ففاجأهم بما خدعهم؟

أما أدبيا فالنص طيب السرد موفق في أسلوبه متصاعد بحدثيته في هدوء ذكي وقفزة زمانية تشي بمهارة القاص

دمت بخير أيهاالفاضل

تحاياي

خلود محمد جمعة
21-01-2015, 11:45 AM
عزف الوالد على نغم يخالف وتر ابنه لذا كان اللحن نشاز
قصة من ارض الخيبات التي يزرعها الابناء ويحصدها الاباء بمرارة
جميلة ومعبرة
بوركت وتقديري

رويدة القحطاني
18-02-2015, 04:10 PM
لا أعرف لماذا صفقت الردود لفكرة القصة التي بدأت من العنوان لتقول أن زواج الإبن شكل خيبة لأبويه
يحاول الأهل أن يفرضوا خيارتهم على أبنائهم، ويتماوتون خيبة حين يفعل الابن ما يريد كأنه أداة جامدة في أيديهم لا مشاعر لها
الزواج من الأربعينة ليس عيبا إذا كانت تعجبه، وليس عيبا أن يكون لها أبناء من زواج سابق

خلود محمد جمعة
19-02-2015, 08:33 PM
الخيبة كانت ليس لزواجه بل لعدم إبلاغهم بزواجه وتغير دراسته من طب الى موسيقى
أليس من حقهم العلم حتى لو خال رايهم
الخيبة عندما تثقين وتعطين كل ما تملكين من حب وتُقابلين بالتجاهل

آمال المصري
27-12-2015, 03:10 PM
اغتال أحلام وطنه قبل أن يغتال أحلام نفسه ووالده وأهله .. وما أكثرهم أمثاله ممن يبيعون أنفسهم وتكون خيبة الرجاء لهم رفيقا
واقعية موجعة أتقنت بها الوصف والتصوير فشكرا لك أديبنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ناديه محمد الجابي
13-06-2021, 07:42 PM
بنوا آمالا كبار، وتحملوا بعده وكثرة مصاريفه متجرعين مرارة الأيام
على أمل ان يعود الإبن الطبيب ـ فإذا هى عودة مخيبة للآمال ليكتشفوا خداعه طوال سنوات الغياب.
قصة واقعية تحكي سيمفونية خيبة ـ قصة معبرة ، عميقة الطرح، رائعة الحرف والتصوير.
دمت بكل خير.
:009::005::009: