المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مطويات في أدراج القمر



شريفة العلوي
26-02-2009, 02:07 PM
مطويات في أدراج القمر
ــــــــــــــــــــــ

مطوية أولى
لا أدري لماذا أشعر بأني أسير وأنا نائمة ؟..
أهذه أحداث نهار فريد خرج من حقيبة الصدفة ؟
أم هي مطويات محفوفة بقراءة الليل في أدارج القمر ؟
للصدف العجيبة معي موعد لا يدلف من باب التخطيط
ولجت من نافذة بلورية بأجواء روحانية تتأبط صدق نبضك فــ..جالت بي بين حقول أزهار لا منتهى لها , و بين حرائر غيوم مرمرية في حالة تسامي دائمة , لا يقطع صفوها ضوء الشمس ولا يتخللها دجى الليل .. ولبرهة غير قصيرة ظللت أقتات على عجائب المناظر , فالعين بحاجة الى الغذاء ,و غذاؤها دهشة المنظر ..وكانت الجولة حول كوكبك حروفا تمتطي صهوة السحر نبشت مخالبها في ذاكرة السفر , وكاد الشتاء يرتدي صوتك معطفا يناغي هيكل العمر
...
مطوية ثانية
أرجوك تمهل علي ..فكلماتك أدق تصويبا من رصاصات أُحكم على زنادها إصبع طائش ..صعب علي أن أبدو أمامها كورقة سقطت من الغصن و وجدتْ ما تبقى منها رهن هبوب الرياح ..
مهلا ....كلامك يعرف طريقه إلى الأعماق يتأرجح بين تويج زهرة الروح وبين ميسم قرنفلة الحلم و وطن موقعه في الخريطة خلف جدران ما بعد الخيال ..
مهلا ستوقظ سكان كوكب نام ,وأفترش خطوات جيادك المدبرة ..
لقد تقهقرت جحافل حراسي فخارت قواها و تثاقلت أجفانها بالكرى ..
و صوتك يفتح أبوابا عجزت مفاتيح الدهر عن مراوغتها ..
قلبي ..ذاك المخلوق الذي توسد من شريانه التاجي الى تجويفه العاجي هدير أمواج بحرك و بات خاتما في خنصر صوتك ..
مهلا لقد سحبت زوبعة رياحك بساط الصمت من تحت أقدامي و بت أتدحرج على بلاط دهشتي , و أفقت كأصحاب الكهف أحاول صرف عملة قديمة و
أرى الكون من آخر ثقب كان مفتوحا في حويصلتي عندما كنت اطل منه عليك , والآن اتسعت تلك الدائرة وانكسرت على راسي جرتها الحائرة وسكبت على رأسي محتوياتها الغائرة ..
مهلا للكلام كلام , رغيفه النهى وكأس مائه الضوء الآتي من نجمتنا المعلقة على ياقة قميصك
.....
مطوية ثالثة
إنها حالة أورثتنا مسؤولية إمبراطورية واسعة ليس لنا القدرة على متابعة أحوال رعاياها وليس لنا القدرة على احتواء تناقضاتها الجغرافية وتحولاتها التاريخية , و ليس لنا القدرة على متابعة الطيور الواقفة على أغصان غاباتها ..إنها مملكة تُوجنا بها ونحن أصغر منها فكلما أمتد الوقت كانت أكثر شراسة في استمراريتها وكنا أكثر إرباكا من ذي قبل في تشتتنا ومحاولة القبض على برقها بينما نحن عاجزين عن اقتناص صدى رعدها ..مازالت أمطارها تغرق واحات أرواحنا وتحيل الصحاري إلى بحيرات تخجل أمامها اليابسة ..
.......
مطوية رابعة
لا زال ذلك المدعو بالقلب يكبل عقلي بالأغلال.. ومازالا الشغف والحنين يتسلقان درجات أقصى أحاسيسي حتى طالت هامتها مرمى البصر وخرجت من حيز الرؤية ..إلى هذه اللحظة تلسعني ثمة تفاصيل كانت تنقب في شراييني عن حرقة دمائي المحترقة بين أكسجين تجرد من هواء غير هواك وبين الكريات البيضاء التي تقاوم هواجس الظنون , فتغذي تلك الظروف المعاكسة لهذا الهذيان..حاولت أن احصد الحروف قبل أن تنضج ثمارها وحاولت أن ادفن مشاعري قبل أن تطغى عليها الطحالب المتوحشة فتستبدل خمائل الأجنحة بالزعانف والقشور ..مازلت أكد في البحث عن العزلة بين خصائص المناخات الصعبة التي واجهتني وبين الدروب المفروشة أمامي الآن لأسير على سجاد نسيم يصنع من آثار خطواتي بكرات القز , والنعل في قدمي أصبح ورقة التوت وأنا اشعر باني بازدياد معيار هذا الحب سأموت ..
ليتك تختار لي موتا لا يدخل في تفاصيل الاحتضار ..
......

هشام عزاس
26-02-2009, 09:10 PM
الأديبة المورقـة / شريفة العلوي

مطويات تستمدُ .... / عفوا جماليتها لا تستدعي أن نفتحها أو نزعج انحناءاتها , و لكن لي سؤال محدد .. لما هي في أدراج و ليست في درج واحد ؟؟؟

أنتظر المطويات القادمة بشغف ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام

شريفة العلوي
27-02-2009, 02:56 PM
الأديبة المورقـة / شريفة العلوي

مطويات تستمدُ .... / عفوا جماليتها لا تستدعي أن نفتحها أو نزعج انحناءاتها , و لكن لي سؤال محدد .. لما هي في أدراج و ليست في درج واحد ؟؟؟

أنتظر المطويات القادمة بشغف ...

اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـــام


أخي المبدع المتميز هشام عزاس
اشكر تواجدك الكريم بين حروفي المتواضعة كما اسعدني وصفك لها بالجمال

تعدد الادراج لا يعني تعدد الخزينة او القمر ..طالما المطويات متعددة نظرا لاتساع البوح من البديهي أن تمتلئ بها الخزينة ولابد من و ضعها في ادراجها الاخرى كلما امتلأ الدرج ..
تقديري وفائق احترامي

عبدالله المحمدي
27-02-2009, 10:38 PM
في هذه القرية يظهر القمر في أبهى حلله .. وتنساب خيوطه الفضية جذلى تعانق سفوح الجبال ..
في هذه القرية للقمر وجه غير الوجه الذي يراه أهل المدينة ..
ربما أنا أراه اليوم مختلفا عن كل مرة ..
أدير قرص المذياع فيتناثر الموت من كل جانب ..
الإرهاب .. التحالفات .. الاستنكار ، وطاولة المفاوضات العرجاء .. والسلام المخنوق يحتضر ..
أنتفض عن مقعدي قائما في ضجر ..
ربما سأجد في الخارج هواء أنقى ..
ربما سأجيد هذه المرة قراءة القمر ..
ربما سأبثه بعضا مما أجد ..
ربما سأجد رجلا كنت أعرفه يسير في طريقي كصدفة فيلم عربي ممل ..
ربما سيناديني صوت ألفته كثيرا ..
ربما .. ربما .. ويليها ألف ربما ........ ضرب من الجنون أو اللاوعي .. أو اللا إحساس بما حولي ..
لأول مرة أذكرها أنظر إلى القمر في مثل هذا الوقت ..
رأيته يرتل نغما حزينا .. صوته ينبع من صدري ولحنه ذكريات يكسوها التراب ..


شريفه :

اي ذكرى حضرتني فحضرتني شيئا من الفرح

بصدق تصورت الوضع كأني أنت

واجزم انك ياشريفه تعشقين الحرف كما عشقتي القمر وإلا ماكان هذا الجمال

لك تحياتي

شريفة العلوي
01-03-2009, 11:30 PM
في هذه القرية يظهر القمر في أبهى حلله .. وتنساب خيوطه الفضية جذلى تعانق سفوح الجبال ..
في هذه القرية للقمر وجه غير الوجه الذي يراه أهل المدينة ..
ربما أنا أراه اليوم مختلفا عن كل مرة ..
أدير قرص المذياع فيتناثر الموت من كل جانب ..
الإرهاب .. التحالفات .. الاستنكار ، وطاولة المفاوضات العرجاء .. والسلام المخنوق يحتضر ..
أنتفض عن مقعدي قائما في ضجر ..
ربما سأجد في الخارج هواء أنقى ..
ربما سأجيد هذه المرة قراءة القمر ..
ربما سأبثه بعضا مما أجد ..
ربما سأجد رجلا كنت أعرفه يسير في طريقي كصدفة فيلم عربي ممل ..
ربما سيناديني صوت ألفته كثيرا ..
ربما .. ربما .. ويليها ألف ربما ........ ضرب من الجنون أو اللاوعي .. أو اللا إحساس بما حولي ..
لأول مرة أذكرها أنظر إلى القمر في مثل هذا الوقت ..
رأيته يرتل نغما حزينا .. صوته ينبع من صدري ولحنه ذكريات يكسوها التراب ..
شريفه :
اي ذكرى حضرتني فحضرتني شيئا من الفرح
بصدق تصورت الوضع كأني أنت
واجزم انك ياشريفه تعشقين الحرف كما عشقتي القمر وإلا ماكان هذا الجمال
لك تحياتي
أخي المبدع عبدالله المحمدي
تفاعل رائع مبدع مع النص , راقت لي كلماتك التي تنطلق كسفينة تشق عباب البحر في يوم عاصف عاتي الموج .
ساجيب على سؤالك بالآتي ..
نعم فأنا أحب الحروف من قمة الذائقة لأخمص القريحة ..لكني دائما أسأل نفسي وهل حروفي تبادلني الشعور ذاته ؟
من منا سأل ما اذا كانت حروفه تحبه ام لا ؟
تقديري وافر احترامي

شريفة العلوي
28-03-2009, 11:14 PM
مطوية خامسة
المساحات التي تفصلنا عن بعض ما هي سوى ستارات شفافة , يد من الضوء تمتد إلي , تمتد الى صندوق بريدك وتناولني رسالة , رسالة , فرسائلك تقرأني لأجدني في سطورها حروفا بهيئة إمرأة هيكلها من ورد قرمزي , دماؤها من عطر أزلي , وأقبض من بين معانيها على ذاتي , أتدري ؟
لا اعثر على ذاتي سوى بعد مرور يدك الضوئية على نواصيها ,
يقول الفنان العفري عبدالعزيز ..لابد لمسافر أمتعة السفر ..
و لابد للمحب من تواصل مع من يحب,
هكذا فأنا على اتصال دائم بك عبر وسائل متعددة ورسائل متجددة , عندما أفتح النافذة
في الصباح يشرئب منها هسيس بوحك ممزوجا مع النسمات المعطرة ..
وعندما أوصد تلك النافذة يناولني خفوت ضوئها بؤر تتوسد تلك النصيحة التي نصحتني بها ذات يومٍ لجأت فيه الى بريق عينيك ليكون حكما ينصفني في كل الأحوال أكنت ظالمة أم مظلومة ..
صبرك علي ..فأنا على اتصال بك على طول المدى...
أتدري ؟
الوقتُ اخذ إجازته وتركني استقبل رسائلك ..لكن في صناديق أسابيعه وأشهره وسنواته لا توجد مساحة تتسع لرسائلك التي تحملها حمامة ابن حزم في آن وأحيانا كثيرا تأتي محمولة على أجنحة النسور المتعبة من التحليق فـــــ..تنفضها
في أرجاء روحي ..وفي حين آخر تأتيني رسائلك مدسوسة بين حقائب الراحلين في محطات السفر ..
وأحيانا أخرى تتساقط من ضحكات الرضع والمواليد الذين ترتسم على وجوههم ضحكات استفسارية عن كنه الحياة ..وأحيانا تأتيني مخبوءة بين عقود الفل التي تساهم في كل الاحتفالات التي تقام في بلادي ..

شيماء وفا
30-03-2009, 01:36 PM
الآن لأسير على سجاد نسيم يصنع من آثار خطواتي بكرات القز , والنعل في قدمي أصبح ورقة التوت وأنا اشعر باني بازدياد معيار هذا الحب سأموت ..
ليتك تختار لي موتا لا يدخل في تفاصيل الاحتضار ..

إنه القتل اللذيذ نتلذذ بألمنا ويتلذذ قاتلنا بإيلامنا لكننا نعاني قسوة الألم فنتهاوى في بئر الاحتضار ينخر الوجع عظام الحب ويصبح هذيان القلب مميت
ياله من حب قاسي كلما زاد زادنا من الوجع والألم
ليت هناك فرصة للإختيار إنما هو الموت البطيء ملاذ القلب دائما
أستاذتي العزيزة
مازلت أتوه بين أغصان مطوياتكِ وصرت أهذي بين خمائلها
خالص تحياتي

لميس الامام
30-03-2009, 10:09 PM
شريفة العلوي ...صديقة الحرف والقلم..دائمة التألق واللمعان..

وقفت اما هذه المطويات والانبهار يرتديني ..سألقاك معه في قراءة مفصلة قريبا ان شاء الله
فنص كهذا لا يجب ان يمر علي دون الولوج الى ساحات عبقرية كاتبة لها عندي مكانة مميزة..
كل الود
لميس الامام

شريفة العلوي
30-03-2009, 10:53 PM
إنه القتل اللذيذ نتلذذ بألمنا ويتلذذ قاتلنا بإيلامنا لكننا نعاني قسوة الألم فنتهاوى في بئر الاحتضار ينخر الوجع عظام الحب ويصبح هذيان القلب مميت
ياله من حب قاسي كلما زاد زادنا من الوجع والألم
ليت هناك فرصة للإختيار إنما هو الموت البطيء ملاذ القلب دائما
أستاذتي العزيزة
مازلت أتوه بين أغصان مطوياتكِ وصرت أهذي بين خمائلها
خالص تحياتي

المبدعة المتألقة شيما وفا
اسهاب وافر يصل الى أبعد نقاط الفكرة وقراءة عميقة لمحتوى السرد وصولا الى كل ذرة من نبضات المعاني..
ما اسعدني بتواجدك الرائعة بين حروفي
كوني بكل خير

شريفة العلوي
30-03-2009, 10:55 PM
شريفة العلوي ...صديقة الحرف والقلم..دائمة التألق واللمعان..
وقفت اما هذه المطويات والانبهار يرتديني ..سألقاك معه في قراءة مفصلة قريبا ان شاء الله
فنص كهذا لا يجب ان يمر علي دون الولوج الى ساحات عبقرية كاتبة لها عندي مكانة مميزة..
كل الود
لميس الامام

صديقتي الغالية الأديبة الناقدة لميس الامام
حضورك حبور لا اعرف مداه سوى انه يهبط من أعالي السحاب الى القلب بردا وسلاما
أيتها الوردة المتفتح في بساتين الروح لكم اشتقت اليك وكم يسعدني ان تصافحني اللحظة بطلتك الندية المبهجة المتوهجة ..
تتشرف مطوياتي وكل نصوصي بك
دمت بكل هذا الحب

شريفة العلوي
30-03-2009, 10:57 PM
مطوية سادسة

أتدري ؟
الجميع يحفرون سمعهم ليسمعوا أنبائنا ويلصقوا أحداقهم حتى يتمكنوا من رؤيتنا بجدران نصبت ارتفاعها كي تواري علينا تكويناتها ..
أتدري حتى الدقائق والثواني تروض قوادمها فقط كي تقبض على هذا الرسيس الموثق بالعهد السرمدي والذي عجزنا حتى نحن عن تفكيك خيوطه ,, نعم ذات يوم اتفقنا على ان نحل رباطه , ونهدم بنيانه , بل حاولنا ان نمسحه من جبين الشمس ومحوه من وجنات القمر , لكننا فشلنا , وكان الخطأ منا عندما ظننا بأنه طفل كنا نربيه ونسينا بأنه كان الوصي على عقولنا التي وهنت امام ابسط اختبار جلدتنا بها الصدفة ,
وكان بهت عظيما , عندما فكرنا بأنه بستان صغير اذا منعنا عنه الماء ستحترق أزهاره وستذبل براعمه , بل بالعكس كل ذلك كان تنامي يتصاعد به الى الآفاق ,
لا تتعجب اذا كانت قصتنا تستهوي الجميع ..أتدري لو كانت هذه القصة لسوانا من الناس , لعكفت بمحرابها وكرست سمعي, ونبضي, ودهشة ناظري’ لها وكنت صلبت جيوش احاسيسي على جدرانها ,, لكن القصة هنا قصتي حُرمت من متابعتها بشغف المنحاز وبتعلق المحايد , وها هنا أرتمي في أحضان قصة قصقصت جناحات صبري وروعت حمائم صمتي وألقمتني وجباتها ..لأنك انت ياأنت لم تكن سوى أنت , ليتك تتبدل وتدفع بقليل من وهج ناصيتك للقمر في محاقه , وليتك توزع جاذبيتك للزحل المشتاق للسكان , وليتك توزع حروف اسمك لكل من تنابذ بالألقاب..كي..لن أكمل فأنا بذرة خضراء في كمثرى قلبك اليانع حبا..
ولكن دعهم يتعلموا الحب ..ليس هذا لأننا نحتكر الحب ..فما أكثر الحب والخبز رغم الجوع وما أكثر البحر والرمل رغم نزاعات حدودية على متر وشبر بين الدول ,, ولكن لا يمكنه لأحد أن يحب مثلنا ,, ولنا في هذا الطراز من الحب أسوة ,, لذا أطمئن طالما تناولني الطبيعة في ثورتها وفي هدوؤها رسائلك فأنا في مأمن عن الخوف وسأقتات على ما بقي لي من الذكريات العطرة حتى وان التحفت بالسماء الزرقاء وافترشت المروج الخضراء في هذا الكوكب الذي فُصّل على طقوس أمانينا ...دعهم يتعلمون كيف يكون الحب سقفا يظلل القلوب ..

شريفة العلوي
01-04-2009, 04:52 PM
مطوية سابعة


طفقت ألملم شذرات الفرح التي اعتلت نواجذي في هذا الصباح البهي ونثرت في أرجائه ابتسامات الأقاحي , يقرأني الصبح على كفيك بأنفاسه العبقة كلما يحمل النسيم الي رسائلك ,
أرجوك لا تتذمر ولا تشكو عن تأخير البريد إليك , أعطني قليلا من الوقت لأتسلق جبال وعيا أكبر من مفهوم إمراة عادية لمعنى التعلق بنجم يطل وهجا باسما من نافذتها , لأني لا أتقن لعب دور امرأة عادية , أحتاج الى كأس من وعي أعمق يشبهني في كل شاردة وواردة وجرعات تفكير تصون قراري من ضغط لحظة منحرفة , أحتاج وقتا لأفهم رسالتك التي أزمع الرد عليها وليأتي ردي عليها متأثرا بفطرة حدسي بل حاستي السادسة التي تشم عطرك من بعيد.. فأنا لا احب التصنع مع اني اعشق الابتكار وهناك فرق كبير بين التصنع والابتكار ..
أمازلت تظنني امرأة مخلوطة من ثلاثة مواد؟
..نثار الذهب , ونثار الورد ونثار الرصاص, لتأخذ كل مادة حقها في ترجمة سلوكي وفي طريقة حديثي , وفي استقبالك عندما تحتفي بك روحي كـ فارس اللحظة حين تخطر على البال وصنديد الحروب حين تقوم الدويلات في ضواحي القرى والمدن بمناوراتها , وكـ قاضي عندما تعصر تفكيري نواميس الكون والتكوين , وكــ حليف لتيجان حدائق الشعر ووصيا على قبائل الورد في بساتين الروح , لهذا لا تستغرب إن اختلفت ردود أفعالي حيال أمزجتك المناخية و المتأثرة بمناخات لا تمت بصلة لأقاليمي , فأنا ثلاثية التكوين كما تعلم , ذهب يصون مبادئي,, ونثار ورد تزهو فيه مواضعي ,, ورصاص يمدني بصلابة الصخور البازلتية , هناك ثمة مسافة تستوطن الخط الفاصل بيني وبينك خوفا من اقتران الشمس بالقمر فيحدث الارتباك بين توقيت ليل للأحلام ونهار متعب يحصى على أصابعه الخفقات..ويدك الممدودة إلي طرف وشاحي المتهدل في غدير هذا الكائن المسمى ( الحب )و الذي أربك عبر التاريخ قوافل الشعراء و أفناهم ليبقى هو خالدا يتربص بذكراهم , لتتسلى بهم الورى عبر الزمن بينما تقشرت أحلامهم , لتنمو في أذهان الناس قشورا جديدة لاحقا , ثم تتساقط أسمائهم وتنزاح روائحهم مستجمعة عبيرها عن جدران الحياة , لتبقى صفحات من حياتها تراشق القارئ بذكراهم وأي ذكرى تلك التي صنعت تاريخهم لتتبرج قصصهم وينزووا خلفها كمومياء , أيها الحب ماذا تفعل بالناس ؟
عرفت الآن بأنك أكثر من تضرهم من البشر هولاء الذين يختطفون من فم البيان حلوى البلاغة , والذين يتفوقون تعبيرا على العبارة الساحرة ..أيها الكائن الذي يسري في العروق بلا هوادة ويمنع في ساحة القلب منعا باتا "لحظة الهدنة" وخط الرجعة , ألا ترحم تلك الشرايين التي أصبحت رهن رعودك و بروقك في سماء بلا سحب ولا غيوم؟
وكلانا هنا ضحاياه ..ورفعت راية (....) و
لن أخذل يدك مهما كانت جحافل الصمت تتأهب السير وقوفا أمام بابي , فيدك التي تمتد إلي سأقتطفها وثوبا كي لا تقع في مرمى زمن لا يندرج بين أوراق روزنامتي ..
هب إني ولدت كـــ..وردة في بستان روحك من جديد !!

سامي محمد جعفر
04-04-2009, 08:57 PM
الأديبة المتألقة / شريفة العلوي

اسمحي لي بان اتسلل

وسط أريج عزفك المنفرد

بنشاذ حروفي المبعثرة

فقد تاهت وسط تمتمات الأبداع

وسط دهشة المعاني حولي

من نظمك لثورة السطور

من ثقل ما تحملة من بحور

أبحرت فيها قلاع النبض

فلم يتحملها احتواء قلب

ولا اجد أوردة تحملني

الي ضفاف مشاعرك

فأقف منتظرا نهايه اسطرك

لأقدم لكي فقر ما عندي

زهرة احناها الأنتظار

ناظرة اليك بأفتخار

ورحيقها تعطر بضي شدوك

ومن أدراج القمر أطل ضيك

دمتي بود
سامي جعفر

شريفة العلوي
05-04-2009, 11:43 PM
الأديبة المتألقة / شريفة العلوي

اسمحي لي بان اتسلل

وسط أريج عزفك المنفرد

بنشاذ حروفي المبعثرة

فقد تاهت وسط تمتمات الأبداع

وسط دهشة المعاني حولي

من نظمك لثورة السطور

من ثقل ما تحملة من بحور

أبحرت فيها قلاع النبض

فلم يتحملها احتواء قلب

ولا اجد أوردة تحملني

الي ضفاف مشاعرك

فأقف منتظرا نهايه اسطرك

لأقدم لكي فقر ما عندي

زهرة احناها الأنتظار

ناظرة اليك بأفتخار

ورحيقها تعطر بضي شدوك

ومن أدراج القمر أطل ضيك

دمتي بود
سامي جعفر


أخي المبدع سامي جعفر

كلماتي عاجزة أمام هذا السيل من الإبداع ومهما قلت لااستطيع مجارات حروفك المبدعة

تقديري ووافر شكري

محمد الأمين سعيدي
06-04-2009, 12:49 AM
ياه
حين تلبس المشاعر جسدَ اللغة.
أتنبأ بحرب ضروس
وأعرف أنني سأستسلم.
..
..
هكذا جعلتني نصوصك الرائعة أفكر
أو
هكذا استسلمت لروعتها
..
شكرا شكرا

مازن دويكات
06-04-2009, 09:45 AM
قاعدة ذهبية
لمثلث تساوت أضلاعه
....................
رؤية في نص شريفة العلوي " مطويات في أدراج القمر"
المسمّى في بعديه

"المطوية" في دلالتها اللغوية, هي مخطوط يخضع للتخبئة والاختفاء والحّجب والحفظ في مكان حصين بعيد عن المتناول ومشاعية الرؤيا والعبث,ولكن في الفن والإبداع والمنظومة الجمالية عموماً,ينزاح هذا المصطلح عن منصته القانونية الصارمة, ليملأ حيزاً منفتحاً بلا حدود, مما يمنح سيولته فضاءات ومدارات تُنتج مساراتها في محترف الإبداع, بمعنى, أن المطوية هنا ليست ملتزمة بصرامة المصطلح, ولو التزمت به, لفقدت صفتها الإبداعية المنفتحة حتى أقاصي البصر والبصيرة.
والمبدعة المتألقة "شريفة العلوي" في هذا النسيج المبدع الذي أنجزه نولها فاجأت الذائقة بهذا المسمى" مطويات في أدراج القمر" ولا أستطيع أن أجزم إن كان هناك من سبق بهذا المسمى أم لا على صعيد النصوص الإبداعية,وحتى إن كان هناك من سبق على صعيد هذا التوظيف,يكفي أنها استحضرته مغايراً في زحام التسميات والمسميات المألوفة.
النص يتكون من أربع مطويات لحد هذه اللحظة, وأن كانت أجواء هذا السرد, تنبئ أن ثمة ما هو قادم من مطويات أُخر.
الخبيئ والمخبوء به والمخبأ له

في لحظة تجلي كاشفة تمّ تصويب الذائقة على مثلث تساوت أضلاعه بحرفية انسجمت بها العلاقة بين الدّال والمدلول عليه, فالضلع الأول, يمثله الخبيء( المطوية / المطويات) والضلع الثاني يمثله المخبوء به( أدراج القمر) والضلع الأخير يمثله المُخَبّأ له (الآخر / المسرود عنه) فالمخبوء به يمثل قاعدة هذا المثلث والرابط بين الضلعين الآخرين.... بين المُرسل والمُرسل إليه, هنا المطوية تتحرر من وظيفتها المخطوطية والأرشيفية بفعل روح الإبداع التي فرشت لها حريرها المنسوج من أوراق توت القلب, عدا عن الاختلاف المدهش في مكان الحفظ (الأرشيف) كذلك الإنزياح المحدث من الإمتلاك المشاعي إلى الملكية الشخصية التي خص بها المُرسل مسروده وهو بالتأكيد المرسل إلية, وهذا أيضاً ينطبق على المكان في انزياحه, من أرضي محسوس ملموس سهل الوصول وبصري الرؤيا, إليه إلى مكان سماوي مجرد من الحسية ومن الصعوبة بمكان الوصول إلية واقنحامه, فهو في بنيته حالة تخيلية ذهنية يعتمد في استحضاره على الرؤية, وشتان ما بين الرؤيا البصرية والرؤية التخيلية الذهنية, فالرؤيا أرضية التكوين محدودة ومحددة, والرؤية سماوية التدوين ذهنية بلا حدود وتخوم.
اختلاف الدلالة في شكلانيتها ومعناها

سأبتعد عن الخوض اللغوي في مسمّى النص, وتحديداً في كلمة" أدراج" ولا إن كانت في حالة المفرد أو كانت في حالة الجمع, فهذا لا يعني الجانب الدلالي الفني, ولكن ما سأحاول البحث به, هو البعد الدلالي ل "أدراج" باستحضار مقارنات قد تفيد بغية الوصول لعمق الدلالة.
وهنا, ُيستحضر المسميان المتقاربان مع الحالة التي نحن بصددها,وهما بيت "شِعر" وبيت " منزل" وفي حالة الجمع نقول: " أبيات" شِعر و "بيوت" منازل, وكأن هذه الحالة متماهية مع جمع " أدراج.... أبيات" و " دروج.... بيوت" فالأدراج في جمعها تشير للدَرج بعتبات صعود ونزول, والدروج في جمعها تشير للدُرج مكان حفظ الأشياء في الخزائن.
فاختلاف الدلالة في شكلها ومعناها, هو في الأساس تعدد دلالي, وهذا التعدد هو سمة فنية لا تتوفر إلا في النصوص القوية في فكرها وطرحها, على العكس من النصوص الضعيفة التي تحشر دلالتها في معنى واحد ومحدد يتفق عليه المبدع والمتلقي والناقد, دون أن يفجر حالات من التحليل والـتأويل, مع الأخذ بعين الإعتبار , حين تتعدد الدلالات في النص, لا بد أن يكون هناك تدرج في قوى هذه الدلالات, بحيث تعتمد في فرزها وتصنيقها على قدرات المتلقي / الناقد.
ولا شك أن هذا النص, كعادة جل نصوص المبدعة " شريفة العلوي" يقبض على هذه الحالة بكل قدرة وتمكّن.
محاولة للنفاذ

مطوية أولى
لا ادري لماذا اشعر باني أسير وأنا نائمة ؟..
أهذه أحداث نهار فريد خرج من حقيبة الصدفة ؟
أم هي مطويات محفوفة بقراءة الليل في أدارج القمر ؟
للصدف العجيبة معي موعد لا يدلف من باب التخطيط
ولجت من نافذة بلورية بأجواء روحانية تتأبط صدق نبضك فــ..جالت بي بين حقول أزهار لا منتهى لها , و بين حرائر غيوم مرمرية في حالة تسامي دائمة , لا يقطع صفوها ضوء الشمس ولا يتخللها دجى الليل .. ولبرهة غير قصيرة ظللت أقتات على عجائب المناظر , فالعين بحاجة الى الغذاء ,و غذاؤها دهشة المنظر ..وكانت الجولة حول كوكبك حروفا تمتطي صهوة السحر نبشت مخالبها في ذاكرة السفر , وكاد الشتاء يرتدي صوتك معطفا يناغي هيكل العمر
..............
حالة " سرنمة" مدهشة ,السير فعل ضاجٌ والنوم به, هدوء عميق,وعلى إيقاعات هذا التضاد, يلتقي ضجيج البحث الموغل في الأشياء الحميمة مع هدوء ترتيبها وتأثيث المكان المتخيل بها, ومن ثمُ طوي المشهد المُنجز, ليكون إرثاً شخصياً ليس للآخرين فيه من مشاعية سوى التمتع بجماليته عن بعد متخيل, هذا المشهد بكل جمالياته, هو نتاج ذهنية متوقدة في استحضارها لكل ما هو حميمي تشتّت في عوالم شاسعة ومتسعة على حجم ومقياس الواقع التبادلي بين " الأنا" و " قرينها" وهذا تمثل بحرارة الوصف بمحسوسه المجسد وملموسه الحسيّ, عبر ثلاثية " الأنا" و " هو" و " الوسيط " وهي حالة المثلث بأضلاعه الثلاثة المتساوية , حيث يمثل الوسيط القاعدة ", وكاد الشتاء يرتدي صوتك معطفا يناغي هيكل العمر.
مطوية ثانية
أرجوك تمهل علي ..فكلماتك أدق تصويبا من رصاصات أُحكم على زنادها إصبع طائش ..صعب علي أن أبدو أمامها كورقة سقطت من الغصن و وجدتْ ما تبقى منها رهن هبوب الرياح ..
مهلا ....كلامك يعرف طريقه إلى الأعماق يتأرجح بين تويج زهرة الروح وبين ميسم قرنفلة الحلم و وطن موقعه في الخريطة خلف جدران ما بعد الخيال ..
مهلا ستوقظ سكان كوكب نام ,وأفترش خطوات جيادك المدبرة ..
لقد تقهقرت جحافل حراسي فخارت قواها و تثاقلت أجفانها بالكرى ..
و صوتك يفتح أبوابا عجزت مفاتيح الدهر عن مراوغتها ..
قلبي ..ذاك المخلوق الذي توسد من شريانه التاجي الى تجويفه العاجي هدير أمواج بحرك و بات خاتما في خنصر صوتك ..
مهلا لقد سحبت زوبعة رياحك بساط الصمت من تحت أقدامي و بت أتدحرج على بلاط دهشتي , و أفقت كأصحاب الكهف أحاول صرف عملة قديمة و
أرى الكون من آخر ثقب كان مفتوحا في حويصلتي عندما كنت اطل منه عليك , والآن اتسعت تلك الدائرة وانكسرت على راسي جرتها الحائرة وسكبت على رأسي محتوياتها الغائرة ..
مهلا للكلام كلام , رغيفه النهى وكأس مائه الضوء الآتي من نجمتنا المعلقة على ياقة قميصك
......................
في مشهد المطوية الثانية, تتحول اللغة بموصوفاتها,من الشكل المّنجز إلى تفاصيله.. من الكلّي إلى الجزئيّ, فسيفساء مشغولة بدقة, وهي في واقعها تفكيك الكلّيّ والدخول بتفاصيل الجزئيّ, في هذا الخطاب سلسلة من التمهلات المتدرجة بوظائف تفكيكها, ولكل تمهل حالة حركية متسارعة في عرضها المشهدي واستعراضها لتفاصيلة, وعلينا أن نتابع هذا التدرج في تتابع تمهلاته,وبإمكان الراصد أن يصل لحالة التصاعد في الخطاب الذي يرواح في سرده بالجمع بين القائم في ممكنه والمتخيل في ظلاله.
وكذلك هنا, سأختم بالتمهل الأخير في هذه المطوية " مهلا للكلام كلام , رغيفه النهى وكأس مائه الضوء الآتي من نجمتنا المعلقة على ياقة قميصك"
للكلام رغيف النهى وللكلام كأس ماء الضوء, ضلعان يبحثان عن ضلعهما الثالث, ليكون القاعدة, وكانت النجمة المعلقة على ياقة القميص!
مطوية ثالثة
إنها حالة أورثتنا مسؤولية إمبراطورية واسعة ليس لنا القدرة على متابعة أحوال رعاياها وليس لنا القدرة على احتواء تناقضاتها الجغرافية وتحولاتها التاريخية , و ليس لنا القدرة على متابعة الطيور الواقفة على أغصان غاباتها ..إنها مملكة تُوجنا بها ونحن أصغر منها فكلما أمتد الوقت كانت أكثر شراسة في استمراريتها وكنا أكثر إرباكا من ذي قبل في تشتتنا ومحاولة القبض على برقها بينما نحن عاجزين عن اقتناص صدى رعدها ..مازالت أمطارها تغرق واحات أرواحنا وتحيل الصحاري إلى بحيرات تخجل أمامها اليابسة ..
.............
لا شك أن المطوية الثانية أنجزت سردها الفسيفسائي بكل تجلٍ مبدع, وعلى خلافها جاءت المطوية الثالثة لرصد المشهد من خارجه دون تفاصيل, والمنجز الذي أحدث هنا, هو منح هذه العوالم أسمها المحدد بشمولتها واتساعها, إنها الإمبراطورية, هذا الإرث الواسع المتسع , والممتدّ والمتمدد, فهي ثمثل في الذهنية الضلع الذهبي للمثلث وهي قاعدته الجاذبة للضلعين الآخرين.
هنا التاريخ بسيرورته وتحولاته ضلع, وهنا الجغرافية بصيرورتها وتناقضاتها ضلع, وهذا هو الثبات بتجلي بنائه على أرض تعجّ بالتناقض الخارجي والتآلف الداخلي, وكأن البرق والرعد ضلعان مساندان من خارج المشهد, ومن شرارة التماس بينهما تطفئ الصحاري عطشها لتستحيل إلى بحيرات من خضرة وضلال زرقاء.
مطوية رابعة
لا زال ذلك المدعو بالقلب يكبل عقلي بالأغلال.. ومازالا الشغف والحنين يتسلقان درجات أقصى أحاسيسي حتى طالت هامتها مرمى البصر وخرجت من حيز الرؤية ..إلى هذه اللحظة تلسعني ثمة تفاصيل كانت تنقب في شراييني عن حرقة دمائي المحترقة بين أكسجين تجرد من هواء غير هواك وبين الكريات البيضاء التي تقاوم هواجس الظنون , فتغذي تلك الظروف المعاكسة لهذا الهذيان..حاولت أن احصد الحروف قبل أن تنضج ثمارها وحاولت أن ادفن مشاعري قبل أن تطغى عليها الطحالب المتوحشة فتستبدل خمائل الأجنحة بالزعانف والقشور ..مازلت أكد في البحث عن العزلة بين خصائص المناخات الصعبة التي واجهتني وبين الدروب المفروشة أمامي الآن لأسير على سجاد نسيم يصنع من آثار خطواتي بكرات القز , والنعل في قدمي أصبح ورقة التوت وأنا اشعر باني بازدياد معيار هذا الحب سأموت ..
ليتك تختار لي موتا لا يدخل في تفاصيل الاحتضار ..
..............
يبدو هنا السرد خرج من الذات ولم يغادرها, ارتداد للداخل بعد أن أخذ الخارج حقه من السرد, منلوج يطغي على ظاهرة الهذيان ويتحكم في باطنه الوعي والإدراك, هو كشف ما في الداخل للداخل بوعيه وللخاج ما للخارج من هذايانه , كشف مكابد مساربه من صدق ومجرياته من حنين جارح, ف "الأنا" هنا أشد ما تكون في وضوحها وتجلي بوحها وتوجع صدها, و على الرغم من انغلاقها إلا أنها بالغة الالتحام بالآخر المسرود عنه وله, ومن الصعب أن أختم دون اقتناص هذا : ..مازلت أكد في البحث عن العزلة بين خصائص المناخات الصعبة التي واجهتني وبين الدروب المفروشة أمامي الآن لأسير على سجاد نسيم يصنع من آثار خطواتي بكرات القز , والنعل في قدمي أصبح ورقة التوت وأنا اشعر باني بازدياد معيار هذا الحب سأموت ..
ليتك تختار لي موتا لا يدخل في تفاصيل الاحتضار ..
مناجاة كاوية, حطبها الصدق ولهبها التصوّف, عزلة متمردة على وحدتها, ثمة دروب مفروشة بكل ما هو ممغنط جاذب, والخطى ملزمة بخلع ورقة توتها لتبدو عارية في هذا الممر المطز بالجمال والمؤثث بالبهاء.
ربّ موت هو الحياة وربّ حياة هي الموت, والموت هنا هو الحياة.
وربما هما ضلعان المثلث وضلعه الثالث هو الحب, وهو القاعدة الذهبية لهذا المثلث الرائع.

شريفة العلوي
07-04-2009, 06:36 PM
ياه
حين تلبس المشاعر جسدَ اللغة.
أتنبأ بحرب ضروس
وأعرف أنني سأستسلم.
..
..
هكذا جعلتني نصوصك الرائعة أفكر
أو
هكذا استسلمت لروعتها
..
شكرا شكرا

أخي المبدع محمد الأمين سعيدي
البهجة والسرور في مرورك
شرف للنص ان تتم قراءته بارادة الذائقة
دمت بكل خير وسلام

شريفة العلوي
08-04-2009, 06:16 PM
قاعدة ذهبية
لمثلث تساوت أضلاعه
....................
رؤية في نص شريفة العلوي " مطويات في أدراج القمر"
المسمّى في بعديه

"المطوية" في دلالتها اللغوية, هي مخطوط يخضع للتخبئة والاختفاء والحّجب والحفظ في مكان حصين بعيد عن المتناول ومشاعية الرؤيا والعبث,ولكن في الفن والإبداع والمنظومة الجمالية عموماً,ينزاح هذا المصطلح عن منصته القانونية الصارمة, ليملأ حيزاً منفتحاً بلا حدود, مما يمنح سيولته فضاءات ومدارات تُنتج مساراتها في محترف الإبداع, بمعنى, أن المطوية هنا ليست ملتزمة بصرامة المصطلح, ولو التزمت به, لفقدت صفتها الإبداعية المنفتحة حتى أقاصي البصر والبصيرة.
والمبدعة المتألقة "شريفة العلوي" في هذا النسيج المبدع الذي أنجزه نولها فاجأت الذائقة بهذا المسمى" مطويات في أدراج القمر" ولا أستطيع أن أجزم إن كان هناك من سبق بهذا المسمى أم لا على صعيد النصوص الإبداعية,وحتى إن كان هناك من سبق على صعيد هذا التوظيف,يكفي أنها استحضرته مغايراً في زحام التسميات والمسميات المألوفة.
النص يتكون من أربع مطويات لحد هذه اللحظة, وأن كانت أجواء هذا السرد, تنبئ أن ثمة ما هو قادم من مطويات أُخر.
الخبيئ والمخبوء به والمخبأ له

في لحظة تجلي كاشفة تمّ تصويب الذائقة على مثلث تساوت أضلاعه بحرفية انسجمت بها العلاقة بين الدّال والمدلول عليه, فالضلع الأول, يمثله الخبيء( المطوية / المطويات) والضلع الثاني يمثله المخبوء به( أدراج القمر) والضلع الأخير يمثله المُخَبّأ له (الآخر / المسرود عنه) فالمخبوء به يمثل قاعدة هذا المثلث والرابط بين الضلعين الآخرين.... بين المُرسل والمُرسل إليه, هنا المطوية تتحرر من وظيفتها المخطوطية والأرشيفية بفعل روح الإبداع التي فرشت لها حريرها المنسوج من أوراق توت القلب, عدا عن الاختلاف المدهش في مكان الحفظ (الأرشيف) كذلك الإنزياح المحدث من الإمتلاك المشاعي إلى الملكية الشخصية التي خص بها المُرسل مسروده وهو بالتأكيد المرسل إلية, وهذا أيضاً ينطبق على المكان في انزياحه, من أرضي محسوس ملموس سهل الوصول وبصري الرؤيا, إليه إلى مكان سماوي مجرد من الحسية ومن الصعوبة بمكان الوصول إلية واقنحامه, فهو في بنيته حالة تخيلية ذهنية يعتمد في استحضاره على الرؤية, وشتان ما بين الرؤيا البصرية والرؤية التخيلية الذهنية, فالرؤيا أرضية التكوين محدودة ومحددة, والرؤية سماوية التدوين ذهنية بلا حدود وتخوم.
اختلاف الدلالة في شكلانيتها ومعناها

سأبتعد عن الخوض اللغوي في مسمّى النص, وتحديداً في كلمة" أدراج" ولا إن كانت في حالة المفرد أو كانت في حالة الجمع, فهذا لا يعني الجانب الدلالي الفني, ولكن ما سأحاول البحث به, هو البعد الدلالي ل "أدراج" باستحضار مقارنات قد تفيد بغية الوصول لعمق الدلالة.
وهنا, ُيستحضر المسميان المتقاربان مع الحالة التي نحن بصددها,وهما بيت "شِعر" وبيت " منزل" وفي حالة الجمع نقول: " أبيات" شِعر و "بيوت" منازل, وكأن هذه الحالة متماهية مع جمع " أدراج.... أبيات" و " دروج.... بيوت" فالأدراج في جمعها تشير للدَرج بعتبات صعود ونزول, والدروج في جمعها تشير للدُرج مكان حفظ الأشياء في الخزائن.
فاختلاف الدلالة في شكلها ومعناها, هو في الأساس تعدد دلالي, وهذا التعدد هو سمة فنية لا تتوفر إلا في النصوص القوية في فكرها وطرحها, على العكس من النصوص الضعيفة التي تحشر دلالتها في معنى واحد ومحدد يتفق عليه المبدع والمتلقي والناقد, دون أن يفجر حالات من التحليل والـتأويل, مع الأخذ بعين الإعتبار , حين تتعدد الدلالات في النص, لا بد أن يكون هناك تدرج في قوى هذه الدلالات, بحيث تعتمد في فرزها وتصنيقها على قدرات المتلقي / الناقد.
ولا شك أن هذا النص, كعادة جل نصوص المبدعة " شريفة العلوي" يقبض على هذه الحالة بكل قدرة وتمكّن.
محاولة للنفاذ

مطوية أولى
لا ادري لماذا اشعر باني أسير وأنا نائمة ؟..
أهذه أحداث نهار فريد خرج من حقيبة الصدفة ؟
أم هي مطويات محفوفة بقراءة الليل في أدارج القمر ؟
للصدف العجيبة معي موعد لا يدلف من باب التخطيط
ولجت من نافذة بلورية بأجواء روحانية تتأبط صدق نبضك فــ..جالت بي بين حقول أزهار لا منتهى لها , و بين حرائر غيوم مرمرية في حالة تسامي دائمة , لا يقطع صفوها ضوء الشمس ولا يتخللها دجى الليل .. ولبرهة غير قصيرة ظللت أقتات على عجائب المناظر , فالعين بحاجة الى الغذاء ,و غذاؤها دهشة المنظر ..وكانت الجولة حول كوكبك حروفا تمتطي صهوة السحر نبشت مخالبها في ذاكرة السفر , وكاد الشتاء يرتدي صوتك معطفا يناغي هيكل العمر
..............
حالة " سرنمة" مدهشة ,السير فعل ضاجٌ والنوم به, هدوء عميق,وعلى إيقاعات هذا التضاد, يلتقي ضجيج البحث الموغل في الأشياء الحميمة مع هدوء ترتيبها وتأثيث المكان المتخيل بها, ومن ثمُ طوي المشهد المُنجز, ليكون إرثاً شخصياً ليس للآخرين فيه من مشاعية سوى التمتع بجماليته عن بعد متخيل, هذا المشهد بكل جمالياته, هو نتاج ذهنية متوقدة في استحضارها لكل ما هو حميمي تشتّت في عوالم شاسعة ومتسعة على حجم ومقياس الواقع التبادلي بين " الأنا" و " قرينها" وهذا تمثل بحرارة الوصف بمحسوسه المجسد وملموسه الحسيّ, عبر ثلاثية " الأنا" و " هو" و " الوسيط " وهي حالة المثلث بأضلاعه الثلاثة المتساوية , حيث يمثل الوسيط القاعدة ", وكاد الشتاء يرتدي صوتك معطفا يناغي هيكل العمر.
مطوية ثانية
أرجوك تمهل علي ..فكلماتك أدق تصويبا من رصاصات أُحكم على زنادها إصبع طائش ..صعب علي أن أبدو أمامها كورقة سقطت من الغصن و وجدتْ ما تبقى منها رهن هبوب الرياح ..
مهلا ....كلامك يعرف طريقه إلى الأعماق يتأرجح بين تويج زهرة الروح وبين ميسم قرنفلة الحلم و وطن موقعه في الخريطة خلف جدران ما بعد الخيال ..
مهلا ستوقظ سكان كوكب نام ,وأفترش خطوات جيادك المدبرة ..
لقد تقهقرت جحافل حراسي فخارت قواها و تثاقلت أجفانها بالكرى ..
و صوتك يفتح أبوابا عجزت مفاتيح الدهر عن مراوغتها ..
قلبي ..ذاك المخلوق الذي توسد من شريانه التاجي الى تجويفه العاجي هدير أمواج بحرك و بات خاتما في خنصر صوتك ..
مهلا لقد سحبت زوبعة رياحك بساط الصمت من تحت أقدامي و بت أتدحرج على بلاط دهشتي , و أفقت كأصحاب الكهف أحاول صرف عملة قديمة و
أرى الكون من آخر ثقب كان مفتوحا في حويصلتي عندما كنت اطل منه عليك , والآن اتسعت تلك الدائرة وانكسرت على راسي جرتها الحائرة وسكبت على رأسي محتوياتها الغائرة ..
مهلا للكلام كلام , رغيفه النهى وكأس مائه الضوء الآتي من نجمتنا المعلقة على ياقة قميصك
......................
في مشهد المطوية الثانية, تتحول اللغة بموصوفاتها,من الشكل المّنجز إلى تفاصيله.. من الكلّي إلى الجزئيّ, فسيفساء مشغولة بدقة, وهي في واقعها تفكيك الكلّيّ والدخول بتفاصيل الجزئيّ, في هذا الخطاب سلسلة من التمهلات المتدرجة بوظائف تفكيكها, ولكل تمهل حالة حركية متسارعة في عرضها المشهدي واستعراضها لتفاصيلة, وعلينا أن نتابع هذا التدرج في تتابع تمهلاته,وبإمكان الراصد أن يصل لحالة التصاعد في الخطاب الذي يرواح في سرده بالجمع بين القائم في ممكنه والمتخيل في ظلاله.
وكذلك هنا, سأختم بالتمهل الأخير في هذه المطوية " مهلا للكلام كلام , رغيفه النهى وكأس مائه الضوء الآتي من نجمتنا المعلقة على ياقة قميصك"
للكلام رغيف النهى وللكلام كأس ماء الضوء, ضلعان يبحثان عن ضلعهما الثالث, ليكون القاعدة, وكانت النجمة المعلقة على ياقة القميص!
مطوية ثالثة
إنها حالة أورثتنا مسؤولية إمبراطورية واسعة ليس لنا القدرة على متابعة أحوال رعاياها وليس لنا القدرة على احتواء تناقضاتها الجغرافية وتحولاتها التاريخية , و ليس لنا القدرة على متابعة الطيور الواقفة على أغصان غاباتها ..إنها مملكة تُوجنا بها ونحن أصغر منها فكلما أمتد الوقت كانت أكثر شراسة في استمراريتها وكنا أكثر إرباكا من ذي قبل في تشتتنا ومحاولة القبض على برقها بينما نحن عاجزين عن اقتناص صدى رعدها ..مازالت أمطارها تغرق واحات أرواحنا وتحيل الصحاري إلى بحيرات تخجل أمامها اليابسة ..
.............
لا شك أن المطوية الثانية أنجزت سردها الفسيفسائي بكل تجلٍ مبدع, وعلى خلافها جاءت المطوية الثالثة لرصد المشهد من خارجه دون تفاصيل, والمنجز الذي أحدث هنا, هو منح هذه العوالم أسمها المحدد بشمولتها واتساعها, إنها الإمبراطورية, هذا الإرث الواسع المتسع , والممتدّ والمتمدد, فهي ثمثل في الذهنية الضلع الذهبي للمثلث وهي قاعدته الجاذبة للضلعين الآخرين.
هنا التاريخ بسيرورته وتحولاته ضلع, وهنا الجغرافية بصيرورتها وتناقضاتها ضلع, وهذا هو الثبات بتجلي بنائه على أرض تعجّ بالتناقض الخارجي والتآلف الداخلي, وكأن البرق والرعد ضلعان مساندان من خارج المشهد, ومن شرارة التماس بينهما تطفئ الصحاري عطشها لتستحيل إلى بحيرات من خضرة وضلال زرقاء.
مطوية رابعة
لا زال ذلك المدعو بالقلب يكبل عقلي بالأغلال.. ومازالا الشغف والحنين يتسلقان درجات أقصى أحاسيسي حتى طالت هامتها مرمى البصر وخرجت من حيز الرؤية ..إلى هذه اللحظة تلسعني ثمة تفاصيل كانت تنقب في شراييني عن حرقة دمائي المحترقة بين أكسجين تجرد من هواء غير هواك وبين الكريات البيضاء التي تقاوم هواجس الظنون , فتغذي تلك الظروف المعاكسة لهذا الهذيان..حاولت أن احصد الحروف قبل أن تنضج ثمارها وحاولت أن ادفن مشاعري قبل أن تطغى عليها الطحالب المتوحشة فتستبدل خمائل الأجنحة بالزعانف والقشور ..مازلت أكد في البحث عن العزلة بين خصائص المناخات الصعبة التي واجهتني وبين الدروب المفروشة أمامي الآن لأسير على سجاد نسيم يصنع من آثار خطواتي بكرات القز , والنعل في قدمي أصبح ورقة التوت وأنا اشعر باني بازدياد معيار هذا الحب سأموت ..
ليتك تختار لي موتا لا يدخل في تفاصيل الاحتضار ..
..............
يبدو هنا السرد خرج من الذات ولم يغادرها, ارتداد للداخل بعد أن أخذ الخارج حقه من السرد, منلوج يطغي على ظاهرة الهذيان ويتحكم في باطنه الوعي والإدراك, هو كشف ما في الداخل للداخل بوعيه وللخاج ما للخارج من هذايانه , كشف مكابد مساربه من صدق ومجرياته من حنين جارح, ف "الأنا" هنا أشد ما تكون في وضوحها وتجلي بوحها وتوجع صدها, و على الرغم من انغلاقها إلا أنها بالغة الالتحام بالآخر المسرود عنه وله, ومن الصعب أن أختم دون اقتناص هذا : ..مازلت أكد في البحث عن العزلة بين خصائص المناخات الصعبة التي واجهتني وبين الدروب المفروشة أمامي الآن لأسير على سجاد نسيم يصنع من آثار خطواتي بكرات القز , والنعل في قدمي أصبح ورقة التوت وأنا اشعر باني بازدياد معيار هذا الحب سأموت ..
ليتك تختار لي موتا لا يدخل في تفاصيل الاحتضار ..
مناجاة كاوية, حطبها الصدق ولهبها التصوّف, عزلة متمردة على وحدتها, ثمة دروب مفروشة بكل ما هو ممغنط جاذب, والخطى ملزمة بخلع ورقة توتها لتبدو عارية في هذا الممر المطز بالجمال والمؤثث بالبهاء.
ربّ موت هو الحياة وربّ حياة هي الموت, والموت هنا هو الحياة.
وربما هما ضلعان المثلث وضلعه الثالث هو الحب, وهو القاعدة الذهبية لهذا المثلث الرائع.

قاعدة ذهبية كتبتها نقدا وقرأتها سردا وحللتها إبداعا ووصلت بها الى عنان السماء وعيا وفكرا راقيا وهي العقلية الذهبية التي أشرقت كالشمس على الأثير ..بقراءة جعلت كل القراءات ترتجف من البرد امام دفئها وصنعت من ورق البردي مسلة عاجية ومن الحبر رحيق شمس سرمدية ..ومن منمنمات الحلم معزوفات موسيقية تميط من السارد والمسرود عنه أوجاعا وتبث في الأرواح دهشة السرور وحبور الذهول وهنا أقول و بكل حياد بأن ما قراته في هذه القاعدة لم يسبق للحرف في القراءة النقدية أن منح وساما يرصع جبين المفردة , حاولت أن أملآ أكفة ذائقتي من هذه الشذرات المضيئة ما استطيع اليه السيبلا ولكني وجدتها منطقة ممغنطة بكل ذرة من رمال الممشى , إنها قراءة البست النص الادبي بهكذا حلة فصلت على كل المقاييس كي تصل الى ذهنية عقليات متباينة , هنا النص النقدي يؤكد بكل جدارة بأنه نص أدبي إبداعي يتفوق على النص المعمول عليه الدراسة ذاتها .

الشاعر والأديب وصاحب المدن القصائدية
مازن دويكات
أحييك على هذا الجهد الجبار الذي سيظل خالدا عبر النص ..

ثائر الحيالي
09-04-2009, 05:38 AM
الاستاذة القديرة شريفة العلوي


لطالما توجست من الايغال في عمق حرف يغرقني في بحر التساؤل !

نص يحملني من سؤال إلى تشعب أسئلة !

رائع ..هو استفزاز تمنحه لنا إضمامة ورد !

سلمت...حماك الله

محبتي

شريفة العلوي
13-04-2009, 10:26 AM
الاستاذة القديرة شريفة العلوي


لطالما توجست من الايغال في عمق حرف يغرقني في بحر التساؤل !

نص يحملني من سؤال إلى تشعب أسئلة !

رائع ..هو استفزاز تمنحه لنا إضمامة ورد !

سلمت...حماك الله

محبتي

اخي المبدع ثائر الحيالي
الروعة تكمن في قراءتك وتواجدك
بارك الله بك
دمت بكل خير رقي

شريفة العلوي
22-04-2009, 08:53 PM
مطوية ثامنة



أيتها النافذة التي أصبحت بحكم المسافات وتجاويف الغياب موصدة ..كم وهنت يدي وهي تدق عليك ..
أيها الحاجز الوهمي المعلق في الفراغ لن تعجز أناملي من النحت عليك حبا والنقش على ساعديك بصورة طفل يرسم الضحكات في الأرجاء وكلما تبسم كانت الشمس أكثر جرأة في اشراقها وتسللها في هدوء بين أحلامي ..

عرفت الآن لماذا يكتنفني صمت الصمت ..ويشق قميص الكلام على ثغري نسيجه المتألم .. ليعري ودجي الرقيق حين أشدو شوقا ..و يتنحى ودجي من الظهور لتتراقص حبات الـ قلادة التي أهديتني ذات لقاء لذلك يبلغ الهسيس بحنجرتي أشد من بحة ناسك يتأمل صمته في لحظات التوحد مع الذات ..
حينما نهجر تلك الزاوية التي كلما ضاقت تتسع بتكويننا كانت تبدو أكثر حزنا من صوتي الذي كان يتبرج ظله الصامت أتذكر ذلك الكوكب الدري الذي كان مسكني ..وكانت حدائقه مأوى عصافيري ,,و الذي نسقت يرقات القز فيه خيوط الأماني البرزخية بمخالب العشق ...
وكم ألهمت أحرفي الصوفية للسفر على كف الريح نحو سماوات الغناء بألحان تخضوضر في الروح كلما ترنم بها النسيم ..و أنغام بلورية تسرد للكون ما كان وما سيكون على خريطة الأزهار التي تسور عالمنا بأنهار العطر وبساتين اللؤلؤ , يا الهي ما اجمل واروع كل هذا لما نتذمر من لحظة تمنحنا لذة الفراق واحتراق الاشواق ...
لحظة تنمو فيه شجرة الجاذبية و تمتد فروعها لأبعد مكان يلجأ اليه الغضب حينما نقطع تذكرة قطار النأي ..إنها شجرة الأم التي تلمنا تحت ظلالها الوارفة فيها تنسكب زرقة السماء من فم السحاب ..و فيها أرائك وثيرة من الحرير ..وفيها وسائد من الغيم البض ..
تتكئ عليها الحكمة التي حفرت في جدار الزمن كرة ضوئية تسامر ليلي ..وتنقر على زر الفجر لتدنو أكثر فأكثر من روحي ..
عندما يغالبنا نعاس الكبرياء وترخي سفن الشوق حبال الأشرعة ..يشهق مرفأ الكلام ويزمجر الصمت في وجه نوارس الفضول ليطردها من سواحلنا الممتدة بعهدنا الرسيس ..وحين تمتد يدي ويديك إلى نواصي اللقاء تبحث الأنامل عن جهة الرائحة النفاثة ,, منقادة نحو حدس أحلامها ..
أحلامها التي تنفث في قداحة الانتظار لقاء طالت قامته , واستبدت بجوانبه الريح إذعاناً في لسع جرح الوحشة لمزيدٍ من صواعق الشوق حتى تتساقط ثمار البوح ..
ومزيدا من مد مساحات كلما قاب قوسين أو أدنى كان على وشك استدرار لآلئ الأنس ..
أتدري ؟
ما هي نكهة الانتظار ..؟
ولونه ؟
وحجمه ؟
وجمال تقاسيمه ..؟
الانتظار الذي لا يملأ كفيه من غدير التجربة ولا يفرق بين التداني والتنائي قربا ..
افرض بأن زنار انتظارك يحيط بخاصرتي وافرض بأن دمائي أدمنت على جرعات انتظارك وافرض حتى الانتظار الذي تضيق به الناس قد ضاق بي لأني أغيظه كلما تلذذت بانتظارك..

مينا عبد الله
23-04-2009, 11:22 PM
الاديبة المقتدرة شريفة العلوي ..

عالم ساحر تهت فيه ..

بين روعة النص وفكرته ..

وجمال الحرف ورقته ..

بين الابداع والتألق .. وبين وقوفي باقدامٍ عارية خجلي

ما هذا الذي قرأته ؟؟ .. اصابتني ارتعاشة حينا ... وترقرقت دمعة في عيوني تأبى السقوط خشية أن تكسر جمال الصمت

احترامي

مينا

شريفة العلوي
25-04-2009, 11:46 PM
الاديبة المقتدرة شريفة العلوي ..

عالم ساحر تهت فيه ..

بين روعة النص وفكرته ..

وجمال الحرف ورقته ..

بين الابداع والتألق .. وبين وقوفي باقدامٍ عارية خجلي

ما هذا الذي قرأته ؟؟ .. اصابتني ارتعاشة حينا ... وترقرقت دمعة في عيوني تأبى السقوط خشية أن تكسر جمال الصمت

احترامي

مينا

مينا عبدالله
أيتها المبدعة
حضور وارف الدهشة , صاخب النبرة , هادئ متموسق النغم ..والأجمل من كل هذا وذاك روعة تذوقك الباهر للفكرة وتعاملك مع نسيج المعنى وملامسة المفردة ,
سعدت جدا بتواجدك الراقي بين سطوري
دمت بكل خير

شريفة العلوي
11-05-2009, 11:36 PM
مطوية تاسعة


أقتات على فاكهة الصمت والشوق ..
أيتها الفاكهة لك في كل مواسم قلبي تواجد ..لا الحصاد يغيب بك ولا منجل القحط يعجل بآجالك ..و المطر بكل سطوته لن يحرقك غرقا والجفاف لا يبعثر على نواجذك الاصفرار .. عجبت لهذا العجين الذي أصبح لقوة الإرادة هجين فكيف أن الشمس تستحي من الظهور عندما يمتلأ بك النهار ويتدفأ بك موسم الجليد في خمول الشتاء , وكيف ان الصيف يستحلب غيمات ابتساماتك التي تتهدل في آثارها أطيافا تنثر الرذاذ لتلطف الأجواء , وكيف إن القمر يحتشم بأوراق السدرة ويواري على عريه بريق نظراتك حينما تسامره عينيك ..
أرأيت ؟
لقد احترقت في تفاصيل العتاب مسافات الغياب ,
أرأيت أن الأرض تتقلص من الأطراف وتبدأ في نقصان كلما غبت , ثمة زوبعة تطوي المسافات كسجاد رفع في اثر موكب مهراجا ..
واندثرت أمنيات البعد حتى في أحلك موجات الغضب
لأول مرة أعرف بأن البعد هو أقصى مسافة القرب وأكثر احتواء لكائنين حتى يكاد حاجز الظن يضيق , يضيق فينقطع كحبل شُدّ من الجانبين ..


أتدري بأن الواشين الذين كانوا ينقلون في مواسير الريح كل شاردة وواردة رغبة في بناء حواجز بيننا يأسوا من تأثير تمائم أقاويلهم وطلاسم ظنونهم .


علمت بأن شمس أشرقت من كفك و بددت بخور طقوسهم كما علمت بأنه ليس هناك مفعول أبقى من سحر عينيك وهي ترمقانني بكل ثقة وترقب دبيب نمل عرج على عتبة بابي ليس الا ليلتقط قطعة سكر ذابت خجلا من خفة دمك ودماثتك المعهودة .


ولم استغرب عندما علمت بأنك تغار علي من ذكر النحل اذا ما وقف على أزهار غيابي , ثم علمت بأنك تغار علي من فراش رقيق الأجنحة زارني ذات مساء ممل و في أحلك ظمأه كان يلتمس كأسا من ضوء روحي حسبه ليقتبس مسقط الطيف على أهدابي وخاصة في لحظات استدعائي للذاكرة باجترار كلماتك المصبوغة بأوائل اللقاء والتي لم يختلف سحرها العابق حتى هذه اللحظة ..لا تستغرب لماذا أنا أتحول الى قطعة سكر تقاوم الذوبان درءا للاستهلاك بين ألسنة الآخرين وتتأهب للانتشار بين أزهارك لتلقح فيها لونا عصيا على الانزياح ..وكلما انعطفت بي الطريق إلى صوت أمس مازال يلملمني على يديك كقلادة تناثرت حبيباتها واعيد نسقها لغد أجمل فأجمل يأكل الصمت أصابعي وتشتعل الكلمات سرابا على ثغري ولكن لا تنس لك نصيب الاسد في سكر الكلام وكلام من السكر ويا سكري من الحكمة التي القطها من رمادك مازلت مأخوذة بك ..
أيا كل الجمال دعني أصمت من هذيان ينتعل الريح واصبح القبض على الصمت كالقبض على الجمر..دعني اصمت .


وعلمت أيضا بأنك تغار علي من قوافل عابرة تائهة ما اذا توقفت على نافذتي لتسأل عن أقرب طريق يطوي مسافاتها ويرخي وعثائها ..
ألا تدري ؟
المثل القائل : ليكن جلفا دلوني على القرب وليكن بعيدا دلوني على الدرب ..


وربما , وربما كل توجساتك ورصدك حتى ألحان دقات قلبي ودندنتي بالأغاني التي لا احفظ منها سوى مقطع واحد أصبحت تسجلها في كتاب الخلود وأن التأريخ بين يديك أصبح صولجانا يعيدني الى واقع يكتسي بي وأنا الثوب المخملي المطعم بخيوط الجوخ والخوخ , صنعت تاريخا يرتدي حلة اليقين متتبعا آثار الريح في ليل داعج الحدق مالئا صرة الزمن برنين عملة الثقة المتناهية بين الــ قلبين سيضيء الكون من حولنا بعناقيد مشكاةٍ وقودها بوحنا و ريح ترعى وعول زفيرك على مروج الوجد ..
وكلما أطلت أنا مدة صومي كانت خلجاتي تزداد توهجا وتحترق في ضواحي حضوري أنفاس أنفاس الغياب..


دعني في عوالمي البرزخية أهيم واتماهى في بحر صوتك الذي تستحم به أنهار دموعي كلما سقطت ورقة من شجرة صمتك .

حسنية تدركيت
11-05-2009, 11:44 PM
كلمات رائعة جدا , كما لو كنت أتابع لقطات مصورة باهرة وممتعة حد الدهشة

كوني بخير غاليتي :001:, وتقبلي مروري المتواضع

شريفة العلوي
12-05-2009, 08:56 PM
كلمات رائعة جدا , كما لو كنت أتابع لقطات مصورة باهرة وممتعة حد الدهشة

كوني بخير غاليتي :001:, وتقبلي مروري المتواضع

المبدعة الرائعة حسنية تدركيت
الروعة في مرورك الذي ترك في هذا المكان عطرا فائحة العبق
دمت بكل خير